Monday, March 14, 2005

حول الاوضاع اللبنانية الراهنة



نص مقابلة الاستاذ معن بشور المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية التي اجراها تلفزيون N.B.N حول الاوضاع اللبنانية الراهنة وذلك ظهر الخميس 10 اذار 2005 في برنامج "اللقاء السياسي":

س : بداية اعلن الرئيس عمر كرامي انه لن يشكل حكومة على غرار حكومة اللون برأيك هل الكلام هذا سينقل الاصداء المطلوبة من قبل المعارضة وهل سيتلقف فريق البريستول هذه البادرة؟

ج : لا شك ان اعلان الرئيس عمر كرامي اليوم عن اصراره على تشكيل حكومة اتحاد وطني وانه لا ينوي تشكيل حكومة اللون الواحد ، هو تعبير عن احساس عال بالمسؤولية من قبل الرئيس كرامي في هذه اللحظة التي تحتاج فيه البلاد الى مناخ جديد والى تضافر كل الجهود والقوى بغض النظر عن ارائها والى ان تتحول الحكومة نفسها، مجلس الوزراء نفسه لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة، الذي هو حسب الدستور هو السلطة التنفيذية العليا في البلاد ، ان يتحول هو الى طاولة حوار والى مصدر القرار الحقيقي. هذا التوجه بدون شك هو توجه ايجابي توجه هام وهو استمرار لدعوة الحوار الذي اطلقها من التظاهرة المليونية سماحة السيد حسن نصر الله والتي اطلقها ايضا الرئيس نبيه بري في اجتماعات سابقة لان الحوار اصبح هو المخرج الوحيد لكل الاحتمالات الخطرة على مستقبل البلاد وعلى مستقبل الناس.
انا اتمنى ان تتعامل المعارضة التي ندرك انها تمثل قوى فاعلة في البلاد، ان تتعامل مع هذا التوجه تعاملا ايجابيا ، يستفيدوا من تجارب سابقة مررنا بها سابقا ومرت بها البلاد عام 1975. يجب ان نتذكر ان حكومة اتحاد وطني قد طرحها سابقا الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد التمديد للرئيس لحود حين طلب منه ان يجري استشارات نيابية وقد اتصل آنذاك باطراف المعارضة ، وجوبه آنذاك بشروط وقيل لهم يومها ان رئيس الوزراء ليس السلطة العليا في البلد، ولا رئيس الجمهورية هو السلطة العليا في البلد لأن السلطة الاجرائية العليا حسب الدستور هو مجلس الوزراء وقيل لهم تعالوا الى هذه الطاولة طاولة مجلس الوزراء ولنتباحث في كل شيء وخصوصا ان بعض الشروط ليست محصورة في المعارضة بل هي تهم كل الشعب خصوصا في ما يتعلق بتنقية العلاقات اللبنانية – السورية في ما يتعلق بحماية الحياة الديمقراطية وحماية الدستور .

س :هل اخطأت الحكومة في ذلك الوقت او المعارضة حين رفضت؟

ج : انا اعتقد ان المعارضة اخطأت ويومها لم يكن بين الشروط كشف الجناة في اغتيال الرئيس الحريري ولم يكن هناك اقالة رؤساء الاجهزة الامنيةولنتصور المشهد في البلاد لو اتفقت المعارضة آنذاك مع الرئيس الحريري على تشكيل حكومة اتحاد وطني كم كنا وفرنا على انفسنا ووفرنا على البلاد هذه الاجواء التصعيدية التي استغلها الجناة لارتكاب الجريمة الشنيعة التي ادت الى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومواطنيه البررة.
والرئيس عمر كرامي نفسه، حين كلف للمرة الاولى، حرص ان تكون حكومة اتحاد وطني وللمرة الاولى يخرج عن التقليد المتعارف عنه في المشاورات فيذهب بنفسه الى البطريرك صفير ويضعه في اجواء ان تكون حكومة اتحاد وطني ، ويستقبل اركان بارزين في المعارضة كالنائب بطرس حرب ونايلة معوض من اجل هذا الامر وايضا كان الموقف سلبيا آنذاك من المعارضة. ماذا نجم عن هذه المواقف السلبية نجمت مزيد من التدهور على اوضاع البلاد ومزيد من القلق ومزيد من التأزم ولو راجعنا ايضا وراجع الذين قاطعوا الانتخابات النيابية عام 1992 انفسهم اليوم ماذا يجدون؟
العماد عون يقبل اليوم اتفاق الطائف ويتمسك به ولو قبل به عام 1992 او 1990 لوفر على البلاد الكثير ولو قبل ان يكون وزيرا بعد حكومة الطائف لوفر على البلاد الكثير وعلى نفسه وهو يمثل ما يمثل من تيار فاعل في البلاد ، واذا تذكرنا الحرب التي مررنا بها عام 1975 حين جاء في الفريق الوطني من يقول نريد حكومة لا يكون فيها فريق لبناني معين انذاك هو حزب الكتائب في ظل مشروع العزل وبدأت الامور بعد ذلك تتدهور.
نحن اذن امام حالة فاذا كان هذا الفريق قويا يرفض الفريق الاخر واذا كان ضيعفا لا يقبل به الفريق الاخر وتبدأ الامور هكذا تتراجع.

س : برأيك ان المعارضة لم تقم بنقد ذاتي لنفسها

ج : انا في هذه اللحظة لست في معرض نقد المعارضة ولا نقد غيرها، ولكن المعارضة الان عليها ان تتوقف عند دعوات الحوار الصادرة عن رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ومن الرئيس المكلف، ومن الموقع الشعبي المتميز في لبنان الذي يمثله سماحة السيد حسن نصر الله الذي وجه الدعوة ليس بأسمه فقط وانما باسم لقاء القوى والاحزاب والتي دعت الى هذا التحرك الشعبي الواسع، وعلى المعارضة ان تفكر مليا في هذه العروض وان لا تتصرف بخفة معها، وان تدرك اننا امام استحقاق كبير يجب ان نرتقي جميعا من اجل مواجهته ومن اجل حل الازمة.
البديل عن الحوار هو تدهور الاوضاع، والصدام والذهاب الى الفراغ، وانا اعتقد ان في المعارضة شخصيات وقوى واعية وفاعلة عليها ان تستلهم مجموعة الدروس السابقة وان لا نضع البلاد امام تطورات مأساوية.

س :برأيك هل تسمية الرئيس عمر كرامي اعادت له الاعتبار او أريد من التسمية اعادة الاعتبار للرئيس كرامي؟

ج : اعتقد ان الرئيس كرامي هو ابن بيت عريق عرفه اللبنانيون جميعا بانه قدم الكثير للبنان، وقدم كثيرا للعروبة، واعتقد ان الرئيس كرامي ليس بحاجة الى اعادة اعتبار، فالرئيس كرامي حين استقال كان الجميع يدرك انه سيحظى بالاكثرية النيابية لكن احتراما لمشاعر المعارضين وبشكل خاص لمشاعر عائلة الرئيس الشهيد الحريري قدم استقالته.
الرئيس كرامي زعيم وطني وان حكومة الاتحاد الوطني الوحيدة التي شكلت بعد الطائف، والتي ضمت د. سمير جعجع اضافة الى قوى اخرى ، كانت الحكومة التي ترأسها الرئيس عمر كرامي ويومها ايضا كان هناك موقفا سلبيا كنا نتمنى آنذاك ان لا يحصل في الحين من د. جعجع.
فالرئيس كرامي ليس بحاجة لاعادة اعتبار، لكن الرئيس كرامي اهم ما في الامر انه اليوم قال اني لن اشكل حكومة اللون الواحد، وبالتالي اعترف بأن الحكومة السابقة مع التحفظات عليها وعلى تشكيلها وعلى تمثيليتها اعترف بانها ليست مؤهلة لاخراج البلد مما هو عليه وبالتالي هذا نوع من النقد الذاتي من الرئيس كرامي، النقد الذاتي اليوم في لبنان، كل طرف يقوم بنقد ذاتي يعيد الاعتبار لنفسه ولدوره.
وانت تذكرين بان الزميل أ. بشارة مرهج عضو مؤسس في تجمع اللجان والروابط الشعبية وشخصية بارزة في الحياة اللبنانية لم يسم بالامس الرئيس عمر كرامي بل سمى د. محمد المجذوب وذلك من منطلق الحرص على ابقاء الجسور مفتوحة مع الذين يمكن ان يعترضوا على الرئيس كرامي وليس من موقع انتقاص الرئيس كرامي.
لكن الرئيس كرامي واصراره على حكومة اتحاد وطني في رفضه تشكيل حكومة اللون الواحد انما انسجم مع ارادة اللبنانيين جميعا ليروا وفاقا وحوارا وتفاهما ما وخصوصا كما يقول الرئيس الحص دائما "اذا كنا جميعنا تحت سقف الطائف، فاذن القاسم المشترك موجود.
فالقوات السورية ستنسحب وبالتالي كان هذا موضع نقاش وجدال، اذن الطائف ينظم كل امورنا اذن تعالوا لنتعاون معا على تنفيذ اتفاق الطائف بكل بنوده.

س : كيف تتصور ان تتعاطى المعارضة مع تشكيل حكومة اتحاد وطني؟

ج : لا املك تصورا، واتمنى ان لا تتصرف المعارضة بالطريقة التي تتصرف فيها، وخصوصا ان الحكومة اليوم او الرئيس المكلف تصرف على نحو مغاير، ولكن هناك شيء جديد هناك حقيقة شعبية برزت اول امس في شوارع بيروت، هناك حقيقة نيابية تجلت في تكليف الرئيس كرامي، وهناك اعتراف بان البلاد لا تحتاج الى حكومة اللون الواحد كما كان الامر، هذه الحقائق يجب ان تتعامل معها المعارضة بمسؤولية وبدقة، انا واثق ان بين اعضائها من يتمتع بهذه الروح الروح وبهذه القدرة كأفراد وكقوى اتمنى ان يستجيبوا لهذه الحقائق.
س : هل تتوقع ان يكون هناك من يستجيب من هذه المعارضة وهناك من لا يستجيب ؟

ج : لا اريد ان ادخل بين المعارضين انفسهم، لكن انا اثق ان في المعارضة عقولا ناضجة حريصة على مصلحة الوطن لها مطالب محقة وهي ليست فقط مطالب المعارضين، فكشف الجناة مثلا مطلب عام يجب ان نسعى اليه جميعا، محاسبة المقصرين ايضا مطلب عام لكن ما هي آلية تنفيذ ذلك، ان حكومة تضم الجميع وتشرف بنفسها على سير التحقيق وتشرف ايضا على انتخابات حرة ونزيهة يحتاج اليها لبنان ويتمسك بها كل اللبنانيين.

س :ولكن هناك من طالب بلجنة تحقيق دولية من قبل المعارضة؟

ج : هذا الموضوع ايضا يدرس على طاولة مجلس الوزراء علينا ان نتعلم ان لا نفرض شروطا على بعضنا البعض الان هناك لجنة تقصي حقائق دولية وقد سمعت الان ان عدد الخبراء العرب والدوليين قد وصل الى 30 وربما سيصل الى 100 ، وهذا يدل على ان هناك مشاركة من المجتمع الدولي، وحين تعود لجنة تقصي الحقائق بتقريرها الى امين عام الامم المتحدة ربما يجتمع مجلس الامن ويرى انه ربما بحاجة الى لجنة تحقيق دولية .

س : في هذا الاطار هناك رأي للدكتور سليم الحص انه اذا طلبت الدولة هيئة تحقيق دولية فهذا لا يعني انتقاصا من سيادة لبنان؟

ج : ان هذا الموضوع يحتاج الى دراسة ولكن في جميع الاحوال الذي يقرر في هذا الامر هو حكومة لبنانية، اذا اخذت الحكومة اللبنانية هذا القرار فانه يكون تعبير عن السيادة اللبنانية، واذا فرض هذا القرار على الدولة يكون انتقاصا للسيادة اللبنانية.
المهم ان تجتمع الحكومة التي تضم كل الاطراف وتناقش هذا الامر وتناقش ضروراته وابعاده وتتصرف، وانت تعلمين ان الحكومة وحتى الرئيس بشار الاسد لا يريدان وضع الدولة اللبنانية في مجابهة مع المجتمع الدولي، نحن كقوى شعبية كما قال السيد نصر الله، وقد قلنا ذلك مرارا ان هناك امورا كثيرة تجعل الدول مضطرة الى التعامل معها، هناك ضرورات الانظمة ولكن هناك ايضا ارادات الشعوب، وكقوى شعبية لنا الكثير من الملاحظات على قرارات الشرعية الدولية ولنا ملاحظات اكثر على الانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية كما يقول الرئيس الحص، هناك قرارات للشرعية الدولية عمرها اكثر من نصف قرن لا تتحرك الشرعية الدولية لتنفيذها، وهناك قرارات اتخذت قبل سنوات وشنت حروب تحت ستارها كما جرى في العراق.

س :اذا قلنا ان هناك تشكيك من قبل المعارضة في سير التحقيق والقضاء، وكان هناك طرح بالامس من النائب السابق نجاح واكيم فلتسمي هذه المعارضة وزيرا للعدل وليشرف هو على سير التحقيق ألا يفسر ذلك يشكل مخرجا معين؟

ج :هناك العديد من المخارج ولحظة استقالة الرئيس كرامي اجرينا اتصالات مع عدة اطراف وتمنينا ان يكون على رأس الحكومة شخصية محترمة كالسيدة بهية الحريري او كالاستاذ فؤاد السنيورة او الاستاذ بهيج طبارة ، يعني شخصية من بيت الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن اقرب المقربين للرئيس الحريري، وهذه الشخصية تعطى الدعم من الجميع وهي نفسها تكون الضمانة للتأكد من سير التحقيق.
لكن يبدو ان ظروف الاسماء التي ذكرناها لم تسمح لها بالاشتراك في حكومة في هذا الظرف في البلاد لذلك الان فان مجيء حكومة تضم كل الاطراف اعتقد ان هذه هي الضمانة من اجل الاشراف على سير التحقيق ، والاتيان بوزير عدل موثوق كالدكتور محمد المجذوب الذي رشحه بالامس النائب مرهج يمكن ان يكون وزير عدل هذه الشخصية لها في المجلس الدستوري وقفات معروفة في وجه الضغوط ونذكر انه عندما كان د. مجذوب نائبا للرئيس بل ورئيس بالوكالة فانه وزملائه قد فسخوا 4 نيابات وهذه اول مرة في لبنان يتم الطعن في 4 نيابات وهذا كان فتحا ديمقراطيا في الحياة اللبنانية هذا شخص يمكن ان يكون موضع ثقة وهناك اشخاص عديدون في القضاء او غيرها هم موضع ثقة من عائلة الحريري ومن المجتمع اللبناني.
المهم ان تطرح كل هذه القضايا في جو من الحرص على تلبية المطالب المحقة. د. بشار الاسد قال في خطابه ان هذه الجريمة استهدفت لبنان وسوريا وان كشف الجناة هي من اولوية أية حكومة هناك اجماع على هذه النقطة ولنمتحن صدقية هذه الاطراف، اذن الجميع مجمع على هذه القصة والبعض يشكك في نوايا البعض اذن فلنأت الى حكومة اتحاد وطني ، فاذا شعر ممثلو المعارضة ان هناك تسويفا او مماطلة يستطيعوا ان يخرجوا الى الرأي العام ويقولوا هناك لفلفة .

س : بالامس رفض رئيس الجمهورية تسلم مطالب المعارضة كيف ترى ذلك؟

ج : اعتقد ان تقديم مطالب في توقيت الاستشارات لم يكن قرارا منسجما مع الدستور ومع الطائف، وقد خضنا معركة في عام 1992 الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحرير لاننا رفضنا ليس فقط ان يستلم رئيس الجمهورية مطالب بل ان يسمح لنائب ان يفوض رئيس الجمهورية في تسمية مرشح، اعتبر هذا خروجا عن النص الدستوري الذي يتكلم عن استشارات ملزمة وبالتالي حين اتوجه لرئيس الجمهورية بمطالب اعتبر انه رئيس جمهورية ما قبل الطائف.

س :اذا عدنا الى كلام الرئيس كرامي حين قال انه ليس هناك من فيتو على أي مطلب من مطالب المعارضة يعني ذلك ان هذه المطالب ستكون في صلب البيان الوزاري؟

ج : قبل الكلام في البيان الوزاري يجب ان نتكلم في الحكومة نفسها والواضح ان الرئيس كرامي يريد ان يشكل حكومة اتحاد وطني وانه لا يريد ان يشكل حكومة اللون الواحد، وحينما يقول انه ليس هناك فيتو على مطلب من مطالب المعارضة فانما يعيد الامور الى نصابها، واعتقد انه رغم الحديث الكثيف عن الطائف والكل من يتحدث عن الطائف ولكن هناك نقطة جوهرية في الطائف يبدو ان البعض لم ينتبه لها الطائف يعتبر السلطة الاجرائية العليا في البلاد هي مجلس الوزراء ، لا رئيس الوزراء ولا رئيس الجمهورية، رئيس الجمهورية يرأس اجتماعات مجلس الوزراء حين يكون موجودا واعتقد ان خطأ قد حدث في السنوات الماضية حين اصر فخامة الرئيس ان يحضر كل الاجتماعات وهذا اثار اشكالات . مع الرئيس كرامي تمت معالجة هذه النقطة. اذن سيكون مجلس الوزراء هو السلطة العليا في البلاد وهذا ليس نصا دستوريا عاديا هذا النص الدستوري كلف تضحيات كبيرة في البلاد، لانه يريد ان يقول ان كل اللبنانيين كل الفئات اللبنانية كل التيارات اللبنانية تشارك في القرار لذلك الحديث اننا نريد ان نضع شروطا على رئيس الجمهورية او على رئيس الحكومة هذا حديث من يريد ان يعيد البلاد الى مرحلة كان فيها رئيس الجمهورية هو الذي يعين الوزراء ويقيلهم، وهو الذي يعين رئيس الوزراء ويقيله، بعد الطائف هذا لم يعد موجودا فأي وزير هو مشارك في القرار كرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، طبعا رئيس الجمهورية له مكانة معنوية مختلفة ورئيس الوزراء له مكانته كوزير اول اذن لا يوجد فيتو، تعالوا الى كلمة سواء الى طاولة حوار هي مجلس الوزراء تطرح فيها كل هذه الامور اذا شعرت المعارضة ان الجميع استجاب لهذه المطالب وبعضها هناك اجماع عليه تسير البلاد من حسن الى احسن، واذا شعروا ان هناك مماطلة فحقهم الدستوري ان يخرجوا من الوزارة وان يطلعوا الرأي العام اللبناني على ما يجري.
بعضنا لا ينتبه للفرق بين منطق المعارضة ومنطق المقاطعة هذه ربما تكون بسبب نقصا في ثقافتنا الديمقراطية وفي ثقافتنا الدستورية هناك خيط رفيع بين المعارضة وبين المقاطعة، المقاطعة تستخدم في حالات استثنائية جدا اما ان تصبح اما المقاطعة خيارا يوميا فهذه مسألة تؤدي بالنهاية الى تفكك الدولة.
المعارضة ضرورة للديمقراطية ولتطويرها وهي موجودة ضمن الدولة تشارك في المؤسسات في المجلس النيابي.

س :المعارضة تريد ان تجرب التجربة الاوكرانية؟

ج : لبنان ليس اوكرانيا واذا كان البعض يريد ان يكرر التجربة الاوكرانية التي هي ارادة شعبية عبرت عن نفسها في مسألة الانتخابات ومن المعروف من هي القوى الدولية التي كانت وراءها، ففي لبنان سقط النموذج الاوكراني في ساحة رياض الصلح حين تبين ان قسما كبيرا من اللبنانيين، ولا اريد ان اقول اغلبية اللبنانيين لهم رأي اخر في معالجة الامور.
الادارة الامريكية من ضمن تخطيطها العام في المنطقة حاولت ان تطبق تجربة جورجيا واوكرونيا في فنزويلا ولكنها فشلت ، اعتقد اننا لا نريد ان نصل الى هذا الامر ولا نريد ان نتصادم في الشارع هذه ليست لمصلحة لبنان، ولكن اعتقد ان تجرية فنزويلا اقرب الى لبنان من التجربة الاوكرانية وخصوصا اننا هنا نحمي خيارات وليس اشخاص.
في هذه الحركة الشعبية الشعبية التي انطلقت في الثامن من آذار في ساحة رياض الصلح نحن نحمي خيارات نحمي خيار المقاومة والعروبة والعلاقة الصحيحة مع سوريا رغم كل الاخطاء التي وقعت وكل الشوائب التي تحدث عنها الرئيس الاسد وهذا كلام جميل ان يصدر من رئيس يعتراف بأخطاء وممارسات. واعتقد ان اللبنانيين جميعا وخصوصا العروبيين منهم كانوا اكثر تأثرا بهذه الاخطاء والشوائب لانها لم تسئ فقط الى مواطنين لبنانيين بل الى فكرة العروبة ايضا.
لذلك نحن في المنتدى القومي العربي عام 1999 ذهبنا الى دمشق ودعينا الى ندوة مغلقة تضم كل التيارات اللبنانية مع تيارات سورية من اجل مناقشة كل هذه العلاقات وتخليصها من الشوائب . وانا اتحدث الان على شاشة التلفزة وكل المسؤولين السوريين كانوا يسمعون هذا الكلام بوضوح على مدى ثلاثين عاما منا في معالجة هذه الاخطاء لكن هل يجوز ان تقود هذه الاخطاء والشواب التي ارتكبت في العلاقة اللبنانية السورية الى الخروج عن هذه العلاقة التي يحتمها التاريخ والجغرافيا والمصلحة المشتركة والمصلحة اللبنانية بالدرجة الاولى ناهيك عن الروابط القومية والروابط الاخوية والى الخروج الى خطاب وشعارات وممارسات عنصرية ضد الشعب السوري بما يسيء لصورة لبنان وعروبة لبنان ورسالة لبنان ومصلحة لبنان.

س :وصف بعض السياسيين تظاهرة الثلاثاء ببعض النعوت السيئة واستعمل لغة النوعية بمواجهة الكمية وبعض الاعلام حاول ان يضلل الرأي العام بان من خرج الى هذه التظاهرة كان مسيرا وليس مخيرا وانتم كنتم ممن ساهم في التظاهرة هل تعتقدون بان هناك من حاول ان ينتقص من وطنيتكم؟

ج : انا كنت في التظاهرة وحرصت ان اسير بين الجموع في ساحة رياض الصلح فكنت ارى مدى الحماس الذي حرك ابن عكار مع ابن الجنوب وابن الجبل وابن البقاع ناهيك عن ابن بيروت، ورغم كل ما احيط بهذه التظاهرة من تشكيك هو مع الاسف صار جزءا من الفلكلور اللبناني، تشكيك من هنا وتشكيك من هناك، انا لا اقبل ان يوصف هؤلاء وهم مواطنون لبنانيون بهذه الطريقة التي وصفها فيها البعض كما لا اقبل ان يوصف تلفزيون المستقبل بما وصفه به البعض ، نحن ضد هذا الاسلوب في التخوين والتكفير والتشكيك، هذا الاسلوب لا يوصل الى مكان وحين يجد المخّون نفسه في المستقبل مضطرا للجلوس مع الذي خونه بالامس يكون متناقضا مع نفسه . نحن ابناء وطن واحد لكل منا رؤيته لكل منا نظرته لكل منا خلفيته وعلينا ان نقبل بعضنا البعض هذه فكرة علمتنا اياها تجربة الحرب الماضية التجربة الاليمة فتمسكنا بها ونحن على الاقل في اطار عملنا كنا نحرص ان نعمق هذه الفكرة ، وقد اطلقنا مبادرة فكرة مخيمات شباب لبنان الواحد على مدى 14 سنة ويعرف كل من شارك في هذه التجربة ان شبابا لبنانيين من كل الطوائف ومن كل الاتجاهات كانوا يأتون الى هذه المخيمات وكانوا يدلون بأرائهم دون أي تضييق، فنحن نعتقد ان لبنان هو كل هؤلاء لا يقوم الا بكل هؤلاء، هذه الفكرة لا تنمو ولا تعيش الا اذا اقلع البعض عن استعمال هذه التعابير النابية سواء من هذا الطرف او ذاك الطرف ومع الاسف بعض وسائل الاعلام التي تشجع هذا النوع من الخطابة فاذا اراد احد ان يحتل شاشات التلفزة فليستخدم التعابير التي تخون وتجرح تفتح له شاشات التلفزة، واذا استعملت تعابير التمسك بالاخر وبحق الاخر في ان يكون له رأيه تجد ان الاعلام يضيق امامه لان الاثارة اصبحت جزءا من الاعلام ولان الجهات التي تنفق بسخاء هذه الايام على بعض وسائل الاعلام تريد منه ان يكون جزءا من هذا الانقسام في البلد لان هناك مشروعا حقيقيا خارجيا يريد ان يقسم هذا البلد تماما كما هي الحال في المنطقة كلها.
هذا المشروع يريد ان يستفيد من كل الاخطاء يريد ان يرتكبها هذا الطرف او ذاك لان الاخطاء التي وقع بها الطرفان ووقعنا بها نحن . الجميع يقع في هذه الاخطاء لكن تكبير الاخطاء كما هو الامر بالنسبة لسوريا، الاخطاء التي ارتكبت هل تجيز هذه اللغة العنصرية التي سمعناها من البعض والممارسات التي سمعناها بحق ابناء الشعب السوري ، كم من العائلات اللبنانية في تزاوج ومصاهرة مع سوريا، عائلات لبنانية هي من اصل سوري. في الاشرفية نفسها هناك رابطة تفتخر بانها هي رابطة عائلات ارثوذكسية دمشقية ، كما ان المظاهر المسلحة التي ظهرت بعض خطاب الرئيس الاسد ايضا مرفوضة.

س :الرئيس امين الجميل دافع عن اتفاق 17 ايار وان سقوطه جاء بفعل الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي وامريكا كيف تعلق على هذا؟

ج : ان افضل تعليق على هذا الكلام هو اننا حررنا ارضنا بالمقاومة ودون تقديم أي تنازل للعدو الصهيوني ،وان اتفاق 17 ايار انجب حربا اهلية في لبنان، وايا تكن الاسباب التي يرددها الرئيس الجميل لسقوط 17 ايار هناك دائما ميل لاعتبار انجازاتنا الوطنية هي من صناعة الاجنبي، الاستقلال عام 1943 هناك من يقول انه بسبب الصراع الفرنسي الانكليزي ، اسقاط 17 ايار هو انجاز وطني يعتز به كل لبناني، وزميل الرئيس امين الجميل في المعارضة اليوم الوزير وليد جنبلاط يعتبر ان من اهم انجازاته هو ان الجبل ساهم في اسقاط 17 ايار، سقط في الجبل وسقط في الضاحية وسقط في بيروت وبشكل خاص على يد المقاومة، وربما حين كان يقال لنا ما هو البديل عن 17 ايار كان يتلعثم بعض السياسيين والوطنيين على هذا السؤال وجاء البديل وهو المقاومة وحررنا ارضنا دون أي تنازل اواي معاهدة او اتفاق ، جاء اليوم الذي يقول فيه غبطة البطريرك ان لبنان هو اخر من يوقع سلام مع اسرائيل.
معنى ذلك كله ان 17 ايار لم يكن حلا وحين يحذر الرئيس بشار الاسد من ان 17 ايار هو يحاول ان ينبهنا الى ان هذا الكلام يتردد كل ساعة على لسان مسؤولين في الكيان الصهيوني، وزير خارجية اسرائيل قال بنفسه انه بعد خروج القوات السورية سنعقد معاهدة سلام معه.
اعتقد ان الرئيس الجميل بصفته كان رئيسا للجمهورية حين تم التوقيع على 17 ايار يجد نفسه دوما مضطرا للدفاع عن هذا الاتفاق ويبرر موقفه من هذا الاتفاق نقول ان 17 ايار قد سقط على يد المقاومة المجاهدة في جنوب لبنان واثبتت المقاومة هي البديل واتمنى على الرئيس الجميل ان يراجع حساباته في هذا الامر وان يتذكر هو نفسه لماذا الغى اتفاق 17 ايار .

س : النائب وليد جنبلاط كشف ان جولته هي لمباركة اخلاقية للمعارضة وليس لتدخل عسكري ؟

ج : كنت اتمنى ان لا تخرج المعارضة الى الخارج وان تبقى تناضل في اطار القوى المحلية ، كنت اتمنى ان تحصل مثل هذه المبادرات حين كان العدو الصهيوني محتلا ارضنا، فان هذا التوجه اليوم هو محاولة لتدويل الصراع في لبنان والتدويل اليوم كما كان في كل زمن ليس لمصلحة لبنان، ولا شك ان الوزير جنبلاط قد طرح مجموعة تحفظات مهمة قد رفض ان تحول الادارة الامريكية لبنان الى ساحة صراع مع سوريا اكد على الطابع المعنوي للدعم المطلوب وهذا الكلام الذي يقوله جنبلاط هو محاولة استباقية منه لعدم تفسير هذا التحرك اكثر، مما يجب ولكن كنت اعتقد انه من الافضل ان نتحاور مع بعضنا البعض، لو تنازلنا خلال الحرب اللعينة لو تنازل اللبنانيون للبنانيين بنسبة اقل بكثير مما تنازلوا لغير اللبنانيين ربما وفرنا على بلدنا الكثير واليوم علينا ان نتذكر ان ضمانة لبنان ان يتنازل اللبناني لاخيه اللبناني، لا ان نتطلع خارج حدودنا وخارج امتنا معنويا ام عسكريا للاستقواء بهذا الطرف او ذاك هذا ليس مفيدا، نحتاج الى دعم الدول واوروبا ولكن تقوم به الدولة اللبنانية ولو ان هذا التحرك قامت به حكومة اتحاد وطني من اجل دعم لبنان اقتصاديا وتحرير مزارع شبعا لكان في الاتجاه الصحيح انا ان يشعر بعض اللبنانيين ان البعض يذهب الى اوروبا ليستعين به عليه هذا يعمق الشرخ اللبناني.


للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى ألأبـــد

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker