Sunday, February 11, 2007

هكـذا خططَ بوش ألأب لجريمة العامرية .. وهكـذا نفّـذها!

بسم الله الرحمن الرحيم

حتى لا ننسى:

هكـذا خططَ بوش ألأب لجريمة العامرية .. وهكـذا نفّـذها!

الدكتور فاضـل بـدران

أليوم ليس كبقية الايام ... إنها الليلة التي لم ولن ينساها أجيال من العراقيين وأجيال من العرب والاجانب... إنها الليلة التي تذكرنا بجريمة أميركا في قتلِ أكثر من 500 طفلٍ وإمرأة .. قتلتهم بدمٍ باردٍ وعن سبق إصرار وترصد... إنها جريمة العصر "ملجأ العامرية" ...

ملجأ العامرية تمّ إنشاءهُ في منتصف الثمانينات مع عشرات الملاجيء الاخرى في الاحياء السكنية البغدادية ليحتمي فيها المدنيون أثناء الغارات الجوية الايرانية أو الصهيونية التي كانت تمطر بغداد بالصواريخ والطائرات أثناء الحرب العراقية الايرانية ... وقد نفذت بناء هذهِ الملاجيء شركة سويدية متخصصة في بناء الملاجيء .. وتتميز هذهِ الملاجيء بأنها مسلحة ضد أعنف الضربات غير المباشرة –بما فيها الضربات بالاسلحة النووية- ... وقد رُسِمَ على أسطح هذهِ الابنية علامات تشير إلى أنها ملاجيء مدنية وحجم هذهِ العلامات كبير جداً بحيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة من مسافات عالية من الجو ... كما أنها تُرى بوضوح من الاقمار الصناعية ... وقد قامت الشركات السويدية بإستخدام نوع من التصاميم الذي تتعرف عليهِ الطائرات بسهولة كما إستخدمت أنواع من الاصباغ التي يمكن رؤيتها بمختلف أجهزة التصوير العسكرية ... وفي العام 1990 عندما خططت الادارة الامريكية لقصف بغداد قامت بالضغط على الشركة السويدية وحصلت على التصاميم التفصيلية لملاجيء بغداد –وملجأ العامرية أحدها- .. وبناءً على تلك التصاميم وضعت الادارة الامريكية خطتها لأختراق الجدران المحصنة للملاجيء ... ولأنها –أي الملاجيء- مسقفة بجدران مزدوجة يستطيع الجدار الخارجي أن يمتصَ معظم طاقة الضربة المباشرة –وكل طاقة الضربة غير المباشرة- وأنّ الجدار الثاني يمتص مايتبقى من طاقة الضربة المحتملة وبذا لايتأثر المدنيون في تلك الملاجيء من آثار الحرب...وبسبب العدد الكبير للمدنيين في هذهِ الاحياء فقد قامت قوات الدفاع المدني العراقية ومنظمات حزب البعث العربي الاشتراكي في الاحياء التي تخدمها تلك الملاجيء بالطلب الى المواطنين بتفضيل الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى بدخول تلك الملاجيء .... وقد كان ملجأ العامرية يزخر بالاطفال لأن منطقة العامرية منطقة سكنية حديثة ومعظم عوائلها من ذوي الدخل المحدود وجميعهم –تقريباً- من المعلمين واساتذة الجامعات ... ومعظم العوائل الشابة كان فيها أطفال أكثر من البالغين...

وكانت الخطة الامريكية التي نفذتها على ملجأ العامرية تتضمن إطلاق صاروخين بين الاول والثاني بضع ثوانٍ وعلى نفس النقطة ... وقد أُطلقَ الصاروخين بالليزر فقام الاول –وحسب ما صُممَ من أجلهِ- بإختراق الجدار المحصن الاول تبعهُ الصاروخ الثاني ليدخلَ من الفتحة التي أحدثها الصاروخ الاول ليخترق الجدار المحصن الثاني ولينفجر وسط المئات من الاطفال والنساء والشيوخ... ليحترق الجميع خلال ثوانٍ ولتتناثر ألأشلاء وهي تحترق على الجدران الداخلية للملجأ ... في 13شباط 1991 خرجَ أهالي العامرية من بيوتهم على صوت إنفجاٍ مروع إختلطَ بصرخاتٍ ودخان شواءٍ محترق لم يفهموا سببهُ... وتراكضَ الجميع الى كل الاتجاهات ... ولم يكن في بالِ أحد أن الهدف كان ملجأ أطفالهم ونسائهم وجداتهم وأجدادهم... ركضَ الشباب الى كل الاتجاهات إلا الملجأ... لكنهم إنتبهوا لصراخِ إحدى الامهات تطلب النجدة وتاكضوا بإتجاهها ليجدوها جامدةً في مكانها قُبالة الملجأ وهي تصرخُ ؛"لقد تركتُ أطفالي في الملجأ قبل دقائق لأجلبَ الحليب لهم من داري .. ولا أعلمُ ما حصلَ لهم الآن!!" ... وتركها الجمع وهي شبه مجنونة لأن لكلٍ منهم أعزة في الداخل.. وكانت أبواب الملجأ مغلقة بإحكام لأن الضربة التي إخترقت سقف الملجأ سببت إغلاقاً آلياً للأبواب .. وكانت الصرخات المكتومة لازالت تنبعث من الداخل ودخان الاجساد المحترقة قد أزاح الهواء فكان الشباب والرجال يصرخون ويضربون جدران الملجأ برؤسهم وأيديهم ويكبروا بإسم الله ويحاولوا التسلق على الجدران الملساء... ولكن ظلّ الدخان والنار تتصاعد من جوف الملجأ الى عنان السماء تحملُ معها رماد أجسام الشهداء لتحلقَ فوق رؤس أهليهم.. وخفتت الصرخات والأنين ولكن بقيَ صوت النار وفحيحها يصم الآذان وظلَ أهليهم يكبرون بإسم الله ...

وخرجت الاجساد المتفحمة والتي إختلطت مع بعضها البعض بالعشرات ليمددها رجال الدفاع المدني في الباحة الخارجية للملجأ... ومئات الاجساد الاخرى كانت قد تناثرت على كل الجدران وزوايا الملجأ ... بعضها كانَ لا زالَ يحترق ... وبعضها الآخر رسم كلوحة على الجدران القريبة ... ولم يبقَ بيت في العامرية لم يفقد عزيزأ أو وبعضهم فقد كل عائلته فلم يبقَ إلا رب الاسرة ! ...

وبعدَ شهور من الجريمة الامريكية المذكورة تسنى لي أن أزور الملجأ ... وقد تعتقدون إنني أبالغ.. ولكني والله كنتُ أسمعُ الصرخات لمكتومة وصوت بكاء أمٍ أو طفلٍ في زوايا الملجأ الذي تحولَ الى مزار.. ورأيت تلك الصور التي رسمتها أجساد الشهداء المتفحمة على جدران الملجأ.. بعضها تشبه صورة فوتوغرافية!.. ورأيت حفرةً عميقة في أرضية الملجأ تحت الفتحة التي أحدثتها الصواريخ مباشرةً... ولم تكن رائحة الاجساد المحترقة قد تلات تماماً .. وربما لأن رائحة البخور قد طغت عليها ولكنها كانت واضحة وتنقل اليك الحزن مع كلِ نفسٍ يدخلُ رأتيك...

وعند إحتلال بغداد كان ملجأ العامرية أحد الاهداف التي توجهت اليها عصابات الجلبي والطرزاني وحزب الدعوة.. فهوجم الملجأ الذي حولتهُ الدولة الى متحفاً ومسجداً.. فقاموا بتحطيم واجهاتهِ وسرقوا ماكان فيه من هدايا وضعها أهالي الشهداء في المواقع التي يتذكرون أن أعزتهم انو فيها عند استشهادهم.. كما حطموا الصور وسرقوا البراويز التي احتوتها ... وعاد أهل العامرية لطرد العصابات الغادرة وأعادوا تنظيم الملجأ الذي يضم رفات أحبتهم الشهداء ولكن عاد الامريكيون –هذهِ المرة- ليتدخلوا مباشرةً وليمنعوا الاهالي من إعادة المكان كما كان عليه قبل الاحتلال... وأقاموا جداراً عالياً حوله كي يمنعوا الرؤية ويخفوا معالم الجريمة التي إقترفتها يد المجرم بوش الاب والد المجرم بوش ... وقد إقتص أهل العامرية من الامريكان وما زالوا يقتصون منهم كل يوم .. فالعامرية هي واحدة من الساحات الهامة التي حررها أهلها من العلوج وعملائهم.. ففي كل يوم عملية واحدة أو أكثر لتحصد قافلة امريكية أو لتصطاد طائرة مارة فوقهم... فقد أقسم عامريو بغداد أن يقتصوا لأبنائهم الذين قتلوا غدراً قبل إحتلال بغداد بإثنى عشر عاماً!!!

بوركَ العامريون.. والى جنات الخلد شهدائهم .. ولهم المجد والله ناصرهم ومعينهم ... وحسبهم الله ... وهو نِعمَ الوكيل..


Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker