Tuesday, March 27, 2007

هيئة علماء المسلمين توجه رسالة مفتوحة للشعب


هيئة علماء المسلمين

توجه رسالة مفتوحة للشعب العراقي بمناسبة الذكرى الرابعة للاحتلال


وجهت هيئة علماء المسلمين رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي المبتلى باحتلال مقيت نافى كل الشرائع والقوانين ....
الدولية اكدت فيها بأن البلاد ماضية في زمن هذا الاحتلال من سيئ الى أوسوأ باعتراف العدو نفسه قبل الصديق وعلى الرغم من هذا كله ، فالمحتل مازال يكذب ومازال يرفع صوته من غير حياء ليقول: جئتكم بالحرية، واعتقتكم من الظلم. نعم.. جاءنا بحرية الغاب، فاليوم المجرمون في عراقنا احرار، مجرمو الاحتلال من قواته وأجهزته الاستخبارية وعصاباته الاجرامية. كما حذرت الهيئة في هذه الرسالة من انقاذ المحتل، وهو يلفظ انفاسه الاخيرة، من خلال تقديم اي دعم من شأنه ان يعيد له الامل في البقاء. واليكم نص هذه الرسالة المفتوحة...

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة
إلى الشعب العراقي العظيم
بمناسبة الذكرى الرابعة لاحتلال العراق، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يا أبناء شعبنا العظيم،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها هي الذكرى الرابعة للاحتلال الانجلو أمريكي تمر علينا ،وبلادنا تسير من سيئ الى اسوأ.
فقدنا حتى هذا اليوم ما يربو على ثمانمائة ألف من أبنائنا طالهم الظلم قتلا واعتقالا رجالنا ونساءنا ،شيبنا وشباننا ،حتى أطفالنا لم يسلموا من هذا الظلم.
دمرت البنى التحتية لبلادنا بنحو يزيد على70%.
لم تعد لدينا خدمات ،نموت في الشتاء بردا ،وتزهق ارواحنا في الصيف حرا ،ونطهو طعامنا على وقود من الحطب، ويصيبنا الظمأ رغم وفرة مياهنا ،او نشرب ماء ملوثا ،فتمرض اجسامنا.
الملايين من شعبنا هجروا ،نصفهم هجرته في الداخل ،تركوا بيوتهم ،وسكنوا في خيم ،أو عند آخرين ،متحملين الحرج ،وشاكين الى المولى سبحانه سوء الحال ،والنصف الآخر هجرته الى خارج بلده ،ليشهد معاناة الغريب ،وبؤساء الطريد.
لسنا فقراء ،بلادنا غنية ،لكنها اليوم تنهب.
اصبحت بلادنا الأسوأ في العالم فسادا اداريا ،باعتراف منظمات عالمية متخصصة ،ويشهد على ذلك القريب والبعيد.
وعلى الرغم من هذا كله ،فالمحتل مازال يكذب ،ومازال يرفع صوته من غير حياء ،ليقول :جئتكم بالحرية ،واعتقتكم من الظلم.
نعم ..جاءنا بحرية الغاب ،فاليوم المجرمون في عراقنا أحرار.

مجرمو الاحتلال من قواته ، وأجهزته الاستخبارية ،وعصاباته الإجرامية ،يقتلون وينهبون ،من غير مقاضاة،أو مساءلة والاجهزة الحكومية التي نصبها بنفسه ،هي الأخرى تفعل مثل ذلك ،ومن غير مساءلة أيضا.
هذه هي الحرية التي جاءونا بها .
أما الظلم الذي زعموا أنهم اعتقونا منه ،فبدأ الناس يحنون إليه ،لأن الظلم الجديد الذي وقع عليهم ،فاق صور الظلم كلها عند شعوب العالم.
أيها العراقيون الأكارم إننا ندرك حجم المعاناة التي تطالنا جميعا ،ولكن هذا هو الاحتلال ،لغته التدمير ،وقوامه القتل، وسفك الدماء.
وفي كل دول العالم ،كان خيارها عندما يقع عليها ظلم الاحتلال هو المقاومة.
واليوم لا خيار لنا أبناء هذا البلد في مواجهة هذا الاحتلال سوى المقاومة التي تطيح بمشاريعه ،وتلقنه درسا لاينساه ،مفاده :إن الشعوب لاتقهر ،وإن آلته العسكرية لاوزن لها امام ارادة الشعوب في التحرر ،ولاسيما شعب العراق الأبي المسلم ،فتأريخه يشهد بأصالته، ورفضه للذل والهوان.
أيها السادة:
إن الله سبحانه حبانا بمقاومة مباركة صنعها ابناؤنا،ورعاها المولى سبحانه برعايته ،أذاقت الاحتلال الويل والثبور ،ودفعت به ليتنازل عن كثير من اهدافه ومطامعه، وهو اليوم في اسوأ احواله، تمارس عليه الضغوط من قبل شعبه وساسته ليخرج من هذا المأزق من غير قيد أو شرط ،بعد أن كان قد بنى على نتائج غزوه أحلاما وأوهاما.
وهذا كله انما حصل بفضل الله ،ثم بفضل ابنائكم البررة،الجنود المجهولين ،الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل حريتكم ، واعادة الأمن والامان ،والخير والخيرات إليكم.
إن هؤلاء الأبناء البررة ، بحاجة دائما إلى دعمكم وإسنادكم ،ليتموا المهمة التي شرفهم الله بها ،ووضع في طريقهم إليها جنان الخلد ،ونوال رضاه.
ايها الأخوة الكرام:
إن هناك محاولات من قبل المحتل وعملاؤه، أنفقوا في سبيلها مليارات الدولارات لتشويه صورة أبنائكم في أعينكم ، وإلباس مقاومتهم الطاهرة لبوس الإجرام أو الإرهاب، فتارة تصمم عمليات لقتل أبرياء لاذنب لهم ، ثم يروج إعلام هؤلاء أن المقاومة من صنعت هذا الصنيع ، وأحيانا يتمكنون بعد جهد جاهد من اختراق مجموعة تعمل في اطار مدافعة المحتل فتنفذ من العمليات ما يخدم مآربهم.
نحن ـ في كل الأحوال ـ نذكركم بحديث نقل عن كبار رجال المخابرات الأمريكية ،خرجوا بلحومهم وشحومهم ،في برنامج بثته إحدى الفضائيات العربية أكثر من مرة بعنوان (حروب السي آي إيه الخفية) ،جاء فيه على لسان هؤلاء صوتا وصورة :
(في حرب فيتنام كانت تأتينا الأوامر بقتل النساء والاطفال ورجال الأعمال لبعث الرعب في قلوب الناس).
هذه هي الحقيقة...
لذلك لا ينبغي ان نقع في خديعة المحتل ،ونصرف جام غضبنا عنه ،ونركن الى الرضا ببقائه ،فهذا ما يريده ،والذي انفق الاموال الطائلة من أجل الوصول إليه .
ومع ذلك فاننا نوجه نصحنا لابنائنا المقاومين ـ وثقتنا فيهم كبيرة ـ ان يوحدوا صفوفهم ، ولا يسمحوا للخلافات أن تدب بين ظهرانيهم ،وأن يسددوا رميتهم باتجاه المحتل، العدو الأول للبلاد والعباد،وأن يتفقوا على برنامج واحد يتحلى بالواقعية ،ويلتزم بالثوابت الشرعية ،وأن يتعاهدوا على صيانة حقوق العراقيين الاصلاء جميعا من كل المكونات والأطياف ،ويحولوا دون تجزئة البلد ،ونهب ثرواته ،مااستطاعوا الى ذلك من سبيل
ايها الأحبة الكرام:
إننا اليوم نعاني من مشاكل عديدة ،وإذا أردنا أن نتجاوز الحديث عن مشكلة الاحتلال وعملائه ،لأن هذا مما نتحدث عنه دائما ،فإن في مقدمة هذه المشاكل: الساسة الذين رضوا لأنفسهم الدخول في المشروع السياسي لقوات الاحتلال ،وزعموا انهم فعلوا ذلك من أجل نصرة الشعب العراقي المظلوم ،ورفع المعاناة عنه
إن هؤلاء لم يقدموا شيئا يذكر ،سوى انقاذ الادارة الامريكية من الحرج الشديد أمام العالم ،والسعي لإنجاح مشروعها ،فالرئيس الامريكي كلما توجهت اليه سهام النقد ،دافع عن نفسه بالقول :إن العراق يشهد مرحلة جديدة ،فيها حكومة منتخبة ،وبرلمان منتخب ،ودولة ذات مؤسسات.
ولن نقلب المواجع عليكم لنذكركم بما اعترى العمليات الانتخابية من تزوير ،وهيمنة أجنبية ،وصولات وجولات للمحتل وعملائه ،من الاحزاب والمليشيات في تقرير نتائجها، فأنتم الاكثر معرفة بحيثياتها وتفاصيلها.
لكن ما نريد ان نذكركم به هو الأداء السيئ لهؤلاء الساسة والبرلمانيين.
فعلى مستوى الحكومات ،يمكن القول: إن ما جناه العراقيون في ظلها،انهم فقدوا من ابنائهم عشرات الآلاف بين قتيل او مفقود على يد القوات الامنية للحكومة من حرس وطني او شرطة أوميليشيات تابعة لها، وفي مقدمة من فقدوه علماء دين مخلصون،وساسة متميزون ،وقادة عسكريون ،ووجهاء، وشيوخ عشائر ،واطباء ومهندسون، وكوادر علمية اخرى نادرة في تخصصاتها.
أومعتقل في سجون هؤلاء جميعا ـ فلكل سجونه الخاصةـ ،يعذب فيها الناس بشتى الوان العذاب.
ولقد سلكت الأجهزة الامنية للحكومات والميليشيات التابعة لهما اساليب في التعذيب ،ربما لاتخطر على بال الشيطان نفسه ،مثل غرس المثاقب الكهربائية في الاجساد ،أو كي المعتقلين بالمكواة ،أوغمسهم في أحواض التيزاب ،أوشد الاكف بمسامير الحديد الى الجدران ،أورضخ الرؤوس بين كتل الحديد ، هذا عدا جرائم الاغتصاب التي طالت النساء والرجال معا،والصغار والكبار،في غياب كامل لأدنى الاعتبارات الخلقية التي يتحلى بها الانسان السوي.
كما جنى العراقيون خلال هذه الحكومات التأجيج الطائفي ،المخطط له بخبث ودهاء،والتهجير القسري ،وانتشار المخدرات ،وعصابات المافيا ،والاتجار بالاطفال،وغير ذلك مما يصعب حصره. وفي الآونة الأخيرة اطلعوا علينا بما يسمى الخطة الأمنية ،التي طالت آلافا من الأبرياء بالقتل والاعتقال ظلما وعدوانا ،وبلغ الطائفيون ـ من خلالها ـ أهدافا عجزوا عن الوصول اليها من دون الخطة.
وعلى مستوى البرلمان ،فإننا إذا تجاوزنا الحديث عن صمته ازاء كل هذه الجرائم وكأن الأمر لايعنيه ،نجده ـ باستثناء نفر قليل منه ـ متوجها الى تحقيق اهداف لاعلاقة لها بالمصالح الوطنية من قريب او بعيد فبدل أن يجهد اعضاؤه في تحسين أوضاعكم المعاشية التي ازدادت في عهدهم سوءا ،وبدل ان ينشغلوا في تحسين الأمن الذي ازداد انهيارا في ظلهم ،صرفوا جهودهم في خدمة مشاريع المحتل ،فمرروا الدستور كما أراد ،وفق الصياغات الاساسية التي وضعها بنفسه ،وأعانوه على تمرير مشروع الفدراليات ،الذي يضعف البلاد على نحو يحقق له أهدافه في الهيمنة عليه ،واليوم يراد منهم تمرير ما وضعه المحتل من قانون للنفط والغاز،يعيد ثروات البلاد الى قبضة شركاته الاحتكارية...
فماذا سيفعلون ياترى؟
نتمنى جميعا ،أن يقفوا ـ ولو لمرة واحدة ـ ضد مشاريع المحتل ،ويحافظوا على ثروة الاجيال ،والعمود الفقري لقوة العراق،وسلامة مستقبله
ايها السادة الأفاضل:
إننا نعلم أن هناك وضعا في ميدان المنازلة على أرضنا هو بالتالي من سيحسم هذه القضايا وغيرها.
فإما أن ينتصر المحتل ،ويقهر ارادة الشعب ،وحينئذ ،ستنفذ مشاريعه كلها،بغض النظر عن موقف الساسة والبرلمان.
وإما أن ينتصر الشعب ،ويمسك بزمام الامور أبناؤه البواسل ،وحينئذ لا قيمة لهذا القانون ولا لغيره،وإن صادق عليه الساسة وأعضاء البرلمان بالاجماع.
إن الاحتلال يوم يخرج صاغرا مدحورا ،تخرج معه كل مشاريعه وقوانينه وحتى رجاله وعملائه، لكن المقلق بالنسبة لنا ان يقوم عراقيون ـ يزعمون انهم من تربة هذا البلد ـ بدعم المحتل على أرضهم ،وتمرير مشاريع له من شأنها سلب خيراتهم ومقدراتهم.
هؤلاء الا يخشون موقفا بين يدي الله سبحانه ،يحاسبهم فيه على ما فرطوا به من نعمة لصالح أعدائه؟
ألا يخشون مساءلة الشعب لهم ؟
ايها السادة الكرام :إننا على ابواب النصر العظيم ،وقد بذل العراقيون الأصلاء في سبيله تضحيات جساما واليوم يجمع ساسة العالم على ان المشروع الامريكي قد فشل في العراق.
فلنحافظ على هذا الانجاز بشيء من الصبر والتحدي.
ولنحذر ان ننقذ المحتل ،وهو يلفظ انفاسه الأخيرة ،من خلال تقديم أي دعم من شأنه ان يعيد له الأمل في البقاء.
وإن اعظم دعم له أن نتخلى عن نصرة مقاومتنا ،او نسمح لمن هب ودب أن ينال منها ،او ندفعها الى مشاكل داخلية تثنيها عن تحقيق هدفها العظيم.
نسأل الله سبحانه ان يهبنا النصر العظيم ،ويلحق بأعدائنا الخزي العظيم وأن يعيد إلينا بلدنا سالما معافى ،رخيا مطمئنا ،مدفوعا عنه كل كرب وبلاء ، وسائر بلاد المسلمين.
آمين ...اللهم آمين


الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker