Thursday, December 08, 2005


واخيرا ابتدأ الهروب الامريكي الكبير
(4)
صلاح المختار


· الناتو :أمريكا هُزِمَت في العراق
صرخات مورثا وجنرالات اربعة نجوم اذن هي التحذير الأعلى صوتا من كارثة محققة تقع الان للجيش الامريكي في العراق ، لكنه ليس الوحيد الذي يحذر أمريكا مما ينتظرها في العراق ، فلقد ارتفع صوت حلف الناتو معترفا بان امريكا هزمت في العراق وان لا امل لها ابدا في تغيير واقع الهزيمة ، ففي مقال كتبه الاستاذ بهنام نيسان السناطي ونشرته شبكة البصرة يوم 3 – 12 – 2005 تحت عنوان (دوائر الناتو العسكرية تتحدث عن هزيمة ساحقة لامريكا في العراق) وننقل اغلبه قال : كشفت أنباء صحفية اليوم بأن الولايات المتحدة الامريكية على وشك هزيمة ساحقة في العراق. وقالث مصادر فرنسية مطلعة بأن كل الاخبار الواردة من بغداد أو واشنطن أو من دوائرالمخابرات العسكرية في حلف الناتو تتطابق وتؤكد على شيء واحد مفاده أن الولايات المتحدة الامريكية باتت على قاب قوسين او أدنى من هزيمة منكرة في حربها على العراق.

وقالت جريدة لوكانار انشينيه الاسبوعية الفرنسية الصادرة في باريس هدْا اليوم وتحت عناوين بارزة أنه حتى جنرالات امريكا أنفسهم يعتقدون انهم خسروا الحرب وأنه لم يعد بمقدورهم ان يحققوا اي انجاز او تقدم ولو متواضعين في حربهم على العراق.
ونقلت الجريدة الفرنسية الواسعة الانتشار عن جنرالات امريكان قولهم أن همهم الوحيد هدْه الايام هو السعي الحثيث والاعداد لترتيب انسحاب ما، مضيفة أن امريكا العظمى لا تجرؤ حتى الان على تلفظ كلمة انسحاب لما في دْلك من وقع هائل على سمعتها كالقوة الكونية الاعظم مما سيؤدى حتما الي فقدان مصداقيتها عسكريا وسياسيا وأن اى انسحاب سيكون وصمة عار وخزي في تاريخها ولآجيال.
وتابعت الصحيفة الفرنسية تقول أن العسكريين الامريكان رغم قناعتهم التامة وتيقنهم العميق بأنهم خسروا الحرب على العراق، فانهم مرغمون على الاستمرار في القتال في الميدان مما يعني تحمل خسائر متعاظمة ومستمرة وتكبد قتلى وجرحى بالعشرات.
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن المواطنين العراقيين ضاقوا دْرعا بالاحتلال وأن مقارعة الغازي لم تعد تقتصر على ما يسمى بالمناطق السنية.
وكشفت لوكانار انشينيه عن اجتماع لكبار العسكريين الامريكان من قواد العمليات الخارجية، عقد في 19 و20 من شهر تشرين أول المنصرم في طامبا ، ولاية فلوريدا ، أكدوا فيه بأن الوضع في العراق خطير جدا وأنه ندْر شؤم لامريكا معربين عن قلقهم العميق من حدوث انفجار شعبي عارم وثورة جماهيرية شاملة في العراق لن تقتصر فقط على المناطق ذي الاغلبية السنية.
وقالت الصحيفة الفرنسية أن المخابرات الفرنسية التي تراقب عن كثب وضع الحليف الامريكي المزري في العراق تؤكد هي الاخرى هدْه الاخبار نقلا عن مصادرها الخاصة في هدْا البلد المحتل.
وسخرت الصحيفة الفرنسية من البيانات العسكرية التي تروجها قوات الاحتلال في العراق من وقت لآخر محاولة منها لتلميع وجه المحتل والتي تتحدث عن بعض الانجازات واحراز تقدم على الآرض، مشيرة الى أن تصريحات القادة العسكريين الرنانة ماهي الا أضغاث أحلام ولاتتعدى كونها مجرد امنيات وهي على اية حال بعيدة عن الحقيقة.
وأوضحت لوكانارد انشينيه أن تأكيد الامريكان على امكانية الشرطة والجيش المعينين في الاعتماد على النفس وضبط الوضع الامني بعيد عن الواقع.. وقالت أن جنرالات امريكا والكلام لازال للصحيفة الفرنسية..بتخبطون في تصريحاتهم المتضاربة. فتارة يؤكدون على تحقيق بعض الامن في المناطق الغربية ثم يناقضون انفسهم بالاعلان امام الصحفيين الدْين لايستطيعون مغادرة مكاتبهم، عن نتائج العمليات االعسكرية التي لم تعد تحصى والتي تستهدف مناطق الحدود العراقية السورية مدعومة بالطيران الحربي والسمتيات والدبابات ، وأخرها عملية الستار الحديدي ضد محافظة الانبار حيث يطلع علينا جنرالات امريكا في نهاية كل منها بأخبار جيدة وانجازات مشكوك فيها ضد مسلحين اشباح.
وتطرقت الصحيفة الفرنسية أيضا الى التعاون العسكري الوثيق بين الجيش الامريكي المحتل والصهاينة مشيرة الى تقرير عسكري سري رفعه الجنرال كوناوي للبنتاغون يقضي بايفاد ضباط امريكان مختصين الى كل من ايرلندا الشمالية والكيان الصهيوني لمتابعة دورات تتعلق بكيفية التصدي من مقتل القنابل المتفجرة عن بعد والتي يزرعها المسلحون العراقيون على حافات الطرق، وقالت الصحيفة ساخرة: لقد اسقط بيد الأمريكان وقد فات الأوان، ولا عيب في الدراسة مهما بلغ الإنسان في العمر عتيا.

وأشارت لوكانار انشينيه الفرنسية الى تخرصات السفير الأمريكي في العراق الأفغاني خليل زاده وقالت انه عقب الاقتراع على الدستور، كان خليل زاده يوزع الابتسامات ابتهاجا وغطرسة في تصرف وسلوكية مليئين بالعدوانية تجاه المتحدثين إليه، وقالت ان عجرفة زاده هدْه لم تدم طويلا بسبب تفاقم العمليات العسكرية التي ينفذها المسلحون العراقيون.
ونقلت الصحيفة عن السفير الفرنسي في بغداد برنار باجوليه قوله إن الوضع في العراق متأزم للغاية وانه سينتقل من سي إلى أسوأ مؤكدا ان المسلحين يسيطرون على مناطق في بغداد وموضحا بان الحديث عن إمكانيات الجيش والشرطة العميلة باستلام مسؤولية أمن البلاد والسيطرة على الحدود لهو ضرب من الخيال.
وختمت لوكانار انشينيه تقول ان فاتورة هدْه الحرب ستكون باهضة الوقع والثمن حتى بالنسبة لنا نحن الأوربيين ومن الآن ولفترة عقدين من الزمن على الأقل.

ماذا سترون صباح غد ؟
لقد استعرضنا باستفاضة التحولات الكبرى التي تجري أمام نواظرنا لصالح الشعب العراقي ومقاومته الظافرة ، لأجل أن نثبت فكرة واضحة وحاكمة ومتحكمة في مجرى التطور العراقي وهي ان المقاومة العراقية قد حسمت الصراع الأخطر في التاريخ الحديث ، وهو الصراع من اجل بناء إمبراطورية كونية أمريكية انطلاقا من غزو العراق ، بقيام المقاومة المسلحة للشعب العراقي بتحطيم الحلم الاستعماري الأمريكي إلى الأبد بعون الله تعالى ، الذي أمد المجاهدين بكل العزم والإصرار والاستعداد غير المحدود للتضحية بكل شيء من اجل أن تسود كلمة الله وتسقط كلمة الشيطان . والآن ما الذي نستنتجه مما عرض ؟
فيما يلي اهم الاستنتاجات المركزية :

اولا : ان ثورتنا المسلحة ، وهي اول ثورة في التاريخ لم تتعرض للتراجع ولو خطوة واحدة ، قد حسمت الصراع الستراتيجي حول وفي العراق ، وحرمت امريكا من أي امل في تغيير الواقع الجهادي في العراق ، لذلك لم يعد امام امريكا الا الاستسلام لقدرها المحتوم وهو ان اسوار بغداد قد صارت مقابر للغزاة من صهاينة امريكا ، كما وعد امام المجاهدين صدام حسين فك الله اسره .
ثانيا : تحاول امريكا ، واليأس يذبحها من الوريد الى الوريد ، تأخير هزيمتها الكاملة في العراق عبر لعب ورقة محاولة اغراء بعض الوطنيين بالتعاون معها والوقوف ضد المقاومة المسلحة ، باسم الاشتراك في العملية السياسية مستغلة ضعف عقلانية البعض، والذي يجعله مستعدا للانخراط في مواقف لا تخدم هدف التحرير الكامل للعراق ، من خلال اختصار الطريق بتقديم تنازلات للاحتلال ،ومن تعاون ويتعاون معه ، بحجة ايقاف شلال الدم العراقي ، دون ان ينتبهوا الى ان هذا الشلال سيكون أغزر واخطر اذا وقع وطنيون في فخ العملية السياسية ، لذلك فان الانتصار الحاسم ، الذي تبدو مقدماته واضحة جدا ، يدعونا جميعا ليس فقط الى التمسك بحبل الله اكثر واكثر بل ايضا يلزمنا بان نوحد صفوف كل مناهضي الاحتلال وان نرفض اغراء الانحياز لطريق يبدو اقصر لكنه بالتأكيد طريق الندامة وليس طريق السلامة الوطنية .
ثالثا : سيلجأ الاحتلال الى الانسحاب الكامل قريبا الى الكويت واربيل والسليمانية ومن هناك سيواصل حربه الجوية ضد المقاومة ، بعد ان تبدأ عملية التدمير النهائي للسلطة العميلة وقوات الاحتلال بعد الانتخابات . ان المقاومة العراقية ، وكما تؤكد كل التطورات الميدانية الان، ستنفذ خطتها التفصيلية وفي مقدمتها القيام يتمرين تعبوي كبير وهو تحرير المنطقة الخضراء واسر اكبر عدد ممكن من الامريكيين القادة ومن بينهم السفير الامريكي ، ثم الانسحاب وابقاءها منطقة ملتهبة يستحيل على الاحتلال البقاء فيها . لقد وصلت معركة بغداد الكبرى الان مرحلتها الحاسمة ولم يبق الا تحرير المنطقة الخضراء والذي سيتم وفق قوانين حرب العصابات ، أي اسقاطها عسكريا ، بجعلها تحت مرمى مدفعية المقاومة وتمركز قوات الحرس الجمهوري وبقية فصائل المجاهدين حولها باقتدار لا يتزحزح ، وهو ماتم انجازه بنجاح كامل ، فما الذي بقي ؟ الذي بقي هو استمرار الطرق على راس قوات الاحتلال في المنطقة الخضراء حتى يضطر الاحتلال الى تركها والهرب الى الكويت وشمال العراق ، وعندها ستستولي المقاومة بكافة فصائلها على المنطقة الخضراء نهائيا ودون انسحاب وتعلن حكومة الثورة الائتلافية الممثلة لكافة فصائل المقاومة العراقية .
رابعا : ان العمليات العسكرية الحالية التي يقوم بها الاحتلال والسلطة العميلة هدفها تنفيذ مقترح هنري كيسنجر القائل بان الانسحاب يجب ان لا يحدث الا بعد تسجيل (انتصار ظاهر على المتمردين ) لكي لا تحدث كارثة ستراتيجة لامريكا بسبب الانسحاب دون اعطاء انطباع بان امريكا انسحبت من موقع قوة ، بعد ان انجزت المهام الاساسية التي اعلنت عنها ، وهي اسقاط النظام الوطني واقامة ( الديمقراطية وتوجيه ضربات قاسية للارهاب ) . ان عمليات غرب وشرق العراق ضد المدن المحررة الثائرة تدخل في اطار الاعداد لانسحاب يحفظ ماء الوجه .
خامسا : إن تكليف عملاء إيران بالقيام بالدور الأشد قذارة وخيانية لا يستهدف فقط إضعاف المقاومة بل محاولة إشعال حرب أهلية طائفية ، تمهد لحرب عراقية إيرانية خططت أمريكا أن تجعلها اشد استنزافا من حرب الثمانية أعوام، بحيث تجعل الصراع الرئيسي للعقود القادمة هو بين العرب وإيران ، وليس بين العرب والمسلمين من جهة ، والقوى الاستعمارية والصهيونية العالمية من جهة أخرى . ومن المؤسف ان إيران تنجرف بسرعة في هذا المخطط ، لذلك ندعوها إلى إعادة النظر الآن وقبل فوات الأوان ، والانتباه إلى أن أمريكا كلفتها بالقيام بدور يورث الأحقاد والثارات بينها وبين الأمة العربية ، ويضعف قواها ويمهد لفرض نظام استعماري عليها دون حرب . إننا ورغم الآلام العميقة التي سببها الاشتراك الفعال لإيران مباشرة وعبر عملاءها في غزو وتدمير العراق لا نريد لمسلسل الصراع العراقي - الإيراني أن يصبح هو السيد الدائم بل نريد من إيران ان تخرج من هذه اللعبة الاستعمارية المدمرة قبل ان تصبح الضحية التالية ، وقبل ان يتم حشد الجماهير العربية والإسلامية ضد سياساتها المتعاونة مع الاستعمار الأمريكي . ويجب ان نذكر بحقيقة جغرافية أراد العراق من إيران أن تفهمها وهي إن العراق لا يستطيع إزالة إيران من الخارطة ، كما أن إيران لا تستطيع إزالة العراق من الخارطة ، فكلاهما وجود طبيعي في المنطقة ، وعليهما أن يتعايشا بسلام من خلال التخلي عن عقلية التدخل في الشأن الداخلي .
سادسا : على العملاء أن يبحثوا عن ملجأ جديد لهم وان يعودوا من حيث اتوا قبل أن يصبح هروبهم مستحيلا قريبا ، خصوصا وان أمريكا قد وصلت مرحلة الاستعداد للمساومة على رؤوسهم ، والإشارات الحالية أوضح من أن لا يلتقطها أي نبيه ، ومنها تشجيع أمريكا للعملاء على ارتكاب جرائم بشعة ضد الشعب العراقي ، وذلك تمهيدا لتسليمهم من قبل أمريكا وبريطانيا وغيرها للعدالة في العراق المحرر، إذا هربوا ، وتحميلهم مسؤولية الجرائم التي ارتكبها الاحتلال ضد الإنسانية في العراق . إننا نعرف تماما بان ملفات من ارتكبوا جرائم ابادة جماعية ضد الشعب العراقي قد أصبحت جاهزة في مكاتب المخابرات الأمريكية ، وستحاول أمريكا في اطار تملصها من الجرائم ، وعقد اتفاق يعفيها من المحاسبة غدا أو بعد غد ، بالقول بان علاوي والجعفري حينما كانا رئيسي وزراء قد أصدرا الأوامر بتدمير المدن العراقية ، وهي أوامر مسجلة لهما بالصوت والصورة . كما فيلق بدر قد أصبح منذ الآن مدانا وتوجد عليه آلاف الأدلة والوثائق التي تثبت قيامه بتنفيذ مسلسل اغتيالات ضد آلاف العراقيين والقيام بتطهير طائفي ، وما إثارة قضية معتقلات وجرائم وزارة الداخلية إلا نموذج لما يعد للعملاء من قبل أمريكا .
سابعا : إن المقاومة العراقية بفصائلها الأساسية توصلت الى اتفاقية شرف وطني تقوم على رفض القتال ضد أي فصيل مقاوم مهما حصلت خلافات ، والتمسك بالوحدة الوطنية للقوى المجاهدة ، والعمل المشترك خصوصا عسكريا للتعجيل بانهيار الاحتلال ، لذلك تشير المعلومات القادمة من بغداد الى ان العمليات المشتركة الكبرى والتي تشارك فيها الفصائل الأساسية ستكون السمة المميزة لمرحلة الحسم ، خصوصا تحرير المنطقة الخضراء وتطبيق الخطط الأمنية التي تضمن إنهاء أي تمرد مسلح ضد المقاومة العراقية في يوم انتصارها الحاسم .
ثامنا : إن الاحتلال ، وهو يستسلم ليأسه من تحقيق النصر، يحاول أن يقنع أطرافا وطنية بأنه مستعد للتعاون معها وتسليم العراق لها، وليس للمقاومة أو للجزء الرئيسي من المقاومة ، وهذا التكتيك يستبطن خطة تصفية كل معارضي الاحتلال تدريجيا وقضمهم واحدا بعد الآخر ، لذلك ندعوا كل الوطنيين للحذر في هذه المرحلة الحاسمة وتحكيم العقل والمصلحة الوطنية العليا للعراق بعيدا عن أي وهم إيديولوجي او حزبي أو فئوي ، واحترام القوى الأساسية وقرارها الحاسم بعدم تمكين الاحتلال من العثور على أي ثغرة قد يستغلها للتراجع عن قرار الانسحاب .

وأخيرا هل عرفتم الآن لم ابتدأت مقالي بالمثل العراقي الشهير : جاءك الموت يا تارك الصلاة ؟ أرجو منكم تنبيه الجعفري و علاوي و ألجلبي والحكيم إلى أن وقت هروبهم قد أزف ، وان تأخرهم في الهروب سوف يجعلهم مضطرين جدا ( وجدا ) لامتهان حرفة التمثيل الفكاهي وترك التمثيل الدرامي ، وعليكم أن تتخيلوا مثلا كيف سيبدو عبدا لعزيز الحكيم وهو يقلد عبد السلام النابلسي رحمه الله . لكنني أرجوكم أن تدعوا محسن عبد الحميد ينظف أسنانه السود قبل الهروب، فعيب عليه أن يبدو بأسنان سود في منتجعه الطبيعي الأخير : تل أبيب .
salahalmukhtar@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker