نزار قباني ...إرهابي!
هل هناك اجمل وأوضح وأكثر تعبيراً من (إرهابية) نزار قباني!.. أبداً .. فكلمات نزار تقول ما يريد أن يقولهُ أي عربي شريف . .. وأي مسلمٍ (مع حذف بعض العبارات طبعاً!).. يعبرُ نزار بجرأةٍ عن تفسيرهِ للإرهاب.. ويعرف نزار معنى الارهاب.. ذلكَ التعريف الذي رفضَ قادة (!!) هذهِ الامة المنكوبةُ (بِهِم!) أن يسألوه لأميركا .. قادة هذهِ الامة الذين يفضلون إغتيال الشباب العربي المسلم المدافعِ عن دينهِ وكرامتهِ ..على أن يسألوا أميركا ما هو تعريفها للإرهاب!.. أصبح العرب المسلمون في جزيرة العرب حينما يطلبون ويعملون على طرد العلوج من أرض الحرمين إرهابيون ويجب أن تقطعَ رؤسهم.. وأصبحت كلمة (مطلوبين) تساوي كلمة (إرهابي) وتساوي كلمة (مسلم) .. وأصبحَ العراقيون المدافعون عن كرامتهم وأرضهم (إرهابيون) والعلوج المحتلون حمامات سلام .. وأصبحَ العربي المسلم الذي يريد أن يجاهد في أرض العروبة والإسلام (مطلوباً) رأسهُ لحكومات أقطار عربية وإسلامية.. وأصبحَ مفهوم الديمقراطية: أن تكون خائناً للوطن.. والشفافية: أن تقبلَ السمسرةَ على شرفكَ وشرف العرب والمسلمين.. والمدنية: أن تقتلَ أخاك في الدين لأسبابٍ طائفية.. ولم يبقَ أمام الشباب العربي المؤمن إلا أن يمتهنَ الدفاع عن الكرامة .. وألأرض.. والعِرض.. ولتصنفهُ أميركا وعملائها وسماسرتها وغوانيها كما يشاءَ لهم أن يصنفوا .. وكما يقول المثل العراقي:( المبلل لا يخاف من المطر!) .. فما دامت صفة الارهاب قد لازمتنا فلنكن كما يجبَ أن نكون.. وأن نكونَ (مطلوبين!) من أنظمة الذلِ لأهونُ علينا من أن نكون (مطلوبين) من العلي الجليل يومَ القيامة .. وليرحمكَ الله يانزار ياقباني فقد كُنتَ صادقاً.. وكُنتَ إنساناً نبيلاً في قصيدتكَ (أنا معَ الارهاب) .. وهذا نصها:
أنا مع الإرهاب
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعـنا عن الوردة والمرأة
والقصيدة العصماء
وزُرقة السماء
عن وطن لم يبق في أرجائه
ماء ولا هواء
لم تبق فيه خيمة أو ناقة
أو قهوة سوداء!!
مُتهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا بكل جرأة
عن شعر بلقيس
وعن شفاه ميسون
وعن هند وعن دعد
وعن لُبنى وعن رباب
عن مطر الكُحلِ الذي
ينزل كالوحي من الأهداب !!
لن تجدوا في حوزتي
قصيدةً سرية
أو لغة سرية
أو كتباً سرية أسجنها في داخل الأبوابْ
وليس عندي أبداً قصيدة واحدة
تسير في الشارع وهي ترتدي الحجاب
متهمون نحن بالإرهاب
إذا كتبنا عن بقايا وطن
مُخلَع مُفكك مهترئ
أشلاؤه تناثرت أشلاء
عن وطن يبحث عن عنوانه
وأمةٍ ليس لها أسماء !!
عن وطن لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى
سوى قصائد الخنساء !!
عن وطن لم يبق في آفاقه
حريةُ حمراء أو زرقاء أو صفراء
عن وطن يمنعنا أن نشتري الجريدة
أو نسمع الأنباء
عن وطن كل العصافير فيهِ
ممنوعة دوما من الغناء
عن وطنٍ
كتابه تعودوا أن يكتبوا
من شدة الرعب
على الهواء !!
عن وطن
يمشي إلى مفاوضات السلم
دونما كرامة.. ودونما حياء !!
رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ً
ولم يبق سوى النساء !!
لقد تعودنا على هواننا
ماذا من الإنسان يبقى
حين يعتاد على الهوان ؟؟
أبحث عن دفاتر التاريخ
عن أسامة بن مُـنقذ
وعقبة بن نافع
عن عمر عن حمزة
عن خالد يزحف نحو الشام
أبحث عن معتصم باللهِ
حتى ينقذ النساء من وحشية السبي
ومن ألسنة النيران !!
أبحث عن رجال آخر الزمان
فلا أرى في الليل إلا قططاً مذعورة
تخشى على أرواحها
من سلطة الفئران !!
هل العمى القومي قد أصابنا ؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا موتنا
بجرافات إسرائيل
تنكش في ترابنا
تنكش في تاريخنا
تنكش في إنجيلنا
تنكش في قرآننا
تنكش في تراب أنبيائنا
إن كان هذا ذنبنا
ما أجمل الإرهاب
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا محونا
على ييد المغول واليهود والبرابرة
إذا رمينا حجرا
على زجاج مجلس الأمن الذي
استولى عليه قيصر القياصرة !!
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا أن نفاوض الذئب
وأن نمد كفنا لعاهرة !!
أميركا
ضد ثقافات البشر
وهي بلا ثقافة
ضد حضارات الحضر
أميركا
بناية عملاقة
ليس لها حيطان !!
متهمون نحن بالإرهاب
وإذا رمينا وردة
للقدس
للخليل
أو لغزة
والناصرة
إذا حملنا الخبز والماء
إلى طروادة المحاصرة
متهمون نحن بالإرهاب
إذا صوتنا
ضد الشعوبيين من قادتنا
وكل من قد غيروا سروجهم
وانتقلوا من وحدويين
إلى سماسرة !!
إذا اقترفنا مهنة الثقافة
إذا تمردنا على أوامر الخليفة
العظيم
والخلافة
إذا قرأنا كتبا في الفقه
والسياسة
إذا ذكرنا ربنا تعالى
إذا تلونا ( سورة الفتح )
وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة
فنحن ضالعون في الإرهاب !!
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا عن الأرض
وعن كرامة التراب
إذا تمردنا على اغتصاب الشعب
واغتصابنا
إذا حمينا آخر النخيل في
صحرائنا
وآخر النجوم في سمائنا
وآخر الحروف في أسمائنا
وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا
إن كان هذا ذنبنا
ما أروع الإرهاب !!
أنا مع الإرهاب
إن كان يستطيع أن ينقذني
من المهاجرين من روسيا
ورومانيا ، وهنغاريا ، وبولونيا
وحُطوا في
فلسطين على أكتافنا
ليسرقوا
مآذن القدس
وباب المسجد الأقصى
ويسرقوا النقوش والقباب
أنا مع الإرهاب
إن كان يستطيع أن يحرر المسيح
ومريم العذراء والمدينة المقدسة
من سفراء الموت والخراب !!
بالأمس
كان الشارع القومي في بلادنا
يصهل كالحصان
وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان
وبعد أوسلو
لم يعد في فمنا أسنان
فهل تحولنا إلى شعب
من العميان والخرسان ؟؟
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا بكل قوة
عن إرثنا الشعري
عن حائطنا القومي
عن حضارة الوردة
عن ثقافة النايات في جبالنا
وعن مرايا الأعين السوداء
أنا مع الإرهاب
إن كان يستطيع أن يحرر الشعب
من الطغاة والطغيان
وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان
ويرجع الليمون ، والزيتون ،
والحسون ،
للجنوب من لبنان
ويرجع البسمة للجولان
أنا مع الإرهاب
بكل ما أملك من شعر ومن نثر
ومن أنياب
ما دام هذا العالم الجديد
بين يدي قصاب !!
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
قد صنفنا
من فئة الذباب !!
أنا مع الإرهاب
إن كان مجلس الشيوخ في أمريكا
هو الذي في يده الحساب
وهو الذي يقرر الثواب والعقاب !!
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
يكره في أعماقه
رائحة الأعراب !!
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
يريد أن يذبح أطفالي
ويرميهم إلى الكلاب !!
من أجل هذا كله
أرفع صوتي عاليا
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
لندن 15 نيسان (أبريل) 1997
للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى الابــد
0 Comments:
Post a Comment
<< Home