Wednesday, August 02, 2006

رواية مقاوم : صحيفة الديار اللبنانية

رواية مقاوم
«نحن نقاتل بكفي العباس»

رجال المقاومة هم أنفسهم في الطيبة ومشـروعها... هم الشـامخون أمـس في العديسـة - كفركلا... ‏بذات العزيمة والإرادة تصدوا وهاجموا وقصفوا ودكوا وشـدوا على الزناد فأصابوا مقتلاً من الإسـرائيليين... ‏
في مارون الراس - عيترون - بنت جبيل جرى تصفية الكتيبة «51» من لواءي «غولاني» ‏و«المظليون»، حيث اشـتبك المقاومون معهم ومع سـرية المشـاة والسـرية الميكانيكية والثالثة ‏المدرعة... الكتيبة «51» من اللواء غولاني انتهت، حيث جرى تدمير وإعطاب ما يزيد عن 40 ‏آلية بين «ميركافا» وهامر وأنواع أُخرى، كما جرى قتل وجرح ما يزيد عن «235» عنصراً بين ‏ضابط وجندي.‏
فاضطرت قيادة أركان العدو لسـحبها من المعركة كلياً إلى تل أبيب وإلى المسـتشـفيات ومَن تبقى ‏منها هم اليوم في منازلهم للراحة بعد التعب.‏
أول من أمـس و أمـس كانت الطيبة والعديسـة وكفر كلا تلقي التحية، بل ترد بأحـسن منها إلى ‏مارون الراس وبنت جبيل عيترون. وكانت «الطيبة» ترفع رأسـها برجال المقاومة، وكأني ‏بترابها يشـعر بالشـموخ وهو يتلقى المجموعات المقاتلة وأقدام المقاومين عند بزوغ الشـمـس، حيث ‏حاولت «نُخَب غولاني» التسـلل من مشروع الطيبة إلى داخل البلدة الحدودية.. وفي الحقيقة ترك ‏المقاومون نخبة «غولاني» تتقدم وقد سـبق تقدمها الطيران الحربي والقصف المدفعي الكثيفين، في أطراف الطيبة وداخلها وعندما وصلت مجموعات العدو إلى حيث يريد المقاومون بادروهم بفتح ‏النار، وفي نصف السـاعة الأولى سـقطت مجموعتان للعدو وتحت أعين المقاومين وأحصي ثمانية وعشـرين ‏صهيونياً بين قتيل وجريح وتأكد قتل ثمانية من الرمايات الأولى.‏
في هذا الوقت كان رجال المقاومة يدعون «نخب غولاني» تتحرك من جهة مدرسـة البلدة إلى وسـط ‏مدخلها من جهة دير سـريان وهي مجموعة صهيونية اعتبرت أنها نفذت عملية التفاف من الخلف ‏وهناك كان رجال المقاومة بانتظارها، حيث أمطروها بوابل رصاصهم، ودارت معركة ما لبث أن تراجع جنود النخبة ومن ثمّ فرّوا لا يلوون على شيىء، وهناك وجد خمسـة جنود ضالتهم في ‏منزل فهرعوا إليه للاختباء، فعمدت وحدة الإسناد الناري في المقاومة الإسلامية لتدمير المنزل ‏على رؤوسهم، في هذه الأثناء تدخلت الطائرات الحربية وقصفت مواقع انتشـار المقاومين الذين ‏كانوا قد انسـحبوا إلى نقاط انتشـار أُخرى. وظلّت الطائرات إضافة للمدفعية تقصف محيط ‏مشـروع الطيبة بشـكل كثيف ومتواصل، إلا أن رجال المقاومة كانوا في هذه الأثناء يلاحقون خمسـة ‏جنود ويتعقبونهم فأردوا ثلاثة منهم أصيب الاثنان بظهورهم.‏
ولتخفيف الضغط على الوحدات في الطيبة، حاولت مجموعة من وحدات غولاني التقدم من مسـتوطنة ‏المطلة باتجاه العديسة - كفركلا عبر بسـاتين التفاح، وتقدمت الوحدات جرافتان جرى تدميرهما ‏وطاقمـهما على الفور.. ومرة ثانية قامت وحدة الإسناد الناري في المقاومة الإسلامية بقصف ‏مكثف ومركز طاول بسـاتين التفاح وداخل مسـتوطنة المطلة وفي وسـطها في الشـارع رقم (1) ‏الفاصل بين البسـاتين والمسـاكن في المسـتوطنة، وقد شـوهد بالعين المجردة العديد من الآليات ‏المدرعة تحترق في أرضها، كما تم إحراق سبع سيارات من عسكرية طراز هامر في أرضها، وأُحرقت ‏سيارتان للمخابرات، وثالثة «ربيد» من نوع «رينو» ابيض اللون.‏
وعصر الأحد حاولت وحدات المسـاندة في الجيش الصهيوني التقدم لسـحب الجثث والجرحى على بعد ‏كيلومتر ونصف من وسـط المعركة بين مشـروع الطيبة والأراضي «الإسـرائيلية» فتصدت لها مجموعة ‏‏«الأخيار» في المقاومة، وعلى الفور تمّ تدمير دبابة ميركافا ووقع أفرادها بين قتيل وجريح ‏فيما انسحبت الدبابتان الباقيتان صباح الاثنين حاولت وحدات المسـاندة الإسـرائيلية تحت تغطية مدفعية سـحب الجثث، لأنه لم يعد ‏فيهم جرحى بعد اكثر من (11) ساعة من نهاية المعارك الضارية، فاصطدمت برجال المقاومة ‏المنتشـرين في مواقعهم القتالية من الطيبة حتى كفركلا، وخلال الدقائق التسـع أُحرقت دبابات ‏ثلاث وظلت المعارك دائرة حتى الأولى ظهراً.‏
أشجار التفاح الموصلة إلى المسـتوطنة ليل الأحد والاثنين في صباحاته الأولى كان رجال المقاومة الإسـلامية يأكلون من تفاحها، حيث تجاوزت مجموعة من الرجال الشـريط الشـائك وهاجموا جنود ‏نخبة غولاني الهاربة إلى مستوطنة المطلة عبر هذه البساتين، وحصلت اشـتباكات متنقلة من شـجرة إلى شـجرة أحصى فيها المقاومون سبع عشرة إصابة من جنود العدو. إلا أن الوقت الذي مرّ على ‏هذا الاشـتباك، كانت المجموعة الخاصة من المقاومة قد قطعت مسافة لا تقل عن خمسـمائة متر داخل ‏بسـاتين التفاح، ومن هناك أطلقوا عشـرات الصواريخ المضادة الدروع، فيما كان آخرون ‏يقصفون المسـتوطنة وطرقاتها بقذائف الهاون من عيار (60 و80 ملم).‏
معركة الطيبة فالعدسـة - كفر كلا كانت بضراوتها وشـراسـتها معركة نوعية وسـوف تتواصل على ‏ذات الوتيرة.‏
أحد المقاومين ســـُئل في لحظات ســـريعة عن رأيه بهذه المعركة قال : «نحن نقاتل بكفي العباس».
المصدر: صحيفة الديار

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker