Friday, July 28, 2006

الفرص الضائعه وسقوط ورقة التوت: بقلم فداء الحوراني

الفرص الضائعه وسقوط ورقة التوت

فداء الحوراني

اليوم يتعرض كل لبنان إلى عدوان وحشي ينم عن مدى الحقد الذي يكنه العدو الصهيوني عليه ....لبنان النموذج الحي لبنان المقاومة و الإعمار وإرادة الحياة وإرادة التوافق لبنان التنوع والحرية والتجدد التي لولاها كلها لما كان له أن يكون الظاهرة العربية الوحيدة والفريد ة الحيه, والدولة العربية الوحيدة التي حررت ترابها دون خيارات الاستسلام التي انتهجتها الدول العربية الأخرى والتي تفوق مقدراتها بما لا يقاس مقدرات لبنان هذا البلد الصغير العاشق للحياة ,تلك الخيارات التي أعلن أمس الأمين العام للجامعة العربية عن وفاتها متأخرا وبعد فوات الأوان .

لذلك وبوضوح لا يلتبسه شك فإن القضية ليست بالتأكيد قضية أسيرين مهما كان تقييمنا للعملية التي قام بها حزب الله ,إنما هي خطة مدبرة إقليميا وعالميا مطلوب فيها رأس لبنان أساسا إضافة إليه رأس حزب الله .

ـــ الفرص الضائعه

لا بد أن اشير هنا على أن المقا ومة التي ولدت في غياب الدولة كان من مصلحتها بالمنظور البعيد أن تعود إليها بصيغة توافقية بعد البدء بعودة المؤسسات الدستورية والديموقراطية إلى لبنان وكان من الأهمية القصوى أن تصل الدولة الشرعية بمؤسساتها وبما تمثله من رؤى مختلفه مع المقاومة إلى نقطة الالتقاء لما كان سيمثله ذلك من اختراق مهم للخيارين اللذين تريدهما أمريكا وإسرائيل في المنطقة ــ إما الفوضى الممسوكة بيديهما كما في العراق وإما دولة الاستبداد . وكان هذا الالتقاء هو التهديد الخطر بما سوف يشكل من أنموذج جديد للدولة الديموقراطية التي تبنى استراتيجية دفاعية قوية تحظى باتفاق مجمع عليه وطنيا . بالطبع كان هنا مكمن التهديد الحقيقي لا لإسرائيل وحدها بل لكل النماذج الاستبدادية المتهافتة في المنطقه . من هنا كانت الفرصة الذهبية لهذه الضربة المتوحشة على لبنان لتدميره ولإنهاء تلك البداية الصعبة ولكن المفعمة بالصبر والتصميم رغم كل العراقيل التي وضعت أمامها لإفشالها والتي كان اسمها طاولة الحوار . ومن هنا أيضا نرى الأنظمة العربية كلها وباختلاف زوايا النظر لديها إلى لينان تملك مصلحة واحدة على إنهائه وتتفرج على المجزره .ونراها أعطت الغطاء لذلك إما عبر المواقف المعلنة دون خجل أو عبر عجز اوصلته أنظمة الاستبداد إلى هذه الدول واعتادت على تغطيته بشعارات وطنية وقومية أضحت مكشوفة هشاشتها . فخلال ما يقارب الثلاثين عاما من تواجده في لبنان لم يكن لبنان ومقاومته ليشكل لدى النظام السوري أكثر من ورقة في يده يستعملها لإطالة أمده و لتحسين شروط تفاوضه المأمول بإلحاح دون جدوى مع العدو, إضافة لنوافذ الفساد التي فتحها هناك . وهو لم يستغل تواجده في لبنان بالمطلق من أجل القضية الوطنية والتي كانت تستدعي إطلاق الحريات المجتمعية السورية في البناء والتجديد في جميع الميادين كما كانت تستدعي بناء قوته الدفاعية المستقلة عن كونها أداة قمعية أمنية في يد الدولة تجاه مواطنيها . واليوم بالذات نحن نرى نتائج سياسة الاستبداد هذه واضحة عندما نرى عجزنا عن المساعدة الحقيقية للبنان وللمقاومة عندما أزفت الساعه , وبعجزنا عن استغلال ذلك وانتهازها فرصة لقلب المعادله وتحويل ما يتم في لبنان إلى نقطة في اتجاه مسار عربي صاعد كانت سوريا القوية بموقعها المميز قادرة عليه . ولكننا بدل ذلك نرى سوريا المكبلة باستبداد نظامها,ونرى شعبا مقيدا غائبا عن ساحة الفعل حتى أضحى ينتظر الأوامر العليا للتعبير عن مشاعره,فلكل محافظة يومها لذلك!!!!

واليوم نرى بوضوح أن اعتماد الخيار السلمي كخيار استراتيجي لاستعادة الجولان والذي درج الحديث الرسمي عنه كخيار أوحد لذلك كان التغطية الرسمية للعجز وطمأنة لعدو وحشي قبض النظام ثمنه استمرارا لوجوده حتى الآن, ولو كان خلاف ذلك لكان يجب أن يعني فقط العجلة في الاستعداد للاحتمال الاكيد المعروف وهو فشل هذا الخيار, وكان يجب أن يستغل في اطلاق حرية الشعب في التعبير عن نفسه وبناء مشروعه الوطني والدفاع عنه وتحرير أرضه المحتلة المنسية لزمان ومكان لا يأتيان.

ــ مهما كانت نتيجة هذه المعركة غير المتكافئة المحاصر نموذجها بأنظمة الاستبداد وبالسجن الكبير للشعوب العربية قاطبة فإنها سوف تعطينا دروسا لفرصة لا بد آتية, وتؤكد أن الدعم الحقيقي للمقاومة و الطريق الوحيد لاستعادة الأرض يمران عبر وحدة وطنية لا تنفصم عراها وعبر اطلاق الحريات ,لا عن طريق كم الأفواه ومصادرة الرأي وانتهاك الحقوق, وعندها سوف نرى مدى ما تحمله شعوبنا من قدرة فائقة على البناء والمقاومة والصمود .

فداء الحوراني 20ـ 7 ـ2006

للعودة الى الموقع السابق

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker