تجربة السنوات ألأربع
دروس من السنوات الاربع للإحتلال
د: فاضل بدران
لن أكتب اليوم عمّا حصلَ في بغداد في مثلِ هذا اليوم من العام 2003، لأنني سبقَ أن كتبت، ولأن المئات غيري قد كتبوا، لكنمــا سـأكتبُ عمّـا حصــلَ منذُ 9/نيسان/2003 حتى الآن. أي سـأكتبُ عمّـا سيُحاكم الشعب العراقي والتأريخ بموجبــهِ أميركا وبريطانيا وعمــلائهم ومنهم أحمد الجلبي وأياد علاوي والطباطبائيي الحكيم وإبراهيم إبن فاطمة الخرسان وعادل عبد المهدي وبحر العلوم والطلباني والبرزاني.
سـأكتبُ عمّـا جلبوه من بؤسٍ وشقاء وجريمــة لم يسجل لها التأريخ المكتوب مثيلاً لحــد إحتلال بغــداد. ســأكتبُ عن تجــربة شعب العراق مع العمــلاء الذين تعاونوا مع المحتل ليدخل أرض العراق بأقلِ الخسائر، وسـأكتبُ عمّـا يجب أن يتعلمهُ شعبنــا العربي في بقية أقطــار الوطن العـربـي من تجربــة العراق المحتــل.
فمــا أنجزهُ ألإحتــلال لحـد ألآن هو:
1. تـدمير مؤسسة الجيش العراقي الوطني وإلغاء القدرة الدفاعية العراقية وفق ستراتيجية وطنية أو قومية.
2. تدمير أسلحة الجيش العراقي البحرية والبرية والجوية، وبيعها كخردة للدول المجاورة (إيران وألأردن).
3. قتل حوالي مليون عِراقي.
4. تدمير البُنى التحتية للإقتصاد العِراقي.
5. تدمير البُنى التحتية للمجتمع العِراقي بزرع أسس الاحتراب الطائفي وألأثني.
6. تدمير البُنى التحتية للصناعة العراقية.
7. تدمير مستقبل ألأجيــال العراقية القادمة من خلال تدمير البُنى التحتية لمؤسسات التربية والتعليم العالي.
8. تدمير أقدم وأكمل وأثمن سجل للتأريخ الانساني في العالم من خلال تدمير ونهب المتحف الوطني والمواقع التأريخية في مختلف أنحاء العراق.
9. تدمير النفسية العراقية من خلال عمليات القتل والترويع بأبشع الصور.
10. ألأعتــداء على حرائر العراق المؤمنــات.
11. تعريض مستقبل الاجيال القادمة للخطر من خلال أسلحة اليورنيوم المنضب وألأمراض الناتجة عنه ذات التأثيرات الجينية.
12. تعريض مستقبل الزراعة في العراق للخطر المحدق بسبب إدخال أمراض تدميرية للثروات العراقية الزراعية والحيوانية.
13. تدمير البيئة العراقية من خلال تلويث البيئة المتعمد، وتجريد الارض من الغطاء النباتي وقطع النخيل والأشجار في كل مدن العراق.
14. تدير ألأمل بإعادة بنــاء العراق من خلال إغتيال الكفاءات العراقية كألأطباء والعلمــاء وأساتذة الجامعات والشعراء والفنانين والمهندسين والاداريين الاكفاء.
15. تدمير أسس الدولة العراقية بحرق أبنيتها ووثائقها وتغيير القوانين وألأنظمة بما يكرس ذلك.
16. تدمير ألأمن الوطني والقومي في العراق من خلال توفير الغطاء والبيئة والخدمات لعمــل أجهزة المخابرات المعادية للعراق وللأمة العربية، مثل أجهزة المخابرات البريطانية والامريكية والصهيونية والايرانية والتركية.
وهذا غيضٌ من فيض من إنجازات الاحتلال والعمــلاء. وألآن لو إفترضنا أن أميركا ستخرج وهي مذلولة من العراق، فكيف سيُحاكم هؤلاء المجرمين ومتى وأين؟
البعض يقول إن هذا الأمر ليس قريب جداً ولا بأس من ألإنتظار.
وبعضاً آخرَ يقول، لندع الشعب يأخذ حقهُ بيدهِ وبلا محاكمة.
وآخر يقول، سوف يغادرون البلد الى بلدان سادتهم ولن نستطيع الامساك بهِم.
أما أنا فأعتقــد أن علينــا أن نأخــذ حقّ الاجيال القادمــة وحقوق الشهداء، فلا قيمــة للحياة إن لم نستطع أن نجعلَ هؤلاء يدفعون ثمن الجرائم التي إقترفوها وما زالوا يقترفونها بدمٍ بارد وبلا خوف من عاقبــة. وأعتقــد أن الانتصــار قريب جــداً، وقــد يكون أقرب مما يتصور أيٍ منــا. وعندها ربمــا سنغرق في عملية البنــاء وسننسى أو سنتهاون في المحاسبة، وسنكون على وشك إرتكاب حماقة أخرى بإبقــاء هؤلاء العملاء ليتمتعوا بمــا سرقوه من ثروات العراق وقوت أبنــاءهِ. ولن نكون قد إستفدنا من هذا الدرس الكبير الذي دفعنا فيه مليون شهيد بعد الاحتلال وأكثر من مليون شهيد خلال الحصار الذي مهدَ للإحتــلال.
إذن ما العمــل ؟
أرى أن يقــوم عــدد من العــراقيين، كلٌ بإختصاصهِ – وكما فعلَ العراقي الدكتور الحديثي- بحسابات دقيقة للكُـلَف التدميرية للجرائم المذكورة آنفــاً. ليس بطرقٍ وصفية وسياسية وإنمــا بالأساليب القانونية والافتصادية والهندسية، كي لا نتخلى عن حقوق أبناء العراق وكي نلاحق المجرمين أينمــا حلوا أو إرتحلــوا.
كيف يستفيد ألأخوة العرب من تجربة إحتلال ألعراق:
1. ألأنظمــة: حذارِ من العمــلاء! وحذارِ من النصائح الصادرة عن جبنـــاء! و حذارِ من التراجع عن نهجٍ كان ناجحاً لفترةٍ قريبة.. وحذارِ من تغيير الخطط في الاوقات الضائعة! وحذارِ من الرضوخ للإعلام الغربي. وحذارِ من السماح للعدو بموطيء قدم! وحذارِ جعل العدو يرتاح من المشاغلة، لأنهُ سيتقدم الى خطوة أكثر خطراً ليعزز مواقعه. وقي كل الاحوال يجب أن يُشرك أكبر قدر من المواطنين في مناقشة المسائل، ولكن القرار يجب أن يظلَ مركزياً، وتستخدم تكتيكات اللعبة الديمقراطية الغربية المصطنعة بذكاء. وأخيراً، فيجب مد الصلات ، أو تأسيسها إذا كانت مقطوعة مع المؤسسة الدينية الشعبية وإظهار المرونة في التعامل معها كإشارة الى الاستعداد لكلِ الاحتمالات ولأسوإها.
2. الشعوب: حذارِ من إعتبــار المعركة هي معركة الانظمــة وحدها. وحذارِ من التردد في إظهار الاستعداد للدفاع عن الوطن. لأنكم في حالة خسران إستقلاليتكم الوطنية –لا سمح الله- فإنكم ستدفعون أنهراً من الدماء لإستعادتها، كما يحصل الآن معنا في العراق. وحذارِ من التهاون عن التهديدات الامريكية والغربية، ولكن بردٍ مناسبٍ ووعي. وعلى الشعوب أن تعي خطر ترك أنظمتها السياسية تتكفل بالدفاعِ عن قضاياها دون المطالبة بإشراكها لدعم صمود دولها أمام الهيمنة الامريكية الصهيونية. ولستُ أدعو أن نحافظ على الانظمة مهما كانت مستبدة أو ضعيفة أو متهاونة في حق شعوبها، لكنما أدعو أن نفرق بين حاكمٍ نستطيع تقويمهُ أو إستبداله أو ينتقل الى جوارِ ربهِ، وبين إحتلال سياسي أو عسكري يرهن كل مستقبل الاجيال لعشرات السنين، ونعود لنتحسر على أيام حلوة لم نكن نعرف قيمتها.
3. على مؤسسات الاعلام – سواء الوطنية منها أو الخاصة- أن تتصرف بمرونة عالية لكسر التوتر في نفوس أبناء البلد وأن تعاون في طرح البدائل السياسية وإشراك المواطنين في الرأي وإبراز الرأي الآخر. وعليها أن لاتكون أداة خاضعة لوكالات الاعلام العالمية والتي –وكما يعلم الجميع الآن أنها- تخضعُ لسياسة الهيمنة الامريكية الامبريالية لإضعاف ثقة الشعوب بحكامها، وعزل الانظمة عن شعوبها كي يسهل عليها ضرب تلك الانظمة أو إحتلال دولها، أو فرض سياسات داخلية عليها تؤدي بالتالي الى زيادة بؤس الشعوب وفقرها.
4. المؤسسة العسكرية: يجب أن ترتقي المؤسسة العسكرية العربية بمنتسبيها، وأن تُشبع جنودها وضباطها. فلا يكفي الوازع الوطني لوحدهِ في حمل البندقية واستخدامها عندما يحين الوقت. كما يجب أن يكون المقاتل مؤمناً بالله، وأن يرتبط الدفاع عن الوطن بالعقيدة الدينية، كي يتجاوز المقاتل ما هو دنيوي الى ماهو أسمى وأعظم.
5. ألأحزاب العربية والمؤسسات الديمقراطية: يجب أن ترص الاحزاب العربية صفوفها –سواء الوطنية منها أو القومية- وأن تنفتح بفكرها على كل فئات الشعب وقومياتهِ وأقلياتهِ، على أن لايمتد ذلك الانفتاح الى التوسع بالتنظيم لأن هذه المرحلة من كفاح أمتنا يتطلب أن تتراص الصفوف كما لو كُنا نؤدي الصلاة في المسجد، كي لايدخل الشيطان بين الصفوف ليخربها! كما على هذه الاحزاب –وبخاصة الحاكمة منها- أن تتنازل (!!) لتتعامل بمصداقية مع بقية الاحزاب واضعةً في بالها أن الوطن للجميع، وأن الاوطان إن تعرضت للخطر أو للإحتلال –لا سمح الله- فإن الجميع سيقع عليهم عِبأ الدفاع أو شرفهُ، وسيقدم الجميع وبلا إستثناء ضريبة الدم.
وأخيراً فإنني أرجو من الباريء الجليل العزيز، الرحمن الرحيم أن يكون هذا العام هو عام التحرير، وأن تنجلي هذه الغُمــة عن أمة العرب والمسلمين. آمين.
وبهذه الذكرى، أحيي شهداء العِز والفخر.. شهداء العراق.. وشهيد الحج الاعظم صدام حسين المجيد وفخر القادة..رمحاً متميزاً بين رماحَ العراق وسيوفهم المُشرعة بوجه الظلم والظالمين منذُ بداية الخلق والخليقة.. فخر الرجال.. وأحيي الشهداء الابطال طه ياسين رمضان الجزراوي برزان إبراهيم الحسن التكريتي وعواد حمــد البندر السعدون .. الشهداء الاعلام، الذين ودعوا هذه الدنيا وهم يجلجلون بصوت الحق والدفاع عن تأريخ العراق ودولتهِ التي لم تصل الى مثل مستواها الذي وصلتهُ قبل الاحتلال إلا في عصر هارون الرشيد والمنصور.. فالى جناتِ النعيم يا فوارس العراق وبيارقهِ.. فلقد ترجلتم بعد عناء السنين، اللهمَ أحسن مثواهم ، أللهم تقبلهم في جناتِ النعيم بين الشهداء والصديقين وكل شهداء العراق والعرب والمسلمين.. آمين.. اللهمَ آمين..
لن أكتب اليوم عمّا حصلَ في بغداد في مثلِ هذا اليوم من العام 2003، لأنني سبقَ أن كتبت، ولأن المئات غيري قد كتبوا، لكنمــا سـأكتبُ عمّـا حصــلَ منذُ 9/نيسان/2003 حتى الآن. أي سـأكتبُ عمّـا سيُحاكم الشعب العراقي والتأريخ بموجبــهِ أميركا وبريطانيا وعمــلائهم ومنهم أحمد الجلبي وأياد علاوي والطباطبائيي الحكيم وإبراهيم إبن فاطمة الخرسان وعادل عبد المهدي وبحر العلوم والطلباني والبرزاني.
سـأكتبُ عمّـا جلبوه من بؤسٍ وشقاء وجريمــة لم يسجل لها التأريخ المكتوب مثيلاً لحــد إحتلال بغــداد. ســأكتبُ عن تجــربة شعب العراق مع العمــلاء الذين تعاونوا مع المحتل ليدخل أرض العراق بأقلِ الخسائر، وسـأكتبُ عمّـا يجب أن يتعلمهُ شعبنــا العربي في بقية أقطــار الوطن العـربـي من تجربــة العراق المحتــل.
فمــا أنجزهُ ألإحتــلال لحـد ألآن هو:
1. تـدمير مؤسسة الجيش العراقي الوطني وإلغاء القدرة الدفاعية العراقية وفق ستراتيجية وطنية أو قومية.
2. تدمير أسلحة الجيش العراقي البحرية والبرية والجوية، وبيعها كخردة للدول المجاورة (إيران وألأردن).
3. قتل حوالي مليون عِراقي.
4. تدمير البُنى التحتية للإقتصاد العِراقي.
5. تدمير البُنى التحتية للمجتمع العِراقي بزرع أسس الاحتراب الطائفي وألأثني.
6. تدمير البُنى التحتية للصناعة العراقية.
7. تدمير مستقبل ألأجيــال العراقية القادمة من خلال تدمير البُنى التحتية لمؤسسات التربية والتعليم العالي.
8. تدمير أقدم وأكمل وأثمن سجل للتأريخ الانساني في العالم من خلال تدمير ونهب المتحف الوطني والمواقع التأريخية في مختلف أنحاء العراق.
9. تدمير النفسية العراقية من خلال عمليات القتل والترويع بأبشع الصور.
10. ألأعتــداء على حرائر العراق المؤمنــات.
11. تعريض مستقبل الاجيال القادمة للخطر من خلال أسلحة اليورنيوم المنضب وألأمراض الناتجة عنه ذات التأثيرات الجينية.
12. تعريض مستقبل الزراعة في العراق للخطر المحدق بسبب إدخال أمراض تدميرية للثروات العراقية الزراعية والحيوانية.
13. تدمير البيئة العراقية من خلال تلويث البيئة المتعمد، وتجريد الارض من الغطاء النباتي وقطع النخيل والأشجار في كل مدن العراق.
14. تدير ألأمل بإعادة بنــاء العراق من خلال إغتيال الكفاءات العراقية كألأطباء والعلمــاء وأساتذة الجامعات والشعراء والفنانين والمهندسين والاداريين الاكفاء.
15. تدمير أسس الدولة العراقية بحرق أبنيتها ووثائقها وتغيير القوانين وألأنظمة بما يكرس ذلك.
16. تدمير ألأمن الوطني والقومي في العراق من خلال توفير الغطاء والبيئة والخدمات لعمــل أجهزة المخابرات المعادية للعراق وللأمة العربية، مثل أجهزة المخابرات البريطانية والامريكية والصهيونية والايرانية والتركية.
وهذا غيضٌ من فيض من إنجازات الاحتلال والعمــلاء. وألآن لو إفترضنا أن أميركا ستخرج وهي مذلولة من العراق، فكيف سيُحاكم هؤلاء المجرمين ومتى وأين؟
البعض يقول إن هذا الأمر ليس قريب جداً ولا بأس من ألإنتظار.
وبعضاً آخرَ يقول، لندع الشعب يأخذ حقهُ بيدهِ وبلا محاكمة.
وآخر يقول، سوف يغادرون البلد الى بلدان سادتهم ولن نستطيع الامساك بهِم.
أما أنا فأعتقــد أن علينــا أن نأخــذ حقّ الاجيال القادمــة وحقوق الشهداء، فلا قيمــة للحياة إن لم نستطع أن نجعلَ هؤلاء يدفعون ثمن الجرائم التي إقترفوها وما زالوا يقترفونها بدمٍ بارد وبلا خوف من عاقبــة. وأعتقــد أن الانتصــار قريب جــداً، وقــد يكون أقرب مما يتصور أيٍ منــا. وعندها ربمــا سنغرق في عملية البنــاء وسننسى أو سنتهاون في المحاسبة، وسنكون على وشك إرتكاب حماقة أخرى بإبقــاء هؤلاء العملاء ليتمتعوا بمــا سرقوه من ثروات العراق وقوت أبنــاءهِ. ولن نكون قد إستفدنا من هذا الدرس الكبير الذي دفعنا فيه مليون شهيد بعد الاحتلال وأكثر من مليون شهيد خلال الحصار الذي مهدَ للإحتــلال.
إذن ما العمــل ؟
أرى أن يقــوم عــدد من العــراقيين، كلٌ بإختصاصهِ – وكما فعلَ العراقي الدكتور الحديثي- بحسابات دقيقة للكُـلَف التدميرية للجرائم المذكورة آنفــاً. ليس بطرقٍ وصفية وسياسية وإنمــا بالأساليب القانونية والافتصادية والهندسية، كي لا نتخلى عن حقوق أبناء العراق وكي نلاحق المجرمين أينمــا حلوا أو إرتحلــوا.
كيف يستفيد ألأخوة العرب من تجربة إحتلال ألعراق:
1. ألأنظمــة: حذارِ من العمــلاء! وحذارِ من النصائح الصادرة عن جبنـــاء! و حذارِ من التراجع عن نهجٍ كان ناجحاً لفترةٍ قريبة.. وحذارِ من تغيير الخطط في الاوقات الضائعة! وحذارِ من الرضوخ للإعلام الغربي. وحذارِ من السماح للعدو بموطيء قدم! وحذارِ جعل العدو يرتاح من المشاغلة، لأنهُ سيتقدم الى خطوة أكثر خطراً ليعزز مواقعه. وقي كل الاحوال يجب أن يُشرك أكبر قدر من المواطنين في مناقشة المسائل، ولكن القرار يجب أن يظلَ مركزياً، وتستخدم تكتيكات اللعبة الديمقراطية الغربية المصطنعة بذكاء. وأخيراً، فيجب مد الصلات ، أو تأسيسها إذا كانت مقطوعة مع المؤسسة الدينية الشعبية وإظهار المرونة في التعامل معها كإشارة الى الاستعداد لكلِ الاحتمالات ولأسوإها.
2. الشعوب: حذارِ من إعتبــار المعركة هي معركة الانظمــة وحدها. وحذارِ من التردد في إظهار الاستعداد للدفاع عن الوطن. لأنكم في حالة خسران إستقلاليتكم الوطنية –لا سمح الله- فإنكم ستدفعون أنهراً من الدماء لإستعادتها، كما يحصل الآن معنا في العراق. وحذارِ من التهاون عن التهديدات الامريكية والغربية، ولكن بردٍ مناسبٍ ووعي. وعلى الشعوب أن تعي خطر ترك أنظمتها السياسية تتكفل بالدفاعِ عن قضاياها دون المطالبة بإشراكها لدعم صمود دولها أمام الهيمنة الامريكية الصهيونية. ولستُ أدعو أن نحافظ على الانظمة مهما كانت مستبدة أو ضعيفة أو متهاونة في حق شعوبها، لكنما أدعو أن نفرق بين حاكمٍ نستطيع تقويمهُ أو إستبداله أو ينتقل الى جوارِ ربهِ، وبين إحتلال سياسي أو عسكري يرهن كل مستقبل الاجيال لعشرات السنين، ونعود لنتحسر على أيام حلوة لم نكن نعرف قيمتها.
3. على مؤسسات الاعلام – سواء الوطنية منها أو الخاصة- أن تتصرف بمرونة عالية لكسر التوتر في نفوس أبناء البلد وأن تعاون في طرح البدائل السياسية وإشراك المواطنين في الرأي وإبراز الرأي الآخر. وعليها أن لاتكون أداة خاضعة لوكالات الاعلام العالمية والتي –وكما يعلم الجميع الآن أنها- تخضعُ لسياسة الهيمنة الامريكية الامبريالية لإضعاف ثقة الشعوب بحكامها، وعزل الانظمة عن شعوبها كي يسهل عليها ضرب تلك الانظمة أو إحتلال دولها، أو فرض سياسات داخلية عليها تؤدي بالتالي الى زيادة بؤس الشعوب وفقرها.
4. المؤسسة العسكرية: يجب أن ترتقي المؤسسة العسكرية العربية بمنتسبيها، وأن تُشبع جنودها وضباطها. فلا يكفي الوازع الوطني لوحدهِ في حمل البندقية واستخدامها عندما يحين الوقت. كما يجب أن يكون المقاتل مؤمناً بالله، وأن يرتبط الدفاع عن الوطن بالعقيدة الدينية، كي يتجاوز المقاتل ما هو دنيوي الى ماهو أسمى وأعظم.
5. ألأحزاب العربية والمؤسسات الديمقراطية: يجب أن ترص الاحزاب العربية صفوفها –سواء الوطنية منها أو القومية- وأن تنفتح بفكرها على كل فئات الشعب وقومياتهِ وأقلياتهِ، على أن لايمتد ذلك الانفتاح الى التوسع بالتنظيم لأن هذه المرحلة من كفاح أمتنا يتطلب أن تتراص الصفوف كما لو كُنا نؤدي الصلاة في المسجد، كي لايدخل الشيطان بين الصفوف ليخربها! كما على هذه الاحزاب –وبخاصة الحاكمة منها- أن تتنازل (!!) لتتعامل بمصداقية مع بقية الاحزاب واضعةً في بالها أن الوطن للجميع، وأن الاوطان إن تعرضت للخطر أو للإحتلال –لا سمح الله- فإن الجميع سيقع عليهم عِبأ الدفاع أو شرفهُ، وسيقدم الجميع وبلا إستثناء ضريبة الدم.
وأخيراً فإنني أرجو من الباريء الجليل العزيز، الرحمن الرحيم أن يكون هذا العام هو عام التحرير، وأن تنجلي هذه الغُمــة عن أمة العرب والمسلمين. آمين.
وبهذه الذكرى، أحيي شهداء العِز والفخر.. شهداء العراق.. وشهيد الحج الاعظم صدام حسين المجيد وفخر القادة..رمحاً متميزاً بين رماحَ العراق وسيوفهم المُشرعة بوجه الظلم والظالمين منذُ بداية الخلق والخليقة.. فخر الرجال.. وأحيي الشهداء الابطال طه ياسين رمضان الجزراوي برزان إبراهيم الحسن التكريتي وعواد حمــد البندر السعدون .. الشهداء الاعلام، الذين ودعوا هذه الدنيا وهم يجلجلون بصوت الحق والدفاع عن تأريخ العراق ودولتهِ التي لم تصل الى مثل مستواها الذي وصلتهُ قبل الاحتلال إلا في عصر هارون الرشيد والمنصور.. فالى جناتِ النعيم يا فوارس العراق وبيارقهِ.. فلقد ترجلتم بعد عناء السنين، اللهمَ أحسن مثواهم ، أللهم تقبلهم في جناتِ النعيم بين الشهداء والصديقين وكل شهداء العراق والعرب والمسلمين.. آمين.. اللهمَ آمين..
كما لا يسعني إلا أن أحيي رجال المقاومة الشجعان ..ألأبطال.. أسطورة العراق والامتين العربية والاسلامية.. أصحاب الصولات.. العباد المؤمنين الاولياء.. أحييهم وأركعُ أمام صغيرهم وحديثهم في المقاومة.. فلولاهم لما إستطاع عراقي أن يرفع رأسه .. ويقول أنا عراقي.. وبفخر.. فبارك الله بكم في الدنيا والآخرة.. يا"عقال" رأس العرقيين و"فوطة" ماجدات العراق.. وحياكم الله وبياكم.. وحفظكم من كلِ سوء.. ونصركم على العلوج والصفويين والعملاء ، نصراً مبيناً واضحاً كالشمس وكضوء النهار.. وعليهم يا نشامى .. عليهم..
وألله أكبر.. ألله أكبروالحمدُ للهِ ربِ العالمين.. والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمداً ألأمين.. وعلى آلهِ وأصحابهِ وذريتهِ
وأزواجهِ والتابعين، الى يومِ الدين..
وأزواجهِ والتابعين، الى يومِ الدين..
Labels: تجربة السنوات ألأربع
0 Comments:
Post a Comment
<< Home