رد صلاح المختار على رسالة الدكتور خير الدين حسيب:
من : صلاح المختار الى : د. خيري الدين حسيب المحترم
تحية طيبة
اشكركم على التفضل ببعث رسالتكم ،المؤرخة في 15 -7 – 2005والتي علقت على مقالي الموسوم ب(اسئلة وتساؤلات حول مؤتمر بيروت لدعم المقاومة ) المنشور في عدد كبير من مواقع الانترنيت ، ،وقرات بتمعن ودقة ما ورد فيها من اراء قيمة تستحق النقاش الموضوعي . وانني اذ اؤكد اتفاقي معكم على قسم مما ورد في الرسالة الا ان لدي بعض الملاحظات الجوهرية حول القسم الاخر، لذا ارجو ان يتسع صدركم لمناقشتها بصراحة وعلى نحو يخدم نضال شعبنا .
اولا : وردت في مقدمة الرسالة الفقرة التالية
( أن الهدف الأساسي في عقد هذه الندوة هو بناء أفكار وتصورات تقود إلى انطلاق جبهة وطنية عريضة لتدعيم وحماية وتعزيز جهاد المقاومة العراقية الباسلة، ووضع تصور لبرنامج وطني متكامل والذي سيساعد أية حكومة وطنية، بعد طرد الاحتلال وعملاءه، من إعادة بناء العراق واستعادة دوره القومي.)، ان هذه الفقرة تشكل بداية جيدة للحوار الاخوي ، لانني اريد ان اعبر عن اتفاقي التام معكم حول اهمية ان تبادر كل قوة ، او جماعة او شخصية وطنية وثقافية، بطرح تصوراتها وملاحظاتها ومقترحاتها وقناعاتها ، بخصوص المقاومة العراقية ، لانها ملك كل العراقيين وليست حكرا على فرد او جماعة بغض النظر عن ادوار الجميع ، فالمطلوب هو اغناء الفكر وتشجيع التفكير حول مستقبل العراق وكيفية تحريره وطبيعة مراحل ما بعد التحرير . لكن ثمة فرق بين حق ابداء الراي وبين طرح برنامج متكامل وشامل للعمل بموجبه من قبل انصار المقاومة من غير المقاتلين ، فلئن كان طبيعيا ، بل وضروريا ، فتح حوار حول سبل التحرير المختلفة فان اولئك الذين يطرحون انفسهم كعاملين في اطار (جبهة وطنية عريضة لتدعيم وحماية وتعزيز جهاد المقاومة العراقية الباسلة)،كما ورد في رسالتكم، ملزمين بقاعدة جوهرية لا يمكن تجاوزها ، وهي ان الجبهة المقترحة يجب ان تكون امتدادا سياسيا للمقاومة ، يعبر عن برنامجها هي بالذات في المجالات السياسية والاعلامية والثقافية والاجتماعية . ان الجهاز العسكري للثورة المسلحة منغمس في عمل جهادي خطر ومعقد ، خصوصا وان العدو شرس جدا ويتبنى سياسة اجتثاث تنظيمات الثورة المسلحة ورموزها ، بما في ذلك الاعلامية ، جسديا ، لذلك تبرز الحاجة القصوى لانشاء جهاز سياسي لا صلة له بالعمل المسلح، يتولى مسؤولية نشر ثقافة الثورة وبرامجها واهدافها ، ويؤطر الدعم الجماهيري لها ويوسعه ، ويزيل الدعايات المضادة للثورة ...الخ ، وهذا الجهاز يفضل ان يعمل بالطرق العلنية ، وربما القانونية .ان الثورة العراقية المسلحة بأمس الحاجة لهكذا جهاز، خصوصا وانها تدق ابواب النصر الحاسم بعد ان اخذ العدو يترنح ويقترب من لحظة الانهيار الحاسم ، وصار يلجأ الى وسائل الخديعة والتضليل لشق تنظيمات الثورة او اختراقها ، عبر مجموعة من الاساليب ، من بينها ادعاء انه يفاوض فصائل من الثورة ، وانها اقتنعت بالاندماج بالعملية السياسية وتخلت عن الكفاح المسلح بصفته الاداة الرئيسية للتحرر الوطني ، الامر الذي يتطلب تصدي الجهاز السياسي ، اي الجبهة المقترحة ، لدحر ودحض هذه الطروحات وردها الى جذورها الاحتلالية، وتاكيد الموقف الثابت للثورة من مسالتي كيفية التحرير، ومستقبل وصورة النظام الوطني البديل كما اقرته المقاومة .
ان هذا المنطلق الجوهري والاساس هو الذي يمنح اي جبهة مشروعيتها وتمثيلها للثورة كواجهة سياسية لها ، اما اذا اختلف الهدف الجوهري وتبنت الجبهة منهاجا وحلولا للازمة الثورية المتنامية في العراق ، يقوم على القبول بولاية طرف او اطراف اخرى غير المقاومة المسلحة والاندماج في اي ضرب من ضروب العمل السياسي للوصول الى حل مع الاحتلال ، فان هذا التوجه يبرء الثورة من جبهة كهذه ، ويجعلها مجرد تنظيم اخر ينضم الى اكثر من مائتي تنظيم نشأت في ظل الاحتلال دون ان تخدم بجدية اهداف الثورة . واذا كانت الجبهة المقترحة يراد لها ان تكون هكذا فاننا بصفتنا انصار الثورة المسلحة حتى التحرير والنصر لامكان لنا على الاطلاق في جبهة كهذه ، وسنتعامل معها على انها افراز من افرازات الاحتلال وليس ردا على الاحتلال ، مع تاكيدنا ان افرازات الاحتلال بعضها وطني لاغبار على وطنيته ، وبعضها الاخر عميل ومشبوه .
ثانيا : بعد هذه المقدمة الجوهرية ، لابد من تناول مسائل اخرى مهمة جدا ، فلقد ورد في الفقرة ثالثا ما يلي :
(ثالثاً: أما تساؤلاتك حول ما يمكن أن تقدمه الندوة من تصورات حول موضوع إقامة الحكومة الوطنية، وهل سيتم دعوة الأمم المتحدة والجامعة العربية للقيام بدور في هذا الإطار، فإني لا أود أن استبق ما سوف تتوصل له هذه الندوة من قناعات وآراء، ولكني على ثقة ان خيار الشعب الحقيقي والصادق هو الوصول إلى صيغة وطنية حقيقية يتم الاجماع عليها، وهذه الصيغة هي التي ستختار الطريق للوصول إلى تحقيق الهدف المشترك وهو طرد الاحتلال وقيام حكم وطني، وإعادة بناء الوطن وفق الصيغة التي سيعد لها، ويطبقها ابناؤه الأخيار وليس الذين تدافعوا للدخول إلى العراق تحت "سرف" الدبابات وتزاحموا عند بوابة "المنطقة الخضراء".)
ان هذه الفقرة هي ما كان ومازال يلفت نظرنا في مواقف تنظيمات عديدة منها المؤتمر القومي ، وفي تحليلات ومواقف شخصيات وطنية ومنها شخصكم الكريم ، حيث ترتكز الرؤية الخاصة بانهاء الاحتلال على موقف يتناقض كليا مع موقف الثورة ، ففي حين انكم تطلبون في الحل النهائي ، ان تخرج قوات الاحتلال وتحل محلها قوات تابعة للامم المتحدة ، وربما الجامعة العربية ، وان تكلف الامم المتحدة باجراء اتصالات من اجل تشكيل حكومة مؤقتة لادارة العراق في الفترة الانتقالية تعد خلالها لاجراء انتخابات حرة ، فان المقاومة تبنت خيار دحر الاحتلال او اجباره على التفاوض وفق شروط المقاومة ، بعد ان يصل نزيفه الى حد بطحه ارضا، ووضعه على حافة الهزيمة المذلة والمهينة لاعظم قوة في التاريخ . وفي اطار الموقف المعلن للمقاومة فان الامم المتحدة والجامعة العربية غير مسموح لهما على الاطلاق ان يلعبا اي دور يتجاوز حدود دعم خطط المقاومة وهي تستلم السلطة وتشكل الحكومة الثورية المؤقتة ، وحضور الانتخابات, وليس الاشراف عليها ، التي ستجري لتقرير من سيحكم العراق بعد التحرير. لماذا ترفض الثورة اي دور تشكيلي للمنظمتين الدولية والعربية في بناء جمهورية العراق الثانية ؟ ببساطة لان الدور التشكيلي هو احتكار مطلق لمن حرر العراق ولمن دعم التحرير كجهاز سياسي ممتد ، من جهة ولان هاتين المنظمتين كان لهما دور اجرامي شنيع في تدمير العراق والغاء استقلاله ، ابتداءأ من فرض العدوان الثلاثيني في عام 1991 ، بقرار من الجامعة العربية التي افشلت عمدا الحل السياسي لازمة الكويت ، فاستغلت امريكا والغرب الاستعماري معها ذلك، وبنت عليه قرارا صدر من مجلس الامن يبيح استخدام القوة ضد العراق ، وفرض اجراءات تدميرية قضت على مليوني عراقي ماتوا بسبب الحصار الاجرامي ، وانتهاءأ بتوفير كل المستلزمات لغزو العراق في عام 2003 وتأمين عملية تطبيع العلاقات مع النظام العميل الذي فرضه الاحتلال .
من الغريب ، بل الغريب جدا ان نسمع اي وطني يطالب بتسليم العراق للامم المتحدة والجامعة العربية ، وامامنا مشهد الخراب والموت الذي ما كان له ان يتم بالصورة التي حصلت لولا استخدام الامم المتحدة والجامعة العربية ، ولذلك من حقنا ان نسأل ، وبجدية لن تزول : ترى هل تبدلت الامم المتحدة والجامعة العربية كي نقدم لهما العراق على طبق من ذهب لتقرير مصيره ؟ لو ان الوضع الدولي والاقليمي قد تبدل وتغيرت الموازين الستراتيجية لصالح الشعوب الحرة وحركاتها التحررية ، ولو نسبيا ، لكان بالامكان افتراض ان الامم المتحدة والجامعة العربية ربما تحررتا من الهيمنة الامريكية عليها ، ومن ثم يصبح بالامكان لعب ورقة الامم المتحدة والجامعة العربية لتقييد امريكا . ولكن الذي حصل كان العكس تماما ، فالوضع الدولي والاقليمي ازدادا خضوعا لامريكا ، وهو امر عزز قبضة امريكا على الامم المتحدة والجامعة العربية ، لدرجة ان فرنسا والمانيا وروسيا والصين ، التي عارضت الحرب واكدت عدم شرعيتها ، اخذت تتماهى في مواقفها من احتلال العراق مع الموقف الامريكي لدرجة محاولتها منح النظام العميل الشرعية التي يحتاجها الرئيس الامريكي، امام شعبه لمواصلة الغزو والخراب في العراق ! ان الاتحاد الاوربي ، وليس امريكا فقط ، يعمل الان بجدية لتثبيت الامر الواقع في العراق، ويصف الثورة الوطنية التحررية بـ( الارهاب ) ، وتلك حقيقة عيانية ثابتة ، جعلت الامم المتحدة والجامعة العربية مجرد ورق تواليت يمسح قاذورات الاحتلال ويجمل وجهه القبيح .
اذن كيف يمكن لاي وطني ان يسلم العراق ومستقبله وحقوقه المغتصبة لجهازين تمسك بهما امريكا بحزم وقوة ، من ذيله حتى راسه ، وتسخرهما غطاء لجرائمها ضد الانسانية في العراق وغيره ؟ ان هذا السؤال ، الذي يطرق في راس كل عراقي كما تضرب مطرقة ضخمة جدار نحاس فتتشقق طبلات الاذان ، يستولد سؤالا هو الاهم وهو : لماذا يطالب وطني عراقي ، ايا كانت هويته السياسية ، بتسليم العراق للامم المتحدة مع علمه بانها جهاز تستخدمه امريكا مطية مطيعة تماما كما تستخدم العملاء الذين ادخلتهم العراق مختبئين باحذية جنود الاحتلال ؟ هنا ، اسمح لي اخي الفاضل ، ان اكون صريحا حد الجرح ، لان المطروح على بساط البحث هو مستقبل العراق وحياة شعبه وهويته الوطنية المهددة بالتذويب ، وليس من يستلم السلطة قبل غيره ، انني اعتقد ، ويشاركني الاعتقاد كل من تدهشه مواقف المطالبين بولاية الامم المتحدة على العراق ، بان زج الامم المتحدة في تقرير مصير العراق سيقود الى نتيجة حتمية : ابعاد المقاومة المسلحة عن حق تقرير مصير العراق بعد التحرير ، وتنصيب حكومة لا ساقين لها لتقف عليهما ، اي انه مدعومة بجهد شخصيات وتنظيمات ثانوية اثبتت كل احداث العراق المحتل انها فشلت في اخراج حتى مظاهرة تضم 500 شخص ضد الاحتلال ! فكيف يمكن لحكومة غير مسنودة شعبيا ان تفاوض الاحتلال من موقع قوة ؟ ومن اين ستكتسب القوة اذا اصطفت مع الاحتلال في استبعاد المقاومة ، والتي تعد بلا اي نقاش القوة الاساسية في الساحة العراقية وليس مجرد قوة اساسية ؟ ان هذا الموقف سيجر الى عدة نتائج سلبية ، من بينها احداث انشقاق في الصف الوطني لان المقاومة ترفض ، وبشدة واصرار لا رجعة عنهما، التخلي عن مسؤليتها التاريخية في اكمال مسيرة تحرير العراق باقامة حكومة مؤقتة قوية وفعالة، مدعومة بنفس البندقية التي قهرت الاحتلال واذلت اعظم واقوى استعمار في التاريخ ، لضمان الابعاد التام للاحتلال عن العراق، وغلق منافذ الضعف التي قد يتسلل منها ويعود ، او يبقى ويرفض الخروج، اذا انقسم الصف الوطني ، وهذا هو احد اهم الاهداف الحبيبة على قلب الاحتلال منذ ادرك انه وقع في فخ العراق المميت . فهل يخدم ذلك مصلحة تحرير العراق ام انه يخدم من لهم مطامح سلطوية، كانت من اهم اسباب كارثة الاحتراب الوطني الذي ابتدأ حينما ارادت شخصيات (المرحوم عبدالكريم قاسم مثلا ) الانفراد بالسلطة وابعاد الشركاء الاساسيين في ثورة تموز العظيمة ، ودعمته في منحاه التدميري ذاك اطراف وطنية ! ثم تكررت المأساة في عام 1963 حينما اشتبك القوميون العرب في صراع داخلي ، بين البعثيين الذين اسقطوا قاسم والناصريين الذين اشركهم البعث في السلطة ، لكنهم ارادوا (اجتثاث البعث) والانفراد بالسلطة ، فكانت ردة تشرين( 1963 ) عاملا حاسما في شق الصف القومي بطريقة مدمرة لكل القوميين العرب ! وتواصلت المأساة باستبعاد التحالف مع البعث لمواجهة الحملة الصهيونية الامريكية على العراق والتي اتخذت بعدا خطيرا بفرض الحصار ، وتوضحت تماما بتبني ما سمي بـ ( قانون تحرير العراق ) ، في عام 1998من قبل الكونغرس الامريكي ، وهو ما جعل المستهدف مستقبل العراق ووحدته وهويته العربية وليس النظام الوطني فقط . كل ذلك لم يقنع من كان يصر على تقاسم السلطة كشرط مسبق لدخول تحالف مع البعث للدفاع عن الوطن وليس مجرد الاشتراك فيها !!!
هل يستمر تكرار المشهد اللاعقلاني الان ، والعراق يذبح امام نواظرنا ، فنجد من يطالب بالسلطة ، وهو بلا ساقين ، مضطرا لطلب ولاية الامم المتحدة على العراق بدل ولاية المقاومة ، مع ان ذلك يعني وبحتمية لا مفر منها ، القبول بصيغة معدلة للاحتلال وبفتح صراع دموي مع المقاومة المسلحة؟ نعم اخي الفاضل ان من يريد تسليم العراق للامم المتحدة يغلب الخاص على العام ، ويواصل ذبح الموقف العقلاني الذي يقول بضرورة تحرير العراق، والتقيد بالمتطلبات العملية لذلك وفي مقدمتها عدم مزاحمة قيادة الثورة المسلحة او محاولة ارباكها ، وقبول الحل الستراتيجي الذي تبنته المقاومة وهو استلام السلطة من قبلها، اما نتيجة لدحر الاحتلال بلا تفاوض او التفاوض معه اذا قبل شروط المقاومة وفي مقدمتها الانسحاب التام وغير المشروط .
ثالثا : تقول في الفقرة خامسا من الرسالة ما يلي :
(خامساً: أما بشأن من يرى أنه يمثل الشعب العراقي، فإنني ممن يؤمنون بأن تمثيل الشعب العراقي سيكون عبر بوابة موقف المقاومة للاحتلال دون شك، وهذه قضية تستحق أن تنال إجماعاً شعبياً من كل القوى التي وقفت ضد الاحتلال وفي المقدمة منهم من يبذلون الدماء في سبيل ذلك.). ان هذه الفقرة جيدة بشكل عام ، الا انها تنطوي على لغم التعميم وعدم التشخيص . ما المقصود بذلك ؟ هل النص يعني انكم تعترفون بان المقاومة المسلحة ، وليس المقاومة السلمية ، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي ، وان التشكيلات السياسية الوطنية الداعمة للمقاومة تستمد شرعيتها من المقاومة ؟ ام انكم تعتقدون بامكانية بروز اكثر من قوة وطنية تتمتع بالشرعية التمثيلية للشعب العراقي عند بدء تقرير مصيره ؟ اذا كان الجواب هو القبول التام وغير المشروط لوحدانية تمثيل المقاومة للشعب العراق ، في لحظة تقرير مصير الاحتلال ، واثناء وضع الترتيبات الانتقالية ، فاننا نقف على قاعدة واحدة ونشكل خطا واحدا لا خطين في مسائل الثورة والتحرير . اما اذا كان الجواب هو ان مشروعية المقاومة لا تلغي مشروعية غيرها ، عندها سنواجه مشاكل مركبة ، منها كيف تثبت هذه الجهة او تلك انها تمثل جزء من الشعب قبل اجراء انتخابات حرة ؟ ولماذا لم تستطع تجاوز حدود العمل السياسي الرافض للاحتلال وتنخرط في صفوف المقاومة المسلحة ؟ اليس لانها لا تملك القدرة الجماهيرية ؟ ان الشرعية تضفى على اي طرف بطريقتين ، في الحالة العراقية ، فاما ان تمنحها ذلك انتخابات حرة في ظل الاستقلال الحقيقي وهو ما لم يحصل بعد ، او انها تملك خزينا شعبيا ضخما يمكنها من فرض نفسها على الاحداث ، سواء بصيغة العمل المسلح كما فعلت المقاومة ، او باللجوء للعصيان المدني باستخدام القواعد الجماهيرية لعزل الاحتلال وجعل استمراره مستحيلا . هذه الحقيقة تفرض طرح سؤال اخر مهم : لماذا لم تلجأ الكتل والتنظيمات ، التي ربما تعتقد انها تمثل الشعب العراقي، الى استخدام مخزونها الجماهيري لفرض عصيان مدني اذا كانت حقا تمثل جماهير واسعة ؟ اين جماهيرها ومتى ستستخدمها اذا كان الاحتلال لا يحركها لفعل ذلك ؟ انني اعتقد بيقين تام منشأه الوضع الميداني العراقي ، بان لا قوة ثالثة بين المقاومة والاحتلال ، بل ثمة تجمعات هامشية او ثانوية ، بدليل ان اكبر الاحزاب العميلة وهي التجمعات الصفوية الايرانية، التي نصبها الاحتلال حكومة للعراق المحتل، لا تستطيع حماية نفسها وتطلب بتوسل علني عدم سحب القوات الامريكية . اما على المستوى الوطني فيجب ان نعترف بشجاعة بان القوة الوطنية الام والرئيسية هي المقاومة المسلحة لا غير . نعم هناك شخصيات وطنية وتجمعات وطنية، لكنها لا تشكل قوة جماهيرية منظمة وكبيرة ، تستطيع التأثير بفعالية في الاحتلال ، وانما هي ظاهرة يطلق عليها في الغرب اسم احزاب الرجل الواحد ( one man party). فهل نبقى اسرى الطموح باستلام السلطة حتى ونحن لا نملك ساقين لنقف عليهما وفي ظل احتلال ذكي، ولا حدود لشراسته وشراهته للقتل والنهب ، والوطن يغتصب ويعذب، وتجري محاولات محو هويته بكل الطرق، بما في ذلك استيراد اكراد من خارج العراق وايرانيين بالملايين ، ومنحهم الجنسية العراقية ؟
رابعا : وعند التطرق لمسالة جدولة الانسحاب الامريكي من العراق ، والتي اصبحت احدى الالغاز المثيرة للانتباه والشكوك ، فمن المؤسف القول ان ما ورد في الرسالة بخصوصها ، كان عائما ويحتمل كل تفسير ، تقول : ( ولسنا هنا بصدد مناقشة آليات عملية الانسحاب، فهذا أمر يرتبط بعوامل داخلية وخارجية تحتاج إلى رؤية محددة، ولكنني على ثقة كاملة، أن خروج المحتل من العراق سيكون في إطار هزيمة المشروع الأمريكي العدواني، مهما كانت أساليب وأنماط إخراج عملية الانسحاب من قبل المحتل ووفق تصوراته التي يسوقها.) ان جدولة الانسحاب عملية خطيرة وتقع ضمن اهم تكتيكات الاحتلال المستخدمة للمخادعة والتضليل ، فهي فرضت نفسها بقوة ، لان العالم ، بما في ذلك الامم المتحدة على ضعفها ، نظر الى ما جرى في العراق على انه احتلال ، وبما انه كذلك فان اول دفاع متوقع استخدمته امريكا هو تاكيد انها ستنسحب في يوم ما من العراق ، وتركت الباب مفتوحا للاجتهاد للجميع . وحينما فرضت المقاومة المسلحة نفسها واصبحت القوة الاساسية التي وضعت الاحتلال في زاوية حرجة ، اخذ الاحتلال يتحدث عن زمن محدد ، مرة قيل انه سيبقى سنة ومرة سنتين وثالثة ثلاثة سنوات ، بعد ان كان المسؤولون الامريكيون منقسمون بين فريقين في بدء الغزو ، فريق يقول ان القوات الامريكية ستبقى ربع قرن واخر يقول ربما اكثر . ورغم الرفض الرسمي لوضع جدول للانسحاب الا ان العملاء الذين لا ينطقون الا باوامر امريكية ، مثل اياد علاوي ، اخذوا يتحدثون عن الانسحاب بعد اكمال عملية بناء قوات امنية كافية وانجاح عملية سياسية تضم تيارات رئيسية ، وهذ المنطق ايضا استخدمه بوش.
اذن الجدولة دخلت في صلب النقاشات والتطورات ، واشترط الاحتلال لحسمها ما سبق ذكره ، وبطريقة زئبقية مخادعة اراد بها اقناع معارضين له بالانخراط في العملية السياسية ، لتسهيل وضع جدول للانسحاب قريب ، وكانت زيارة كونداليزا رايس للعراق وامرها للجعفري وللبارزاني والطالباني بضرورة اشراك من اسمتهم ( العرب السنة ) في العملية السياسية، بصفته احد اهم متطلبات اكمال ترتيب الوضع وتقريب الانسحاب . والان يقوم التكتيك الاساس لعملاء الاحتلال ، مثل السيستاني ورهطة من حملة الجنسية الايرانية وعلى راسهم الايراني الهوية والهوى ابراهيم الجعفري اضافة للجلبي وعلاوي غيرهما ، على وعد السذج بان جدولا زمنيا للانسحاب سيوضع لتامين الانسحاب وربط ذلك باستتباب الامن ، وهو شرط شيطاني يتستر بغطاء رحماني مهلهل ، لانه بعموميته ورفض تحديده يقدم لامريكا المسوغ للمماطلة ورفض وضع جدول واضح ومحدد للانسحاب .
اننا لذلك نقلق من ربط جدولة الانسحاب بمسبقين مشبوهين ، المسبق الاول النجاح في اكمال بناء قوات امنية تستطيع القضاء على (التمرد ) ، كما تصف امريكا المقاومة الوطنية ،والمسبق الثاني نجاح العملية السياسية ، وهذا يعني توريط وطنيين، او من يضع رجلا مع المقاومة واخرى مع الاحتلال ، في صلب عملية دعم الاحتلال . لو نظرنا الان لما يجري سنجد ان بوادر توريط وطنيين في هذا الفخ القاتل قد ظهرت ، فالمؤتمرالتاسيسي وهيئة علماء المسلمين وشخصيات وطنية اخرى ، اخذت تضع شروطا للانخراط في العملية السياسية ! بل ان قسما من اعضاء هاتين المنظمتين اخذ يطالب باكمال بناء قوات امنية تستطيع ضبط الامن قبل الانسحاب ! والسؤال الحيوي هنا هو التالي : من اقترب من الاخر الاحتلال ام وطنيين اضناهم الليل الطويل فقبلوا بتجرع سم التعامل الطبيعي مع الاحتلال ، بافتراض ان منطقه مقبول بخصوص توفير اجواء مناسبة للانسحاب ؟ دون ادنى شك بعض الوطنيين تمت عملية تقريبهم التدريجي من موقع الاحتلال وليس العكس ، وتلك حقيقة مؤسفة تظهر مخاطر التعامل مع الاحتلال الاستعماري بفرضيات ذاتية ومتخلفة وقاصرة تعجز عن رؤية ما يخطط له الاحتلال وما يضمره ، مع ان قيادة الثورة تعرفه تماما وتتحوط له كليا ، لانها تملك ليس البصر والبصيرة الثاقبة فقط ، بل تملك ايضا القدرة على الردع العسكري لقوات الاحتلا ل . في ضوء ما تقدم اجدني متوقفا امام العبارة الغامضة الاتية التي وردت في رسالتك : (ولسنا هنا بصدد مناقشة آليات عملية الانسحاب، فهذا أمر يرتبط بعوامل داخلية وخارجية تحتاج إلى رؤية محددة ) ! لماذا لسنا بصدد مناقشة اليات عمليات الانسحاب وهي جوهر واساس عملية عض الاصابع بين المقاومة والاحتلال ؟ هل نسيت اخي الفاضل ان المقاومة قد حددت هذه المسالة ولم تتركها لـ( عوامل داخلية وخارجية ) كما تفضلت ، لان المقاومة ليست سوق بورصة تتقاذفها الانواء الداخلية والخارجية بل هي ارادة شعب قرر تحرير ارضه ، وهي لذلك تضع شروط الانسحاب بما في ذلك الزمن المطلوب لاكماله ؟ ان بيانات المقاومة كلها حينما تتحدث عن الانسحاب منذ بداية الغزو كانت تؤكد على الانسحاب الفوري وغير المشروط ، وان المدة اللازمة للانسحاب تتقرر في ضوء الحاجة العملية الصرفة لسحب الدروع وغيرها ، ورفضت بشدة اي زمن تقرره اهداف سياسية للاحتلال ، تسمح ببقائه سنة او سنتين او اكثر . من هنا اسمح لي ان اقول بان هذه الفقرة غير موفقة وتنطوي على عامل يستفز التساؤل حول ما تخبئه في احشاءها . ان تمييز المقاومة بين الجدولة العملية ( اي منح الاحتلال زمنا يكفي لسحب القوات لا اكثر ) والجدولة السياسية ( اي منح الاحتلال زمنا يصل لسنوات ربما يقترن بمنحه قواعد مؤقتة ) هو تطبيق خلاق لفكرة عدم السماح للاحتلال بالتاثير على عراق ما بعد التحرير، باي شكل، ومنعه من تحقيق مكاسب على حساب التحرر والسيادة ورفض المساومات .
خامسا : تقول الفقرة خامسا من الرسالة ما يلي: (خامساً: أما بشأن من يرى أنه يمثل الشعب العراقي، فإنني ممن يؤمنون بأن تمثيل الشعب العراقي سيكون عبر بوابة موقف المقاومة للاحتلال دون شك، وهذه قضية تستحق أن تنال إجماعاً شعبياً من كل القوى التي وقفت ضد الاحتلال وفي المقدمة منهم من يبذلون الدماء في سبيل ذلك.) ، هذه الفقرة ممتازة لكنها تحتاج للترجمة العملية الوحيدة الممكنة لها منطقيا وواقعيا ، وهي ان يتبنى المؤتمر في ختام اجتماعاته قرارا صريحا، لا لبس فيه ولا تعميم او غموض، يقول ان المقاومة المسلحة هي الحاضنة الوحيدة لكل اشكال المقاومة الاخرى المساندة لها، وانها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي ، والذي يمنح الشرعية للاخرين ، طبعا في المرحلة الانتقالية التي ستعقب التحرير وقبل اجراء الانتخابات ، والتي ستصبح هي منبع الشرعية الدستورية .
في كل ثورات التحرير، المعروفة والمعترف بها، تم الاعتراف الصريح والمباشر من قبل كل القوى الاخرى بان قيادة الثورة المسلحة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الثائر ، وان كل التشكيلات الاخرى تستمد شرعيتها من درجة اقترابها من موقف وستراتيجية الثورة ، وهذا ما شاهدناه في الثورات الفرنسية والروسية والصينية والكوبية والجزائرية والفلسطينية وغيرها . لذلك لا مفر لاي وطني من القبول بقاعدة البداهة هذه ، حسب تعبيرات الفيلسوف ديكارت ، وسيكون امرا مفرحا لي ولملايين العراقيين والعرب ان يعلن تشكيل جبهة مساندة للمقاومة المسلحة تعمل كجهاز سياسي واعلامي لها ، يوضح مواقفها ويشرح اهدافها ، ويبدد الغيوم التي تصطنع في سماءها .
وهذا المطلب ليس فبركة حزبية او عاطفية بل هو اعتراف بامر واقع وهو ان من يمسك بارض العراق ، ويجبر الاحتلال على النزف حتى الاعياء ، هو البندقية وليس الورق او الصوت ، ومن ثم فان الورق او الصوت ، ومهما كانا فاعلين لا يستطيعان الحلول محل البندقية ، لا في تشكيل العراق الذي يتحرر ولا في تقرير ما يجب وما لايجب ، فتلك حصرا امكانات وصلاحيات الثورة والثورة فقط . واخيرا اود التاكيد على ان العراق هو لمن قدم مهر الدم والروح من اجل الحفاظ على الزواج الكاثوليكي به ، واستعادة استقلاله بدحر الاحتلال وليس لاي طرف اخر ، مهما كان .
سادسا : تقول في الفقرة سادسا ما يلي : (سادساً: وأخيراً فإن دعوات الحضور للندوة كانت وفق معيار أولي هو دعوة أصحاب موقف مناهضة الاحتلال ومقاومته والإيمان بوحدة العراق وحريته، ومن خلال لقاء الجمع الخير المؤمن بالثوابت الوطنية والقومية، تتعزز مسيرتنا للوصول إلى حالة النصر. وتعزيز الانتصار ببناء العراق المستقل الحر والديمقراطي.) بعد ان ناقشت القضايا الموضوعية دعني اناقش القضايا الشكلية ، وفي الواقع فان المسالة الشكلية هنا ليست شكلية ، لانها تتعلق بنوعية بعض من تمت دعوتهم لحضور المؤتمر . لقد علمنا انكم كلفتم شخصا كان امين سر (المؤتمر الوطني ) ، اي حزب الجلبي، بوضع دستور مؤقت للعراق ، فاذا كان ذلك صحيحا فان من واجبي ان اشير لمسألتين مهمتين جدا ، المسألة الاولى هي ان وضع دستور وتشكيل حكومة مؤقتة باسم الجبهة المزمع تشكيلها ، هو امر خارج نطاق اختصاصكم ويعد مزاحمة للثورة المسلحة في صلب اختصاصها ومسؤوليتها . لو ان قيادة الثورة قد كلفتكم بذلك لقبلنا الامر على انه تكليف من صاحب السيادة الواقعية والشرعية ، لكن ان تبادروا وتضعوا دستورا وتقيمون حكومة مؤقتة ، وهو ماتمت مناقشته بحضوركم شخصيا دون علم المدعوين الاخرين، فذلك توجه خطير وملغوم باشد انواع الديناميت خطورة ، لانكم تضعون انفسكم موضع صانع القرار ، في حين ان اغلب اعضاء المؤتمر لا يستطيعون تحريك حجر في العراق المحتل ! ان الدستور والحكومة المؤقتة في ضوء تجارب ثورات التحرير كان حكرا على قيادة الثورة ومن كلفته . نعم حصل ان فئات ، بعضها وطني والاخر مشبوه ، قد تقدم وعرض دورا بديلا عن دور قيادة الثورات تلك ، وتم ذلك غالبا بدفع من الاحتلال او الديكتاتورية الحاكمة ، اما للضغط على الثورة كي تخفض مطاليبها او لابعادها وتنصيب حكومة وطنية ولكنها بلا ساقين ويسهل احتوائها بعد استبعاد قيادة الثورة المسلحة .ان ما يجري في الساحة العراقية الان اذا اقترن مع هذا التوجه لانشاء حكومة مؤقتة او وضع دستور مؤقت ، يثير التساؤلات الجدية حول الهدف الحقيقي ومدى ارتباطه بحاجة الاحتلال لمن يمد له حبل انقاذ ، خصوصا وانه وصل به الحال ، في تراجعاته وهزائمه امام المقاومة حد اصدار اوامره لايهم السامرائي المواطن والعميل الامريكي لعقد مؤتمر صحفي في المنطقة الخضراء ، اعلن فيه تشكيل جبهة مساندة للمقاومة ، بما في ذلك المقاومة المسلحة ، رغم انه كان محميا ببنادق القوات الامريكية ! اننا نعلم ، ومن مصادر موثوقة ، ان الاحتلال يشجع كل تشكيل يحمل شعارات طرد الاحتلال وتاييد المقاومة على المبادرة للعمل بنشاط لاجل تحقيق هدف مركزي : سحب البساط من تحت المقاومة المسلحة ، او على الاقل شقها واضعافها ، واذا تحقق ذلك سيتمكن الاحتلال من سرقة الزمن والتنفس قليلا ، واعادة رسم خياراته باتجاه التراجع عن خيار الانسحاب !
اما المسألة الثانية فهي ماضي بعض من تمت دعوتهم لحضور المؤتمر ، مثل السيد امين سر حزب احمد الجلبي ،حتى فترة قصيرة قبل الاحتلال ، واختلف مع الجلبي ليس بسبب الموقف من التحريض على غزو العراق ، بل حول مليون دولار دفعتها المخابرات الامريكية لامين السر ، كما هو معروف في اوساط المعارضة العميلة ، واستمر هذا الشخص بعد فصله من حزب الجلبي في التحريض على غزو العراق من شاشات التلفزيون الممولة بالبترودولار ، ثم دعم الغزو في مراحله الاولى ، لكنه ، ككثير ممن لم تقدم لهم اميركا حصة من الاحتلال ، اخذ ينتقد الاحتلال ! فهل ينطبق عليه وصف الوطني مع ان حزب احمد الجلبي كان منذ نشوءه عميلا بصورة رسمية ولم يكن ذلك سرا ، وكان السيد امين السر هذا يعرف جيدا انه ينفذ مخططا امريكيا بريطانيا لغزو العراق وتدميره ! اذن لم صار عضوا نشطا في المؤتمر القومي العتيد وكيف ؟
ان هذا النموذج يشابهه الكثير ممن تمت دعوتهم للمؤتمر ، مع انهم عملاء للمخابرات الفرنسية وحتى الاسرائيلية ! قد تقول ان هذه اتهامات لم تثبت ، وانا اقول : نعم ربما لا توجد وثيقة خطية تثبت ذلك ، ولكن يوجد ما هو اهم من ذلك وهو السلوك الفعلي لهؤلاء قبل الغزو وبعده ، ويتذكر ملايين الناس كيف حرض هؤلاء على غزو العراق ، تحت واجهة اسقاط النظام الوطني في العراق ، مع ان طفل غر يعرف ان اسقاط النظام ستترتب عليه نتائج مأساوية رهيبة ، اقلها تدمير العراق وقتل الالاف من شعبه ، خصوصا ان من كان يخطط للاحتلال هو امريكا التي قتلت مليوني عراقي في فترة الحصار ، لذلك فان مجرد التعامل مع امريكا وبريطانيا ضد العراق هو خيانة وطنية عظمى . هل هؤلاء ممن تنطبق عيهم الفقرة القائلة : (وأخيراً فإن دعوات الحضور للندوة كانت وفق معيار أولي هو دعوة أصحاب موقف مناهضة الاحتلال ومقاومته والإيمان بوحدة العراق وحريته، ومن خلال لقاء الجمع الخير المؤمن بالثوابت الوطنية والقومية، تتعزز مسيرتنا للوصول إلى حالة النصر. وتعزيز الانتصار ببناء العراق المستقل الحر والديمقراطي.) ؟
اظن ، وظني هذه المرة ليس بعضا من الاثم ، انكم في هذه الفقرة قد جانبتم الحقيقة وسمحتم لعملاء بالتمتع بعضوية المؤتمر القومي وبحضور المؤتمر القادم !
واخيرا اعرب عن اتفاقي معكم ان في كل عمل نواقص ، واتمنى من كل قلبي ان تتجنبوا النواقص التي لا يمكن سدها او اكمالها لاسباب موضوعية ، وان يتمخض المؤتمر عن موقف داعم بلا قيد او شرط للمقاومة المسلحة ، خصوصا الاعتراف الواضح والصريح بانها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي. اجدد تقديري لجهودكم الخيرة ،واحترامي لشخصكم الكريم .
صلاح المختار
19 – 7 – 2005
للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى الابــــد
0 Comments:
Post a Comment
<< Home