Friday, January 26, 2007

الأزمة بين حزب الله والجماهير العربية

وكيفية انفراجها
شاهين محمد
تمر العلاقة بين حزب الله والجماهير العربية بتوترات لم يسبق لها مثيل، ورفض عام وعدم قبول حزب الله جماهيريا في عموم الوطن العربي. وبالتأكيد ليس بسبب الأوضاع الداخلية اللبنانية ، ولا علاقة له بالأزمة الحكومية اللبنانية، وإنما انعكاسا لموقف الجماهير العربية والإسلامية من اغتيال الشهيد صدام حسين المجيد، ورفضها لهذه الجريمة المروعة.
وإشراك حزب الله نفسه مع المحتفلين في إيران وتل أبيب و بالضد من مواقف أبناء الأمة العربية المدينة لهذا الاغتيال، الذي جاء ليمثل إهانة للأمتين العربية والإسلامية. هذا ما دعى حسن نصر الله للحديث عن هذه الأزمة محاولا فك حصار العزلة التي يعاني منها الحزب، والتي جائت نتيجة التهليل الإعلامي في قناة المنار التي وصفت الاغتيال بـ (عيـد الأعياد). هذا الإعلام دفع بالشارع السياسي المؤيد لحزب الله أن يفتعل تهريجا مبتهجاً وقامت كوادر الحزب بتوزيع الحلوى في الشوارع. أن هذا الفعل الغير واعي شكل صدمة كبيرة لدى عموم أبناء الأمة العربية مما سهل الطعن بسياسة حزب الله في لبنان والجنوب. أي إن حزب الله عرّض تاريخه وكفاحه إلى كارثة ووضع مكانته المعنوية موضعا حرجا. لأن إعلامه لم يحترم عقل المواطن العربي في عملية اغتيال قائد عربي تحترمه الجماهير وما رافق عملية الاغتيال من ممارسات مشينة أثارت مشاعر العالم العربي والإسلامي، ومن بينها التوقيت والازدراء بمقدسات الإنسان العربي.
ذلك شكل رأي عام عربي وإسلامي شامل بالنفور من حزب الله وإعلامه. وتسبب في عزل الحزب في الوطن العربي جماهيريا. وعندما يقدم حسن نصرالله وإعلام الحزب تفسيرا خاطئا في الموقف من هذه القضية ، لايستطيع ابدا إقناع المواطن العربي، فبينما يطالب الحزب بحصر قضية العراق داخل حدود العراق يقف إعلامه مع القوى العميلة ويبرر لهم أفعالهم ويشارك أفراحهم باغتيال قائد العراق والأمة. يريد حسن نصرالله أن ينتقي ما ينفعه ولا يبالي بقناعات المواطن العربي. وعندما تؤيد الجماهير العربية المقاومة العراقية لا يشاركها حزب الله هذه التأييد لأسباب أصبح يعيها المواطن العربي . ان المواطن العربي لديه الآن سؤال، كيف تحارب الكيان الصهيوني وتشاركه بذات الوقت الفرحة في اغتيال رمز المقاومة العراقية والعربية؟؟ وكيف ترفض العمالة للأجنبي وتؤيد رموزها في حكومة المنطقة الخضراء؟؟ . ويستغرب المواطن من اصرار حسن نصرالله بوصف المقاومة العراقية الباسلة بالمذهبية وهو الذي يعلم انها عراقية بكل اعراقها وان اللذين صبغوها بالمذهبية هو اعلام الاحتلال الذي اول من اطلق ( المثلث السني ) . وبداء يرددها العملاء ويصر عليها اعلام حزب الله .
لم ولن يتمكن حزب الله بكل ترسانته الإعلامية من إيجاد التفسير المناسب لهذه الازدواجية وبالتالي لن يتمكن من خداع الجماهير مرةً أخرى وكسب تعاطفها من جديد . ولقد تكاثرت الأسئلة لدى المواطن العربية !!!
إن هذه الأزمة التي تفجرت بموقف حزب الله من اغتيال الشهيد صدام حسين المجيد، لم تأتي من فراغ بل تمتد جذورها منذ اليوم الأول للاحتلال الامريصهيوفارسي للعراق وموقف الحزب الغير رافض كليا لهذا الاحتلال، مرورا بمواقف عديدة على لسان حسن نصرالله وقيادات وإعلام حزب الله، وقد صرح ذات مرة حسن نصرالله مبتسما (ان للاحتلال فوائد). فهل كان العدوان الصهيوني في تموز له فوائد ؟؟؟؟ .
وأدرك المواطن العربي إن إعلام الحزب يقف ضد المقاومة العربية والعراقية تحديدأ والأسباب أصبحت واضحة أيضا !!. لا أريد إشراك إيران في الموضوع حاليا لأنه معروف لدى الجميع وأبناء الأمة العربية يدركون نوع العلاقة بين حزب الله وإيران وترتيب العلاقة بين قيادة الحزب وإيران معلوم.
المقاومة المسلحة للكيان الصهيوني امرأ يرضي المواطن العربي، وما يعلنه الحزب في سياسته هو نهج مقاوم. واستثمر الحزب معارك تموز لتأكيد هذا النهج المقاوم. لكن لا توجد حركة مقاومة في العالم تعيش من دون جماهير، ليس فقط الحاضنة لها جغرافيا (أهل الجنوب اللبناني) وإنما امتداداً ، في الوطن العربي. فالتأييد العربي عامل مهم للمقاوم على الأرض، من مظاهرات وضغط على الرسميين والسياسيين وغيرها من أمور معنوية وتعبوية. هل يريد حزب الله الاستغناء عن هذا الاحتياطي الكبير في عموم الوطن العربي والإسلامي؟؟ !!. وهل يستطيع تعويض هذا الزخم.! ولمس الحزب هذا التأثير في حرب تموز من العام الماضي. أم إن حزب الله يريد العودة إلى الجماهير العربية، هذا ما قراءته من خطاب ومقابلة حسن نصرالله والتطرق لعملية اغتيال الشهيد صدام حسين المجيد وتأثيراتها،،. إن الخطاب التبريري لا يجدي نفع ولا يساهم برأب الصدع وإنهاء حالة العزلة التي يعاني منها حزب الله جماهيريا.
إن حزب الله أدرك تماما مقدار الهوة التي تفصل بينه وبين المواطن العربي الآن، لكنه لا يتحرك بشكل فاعل وصحيح لهدم هذا الجدار. فإعلامه بطيء في الوصول إلى المواطن العربي لكثرة العثرات ويتلكأ في احترام عقل المواطن العربي. استمرت قيادات وكوادر الحزب (حزب الله) السياسية والإعلامية على أسلوب التلاعب بالألفاظ لتضليل الجماهير وهذا لن يصل بهم حتى نصف الطريق إلى المواطن العربي. ولا يساعد الحزب التحرك والتجاذبات في الداخل اللبناني بكسب المواطن العربي ، .
إن الأزمة فجرها إعلام الحزب (حزب الله)، ويستطيع ذات الإعلام إذا كان الحزب مخلصا برغبته في العودة للجماهير العربية، أن يطلق على الشهيد صدام حسين المجيد صفة الشهادة التي هي صفته الحقيقية في قلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية وبهذا يختزل المسافة ويهدم أقوى جدار، وأنا على يقين من ذلك. فهل الحرص على العلاقة مع الجماهير العربية والإسلامية مهم لدى حزب الله أم العلاقات الأخرى !!؟؟؟. وما يكمل الطريق لاستلاب قلب الأمة هو قيام علاقة صميمية صادقة مع المقاومة العراقية ولا فصل بين المقاومة العربية أينما كانت، فتصبح بغداد وبيروت وفلسطين طريقا لتحرير القدس الشريف، أليس هو هذا الهدف؟؟؟. وهذا يستدعي ان يكون حزب الله قد ابتعد عن الموقف المتماهي مع الاحتلال الامريصهيوفارسي للعراق واسقاط تعاونه وفك العقد مع كل القوى السائرة بركب عملية بريمر السياسية مهما كانت الدوافع ومسببات هذا العقد .
من دون البدء بتفيذ خطوات عملية على هذا الطريق لن يستطيع حزب الله العودة ولن ترفع راياته في غزة مرة اخرى حتى لو حارب في كل ،، تمــوز،، .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker