المصالحة وكلبة بوش

المصالحة وكلبة بوش

بقلم: علي السوداني

لم يبق من طقطوقة المصالحة الوطنية سوى الحبر الذي سطرت به والورق الذي تسخمت عليه ومسألة النية . لم يشفع لها رمضان ولا تسابيق شعبان ولا ذكرى وفاة نعمان ولا ليالي القرقيعان ولا المحيبس الذي لا تنوشه النسوان !!

اسباب الأحباط والنكوص والقنوط كثيرة كما هي اسباب العطش في دعاية سفن آب .

في منتصف النية صعد مسعود فوق سطح كردستان البلد وانزل الراية الشرعية والقانونية حتى اللحظة فانخبطت الالوان وشعر الناس بالمهانة وبالزعل . بعد ذلك التأم برلمان كردستان ورسم على الملأ خارطته الطويلة العريضة التي وصفت كركوك بالمدينة الكردية التي ما زالت خارج املاك واطيان الدولة الجديدة التي بشر بها نجيرفان اذ قال ان الكرد سيعيدون النظر في مسألة الاتحاد الكيفي مع الدولة العراقية .

اما الختمة فكانت من حظ الرئيس جلال الذي تبرع بمضافة ابدية لجند الاحتلال مقترحا قاعدتين آمنتين محصنتين على ارض كردستان .

الأخت الشمالية تركيا العثمانية لم تكن بعيدة اذ حضرت وغرست سكينها فوق جثة المصافحة المفترضة وقالت قولتها المشتقة من الفرمان الفرعوني المسال على لسان توفيق الدقن " مفيش حد أحسن من حد " فلتركيا ما لأمريكا على ارض الرافدين !!

الحكومة نائمة والمفوهون بأسمها ورسمها يظهرون على الشاشات كل ليلة وكل يوم فيبتسمون ويتحذلقون ويتفذلكون ويصوتون على ان كل شيء على ما يرام وان التفخيخات والانفجارات والطلقات والطاق طيق انما تتبأر وتنمو خارج اسوار بغداد العباسية في مناطق ام البزازين ومفازات ابو بريص بل ان من تلك الانفجارات ما اتصل بالصعادات والألعاب النارية المستوردة من الصين الشعبية والتي تطلق هذه الأيام وتتهاطل غزيرة حلوة كريمة مذكرة الرعية بنبوءة المصوت قدوري وتوأمه مهدي من أن العراق فائز بكأس العالم القادمة لا محالة ولا مندوحة ولا مرجوحة !!

العمة أمريكا التي سخمت وجوهنا وطيحت حظنا وصبغنا بدت غير مكترثة لهذا الحريق العظيم بل ان الرئيس بوش الأبن لم ينحرج بعد ان منحته جريدة امريكية كبرى وسام اغبى رئيس بل واصل ابتسامته المافيوية وكرر انه لن ينسحب من العراق حتى لو بقيت معه لورا وبارني ، فأما لورا فزوجته وأما بارني فكلبته !!

من مضحكات الاسبوع البائد ان الحكومة انذرت حزب العمال الكردستاني التركي بمغادرة ارض العراق لكنها - الحكومة طبعا - لم تشرح للرعية الصائمة الكيفية والطريقة الناجعة لشلع كرد تركيا من البلاد في حال حرونهم لكن تسريبات صحفية ولطشات اعلامية واربعة اصدقاء ثقة فارين من بغداد نازلين في عمون أخفوا هوياتهم وضببوا اسماءهم قالوا ان الحكومة وفي حال حرون كرد تركيا ونومهم على قلب وادي الرافدين ، فأنها ستتحرك ضدهم بقوة لا قبل لهم على مواجهتها اذ ستمطر مخيماتهم وقواعدهم وسواترهم وشقوقهم بكاسيتات مسجل عليها سلة اغنيات تركية وكردية وعربية وطاجيكية يخر منها حزن رهيب وتتماوج عليها اصوات عذبة شجية تتفتت من فرط وجعها القلوب وتتشمع من سلطان حزنها الأكباد وتتشقق من حر دمعاتها الخدود ومعها سيشرد من البلد كل كردي تركي دخلها مستفيدا من قانون الغفلة حتى اولائك الذين سكنوا أكناف كركوك وشالوا بطاقتها التموينية الطيبة وتنوروا بشعلتها الخالدة !!

قدام هذا المرأى المريب ، ثمة سكتة هائلة وتدليس غير مسبوق ودفن رؤوس في رمل التمويه وتطامن هو عم للتواطؤ ينشمل به العامة من الناس والنخبة والمرجعيات سياسية ودينية وثقافية وتأريخية ، ألا من خاف الله وصام له وصلى وبصم كفه فوق فؤاده وسمى الحاء حاء والراء راء ودم اخي مني براء !!

alialsoudani61@hotmail.com

للعودة الى الصفحة السابقة