Friday, July 20, 2007

انتهاء موسم سبات الخلد :

الجواسيس ينهضون (1 - 3 )

صلاح المختار
شكر وامتنان وطمأنة : استلمت الكثير من الرسائل والمكالمات الهاتفية ، ومن عدة اقطار عربية من شخصيات وطنية عراقية وعربية تستفسر بقلق عن سبب انقطاعي لمدة من الزمن عن الكتابة ، وانا اذ اشكر كل هؤلاء ، اود التاكيد على ان ظروفا قاهرة انتهت الان هي التي منعتني من الكتابة ، وأعاهدهم على مواصلة درب تحرير العراق بلا مساومة او تراجع مهما حصل .
الكاتب


ان اخطر ما يواجهنا الان هو استيقاظ الخلد الذي اعدته امريكا للحظات الحسم ، وليس خطر القوات الامريكية المحتلة ، لانها تعتمد الان بشكل مباشر وجوهري على المناجذ ( جمع خلد ) في محاولاتها المتكررة لدحر المقاومة الوطنية العراقية او على الاقل شقها . فمنذ مطلع عام 2006 بشكل خاص نواجه مسلسل تفجيرات ، مخابراتية بالاساس ، تستهدف وحدة المقاومة الوطنية العراقية ووحدة الشعب العراقي ، لان شق المقاومة العراقية واشعال حرب طائفية هما الوسيلتان الوحيدتان لتحويل هزيمة امريكا الحتمية في العراق الى نصر . ما الذي نقصده بكلمة الخلد ؟ وكيف يتكتك الخلد ويستحوذ على ألباب ( جمع لب ) من لم يقرءوا النص السري لوجود الحجاب السحري ؟ كيف نكتشف الخلد مع انه يتخفى بدقة واتقان محترفين ويزايد على افضل المناضلين والمجاهدين ؟
لنبدأ بتعريف الخلد . ان الخلد هو حيوان قارض يشبه الجرذ ويقضي اغلب وقته نائما تحت الارض ، ويستخدم تعبير الخلد في المصطلحات الاستخبارية لوصف الجاسوس النائم ، أي المندس في صفوف العدو ، ويقوم بدور متقن في الدفاع عن موقف العدو لاجل كسب الثقة التامة ليقوم ، اولا ، بتصفية العناصر الوطنية السليمة بطرق عديدة ، او اضعافها وعزلها عن مركز القرار، متسترا بأشد الممارسات المعبرة عن الاخلاص ، متجنبا الاتصال الدوري بمن يستخدمه لمنع كشفه ، من اجل ان يتم استخدامه في وقت الحسم لقلب الطاولة على رؤوس من اخترق صفوفهم وتحويل نصرهم الى هزيمة ، او على الاقل منعهم من تحقيق الاهداف الاساسية ، واشغالهم امور ثانوية بدل الانصراف للقضايا المركزية . ان استيقاظ الخلد ، بهذا المعنى ، هو بدء عمليه تخريبه الاساسية الممهدة للحسم ، ولهذا تحتفظ اجهزة المخابرات بالخلد للاعمال الكبيرة ، وتمنعه من تقديم المعلومات او الخدمات الدورية التي يقوم بها الجاسوس العادي ، والتي لا تغير مجرى الصراع ، للمحافظة عليه وعلى عمله في صفوف العدو انتظارا للاوقات الحاسمة ، حيث يطل براسه ليقوم بتدمير قدرة من اندس في صفوفهم على الثبات او البقاء موحدين ومحصنين ضد اختراقات وهجمات عدوهم .
لعنة عدم كشف النص السري

المخبوء في الحجاب السحري
منذ وقع الغزو ، وجاء جواسيس امريكا القدماء معها الى العراق بحماية بساطيل جنودها واخذوا يتراقصون فرحين على مسرح الاحداث ، رغم ان مؤخراتهم ثقيلة ، كنا نعرف ، بحكم التجربة الطويلة ، ان امريكا تخفي جواسيسها الأغلى والاهم والاخطر لمراحل الحسم النهائي ، وان الجواسيس المكشوفين ، مثل الجلبي وعلاوي والحكيم والجعفري والمالكي وغيرهم ، ما هم الا رجال المرحلة الاولى من الغزو ، وان امريكا سترميهم في سلة الزبالة بعد ان يحتدم الصراع وتظهرالحاجة الامريكية الحيوية لوجوه لم تحترق ، والاهم لوجوه تبدو نظيفة وطبعت عليها شعارات وطنية ومقاومة ، وتم إعدادها وتأهيلها بذكاء منذ الغزو ، او ماقبله ، لتكون في الصف الوطني والمقاوم ، وتستخدم في لحظات الحسم لقلب التوازنات الميدانية لصالح الاحتلال ، من خلال زرع الفتن بين المقاتلين والمجاهدين ، واشعال ( حروب الاشقاء ) بدل مواصلة الحرب مع الاعداء .
ان هذه البديهية اذا لم تكتشف وتعرف ، ويتم توقعها ، فان من يفعل ذلك سيعرض نفسه للنحر في ليلة فرحته بتقدمه نحو النصر ! إذ سيظهر له جني مموه القسمات يزايد حتى على شهيد المقاومة ، ويلون وجهه بدم الشهيد ، لكنه يخفي سكينه خلف ظهره ، ليشهرها في لحظة فرحنا ، وزهونا بفرادة المقاومة العراقية وحتمية انتصارها ، ومتانة وحدتها ونظافتها من المناجذ ( الجواسيس ) ، ويطعننا بها في منطقة القلب فنهوي من قمة النصر شهداء ، ولكن بعد فقدان النصر بدل ان تتوج تضحياتنا به ونصبح مهزومين ، او مدفونين في قبور مجهولة التسمية ! كل الثورات وكل حركات التحرر الوطني وكل النظم الوطنية تعرف ان اخطر ما يواجهها هو الخلد النائم في فراشنا والجالس لصق قلوبنا ، ونحن نظنه صديق مخلص ، او ابن بار او اخ نبيل او مشروع استشهاد او رفيق مبادئ ، وبهذه الصفات يتقدم الصفوف وتملأ سيرته ( العطرة ) الرفوف ، لا ينازعه فيها آخر او أخير ، ولا يشوش على بسمته صخب رصاص او شخير !
حينما نسأل انفسنا بيقظة وعي مطلوب : هل ان جواسيس امريكا هم علاوي والجلبي واضرابهما ممن عرفوا فقط ؟ ام ان هناك احتياطي ستراتيجي مخفي ، كان يسميه سيد الشهداء القائد صدام حسين ( الاحتياطي المضموم ) ، تحتفظ به امريكا ليوم شدتها لابعاد حتمية هزيمتها ؟ سيكون الوطني الأغبى في التاريخ من يظن ان جواسيس امريكا هم فقط من جاءت بهم مختبئين في احذية جنودها ، وليس فوق ظهور دباباتها ، كما يقول السيد فيصل القاسم مقدم برنامج اسمه الحقيقي هو ( صراع الديوك المسعورة ) في قناة الجزيرة ! وانه لا يوجد غيرهم أهم واخطر منهم نائمين في موسم سبات المناجذ ( جمع خلد ) ، كما تسبّت الدببة شتاء ليمر البرد . كل من يريدون التغيير الجذري يخططون لخداع العدو ، او لـتأمين ضمانة النصر ومواجهة احتمالات الهزيمة نتيجة تفوق العدو باحتياطيات فعالة وحاسمة غير معروفة ، ومن لا يفعل ذلك كمن يسير في غابة مملوءة بوحوش ضارية ولا يفكر بحمل فأس او سكين او بندقية .

نحن في البعث ، وحينما تأكد للقيادة ، وتحديدا للقائد الشهيد صدام حسين ، ان الغزو قادم لا محالة خطط لاحتمال كهذا واعد الخطط البديلة ، ومنها الخدع الستراتيجية وفروعها الخدع التكتيكية ، مثل اعداد مناجذ كثيرة لتعمل في كل التنظيمات غير البعثية المقاومة للاحتلال ، وفي صفوف العدو المحتل ومن سيتعاون معه ، التي وضعت لضمان انتصار البعث وحلفاءه ، في نهاية الصراع الكبير ، مهما ساءت ظروف الحزب ومقاتليه بعد الغزو .
ولم يعد سرا ان القائد الشهيد صدام حسين قد اقام ، قبل الغزو بعامين على الاقل ، تنظيما سريا جدا ، موازيا لتنظيمات الحزب والمخابرات والجيش والاعلام والتصنيع العسكري وغيرها ، وانتقى عناصره بنفسه وبسرية تامة ، وضم اليه كوادر كفوءة جدا في مجالها ، ارتبطت به شخصيا دون علم اغلب اقرب الناس اليه حزبيا ورسميا . والان وبعد خمس سنوات على الغزو نشعر بفخر عظيم ان حزبنا قد خطط لما هو اسوأ ، واننا سوف ندحر عدونا مهما بدت الظروف مجافية لنا ومؤاتية لاعدائنا ، فما ظهر من اعداد البعث لما هو اسوأ قليل جدا ، وماهو مخفي للحظات الحسم وانقلاب التوازنات مازال مخفيا وكبيرا وعظيما ومزلزلا في اثاره . اذا كنا نحن ، الاضعف تكنولوجيا والاقل خبرة في مجال المخابرات من امريكا ، قد اعددنا لمواجهة كل احتمال سلبي بخطة مضادة ، ونحن الان جاهزون لقطف ثمار جهادنا ، فهل من الحكمة والذكاء افتراض ان امريكا لم تعد العدة ليومها الاسود ، يوم الهزيمة المنكرة ؟
نعم ان امريكا كانت تخفي اهم احتياطي ستراتيجي لها حتى عام مضى ، لكنها اخذت تستخدمه تدريجيا لمواجهة الهزيمة الفضائحية التي تعرضت لها نتيجة صلابة المقاومة الوطنية العراقية وفشل كل محاولات تدميرها او شقها او الحاق الهزيمة بها . ومن يظن ان الاحتياطي الستراتيجي الامريكي من المناجذ هو اياد علاوي واضرابه من جرذان الاحتلال الجرب ( جمع جرباء ) فانه مخطئ ، لان المطلوب ليس علاوي او نسخة منه بل نسخة من اشرف المجاهدين والمناضلين واشدهم مناهضة لامريكا وللاحتلال ، لكنها نسخة مزورة ( بفتح الواو ) ومزورة ( بكسر الواو ) ، شكلها الخارجي مقاوم ، لكن باطنها مساوم ، وهو عبارة عن حمل سفاح نتج عن مضاجعة محرمة بين التجسس والتجنس .
ربما لاحظ كثيرون انني كنت اتحدث عن هذا الموضوع خصوصا حينما سلطنا الضوء على البرمكي والزعيم الصفوي المتطرف حسن نصر الله ، وكيف انه أهل ليظهر بصورة البطل في صراعه مع اسرائيل ، لان من يصارع اسرائيل يكتسب صفة البطولة ، ولكن هذا التأهيل ليس هدفه تحرير فلسطين ولا الدفاع عن عروبة العراق بل على العكس تماما هدفه هو ان يكون الغطاء الذي يخفي عملية محو عروبة العراق من خلال التخفي تحت اسم فلسطين ! اقرءوا دراستي الموسومة ب( (أيها الحملان هل تعرفون كيف تصطاد الذئاب الغزلان : توراتية حسن نصرالله البرمكي ) ، وأقرءوا دراستي الموسومة ب ( السيناريو الاخطر : حروب تأهيل ايران ) ، المنشوران في الكثير من الشبكات الوطنية وفي مقدمتها شبكة البصرة المجاهدة ، ستتذكرون قصة الخلد النائم ، او كيفية تأهيل من يلبس قناع اتقياء لاغتيال صحابة الأنبياء . واذا كان حسن نصر الله الفارسي القح ، انتماءا وولاء حتى لو كان من قبيلة طي العربية جينيا ، هو الصورة الادق لتأهيل من يراد له ان يغتال صحابة الانبياء ، وهو يرتدي جبة الاتقياء ، وتحت غطاء التقى يمارس التقية ، فكيف يكون اعداد الخلد الامريكي ؟ وكيف نكتشفه مع انه مموه بعشرات الاقنعة وبألف عنوان ؟
ان عدم اكتشاف النص السري في الحجاب السحري ، يقودنا الى السير وراء قاتلنا في العراق ومن يحمل المبرد ليمحو هويتنا في الخليج العربي ، ومن يؤذن في باحة كنيس يهودي داعيا صراع سني شيعي في كل العالم الاسلامي ، تنفيذا ل(بروتوكولات حكماء صهيون ) ونسختها الفارسية طبق الاصل ( بروتوكولات حكماء بني فارس ) ، والتي يعد حسن نصر الله أعظم مروج لها ، بعد ان موه وجهه بحروف فلسطينية لخداع السذج والخدج ومن لا تشبع بطونهم من ( كباب جلو ) الايراني !
ما الفرق بين القرآن والفرقان ؟
ان خير ما يمكننا اللجوء اليه لكشف المناجذ النائمة ، والتي استيقظت الان لكنها ترتدي وجوها مقبولة واحيانا محبوبة ، هو كشف خطة استبدال القران الكريم بالفرقان اللئيم ، والذي كتبته امريكا وطبعته الكويت ليحل محل القران ، وكشف ما تسميه النخب الفارسية ب(قرأن فاطمة ) والذي وضعته قم ليحل محل القرأن الكريم الذي انزل على محمد (ص) . نحن بأزاء تزوير فاضح : احدهما امريكي صهيوني يقرأ فيه تجويدا منفرا ( العبقري ) الكويتي احمد الجار الله ، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية ، وهو الفرقان ، والاخر فارسي ينز بالحقد كتبته قم وصدرته للعالم ويقرأ فيه تجويدا لطيفا البرمكي المعتق حسن نصرالله ، بصوت المغنية الايرانية العتيقة كعتق ولاءه لخامنئي وهي جوجوش ، واسمه قران فاطمة ! فكيف نميز وجه العبقري الكويتي احمد الجار الله وشقيقه الفارسي المتستر بالجنسية اللبنانية حسن نصر الله عن وجه بلال الحبشي او من رفع اسم الله من فوق سطح مسجد ؟ كيف نفعل ذلك عمليا ؟ لنتابع كيفية خروج الخلد من مخبئه الطويل فهو يكشف الفرق بين القران والفرقان . ان الفصل الاخير والاهم في مسرحية استيقاظ الخلد ابتدأ كالاتي :
1 – في مطلع عام 2006 نفذت امريكا وايران خطة جهنمية وهي نسف مرقد علي الهادي (ر) في سامراء ، وكان هدف امريكا وايران المشترك هو اشعال فتنة طائفية ، وكان لايران هدف خاص هو وضع مرقد الامام علي الهادي تحت سيطرة الحوزة الايرانية في النجف تمهيدا لتغيير الطبيعة السكانية لسامراء بالقوة والارهاب وضمها الى مايسمى اقليم الحنوب والوسط . وكان مفروضا استخدام الجيوب الصفوية في الوسط لتحقيق هذا الهدف الايراني المهم جدا .
2 – التطهير الطائفي : وفور وقوع التفجير باشر مقتدى الصدر بتنفيذ المخطط الايراني ودخل علنا ، وباسم جيشه المسمى جيش المهدي ، والذي هو تنظيم خاضع مباشرة للمخابرات الايرانية ، تنفيذ مخطط اسموه ( تشييع بغداد ) وتوسيع الجيوب الصفوية لتسيطر على كل بغداد والوسط صعودا الى سامراء . لقد ارتكب جيش المهدي ابشع واخطر الجرائم في ظل الاحتلال لدرجة ان الكثير من المواطنين في بغداد استغاثوا بقوات الاحتلال الامريكية لانقاذهم من الموت بالحرق باطارات السيارات والتمثيل بالجثث وممارسة الموت البطيء ! لقد اعلن جيش المهدي هويته الحقيقية التي أعد لها ، قبل الاحتلال وقبل اعلان تشكيله ، وهي انه الجهاز الذي كلف بدور الخلد الايراني النائم ، وكان دوره في البداية التظاهر بمعارضة الاحتلال لكسب الشيعة العرب ، الذين رفضوا الاحتلال وادانوا موقف الحوزة وحزب الدعوة والمجلس الاعلى المتعاون مع الاحتلال وعدوا ايران دولة استعمارية محتلة للعراق ، كامريكا تماما ، فقام جيش المهدي والتيار الصدري بهذا الدور الاجرامي المشين . وكانت مجازره في بغداد بشكل خاص لا تختلف عن مجازر صولاغ وزير الداخلية الايراني الجنسية ، الذي اشتهر بانه ابتكر طريقة القتل ببطء بواسطة الدريل ( المثقاب الكهربائي ) ولذلك اصبح اسمه الجديد في العراق هو ( صولاغ الدريل ) ، حيث كان يثقب العيون والوجه والاطراف والبطن الى ان يموت الضحية وهو يعاني من ابشع انواع التعذيب واشدها وحشية وهمجية وحقدا .
ان التحرك الفوري لجيش المهدي ومهاجمته للمناطق السنية في بغداد وقيامه بقتل الالاف من مواطنيها وتهجير مئات الالاف منهم الى مناطق اخرى ، وباشراف امريكي مباشر ، حيث كانت قوات الاحتلال الامريكية تشارك قوات الاحتلال الايرانية ممثلة بجيش المهدي ، في تنفيذ مخطط تغيير الطابع السكاني لبغداد ، ان تحرك جيش المهدي هذا كان تأكيدا لوجود مخطط جديد وجذري امريكي ايراني ، وهوتقسيم العراق واشعال حرب اهلية على اساس طائفي . لكن رد المقاومة الوطنية العراقية الحازم عسكريا ، وقيامها بردع جيش المهدي وتدمير موجات الهجمات التي شنها وهروب قطعانه من اللصوص والمجرمين والمرتزقة والخونة ، احبط هذا المخطط الاجرامي ، وبقيت بغداد على حالتها الطبيعية قلعة للعروبة وعصية على الصفويين والامريكيين ، ومن ثم فشلت خطة الصعود الى سامراء بعد احتلال بغداد من قبل ايران . لذلك كان مطلوبا تكرار نفس السيناريو في وقت لاحق .
تتمة






Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker