Monday, April 10, 2006

بيان حركة الكفاح الشعبي : في الذكرى الثالثة للإحتلال الأمريكي للعراق

في الذكرى الثالثة للإحتلال الأمريكي للعراق ندعو أمتنا العربية والإسلامية إلى الإعتراف بالمقاومة العراقية وفصائلها المجاهدة كممثل شرعي للشعب العراقي

بيان حركة الكفاح الشعبي
في الذكرى الثالثة
للإحتلال الأمريكي للعراق


يا شعبنا العراقي العظيم
قبل ثلاث سنوات، وفي التاسع من نيسان عام 2003، دنس الغزاة الأمريكان وحلفائهم الصهاينة متبوعين بزمر الطائفيين والإنفصالين واللصوص أرض بغداد الحبيبة بعد أن شنت جيوش البرابرة الجدد بقيادة أمريكا عدواناً لم يسبق أن تعرضت له أية دولة في عالمنا هذا، ضاربين عرض الحائط بجميع الشرائع والقوانين الدولية، بعد حملة دعائية ظالمة من التزوير والتظليل والأكاذيب لتسويق مبررات الحرب والعدوان على العراق من أجل إحتلاله وإنهاء دولته المستقلة.
ولكن الغزاة لم يهنأوا أبداً بتحقيق أحلامهم الشريرة في السيطرة على أرض الرافدين، إذ جاء رد الفعل الغاضب والفوري والعنيف لطلائع شعبنا ومجاهديه في إطلاق المقاومة الجهادية الباسلة منذ الساعات الأولى للإحتلال، والتي أذهلت بعنفوانها المحتلين وطوحت بأحلامهم وجعلت دهاقنتهم في إدراة الشر الأمريكية يلعنون الساعة التي تورطوا بها في العراق ومع شعبه. فرغم جميع وسائل التضليل الإعلامي المتطورة التي يستخدمها المحتلون وبالتعاون مع جميع وسائل الإعلام الغربية المرتبطة بالماكنة الإعلامية الصهيونية، والأمريكية منها على وجه الخصوص، نقول رغم كل ذلك يسمع العالم من أقصاه لأقصاه ما أنجزته المقاومة العراقية حين جعلت من أرض العراق الطاهرة مقبرة لقواتهم وآلياتهم وتكنولوجيتهم المتطورة، وهذا ما إعترف به العدو قبل الصديق. ولم يعد بامكان العالم أن يغفل حقيقة أن المقاومة الوطنية العراقية بجميع فصائلها قد فرضت سيطرتها على الأرض آخذة بعداً سياسياً وعسكرياً مهماً لن يؤدي في النهاية إلا إلى فشل إستراتيجية أمريكا ليس في العراق فحسب بل في منطقة الشرق الأوسط كلها.

ورغم كل الجرائم التي يرتكبها المحتلون وأعوانهم وصنائعهم بحق العراقيين الأبرياء طيلة الأعوام الثلاثة الماضية التي إبتدأت بتدمير البنى التحتية ومقدرات الدولة العراقية وتفتيت النسيج الإجتماعي لشعبنا وتخريب إرثه الثقافي وحضارته وقيمه، ومروراً بتدمير المدن وقتل مواطنيها الأبرياء العزل، لم يستطيعوا شيئاً مما كانوا يمنون نفوسهم الشريرة به بعد أن عجزوا النيل من مقاومة الشعب العراقي التي إعترفوا بضراوتها وقوتها العزومة. ولقد أضحت نتائج المواجهة البطولية بين شعبنا الصابر ومقاومته الجهادية من جهة وبين المحتلين وكل من يقف معهم من جهة أخرى تعكس تداعياً كارثياً على سياسات اليمين الأمريكي المتطرف ومستقبل الإدراة الأمريكية، بل بدأت تؤثر سلباً على دور وأهمية أمريكا وقوتها وسطوتها. كما إنعكست الحالة المزرية التي تعاني منها قوات الإحتلال على تصرفاتها وعلى سلوك قوى القمع والجريمة للسلطة التي نصبوها في العراق حيث إزدادت جرائمهم ضد الشعب العراقي متمثلة بالإعتقالات والتفجيرات والقتل العشوائي في أبشع إبادة جماعية عبر التأريخ لشعب صامد رافض للمحتلين ومؤمن بحتمية الإنتصار عليهم وطردهم من بلادنا. وستبقى جرائمهم التي شهدتها مدن وقصبات العراق، وعلى وجه الخصوص في الفلوجة البطلة وتلعفر وسامراء والرمادي والقائم وحديثة وغيرها من مدن العراق الثائرة، وكذلك إطلاقهم ليد ميليشيات السلطة بقتل الأبرياء وتصفية الكفاءات العلمية العراقية بطرق لم نسمع عنها حتى في القرون الوسطى، شواهداً للتأريخ عن زيف إدعاءاتهم عن الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان التي يتشدقون بها كذباً وبهتاناً. بل أن تخصيص الأموال الضخمة لبناء سجون جديدة في العراق يعكس هو الآخر النموذج الأمريكي الصهيوني للديمقراطية التي يخططون لتطبيقها في العراق المحتل كجزء من مشروعهم الإستعماري لمنطقة الشرق الأوسط. وإذ إتسم الإحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق بالدأب على النيل من العراقيين بالقتل البربري المنهجي والتنكيل بهم وتدمير حواضرهم فإنه تميز كذلك بخلق الكوارث والأزمات على كل الأصعدة الإجتماعية والأخلاقية والإقتصادية ونشر الفساد بكل أشكاله وأنواعه والذي عم كل ركن من أركان الإدارات الحكومية التي أوجدوها، إضافة إلى العمل المستمر والدؤوب لتغيير البنية الثقافية والتعليمية والإجتماعية للشعب العراقي والتي تمثل واحدة من أخطر مراحل إستهداف بلدنا وأمتنا.

أيها الشعب العراقي الصابر الأبي
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية
إن الإحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق والجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا طيلة السنوات الثلاث الماضية من عمره الزائل بإذن الله، ما كان له أن يحصل لولا الدور الذي لعبته العديد من الجهات الدولية والإقليمية والعربية بما فيها هيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في توفير الغطاء للغزو والإحتلال والكوارث التي حلت بالعراق وشعبه جراء ذلك. ومع كل الذي جرى لم يتجرأ أحد ممن يتشدقون بما يسموه الشرعية الدولية لإدانة هذا الإحتلال او المطالبة برحيله أو على الأقل دعم جهاد الشعب العراقي ومقاومته في الخلاص منه، بل على العكس من ذلك راحت العديد من تلك الأطراف تدعم تحركات آلة الشر العدوانية الأمريكية التي تستهدف شعبنا في محاولاتها المستميتة لإضفاء الشرعية الدولية على الإدارة الحكومية الطائفية والإنفصالية التي أوجدوها عبر التزوير المكشوف لإرادة الشعب في سلسلة من المهازل المتتالية التي أسموها "إنتخابات ديمقراطية" و"عملية سياسية" تحت حراب وبساطيل الغزاة. ومما يدعو للأسى أن البعض ممن يدعون الوطنية والحرص على مصلحة العراق وشعبه قد إستغل المحنة التي يعيشها أبناء شعبنا في مواجهتم لقوات الإحتلال والميليشيات الطائفية العميلة فدفعوا الناس للمشاركة في مهزلة الإنتخابات التي لم تكن نتائجها إلا الإمعان في القتل والتنكيل بأبناء شعبنا من قبل الذئاب الضالة وفرق الموت وعصابات الأحزاب العميلة التي لا هدف لها إلا النيل من العراق وشعبه.

وإزاء الصمود الجبار لشعبنا وفصائله المقاومة الجهادية لم يجد الأمريكان أمامهم غير السير بتنفيذ المخطط القذر لتقسيم العراق طائفياً وإثنياً وعرقياً بالتعاون مع القوى الباغية التي جلبوها معهم من أجل تحويل العراق إلى كيانات هزيلة ضناً منهم أنه سيسهل لهم السيطرة على العراق وشعبه. وقد إبتدأ ذلك مبكراً حيث شرع المحتلون وأعوانهم منذ أول أيام الإحتلال على تكريس الطائفية في المجتمع العراقي وفي جميع المؤسسات والتشكيلات الإدارية ووفقاً للمبدأ الاستعماري "فرق تسد" الذي مارسته بريطانيا أثناء إحتلالها للعراق في القرن الماضي، والذي أفشله العراقيون بتلاحمهم ووحدتهم. وها هي أمريكا وحلفاءها يعيدون صياغة وتطبيق ذلك المبدأ بطرق ووسائل جديدة أخرى للإبقاء على الفوضى والتمهيد لحرب أهلية بانت بدايتها مؤخراً وذلك من أجل الوصول بالعراق والمنطقة إلى حالة من التشرذم والتقسيم من أجل السيطرة عليها بالطريقة والأسلوب الأنكلو- أمريكي الصهيوني المعروف.


وها نحن نرى بكل وضوح محاولات أمريكا في الثلاثة أشهر الماضية التي تلت مسرحية الإنتخابات الأخيرة تنفذ مخططها للسيطرة على العراق المقاوم المنتفض بأكثر من إتجاه، فهي تعمل على تمزيقه عبر تكريس التشرذم الطائفي ودعم أسباب الحرب الأهلية والإقتتال الداخلي لأجل تقويض وحدة الشعب العراقي ومن أجل إخراج صيغة توافقية لتقاسم السلطة ومغانمها مع عملائها عبر ترتيبات يقودها "سفيرها"، الحاكم الفعلي للعراق، الذي يشرف على تشكيل حكومة يتصارع عليها شلة من المنتفعين الخونة الذين مهدوا بكافة السبل والطرق لإحتلال العراق والوصول به إلى هذا الدرك من المآسي والآلام التي يعيشها شعبنا. وكذلك جعلت من العراق قضية للمساومة والتفاوض على مصالحها المستقبلية وإستراتيجيتها في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي مع جهات إقليمية وفي مقدمتها إيران، التي تعزز دورها في العراق المستباح بمعرفة المحتلين أنفسهم حيث بدأ تدخلها السافر فيه منذ الأيام الأولى للإحتلال، حين دفعت بكل أجهزتها الإستخباراتية إلى العراق ووفرت الدعم المادي والعسكري للأحزاب الطائفية والقائمين عليها من خريجي المدرسة الصفوية أصلاً وإنتماءً وسلوكاً للتنكيل بشعبنا والنيل من إنتماء العراق العربي والإسلامي. أما التوجه الأمريكي الأخير للتفاوض مع إيران فهو يأتي في إطار "تبادل المصالح والتفاهم على تصفية الحسابات عبر التسويات والإتفاقات بينهما" والتواصل على هدف تقاسم مغانم الإحتلال على حساب العراق ومصالحه ومصيره، فالأمريكان معروفون بإستعدادهم للتحالف مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافهم، وإيران ليست أقل منهم في ممارسة مثل هذا السلوك. وأخيرا فقد جعلت أمريكا من إحتلالها للعراق أداة للضغط بإتجاه التغيير في المنطقة العربية لما يحقق مصالحها وحلفيتها الصهيونية، وقد إبتدأ ذلك بالتهديد المستمر ضد الشقيقة سوريا التي تقف موقفاً مشرفاً من قضية شعبنا العادلة في التخلص من الإحتلال وتبعاته ومن قضايا أمتنا العربية والإسلامية. وسوف لن تتوقف ضغوطات الإدارة الأميركية بإتجاه إعادة تشكيل المنطقة عند حد معين، وعلى جميع العرب أن يدركوا خطورة المشروع الذي سيطال الجميع والذي لن يوقفه إلا التصدي الحازم له عبر دعم قبلة الجهاد في أرض الرافدين ودعم صمود شعب العراق.

يا أبناء شعبنا وامتنا
إن تحرير العراق من براثن الإحتلال والخلاص من الأوضاع الكارثية التي آل إليها وطننا المغتصب لا يمكن أن يتم ما لم يعي كل أبناء شعبنا بكل طوائفهم وإنتماءاتهم خطورة المشروع الأمريكي والمخططات الإقليمية المتواصلة معه، والوقوف صفا واحدا بوجه الإحتلال والادارة الحكومية العميلة ورفض كل اشكال التفرقة الطائفية والعرقية، وإحتضان ودعم المقاومة الوطنية الممثل الحقيقي لتطلعات شعبنا في التحرير بكل الوسائل المتاحة. ومن أجل إحباط مخططات الإحتلال الظاهرة منها والخفية، وكذلك من أجل التسريع بتوجيه الضربة القاضية للإحتلال وعملاءه تدعو حركتنا بكل إخلاص جميع القوى الوطنية، أحزاباً وشخصيات ومنظمات شعبية، إلى تجاوز كل الخلافات والإبتعاد عن التكتلات الحزبية الضيقة من أجل الحفاظ على تماسك ووحدة الحركة الوطنية العراقية الداعمة والساندة للمقاومة الوطنية الباسلة، وكذلك من أجل إسقاط المؤامرة الإستعمارية التي يحاول المحتلون تنفيذها اليوم في العراق بتقسيمه وإشعال نار الفتنة الطائفية والعرقية البغيضة فيه. إن الهدف المشترك لجميع القوى الوطنية التي تنادي بتحرير العراق من الإحتلال لن يتحقق إلا بالدعم غير المحدود لقوى المقاومة الباسلة وتناسي الخلافات الآيديولوجية والحزبية وذلك من أجل الإسراع بتحقيق النصر وبناء دولة العراق الديمقراطية. فبعد ثلاثة أعوام من الإحتلال تشهد المرحلة الحالية للأوضاع في العراق وفي المنطقة أخطر إنعطاف لها يستوجب معها إسقاط المشروع الأمريكي الصهيوني للمنطقة وهذا يتطلب دعم صمود الشعب العراقي وجهاده ضد المحتلين، لذلك فإننا ندعو أمتنا العربية والإسلامية بمؤسساتها الرسمية وشبه الرسمية والشعبية إلى الإعتراف بالمقاومة العراقية وفصائلها المجاهدة كممثل شرعي للشعب العراقي ودعمها ودعم صمود الشعب العراقي بكل الوسائل. وندعو كذلك كافة القوى الوطنية العراقية إلى التلاحم الحقيقي والمصيري وأن يكون قاسمها المشترك الفعال هو العمل على تحرير العراق والحفاظ على وحدته وهويته الوطنية وإنتمائه العربي والإسلامي ومن أجل أن تبقى أرض العراق أرض
الرباط وعاصمتها بغداد حاضرة الحواضر موطناً للملاحم والبطولات والإشعاع الحضاري رغم أنف المحتلين وأعوانهم.

قال سبحانه وتعالى" سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ " صدق الله العظيم.

عاش العراق وشعبه
عاشت المقاومة الجهادية العراقية البطلة
المجد والخلود للشهداء الأبرار

حركة الكفاح الشعبي
العراق، في
التاسع من نيسان عام 2006

للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى ألآبــــد

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker