في طريقنا الى أمـة بدون مقدسـات !!!
في طريقنا الى أمـة بدون مقدسـات !!!
شاهين محمد
كل امم الكون ومنذ بدء الخليقة تذكر ماضيها وتحتضن حاضرها وتتناغم معه وتكافح شغف العيش صراعا مع الطبيعة فتاخذ ما تستطيع لصالحها وتسعى لحمايته بكل الوسائل ، وهذه الامم ترقب المستقبل بوسائل يقبلها عقلنا اليوم او يرفضها ، حتى ولو بعبادة حجر او كوكب او صورة في مخيلة تلك المجموعة البشرية . وأمم خافت حيوان مفترسا وصيرته إلها لانها غير قادرة على ترويضة او مجابهته وكذلك النار والبرق وكثير من ظواهر الطبيعة كانت ألـهة لاقوام عدة . كانت هذه هي مقدساتهم فيعاقبون من يعتدي عليها بالقول او التأفف منها ، في حين لم يكن هناك مساس جسدي لهذه المقدسات لانهم كانوا غير قادرين على ذلك ، ويقاتلون أمم اخرى بأسم هذا الوهم ويدفعون وجودهم كافراد وامـة من أجله لانه يشكل مخزونهم العقدي .
عندما كان حمورابي يقود جيشه للسيطرة على امم مجاورة لمملكته لايهتم باستباحتها اقتصادية وجغرافيا وانما كان ينقل معه ما يعبدون من الـهة ، لان ذلك يرمز على استعبادها والهيمنة عليها ويضرب بطون عقولهم لاستصغارهم . وعلى اثره قاد نبوخذ نصر حملته على مملكة اورشليم وسبى اهلها واستصغرهم وامات فيهم شرور انفسهم . وماكان لجيشه ان يذل نبيا صالحا كان بين قومه يدعو للصلاح ويدعوهم للخلاص من صغائر الدنيا الى كرامة الانسان ، فاكرمه في المعاملة ولم يقلل من شأنه ، ذلك لان النبي يحمل عقيدة يضحى من اجلها .
والعرب من بين امم جهلت بالاسلام ،، انتقاها الخالق الجبار لتحمل رسالة الاسلام ، لما لهذه الامة من ثوابت صالحة لحمل امانة الحق والعدل ،، لانها أمة تنتخي لمقدساتها التي تعودت عليها ، فتحمي من استنجدها وتقاتل من اجل كرامتها ، ولا تسكن لصراخ اهلها اذا ما داهمهم خطب غريب . وبحمية هذه الامة انتشر الاسلام في شتى بقاع الارض بالدعوة وحسن الخلق وحملت السيف لمن اراد بعقيدة الاسلام الشر والضرر . اراد الخالق عز وجل مقدسات لامة الاسلام فجعل نبي الرحمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم و القران الكريم اول المقدسات الروحية للمسلمين ، ومكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف والمسجد الاقصى مقدسات شاخصة امام المسلمين ، فالحج وشد الرحال لها بامر الباري عز وجل لمن استطاع . ودماء المسلمين وحرمة اعراضهم وديارهم على الاغراب قانون سماوي، وهي من مقدسات الحياة لهذه الامة .
هذه مقدسات الامم والشعوب تنوعت والتضحية لها واحدة هي بالمال والنفس والاهل والولد .
كانت هناك امة جيشت الجنود وحاصرة الاعداء وقتلت منهم الالاف وحطمت قلاعهم الحصينة لان امراءة من هذه الامة أسرها الروم و انتخت اميرها وصرخت ،، وامعتصماه ،، !!! . وتاريخ لم يدون اشار الى ان اعصارا ضرب هذه الامة ، وحطم فيها دواخلها وحميتها . فسكتت وشاركت الغرباء في حصار اهلها عقدا من الزمان ومات منهم قرابة مليونيين . واحتلت بلاد لهم وصرخت النساء واســلاماه ، واعرباه فسكر القادة ونامت الشعوب ولم يستثيرها كل صراخ . ومن هذه الامة نادت امراءة من البلقان ، اهرعوا يا قادة الامة بارسـال موانع الحمل لنا لان الصرب ملئوا احشائنا بنسلهم اختصابا وهذه المراءة لم تنتخي بهم لدفع البلاء لانهم اصل البلاء ولانها تعرف يقينا ان لا مستجيب . لان قادة هذه الامة الرسميون وجمهور غفير معهم قطعوا صلتهم بالتاريخ ومروءة الرجال .
واصبحت الامة سهلة الامتطاء من قبل كل الاعداء ، الفرس يتوعدون جهارا نهارا مكة المكرمة ونبش قبور الصحابة بعد تدمير المسجد النبوي ، ولا حمية ورد على اقدس المقدسات لا بالتصريح ولا بالتلميح . وبني صهيون احتلوا المسجد الاقصى منذ زمن واصبح المسجد بين طيات التاريخ وخاضع للمهاترات بين المحتل والرسميين العرب . وليس جديدا اعمال التخريب تحت جدران المسجد الاقصى لحين ان تاتي الفرصة لازالته . وترافقا مع تخريب بني صهيون في باب المغاربة كمدخل لبداية عملية الازالة اهدى لهم العرب انهم سيمنعون اطفالهم من تعلم ايات قرانية تسئ لبني صهيون وتهددهم !!!. وفي بغداد الرشيد سيتغيير الدين عند الاطفال لان تعليمهم يصبح صفويا . وتصبح المقدسات لهذه الامة بعناوين مستحدثة من الامريكان وبني صهيون والصفويين . ضربنا على انفسنا الذلة والمسكنة وتخلينا عن مقدساتنا التي اختراها الباري عز وجل ، وما احلى امة من دون مقدسات لاتضحى ولا تقاتل ولاتحتفل بمناسبات مقدسة وكما يقول المثل الشعبي العراقي ( أم الجبان لاتفرح ولا تحزن ) .
وتعتبر التضحيات من اجل المقدسات مؤشر لمنعة الامم ،واليوم يشار الى الامتيين العربية والاسلامية بانها الامم الاكثر نواحا على ضحاياها وتطالب شفاعة جلادها . وفي طريقها الى ان تخلق عالم خاصا تنفرد به وهو امة بدون مقدسات .
يبقى الامل في ثلة من الاخرين ترفع شأن الامة وتعيد مقدساتها الى ضمائرها وتستنهض نخوتها .
Labels: Muqadasat_Shaheen
0 Comments:
Post a Comment
<< Home