Articles to read...

Tuesday, June 10, 2008

100 مليون شخص مهددون بالسقوط في الفقر

مائة مليون شخص مهددون
بالسقوط في الفقر

لندن: د. أحمد عيسى
يعيش نحو مليار شخص في أنحاء مختلفة من العالم على أقل من دولار يومياً (حد الفقر المدقع)، في حين يعيش حوالي 1.5 مليار آخرين على ما بين دولار ودولارين يومياً (حد الفقر).. وقد صرح رئيس البنك الدولي "روبرت زوليك" مؤخراً بأن "ارتفاع أسعار الغذاء قد يدفع 100 مليون شخص إضافي إلى دائرة الفقر المدقع، ويمحو جميع المكاسب التي تحققت لأفقر مليار شخص خلال السنوات الماضية".
احتجاجات عنيفة ضد ارتفاع أسعار الغذاء والمواد الأساسية شهدتها "مصر"، و"الكاميرون"، و"هاييتي"، و"بوركينافاسو"، والبقية في الطريق تنذر باضطرابات أمنية وسياسية؛ فقد اندلعت في "مكسيكو سيتي" احتجاجات جماهيرية على ارتفاع تكلفة الخبز، وشهد "غرب البنغال" اندلاع نزاعات حول ترشيد حصص المواد الغذائية.. ولم تكن "السنغال" و"موريتانيا" وأجزاء أخرى من أفريقيا بمنأى عن ذلك؛ حيث شهدت أعمال شغب نتيجة لارتفاع أسعار الحبوب. أما في اليمن، فقد خرج الأطفال في مسيرات حاشدة ضد جوع الأطفال.
الفقراء ينفقون في المتوسط ما بين 50 و75% من دخولهم على شراء المواد الغذائية، ولا يثير ارتفاع أسعار الأغذية الاضطرابات فقط وإنما يهز اقتصادات الكثير من الدول، ويذكي مشاعر رعب غير مسبوقة، وحين ينعدم الأمن الغذائي ينعدم معه الأمن الاجتماعي السياسي..
فما السر وراء الأزمة؟ وكيف يحدث هذا في العصر الجديد للعولمة؟ وهل هي أزمة غذاء أم أزمة أخلاق عالمية؟ وهل ستستفيق بلادنا فتطبق أخلاق الإسلام وتأكل مما تزرع؟!
زيادة عالمية: وقد أعلنت منظمة الأغذية والزراعة أن 36 بلداً من بلدان العالم تواجه أزمة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والوضع سيستلزم تقديم مساعدات خارجية إليها، وقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العديد من تلك البلدان نتيجة للصراعات والفيضانات أو الظروف المناخية البالغة الشدة (1). وارتفعت أسعار القمح بنسبة 200%، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بصفة عامة بحوالي 75% منذ بداية هذا القرن.
ولكن تلك الزيادات مازالت شديدة الوطأة على ملايين المستهلكين من الفقراء، ومن المرجح أن تستمر الأسباب الجذرية لظاهرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأمد المتوسط، بسبب ارتفاع أسعار منتجات الطاقة والأسمدة، وضعف الدولار الأمريكي، وفرض حظر على صادرات المواد الغذائية، وزيادة حجم الطلب على المحاصيل الغذائية في إنتاج الوقود الحيوي، وخاصة في أمريكا وأوروبا، وموجات الجفاف التي ضربت أستراليا وبلداناً أخرى، وانخفاض المخزون العالمي من الغذاء.
ووفقاً لما ورد في التقرير الحديث "ارتفاع أسعار الأغذية: خيارات السياسات واستجابة البنك الدولي" (2)، فقد وصلت الزيادة في أسعار القمح العالمية إلى 181% خلال 36 شهراً حتى فبراير 2008م، وارتفعت الأسعار العالمية للمواد الغذائية عموما بنسبة 83%.. وترتفع الأسعار بصورة مذهلة، ففي شهر واحد فقط، قفزت أسعار القمح الأمريكي من 375 دولاراً إلى 425 دولاراً أمريكياً للطن، وأسعار الأرز التايلندي من 365 دولاراً إلى 475 دولاراً للطن، وكلا البلدين من البلدان الرئيسة المصدرة للحبوب..
وهناك شبه إجماع على أن اضطراب النمط المناخي التقليدي يعود إلى إضرار البشر بالبيئة، وهو الضرر الذي تسببت في معظمه تاريخياً الدول الصناعية الغنية وفي مقدمتها: "الولايات المتحدة" و"ألمانيا" و"فرنسا" و"بريطانيا" و"اليابان"..
يقول المدير العام لصندوق النقد الدولي: "ومن المرجح، بالنظر إلى الارتفاع الكبير في الأسعار، أن يواجه العديد من البلدان الفقيرة "عجزاً هائلاً" في الموازين التجارية.. الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث اختلالات في اقتصادات تلك البلدان".
ويقول رئيس مجموعة البنك الدولي: "إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يساهم أيضاً في تفاقم مشكلة سوء التغذية، وإن أزمة أسعار المواد الغذائية الآخذة في الارتفاع يمكن أن تعني (سبع سنوات ضائعة) في جهود مكافحة الفقر على مستوى العالم".

أسباب الأزمة
ارتفاع أسعار النفط الخام يعدُّ من العوامل الرئيسة التي أثرت بقوة على الاقتصاد الزراعي عن طريق زيادة الأسعار في كافة مراحل إنتاج وتوزيع الغذاء.
الضغط على المعروض الغذائي في الأسواق العالمية أما أسبابه: فبعضها موسمي مثل الجفاف الذي ضرب محصول القمح في بلدان رئيسة منتجة مثل "أستراليا" و"كازاخستان"، وأدى إلى تراجع محاصيل "المغرب" في الموسم الماضي، أو الصقيع الذي أضر بالزراعة "السورية" و"الأردنية" مثلاً هذا الموسم.. وإضافة إلى ذلك، ينظر كثير من المزارعين والمهندسين الزراعيين وخبراء الأمراض بقلق للتفشي المقبل من الأمراض، الأمر الذي يهدد غلة المحاصيل في صوامع الغلال الرئيسة في العالم.
وما يزيد من كون الأزمة أزمة غنى وفقر أن الدول الصناعية، تريد الاستعاضة عن الوقود التقليدي بوقود حيوي من المنتجات الزراعية، وينعكس ذلك على المعروض من الغذاء، فدول أمريكا اللاتينية مثلاً مطلوب منها تحويل قدر كبير من الذرة والقمح الذي تنتجه إلى "إيثانول" لتموين السيارات الأمريكية والأوروبية بوقود رخيص، وطبعاً تجد تلك الدول الزراعية الجنوبية أن الوقود من الزراعة أربح لها من بيع الحبوب، دون إدراك لعواقب ذلك على تغذية مواطنيها وشعوب العالم، حيث يُستخرج "الإيثانول" من الذرة وقصب السكر، بينما تُستخدم المحاصيل الزيتية في إنتاج الديزل، وهذا يهدر 100 مليون طن من الحبوب.. وعلى سبيل المثال يتطلب استخدام 240 كيلوجراماً من الذرة أي ما يكفي لإطعام شخص واحد لمدة عام كامل من أجل إنتاج 100 لتر من الإيثانول لملء خزان سيارة رياضية حديثة، وسمَّى منسق الأمم المتحدة للطعام ذلك بالمجزرة والجريمة ضد البشرية.
تجريف الأراضي الزراعية لصالح الشركات الصناعية العالمية الكبرى.. وحسب تقارير منظمات الأمم المتحدة، فإن نسبة الأراضي المحمية في العالم الآن لا تتعدى 12% فقط، كما أن نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية تتعرض للاستغلال الكثيف، ما يؤدي إلى تآكل التربة (التبوير أو التجريف) وهو تطور لا يقل خطورة عن التغيرات المناخية السلبية.
نمو السكان وزيادة الطلب في الصين والهند على اللحوم، حيث يُستخدم 760 مليون طن من الحبوب لإطعام الأنعام (تحتاج 8 كيلوجرامات من الحبوب لتحصل على كيلوجرام واحد من اللحم البقري).. ففي الصين ارتفع معدل استهلاك الفرد من اللحوم من 20 كيلوجراماً إلى 50 كيلوجراماً خلال ربع القرن الماضي الأخير.

مشكلة الماء: ويتعدى الأمر إلى استخدام الماء، فالحصول على كيلو جرام واحد من القمح يحتاج إلى حوالي 2000 لتر من الماء، وللحصول على كيلوجرام واحد من اللحم البقري نحتاج إلى 13000 لتر من الماء!

أخلاقيات السوق
سيزداد الفقراء (المستوردون) فقراً، والأغنياء (المصدرون) غنى.. خذ مثلاً القمح، وانظر الجدول تر موقع "مصر" و"إندونيسيا" و"الجزائر" و"المغرب" من المأساة، وتتعجب كيف تتحول مصر بنيلها العظيم إلى أكبر مستورد للقمح في العالم!
ورغم ما يبدو من خطر المجاعة؛ إلا أن كمية الغذاء التي تنتج وتحديداً المحاصيل الزراعية الغذائية لم تشهد نقصاً حاداً بقدر ما ارتفعت الأسعار.. ففي العام الماضي، كان الإنتاج العالمي من الحبوب 2.1 بليون طن (أعلى 5% من العام الذي سبقه) ولكن نصفها فقط يصل إلى الأفواه.. وضاعف من المشكلة أن تلك الأسعار المرتفعة لا تعود على المزارعين، وإنما تذهب للشركات الكبرى والتجار العالميين في الحبوب والمحاصيل الزراعية.
ورغم زيادة الطلب على الأغذية، من حبوب ولحوم، خاصة من اقتصادات سريعة النمو إلا أن العرض ليس بالسوء الذي تصوّره التصريحات الحالية، فإلى جانب الضغط على الموارد هناك أيضاً مضاربات وسوء توزيع وممارسات احتكارية وانتهازية تسهم في دفع الأمور إلى حد الأزمة.. وكذلك يسهم كبار أثرياء العالم في زيادة أسعار الغذاء عبر المضاربة على أسعاره وتحقيق مئات المليارات من الدولارات من الأرباح السهلة والسريعة على حساب المليارات من فقراء العالم..
وقد دخلت صناديق الاستثمار الخاصة سوق السلع بكثافة، هروباً من عدم اليقين الذي ساد الأسواق المالية، وانهيار العملة الأمريكية، حتى صناديق الثروات السيادية للدول Sovereign Wealth Fund (SWF) التي غالباً ما تستثمر في السندات والأصول العقارية بدأت في تنويع محافظها الاستثمارية عبر دخول أسواق السلع.. كل ذلك أدى إلى ارتفاع أسعار تلك السلع، ومنها الزراعية والغذائية، عبر المضاربات الهائلة على عقودها الآجلة.
الهوامش

Labels:

إنتاج "الوقود الحيوي" من الحبوب

إنتاج "الوقود الحيوي" من الحبوب
تورنتو: زينب المتولي

برزت مؤخراً مشكلة جديدة في قائمة الأزمات العالمية، وأضحت تضاهي "الإرهاب" في تهديد أمن العالم، ألا وهي "أزمة الغذاء" وما يتضمن ذلك من نقص حاد في كميات المواد الغذائية الأساسية، وبالتالي ارتفاع جنوني لأسعارها.
واهتمام العالم بهذا الأمر الآن لا يعني أنه كان مكتفياً غذائياً في السابق؛ فالجميع يعلم أنه يوجد الملايين ممن يعيشون تحت خط الفقر، كما هو الحال في بعض دول قارة أفريقيا وكذلك في قارة آسيا..
ولكن الجديد الآن هو أن أزمة الغذاء أصبحت تطال دولاً متقدمة مثل: بريطانيا، التي تستورد 37% من موادها الغذائية، ونصف حاجتها من الخضار و95% من الفواكه، ناهيك عن تأثر الدول النامية والفقيرة بهذا النقص المفاجئ والحاد، مما أدى إلى إثارة اضطرابات وقلاقل سياسية كما حدث في "مصر" و"الفلبين".

إجراءات.. وخطط مستقبلية
وفي مقاطعات "تايلاند" المشهورة بزراعة "الأرز"، اعتبرت حالات السرقة بسبب غلاء الأسعار، الأولى من نوعها منذ أزمة النفط في منتصف السبعينيات.. وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن إنتاج الأرز سيهبط إلى أدنى مستوى له منذ منتصف السبعينيات، وأن إنتاج القمح سينخفض أيضاً إلى أدنى مستوى له منذ عام 1946م.
وبينما يتوقع خبراء أن تبقى الأزمة قائمة إلى ثلاث أو خمس سنوات قادمة، بدأت حكومات الدول الفقيرة والمتضررة باتخاذ إجراءات للحفاظ على أسعار منخفضة للمواد الغذائية المحلية لضمان اكتفاء السكان الفقراء منها.. فقد حظرت كل من "الهند" و"باكستان" و"فيتنام" تصدير الحبوب، كما منعت "مصر" تصدير الأرز لمدة ستة أشهر ابتداء من الأول من أبريل الماضي.
وقد صرح رئيس البنك الدولي "روبرت زويلك" بأن أزمة الغذاء العالمية تتطلب الاهتمام العاجل من زعماء العالم، وناشد الدول المانحة أن تتبرع عاجلاً لمنع حدوث انخفاض عمليات توزيع الغذاء على الفقراء.. وقال مسؤول برنامج الغذاء في الأمم المتحدة "كريك بارو": "حسب تقديرات برنامج الغذاء، فإنه بحاجة إلى مبلغ 500 مليون دولار ليتمكن من توصيل الغذاء إلى 73 مليون شخص في أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى ممن يحتاجون إلى المساعدة"، وأوضح أنه بينما كانت المجاعة سابقاً تنحصر في المناطق الريفية، فإنها اليوم امتدت إلى المناطق المتحضرة.. وأضاف: "هذا هو الوجه الجديد للفقر، فالطعام متوفر في الأسواق، ولكن لا يستطيع الناس شراءه"، كما ذكر أن عجز الغذاء سوف يمتد إلى الشعوب الغربية المتقدمة كما هو الحال في "اسكتلنده".
وعن الخطط المستقبلية أشار "زويلك" إلى أن البنك الدولي، بالتعاون مع الدول المحتاجة في أفريقيا، سيعمل على تنفيذ ما أسماها ب"الثورة الخضراء" التي تهدف إلى التحول عن سبل المعونة التقليدية في إيصال الغذاء للفقراء، وزيادة الإنتاج الزراعي المحلي إلى حد يسد حاجة الناس من المواد الغذائية وإنشاء أسواق محلية للتداول.

بنجلاديش.. وشبح المجاعة
وتعتبر "بنجلاديش" من الدول المعرضة لخطر شح الغذاء، كما ذكرت ذلك وكالة الصحافة المتحدة، وتحدث مراقبون ومن بينهم مستشار وزارة الغذاء في بنجلاديش عن إمكانية أن يصبح 30 مليوناً من السكان البالغ عددهم 150 مليوناً عرضة للمجاعة.. وقد كانت البلاد تواجه حتى الآن مشكلات عدة، منها النقص المتزايد في الأراضي الزراعية بسبب أعمال التصنيع والتحضر، والتزايد المستمر في عدد السكان، وفيضانات وأعاصير دمرت ثلاثة ملايين طن من المحاصيل الزراعية، وتركت الملايين من البشر بدون مأوى.
ولذلك فإن الارتفاع الحاد في أسعار الأرز بنسبة 30%، وهي المادة التي تشكل أساس غذاء السكان، أدى إلى أزمة كبيرة في الدولة التي يعيش فيها ما يقارب نصف السكان على أقل من دولار واحد في اليوم، وخرج ما يقرب من عشرة آلاف من عمال النسيج في مظاهرات طالبوا برفع أجورهم لمواجهة شبح ارتفاع الأسعار، وبينما تحاول الحكومة جاهدة التعامل مع الأزمة بفتح متاجر في كل مكان في الدولة لبيع الأرز المدعوم حكومياً، إلا أنها تبقى مهددة بالسقوط.
أسباب ارتفاع الأسعار
واتفق المراقبون والمحللون الاقتصاديون على أن من أهم أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية مؤخراً ارتفاع أسعار المحروقات، وبالتالي ارتفاع تكلفة تخصيب التربة وتكلفة نقل المحاصيل، مقترناً بانخفاض في الإنتاج نتيجة لأسوأ جفاف حصل لأستراليا على مدى قرن، والذي أدى إلى انخفاض إنتاج القمح بنسبة 60%.
ومن أهم أسباب ارتفاع الأسعار أيضاً، وهو سبب حديث من نوعه، إنتاج الوقود الحيوي "الإيثانول" المستخرج من الذرة والسكر ومحاصيل زراعية أخرى، والذي شجعت كل من "كندا" و"الولايات المتحدة" الأمريكية ودول أخرى على إضافته إلى وقود الجازولين، وذلك لتقليل الاعتماد على النفط، وخفض نسبة التلوث في البيئة وظاهرة الاحتباس الحراري.
وأصبح جل اهتمام المزارعين متوجهاً إلى زراعة تلك المحاصيل وبيعها لا لتصير خبزا يطعم البشر وإنما لتصير وقوداً يغذي وسائل النقل.. واقتطعت أجزاء من الأراضي المخصصة لزراعة القمح وفول الصويا؛ لأجل زراعة الذرة وقصب السكر وبيعهما لصانعي الوقود، مما أدى إلى نقص شديد في محاصيل القمح وفول الصويا، وبالتالي ازدياد أسعارهما بشكل خيالي.

الوقود الحيوي
وتشن شخصيات غربية هجوماً حاداً على استخدام المحاصيل الزراعية لصناعة الوقود الحيوي بدلاً من توجيهها للاستهلاك البشري، فقد دعا رئيس الوزراء البريطاني "جوردون براون" المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي إلى إعادة النظر في الدور الذي يلعبه إنتاج الوقود الحيوي في رفع أسعار المواد الغذائية، حيث قال: "نحتاج الآن إلى أن نتفحص التأثير الحاصل على أسعار الغذاء من مختلف طرق إنتاج الوقود الحيوي".
وذكر المحلل الاقتصادي "بول بروجمان" في مقاله عن أزمة الغذاء أنه بالإضافة إلى رفع الأسعار، فإن إنتاج "الإيثانول" قد أتى بنتائج عكسية على البيئة وأدى إلى تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري؛ بسبب نزع الغابات وقطع الأشجار من أجل زراعة محاصيل القصب على أجزاء من أراضي الغابات.
وبحسب صحيفة ال"جارديان" البريطانية، فإنه بالرغم من أن 20% من محصول الذرة في الولايات المتحدة الأمريكية قد ذهب لصناعة الوقود الحيوي في العام الماضي، فإن هذا الكم من الوقود صالح لاستخدام 2 % فقط من السيارات هناك.. وقال "ديفيد كاميرون" من حزب المحافظين في بريطانيا، في انتقاده لسياسة تصنيع الوقود الحيوي: "باستطاعتنا إطعام شخص لمدة عام كامل من الحبوب التي تستخدم لتعبئة صهريج وقود واحد لسيارة رياضية".. كما صرح "روبن ماينارد"، من رابطة التربة الأمريكية، لصحيفة "صنداي هيرالد" قائلاً: "إن الولايات المتحدة تزرع حالياً سدس محاصيل الحبوب من أجل السيارات، وهذا جنون"!
وبالإضافة إلى الوقود الحيوي، فإن أسباباً أخرى لرفع الأسعار لا يمكن أن تغفل، ومنها إقبال شعبي "الهند" و"الصين"، وهما من أكثر الشعوب عدداً، على تناول اللحوم بعد أن كان اعتماد وجبات السكان الهنود على الخضار بشكل رئيس، والصينين على المأكولات البحرية.. إلا أن تأثير العولمة وإقبال الناس على تناول الوجبات الغربية مثل: الهمبورجر تطلب إنتاج كميات كبيرة من اللحوم، وبالتالي تربية أعداد أكبر من الدواجن والمواشي؛ مما يستلزم زراعة كميات كبيرة من العلف والحبوب لإطعام تلك الحيوانات.

Labels:

Tuesday, June 03, 2008


مشكلة واشنطن مع أعوانها في العراق

محمد عارف
شكا المريض للطبيب من داء النسيان. سأله الطبيب متى بدأ يشعر بالداء؟.. قال المريض: "أي داء دكتور؟!"... قد تصور هذه النكتة حوار أعضاء "نادي الصيد" في بغداد مع السياسي العراقي أحمد الجلبي الذي دعاهم لتأييده في الانتخابات القادمة. وكيف يمكن من دون نكات الاستماع إلى هجوم الجلبي على الولايات المتحدة التي استخدم دباباتها للاستيلاء على "نادي الصيد" خلال الغزو، وتحويل النادي إلى مقر لحزبه (المؤتمر الوطني)، ولم يخرج منه إلا بقرار من رئيس الحكومة آنذاك أياد علاّوي. ورحم الله طباخي النادي وخدمه الذين ذُبحوا بعد ذلك بأسابيع في أسِّرتهم من قبل جناة مجهولين!
و"مهما يكن الشيء الذي يؤلمك لا تخبر به أحداً". يلتزم العراقيون بهذه الحكمة السومرية في تصديق الجلبي الذي يعتبر الرمز الأكبر للاحتلال عندما يقول لهم: "لو استعرضنا الأمور بواقعية وجدّية لِما تحقق طيلة السنوات الخمس، فسنرى أن الأميركيين لم ينجزوا مشروعاً كبيراً واحداً في العراق، سوى بعض المشاريع الصغيرة هنا وهناك ومشاريع الحواجز الكونكريتية". ويردف الجلبي كلامه بتعليق ساخر: "ما شاء الله!".
و"ما شاء الله" على الجلبي إعلان مسؤولي الخارجية والدفاع الأميركيين في بغداد قطع العلاقات معه. وهذه رابع مرة تقطع واشنطن علاقاتها بالجلبي، وتتهمه بأنه "غير أهل للثقة ومحتال". وهذا ما كان يقوله حرفياً قبل الاحتلال "الكلب الناطق" الذي زرعته وكالة المخابرات المركزية في القصر الجمهوري ببغداد. وقد تتسع خاتمة المقالة للتذكير بقصة "الكلب الناطق" الذي طردته واشنطن لأنه كذب ادعاء الجلبي بأن العراق يطور أسلحة الدمار الشامل.

وهل غير القصص المسلية تجعل العين تذرف دموع الضحك بدل البكاء عند سماع شكوى الجلبي من "استهتار الشركات الأمنية الأجنبية بحياة العراقيين"؟.. يلوم الجلبي في ذلك حاكم الاحتلال "بول بريمر" لإصداره "الأمر رقم 17" القاضي بإعطاء الحصانة للشركات الأجنبية. ويتحدى الجلبي أعضاء "البرلمان العراقي" الذي فشل في دخوله أن يطرحوا مشروع قرار يلغي أمر بريمر. ولا نعلم في حال إصدار البرلمان قراراً كهذا لمن تكون السيطرة على صناعة الأمن التي تحقق أكبر الموارد في البلد بعد صناعة النفط.
ويمكن تقدير الأرباح المترتبة على ذلك من كلفة تأمين الحماية للجلبي التي تتحملها الدولة. فالجلبي يتحرك في موكب يتكون من 20 عربة مسلحة تحمل مسلحين شاكي السلاح. وينطلق الموكب في بغداد بسرعة تبلغ 160 كلم في الساعة. يذكر ذلك مراسل صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الذي يصف كيف تغلق العربات المسلحة تقاطع الطرق، وتقيم نفقاً متحركا لمرور سيارة الجلبي البيضاء، ثم تتسابق العربات مجتازة الموكب لغلق التقاطع التالي. وعندما يغادر الجلبي السيارة في جولة تفقدية خارجية يحيطه جنود أميركيون وعراقيون، وشرطة عراقيون، وحرس خاص.
ومع أعوان لواشنطن، كأحمد الجلبي، ما حاجتها إلى الأعداء؟.. وقد عادت المصادر الأميركية العليا في بغداد للحديث عن "عمالة" الجلبي المزدوجة لطهران. وكان ذلك سبب القطيعة معه عام 2005 وغزو القوات الأميركية مكاتبه في بغداد. وينصب الاتهام الآن على علاقة الجلبي مع العميد قاسم سليماني، قائد ما يُسمى "لواء القدس" في قوات "الحرس الإسلامي الإيراني". وهذا اتهام ظالم لا يأخذ بنظر الاعتبار مهمة الجلبي كرئيس هيئة إعادة بناء خدمات الماء والكهرباء والصحة في البلد. هل يمكن القيام بذلك من دون مساعدة سليماني الذي يُقال إنه الحاكم الفعلي للعراق؟!.. والسؤال ليس نكتة بالنسبة للمسؤولين الأميركيين الذين ذكروا أنهم قطعوا علاقاتهم بالجلبي استجابة لطلب رئيس الوزراء نوري المالكي!
وتنبه تعليقات العراقيين في الإنترنت على كلام الجلبي إلى صراع المصالح بين الأسر الحاكمة الجديدة. وينبغي أن تكون قلوب أعضاء "نادي الصيد" من صخر ليسمعوا حديث الجلبي عن "استشراء الفساد في جهاز الدولة العراقية" من دون أن ينفجروا بالضحك. فهو يذكر الحاضرين بأنه تحدث "في هذه القاعة قبل سنتين.. عن مسلسل الفساد الذي حصل في وزارة الدفاع والذي كلف الدولة مليار دولار". وينتقد الرأي العام ومجلس النواب لعدم إبداء الاهتمام المناسب لحجم المشكلة، ويأسف على حال "الذين تصدوا لهذا الفساد في مفوضية النزاهة وأصبحوا في النتيجة هم الملاحقون"!
قد يطمئن هذا الكلام أغنياء الاحتلال الذين أصبحوا أعضاء في "نادي الصيد" إلى أنهم بمنجى من النزاهة. ولمن بقي في النادي من النخبة العراقية المثقفة تسلية أنفسهم بقراءة آخر كتاب صدر عن الجلبي بالإنكليزية. عنوان الكتاب "الرجل الذي دفع أميركا للحرب"، ويقدم مؤلفه "آرام روستن" مادة صالحة للدراسات الأنثربولوجية، حين يلقي الضوء على الشجرة المتداخلة لأسر أصحاب المصالح، ويروي قصة انهيار "إمبراطورية الجلبي" بعد وفاة عميد الأسرة عبد الهادي الجلبي عام 1989، وظهور أحمد الجلبي، أصغر أبنائه على مسرح الأحداث.
ويُستهل الكتاب بمشهد أحمد الجلبي وهو محاط بمراسلي الصحف في مكتبه في "المنطقة الخضراء" يوم 28 أبريل 2005. "حدثان مهمان وقعا للجلبي وأسرته في ذلك اليوم، أحدهما سياسي والآخر مالي". الحدث الأول الذي كان سبب حضور الصحفيين هو تعيينه بمنصب نائب رئيس الوزراء، ووزير النفط بالوكالة. وتلك كانت أول مرة يصبح فيها الجلبي البالغ آنذاك الستين من العمر عضواً في الحكومة. والحدث الثاني توقيع "المصرف التجاري العراقي" على "اتفاق استراتيجي" مع "كارد تيك" في لندن، وهي شركة مختصة بالبطاقات المصرفية الأوتوماتيكية. مدير "المصرف التجاري العراقي" حسين الأزري، حفيد شقيقة الجلبي، ومدير شركة "كارد تيك" جعفر أغا جعفر، ابن أخت الجلبي، الذي يساهم في ملكية الشركة.
ولعل هذا ما يعنيه الجلبي بدعوته في "نادي الصيد" إلى "استنهاض الروح الوطنية لدى العراقيين" واعتبار ذلك "ورقة رابحة". فتاريخ العراق لم يشهد سياسياً كالجلبي كرس مواهبه لدعم قوانين وإجراءات تدمير أسس الروح الوطنية والمواطنة، بدءاً من فرض الحصار الاقتصادي على البلد 13 عاماً، وحل الجيش والقوات المسلحة والأمن، واجتثاث الأجهزة الإدارية، ونهب أرشيف وسجلات الدولة. ويذكر وزير دفاع حكومة الاحتلال علي علاّوي في كتابه الصادر بالإنكليزية "احتلال العراق"، أن "حزب الدعوة" و"المجلس الإسلامي الأعلى" دعيا إلى الإلغاء الفوري لقرار الحصار الاقتصادي، لكن حزب الجلبي (المؤتمر الوطني) وحزب أياد علاّوي (الوفاق الوطني)، أصرا على المضي في فرض الحصار إلى النهاية.
ولا يعلم إلاّ الله ما فعله الحصار بملايين العراقيين، الذين لا يخبرون أحداً بما يؤلمهم. لأجل عيونهم نروي قصصاً مسلية كقصة "الكلب الناطق" المنشورة هنا في 2/10/2003. وقد يتذكر بعضهم أن "الكلب الناطق" عُرض للبيع مقابل 10 دولارات بعد طرده من الخدمة. وعندما استغرب الناس سعره الرخيص قال بائع الكلب: "هذا أكبر كلب كذاب بالتاريخ... لا عاش بالقصر الجمهوري... ولا سافر لواشنطن بحياته. عُمره ما طلع من البيت، وكل وقته قضّاه يلعب بالكومبيوتر والإنترنت"!


Labels:

صراع جمهوريات العراق الجديد

صراع «جمهوريات العراق» الجديد حول الحدود



فاضل الربيعي


2008-05-26
لم يكن ينقص نموذج «العراق الجديد» الذي سهر الأميركيون عند مهده طوال السنوات الخمس المنصرمة - وهي سنوات شقاء وعذاب لا مثيل لها وقد يصعب تخيّلها، للسكان والجنود الغزاة و «الحكام» والقادة السياسيين على حدّ سواء- سوى نوع فريد من النزاعات حول الحدود، يمكن أو يجب أن تنشب بين المحافظات.
هذا ما حدث مؤخراً حين رفعت محافظة كربلاء «الشيعية» عقيرتها بالصراخ ضد «جارتها السنيّة» محافظة الأنبار، لأنها تمددّت حتى بلدة «النَخْيب»، فما كان من الأنبار إلا أن ردّت على الصراخ بصوت عال، مدّعية «الحق التاريخي المُغتصب»!.
وفي الواقع، تعود جذور هذا التنازع بين المحافظتين إلى سنوات نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، حين أعادت حكومة رئيس الوزراء الراحل عبدالكريم قاسم تعريف «الألوية» (أي المحافظات) في إطار محاولتها إعادة النظر في التقسيم الإداري البريطاني. وكان العراقيون آنذاك يستعملون التعبير الإداري «لواء» بدلاً من «محافظة». في ذلك الوقت نشب خلاف إداري محض، خالٍ تماماً من أي ظلال مذهبية أو سياسية أو ثقافية، بين المحافظتين حول بلدة النخَيْب، لكنه سرعان ما انتهى بتسوية ودّية، بما أن الجميع يقطنون في وطن واحد. اليوم، تتفجرّ المشكلة من جديد، وتتخذ طابعاً «مذهبياً» صارخاً.
توقيت إثارة مشكلة البُليدة الصغيرة الشعثاء هو المثير للاهتمام. فهي انفجرت غداة إقرار قانون «انتخابات المحافظات غير المُنتظمة في إقليم»، وقبل أربعة أشهر تقريباً من تنفيذ القانون (شهر أكتوبر القادم)، بما يعني أنه سيظل خلافاً قابلاً للأخذ والرّد حتى وقت طويل، وقد يتحول إلى مشكلة سياسية-مذهبية على حدود «جمهوريتين» متوقعتين: جمهورية كربلاء وجمهورية الأنبار. بيد أن المثير للاهتمام أكثر من مسألة التوقيت هذه، أن الأميركيين أخذوا في الآونة الأخيرة يُكثرون من استخدام تعبيرات مثل: الأنباريون وشعب الأنبار، وشعب كربلاء. كما أن وسائل الإعلام في واشنطن تحرص على ترسيخ المصطلحات الجديدة. فما هي دلالة نشوب نزاع بين محافظتين عراقيتين «شيعية وسنية» في هذا الوقت بالذات؟
إذا ما وضعنا هذا الخلاف في إطاره الحقيقي، فإن خطورته ستظل محدودة، وربما لا قيمة لها على صعيد تقرير السياسات العامة في البلاد، لأنه خلاف إداري تقليدي وربما فلكلوري. أما إذا وضعناه في سياق المشكلات الطائفية المحتدمة، فإنه سوف يتخذ عاجلاً أم آجلاً صبغة مذهبية وسياسية عويصة.
وفي هذا النطاق، يروي التاريخ الشعبي العراقي رواية طريفة عن نزاع فلكلوري نشب ذات يوم بين بلدتي «عانة» و «راوة» غرب العراق حول مياه النهر. ويبدو أن سكان البلدتين وجدوا حلاً طريفاً: أن يقسموا النهر بواسطة حبل يفصل «وهمياً» بين المياه الجارية في أراضي البلدتين. وتقول رواية شعبية يرويها السكان عن أنفسهم وجيرانهم، كيف أن أهالي راوة كانوا يخرجون ليلاً بقضّهم وقضيضهم وهم يحملون الجرار والأواني ليغرفوا من حصة العانيين، وليضيفوها إلى حصتهم، بينما يخرج العانيون في اليوم التالي ليفعلوا الأمر ذاته، بينما يواصل النهر جريانه غير عابئ بهذه اللعبة الساخرة بين المتنازعين. بيد أن عالم السياسة قد لا يعرف هذا النوع من الطرائف التي يحكيها المتنازعون، وهو بخلاف عالم التاريخ الشعبي قد لا يتقبّل هذا النمط من المزاح المتبادل، ذلك أن صراع الإرادات السياسية حول المياه والحدود والثروات والسلطة بين العراقيين بات اليوم قانوناً صارماً.
وهذا هو مغزى تشريع قانون «المحافظات غير المُنتظمة في إقليم»، وحرص الأميركيين على الإسراع في تطبيقه قبيل موعد الانسحاب المتوقع. وللمرء أن يتخيّل كيف ستعالج المحافظتان هذه المشكلة حين تصبحان، كل من جانبها، ضمن «إقليم» مذهبي شيعي وسني! ومن غير أدنى شك، فإن مشكلة «فلكلورية» من هذا النوع يمكن أن تصبح، بين ليلة وضحاها، مادة ُمفجرّة لنزاعات مماثلة حول الحدود بين محافظات الأقاليم، وربما بين محافظات الإقليم الواحد.
ليس دون معنى أبداً أن الأميركيين يسارعون مع كل معركة «ضد الإرهابيين» أو «المسلحين» أو «الخارجين على القانون» في الجنوب كما في غرب العراق كما في وسطه وصولاً إلى العاصمة بغداد، إلى نصب حواجز إسمنتية عملاقة بين الأحياء وفي الشوارع بحجة «منع إطلاق الصواريخ»، ثم سرعان ما تصبح هذه الحواجز جدراناً عازلة كما هو الحال في الأعظمية والشعلة والغزالية والصدر ومئات القرى والبلدات. وفقط تذكّروا أن الإسرائيليين أقاموا الجدار العازل في الضفة الغربية بحجة «منع إطلاق الصواريخ»؟.
أما في العراق الجديد المؤهل لأن يصبح «عراق الجمهوريات» بسهولة، فليس من قبيل التشاؤم أن يُقال إنه يتجه إلى نمط جديد من الصراعات حول الحدود بين جمهورياته. هذه الجمهوريات التي لن تفصل بينها حواجز جمركية أو «أمنية» وحسب، بل سوف تفصل بينها جدران عملاقة من النوع الذي يُبنى اليوم على حدود العراق مع السعودية، وبين مصر وغزة وهلمّ جرا.

وسقى الله أيام صراع الراويين والعانيين حول مياه النهر. لقد كانوا يتنازعون ويضحكون ويقولون لبعضهم: ما «أصغر عقلنا».. نتصارع حول «جرة ماء» أو «قطعة أرض» ونحن أبناء وطن كبير!

كاتب عراقي

Labels:

Thursday, May 29, 2008

Tuesday, May 27, 2008

صدام يحث العراقيين علي القتال..
وينتقد دول الجوار.. والمقاومة تبدأ بالمنشورات
مرافقوه يروون كيف خرج من بغداد متجها الى الانبار.
والفلوجة تستقبله بـ200 من رجالها
بغداد ـ القدس العربي ـ من ضياء السامرائي:
خلال الفترة التي نشرت فيها رسائل الرئيس العراقي الراحل صدام والمنشورات التي تحمل توقيعات متعددة واسماء مختلفة، يستذكر رئيس وحدة الامن في فنادق فلسطين مريدان المقدم وسام المسعودي كيف كانت عناصر الاستخبارات والجيش الامريكي ينتشرون ويتوزعون بين اجنحة الفندق مبلغين اقسام الصحافة بانواعها بضرورة الابلاغ عن أي شخص يحمل رسالة او تسجيلا، مذكرين ان الرئيس العراقي مطلوب دوليا ويجب عدم التعاون معه. ورغم ذلك لم يتعاون معه أحد علي الاقل في الفترة التي كنت ادير فيها الفندق وهي شهران بعد احتلال بغداد.
واضاف المسعودي ان كل رسالة كانت ترسل من الرئيس صدام او من قبل الجماعات المسلحة، كان الغضب يظهر علي وجوههم وكانت تشكل كارثة وكان الإحساس يظهر ان الرئيس قريب جدا من المكان لا وبل وصلت الأمور الي حد يعتقدون أن صدام يسكن احد أجنحة الفندق.. لان الرسائل كانت تحمل عبارة المقاومة والتصدي للوجود بينما يصر الامريكان عبر بياناتهم ان النظام انتهي ولا توجد أعمال مسلحة تذكر في بغداد.
يقول المرافق سعد حميد: كان الرئيس يجد تجاوبا شعبيا من خلال بثة لرسائله التي تحث علي القتال والجهاد ضد الاحتلال وقرر الاكثار منها في سعي من تأصيل فكرة بداية المقاومة التي اعتبرها المرحلة الاساس في التصدي للقوات الاجنبية في العراق.
ويضيف حميد: ان الرئيس كان يكتب الرسالة عندما تأتي الاخبار عن طريق جهاز المخابرات ان الاوضاع في الشارع العراقي بدأت في التحسن خاصة وان الامريكان فشلوا في ادارة البلاد او تعيين حكومة جديدة تحل محل النظام العراقي.. كما توجد فصائل متعددة تبنت عملية قتال الامريكان.
ويضيف حميد ان الرئيس صدام ارسل مع المرافق محمد المسلط رسالة هي الاخيرة في التاسع من ايار (مايو) التي كتبها في بغداد بعد ان وصلنا منطقة ابو غريب ومكثنا عشرة ايام عند احد قياديي حزب البعث وكان قد مر علي احتلال بغداد شهر كامل.
صدام يحض العراقيين علي المقاومة وينتقد الدول المجاورة للعراق
وكانت القدس العربي نشرت السبت 10/5/2003 نص رسالة مكتوبة بخط اليد منسوبة إلي صدام حسين، يدعو فيها العراقيين إلي جعل المساجد مركزا للمقاومة ، مهاجما بشدة كل الدول المجاورة للعراق.
وهي الرسالة الخطية الثانية المنسوبة لصدام، بعد رسالة أولي وصلت إلي الصحيفة نفسها ونشرت في 30/4/2003.
وجاء في الرسالة التي نشرت السبت 10/5/2003:
أدعوكم يا أبناء العراق إلي أن تجعلوا المساجد مركزا للمقاومة والانتصار للدين والإسلام والوطن، وأن تشعروا العدو أنكم تكرهونه فعلا وقولا .
وأضاف في الرسالة: حافظوا جميعا علي الوطن، واسعوا جميعا إلي المقاومة، وإياكم ثم إياكم أن تمكنوهم من نفطكم وثرواتكم، قاوموا قاوموا قاوموا وقاطعوا المحتل وأعوانه، وهذا واجب ديني ووطني .
وانتقد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في هذه الرسالة الدول المجاورة للعراق.
فقد اتهم النظام السوري بأنه احتضن معارضين خونة، وسمح لهم بالتخابر مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ومع بريطانيا ولم يسمح لمقاومين بالبقاء أياما ، وفقا لنص الرسالة المنشورة.
كما اتهم النظام السعودي بأنه سمح للغزاة بتدنيس أرض الرسول، فأنفق وحده ضد العراق القومي المسلم فوق ما يتصور العقل خدمة للعدو الصهيوني وأمريكا ، ووصف النظام الكويتي بالفاجر والكذاب والخائن ، علي حد قوله.
وعن إيران قال: إن الفئة الحاكمة في إيران ناصرت النفاق والتآمر علي العرب والإسلام بكل ما أوتيت من خباثة ، معتبرا أنها احتضنت جواسيس أمريكا ضد العراق، وساعدت في حصار العراق، وفضلا عن ذلك فإنهم المستفيدون الوحيدون مما يجري ، بحسب الرسالة.
ورأي أن المسؤولين الإيرانيين عنصريون، وليس لهم علاقة بالنضال الإسلامي .
واتهم أيضا النظام الأردني بأنه يسعي للترويج للمشروع الصهيوني بعد أن وقّع عار جريمة وادي عربة ، في إشارة إلي معاهدة السلام مع إسرائيل التي وقعها الأردن في 1994.
كما اتهم تركيا بأنها طوال سنوات تسمح للطائرات الأمريكية والبريطانية بقتل إخوتكم وأبناء بلدكم . واعتبر صدام حسين في الرسالة أن كثيرا من الأسرار لو كشفناها لتغيرت قناعات وحقائق بخصوص شخصيات وأحداث. لكن الحقيقة الآن التي يجب العمل بها هي مقاومة الاحتلال وطرده وسحقه
وأكد مجددا (كما فعل في الرسالة الأولي المنسوبة إليه) أن الخيانة هي سبب هزيمة الجيش العراقي، موضحا أنها جاءت من ناس هان عليهم دينهم ووطنهم وأمتهم وعرضهم، لقاء ثمن مهما كبر فهو بخس بحجم ما ألحقوا بالعراق من أذي . ودعا ضمنا إلي نقد ذاتي ولكن في فترة لاحقة، قائلا: حين يكون هناك وقت ومكان لمراجعة التجربة سنفعل بروح ديمقراطية لا تخضع لأجنبي أو صهيوني
وكانت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد الأسترالية قد ذكرت أن فريقها تلقي في 7/5/2003 شريطا صوتيا منسوبا إلي الرئيس العراقي صدام حسين يدعو فيه أيضا إلي مقاومة الأمريكيين.

ألعملية الاولى للمقاومة العراقية


للتاريخ وللذاكرة العربية حتى لا ينسى العرب

العملية الأولى للمقاومة العراقية

التي قادها المجاهد الشهيد صدام حسين يرحمه الله


واقعة الأعظمية


10 نيسان 2003

محمد ألأعظمي

صبيحة التاسع من نيسان ، كان الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ، في منطقة اليرموك، شوهد عند بوابة جامع أم الطبول، مع بعض من رفاقه، ومنهم الشهيد طه ياسين رمضان، ونجله الشهيد قصي، ووزير الدفاع سلطان هاشم وبعض القادة وبعض المرافقين.. توجه القائد نحو الأعظمية، مر على مقهى النعمان الشعبي، تحدث الى صاحبها، ترك منطقة رأس الحواش، إتجه الى الساحة المواجهة الى جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، تجمع الأهالي حوله.. وهم يرحبون بالرئيس القائد.. صعد فوق سطح إحدى العربات المرافقة .. تحدث الى الجماهير المحببة اليه.. ألقى كلمة تم بثها من فضائية ابو ظبي كآخر خطاب علني لقائد العراق والأمة.. في هذا المكان أستمع القائد الى ملاحظات الأهالي، ومن بين توجيهاته: ( دافعوا عن بلدكم.. لا تدافعوا عن صدام حسين.. هذا بلدكم .. العراق يتعرض الى الاحتلال ) .

كما طلب القائد رفع صورته من الجدارية الكبيرة عند مدخل جسر الأئمة .. ومن المفردات في حركة القائد ذلك اليوم، ان السيارة التي كان يتنقل بها، عندما انهى سيادته اللقاء مع الجماهير وأراد ان ينطلق، ومع الإستدارة قرب الرصيف دخلت فسيلة نخل صغيرة بين العجلة وما فوقها فعجزت العربة عن الحركة، فتركها القائد وانتقل الى سيارة أخرى.. أنتقل القائد الى جامع عبد العزيز في الأعظمية.. وعندما طل الليل الثقيل على العراق.. جاء مساء 10 نيسان .. بدأت معركة القائد ..بأسلوب جديد.. وواقع جديد.

هكذا ولدت المقاومة الوطنية .. تحول القائد من الموقع الرئاسي، الى المقاتل الأول .. دارت المعركة الأولى للمقاومة العراقية، بقيادة المقاتل صدام حسين، في الأعظمية شارك معه، بعض أفراد حمايته، وبعض فدائيي صدام، وبعض الفدائيين العرب، وبعض الرفاق البعثيين ضمن تنظيمات المنطقة وبعض الأفراد من الأجهزة الأمنية.. بدأت المعركة الأولى (معركة مجابهة) وجهاً لوجه، تم استخدام القاذفات والأسلحة الرشاشة.. قصف الأميركان اول مسجد في بغداد، ألا وهو مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان وكذلك دمروا ساعة المسجد، العراقية الصنع - صنعت من قبل آل محسوب في ورشتهم في شارع الشيخ معروف سنة 1936 - وإستمرت المعركة من شارع الى شارع.. وفي أزقة الدور القديمة خلف مقبرة الإمام وقرب مسجد صالح أفندي أحرق الأميركان (2) سيارة من سيارات الحماية المرافقة للشهيد القائد، وتكبد الأميركان مر الهزيمة في الأعظمية، لقد كانت المعركة مباغتة لهم وسريعة وفيها سقطت أجساد مقدسة، وكانت خسائر العدو واضحة في الصباح، بين تدمير لعدة دبابات او في العربات ، نوع "همر" المحترقة.. إستبسل الجميع وهم يقاتلون بصحبة القائد.. وبعد المعركة، إختفى القائد عن الأنظار في " المغتسل " القريب من المقبرة، وفي الصباح زار إحدى العوائل القريبة، وتناول الفطور عندهم.. قام أهالي الأعظمية بدفن الشهداء في الحديقة الخلفية للأمام أبي حنيفة النعمان، المطلة على نهر دجلة.. ومن يمر على مقبرة الشهداء، تطالعه لوحة عند مدخل الباب كتب عليها: (شهداء واقعة الأعظمية 10 نيسان 2003)..
والشهداء المدفونون فيها هم كل من الشهداء:
1. خالد سعيد الخطيب : سورية.
2. المرحوم.. مجهول الهوية، عربي الجنسية
3. محمد السيد خليل العيسى: مصر
4. المرحوم.. مجهول الهوية، عربي الجنسية
5. المرحوم.. مجهول الهوية، عربي الجنسية
6. موسى ابراهيم الدريكر: سورية
7. علي شحاذة المرعي: سورية
8. محمد اسعد المحمد: سورية
9. محمد نبيل فستقي: سورية
10. فادي .. : سورية
11. احمد النقرش: سورية
12. مأمون مصطفى موسى: سورية
13. نزار شهاب احمد العبيدي: العراق
14. منير محمد نصيف الحديثي، العراق
15. عبد الكريم صبيح إسماعيل القيسي، العراق
16. سعد مهدي صالح القره غولي، العراق
17. محمد موسى جاسم الخشالي، العراق
18. شاكر محمود سلمان الصفار، العراق
19. مثنى عبد الرحيم العبيدي، العراق
20. محمود نصيف سعيد، العراق
21. بشار عبد الرزاق حنوش الأعظمي، العراق
22. يوسف ياسين طه علي البوحيات
23. محمود نصيف عيد آل إسماعيل يونس
24. كريم عباس علي الجنابي، العراق
25. حيدر محمد شعلان آل سكران
26. أقدس ناجي
27. ناطق إياد ناطق
28. سعد صالح زكي الأعظمي، العراق
29. زاهر حسين علي
30. علي حسين مكي الأعظمي، العراق
31. وليد شهاب احمد العزاوي، العراق
32. جبار محمد جاسم الزوبعي، العراق



Labels:

Mr. President!


يا فخامة الرئيس
بقلم الشيخ عائض القرني

على إسرائيل أن تطمئن ولا تخاف من مفاعلات إيران النووية، فلن تكون إيران أغْيَر من العرب على أرض العرب، ولن تكون أحرص على أرض الإسلام من سلالة المهاجرين والأنصار، وما دام العرب عجزوا عن فتح بيت المقدس، فإيران أذكى من أن تورّط نفسها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
وبيت المقدس في التاريخ الإسلامي فُتِح مرتين على يد قائدين مسلمين عظيمين صالحين هما:
عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي تجمعهما التقوى والزهد والعدل والشجاعة، ولن يفتح بيت المقدس إلا قائد تقي زاهد عادل شجاع، ولا يفتحه قائد جاء على دبابة الاستعمار فلا بد للفتح من نكاح لا سفاح، وفي الحديث الصحيح: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»،
وغالب الرؤساء تولّوا برتبة عريف، فكان أول مرسوم لهم أن ترقوا إلى رتبة فريق، اقتباساً من الآية (فريق في الجنة وفريق في السعير)، أما الجيوش العربية فغالبها متهيئة للانقلابات في بلادها، فكل دولة عربية في الغالب تتربص بجارتها وتتوعّدها بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وغالب الشوارع العامة في الدول العربية مرفوعة فيها أقواس النصر وصور القائد الرمز الملهم الضرورة، حتى أني دخلتُ بلداً عربيّاً، وإذا صورة الرئيس القائد على الجسور وعليه النياشين والنجوم، وعيناه كعيني الصقر، وهو يشير بيده للجماهير كأنه ليث كاسر وتحت قدميه عبارات سر بنا إلى الأمام، يا حبيب الملايين، ويا نصير المستضعفين، مع العلم أن ثلث الشعب من المشرَّدين، والثلث الآخر من المسجونين، والثلث الباقي يبيع الحلقوم والجوارب على طريق السالكين: * وحـدويّون والبلاد شظايـا ـ كل جزء من جسمهـا أجزاءُ * ناصريّون نصـرهم أين ولَّى ـ يوم داست على الخدود الحذاءُ * ماركسيّون والجماهير جوعى ـ فلمـاذا لا يشبـع الفقـراء؟ والعرب مشغولون بذكرى أعياد كبرى، مثل ثورة 7 تموز، يوم أكل الناس قشر الموز، وثورة 9 كانون يوم ذاق الشعب النون وما يعلمون، و5 آب يوم سفَّت الجماهير التراب، وهذه الثورة المجيدة تمّت بمؤامرة لاغتيال الرئيس السابق في آخر الليل، وبهذه الطريقة صار العرب نكرة في المحافل الدولية:
* ولا يجوز الابتداء بالنكره ـ ومن أجاز ذاك فهو بقره. والعرب شجعان في الحروب الأهلية أو مع جيرانهم العرب، ففتح وحماس، في كرب وباس، كل يحطّم رأس أخيه بالفاس،
وحزب الله وعدنا بنصر الله في القدس، فإذا القتال في بيروت تحت شعار (إذا جاء نصر الله والفتح)، والسودان يفور، من الخرطوم إلى دارفور، كأنه على دافور،
وقادة الجهاد السبعة في أفغانستان تقاتلوا في ما بينهم، وكل منهم مجاهد شهيد، وخصمه منافق رعديد.
والسلاح العربي غالبه (خردة) انتهت صلاحيته؛ لأنه بيع في عهد برجنيف وبعضه من عهد ديغول، والجماهير تصفّق بمناسبة افتتاح مستوصف في قرية من القرى وفتح طريق مسفلت طوله 3 كم، وكثيرٌ من الشباب عاطل عن العمل بعدما أكمل دراسته إلى رابعة ابتدائي ليلي من محو الأمية، وأخذ كل شاب هراوة بيده، وهم يرقصون ويرددون (الحسود في عينه عود)، وما أدري من هو هذا الحسود الغبي الذي حسد العرب ولم يحسد أهل الاختراعات والاكتشافات، والذين احتلوا المريخ وعطارد بعدما احتلوا البحار والقفار، وأنز لوا حاملة الطائرات (إيزن هور) في مياه الخليج لتحمل مائة طائرة وكل مسمار من مساميرها كتمثال فخامة الرئيس.
إذاً فعلى إسرائيل أن لا تخاف حتى يظهر مثل عمر وصلاح الدين؛ لأن الماركة مسجّلة والبضاعة لا بد أن تكون من شركة مكّة الربانيّة النبوية، عليها دمغة:
(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) تربّوا في (بيوت أذن الله أن تُرفع) وهم من كتيبة (يحبهم ويحبونه) العلامة الفارقة (سيماهم في وجوههم)، والأمة التي رُزِقت عادل إمام سترزق بإمام عادل.

عائض القرني

Labels:

طارق عزيز... من هو؟





لم أقابل السيد طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي السابق، ولم يكن بيننا اي اتصالات هاتفية او غيرها، مثل جميع المسؤولين العراقيين السابقين، رغم العلاقات الوثيقة التي كان يقيمها الرجل مع العشرات، وربما المئات، من الكتاب والصحافيين والأدباء بحكم ثقافته الواسعة وموقعه لسنوات عدة وزيرا للإعلام والثقافة، ولكني اعترف بانني شعرت بالمهانة، والالم الشديد، وانا أري الرجل يقف في قفص الاتهام، بتهم ملفقة، بقتل اربعين تاجرا، وامام محكمة هزلية تكشف عن مدي تدهور القيم والأخلاق، بل انعدامها كليا، في العراق الامريكي الجديد.
السيد عزيز لم يقتل بعوضة طوال حياته، داخل الحكم او خارجه، لأنه لم يتول اي منصب تنفيذي، وظل دائما وجها حضاريا، ليس للنظام فقط، وانما للعراق بجميع اطيافه وتعدديته، فقد كان رجلا معروفا بأدبه الجم، وثقافته الواسعة، وحسن القول واللفظ، ودماثة الخلق، بحيث استحق احترام الجميع، الاعداء قبل الاصدقاء. كان خطيبا بارعا يدافع عن قضايا الأمة وسيادة العراق، في المحافل الدولية بلغة انكليزية رفيعة، وربما لهذه الميزات، التي لا يتمتع حكام العراق الجدد بأي منها، والذين لا يعرفون غير لغة القتل وسفك الدماء والتطهير العرقي، ارادوا محاكمته وربما اعدامه.
لا نلوم هؤلاء، فقد انكشفت سوءاتهم، وبانت عوراتهم، وشاهدنا والعراقيون جميعا، الكوارث التي حلت بالعراق بسببهم، ولكننا نلوم هذا العالم الغربي المنافق الذي ظل يحاضر علينا لأكثر من خمسين عاما حول الديمقراطية، وحقوق الانسان، والقضاء المستقل، ويصمت علي احتجاز رجل مريض، لاكثر من خمس سنوات، دون اي محاكمة، ثم يسمح بتقديمه الي المحاكمة اخيرا، بتهم يعرف جيدا انها ملفقة وكاذبة، تماما مثل اكاذيبه عن اسلحة الدمار الشامل.
ليس السيد طارق عزيز الذي يستحق الوقوف في قفص الاتهام، وانما جميع افراد المجموعة التي تواطأت مع الاحتلال الامريكي قبل وبعد حدوثه، ووفرت له الغطاء الشرعي لقتل مليون ونصف مليون عراقي بريء، وتشريد خمسة ملايين آخرين، وتحويل من تبقي من ابناء العراق الي حقل تجارب لمختلف اسلحة الدمار الامريكية، وحرمانهم من ابسط الخدمات.

السيد طارق عزيز لم يتآمر مع الاعداء لفتح اراضي بلاده امام الغزاة، ولم يحولها الي مقبرة جماعية، ولم يجعلها تحتل المرتبة الاولي كأكثر بلدان العالم فسادا. كما انه لم ينهب، او يشارك في نهب 84 مليار دولار يتنعم بها بعض رجالات العراق الجديد وأسرهم في العواصم الاوروبية.
مشكلة السيد عزيز انه رجل ضرب مثلا في الوفاء لوطنه، ورفض الهرب الي المنافي الآمنة وهو القادر والمرحب به، مثلما رفض كل العروض والمغريات للتعاون مع الاحتلال ضد رئيسه وزملائه وأهله، والانقلاب علي قيمه ومبادئه واخلاقه، وفضل البقاء خلف القضبان، متحملا المرض والحرمان واهانات السجانين الامريكان، علي ان يكون حرا طليقا موصوما بتهمة الخيانة والتآمر.
ومن المفارقة انهم يتحدثون عن محاكم عادلة وسيادة القانون، وهم الذين لم يقدموا مجرما واحدا من الذين قطعوا الرؤوس، وخرقوها بالمثقاب، او الذين سرقوا المال العام، او حولوا اقبية وزارة الداخلية الي زنازين تعذيب حتي الموت. قضاؤهم زائف طائفي ومسيس، يوظف لخدمة الاحتلال، والحكام العاملين في خدمته، وتكفي الاشارة الي ما قاله السيد موفق الربيعي مستشار الامن القومي (اين الأمن) في حديث صحافي بانه هو الذي طلب من اسرة الخوئي اعادة تحريك مذكرة الجلب الصادرة بحق السيد مقتدي الصدر وتقديمه الي المحاكمة بتهمة قتل السيد مجيد الخوئي بعد عودته من منفاه في لندن، فلماذا جري تجميد هذه القضية، ولماذا المطالبة باحيائها؟
انهم يقدمون مثلا سيئا في كل شيء، وهم الذين وعدوا العراقيين بالأمن، والامان، والرخاء الاقتصادي، وتقديم النموذج الافضل في القضاء العادل المستقل. فلم يكن مفاجئا بالنسبة لنا ان يعترف القاضي رؤوف عبد الرحمن، الذي اصدر حكما بالاعدام علي الرئيس الراحل صدام حسين في قضية الدجيل، بان طريقة تنفيذ الحكم كانت غير حضارية ومتخلفة ويقول انه لا يوجد في القانون العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية اعدام علني بهذه الطريقة، وفي ايام الأعياد والمناسبات الوطنية، لأن الاعياد هي ايام للمحبة والتصالح وليس الاعدام .
فاذا كان السيد رؤوف يعترف بان ما يجري ليست له علاقة بالقانون العراقي، فبأي قانون يحكم اذن، ولماذا يقبل ان يترأس المحكمة المهزلة مرة اخري بعد ان رأي، مثل مئات الملايين، الطريقة الاجرامية الهمجية التي اعدم بها رئيس عراقي حافظ علي وحدة العراق، واستقلاله، وأمنه، لأكثر من ثلاثين عاما، وأقام دولة قوية مهابة الجانب، مع اعترافنا المسبق بانه لم يكن ديمقراطيا، وارتكب العديد من التجاوزات بحق خصومه، ولكن هل يقذف السيد المالكي وزملاؤه في الحكم، التيار الصدري، والذي ارتكب في عرفهم جريمة المطالبة بانهاء الاحتلال الامريكي، بالورود والرياحين والأرز.. ثم هل تعامل هؤلاء مع المتمردين في البصرة بغير القتل والابادة والاستعانة بالدبابات الامريكية لسحقهم.. واخيرا نسأل السيد المالكي وزملاءه عما اذا كان قدم اكثر من 500 من عناصر تنظيم جند السماء الشيعي السلفي الي محاكم عادلة، ام ان حكمه بادر بإبادتهم جميعا يوم عاشوراء، ودفنهم في مقبرة جماعية؟
السيد موفق الربيعي فضح النظام القضائي ومنفذي احكامه مرة اخري، عندما تراجع عن روايته التي اطلقها عبر شاشة (سي.ان.ان) يوم اعدام الرئيس صدام حسين ووصفه حينها انه كان منهارا، حيث قال السيد الربيعي في حديث صحافي، ان الرئيس العراقي هو الذي قال له لا تخف مما يعني في نظرنا انه هو الذي كان خائفا، وليس ذلك الشخص الشامخ الذي تقدم الي المقصلة، بخطي ثابتة، وصلابة نادرة، مرددا الشهادتين، ومؤكدا علي عروبة العراق ونصرة فلسطين العربية. ويحسب له ان السيد الربيعي اعترف ايضا بان ممارسات مخجلة وقعت لجثة الرئيس بعد اعدامه من قبل حراس العدالة يتعفف عن ذكرها ويتبرأ منها.

السيد طارق عزيز ينتمي الي زمن مختلف، وعراق مختلف، عراق كريم اصيل مستقل، عراق غير طائفي، تتعايش تحت خيمته مختلف المذاهب والأعراق، وينام في عهده العراقيون وابواب بيوتهم مفتوحة علي مصراعيها. عراق كان شعبه يتلقي حصته الغذائية بالتساوي مع مطلع كل شهر دون نقصان او تأخير رغم الحصار الظالم. عراق يتدفق فيه الماء والكهرباء الي البيوت، وتتوفر فيه الخدمات الاساسية، وثلاجات الموتي في مستشفياته خالية من الجثث المجهولة الهوية، والمشوهة من شدة التعذيب.
يكفي السيد عزيز شرفا، وهو الذي كان يشرف بنفسه علي توزيع كوبونات النفط ان اسرته تعيش علي الكفاف في العاصمة الاردنية، وانه لم يتدخل مطلقا لدي رئيسه صدام حسين، صديقه الحميم، عندما اعتقل ابنه زياد بشبهة الفساد، بينما اسر حكام العراق الجدد يتنعمون بالمليارات التي سرقها بعض الذين تولوا مواقع وزارية لأشهر معدودة فقط، فالعراق بالنسبة الي هؤلاء مشروع ترانزيت لنهب اكبر قدر من الثروات والعودة بسرعة الي المنافي الاوروبية التي طالما اشتكوا منها، وحملوا النظام السابق مسؤولية لجوئهم اليها، وهم الذين يحنون الي بغداد ومسقوفها ولياليها القمرية الرائعة.
لو كنت محامي السيد طارق عزيز لنصحته ان يلتزم الصمت المطبق، احتقارا لهذه المحكمة ولقضاتها وشهودها ومدعيها، لانه لا يمكن ان يكون متهما، ولم يرتكب اي جريمة او جنحة، بل هم المتهمون، ثم انه ارفع من ان يترافع امام هؤلاء الذين لا يمكن ان يوصفوا بغير كونهم مجرد ادوات في يد المحتل الامريكي، يحاولون تزيين وجهه الوحشي البشع، وتكفي الاشارة الي انهم واسيادهم لا يؤتمنون علي المعتقلين انفسهم، ولا يستطيعون محاكمة جندي واحد من العاملين في شركة الأمن الامريكية الذين قتلوا عشرات العراقيين واغتصبوا العديد من العراقيات الماجدات.
السيد طارق عزيز لا يحتاج الي محامين للدفاع عنه امام قضاء فاسد مأجور فاقد الشرعية، فهو اشرف من ان يبرئه هذا القضاء، وادانته له هي ارفع الأوسمة، فهو سيظل عزيزا وهم الأذلاء.

Labels:

Sunday, May 04, 2008

الحقيقة المرة في واشنطن والعراق

الحقيقة المرة في واشنطن والعراق
بقلم :جو غالاوي




كلما اقتربت نهاية ولاية الرئيس جورج بوش، أصبحت التقديرات الخاصة بالوضع في العراق أكثر دقة وأمانة، لاسيما من جانب الأطراف الرئيسية المعنية بالقضية. فللنظر إلى التعليقات التي وردت على لسان الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في العراق أثناء وجوده في الكابيتول هيل مؤخرا:
ـ هناك تقدم ولكنه تقدم «هش»
ـ ليس هناك ضوء في نهاية النفق
ـ ليست هناك نهاية منتظرة في الآفاق

وقال السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر ان كل شيء في العراق أصبح في غاية الصعوبة، غير أنه قال إن هذا لا يعني أن الأمر مستحيل. كان هناك قدر كبير من الحذر والواقعية يميزان ما قاله بترايوس وكروكر، حيث لم يكن بوسعهما أن يتحليا بأي قدر من التفاؤل في وقت تشهد فيه الساحة العراقية تناحرا حول آبار النفط في مدينة البصرة في الجنوب وفي بغداد في حين تشهد المناطق الأخرى من البلاد سخطا شعبيا على عجز القوات الأمنية العراقية.
وفيما ظهر رئيس الوزراء العراقي المدعوم من قبل أميركا نوري المالكي وهو يشيد بالعمليات التي قامت بها قواته ضد جيش مقتدى الصدر، شهد العالم أجمع انسحاب أكثر من 1000 جندي تابعين لحكومة المالكي أمام أخوانهم من الشيعة مسلمين إياهم ما لديهم من ذخيرة وأسلحة.
قوات الصدر في مدينة الصدر الواقعة في العاصمة العراقية شنت هجمات صاروخية على المنطقة الخضراء المحصنة، التي تحتوي على مقار القيادة العسكرية الأميركية وحكومة المالكي والبرلمان. ثم حدث أن توغلت القوات العراقية والأميركية في مدينة الصدر، غير أنها قوبلت بمقاومة عنيفة أدت إلى تجرعهم خسائر كبيرة. كل هذه الوقائع أكدت هشاشة المكاسب الأمنية التي قيل إنها جاءت بسبب الزيادة في القوات الأميركية.
إن التصاعد الأخير في حدة العنف في العراق ينبغي أن يلفت الانتباه إلى طبيعة ونوعية تلك المكاسب وإلى فشل حكومة المالكي في الاستفادة من فترة التقاط الأنفاس، التي جاءت على حساب القوات والأموال الأميركية، وعدم استغلالها في تحقيق أي مكاسب سياسية في دولة قطعت أوصالها الحروب والصراعات الطائفية.
الصور التي تم بثها من البصرة ومدينة الصدر أجابت على أسئلة عالقة بشأن ما إذا كان الجيش والشرطة العراقية لديهما الكفاءة والقدرة على ملء الفراغ الذي ستتركه قوات الأمن الأميركية بعد انسحابها. في حال إقدام الحكومة العراقية على إرسال قواتها الأمنية لقتل إخوانهم في العقيدة فإن عزيمتهم على القتال ستتلاشى.
وفي ضوء هذه الحقيقة، فإن بترايوس قد اقترح بشكل منطقي خطة قبلها الرئيس بوش لمواصلة التقليص المخطط للقوات الأميركية الإضافية، حتى يجري سحب هذه القوات كلها بحلول منتصف الصيف الحالي، ومن ثم التوقف عن أي انسحابات إضافية لمدة 45 يوما أخرى لتقويم الوضع.
لقد ظهر بوش علنا في عدة مناسبات بعد التقائه بترايوس وكروكر، حيث تحدث عن ثمار الانتصار في العراق وعن الحاجة إلى البقاء هناك. وقال إن الموقف في العراق صعب غير أن الحرب لن تكون بلا نهاية، وبدلا من أن يواجه أوجه النقص الواضحة التي يعانيها حلفاؤه من العراقيين، وأوجه النقص في سياسته هو شخصيا، فإن الرئيس الآن يلجأ إلى إلقاء اللوم على إيران، محملا إياها كل ما يجري في العراق.
لسوء حظ بوش، فإن التدخل الإيراني قد ساعد على إنهاء القتال في البصرة. فما حدث بالتحديد هو أن رئيس جيش القدس التابع لقوات الحرس الجمهوري الإسلامي الإيراني قد توسط للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين قوات الأمن العراقية وجيش المهدي التابع للصدر.
كان من السهل غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين. وكان من السهل أيضا إطلاق شرارة العنف الطائفي. لقد توقع بوش وتشيني ورامسفيلد وزملاؤهم من المحافظين الجدد أن تُستقبل قواتنا استقبال الفاتحين في العراق، وأن الحرب لن تكلفنا سوى 50 مليار دولار، وأن الأمر لن يستغرق سوى 3 أو 4 أشهر حتى يتسنى تنفيذ ديمقراطية جيفرسون في الشرق الأوسط.
غير أن الخروج من العراق الآن وبعد مرور خمس سنوات من القتال أصبح أكثر صعوبة من علم الجبر الصيني، وذلك بعد أن بلغ عدد الضحايا الأميركيين أكثر من 4 آلاف جندي وضحايا العراقيين مئات الألوف إلى جانب تكلفة مادية تقدر بنحو 3 تريليونات دولار في حال توقفت الحرب غدا.

ما هو عدد الضحايا من الأميركيين والعراقيين الذين يجب أن تُزهق أرواحهم قبل 20 يناير المقبل حتى يستطيع جورج بوش أن يتباهي بالقول إننا لم ننهزم في العراق أثناء عهده، وأنه لم يهرب من المسؤولية أبدا، وأنه لم يكن تنظيم القاعدة ولا إيران هما اللذان هزمانا في العراق، وإنما كان الديمقراطيون هم من هزمونا؟.

«البيان» 5-5-2008

Labels:

Monday, April 28, 2008

حول تخرُصات المُحتلين وعُملائهم باعتقال المجاهد عزة الدوري

بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق
أواخر نيسان 2008
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي
قيادة قطر العراق
امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة حرية اشتراكية
بيان /حول تخرُصات المُحتلين وعُملائهم باعتقال المُجاهد عزة إبراهيم الدوري
يا أبناء شعبنا المجاهد يقيناً أنكم تدركون ان المُحتلين الأميركان وحُلفائهم الصهاينة والإيرانيين وعُملائهم الأراذل شنوا قبل العدوان والاحتلال وبَعَده.. حَرباً إعلامية نفسية شرسة مُوازية للحرب العدوانية العسكرية الغاشمة ضد الشعب العراقي الصامد، واستهدفوا في حربهم المقيتة هذه المقاومة العراقية الباسلة ومجاهدو البعث الذين أقضوا مضجعهم.. فبعد أسرهم للقائد المجاهد الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه وإحالتهم الى المحاكم الصُورية الباطلة واغتيالهم، واغتيال ما يزيد على 120 ألف بعثي من بين ما يزيد على المليون من المجاهدين من أبناء الشعب العراقي البطل.. راحوا يُلاحقون الرفيق المعتز بالله المُجاهد (عزة إبراهيم الدوري).. ويَحلمون باعتقاله، فبين الحين والآخر ومنذ العام 2004 وبعد بروز دوره الواضح في إعادة بناء الحزب وقيادة فصائل المقاومة المُجاهدة كقائد أعلى للجهاد والتحرير راحوا يُطلقون الأكاذيب حول اعتقاله تارةً.. وتسريب الأخبار عن وفاته أطال الله عمره تارة أخُرى.. ولم يزد ذلك الرفيق المُجاهد (عزة إبراهيم) ومُجاهدو البعث والمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية إلا إصراراً وعزيمة على مواصلة جهادهم الباسل وتصعيد عملياتهم البُطولية وتكبيد المُحتل الأميركي الغاصب مُر الهزائم والدروس.
يا أبناء شعبنا المقدام ومقاومة المحتلين تدخل عامها السادس مُتوجة بأكاليل الظفر والنصر المُبين وبَعد أتساع القاعدة الجماهيرية لفصائل المقاومة البطلة وسَيرها الحثيث في طريق التوحد وتنسيق عملياتها الجهادية بوجه المُحتلين وعُملائهم، وبعد تهاوي ما يُسمى العملية السياسية وتصدعها وإهترائها، وتوظيف المُحتل الأميركي لجلاوزتها من العملاء أمثال المالكي في تسعير الاقتتال الطائفي بل الاقتتال بين أبناء الطائفة الواحدة عبر تصعيد الاقتتال بين الميليشيات الأجرامية (بدر) و(جيش المهدي) وعصابات حزب الدعوة والمرتبطة جميعها بالنظام الإيراني وبالإشراف المباشر لقوات ما يُسمى بفيلق القدس و (الحرس الثوري الإيراني) عبر المدعو قاسم سُليماني الذي يُسميه النظام الإيراني بـ (مسؤول الملف العراقي)، بَعدَ ذلك كله و بَعدَ فشل السعي الأميركي المحموم عبر تحريك بَيادقه المعروفة أمثال العميل الطالباني لرأب صدَع (العملية السياسية).. يستمر الطالباني في تشدقه المُضحك بما يُسميه (ربيع العراق السياسي) في الوقت الذي تسيل دماء أبنائه عزيزة زكية بحراب المحتلين وعملائهم والميليشيات العَميلة لأميركا وإيران في شوارع البصرة وبغداد وديالى.. وكربلاء والنجف ونينوى والأنبار وغيرها من محافظات العراق ومُدنه الصابرة، والعميل الطالباني يواصل الحديث عما يُسميه عودة (التوافق) و (العراقية) و (الفضيلة) وغيرها للحكومة وذلك بدعم رايس التي سارعت الى زيارة العراق.. وحضور مؤتمر (دول جوار العراق) في الكويت وقبله إجتماع دول (مجلس التعاون الخليجي) في البحرين وراحت تحث هذه الدول على عودة سفرائها الى العراق.. و (شطب الديون)، والتي راحَ العميل المالكي يستجدي هذه الدول بـ (شطب الديون).. ووقف إستقطاعات (التعويضات) بعَد إنبطاحه أمام الدول الأوربية في بروكسل ودعواته الفاضحة لهذه الدول بالقدوم للمشاركة في عقود إنتاج النفط العراقي أي نهبه لعقود طويلة قادمة من الزمن ويعدهم بان حكومته ستُشرع قريباً ما يُسمونه (قانون النفط والغاز) الذي يُتيح نهب ثروة العراق النفطية بأغطية قانونية باطلة وزائفة بل مُهترئة مُمزقة.
يا أبناء شعبنا المغوار وامتنا العربية المجيدة في هذا الوقت بالذات الذي ظهَر به العميل المالكي في مؤتمر (الكويت) الأخير قزماً صغيراً عارياً على حقيقته مُتوسلاً الدعم للبقاء على كرسي العمالة المُزدوجة لأميركا وإيران تستذكرون بفخر واعتزاز الموقف البطولي والجريء للمُجاهد (عزة إبراهيم الدوري) بوجه العملاء والخونة في مؤتمر قمة الدوحة الذي مهَدَ للاحتلال والذين سَهلوا الاحتلال وسخروا قواعد علي السالم في الكويت والظهران في السعودية والسيلية في قطر وخدمات الأسطول الخامس في البحرين لقصف العراق واحتلاله.. في الوقت ذاته الذي رفضت فيه الجارة تركيا إستخدام قاعدة أنجرليك للاغارة على العراق وضَربه مثلما منعت مرور قوات الاحتلال عبر أراضيها.. والتي جاءت عبر الكويت وايران وما اشرنا إليه من قواعد وُضعت في خدمة المُحتلين الأوباش. يا أبناء شعبنا الصابر المُحتسب في هذا الوقت بالذات الذي تقارنون فيه بين موقف العمالة والرضوخ للأجنبي وعملائه الذي مثله العميل المالكي بالموقف الشجاع للمجاهد (عزة إبراهيم الدوري) في مجابهة عملاء الأجنبي في مؤتمر قمة الدوحة قُبيل الاحتلال.. ومواقفه اللاحقة والبطولية في مقاومة الاحتلال والمُحتلين مع مجاهدي البعث والمقاومة الأبطال تنبري الأبواق الإعلامية الأميركية والصهيونية والإيرانية لتسريب الأخبار الكاذبة عن اعتقال المُجاهد (عزة إبراهيم الدوري) وبفبركات مُستهلكة.. في نفس اليوم الذي أطلقَ فيه ما يُسمى مستشار الأمن القومي الصغير (موفق الربيعي) كذبته عن وجود الرفيق المجاهد (عزة إبراهيم الدوري) في دمشق.. وعبر ذلك يتضح غيظ المُحتلين وعملائهم من الدور المتعاظم للمجاهد (عزة إبراهيم الدوري) في قيادة فصائل المقاومة صوب شاطئ التحرير الكامل والاستقلال التام والناجز، وبهذه المناسبة تُعلن قيادة البعث في العراق بأن الرفيق المجاهد (عزة إبراهيم الدوري) لم يبرح أرض العراق الطاهرة بالرغم من كون الأرض العربية كلها أرضه وأرض المجاهدين العراقيين والعرب ولكنه يُرابط في أرض العراق قلعة الجهاد بوجه المحتلين يُلهم المجاهدين البعثيين والمجاهدين كلهم العزيمة ويزودهم بخبرته الفكرية والسياسية الجهادية والتنظيمية والتعبوية.. ولن تزده تخرصات العملاء وأكاذيبهم المتهافتة إلا إصراراً على مواصلة الجهاد المقدس فهو ورفاقه المجاهدون العراقيون ومجاهدي المقاومة كلها مشاريع استشهاد دائمة حتى إنبلاج صبح التحرير والنصر النهائي الحاسم.
والله أكبر.
وإنا لمنتصرون.
والله أكبر وليخسأ الخاسئون.
قيادة قطر العراق
أواخر نيسان/2008م
بغداد المنصورة بالعز بأذن الله

Labels:

Saturday, March 22, 2008

هل تتفكك الولايات المتحدة قريباً؟


هل تتفكك الولايات المتحدة قريباً؟

بقلم :د. خير الدين العايب










بدأ العد التنازلي في تراجع هيبة الولايات المتحدة الأميركية الدولية بفعل أخطاء ارتكبتها الإدارة الأميركية الحالية والتي اتصفت سياساتها بالعنجهية والرغبة في السيطرة والتفرد بالإدارة الدولية ولم تحسب بأن عالم اليوم يحتاج إلى الاعتماد المتبادل بين الدول لمواجهة الهموم الدولية مشتركة مثلما تطالب به الدول رغبة منها في تحقيق التوازن والعدالة الدولية.
لقد ظنت الولايات المتحدة الأميركية أنها أسست إمبراطورية نجحت في تفكيك الإمبراطورية السوفييتية والمنظومة الاشتراكية وأنها باتت قوة دولية يحق لها لوحدها إدارة الشؤون الدولية ولم تحسب بأن معايير القوة الدولية اليوم لم تعد تتحدد في الجوانب العسكرية والاقتصادية فحسب بل تتحدد أساسا في المقدرة على التكيف مع الرهانات الدولية الناجمة عن التسارع والتداخل في الروابط بين الدول في المجالات الاقتصادية والمعلوماتية والأمنية.
وظلت الولايات المتحدة الأميركية، منذ التسعينات، حبيسة التفكير الاستراتيجي الضيق وهمها الوحيد هو الرغبة في الجلوس بمفردها على عرش الإدارة الدولية وكانت تتخوف من أي قوة دولية تشك في أنها سوف تضر بمستقبل زعامتها ولم تنتبه الولايات المتحدة إلى هذه القوى الدولية التي تخوفت منها وعملت على إبعادها قدر المستطاع من الإدارة الدولية لم ترغب بالمشاركة في الإدارة الدولية ولم تطمح إليها البتة.
بل ما كانت تفكر فيه هذه القوى كدول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين هو البحث عن آليات تستطيع بموجبها من أن تتعاون فيما بينها على حل مشكلاتها الداخلية ومواجهة الرهانات الآتية من البيئة الدولية.
وهكذا نجحت دول الاتحاد الأوروبي مثلا في تجسيد مشروعها الاتحادي بآليات مكنتها من البروز كقوة دولية جديدة يحسب لها الحساب وتتمتع باقتصاد متماسك وبإدارة مرنة استطاعت أن تتكيف مع تحولات العالم ومتغيراته وكانت النتيجة أن تحول الاقتصاد الأوروبي إلى اقتصاد متماسك رفع من النمو الاقتصادي لأوروبا وأعطى للعملة الأوروبية مكانة وهيبة.
وهذه المكانة الدولية الجديدة لأوروبا هي التي فرضت واقعا دوليا جديدا تمثل في مطالبة أوروبا الولايات المتحدة الأميركية في البدء بسحب صواريخها من بعض العواصم الأوروبية معللة ذلك بمقدرة اوروبا في الدفاع عن أمنها بمفردها وذات الإجراء سارت عليه روسيا الجديدة التي استطاعت هي الأخرى أن تتجاوز مشكلاتها وتعيد هيبتها وهاهي تعارض الولايات المتحدة الأميركية اليوم وبقوة في مشروع الدرع الصاروخية.
إن الهيبة تتولد من العقلانية وحسن الإدارة ومراعاة مصالح الآخرين واحترام إرادة الشعوب ولا تتولد من احتلال وتخويف الشعوب مثلما هو الشأن بالنسبة للإدارة الأميركية الحالية التي كانت السبب في بداية انكماش الإمبراطورية الأميركية وربما هي بدايات التراجع الحتمي لإمبراطورية حكمت العالم بالحديد والنار.
وربما نشهد ميلاد عهد دولي جديد في المستقبل القريب يكون التوازن فيه لكتل وتجمعات سياسية واقتصادية جديدة قد تعيد النظر في الوضع الدولي الراهن الذي يتسم بالفوضى وبغياب العدالة وعدم احترام قواعد القانون الدولي.
الأكيد أن تراجع مكانة الولايات المتحدة الأميركية الدولية لصالح قوى دولية جديدة سوف يخدم المجتمع الدولي أكثر مما يضره، ولكن يبقى على دول هذا المجتمع أن تطالب بالعدالة الدولية وبالمشاركة في الإدارة الدولية .
وهنا يقع العبء الأكبر على الدول العربية التي من مصلحتها الأساسية أن تسارع إلى حل خلافاتها ومشكلاتها المتراكمة وتبدأ بالتفكير في البحث عن آليات للتكيف مع الواقع الدولي الجديد، هذا الواقع الذي لم يعد يعترف بالكيانات السياسية المجهرية والمهزوزة سياسيا واقتصاديا بل يعترف بالدول المتماسكة اقتصاديا وتتمتع بقدر من الاحترام والنضج السياسي.
فعهد الأنظمة السياسية الشعبوية انتهى والمستقبل للأنظمة التكنوقراطية التي تستطيع أن تنقل شعوبها إلى عهد جديد ومتفتح على الثقافات والحضارات وقادرة على الدفع بشعوبها للنهوض من هذا الخمول والكسل الذي يغلف السماء العربية ومن ثمَّ المساهمة في التنمية الدولية.
العرب مطالبون بصنع مستقبلهم والظفر بمكانة دولية. لكن التساؤل الذي يدور في خلد أي عربي: هل الأنظمة الحالية قادرة فعلا على صنع مكانة وهيبة لشعوبها؟ الواقع يقول عكس ذلك، فما تختلف فيه الدول العربية أكثر مما يجمعها، وفي حالة التمادي في هذا الوضع سوف نظل على هامش الحياة الدولية ولا ندري ربما كتب علينا الزمان أن نبقى عبيدا ننتظر الرغيف الذي يأتينا من الخارج.
وها نحن عاجزون حتى على الالتقاء ومناقشة وضعنا، ويجب أن لا نتحسر على هذا الوضع ونرمي باللوم على الولايات المتحدة والاستعمار والإمبريالية، بل العيب فينا، وصدق من قال ان العرب سوف ينقرضون من عالم الدول كما انقرضت حضارات سابقة قبلنا، وإذا كنا بدأنا نشهد انكماش الحضارة الأميركية فنحن انكمشنا من يوم اتفقنا على أن لا نتفق.
كاتب ومحلل سياسي جزائري
Khiredine12@hotmail.com

Labels:

حقائق عن حرب العراق ذهبت أدراج الرياح


حقائق عن حرب العراق ذهبت أدراج الرياح

بقلم :جورج غالاوي







إحدى أكبر نقاط القوة التي يتمتع بها الجيش الأميركي الذي أعيد بناؤه في أعقاب حرب فيتنام الكارثية تمثلت في وجود مراجعة بعد كل أداء وعملية تعلم من الدروس التي مر بها الجيش بعد كل تدريبات ميدانية وعمليات قتال على ساحة المعركة.
لا يجري إعفاء أي جنرال من الوقوف والاعتراف بأخطائه في برنامج تدريب قيادة المعركة حيث يقوم قادة اللواءات والوحدات والفيالق بعرض مهارات تلك الوحدات في إطار هذا البرنامج من خلال تدريبات ومناورات عسكرية إلكترونية.
وهناك قوات مقاومة في تلك المناورات تفعل أقصى ما بوسعها بهدف تصعيب أجواء هذه المناورات وجعلها أقرب إلى الحروب الحقيقية، وفي حال تغاضى جنرال عن خطأ أو أكثر، يلحق به أحد قادة قوة المقاومة ويوجهه إلى الصواب ويصحح أخطاءه.
هذا البرنامج جرى توسيعه في آخر عقد الثمانينات للمساعدة في إعداد قادة للحرس الوطني والجنود لما قد يواجهونه بعد ذلك في أفغانستان والعراق. وتملكت الدهشة المراقبين العسكريين بسبب ما ينطوي عليه هذا البرنامج من مطالب تفيد أن يقوم الجنرال مهما كانت رتبته بانتقاد نفسه أمام من هم أقل مرتبة منه.
وقد استعان الجيش الأميركي بشركة راند، وهي مؤسسة بحثية تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقرا لها، حيث دأبت هذه المنظمة على القيام بهذا النوع من العمل البحثي للجيش والحكومة الأميركية على امتداد عقود من الزمن.
وقد تم استخدام هذه الدراسة في تقييم دور الجيش الأميركي في غزو العراق، وهو الغزو الذي أطلق عليه اسم عملية تحرير العراق، غير أن المفاجأة تمثلت في أنه بعد مرور ثلاثة أعوام من بدء عملية الغزو، تبين أن تقرير مجموعة راند عن عملية إعادة إعمار العراق.
وهو التقرير الذي استغرق إعداده 18 شهرا وتم تقديمه إلى الجيش في صيف 2005، لا يزال موجودا حبيس أدراج البنتاغون، وعادة ما تقوم منظمة راند بعمل نسخة سرية من هذه التقارير للاستخدام الداخلي فحسب من قبل قادة الجيش ونسخة عامة للجمهور توضح فيها النقاط البارزة .
والتي يوصى بعرضها على الإعلاميين والباحثين الأكاديميين، وقد تبين أن نسختي القرار اللتين حملتا عنوان «إعادة بناء العراق» موجدتان في درج واحد في وزارة الدفاع الأميركية، حيث تنعدم فائدتهما في إعلام الجنود أو الشعب الأميركي بالحقائق التي قادت إلى فشل كارثي.
تسبب فيه الجيش والمدنيون عندما عجزوا عن التخطيط لما يمكن أن يحدث بعد إسقاط نظام صدام حسين وافترضوا سيطرتهم على أمة ظنوها متشرذمة ومتخاصمة تتكون من 25 مليون نسمة.
وقد وضعت صحيفة «نيويورك تايمز» يدها على مسودة نسخة من التقرير وقالت إن باحثي شركة راند قد أكدوا وجود مشكلات تقريبا في كل هيئة لها علاقة بالتخطيط للحرب، وهو الأمر الذي لم يكن يحمل أي مفاجأة للمتابعين لمقالات الصحيفة وكتبها عن حرب على وشك أن تدخل عامها السادس من دون أن يكون هناك أي بوادر لإنهائها.
وقد ألقت الدراسة التي وضعتها الشركة باللوم على الرئيس بوش ضمنيا وعلى مستشارة الأمن القومي وقتها كوندوليزا رايس بسبب فشلهما في تسوية الخلافات بين الطرفين المتخاصمين وقتها في الإدارة الأميركية.
وهما وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية السابق كولن باول، فقد طالب رامسفيلد بسلطة منفردة على وزارة الدفاع لمراقبة عمليات ما بعد الحرب في العراق على الرغم مما أسماه التقرير «عدم وجود قدرة على التخطيط وتنفيذ عمليات إعادة الإعمار المدني».
وقد أصدرت وزارة الخارجية في عهد باول دراسة كبيرة عن كيفية إدارة فترة ما بعد الحرب وتفعيل جهود إعادة الإعمار، وهي الدراسة التي تجاهلها رجال رامسفيلد على الرغم من عدم قيامهم بأي تخطيط من تلقاء أنفسهم. ووصفت راند هذه الدراسة التي تقوم بها وزارة الخارجية بأنها غير قابلة للتطبيق وقليلة الجودة.
وقالت الدراسة إن الجنرال المتقاعد تومي فرانكس الذي كان يتولى مسؤولية العمليات العسكرية في العراق كان يعاني من سوء فهم كبير لما كان ينبغي فعله لتأمين العراق بعد سقوط بغداد وافترض أن المدنيين العراقيين سيتولون عمليات إعادة الإعمار بنجاح.
وبما يحمله من حقائق غير مريحة ذهب التقرير إلى مكاتب قادة الجيش الأميركي في وقت كان فيه الرئيس الأميركي وحاشيته يحاولون تفادي أي نقد على سلوكهم في إدارة الحرب وأقدموا على اختلاق قصة وهمية جديدة في صورة تقرير حمل في عام 2005 اسم «الإستراتيجية القومية لتحقيق النصر في العراق».
التفسير الرسمي لسبب إخفاء الدراسة ومحاولة طيها في ملف النسيان جاء على لسان متحدث رسمي للجيش في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة « ذا تايمز»: «بعض من النتائج التي توصلت إليها تحقيقات راند تبين أنها خارج إطار سلطة الجيش ومن ثم فإنها ذات قيمة محدودة في التعريف بسياسات الجيش وأولوياته».
غير أن ما يجب أن يدركه المرء في مثل هذا الموقف هو أن ما احتواه التقرير كان حقائق خطيرة غير مريحة للبعض تماما مثل تلك التي حملها أحد كبار الجيش السابقين وهو إيريك شينسكي أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ عشية الحرب، غير أن أحدا لم ينصت إليه.


Labels:

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker