Thursday, December 08, 2005

وأخيراً إبتدأ الهروب الامريكي الكبير 2

واخيرا ابتدأ الهروب الامريكي الكبير
(2)
صلاح المختار

بعد ما عرضته ساوجز تداعيات الخطة الامريكية بنقاط :
1 – بادر الكاتب الاستاذ كمال عبدالغفور مشكورا بترجمة ونشر فوريين لما صرح به رامزفيلد في مؤتمر صحفي نادر يوم 29 – 11 –2005 بث من على شاشات ال سي ان ان، اعترف فيه رامسفيلد ، ذو الوجه الشمعي الذي ذاب وتلاشت معه عنجهيته المتطرفة ، بان القوات الامريكية خسرت الحرب في العراق، حينما قال: "ان امل امريكا الوحيد الان هو ان تنجح مباردة الجامعة العربية في اقناع الشعب العراقي بالتخلي عن دعم المقاومة والانخراط في العملية السياسية للاحتلال."
واضاف رامسفليد، مجيباً على سؤال احد الصحفين، عن متى سيعرف ان خطته للالتفاف على المقاومة قد نجحت: "لن نعرف بنجاح هذه الخطة الا بعد الانتخابات في 15 ديسمبر وبعد ان يتم تشكيل الحكومة العراقية القادمة، فاذا قبل الشعب العراقي بالانخراط في الانتخابات وقبل بمشروعية الحكومة القادمة نكون قد نجحنا،"!!!وهذا يعني ان من قبل بالمشاركة في العملية السياسية وتخلى عن (العنف)، حسب بيان مؤتمر القاهرة ،لا يفعل شيئا غير ان ينفذ الخطة الامريكية المعلنة . جاء هذا الاعتراف في اعقاب تصريح السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاده بأن بلاده تسعى لإجراء اتصالات مع بعض المسلحين، في محاولة مكشوفة من هذا السفير الامريكي الافغاني الاصل لشق صف المقاومة والمساهمة في انجاح خطة رامسفيلد عن طريق اشعار ابناء الشعب العراقي بان المقاومة قد انخرطت في اللعبة السياسية، واعترفت بشرعية الاحتلال،وهذا ما طالب به النائب جون مورثا والتزمت به الحكومة الامريكية واوكل تنفيذه الى عمرو موسى ومن حضر مؤتمر القاهرة وقبل بيانه الختامي . وكان رامزفيلد قد اعلن يوم 21 – 11 – 2005 في تصريحات خطيرة بشأن احتلال العراق، بأنه لم يدعُ إلى احتلال العراق،وإن كان ذلك لم يؤثر في دعمه لهذا الأمر. وأشار رامسفيلد في حديثه لشبكة 'أي بي سي' الأمريكية اليوم الأحد إلى أنه لم يضغط باتجاه شن حرب أمريكية على العراق. ولدى سؤاله ما إذا كان سيؤيد احتلال العراق إذا ما عرف أنه لا أسلحة دمار شامل هناك قال رامسفيلد: أنا لم أدعُ إلى الاحتلال.وأوضح رامسفيلد في برنامج 'هذا الأسبوع' على الشبكة الأمريكية أنه لم يُسأل بشأن احتلال العراق، وعندما سألته الشبكة إذا كان يحاول إبعاد نفسه عن دوره في القرار الأمريكي بشأن غزو العراق أجاب رامسفيلد: بالطبع لا.. بالطبع لا.. لقد دعمت قرار دخول الحرب وقلت ذلك مائة مرة. وتتناقض تصريحات رامسفيلد مع ما أكدته تقارير إعلامية، إضافة إلى الكتاب الذي أصدره ريتشارد كلارك مستشار البيت الأبيض لمكافحة 'الإرهاب'، والذي أكد فيه أن رامسفيلد أمر مساعديه عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 بوضع خطط استعدادًا لضرب العراق. وأوضح كلارك في كتابه أنه في الأيام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر كان رامسفيلد يدفع باتجاه تنفيذ ضربات انتقامية ضد العراق. لماذا يتراجع رامزفيلد ويكذب ؟

2– اعلن يوم 29 – 11 – 2005 بان الادراة الامريكية قد امرت سفيرها في العراق ( وهو الحاكم الفعلي ) بان ينسق مع ايران مسالة الامن بعد الانسحاب الامريكي من العراق، من اجل منع المقاومة من الاستيلاء على السلطة ، فلقد ذكرت مجلة النيوزويك الامريكية بان زلماي خليل زادة قال بانه استلم الاذن بالتحدث مع ايران للمساعدة في ضمان امن العراق بعد سحب قوات (امريكية )، وستكون هناك اجتماعات ... وهذا ايضا تغيير وتعديل ( المقصود في السياسة الامريكية ).وهدف التنسيق هو العمل مباشرة بين الحكومتين الامريكية والايرانية ودون وساطة عملاء ايران (للتصدي للمتمردين ) !المصدر اوروكنيت انفو يوم 29 – 11 - 2005
3 – حسب وكالة فرنس برس اظهر استطلاع للرأي العام الامريكي اجري يوم 22 – 11 – 2005 ارتفاع نسبة الأمريكيين الراغبين في انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وذكرت الوكالة أن الاستطلاع الذي أجراه معهد لويس هاريس، والذي نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة وول ستريت جورنال ، أظهر أن 63 في المائة من الأشخاص المستطلعين يأملون في عودة الجنود الأمريكيين خلال السنة المقبلة بزيادة 2 في المائة عن استطلاعات سابقة . وقد أجري الاستطلاع هاتفيًا بين الثامن والثالث عشر من نوفمبر الجاري، وشمل عينة من 1011 شخصًا مع هامش خطأ نسبته 3 %.
4 – ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية يوم 28 – 11 – 2005 إنّ إدارة بوشَ تَفكر في خطة لوَضْع قوّة السلاح جوّي الأمريكي الرهيبةِ تحت تصرف القادةِ العراقيينِ، كطريقة لتَخفيض عددِ القوات الأمريكيةِ على الأرضِ. إنّ الخطةَ أثارت القلق بين القادةِ في القوة الجوية الأمريكيةِ، الذين يَقُولُون بأنّ هذه الخطة يُمْكِنُ أَنْ تؤدّي إلى الإصابات كبيرة بين المدنيينِ وتؤدّي ايضا إلى استخدام الضربات الجويةِ كوسائل تَصْفِية حسابات قديمة بين العراقيين. طبقاً لمقالةِ نشرت في مجلةِ النيويوركرِ مِن قِبل سيمور هيرش، أشار فيها إلى إن الإمكانية في استعمال قوّة السلاح الجوّي كبديل للقوَّاتِ الأمريكيةِ على الأرضِ سبّبتْ قلقاً في الجيشِ، مَع إن قادةِ القوة الجويةِ يَعترضُون على الإحتمال بأنّ العراقيين في النهاية سَيَكُونونَ مسئولون عن اختيار الهدفِ .(المصدر : شبكة البصرة ) ما معنى هذا ؟ معناه ان اميركا قد خططت حتى لكيفية التعامل مع المقاومة بعد سحب القوات جزئيا او كليا ، وبرز خيار تقليص او سحب القوات الامريكية والاعتماد على القصف الجوي في محاربة المقاومة .
5 - لأول مرّة .. ومنذ وقوع الاميركان في فخ بغداد وبدء انتحارهم الجماعي عند اسوار بغداد كما وعد القائد صدام حسين مهندس ومفجر المقاومة ، تعلن (قيادة) هذه القوات عن (زيادة عدد قتلى الاميركان فجأة ورفع الرقم من 2108 قتيل اميركي الى 2309 قتيل اميركي) هذه الزيادة المفاجأة لعدد نفوق العلوج يبعث على حيرة المراقبين) ....شبكة البصرة يوم 28 – 11- -2005) . كما ان الناطق الامريكي في العراق اعلن عن مقتل 170 امريكيا في غرب العراق خلال ايام ، وهو امر غريب جدا لان الرقم الذي كان ينشر لا يتجاوز قتيل او اثنين كل اسبوع ! فلماذا هذا الاعلان ؟ هل هو تهيئة للاذهان داخل امريكا للانسحاب من خلال تاكيد فكرة ان الخسائر الامريكية لم تعد تطاق ؟
6 - أعرب البيت الابيض في يوم 28 – 11 - 2005 عن موافقته على خطة لانسحاب تدريجي للقوات الاميركية من العراق اعتبارا من 2006 اقترحها احد الاعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ.
وتحدثت الرئاسة الاميركية بشكل ايجابي السبت عن خطة للانسحاب اقترحها السناتور الديموقراطي جوزف بيدن العضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، موضحة انها "تشبه الى حد كبير خطة" البيت الابيض. وتنص هذه الخطة على اعادة نحو خمسين الف جندي (من العراق حيث ينتشر 150 الف جندي حاليا) بحلول نهاية 2006 الى الولايات المتحدة ثم "عدد كبير" من المئة الف الباقين في السنة التالية. وهي تقضي بالابقاء على "قوة عسكرية اميركية صغيرة" في العراق او قربه لتتمكن من ضرب تجمعات المتمردين في حال الضرورة. كما تقضي بنقل السلطة الى القوات الامنية العراقية العميلة ، واقامة مجموعة اتصال من القوى الكبرى في العالم لتصبح المحادث الدولي الرئيسي للحكومة العراقية. ما معنى ذلك ؟ انه يعني عدة امور اساسية ، الاول ان امريكا تريد الانسحاب مع تيقنها بان المقاومة ستبقى ، كما يظهر النص السابق ، وثانيا ام امريكا تريد اشراك العالم في ترتيب الوضع العراقي ، والامر الثالث ان (الوفاق ) الذي امرت امريكا بالتوصل اليه بين فئات عراقية ما هو الا استعداد للانسحاب من جهة واعتراف بانه حل لن ينهي المقاومة المسلحة من جهة اخرى .
7 – وادخلت امريكا فكرة توسط شخصيات دولية للتوسط لدى المقاومة العراقية (من اجل السلام ) بعد ان احرقت الاخضر واليابس ، فطبقا لصحيفة القدس العربي ( 24 – 11 – 2005 ) اشار الامير الاردني الحسن في محاضرة بعنوان (منظور للشرق الاوسط مستند علي العمل الانساني في القرن الـ21) القاها في لندن الي انه مستعد للقيام بدور وسيط للحوار مع المقاومة العراقية، اما بصفته الشخصية او عبر مجموعة من القادة المؤمنين بالسلام والانسانية، علي شاكلة الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي ( خاتمي المشارك في غزو وتدميرالعراق كما اعترف هو حينما قال لولا ايران لمانجحت امريكا في غزو العراق وافغانستان )، وامثاله من القادة الاخرين السابقين او الحاليين من منطقة الشرق الاوسط يضعون القيم الاخلاقية ومصلحة البشرية في رأس اجندتهم ( نعم هذا صحيح جدا !!!). واعتبر ان مثل هذا التحرك بالامكان ان يتم تحت مظلة الامم المتحدة او مظلة دولية او اقليمية اخري ( الجامعة العربية مثلا !!!). واشار في رد علي سؤال لـ القدس العربي بانه وفي ادواره الحالية المختلفة كرئيس لنادي روما ورئيس لمنتدي الفكر العربي ولهيئة تحاول تقريب الاديان والطوائف، حاول ان يخلق حوارا بين المجموعات المختلفة، وهو يتمني لو اجتمع ممثلو الطوائف والمذاهب الاسلامية المختلفة في مكة المكرمة وتحاوروا حول توجهاتهم بشأن مستقبل المنطقة ودور الاسلام فيها كما يجب ان يتحاوروا مع ممثلي الاديان الاخري. واكد بان الحوار يعني الحوار مع الجميع، حتي اولئك الذين يفكرون بمنطق اسود وذلك عندما سئل اذا كان مستعدا للحوار مع كل الجهات في المقاومة العراقية . اذن كل الجهود يجب ان تخصص لاطفاء جبهة العراق الملتهبة ، ومؤتمر القاهرة ليس سوى خطوة في هذا الاتجاه ، وهذه حقيقة لم يعد بامكان احد ان ينكرها .
8 – لابد من التذكير بحقيقة اساسية معروفة كان لها الاثر الحاسم في هذا الانهيار الامريكي الواضح في العراق ، وهي معنويات الجيش الامريكي التي وصلت للحضيض ومستوى الفضيحة المدوية ، فقد صرح أحد المترجمين العراقيين الذين يعملون مع الاحتلال الأمريكي في قطاع الكرخ ،الجزء الغربي من بغداد ، أن غالبية جنود الاحتلال الأمريكي أخذوا في الفترة الأخيرة يحرصون على لبس الحفاضات ، الخاصة بالاطفال الرضع ،تحت ملابسهم عند خروجهم في الدوريات أو واجبات الاعتقال أو المداهمة. وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لمراسل 'مفكرة الإسلام' في العاصمة العراقية بغداد أن قاعدة الحرية الأمريكية فمنطقه الكرخ ، تحوي أكثر من ثلاثة الآلاف جندي أمريكي من المارينز، يحرصون يوميًا على لبس الحفاضات تحت ملابسهم خوفًا من افتضاح أمرهم بين الجنود الآخرين أو بين القوات العراقية عندما يتبولون على أنفسهم خوفًا عند استهداف عناصر المقاومة لهم. وأشار إلى أن تلك الخطوة لاقت ترحيبًا من الضباط الأمريكيين الكبار في تلك القاعدة بعد تسريب تلك المعلومة لهم عن طريق استخبارات الجيش الأمريكي. وأضاف أن طلبيات شراء حبوب entero-stop مانع الإسهال زادت أيضًا في الفترة الأخيرة بسبب ما يلاقونه من خوف ورعب على أيدي المقاومة .
9 - اجرت المحطة الامريكية، "الديمقراطية الان"، مقابلة صحفية يوم الثلاثاء 29 نوفمبر 2005 مع الصحفي الامريكي سيمور هيرش حول الخطط الامريكية القادمة في العراق، وقد اكد هيرش في هذه المقابلة: "انه لامفر للادارة الامريكية من التفاوض مع البعث والمقاومة السنية ( حسب تعابيره ) لانها هي اساس المقاومة في الميدان،" كما اعاد هيرش التأكيد على انه لا وجود لمقاومة غير عراقية تذكر، وذالك بحسب شهادات القيادات الامريكية في العراق، فقد قال هيرش ان المقاومة العراقية منظمة ومنضبطة وعلى مستوى عالي من التخطيط والقيادة وانها تقود عمليات فدائية غاية في الاقتدار، واشار الى انه عندما قال احد القادة الامريكان ان المقاومة ضعيفة لانها حصرت اهدافها في الاونة الاخيرة ضد مايسمى بالاهداف السهلة، فان هذه المقاومة العراقية، بحسب هيرش، ردت على هذا الكلام بقتل 100 جندي من قوات الاحتلال في غضون شهر واحد فقط( هذا العدد قتل خلال اسبوع وليس شهر كما قال هيرش )!
وهذا مما يؤكد، بحسب هيرش ايضا ، ان المقاومة العراقية قادرة ومتمكنة وانها تستطيع ان تضرب متى تشاء واين تشاء وفي اي مكان. كما اكد ان هذه المقاومة هي مقاومة بعثية عراقية بالاساس، وان كل القيادات الامريكية تعرف هذا وانه ولامفر للادارة الامريكية من التفاوض معها لانها هي القوة الرئيسية التي تحارب الامريكان.وكشف هيرش ان لديه معلومات مؤكدة من مصادر استخباراتية موثوقة تفيد ان مايسمى بالمنطقة الخضراء ستسقط قريباً جداً بيد المقاومة العراقية، فبحسب هذه المصادر، فان المقاومة قد تمكنت من اختراق هذه المنطقة من جميع الجهات، وانه حتى الاستخبارات الصهيونية، بحسب هيرش، قد صارت تتوجس خوفاً من حجم توغل المقاومة العراقية في هذه المنطقة التي كان يعتقد انها واحة سلام لقيادات الاحتلال فاذا بها مخترقة من كل الجهات وتوشك على السقوط في اي لحظة بيد المقاومة في العراق. وكشف هيرش النقاب عن ان انهيار النائب الامريكي مورثا الذي اعلن ان امريكا خسرت الحرب، كان بسبب ماوصل هذا النائب من معلومات من القيادات الميدانية التي لم تتجرأ على قول الحقيقة لبوش واركان ادارته ولكنها اباحت بها لهذا النائب الذي تثق به نظراً لارتباطه الوثيق بهذه القوات. فقد اكد هيرش ان هناك مالايقل عن 50,000 فرد من القوات الامريكية، بحسب المعلومات التي صرح بها مورثا، يعانون من اعراض ارهاق الحرب وانه لاقدرة لهم لمواصلة القتال في الميدان، واشار هيرش ان لديه معلومات استقاها مباشرة من المسؤولين على المصحات الطبية في امريكا تفيد بان عدد افراد الجيش الامريكي الذين زاروا هذه المصحات طلباً للعلاج كلما عادوا الى امريكا من العراق قد بلغ 104,000 عسكري امريكي!! اذا ضربتم هذا الرقم باربعة او ثلاثة وهو معدل عدد العائلة الامريكية يتبين لنا ان امريكا اصبحت تعاني من مشكلة داخلية اخطر من مشكلة فيتنام ، هي ام الكوارث في العراق ، ومن المعروف ان أي مشكلة خارجية تصبح مشكلة داخلية امريكية تقود الى تغيير جذري في الموقف السياسي ، كما حصل في حرب فيتنام .باختصار شديد، الجيش الامريكي منهار، وهذا مادفع مورثا، الى ان يصرخ مطالباً بالانسحاب. واشار، هيرش، الى ان الحديث عن ان القوات العراقية الخاضعة للاحتلال ستستطيع ضبط الامن في العراق هو كلام لاقيمة ولامعنى له، فالقيادات الامريكية تعرف ان قدرات هذه القوات العراقية محدودة جداً وانه لايمكن لها ابداً ان تصمد في مواجهة المقاومة العراقية بدون دعم قوات الاحتلال. اخيراً، نشير الى ان هذه المقابلة مع سيمون هرش جاءت بعد ان نشر مقال في صحيفة النيو يوركر، قال فيه ان الادارة الامريكية بعد ان تأكد لها انها لاتستطيع كسب الحرب، قد صارت تدرس بجدية خيار الانسحاب من العراق على ان تستمر في حربها ضد شعب العراق من الجو!! اي بالضبط مثلما كان الحال قبل غزو العراق!! ( انظر مقال الاستاذ كمال عبدالغفور في شبكة البصرة (سيمون هرش: "لامفر لامريكا من التفاوض مع البعث والمقاومة السنية،")(الاسم الصحيح هو سيمور هيرش )

10 – وفي تقرير نشرته صحيفة القدس العربي ( من واشنطن مارتن والكر) اشار الى ان موضوع انسحاب القوات الامريكية من العراق الذي أثاره عضو مجلس الشيوخ الامريكي السيناتور جون مورثا في الأيام القليلة الماضية، ادى الى بروز نظريتين محترمتين. الأولى جاءت من ريتشارد كلارك، قيصر الاستخبارات الامريكية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، والثانية من البروفسور مارتن فان كريفيلد الأستاذ في الجامعة العبرية في إسرائيل، وهو أحد كبار المؤرخين والمحللين العسكريين في العالم، والمؤلف غير الامريكي الوحيد الذي يفرض الجيش الامريكي علي ضباطه قراءة مؤلفاته. ويعتقد كلارك وفان كريفيلد أن الحرب الامريكية علي العراق كانت خطأ إستراتيجياً جسيماً. وفي مقال افتتاحي حديث في صحيفة اسرائيلية ، وصف فان كريفيلد الحرب بأنها أكبر حرب حماقة يشهدها العالم منذ أن أرسل الإمبراطور الروماني أغسطس في العام 9 قبل الميلاد جيوشه إلي ألمانيا وخسرها جميعها مضيفاً أن الرئيس بوش يستحق العزل من منصبه . لكن كلارك كان أكثر تحفظا في انتقاده قائلاً ان العراق استحوذ علي الانتباه والتركيز الأساسي ذي الأولوية في الحرب علي تنظيم القاعدة، وأن الحملة علي العراق حوّلت القاعدة إلي تنظيم أكثر تهديداً عبر ضرب قوات التحالف الدولي ومصدر الإلهام لتجنيد آلاف الجهاديين الجدد.
وفي خطاب ألقاه الاثنين الماضي أمام مؤتمر حول الإرهاب والإسلام نظمه مركز واطسون التابع لجامعة براون بالاشتراك مع مركز سياسة الأمن الدولي في جنيف، قال كلارك ان الولايات المتحدة حققت ما يكفي لكي تعلن نفسها فائزة وتغادر العراق ، يقصد بذلك صيغة حفظ ماء الوجه .
وأشار كلارك إلي وجود أربعة أسئلة رئيسة حول الانسحاب،
الأول هو كيفية تنفيذه بطريقة تؤمن العدالة للضحايا الذين وقعوا في صفوف العراقيين والامريكيين وقوات التحالف.وقال كلارك علينا أن نتمكن من القول ان شيئاً ما قد تحقق مشيراً إلي الإنجاز الثلاثي بجلب صدام حسين أمام المحكمة، وإنهاء التهديد العسكري العراقي لجيرانه، وتنظيم الانتخابات العراقية التي تكفل مجيء سلطة شرعية ومستقلة ومعترف بها دولياً، مما يشكل تبريراً مهذباً للحرب.
والسؤال الثاني هو كيف ومتي يبدأ الانسحاب، ويقترح كلارك أن يكون ذلك في بداية العام المقبل بعد الانتخابات المقررة في كانون الأول (ديسمبر) الحالي والتي سينتج عنها برلمان جديد، وإقفال ملف محاكمة صدام حسين، وبدء كبار المسؤولين والسياسيين من الحزبين مناقشة احتمال تقليص عدد القوات الامريكية في العراق بمقدار فرقتين أو ثلاث فرق اعتباراً من العام المقبل. ولعل المباشرة بتنفيذ الانسحاب المرحلي مقبول ومفيد من الناحية السياسية للجمهوريين في الكونغرس المحبطين عشية انتخابات نصف الولاية المقررة في العام المقبل.
والسؤال الثالث لكلارك هو متي يجب إنهاء الوجود العسكري الامريكي الكامل في العراق، حيث لا يري أي سبب لعدم إنجاز هذا الانسحاب في العام 2007.
لكن السؤال الرابع الذي يطرحه فان كريفيلد أيضاً يتميّز بالحرج ويتعلق بطبيعة الوجود الامريكي في العراق والمنطقة بعد الانسحاب.
وكتب فان كريفيلد من المؤكد أن إيران ستكون الرابح الأكبر من الحرب، الرابح الذي من المرجح أن يضيف في المستقبل القريب رؤوساً نووية إلي الصواريخ التي يملكها .وأضاف شكلت إيران في الماضي تهديداً علي دول الخليج. واليوم، وبعد سقوط العراق، من الصعب تخيّل كيف يمكن لأي دولة ـ بخلاف الولايات المتحدة ـ أن تبقي دول الخليج وأرضها بعيدة عن قبضة الملالي. إن الوجود العسكري المستمر يبقي ضرورياً لأن العراق المنقسم والفوضوي والحكومة القليلة الفعالية ستجعل من العراق أرضاً خصبة لتصدير مئات (الزرقاويين) إلي جميع أنحاء الشرق الأوسط، والقيام بأعمال تخريبية والسعي إلي قلب أنظمة الحكم في هذه الدول باسم الله والدين ، ويتابع فان كريفيلد وباستثناء دول الخليج، فإن أكثر الدول عرضة لهذه الهجمات هي الأردن والإثبات هو الهجمات الأخيرة علي الفنادق في عمان. غير أن تركيا ومصر وإلي درجة أقل إسرائيل، سوف تشعر بتأثير هذا التسلل على الأرجح. وبعض هذه الدول، والأردن تحديداً يتطلب مساعدة أمريكية .
ويري كلارك حاجة في إبقاء بعض التواجد العسكري من أجل حماية دول الخليج، ربما من خلال قواعد في الكويت، والسيطرة بيد من حديد علي سلامة حدود العراق. وهناك عدة أفكار تجول في خاطر المسؤولين في البنتاغون من بينها بناء قاعدة عسكرية دائمة في المنطقة الكردية في شمال العراق حيث وجود القوات الامريكية هناك أقل إثارة للجدل وستكون موضع ترحيب من تركيا المجاورة التي تقلق دائماً من احتمال قيام دولة كردية مستقلة تشكل حافزاً للأقلية الكردية في تركيا للتحرك نحو الاستقلالية.
ويضيف كلارك : وهذا النوع من التفكير في مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق والوجود الامريكي في المنطقة ضروري ومهم ليس بسبب الطموحات الإيرانية فحسب، بل بسبب الخطر الفوري الذي يشكله الجهاديون وعناصر القاعدة علي الأنظمة المؤيدة للغرب في دول الخليج بعد الانسحاب الامريكي.( وكالة يو بي اي)

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker