العدوان البابوي الاخير.. ما العمل؟
حرب إبراهيم الجبوري- نينوى
العقيد في جيش القادسية الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريحات البابا تأخذ إحتمالين:
أولهما)) أنها كانت متوقعة بسبب السياسة التي أعلن عنها الفاتيكان بأنها ستكون سياستهُ للمرحلة القديمة وهي إعادة الكنيسة الى مركزها السياسي الذي فقدتهُ بسبب تنامي المراكز القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية الاوربية والامريكية ، وكان على الفاتيكان أن يلعب دوراً ما، وبدلاً من أن يقوم الفاتيكان بالخطوات اللازمة لإعادة الاعتبار للكنيسة الكاثوليكية من خلال إنتزاعهِ لصلاحياتهِ التي سرقتها منهُ الانظمة السياسية على مدى القرون الماضية، فضّل –مستسهلاً- الفاتيكان أن يبدأ بالتحالف مع تلك الانظمة ليدخل لعبة "مكافحة الارهاب" وبالطبع فإن الهدف السهل في ذلك هم "المسلمون" لأنهم الاقلية المسحوقة في المساحة الاوربية والامريكية، ولأن ذلك سيقرب الفاتيكان من رأس الافعى الامبريالية المتمثلة بالثالوث الامريكي-البريطاني-الصهيوني.
الاحتمال الثاني)) هو أن فخاً محكماً قد رُسِمَ للبابا "الالماني" كي يدفع المانيا لحلبة الصراع الامبريالي الذي كانت تتحاشى دخولهُ تحت الخيمة الامريكي-البريطانية "الانكلوسكسونية" لتنفذ المرامي الامريكية التي تستهدف أوربا أولا وأخيراً من بعد أن تهيمن أميركا على مصادر الطاقة العالمية وأهمها –بالطبع- النفط العربي "الاسلامي". ومن اهداف هذا المخطط هو دفع المسلمين -في البلدان الاسلامية والتي فيها أقليات مسيحية- للتصادم مع تلك الاقليات وإضطهادها لدفع ثمن ما ترتكبهُ الفاتيكان من عُدوان على الاسلام والمسلمين؛ عدوان مباشر بالكلام والخطاب السياسي، وغير مباشر لما يوفرهُ من غِطاء للسياسة الانكلوسكسونية-الصهيونية في إضطهاد العرب والمسلمين كأقليات في البلدان المسيحية أو من خلال إحتلال الاقطار العربية والاسلامية وقتل أبنائها ونشر الفتنة فيما بين المسلمين أنفسهم، كما يحصل في فلسطين والعراق وافغانستان ولبنان.
وفي كِلا الاحتمالين فإن الكنيسة الكاثوليكية ستخسر في المديين القريب والبعيد، فعلى المدى القريب فإنها ستخسر الشعوب الاوربية التي ضاقت بالسياسة العدوانية لأنظمتها والتي لاتؤمن بأي دور سياسي للكنيسة ولاتعترف لها بأكثر من كونها الملاذ الروحي لكبار السن، لا أكثر وربما ليس كل كبار السن أيضاً. أما على المدى البعيد فإن الاحتمال الاول لن يمر بسهولة على الدوائر الاستخبارية الانكلوسكسونية-الصهيونية، حيث أنها ستستفيد من أخطاء الكنيسة فتُفقدها ما تبقى لها من هيبة ودور لتقوم هي بأخذ الدور الكنيسي لتبرير عدوانها الذي تربطهُ بالدفاع عن المسيحية والصليب بحربٍ صليبية (شكلاً وإدعاءً) وإمبريالية نفطية (حقيقةً وجوهراً).
بقي علينا أن نفكر –نحنُ العرب والمسلمون- هل ننجر لننفذ الارادة الانكلوسكسونية-الصهيونية –كما نفعل الآن-؟ أم نعاقب الامريكان والبريطانيين بشكلٍ مباشر؟
أنا مع الحل الثاني بالطبع.
وقبل أن أبين كيف؟
أودُ أن أبين سبب إعتباري سلوكنا الذي هو (رد فعلٍ على عدوان سافر) يخدم المخطط العدواني: وحتى أستطرد في ذلك، أودُ أن أسألكم السؤال التالي: هل تعتقدون أنّ ما قالهُ البابا كان عفوياً أم مخططاً مُسبقاً؟ .. لن أعلق على من يعتقد ألأمر (عفوياً) لأنني أعتقدهُ إما ساذجاً أو ليبرر للبابا افعالهُ!
ولكنني سأذهب مع من يعتقد أن الامر مخططاً لهُ، وأن البابا لم يَزُلّ لسانه –قطعَ اللهُ لسانَهُ- ، فأقول إذا كان الفعلُ مُخططاً لهُ، وأنّ الفاعل بمستوى دهاء (البابا) أو بدهاءِ (من نصبَ فخاً للبابا)، فبالتأكيد أنهُ توقعَ ردودَ الفعل، هذا إذا لم يكن الفعل –أصلاً- قد صُمِمَ بضوء ردود الفعل المتوقعة، وإذا ما سّلمنا بذلك، فإننا يجب أن نُسَلم بأن الكنيسة أو من يحركها بدأوا بإستثمار النتائج؛ التي هي المزيد من الفِرقة والمزيد من العنف ونسيان الهدف من الجهاد وتشتيت الانتباه عن جرائِمَ تُمارَس أو يُخَطَطُ لممارستها. وإذا ما صَحَ كل ذلك أو معظمهُ فإن ردود أفعالنا تكون في خِدمة المخطط الكنسي أو الانكلوسكسوني-الصهيوني.
إذن.. ما العمل؟
برأيي أننا –كعرب أو مسلمين- علينا أن نكون ثابتين في تحديد أهدافنا التي هي أطراف الثالوث الذي يعاون الحركة الصليبة الجديدة وهذه الاطراف هي الادارة الامريكية والادارة البريطانية والكيان الصهيوني.. فإذا عاقبنا هؤلاء فإننا سنقترب من هدفنا الكبير في تحرير الارض والانسان والدفاع عن الحرمات والمقدسات وستشكلُ هذه الاطراف ضغطاً على الكنيسة أو غير الكنيسة من أن تتخذ مثل هكذا مواقف من معتقداتنا في المستقبل.
كيفَ نعاقبهم!؟ ..لدينا وسائلَ عِدة نؤذيهم فيها ونكسب شعوبهم ضدهم في نفس الوقت، ومن هذه الوسائل:
- المقاطعة الاقتصادية لمنتجات هذا الثالوث (أميركا-بريطانيا-الكيان الصهيوني) وبالنسبة للأخير فتمثلهُ الشركات الصهيونية المعروفة في أوربا أو أي مكان في العالم.
- تشديد الضربات على القوات المحتلة في العراق وأفغانستان وفلسطين، والاعلان أن الضربات المضافة هي (ضربات جزاء) للسلوك الكنسي العدواني.
- يجب أن نستمرَ بالمقاطعة الاقتصادية فترة طويلة تزيد على تأريخ (إنتهاء صلاحية المنتجات المستوردة من قبل أنظمتنا العميلة أو الضعيفة أو المتهاونة وتُجارنا المتصهينين).
- أما الضربات ضد القوات المحتلة فإن لم تستمر (بالعدد المضاف بسبب العدوان الكنسي الصليبي)، فلتكن هناك عمليات نوعية –دائماً- تُنسَب كردِ فعلٍ لذلك العدوان الصليبي-الكنسي.
- أن نتحاشى والى أبعد الحدود أن ننقل المعارك للبلدان الاوربية أو الى أميركا لأن ذلك سيخدم الاتجاهات الامبريالية في تجييش الشعوب للمزيد من الاحتلالات.. ولأن مثل ذلك سيزيد من محاصرة أخواننا المسلمين والعرب في تلك الاقطار حيث سيدفعون الثمن مضاعفاً.
إذا ما نجحنا في هذهِ الاجراءات –وبحزم- فإننا سنكسب إحترامنا لأنفسنا وإحترام الاخرين لنا ولعقيدتِنا. ولن يستطيع مزايدين مثل حسني مبارك أو نظام السماسرة في قَطَر أو حاخام الازهر أو خائِن الحرمين أن يستغلو ردود أفعالنا –الساذجة- للعودة الى مراكزهم في تصدر الموجة الشعبية وينسون الناس جرائمهم في تعاونهم مع ذلك الثالوث ومَدهِ بالمال والطاقة وفتح ألأرض العربية والسماء العربية أمام جيوشهِ الصليبية ليحتل أرضنا ويلوث مياهنا ويقتل شعبنا ويزرع الفتنة فيما بيننا ويسرق ثرواتنا ويهين ديننا وكرامتنا.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home