بيان مشترك من حركة الكفاح الشعبي واللجنة العليا للقوى الوطنية الرافضة للاحتلال (وهج العراق):
ليس بالطائفية يتم التصدي للطائفية وجرائم الطائفيين
بعد ان بدأ المحتلون يجنون ثمار الفشل بفعل ضربات المقاومة العراقية في المواجهة الجهادية التي تكتب تاريخاً جديداً للامتين العربية والاسلامية ، وبعد أن إتضحت للعالم أجمع حقيقة الخسائر التي يتكبدونها ومضي مشروعهم في طريق الفشل المحتوم ، فإن ادارة الشر الأمريكية وهي تخطط لهروبها من أرض الرافدين تسعى الى تمزيق العراق ارضاً وشعبناً من اجل اضعافه واحكام السيطرة السياسية والاقتصادية من خلال وكلائها وعملائها الذين جندتهم لها الغرض وجعلتهم على رأس السلطة فيه ينفذون مخططاتها عبر سياسات خبيثة من بينها اثارة النعرات الطائفية لتاجيج الفتن والاحتراب الداخلي والاقتتال بين ابناء شعبنا الواحد . فلقد بدأت تتضح معالم خطط المحتلين بصورة جلية من خلال الأعمال الإجرامية التي تنفذها ميليشيات الأحزاب المتعاونة مع الإحتلال من أجل ذر بذور الطائفية بين مكونات الشعب العراقي التي لم يسبق وأن عرفها العراق في تأريخه القديم او الحديث .
لقد تأكد لجميع ابناء شعبنا ان القوى العميلة والطائفية المندمجة مع مشروع المحتلين تقف وراء الاعتداءات اليومية والهمجية المستمرة على اطياف من شعبنا العراقي العربي المسلم ورجال الدين والمواطنين الابرياء مدفوعين باحقاد مسمومة جمعتهم مع المحتلين واطراف اقليمية في هدف واحد الا وهو تدمير شعب العراق وانهاء عروبته وتأجيج الفتنة الطائفية من جهة ، ولتطويق العمل الوطني الداعم للمقاومة والرافض للاحتلال من جهة اخرى . ومع ادراك الجميع ان هذا الاذى يشكل ضررا فادحا قد يؤدي الى ردود افعال غير محسوبة بعد ان اتضح ان الحكومة التابعة للاحتلال ضالعة فيه عبر سيطرة العملاء الطائفيين على اجهزتها الامنية والذين أجيز لهم بتخويل من اصحاب القرار القيام بهذه الاعمال الدنيئة . وفي هذا السياق جاءت ردة الفعل ، اذ إجتمع مؤخراً ممثلو اهل السنة في مؤتمر أعلنوا في نهايته تشكيل تجمع سياسي يمثل هذا النسيج من المجتمع العراقي . وبالرغم انه من حق اطياف شعبنا العراقي ان يؤطروا عملهم ضمن اي تشكيل يروه مناسبا وبما لا يؤدي الى التشرذم او التكتل الطائفي او تمزيق وحدة الشعب العراقي ، الا ان ردة الفعل هذه وعبر ما اعلن عن المؤتمر المذكور من بيانات وتصريحات لم تكن موفقة بما ينسجم ومتطلبات العمل الوطني في هذه المرحلة الخطرة في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي وتعزيز اللحمة بين كل الاطياف في هذا البلد الصابر الامين وتصديه لمواجهة اشرس احتلال عرفته البشرية ، خصوصا وان بعض الاطراف التي شاركت في هذا المؤتمر قد تعاونوا ويتعاونون مع الإحتلال وعملاءه بشكل أو بآخر حتى وقت قريب . ورغم تصريحات بعض المؤتمرين ان تجمعهم هذا ليس بطائفي ، الا ان حقيقته هو انه تجمعاً يمثل طائفة واحدة بعينها ولا يعدو عن كونه معالجة طائفية للتداعيات الاخيرة الخطيرة التي يتعرض لها شعبنا وبما يمنح الفرصة حتما للاطراف الاخرى بأن تسرف في التعامل الطائفي المقيت مع بقية اطياف ومكونات شعبنا الصابر ، وهذا هو في الحقيقة ما يسعون اليه . والاكثر غرابة هو ما صدر من دعوات من المؤتمرين عن ضرورة المشاركة فيما يسمى عملية «صياغة الدستور» بحجة استحواذ طائفة دون غيرها على المقدرات السياسية للبلاد متناسين ان العراق كله هو هدف الادراة الامريكية صاحبة المشروع التدميري لوطننا وشعبنا وما الطائفيون الا جزء من هذا المشروع . اما الدستور الذي يتحدثون عنه فهو الدستور الذي يقوم على ما ورد في قانون ادارة الدولة سئ الصيت الذي كتبه لهم الصهيوني نوح فيلدمان والذي شرعن الاحتلال وأسس لمرتكزات التشرذم الطائفي والاثني في مجتمعنا الموحد . فهل غاب عن اذهان المؤتمرين ان ذلك يعني تعاونهم مع الحكومة التابعة للاحتلال التي هي نتاجه وقد نصبها للتحكم ببلادنا ومصيرها ، عبر المشاركة بما يسمى «العملية السياسية» المزعومة التي هي غاية ما يتطلع له الإحتلال ؟
ومع إعتزازنا بالموقف الوطني لهيئة علماء المسلمين وقوى وشخصيات دينية اخرى في دعمها المستمر للمقاومة الوطنية المسلحة ورفضها الدائم للتعاون مع قوى الإحتلال ومن نصبوهم على رأس السلطة في العراق المحتل ، وخصوصاً مقاطعة مسرحية الإنتخابات التي جرت في مطلع هذا العام ، إلا أن هذا المؤتمر الأخير بما صدر عنه من بيانات وتصريحات قدم للإحتلال ما كان يريده عبر التوجه الذي صدر عنه حول المشاركة في العملية السياسية المزعومة ، ومنها ما يسمى «كتابة الدستور» وهذا ما لا يمكن اعتباره الا خروجاً على الموقف الديني والسياسي للقوى التي وثق بها المواطن العراقي الصابر والتف حولها من اجل التصدي للاحتلال ومشاريعه ، وان هذا الأمر لا يؤدي إلى زعزعة التلاحم الوطني الرافض للإحتلال والداعم لفصائل قوى المقاومة الوطنية الشجاعة فحسب بل انه يعطي ضوءاً اخضراً للخندق المقابل للمضي في جر اطراف اخرى للتورط في اللعبة التي ستكرس الاحتلال وتشرعنه ، وسيقدم خدمة حقيقية للمحتلين من خلال محاولة الخروج بهذه الصيغ التوفيقية المرفوضة تحت مبرر التصدي لاعتداءات الطرف الاخر او التعامل مع تداعيات الواقع السياسي الذي تعيشه البلاد .
ان ما يتعرض له شعبنا من اعتداءات واساءات ، وان كانت مؤلمة ، يجب ان لا تقود الى الرضوخ للأمر الواقع الذي يسعى الإحتلال الى فرضه ، وان لا تعني القبول بتقسيم العراق طائفيا وقوميا تحت اي ظرف مهما كانت قسوته وشدته . وعلى القوى الوطنية التي شاركت في هذا التجمع ان تدرك انها بهذا التوجه الجديد ستخسر الكثير بعد ان طرحت التزامها بالبنود السبعة لبيان ام القرى الذي صدر في شهر شباط الماضي ، وان هذا الموقف الجديد سيؤدي الى الإنزلاق الى مهاوي مصالحة تريدها وتسعى اليها القوى المساندة للاحتلال لتحقيق غاياتها ومصلحة الاحتلال على حساب المصالح الحقيقية لشعب العراق . كما ان هذا الموقف يعني تخلي هذه القوى عن واجبها الشرعي والوطني في رفض الإحتلال ومقاومته بكل وسيلة مشروعة وعندها ستصبح وقوداً رخيصاً لمشروع الاحتلال واعوانه وتسترخص كل التضحيات والدماء التي سالت وعمدت ارض الرافدين من شمالها الى جنوبها .
ومن اجل أن يكون التئام القوى الوطنية التي اشتركت في التجمع المذكور حركة شعبية لكل العراقيين الخيرين المتمسكين بالعراق ومصلحة الشعب العراقي ، وان يكون مشروعها متناسبا مع حجم التضحيات التي يقدمها أبناء شعبنا ومع طبيعة وحجم تحديات المرحلة ، فانه حري بالخيرين الذين شاركوا في هذا المؤتمر أن يرفضوا ما اعلن من طروحات تدعو الى المشاركة في العملية السياسية المزعومة او ما يسمى بكتابة الدستور وان يدعوا إلى تشكيل تجمع عربي واسلامي و وطني يضم بين صفوفه كل الأطياف التي ترفض الإحتلال من مسيحيين وصابئة ويزيدين ومسلمين سنة وشيعة ، عرباً وأكراداً وتركماناً وبقية الاطياف الأخرى للتعبير عن موقف الاغلبية الشعبية التي ترفض الإحتلال والخونة الذين جاء بهم . وان إستمرار قوات الإحتلال والقوى الشوفينية والطائفية المتعاونة معها والمتمثلة بالتحالف الطائفي الصفوي ـ الكردي في محاولاتها اليائسة من اجل الهيمنة على مقدرات العراق يستوجب على القوى الخيرة المعروفة بوطنيتها التي شاركت في المؤتمر ان لا تمنحهم الفرصة لتمرير ما يريدون ، فليس بالطائفية يتم التصدي للطائفية ولجرائم الطائفيين ، بل برص الصف الوطني الرافض للإحتلال والتمسك بعروبة العراق ووحدته والدفاع عنها . وإن الدور الحقيقي لاي عراقي حر غيور على دينه وعلى وطنه هو دعم استمرار المقاومة الوطنية باعتبارها مشروعه الدائم الذي يجب ان لا يتخلى عنه في هذا المرحلة التاريخية ، واذا ما سأل سائل عن دستورنا فنقول له ان دستورنا الان والى ان يرحل المحتلون البغاة هو:
1. خروج القوات الأجنبية من بلادنا فوراً وبدون قيد او شرط .
2. محاسبة كل من وقف مع دول العدوان والاحتلال ودعمها وتعاون وتعامل معها لانهم في الحقيقة جزء من المشروع الامريكي الذي تبنوه منذ وجودهم خارج العراق من اجل تدمير بلدنا ونهبه واغتصابه ، وان مرتكبي الجرائم الدنيئة بحق العراق وشعبه لايمكن ان يفلتوا من الحساب طال الزمن ام قصر وليس من حق اي جهة اصدار العفو عنهم ، كما وان دماء العراقيين الابرياء الذين سقطوا جراء تلك الجرائم هي امانة في اعناق الجميع ولا يمكن التفريط بها .
3. تعويض العراق عن كل ما لحق به من دمار وتخريب واضرار وكل ما تعرض له شعب العراق من قتل واساءات وكوارث جراء العدوان والاحتلال .
4. التمسك بالإنتماء الوطني للعراق وهويته الوطنية والقومية ، وتبني المرجعية العراقية من قبل كل العراقيين بمختلف أطيافهم وإنتماءاتهم الحزبية أو العرقية أو الدينية .
5. رفض منهج المحاصصة الطائفية والعرقية ورفض النعرات الطائفية والعنصرية والإنفصالية .
وعلى كل الخيرين والاحرار في هذا التجمع او في غيره ان يقولوا بصوت عال اليوم وغداً ان حال العراق لن يستقر وان مقاومة شعبنا للاحتلال بكل الوسائل المتاحة لن تتوقف مهما بلغت التضحيات وتنوعت مخططات الغزاة واعوانهم واشتدت هجمتهم اللئيمة ضد ابناء شعبنا حتى يتم طرد المحتلين واعوانهم من بلادنا .
عاش العراق محروساً بابناءه الغر الميامين
عاشت المقاومة العراقية البطلة
عاش الشعب العراقي موحداً بكل اطيافه ومكوناته
المجد والخلود لشهداء العراق الابرار
الموت للخونة والعملاء والطائفيين والانفصاليين والصفويين
الامانة العامة لحركة الكفاح الشعبي واللجنة العليا للقوى الرافضة للاحتلال (وهج العرق)
بغداد في 25 أيار/مايس 2005
للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى الابــد
0 Comments:
Post a Comment
<< Home