ايهما سيسقط اولا : الدستور الصهيوني ؟ ام قوات الاحتلال ؟
ايهما سيسقط اولا : الدستور الصهيوني ؟ ام قوات الاحتلال ؟
صلاح المختار
الان ونحن نقترب من انتهاء لعبة الاستفتاء على الدستور الصهيوني ، يبرز سؤال مهم وهو : ما هي التكتيكات التي استخدمها الاحتلال لخلق مناخ يسمح باقرار الدستور، ومحاولة توريط قوى وطنية في العملية الشيطانية المسماة ( العملية السياسية ) ، كمقدمة للهدف الاهم ،امريكيا، وهو شق المقاومة الوطنية المسلحة ؟ ويرتبط بهذا السؤال توأمه وهو : هل نجحت امريكا في مسعاها ؟
نظرة عامة
ليس صعبا ملاحظة ان اليأس من دحر المقاومة المسلحة قد ترك خيارا واحدا، قبل انهيارالاحتلال، للمخابرات الامريكية ، والايرانية والبريطانية والاسرائيلية، والتي تعمل بتنسيق واضح ، وهو العمل على ارباك وتشتيت القوى الوطنية العراقية ، كمقدمة لشقها واحتواء بعضها ، وصولا الى تشطير المقاومة المسلحة، عبر العثور على جماعة او اشخاص مستعدين لترك العمل المسلح والانخراط فيما يسمى ب ( العملية السياسية ) . ان الانتصارات الاستثنائية التي حققتها المقاومة العراقية ، في تاريخ الشعوب التي خاضت المقاومة المسلحة ضد الغزو الاجنبي ، والخطورة الفائقة المترتبة على هزيمة امريكا في العراق على المخططات التوسعية لكل من امريكا وايران واسرائيل ، بشكل خاص ، تجعل هذه القوى تزج بكل طاقاتها العادية والاستثنائية، وخبراتها المتنوعة واحتياطياتها المخفية والاخيرة ، من اجل تجنب الهزيمة الصريحة المدمرة لمستقبلها .
ان اهم الخطط والتكتيكات التي يمكن رصد استخدامها في العراق الان، هي : اولا تكثيف اللعب بورقة التفتيت الطائفي- العرقي ، ثانيا اللجوء الى الالغام الاكثر قسوة وخطورة لاجبار العراقيين على الاقتتال الداخلي ، وثالثا تصعيد الضغوط للعثور على طرف مساوم داخل المقاومة وزيادة اشاعات وجود اتفاق مع فصائل في المقاومة . لنستعرض هذه التكتيكات .
الاساس : اشعال حرب طائفية
دون ادنى شك فان اهم ورقة يلعبها الاحتلال الامريكي هي الاستمرار ، وبعناد من يتمسك بقشة لمنع غرقه ، في محاولات اشعال فتنة طائفية مدمرة ، عبر اللجوء الى ارتكاب جرائم بشعة ضد العراقيين سنة وشيعة ، ولصق ذلك بالمقاومة . ان التقدير الاساسي لمخابرات الاحتلال هو ان فشل المحاولات السابقة لاشعال الفتنة يعود الى عدم كفاية الاعمال الاجرامية لتفجير رد فعل طائفي ، لذلك رأيناه ينفذ عمليات كبرى لاجبار ابناء العراق على التحرر من الحكمة وضبط النفس واللجوء الى العمليات الثأرية . ومن بين اهم الامثلة على هذا التوجه الامريكي – الايراني عمليات الابادة الجماعية في تلعفر وراوة وحديثة والفلوجة والقائم وغيرها ، واغتيال شخصيات سنية بارزة ، والتي ينفذها الجيش الامريكي بمشاركة ايران وعملاءها في وزارة الداخلية ، وقيام هؤلاء الاخيرين وضمن خطة محسوبة باغتصاب النساء واهانة مقدسات الناس وكراماتهم ...الخ . مقابل ذلك نظم الاحتلال وايران جريمة جسر الائمة ضد الطائفة الاخرى واردفها باصدار فتوى تحلل الدم الشيعي علنا ودون تمويه !
ان الهدف الاساس لهذه الخطط هو ايصال العراقيين الى نقطة فقدان السيطرة على النفس والانغماس في قتال طائفي غير منضبط ومفتوح الابعاد ، بعد ان تعرضوا لجرائم لا حدود لبشاعتها ، وبذلك يتغلب البدائي والغريزي فينا على الوطني والقومي والاسلامي الذي يحكمنا الان ، فيضطر من ما زال ضد الاحتلال وضد الفتنة الطائفية للجوء الى خيار انتحاري وهو الالتزام التام بموقف الاحتلال ، وتنفيذ اهدافه واهمها تاييد الدستور الصهيوني والانخراط في الفتنة الطائفية . لكن الشعب العراقي ، بكافة مكوناته ، كان اكبر من هذه الخطط الاجرامية فاسقطها تماما ، واكد ان العراق واحد وتربط ابناءه صلات لا يمكن لا للاستعمار الامريكي ولا لايران ان يفتتاها. فالعراقي الواحد هو شيعي متزوج من سنية واخته متزوجة من كردي ، واخوه متزوج من مسيحية ، وابنه متزوج من تركمانية ، وهكذا فان العائلة العراقية ترتبط ليس فقط برابطة الوطنية الراسخة بل ايضا برابطة الدم العائلي الذي لا يمكن لاي عراقي ان يحوله الى ماء .
تفتيت الطائفة الواحدة
ويلاحظ بوضوح تام ان الاحتلال اخذ، وبالتزامن مع اتساع نطاق الثورة المسلحة ، يعمد الى محاولات تفتيت الطائفة الواحدة ، لاجل اكمال متطلبات فقدان ضبط النفس وتغلب الغريزة على المواطنة والانتماء الوطني والقومي الاسلامي ، ففي (المعسكر الشيعي) لاحظنا اشتعال القتال بين مقتدى الصدر وفيلق غدر ، والذي راح ضحيته الكثير من العراقيين الابرياء . ان ثمة دلالالة مهمة في هذا القتال تتعلق بتكتيك الاحتلال تحويل الانظار عن توسع الثورة وجر الناس الى معارك جانبية في الجنوب ، وهو ما يحدث كلما اوصلت المقاومة الاحتلال وعملاءه الى مأزق قاتل ،كما جرى في نهايات معركة الفلوجة الاولى في عام 2004 ، والتي انتهت بانتصار عظيم للمقاومة ، فانفجرت معارك النجف بين مقتدى الصدر وعملاء ايران والاحتلال، لتحول الانظار عن مغزى واثار نصر الفلوجة ، من جهة ، ولتمتص نقمة اهل الجنوب على المرجعيات الطائفية والسياسية الداعمة للاحتلال ، عبر وجود تيار يناهض الاحتلال ويشتبك معه بين فترة واخرى ، من جهة اخرى ، وتركزها ، اي الانظار ، على معركة محسوبة بدقة من قبل امريكا وايران في النجف، والتي انتهت كما توقع كل مراقب دقيق!
وقبل فترة قصيرة تكرر نفس المشهد : صدام مسلح مفاجئ بين مقتدى الصدر وفيلق غدر، بالضبط مع وصول مازق الاحتلال الى خانق قاتل ، نتيجة توسع عمليات المقاومة ، خصوصا في الجنوب والشمال ، ووصول قرف ابناء الجنوب من المرجعيات حد شتمها علنا، والتنصل من تاييدها للاحتلال، واتساع نطاق المقاومة المسلحة في الجنوب والتي يقوم بها ابناءه ، فجاءت المعارك وكانها محاولة لشد هذا الوسط ومنعه من الالتحاق بالمقاومة المسلحة !
ولاكمال مفاعيل هذه الخطة ، وجدنا ان الاحتلال اخذ يخرج من قبعته ارانب تتبرقع باسم السنة ، مثل سعدون الدليمي وزير دفاع الحكومة العميلة ، والذي اعتذر لايران عن الحرب العدوانية التي فرضتها على العراق ، وانشأ تحالفا شريرا مع الايراني باقر صولاغ ، وزير داخلية الحكومة العميلة ، هدفه استئصال اهل السنة من العراق ، واجبارهم على الهجرة منه بشكل جماعي ، ليكتمل مخطط تصنيع اغلبية صفوية وكردية في العراق . ومن مظاهر تكتيك شق الصف السني بعد شق الصف الشيعي ، الجدل حول سنية وزير الدفاع ! هل هو سني ؟ هل هو دليمي ؟ ... الخ ، من هذه الترهات . كذلك راينا عناصر من الانبار تطالب بالفدرالية تماما مثلما طالب بها صفويوا الجنوب ، في تمثيلية رديئة الاخراج لشق الصف السني الذي رفض الفدرالية .
ولكي تكتمل متطلبات شق الصف السني راينا عناصر سنية تدعو للاشتراك في الاستفتاء لاجل اسقاط الدستور، مع ان الاعمى يرى ، والجاهل يعرف ان امريكا قد اعدت نتائج الاستفتاء سلفا ، وهي لا تريد سوى اجراء استفتاء شكلي يشارك فيه ( اكراد وعرب شيعة وعرب سنة ) كي تستطيع امريكا ان تقول ان كل مكونات الشعب العراقي قد شاركت في الاستفتاء ! وهكذا يكتسب امام الراي العام العالمي صفة شرعية تكرس الاحتلال، وتفتح الباب امام تشكيل تحالف عريض يضم اطياف متعددة ، بعضها لم يكن ضمن مؤيدي الاحتلال ! وتلك واحد من اهم المهام التي جاء زلماي خليل زادة لانجازها .
ولكن لا الشيعة انشقوا ولا السنة تفتتوا ، ففيلق غدر فشل ، وخطط العثور على جحوش من السنة فشلت ، وهكذا لم تجد امريكا غير جحوش الحزب اللااسلامي العميل ، تستخدمهم لامرار مؤامرة الادعاء بمشاركة كل اطياف الشعب العراقي في الاستفتاء ، وذلك لا يعد نجاحا لامريكا لان جحوش هذا الحزب كانت قد خانت الوطن والدين مذ ايدت الاحتلال، وشاركت في مجلس الحكم ، ولم تنفع مسرحية دوس راس العميل البريطاني محسن عبدالحميد على راسه ، لمدة ثلث ساعة من قبل جندي امريكي، في تبييض وجهه الاسود ، فالعميل يبقى عميلا والثور لا يمكن حلبه ، لذلك كان من الطبيعي ان تصدر كل القوى الوطنية العراقية قرارا حاسما ليس فقط بادانة اصراره على مواصلة الخيانة ، بعد سنتين من الاحتلال كشفت خلالها كل اوراقه ، بل ايضا معاقبة هذا الحزب على ارتكابه فعل الاصرار على الخيانة وترك فرص التوبة .
خلاف كردي - شيعي وكردي- سني
ويتسع الطموح التفتيتي الامريكي باحداث خلافات صورية كردية – شيعية وكردية – سنية ، فلقد روج لوجود خلاف بين الحوزة السيستانية والزعامات الكردية حول الفدرالية ، وامر السيستاني بخروج مظاهرات تندد بالفدرالية وتدعوا للحفاظ على وحدة العراق، في مسعى تكتيكي واضح لامتصاص غصب اهلنا الشيعة من عمالته . وسربت الزعامات الكردية معلومات حول تنصل الحوزة والزعامات الصفوية من التزامها بتطبيق الفدرالية وتقرير مصير كركوك . ولكن ما ان اقترب موعد الاستفتاء حتى اطل السيستاني بوجهه القبيح ودعا الى المشاركة في الاستفتاء وقول نعم ! واضيفت بهارات على هذا المشهد بتفجر خلاف مصطنع بين الطالباني والجعفري ، وتعمد اعلانه بصورة رسمية ، لكن هذه اللعبة لم تستمر طويلا ! وهكذا بدى مشهد مزور يظهر وجود خلاف كردي – شيعي جوهري !
ان الصفويون في العراق يلجأون للتقية ،عند تعرضهم لازمة او تهديد برفض جماهير شيعية عراقية لهم، بسبب موالاتهم للاحتلال ووصول صبر هذه الجماهير الى منتهاه ، فيتظاهر الزعماء الصفويون بمناهضة الاحتلال ويفجرون خلافات محسوبة بينهم، من اجل الاستمرار في السيطرة على بعض الوطنيين من الشيعة ، وتنفيس غضبهم ، وابقاءهم تحت امرة الحوزة الايرانية ، ويعتمد ذلك على تكتيك توزيع الادوار بينهم .
ويتوسع مشهد الخلافات ، فنلاحظ ان طائرة تهبط في احد مطارات شمال العراق وينزل منها عدنان الدليمي ومعه طارق الغاشمي ، الامين العام للحزب اللااسلامي العميل للاحتلال ، ويتفاوض هؤلاء مع البارزاني حول الدستور ودور ( السنة العرب ) ، ويهدد الدليمي، بسدارته الانيقة ( لباس الراس ) طبعا ، باوخم العواقب اذا لم يحسب حساب ل(السنة العرب) ، مستعملا لغة ذميمة هي نفس لغة عبدالعزيز الحكيم ! وبعد انتهاء هذه المفاوضات يعلن عن فشلها ويثبت امر وجود خلاف كردي – سني ! لقد صارت صورة العراق كالاتي ظاهريا : صراع عربي – كردي ! صراع تركماني – كردي ! صراع شيعي – سني ! صراع سني – سني ! صراع شيعي – شيعي ! صراع حول ثروة العراق بين الصفويين وصهاينة الشمال ! بل وصلت عملية التفتيت الامريكي للاحزاب العميلة، فاعلن عادل عبد المهدي (والماركسي- اللينيني- الماوي ، والزرقاوي سابقا ) نائب عبدالعزيز الحكيم حاليا ، انه سينشق ويؤسس حزبا جديدا ، وهذا ينسحب على الاحزاب العميلة الاخرى .
ما المقصود بذلك كله ؟ أنه رش الماء على بذور التقسيم الطائفي – العرقي التي زرعتها اسرائيل بواسطة امريكا ، وايران بواسطة عميلها علي السيستاني ، لتنمو ويصبح العراق 17 دويلة ، وليس ثلاثة دول ! لكن كما قلنا فان الذي راقب هذه التمثيليات الامريكية والايرانية اكتشف ان التمزق والتفتيت لحق بالعملاء وتنظيماتهم فقط ، وبقي الشعب العراقي موحدا كما كان في الثمانية الاف عام الماضية ، وبقيت المقاومة المسلحة موحدة وازدادت قوة وانتشارا ، واقدمت القوى الوطنية على خطوة توحيدية مهمة .
توقيت التكتيكات
ان خطورة هذه التكتيكات لا تتضح بكاملها الا اذا ربطناها بتوقيتها ، صحيح ان الاحتلال اخذ يستخدمها منذ دنس ارض العراق ، الا ان الاكثر صحة هو انه كثف وعميق ووسع استخدام تكتيك محاولات شق الصف الوطني اثناء التمهيد للاستفتاء ، ومنع المقاومة والقوى الوطنية من اقامة جبهة وطنية شاملة وعريضة تضم كل مناهضي الاحتلال ، من اجل التعجيل بانتصار المقاومة المسلحة ودحر الاحتلال. ان تفتيت الجزء المفتت هو من مقدمات اضعاف المقاومة ، وان الهاب مشاعر الشك وعدم الارتياح والنفور بين القوى الوطنية هو ايضا من مقدمات منع الوحدة وعرقلة قيام الجبهة .
هذا التوقيت مهم جدا للطرفين ، الاحتلال والمقاومة ، فالاحتلال الذي يترنح وينهار بوضوح يحتاج لالتقاط الانفاس وسرقة الوقت ، فلعل الحظ وسذاجة وطنيين تسمح له بقلب الطاولة على راس المقاومة بدل قيام المقاومة بذلك . والمقاومة تستعد لمرحلة انهيار الاحتلال ، وتنظم صفوفها وتعزز قوتها، وتقر خطة امن بغداد والمحافظات لمنع اي اضطرابات قد تقع عند انسحاب الاحتلال. وهكذا يبدو مطلب التماسك وترصين قاعدة الثبات اهم شروط طرفي الحرب ، فاذا نجح الاحتلال في ارباك الصف الوطني الان ، فلربما يسرق وقتا اضافيا يناور به ، اما المقاومة فاذا منعت الاحتلال من العثور على اي مخرج مشرف فانه سيضطر للركوع وقبول شروط المقاومة ، من منطلق انه قادر ، اذا خرج من مستنقع العراق ، على اعادة تنظيم خطة هيمنته الكونية وتعديلها والعمل لتنفيذها دون ان يتهم مباشرة بانه هزم في العراق .
ماذا حصل ؟
ان التطورات الاخيرة في العراق تؤكد ان الاحتلال قد انهار فعلا ، وان الموقف ممسوك بقوة نظام الطوارئ الامريكي ، وبطبيعة الحال ان الامساك بالوضع العراقي بقوة هذ النظام لا يمكن ان يستمر لزمن طويل، بل هو اجراء استثنائي وقصير المدى . ولاخفاء بعض مظاهر الهزيمة ، ولممارسة ضغط على المقاومة كي تقبل التفاوض دون شروط مسبقة ، واخيرا لبث رسالة للراي العام الامريكي والعالمي، تقول بان امريكا مازالت قوية في العراق، تشن حملات ابادة للبشر والحجر، كما يحدث في تلعفر والقائم وحديثة والرمادي وبلد واليوسفية والمحمودية والكرابلة وهيت وغيرها ! هل كانت تلك مفاجئة ؟ كلا فان هنري كيسنجر ، الداهية الصهيوني ومستشار الامن القومي الامريكي الاسبق ، قال مؤخرا اننا يجب ان نشن هجمات مدمرة على ( المتمردين ) قبل الانسحاب لنؤكد اننا انتصرنا ! ومصدر الشعور الامريكي باقتراب الهزيمة الحاسمة هو ان المقاومة تنفذ بثبات تام خطتها الاصلية لاكمال تحرير العراق ، ومما زاد في فزع امريكا وبريطانيا وايران علمها ، عبر مؤشرات قوية، بان المقاومة المسلحة قد اكملت استعداداتها النهائية لمرحلة اسقاط الاحتلال قريبا .
ومن بين اهم المعلومات التي توصل اليها الاحتلال تلك التي تؤكد ان المقاومة تستعد جديا للسيطرة على العراق ليلا ونهارا ، وليس ليلا فقط كما يجري الان ، ودفع القوات الامريكية لخوض معارك متزامنة في مختلف انحاء العراق ، وفق تكتيك عسكري ترتعب امريكا منه، وهو اجبارها على الحفر في الحفرة العراقية ،التي وقعت فيها ، وهذا يعني زيادة غرقها في رمال العراق ، ويترجم هذا التكتيك كالاتي : يجب منع امريكا من تركيز قواتها خارج المدن واجبارها على زيادة الانتشار العسكري الامريكي في مدن وقرى عراق ثائر يوجه لها الضربات ، من البصرة حتى دهوك الكردية ، حتى تسقط اعياء ويأسا، فتقبل بخيارين لا ثالث لهما : اما الهروب المذل والمهين، او قبول شروط المقاومة التي حددها المجاهد عزت الدوري ، القائد الميداني للمقاومة العراقية .
لذلك يلاحظ بسهولة ان اهم اهداف الاحتلال، بعد انجاز هدف احتلال بغداد ، لم تتحقق ، فلا الشعب العراقي انقسم وتورط في حرب طائفية ، ولا المقاومة اخترقت وورط طرف منها في التحرك الشيطاني المسمى ( العملية السياسية ) ، وبقيت المقاومة متماسكة وقوية . بل ان بعض اهم القوى الوطنية شرعت بتوحيد صفوفها ، وهي البعث والقوميين العرب والحزب الشيوعي ( الكادر) والتحالف الوطني العراقي . ومن المؤكد ان احتدام حرب تحرير العراق ، من اجل اسقاط الدستور الصهيوني ورميه في سلة الزبالة مع رمي قوات الاحتلال وعملاءه خارج العراق ، ستجذب القوى الوطنية الباقية الى حلبة التوحد في جبهة وطنية عريضة ، لضمان بروز تحالف واسع وحديدي يحمي العراق المحرر من تأمر امريكا بعد هزيمتها . بل الاهم ان هذا التحالف يجب ان يحمي الوحدة الوطنية العراقية من وساوس الماضي وجنون شياطين الصراع البائد ، الذي اشعل حريق العراق المدمر منذ عام 1958 واستمر حتى الاحتلال . والان هل عرفتم من سيرمى اولا في سلة الزبالة ؟ الاحتلال ؟ ام الدستور الصهيوني ؟
salahalmukhtar@hotmail.com
0 Comments:
Post a Comment
<< Home