Friday, May 05, 2006

رسالة إلى علي بن أبي طالب للكاتب والصحفي ســلام الشـماع

رسالة إلى علي بن أبي طالب

سلام الشماع

سلام الله عليك يا أبا الحسنين
أيها الحاني على الإنسان سواء دان بدينك
أم دان بغير دين.. الست القائل يا سيدي:إن الإنسان إن لم يكن أخا لك في الدين فنظير لك في الخلق.

يا مزيل الكرب عن المسلمين، يا من ابتلي بمفرقي الصف وممزقي وحدة الأمة فقضى حياته في مقارعتهم واستشهد على يد احد منهم.

أيها الرجل الذي أكل الجشب من الطعام ليطعم شعبه ولبس الخشن من الثياب ليكسو شعبه وعاف قصور الإمارة ووصفها بدار الخبال وعاش في بيت بسيط لكي لا يتميز على شعبه، وكان يمشي بين الناس في الأسواق والطرقات وعند بائع تمور في عاصمة خلافته يجلس.

كان يمكنك، يا سيدي يا أمير المؤمنين، أن تبني القصور العالية وتحصنها بالأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية تشتريها من بيت مال المسلمين.

كان بإمكانك، يا سيدي، أن تلبس الناعم من الثياب وتأكل من الطعام ما طاب وتجتث من يخالفك في الرأي والدين والعقيدة أو تقتله وتعزل نفسك عن الناس في منطقة خضراء تدير منها حكمك.

كان بمستطاعك، سيدي، أن تحيط نفسك برجال حماية يشهرون السيوف في وجوه الناس كما تصوب إلى الناس البنادق كلما مر مسؤول في الشوارع اليوم.

ولكن أخاك محمدا أرشدك إلى طريق الخلود وكنت تعرف الطريق إلى الله والى قلوب الناس فزهدت بالدنيا وما فيها، وكم كان وصفك للدنيا بليغا، يا سيدي، عندما قلت للناس أنها لا تساوي عندك عفطة عنز.

يا سيدي يا أمير المؤمنين..

أنت أحببت العراق فجعلت من الكوفة عاصمة لخلافتك، والى الآن، يا سيدي، ما زالت عاصمتك منارة للعلم والأدب ومركز إشعاع للدنيا لأنك أسستها على التقوى، ولكن عاصمتك والعراق الذي أحببت مهددان بالتشظي والانقسام على وفق مخطط خبيث لئيم حقود جاء به أعداء دينك.

انظر، يا سيدي، إلى بنيان الله في الأرض كيف يهدم في العراق وتسفح دماء البشر ببساطة ذبح الخراف.

اشرف علينا، سيدي، وادع ربك أن يحفظ العراق من الانقسام والتشرذم وان ينعم على شعبه بالأمن والأمان والصحة والاستقرار وان يعود معافى قويا واحدا ينصر دينك.

إن ابن عمك صلوات الله وسلامه عليه، يا سيدي، جعلنا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى، فما بال قوم يريدون لنا أن نكون طرائق قددا، وما بالهم يسعون إلى ذلك سعيا وكأن الله ورسوله وأولياءه أوصوهم بذلك ورسموه لهم واجبا شرعيا؟

ما بال دماء المسلمين والمسيحيين وكل من ينتمي إلى العراق من عرب وكرد أصبح رخيصا يسفح في كل مكان وكل أوان؟.

العراقيون، يا مولاي، مازالوا يتمسكون بعرى هديكم ويحب بعضهم بعضا ولا يستحلون دماء بعضهم بعضا ولا أعراض بعضهم بعضا ولا أموال بعضهم بعضا.

إننا في محنة يا مجلي الكرب ونحن في شدة يا علي والمصائب تترى علينا ولكننا ما زلنا نعض بالنواجذ على وحدتنا لان فيها قوتنا وصلاحنا على الرغم من إن حجم المؤامرة كبير..

حاشاك، وأنت علي بن أبي طالب أن تتركنا وحيدين في هذه المحنة، وحاشا سيفك ذو الفقار أن يرتاح في غمده والنفوس التي حرم الله قتلها إلا بالحق تقتل كما تمارس الهواية.

أين أنت يا داحي باب خيبر لتخلصنا من أحفاد خيبر؟.

أدرك العراق يا علي.
فإن لم تفعل شيئا للعراق وأهله فإنهم سيتركونك وحيدا يوم القيامة.

سيتركونك على باب الجنة تنادي: أين من آخذ بيديه إلى الجنة؟؟أين أمة حبيبي محمد؟؟ أين المؤمنون؟؟أين الصالحون؟؟ فلا يجيبك أحد ولن تجد أحدا تعطيه مفتاح الجنة.. ولا صك الغفران.. ولن تكون قسيم الجنة والنار.

وحاشاك أن تغض الطرف عنا ونحن المتمسكون بك المؤمنون برسالة أخيك صلوات الله وسلامه عليه.

للعودة الى الصفحة السابقة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker