Monday, January 22, 2007

المسؤلية التاريخية امام البعث: شاهين محمد/سياسي مستقل

المسؤلية التاريخية امام البعث

شاهين محمد :
سياسي مستقل

المواطن المستقل كان ينظر الى المستجدات التنظيمية والسياسية لحزب البعث بعين المراقب المهتم بشأن مستقبله من كافة النواحي، الاقتصادية، السياسية والاجتماعية، لما لهذه المستجدات من تاثير على نوع العلاقة بينه وبين المسؤل القادم في حلقات المجتمع، لان البعث قبل الاحتلال يقود الدولة بكل مفاصلها والتغيير الذي يحدث داخل الحزب ينعكس على حياة المواطن في العراق بما فيهم نحن المستقليين. ان اداء المسؤول الحزبي يتوقف على مقدار فهمه للعلاقة الصحيحة بينه وبين المواطن وتدخلت هذه العلاقة في عودة العديد من المسؤولين اللذين تراجع ادائهم الى مواقع ادنى. وكنا نعتبر نحن المستقلين ان البعث يجب ان يكون شفافا في التنظيم امام الجماهير ويسمح للمواطن ان يتدخل بشؤنه لان على عاتق البعث قيادة الدولة والمجتمع،. صحيح ان تنظيم البعث غير سري إلا ان المواطن المستقل بقي خارج اسوار او بالاحرى غير قادر على التأثير في تنظيم البعث رغم ان العلاقة بين المواطن والبعث علاقة جيدة ونوعية. (لايمكن باي حال ان نوجز علاقة بين طرفين امتدت لاكثر من 35 عام بصفحات فتكون السطور حتما عاجزه عن الايفاء بالحال).
اما بعد الاحتلال اصبح دور البعث مقاوما حزبا او افراد من اجل تحريرالبلاد من الاحتلال الامريا نكلو صيهو فارسي، ليس لان الوطن وحده مستهدف من الاحتلال وانما المبادئ التي رسخها البعث في جذور العراق وامتدت مؤثراتها في عموم الوطن العربي والنهج المقاوم لقوى الطغيان الصهيوي فارسي في المنطقة اضحت هذه القيم هي من اهم اهداف الاحتلال الاستراتيجية. لقد انطلقت المقاومة والتي اعد لها البعث العدة والعدد وهيئ ارضية مقاومة شاملة حيث تمكنت كل الفصائل المقاومة ان تستثمر هذا الاعداد لصالحها بشكل اذهل قوى الاحتلال. فالملتحق بالمقاومة بغض النظر من عنوانها جاهزا من حيث التدريب والاعداد الفكري والقدرة في التعامل مع الاوضاع الخاصة بالمقاومة من حيث التركيبة التنظيمة وسريتها والحفاظ عليها من الاختراق المعادي والتمسك بوحدة الهدف في اخراج المحتل من العراق بافدح الخسائر المادية والمعنوية والنفسية والسياسية.ولا اعتقد ان المقاومة بكل فصائلها بحاجة او تعاني من نقص في اي صفحة من صفحات القتال. وهذا ايضا ايجاز يحتاج استدراك جوانب عدة.
وتاتي مرحله هامة ومتوقعة للمناضلين ان يؤسر القائد، وتتوضح للعالم معالم هذا القائد في الشدائد الكبرى، وتجلى شموخه في المحكمة الصورية والتي حولها الى تثبيت وترسيخ مبادئ البعث الجهادية والمقاومة والنهضوية وفضح احقاد الاحتلال لهذا البلد والامة العربية والاسلامية وجعل الاعداء في حيرة من نوعية هؤلاء الشجعان. وبذات القدر الذي اذهل به الاعداء استلب قلوب كل العرب دون استثناء لاغيا كل المؤثراث التي حاكها الاعلام المتصهين خلال عقود عن القيادة العراقية ورمزها الشهيد صدام حسين. بذلك قدم الشهيد قيما جديدة او استنهض تراث البطولة والتضحية الى العالم العربي المعاصر الذي ارتهن للتنازلات والتميع وعدم الاستقلالية والارتخاء وابتعد عن الثوابت الحقيقية للانسان العربي الشهم والرافض للذل مهما قدم من تضحيات.
حاول اعداء الامة العربية الاستفادة من اسر القائد لصالح اجندتهم الاعلامية وسعوا بكل جهد ان يشيعوا الخوف والرهبة بين ابناء الامة العربية وظنوا بتساوي التأثير على الامـة وحكامها، فاضافوا فشلا اخر لمخططهم. لان الامة رأت بحق ان القادة يجب ان يكونوا مثل البطل صدام حسين حتى يمكن لامتنا الخروج من الهوان الذي تعيشه. واسره كان عاملا لتقوية شوكة المقاومة لانها سعت لان تفي لهذا القائد وترسل له رسالة تظامنية حقيقية والسير على خطاه.
وفي استشهاده اغتيالا من قبل اعداء العراق والامة العربية والاسلامية والعالم الحر، قدم امام العالم اجمعة شهادة ولادة الامة العربية من جديد بحلة الوفاء والتضحية والبطولة والرجولة العربية الحقة. ولم يذكر التاريخ ان رجلا ذهب الى لقاء ربه بهذه الهيبة والكبرياء وهو بين اعداءه. فاصبحت الامة العربية فخورة بقائدها وهو يضحـى من اجلها ولم يُـضحى به!،. وكما نذر نفسة لخدمة قضايا الامة العربية والاستشهاد في سبيل عز هذه الامة تمسك ابناء الامة به رمزا تاريخيا وعنوانا لمرحلة جديدة ستدفع بالتغييرات الايجابية على واقع الامة قريبا جدا.
لم يعد الشهيد صدام حسين رمزا للبعث او القوميين او الاسلاميين في الوطن العربي فحسب وانما امتدت رمزيتـه الى العالم الحر. وتاكد لنا ذلك من خلال تاثير عملية اغتياله على المسرح السياسي العالمي تاثيرا كبيرا ففي الهند اصبحت مدن تطالب باعادة تسميتها باسم صدام حسين،. وازدياد حالة النفور المطلق من سياسة الولايات المتحدة في العالم باسره وحتى حلفائها في ايران وعملاء ايران في بعض زوايا العالم العربي يعانون من العزلة والبغض من ابناء الامة العربية والاسلامية .
أن كل ما تقدم يدفعنا الى تصور مستقبل حزب البعث كقوى يجب ان تبقى وفية لهذا الرمز وتكون امام الامة والعالم امينة على صفات الرمز اضافة لمبادئ البعث المعلنة.
أنا لست متشائمأ لكني أتسـأل عن امكانيـة التطابق بين شخصية الشهيد صدام حسين والبعثي كفرد وحزب واظن ان الامر ليس هينـأ. فصفات الشهيد الرمز صدام ليست انفصالا عن الجذور التربوية وانما تجديد وتطوير لواقع جديد يجب ان يتحلى به البعثي. ومن البديهي ان السير على خطى الرمز يتطلب اعادة التفكير جديا بالانتماء لحزب البعث وفق ضوابط اراها صعبة، لان صفات الرمز ليس من السهولة تطابقها على الكثير. ففي مقدمة الصفات يجب ان يكون الايمان مترسخ في قلب المنتمي ايمانا صادقا حقيقيا كما شاهدناه عند الشهيد ابا الشهادتين لحظة اغتياله والتي نطقها بصوت ايماني رصين لاتتخلله اي ضعف في مخارج الكلمات ونهاياتها!،، والثبات والشجاعة والاقدام التي تحلى بها القائد في معترك النضال قبل وبعد الاحتلال وهي المرحلة التي تحققت بها صفات القائد بالواقع الملموس للمواطن العربي وفي العالم. والتضحية التي قدمها هي ميزة نادرة من الصعب التمثل بها للكثير!!. أما طهر الضمير فتلازم مع حياته بابهى صور النقاء لكل من عرفه عن قرب وتناولته كل وسائل الاعلام وحتى الباغضة له. فهل من الممكن ان يجسدها الجميع ؟. ان التضحية التي هي ركن اساسي في شخصية الرمز الشهيد والتي تمثلت بالتضحية بالاهل والولد والنفس (الجود بالنفس اسمى غاية الجود) تعني عدم اجترار المنافع الدنيوية الشخصية على حساب القيم . اما الكتمان الذي هو سلاح المؤمن كما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان). وقالها وشخصها الشهيد في مهزلة المحكمة قال نحن نعمل في غرفة لاتعرف الغرفة الثانية ما تعمل الاخرى لهذا جاءوا بجيوشهم واحتلوا العراق. فالاباحة بابسط الاسرار يعد مهلكة تنظيمية حتى لو جاء ذلك لغرص التباهي الشخصي او المعنوي للفرد او المجموعة، وهذا ما نسمعه بين الفينة والاخرى من منتمين او مقربين من الحزب،. فهل يستطيع المنتمي ان يتمسك بهذه الصفة.
المجد عند الشهيد ليست السلطة ومغانمها وانما المبادئ العليا للامة العربية والاسلامية والوفاء لها وهذا السلوك يعد تقدما اصيلا للبعث.
فهل للبعث القدرة على التمسك بقيم الشهيد وتطبيقها على واقعه التنظيمي الجديد،،لان عدم الالتزام بهذه القيم سيدفع بابناء الامة على جعل القيم مدخلا لتبلور تشكيلات تنتهج بمسيرته وفكره وكل خطوة يتقدم بها البعث لتطبيق صفات الشهيد الرمز تكون تطويرا وترسيخا لتاريخ هذا الحزب.
هذا لا يعني التخوف من الانشقاقات لانها تتعارض مع واقع الحال العراقي المقاوم والمجاهد، فلا يستطيع اي شخص او مجموع ان تنشق عن البعث وتثبت على ارضية الواقع المشار اليه،، لانها تحلم ان تكون بديلا. وهنا يمكن التذكير حاولت بعض الجهات ان تقدم نفسها بديلا عن البعث المقاوم فلم يستطيعوا ان يقدموا انفسهم قادرين على حل الاشكالية في العراق وهي ايقاف المقاومة فعندما تعرضوا بالسؤال عن قدرتهم بالتاثير فاذا بهم يطلبون الحماية من قوات الاحتلال ويطلبون الانظمام الى سجناء المنطقة الخضراء. وهؤلاء يمكن نصفهم ازدراءا (بعثيين تايوان) بالاشارة لعدم اصالة اي منتوج صناعي يشار اليه بتقليد تايوان.
ان الصعاب والمحن هي دروس لاستكشاف الاصيل وغيره، فهي بذلك تكون عامل تقوية وصلابة العود اذا ما تحقق النظر السليم بشروط الصراع مع الاعداء اللذين يأملون في اضعاف الجبهة التي تقاومهم،،. أن القوة هي التمسك بقيـم الشهيد الرمز. واخلاصا منا نعتقد ان على البعث ان يعيد النظر بتركيبته التنظيمية وفق شروط جهادية وغربلة الغث من السمين في الداخل والخارج.
وكمستقلين نرى ان على البعث والقوى السياسية الاخرى المجاهدة وعلى المستقلين كذلك مسؤولية تاريخية في اخراج المحتل وهذا يتأتـى من خلال السير على خطى التضحية التي سار عليها الشهيد الرمز ابو الشهادتيين.
واتمنى ان لايتحسس البعثيين من هذا التدخل في شـؤونه!!.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker