Monday, April 10, 2006


نص المذكرة التي رفعتها الأستاذة بشرى الخليل الممثل القانوني للأستاذ طه ياسين رمضان وأعلنتها خلال مؤتمرصحفي في بيروت

بتاريخ 31/ 3/ 2006، عقدت المحامية بشرى الخليل مؤتمراً صحفياً في نقابة الصحافة في بيروت، وأعلنت فيه نص المذكرة التي رفعتها إلى السيد كوفي أنان بواسطة ممثلية الأمم المتحدة في لبنان.

حضر المؤتمر حشد من الفعاليات السياسية والحزبية والثقافية والإعلامية. وقد تلت المحامية الخليل نص المذكرة، وكشفت فيهاوسائل التعذيب التي تعرَّض لها موكلها في أثناء أسره، وأثناء التحقيق معه.

نص المذكرة
سعادة السيد كوفي أنان المحترم
بصفته السكرتير العام للأمم المتحدة
مقر الأمم المتحدة في نيويورك

الموضوع: انتهاكات قوات الاحتلال في العرا
ق


من:
المحامية بشرى الخليل، بصفتها الممثل القانوني للسيد طه ياسين رمضان/ نائب رئيس جمهورية العراق، بموجب سند توكيل مرفق ربطاً صورة عنه، وهو مختطف حالياً كرهينة لدى سلطات الاحتلال القائمة الآن في العراق ومحل إقامته المختار هو في مكتبنا في:
لبنان- بيروت
دوحة عرمون- بناية ياسر الحلبي رقم 3- الطابق الثامن
هاتف: 00961-3-222562
فاكس: 00961-5-807069
بريد إلكتروني: Boushra Khal@hotmail.com

تحية واحتراماً، وبعد
إشارة إلى ما سبق لسعادتكم أن صرحتم به في مقابلة مع محطة الإذاعة البريطانية بعدم مشروعية الحرب ضد العراق، وإلى ما اعترفت الإدارة في الولايات المتحدة الأميركية به عن عدم مصداقية المعلومات التي نشرتها عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.
واتفاقاً مع ما ورد في أحكام ميثاق الأمم المتحدة خاصة الماد ة الثانية بشأن فض المنازعات بالطرق السلمية والامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة عضو، وبمنع التدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما.

واتساقاً مع ما جاء في أحكام اتفاقيات جنيف لعام 1949 وملحقيها في العام 1977 ولما أحالا إليه من اتفاقيات دولية مكملة لهما بصدد المنازعات المسلحة التي تناضل بها الشعوب ضد التسلط الاستعماري والاحتلال الأجنبي وضد الأنظمة العنصرية، وذلك في ممارستها لحق الشعوب في تقرير المصير كما كرسه ميثاق الأمم المتحدة والإعلان المتعلق بمبادئ القانون الدولي الخاصة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول طبقاً لميثاق الأمم المتحدة.
وبناء على ما تقدم:-

1. فإن قيام القوات الأميركية والبريطانية ومن حالفهم بالعدوان المسلح على العراق الدولة العضو في المنظمة الدولية في العام 2003، واحتلال أراضيه وقتل وجرح وخطف وتعذيب ما يزيد عن النصف مليون مواطن عراقي، إضافة إلى تعريض نظامه الدستوري والسياسي والإطاحة بحكومته الشرعية يعد عدواناً بربرياً، يتصف من قام به بالمرتزقة، حتى ولو كانوا منخرطين في جيوش نظامية، وذلك وفقاً لأحكام المادة (1/2) من الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة والمعدلة للحق الأول لاتفاقية جنيف.

2. كما أن قيام تلك القوات باختطاف موكلي وأركان القيادة العراقية من رئيس الدولة إلى باقي أعضاء الحكومة العراقية ومواطنيهم من أبناء الشعب العراقي، يعد انتهاكاً صريحاً لحكم المادة 12 من الاتفاقية الدولية لمناهضة خطف الرهائن، ويعد عملاً إرهابياً يستوجب معاقبة فاعله، كما يستوجب قيام القوات الغازية بإطلاق سراحهم جميعاً. هذا وأيضاً فإن قيام تلك القوات بتعذيب موكلي ورفاقه في القيادة العراقية ومواطنيه من أبناء الشعب العراقي يعد انتهاكاً صريحاً لأحكام الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللا إنسانية والمهينة.

3. وفي هذا الخصوص، نرفع لسعادتكم بأن موكلي السيد طه ياسين رمضان الذي تم اعتقاله على أيدي الميليشيات المحلية المتحالفة مع القوات الأميركية، والذي سلم لهذه القوات بتاريخ 17/8/2003، قد تعرض لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي على أيدي القوات الأميركية الذي ألحق به عمداً بقصد الحصول منه على معلومات/ في حينه/ عن مكان تواجد الرئيس صدام حسين وعن أسرار الدولة في فترة حكمهم، حيث تعرض للضرب المبرح بالعصي، وللزحف لساعات طويلة حتى سالت منه الدماء ومنع عنه الماء والغذاء حتى أصبح يبول لا إرادياً، وأجبروه على الزحف على «بوله»، وكان جسده شبه عار ومثخناً بالجراح، كذلك كانوا يجبرونه على السير لساعات في داخل غرفة وهو موثوق اليدين ومعصوب العينين بحيث كان يرتطم في الجدار طوال الوقت، كذلك عذبوه بالحرمان من النوم.

4. هذا وفيما بعد، وبعد اختطاف الرئيس صدام حسين، تعرض موكلي السيد طه ياسين رمضان للتعذيب بنفس الأساليب الوحشية واللا إنسانية والمهينة بهدف انتزاع اعترافات منه تدين الرئيس صدام حسين ولإجباره على الشهادة ضده، وحتى بعد أن بدأت التحقيقات القضائية معه ومع رفاقه، بخصوص بعض التهم التي وجهت إليهم، عمدت القوات الأميركية إلى تسليمه إلى جهات أمنية عراقية (كما حصل معه في شهر 7 العام 2005)، حيث قامت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح وتعذيبه بطريقة وحشية ومهينة، وقد بقيت آثار التعذيب على جسده لعدة أشهر، وكان ذلك لإرغامه على الإدلاء باعترافات ومعلومات كاذبة، ولا تزال القوات الأميركية تهدده في كل مرة بتسليمه للجهات الأمنية العراقية. وقد تحدث موكلي عن بعض ما تعرض له من تعذيب في الجلسة التي كانت مخصصة لاستجوابه في محكمة الجنايات الخاصة والمنعقدة بتاريخ 13/3/2006. وإننا نرسل لسعادتكم ربطاً صورة الرسالة التي تحدث فيها الموكل عن إحدى مراحل تعذيبه والتي استطاع تسريبها إلينا، لتكونوا على بنية من الارتكابات وما يتعرض له المختطفون من أركان القيادة العراقية من أنواع التعذيب وصنوف المعاملة القاسية والمهينة على أيدي جيش الاحتلال الأميركي.

5. الأمر الذي يستوجب انتقال لجنة مناهضة التعذيب وعلى وجه السرعة إلى مقر اختطاف موكلي السيد طه ياسين رمضان لإثبات جرائم التعذيب وصنوف المعاملة القاسية والمهينة التي تعرض لها من قبل قوات الاحتلال التي قامت بخطفه وتعذيبه، وذلك تمهيداً لتقديم الجناة للمحاكمة وإدانة دولة الاحتلال بانتهاك أحكام اتفاقية مناهضة التعذيب، وترتيب النتائج المتوجبة تبعا لذلك.

هذا،
كما نلفت نطر سعادتكم إلى أن:

جميع القرارات الدولية التي أصدرها مجلس الأمن بشأن الحالة العراقية تعد قرارات دولية باطلة، لأن هذه القرارات تمت بمشاركة دولة قوات الاحتلال في التصويت على إصدارها، وذلك بمخالفة أحكام المادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة التي اشترطت في الفقرة 3 منها امتناع من كان طرفاً في النزاع من التصويت، وذلك اتفاقاً والقاعدة القانونية الراسخة بأنه لا يجوز للشخص الدولي أن يكون قاضي نفسه nemo Judex in causa sua ، مما مؤداه انعقاد الاختصاص للنظر في إصدار مثل تلك القرارات للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت صيغة "الاتحاد ومن أجل السلام"، اتفاقاً وما جرى عليه العمل الدولي.

مع التأكيد من جانب موكلي بصفته التمثيلية الشرعية للحكومة العراقية الشرعية على بطلان كافة ما ترتب على تلك القرارات الباطلة من سلطة الائتلاف المؤقتة التي كان يرأسها إل بول بريمر، أو مجلس الحكم الانتقالي أو الحكومة الانتقالية أو الجمعية الوطنية، أو غير ذلك من المسميات، وسواء تم ذلك بطريق التعيين المباشر أو بالانتخاب حيث إنها ليست سوى امتداداً لسلطة الاحتلال غير الشرعية في العراق، ما يجعلها بالتالي غير شرعية استناداً إلى القاعدة القانونية بأن ما بني على باطل فهو باطل، وما يجعل كذلك كل القرارات والتصرفات الصادرة عنها غير شرعية ومنها المحكمة الجنائية الخاصة التي شكلت استناداً للأمر 48 الصادر عن إل بول بريمر والتي تجري محاكمة موكلي ورفاقه من أركان القيادة العراقية فيها بصورة غير مشروعة واستناداً إلى قرارات وإجراءات كلها باطلة، والتي نرى فيها، في كل الأحوال شكلاً من أشكال التعذيب والإهانة، نظراً للطريقة التي يتم التعامل فيها مع الموكل ورفاقه.

وبناء على ما تقدم،

فإنني كمحامية تتولى الدفاع عن السيد طه ياسين رمضان نائب رئيس جمهورية العراق، أتقدم من سعادتكم في ضوء الصلاحيات والواجبات المخولة لسعادتكم خاصة المادتين 97 و99 من ميثاق الأمم المتحدة بالتالي:
طلب عقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة بصيغة الاتحاد من أجل السلام لتقرر:

1 - عدم مشروعية احتلال العراق، وما بنى عليه من قرارات باطلة، جميعها بما فيها قرار إنشاء محكمة الجنايات الخاصة.

2 - إرسال لجنة مناهضة التعذيب وعلى وجه السرعة بالانتقال إلى مقار اختطاف الموكل نائب رئيس جمهورية العراق السيد طه ياسين رمضان ورفاقه من أركان الحكومة العراقية ومواطنيهم من أبناء الشعب العراقي المختطفين لدى قوات الاحتلال في العراق، لإثبات جرائم التعذيب وصنوف المعاملة القاسية والمهينة لهم من قبل هذه القوات التي قامت بخطفهم وتعذيبهم، تمهيداً لتقديم الجناة للمحاكمة الدولية وإدانة دولة الاحتلال بانتهاك أحكام اتفاقية مناهضة التعذيب وترتيب النتائج المتوجبة تبعاً لذلك.

3 - الإفراج عن الموكل ورفاقه المختطفين فوراً.

مع بالغ التقدير والاحترام
المحامية بشرى الخليل

بيروت في: 28/3/2006

للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى ألأبــــــد

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker