سوريـا و إحتـلال العِـــراق.. للرئيس السوري بشار الاسـد
سوريـا و إحتـلال العِـــراق..
إخترت لكم هذه المقتطفات من خطاب الرئيس بشار الاســد في مؤتمر الاحـزاب العربيـة المنعقـد في دمشق في 4 آذار 2006
غزو العراق.. سنتان قبل الحرب ونحن نكافح لنشرح مخاطر هذه الحرب وسنتان بعد الحرب.. الآن بعض الدول العربية التي كانت تتحدث بلغة مختلفة.. تتحدث بنفس اللغة التي تتحدث بها سورية. كنا نتهم بأننا غير واقعيين.. متشددون.. لا نقرأ الخريطة السياسية.. لا نعرف أن العالم تبدل.. لا نعرف أن هناك قطبا واحدا.. أخشى أن تسألوني سؤالا وتقولوا لي.. على ماذا تعتمد سورية... نقول لكم.. تعتمد على الاتحاد السوفييتي لانه يقف معنا. لا أعرف بأن سورية بهذه السذاجة. إخترت لكم هذه المقتطفات من خطاب الرئيس بشار الاســد في مؤتمر الاحـزاب العربيـة المنعقـد في دمشق في 4 آذار 2006
على كل الاحوال في ظل هذه الظروف الصعبة كان علىنا أن نخوض المعارك السياسية الكثيرة خلال السنوات الماضية.. وكنا خلال هذه المعارك علىنا أن نواجه تيارين التيار الاول وهو تيار موجود في الغرب وعندما أقول موجود في الغرب ربما يكون في الحكومات.. ربما يكون في الشرائح المثقفة وغيرها.. ربما يكون البعض منهم في دول صديقة.. ربما في دول غير صديقة.. لذلك كلمة البعض هنا كلمة عامة نوعا ما.. ان هذا البعض في الغرب يحتقر الآخر ويزدريه.. وطبعا في مقدمتهم العرب.. ويعتقد بأنه قوة مطلقة لا يمكن أن تواجه أو تجابه.. وبالتالي علىنا أن نخضع تماما له ونوافق على كل ما يقوله وأن نأتمر بأمره حتى ولو كان ضد مصالحنا.. طبعا بالنسبة لهذا البعض المصالح الاخرى غير موجودة.. ليس فقط مصالح العرب ولا المسلمين ولا الغرب.. البعض منهم مصالحه غير موجودة. الطرف الاخر لو سميناه طرفي أو فكي الكماشة.. الطرف الاخر هو البعض في منطقتنا خاصة في المنطقة العربية الذي لا يحترم هويته وثقافته والذي ينبهر بالغرب انبهارا لا حدود له وغير موضوعي. لاشك أنني من المعجبين بتقدم الغرب وبتطوره وبكثير من الاشياء التي تحققت. ولكن اذا أردنا أن ننبهر.. فليكن ضمن حدود المعقول.. وهذا الانبهار بالنسبة لهؤلاء أصابهم بالعمى وبنفس الوقت يشكل لهم عبارة عن تعويض لعقد النقص الموجودة لديهم ويجدون في أنفسهم حالة.. لا أقول قوة.. لانها حالة مسحوقة لا حول ولا قوة لها.
ما هي القاعدة التي كنا نسير علىها خلال هذه المرحلة... ربما لا يجوز أن نستعمل كلمة قاعدة لانهم سيقولون ان الرئيس السوري أعلن في خطابه أنه كان يتعاون مع القاعدة. فسنستبدل هذه الكلمة بكلمة أرضية.. واذا كان هناك مشكلة في كلمة أرضية.. فأرجو أن تنصحوني قبل أن أتابع.
اذا ما هي الارضية التي كنا نسير علىها خلال هذه الفترة... أولا وضع عربي متآكل وأحيانا نقول لا يوجد وضع عربي متآكل لانه لا يوجد وضع عربي بالاساس على الاقل على المستوى الرسمي.. وأنا هنا أفرق بين الرسمي والشعبي. هوية متأرجحة ضائعة بين الغرب وبين الشرق.. بين الماضي وبين الحاضر.. وبين حوارات سفسطائية لا تؤدي الى نتيجة ومعرضة للذوبان بشكل تدريجي وضمن خطة ممنهجة. أيضا على أرضية من نظرة قصيرة الامد.. وهي احدى النقاط الصعبة التي كنا نعاني منها دائما في سورية وما زلنا ولو بشكل أقل الان. يعني هناك مبدأ لدى البعض في منطقتنا.. ودائما نعني أولا البعض من العرب.. ليس بالضرورة أن يكونوا مسؤولين في تيارات مختلفة.. بأنهم يفكرون بأحسن الاحوال أن يربحوا الىوم ويخسروا غدا.. بمعنى دعونا نحمِ رأسنا الان وما يأتي الله يفرجها.. بهذه الطريقة.. أو ليس علىنا الا أن ننتظر.. والحقيقة القدر الان بالنسبة لهم هو الحالة الدولية والغرب بشكل أساسي. وفي أسوأ الاحوال يخسرون الىوم ويخسرون في المستقبل. بالنسبة لنا الشيء المنطقي والشيء البديهي أن نفكر أن نربح الىوم وأن نربح غدا.. لكن في أسوأ الاحوال لنخسر الىوم ولكن لنربح غدا.. بمعنى على المدى البعيد لا يجوز أن نخسر على الاطلاق. وهنا كنا نصطدم مع الكثير من المواقف السياسية الموجودة في المنطقة العربية.
هذه الارضية وهذه التيارات المختلفة تضافرت كلها لتشكل حالة من الحصار على سورية بهدف ترويض سورية وجعلها جزءا من الحالة السائدة في منطقتنا.. فأولا لن نشكل عقبة في أي مخطط يأتي من الخارج.. ثانيا لن نشكل احراجا لاي قوة من القوى الموجودة في المنطقة والتي تريد أن تسير بانبهارها مع الغرب أو لاسباب أخرى لا نعرفها أو ربما نعرفها ولا نريد أن نتكلم بها.. لن نشكل لهم احراجا عندما نكون جزءا من الحالة السائدة.. وهذا طبعا ما رفضناه بشكل مستمر وبشكل مطلق. البعض أطلق على سورية تسمية دولة ممانعة.. طبعاً ربما يريد أن يمدح أو يقولها بشكل ايجابي. أنا أقول دولة ممانعة تعبر عن حالة دفاعية ثابتة في المكان.. وهذا الكلام لا يعبر حقيقة عن موقف سورية. سورية كانت دائما تتحرك مع الأحداث.. وبتحركها مع الأحداث كانت تفهم بشكل خاطئ.. السبب أن هؤلاء لم يكونوا قادرين على فهم هذه الأحداث.. ولكن لاحظوا بالمحصلة أننا كنا نلتقي مع هذه الأحداث في نقطة ما.. وعندما نلتقي معها ولو بعد فوات الأوان.. عندها يقولون كنتم ترون الأمور بشكل صحيح. فعندما لا نرى الأحداث بشكل صحيح لن نفهم الموقف السوري بشكل صحيح.. لذلك يئسنا في معظم الحالات من شرح الموقف السوري وتحولنا لشرح الأحداث وكنا نوفق في بعض الأحيان ولا نوفق في أحيان أخرى.
فإذا التضييق على سورية بالمحصلة.. بمحصلة هذا الشرح للوضع العربي والسوري.. يستهدف التضييق على سورية التي تهدف لمنع الهيمنة الصهيونية ومن معها من قوى دولية أخرى تستهدف المنطقة العربية. وكما قلت سورية ولبنان مجرد حلقة والحلقات لها مخطط وكل من يقرأ يعرف أن ما يحصل الآن وضع أو كتب في كتب لمنظرين في الغرب.. والبعض منهم كتب بأن العرب يجب أن يتحولوا الى قبائل متشتتة لا يجمع بينها جامع.. هناك طروحات خطيرة من هذا النوع منتشرة في الغرب. حديثنا عن نظرية المؤامرة ليس اختراعاً من قبلنا بل هو مكتوب بشكل واضح في أدبياتهم.
أن نفهم هذه الصورة العامة نستطيع أن نفهم تفاصيل الموقف السوري من القضايا الاخرى المطروحة. بالنسبة للعراق.. منذ البداية أخذنا موقفا قبل الحرب ومن دون مساومة بأن نكون ضد الحرب. انطلقنا من مبادئ.. وطبعا مبادئ فيها عواطف طبيعية.. وانطلقنا من مصالح.. وما زلنا الىوم عند هذا الموقف برفضنا للحرب على العراق.. حذرنا من العواقب قبل الحرب.. حذرنا أولاً الامريكيين.. كنا نقول لهم سوف تغرقون في المستنقع.. ستنتصرون في الحرب.. لا أحد يناقش انتصار أمريكا في حرب عسكرية.. ولكن بعدها سيكون أمامكم مستنقع خطير.. لن تقووا أنتم ولا كل العالم على التغلب فيه على أي طرف موجود في هذا المستنقع. حذرنا الدول الاوروبية التي سارت في هذا الركب.. طبعا بريطانيا أولاً.. حذرنا الدول الاوروبية الاخرى التي وقفت معهم أو الدول التي كانت تقف موقفا ملتبساً.. حذرنا العرب الذين لم يأخذوا موقفا حاسما تجاه تلك الحرب.. والبعض منهم كان يعتقد بأن هذه الحرب محصورة في قضية اسقاط نظام.. واذا حمينا أنفسنا الان فليسقط نظام مقابل حماية رأس الامة العربية. الامة العربية كلها تسقط.. القضية ليست أنظمة.. القضية قضية دول.. لم ندخل في تحليل هذه الحرب بشكل صحيح.. والىوم ندفع الثمن. ما قلناه قبل الحرب يحصل في التفاصيل.. ولكن الحقيقة حاولنا أن نبالغ في توقعاتنا بعد الحرب في سورية.. فاكتشفنا بأن النتائج كانت أكبر بكثير حتى من مبالغاتنا بحجم رد الفعل العراقي وبالزمن القصير الذي استغرقه رد الفعل هذا.. أيضا الاسباب.. لن أدخل في التنظير.. الأسباب معروفة وأصبحت بديهية لكل العرب.. اعادة رسم خريطة المنطقة.. وهو هدف معلن. النفط وهو سبب قد يكون كبيرا وقد يكون صغيراً.. البعض ينفي لكن أعتقد هو مغريات لحرب من هذا النوع. اسرائيل تبقى عنصراً أساسيا لكل ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط.. الهدف تقوية اسرائيل من خلال ضرب بلد قوي كالعراق.. بلد امكانياته كبيرة جداً.
من جانب اخر.. لا شك أن حرب العراق لفتت الانتباه عما يحصل في الاراضي الفلسطينية من قتل مستمر ويومي أو شبه يومي للاخوة في فلسطين.. وربما يكون هناك هدف اخر هو لفت الانتباه في المستقبل.. وهو ما يحصل الان في الحاضر.. كهدم الاقصى.. بهدف اختراع هيكل على الطريقة التي اخترعت بها اسرائيل في عام .1948
كل هذا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار. ضرب العراق فيه ضرب للامة العربية.. لان العراق بلد غني جدا بامكاناته الاقتصادية العلمية والبشرية وكخزان قومي واسلامي كبير للامة العربية. كل هذه الاسباب دفعت للحرب. لكن ما هي الاسالىب... وهذا مهم جدا. الاسالىب بدأت منذ الحصار بعد غزو الكويت في بداية التسعينيات وتستمر الان. المعروف أن الحصار لم يؤثر على المسؤولين الرسميين.. البعض منهم أصبح أغنى بالحصار.. أثر على عامة الشعب وكانوا يغلقون ويصمون آذانهم ويغلقون عينا أو عينين تجاه ما يحصل لمئات الالاف من الاطفال العراقيين الذين كانوا يموتون يوميا في العراق. الجوع وعدم الاستقرار هو الاساس الذي اعتمد علىه قبل الحرب.. يعني خلال عقد الى عقد ونصف الى عقدين. الجوع وعدم الاستقرار سيجعل الانسان.. طبعا عندما أقول جوع ليس الجوع بالمقاييس الدولية خط الفقر وما شابه.. ما وصل الىه العراق من جوع وفقر لا يقارن بأي مقياس يمكن أن نقيسه على وجه هذه الارض حتى في دول إفريقية التي تعاني من المجاعة. هذا يؤدي الى أن يتفرغ الانسان.. كيف يمضي يومه دون أن يموت. وكيف يؤمن تحت الحد الادنى لاولاده أيضا لكي لا يموت هو وعائلته.. يعني لن يفكر بشيء اخر.. يعني بعد عقدين من الزمن سيكون هناك جيل متخلف بدلا من الجيل المتطور الموجود في العراق بعلمه وثقافته. هذه اولوية من الاولويات.
النقطة الثانية والتي بدأت بشكل مباشر ومنهجي ومنظم بعد الحرب مباشرة هي قتل العلماء العراقيين. من المعروف أن العراق فيه أكبر عدد من العلماء وربما من أفضلهم على الساحة العربية.. فبدأ القتل والاغتيال بشكل منهجي.. ممنوع أن يكون لدينا عقول.. ممنوع أن نتطور.
الجانب الاخر هو خلق فتنة بين العراقيين أو ضرب الهوية.. لنضع الاطار الاهم هو ضرب هوية العراق. كما قلت.. العراق خزان عربي واسلامي كبير.. فضرب الهوية هو الاساس اعتمد على أشياء كبيرة وصغيرة. لنبدأ بالزمن.. بالمتحف.. أيضا سرقة المتحف ونهب المتحف كان ضمن خطة منهجية وليست قضية خارجين عن القانون أو فوضى عامة نسفت المتحف.. كان عملا منظما وتم قص الالواح بأدوات من المختصين.. والبعض يقول ان هناك عناصر اسرائيلية دخلت مع القوات الامريكية.. ولا أحد يستبعد هذا الشيء.. ولو لم يكن هناك أية معطيات بهذا الاطار.
حدثت بعدها أشياء كثيرة.. طبعا كلنا يعرف المتحف وماذا يعني تاريخ العراق كواحد من أغنى دول العالم وأقدمها بالنسبة للتاريخ.. وخاصة حضارة ما بين النهرين.. ولاحقا الحضارة الاسلامية وما بينهما.
حصلت لاحقا أشياء أخرى ترتبط بهوية العراق وخاصة الهوية القومية من خلال ضرب البنية الوطنية.. وبالتالي تنزيل.. اذا صح هذا التعبير.. انتماءات الانسان من المستوى الوطني والقومي الى المستويات الضيقة الدينية الطائفية العشائرية وما شابه. لكن أخطر هذه الاشياء التي حصلت.. هي ما حصل مؤخرا من ضرب الاضرحة في سامراء.. وهذه الفتنة وما سبقها من تحضيرات بضرب أشياء تنمي الشعور الديني والطائفي.. كان الهدف منها هو أن هناك هوية واحدة هي هوية وطنية وقومية تجمع العراقيين بمختلف شرائحهم.. طالما بقيت هذه الهوية سيبقى العراق موحدا.. عندما نضرب هذه الهوية سيحل محلها هويات أخرى.. وربما هذه الهويات التفصيلية لن تجمع بين العراقيين.. وبالتالي تكون مقدمة لتفتيت العراق. عندما يكون هناك أكثريات وأقليات في أي مجتمع يعني مجتمعا منقسما.. الاكثرية الوحيدة التي يجب أن تسود هي الاكثرية الوطنية وفي مجتمعات مثل مجتمعاتنا.. الاكثريات القومية بكل عناصر هذه القومية.. كما قلت في بداية الحديث.
لماذا لم يضرب هذا الضريح الموجود منذ حوالي اثني عشر قرنا في منطقة لا تنتمي للطائفة التي يرمز لها هذا الضريح أو هذه الاضرحة.. وكانت تحميها لمدة اثني عشر قرنا... يعني فجأة تحول الناس الى طائفيين.. هذا كلام غير دقيق.. ونحن أصحاب ذاكرة.. علىنا أن نعرف أو أن نتذكر أن هناك أعمالا حصلت في العراق من قبل قوات الاحتلال وهم متنكرون بزي عربي.. وتحديدا زي عراقي.. وهذا الكلام منذ أشهر قليلة.. هم يريدوننا دون ذاكرة بالمعنى العام.. ولكن على الاقل اذا استخدمنا الذاكرة القريبة سنتذكر هذا الشيء. فاذا لماذا الان تضرب...المسؤولون الاميركيون يقولون انه لا علاقة لهم. المعروف أن قوات الاحتلال بشكل قانوني.. مسؤولة عن كل شيء.. مسؤولة عن الامن.. عن الاقتصاد.. ومسؤولة عن الخدمات أيضا.. وبالتالي بشكل طبيعي ومنطقي تتحمل كل هذه المسؤولية.
ولكن بالعودة لهذه الاحداث.. علىنا أن نشكك أكثر في من يقف وما هو الهدف من هذه الفتنة.
أعود وأقول.. ان هدف هذا الضرب أولا خلق فتنة طائفية.. ثانيا هم يعتمدون مع العرب طريقة تدريجية في الامور. أول مرة قتل محمد الدرة في فلسطين.. قامت الدنيا ولم تقعد.. الىوم عندما نسمع كل بضعة أيام ان اسرائيل قتلت فلسطينيين نقول مسكينة اسرائيل لم تقتل سوى اثنين.. يعني نشفق على اسرائيل لان الموضوع أصبح بالنسبة لنا كالعادة.. وهم يعتمدون على ضرب هذه الرموز بشكل منهجي وتدريجي لكي.. بالمستقبل.. أعود لفكرة المسجد الاقصى.. عندما يضرب موقع أو يهدم موقع بحجم المسجد الاقصى بحجمه التاريخي والروحي.. سنكون على الاقل قد تجاوزنا مراحل بالتهيئة.. يعني هي قضية جرعات تدريجية لكي لا نصاب بحالة صدمة منذ البداية. فكل هذه الامور تصل في المحصلة الى جانب واحد.
الشيء المضحك في الموضوع أن الاميركيين أقنعوا كل العالم بأنهم لن ينسحبوا من العراق لان الانسحاب الاميركي من العراق سيؤدي الى حصول فوضى.. يعني الان في العراق ازدهار واستقرار وأمن مستتب والامور ممتازة بكل صراحة.. لن يكون هناك فوضى أسوأ من هذه الفوضى.. وبكل وضوح نحن نعتقد أن قوات الاحتلال الان هي أحد أسباب الفوضى عن قصد.. عن غير قصد.. نظرية مؤامرة أو غير نظرية مؤامرة لا يهم.. هي أحد أسباب الفوضى.. وأنا أعتقد أن الانسحاب العاجل لقوات الاحتلال أصبح ضرورة ملحة. وأنا أدعو العراقيين لان يتوحدوا حول هذه النقطة. البعض منا.. حتى كعرب.. كان يشكك هل يستطيع العراقي الان أن يقوم بادارة العراق في ظل غياب الدولة أو فوضى غياب الدولة. نعم بكل تأكيد. أي وضع بعد الانسحاب سيكون أفضل وأقل ضررا وأقل خطرا على مستقبل العراق من الوضع الذي نراه الان. وندعو العراقيين بنفس الوقت.. وأعتقد بيننا إخوة عراقيون في هذه القاعة.. ندعو الاخوة العراقيين أن يتحلوا بالوعي والحكمة التي تحلوا بها منذ بداية الغزو. منذ الىوم الاول لسقوط بغداد ظهر وعي وحكمة عالىان لدى الشعب العراقي.. هي موجودة ونريد منكم أن تتمسكوا بها بشكل أكبر بكثير لكي نتجاوز هذه المرحلة لاننا نعتقد أن هناك أشياء أخرى مشابهة ستحصل ان لم تنجح.
ما حصل الان لم ينجح لكن لا شك يخلق حواجز بين العراقيين والوعي والحكمة والحوار المباشر هما الحل لتجاوز هذه الحالة والاهداف المرادة منها. ما هي الاسس التي استندت علىها سورية في تعاملها مع الموضوع العراقي مباشرة بعد الاحتلال.
لم نكن نرغب في الدخول في القضايا الداخلية التفصيلية العراقية.. وهي كثيرة. وضعنا أسسا عامة.. أولا وحدة العراق. ثانيا عروبة العراق.
ثالثا أو لا يهم أولا وثانيا وثالثا بالاولويات.. ثالثا استقلال العراق أي خروج القوات الاجنبية المحتلة منه.
أيهما أولا هذا موضوع نتحاور به كثيرا لا يهم. لكن المحاور الثلاثة مرتبطة ببعضها.. ولكن أنا أقول وحدة العراق هي الاساس.. من دون وحدة العراق لن تتحقق الاهداف الاخرى. بنفس الوقت لو بحثنا في وحدة العراق فسنقول ما الذي يوحد العراق... أولا الهوية وهي تستند الى عروبة العراق والعروبة ليست بمعناها العرقي كما يتحجج البعض.. هي هوية حضارية تستوعب كل العناصر وكل الثقافات.. وكما نعرف وأنتم مثقفون تعرفون أن الهوية القومية ترتكز على عناصر كثيرة.. اللغة والتاريخ والارض والمصلحة المشتركة والرغبة المشتركة بالعيش.. أي عنصر أو عنصرين يلتقيان في هذه الحالة يشكلان قومية وأهمها ربما يكون الرغبة والتاريخ المشترك. فاذا عروبة العراق هي الجامع لكل الشعب العراقي مع الحفاظ على الثقافات الموجودة بلغتها وبكل تفاصيلها.. يعني من يقول اننا نحن لسنا عربا.. هذا الكلام غير مقبول.. نحن لا نقول له انك من أب وجد عربي.. بالعكس العرب متنوعون جدا عبر التاريخ من خلال الحضارات الكثيرة التي مرت وهذا التنوع غنى وليس فقرا.
النقطة الثانية هي الدستور.. الدستور هو الذي سيهيىء لفتنة من نوع اخر.. اذا كان محل اجماع العراقيين فسيستقر العراقيون.. أما اذا كان محل خلاف فسيكون بذرة لفتنة ولحرب أهلية في المستقبل.. نتمنى الا تحصل. فهذا الدستور هو الذي سيحدد.. دستور العراق عربي وما شابه.. هو الذي سينتج مؤسسات تعبر عن وحدة العراقيين.. تعبر عن العراق ولا تعبر عن طوائف وشرائح ضيقة مهما كبرت ومهما صغرت.. هو الذي سينتج حكومة أو مؤسسات تقوم بالمطالبة باستقلال العراق ولاحقا اخراج قوات الاحتلال. ثالثا.. الامن والاستقرار عندما يتحولان بعدم وجودهما الى حالة مزمنة.. يصبح من الصعب توحيد الشرائح المختلفة في هذا المجتمع. فاذا أمن واستقرار العراق ولو أنهما سيأتيان نتيجة عملية سياسية وليس عملية أمنية لكنهما بالمحصلة سيؤديان في غيابهما الى نتائج سياسية سيئة وكارثية على العراق .
ما هي الاجراءات التي حاولنا القيام بها مع العراق خلال السنوات الماضية... أولا دعمنا العملية السياسية في العراق بمعزل عن وجهات النظر من هذه العملية.. ولكن استندنا في سورية بأن دعمنا يستند الى انسحاب قوات الاحتلال.. وفي هذا الاطار ساعدنا أو دعمنا عملية الانتخابات.. والجزء الذي تم في سورية قدمنا له التسهيلات الممكنة. من جانب اخر حاولنا كثيرا أن نعزز العلاقات مع الحكومة العراقية.. ولكننا لم ننجح الا بمقدار بسيط جدا بسبب ضغط الاميركيين.. وواحدة من النقاط كانت محاولة فتح السفارة السورية في بغداد في الصيف الماضي.. وللمصادفة ان الادارة الاميركية أرسلت رسائل لمختلف دول العالم تحثها فيها على فتح سفارات في العراق لاهدافها الخاصة.. طبعا بالنسبة لنا هذا الموضوع لاهدافنا الخاصة أيضا.. يخدمنا لاننا نريد تعزيز العلاقة مع العراق لكي نتمكن من مساعدة العراق بشكل أكبر.. فقمنا بهذا العمل فمنعت الادارة الاميركية في العراق.. منعت المسؤولين العراقيين من استقبال الوفد السوري الذي بقي في بغداد لمدة سبعة أيام.. من اللقاء بأي مسؤول.. مع أن هذا الوفد مفوض بشكل معلن بالحديث في موضوع فتح السفارة.. العلاقات الاقتصادية.. والعلاقات الامنية التي نتهم بها دائما زورا وبهتانا لاسباب أصبحت معروفة وغير خافية على أحد. مع ذلك أعلنا خلال زيارة السيد مقتدى الصدر الى سورية منذ أسابيع قليلة وبعد حوار معه بأننا سنقوم مباشرة باعادة فتح هذه السفارة بعد أن يتم تشكيل الحكومة العراقية قريبا .
فاذا الحل العراقي.. طبعا قبل أن أصل الى الحل.. هناك مؤخرا بدأ يطرح على شكل اشاعة.. ربما لجس النبض.. وهو موضوع ارسال قوات عربية الى العراق. هذا الموضوع طرح منذ حوالي سنتين تقريبا.. ولم يلق اذانا صاغية. لانعرف الان ان كان سيلقى. البعض يقول انه سيطرح على القمة العربية المقبلة في السودان. أول سؤال بديهي نسأله هذه القوات تذهب من أجل ماذا... هل من أجل تحرير العراق من قوات الاحتلال... بكل تأكيد ليست هذه المهمة التي ستكلف بها أو التي سيسمح لها القيام بها. فاذا ستذهب من أجل خدمة مشروع الاحتلال أو اخراج هذا الاحتلال من المستنقع الورطة التي يعيش بها الان. أنا سالت هذا السؤال لاحد الوفود العراقية التي زارت سورية منذ سنتين فكان الجواب واضحا بأن أية قوات عربية أو أية قوات تدخل الى العراق تحت العلم الاميركي ولو كانت شقيقة.. سنتعامل معها وكأنها قوات احتلال.. قوات أميركية.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home