قيادي بعثي بارز : البعث يقود جبهة وطنية لمقاومة الاحتلال
قيادي بعثي بارز :
البعث يقود جبهة وطنية لمقاومة الاحتلال
هشام عودة - الوحدة
بثقة المناضلين كان عضو مكتب تنظيم بغداد لحزب البعث العربي الاشتراكي حسان غالب يتحدث "للوحدة" عن دور البعث ومكانته الراهنة في المشهد السياسي العراقي, وعن عملية اعادة بناء الحزب في مناطق العراق كلها.
حسان غالب الذي يشغل في الوقت نفسه عضوية مكتب العلاقات والتنسيق القطري في البعث تحدث باسهاب عن تشكيل الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية وعن الحوارات التي يجريها البعث مع مختلف الاطراف, من موقع العارف بالاسرار والمشارك في صياغة القرار.
القيادي البعثي اشار في بداية حديثه ان البعث تخلص من اعداد كبيرة من الانتهازيين الذين دخلوا صفوفه بسبب مغريات السلطة، وان الحزب يقود الجناح السياسي للمقاومة العراقية التي تتشكل من فصائل ومرجعيات مختلفة.
وفيما يلي نص الحوار:
* اين هو حزب البعث الآن وما هي برامجه؟
- بعدالاحتلال الامريكي الغاشم والاعمال التخريبية التي شملت مؤسسات الدولة وهياكلها وتدمير البنى التحتية, وجريمة حل الجيش والقوات المسلحة والاجهزة الامنية, عمت الفوضى بشكل كبير في البلد, واوجد الاحتلال الاف المرتزقة الذين اصدروا الصحف وفتحوا الفضائيات المشبوهة التي تخصصت بمهاجمة كل ما هو عربي وقومي في العراق, وبخاصة الهجمة الكاذبة وغير الاخلاقية على البعث والرفيق القائد صدام حسين، وتم اعتقال الالاف من البعثيين واصدقاء الحزب واغتيال المئات من المناضلين.
في هذه الظروف الاستثنائية تداعت قيادة الحزب, او ما تبقى منها خارج الاعتقال, مع الكادر المتقدم لاعادة تنظيم الحزب في بغداد, بحيث يكون خالياً من الشوائب التي جاءت بها السلطة وامتيازاتها في السابق, كان ذلك في آواخر نيسان 2003، واحتاجت عملية اعادة التنظيم في بغداد لشهرين فقط, ثم انتقلت العملية الى باقي محافظات العراق.
وهنا لا بد من القول ان اعداء البعث وبعض القوى السياسية المهززوة بدأوا التركيز على ما يسمونه اخطاء تجربة البعث, وان بعض القوى التي حاورناها بدل ان تتفرع لمقاومة الاحتلال, بدأت تطالب بنقد التجربة السابقة, وقد تعاملنا في البعث مع هذه الدعوات بنظرة واقعية وموضوعية بعيدة عن التشنج والانفعال, لكي نتفاعل مع الواقع الجديد الذي نريده قوة فاعلة ضد الاحتلال واعوانه فصدرت في نهاية 2003 دراسة عن الحزب حملت عنوان "استراتيجية البعث والمقاومة" وطرحنا من خلالها اهمية ولادة جبهة وطنية تضم كل الاطراف المناهضة للاحتلال, وقلنا في كل الادبيات الصادرة عن البعث اننا مع الحوار الايجابي مع كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية, بهدف اقامة نظام وطني تعددي ديموقراطي, يتم فيه تداول السلطة بشكل سلمي معتمداً على ارادة الشعب العراقي, ويمثل هذا موقفاً مشجعاً لكل الاطراف التي رأت فيه اعادة نظر في بعض جوانب التجربة البعثية في العراق, وقد كان للقوى الوطنية المناهضة للاحتلال دور كبير في اغناء مشروع الجبهة الوطنية, التي ولدت بارادة واعية في اواسط عام 2004، ولم يتم الاعلان عن اطرافها حفاظاً لسرية العمل، ولنتمكن من قيادة الجهد السياسي ضد الاحتلال، وبذلك نكون قد اسقطنا كل الذرائع لدى الاحتلال واعوانه الذين يريدون عزل العراق عن عمقه العربي
* بعد اعادة بناء التنظيم .. ما هو النشاط الذي تمارسونه اليوم في العراق؟
- لحزبنا تجربة نضالية طويلة في العمل السري في العراق، لذلك لم يكن صعباً علينا ان نعيد تنظيم الحزب بشكل هادئ وسري وفاعل، ولكي لا نتكلم بحديث يستفيد منه العدو، فانني اقول لكل الخيرين خارج العراق, انه لم تبق مدينة ولا قرية ولا قصبة في كل انحاء العراق، من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، الا وفيها وجود منظم للحزب, واقول ايضاً ان قرارنا في الحزب هو الابتعاد مؤقتاً عن النشاطات الجماهيرية العامة, لان المرحلة تقتضي منا بناء تنظيم حديدي لكي يكون عوناً للمقاومة وموجهاً لها وقائداً لحركتها في حرب التحرير، ولنا نشراتنا وبياناتنا وطرق اتصالنا باعضاء التنظيم في الوقت الذي نريد.
وفيما يتعلق بالاتصال بالقوى والاحزاب السياسية الاخرى لنا مكاتب متخصصة لذلك, وهدفنا الدفاع عن وحدة العراق وعروبته في وجه التدخل الايراني البشع والاحتلال الامريكي الغاشم.
واقول ايضاً انه منذ اواسط عام 2005، دبت صحوة كبيرة في اوساط العشائر العربية في محافظات جنوب العراق ضد التدخل الايراني الصفوي الحاقد, وقامت هذه العشائر بمطالبة عمرو موسى التأكيد على وحدة العراق وعروبته, كونهم يستشعرون حجم الخطر الايراني على العراق.
* بات معروفاً الدور القيادي والرائد الذي يضطلع به البعث في المقاومة العراقية، لماذا ينأى بنفسه عن اصدار البيانات حول العمليات العسكرية التي يقودها؟
- ان المقاومة التي يقودها البعث لها تسميات كثيرة, وان هذه التسميات لم تأت من باب المفاخرة لاظهار قوة البعث في المقاومة, وانما لارباك العدو اثناء محاولته البحث عن مرجعياتها. وقررنا في البعث منذ البداية ان لا ننجر الى الاعلان عن العمليات العسكرية لان المقاومة واجب وطني وقومي وليست عملاً دعائياً, بالاضافة للحفاظ على المقاتلين, لان الهدف الرئيس للمقاومة التي يقودها البعث وشركاؤه في القوى الوطنية والقومية والاسلامية هو ارباك العدو وايقاع اكبر الخسائر في صفوف قواته لاجباره على الرحيل.
* هل هناك تنسيق بين البعث وباقي فصائل المقاومة؟
- نعم، وفي اعلى درجات التنسيق, ونحن معاً في حالة جبهوية عريضة، لكن ما يجب الاشارة اليه ان السيارات المفخخة التي يتم تفجيرها في الاماكن العامة انتقلت الى بعض اطراف الائتلاف بعد تصاعد حدة الخلاف بينهم على رئاسة الحكومة.
* بعد اكثر من ثلاث سنوات على الاحتلال وانطلاق المقاومة, هل هناك ذراع سياسي للمقاومة العراقية؟
- ان الظروف الحالية التي يمر بها العراق, والجرائم البشعة التي ترتكبها يومياً قوات الاحتلال والسلطة العميلة لها, لا تشجع على ظهور جناح سياسي للمقاومة, لكن في حقيقة الامر ان مثل هذا الجناح موجود على الارض, ويتخذ عدة اشكال, اولها الجبهة الوطنية التي تم الاشارة اليها من قبل التي يشكل البعث القوة الرئيسة فيها والثاني يتمثل في القوى الوطنية والقومية والاسلامية المناهضة للاحتلال والتي لم تشارك في العملية السياسية.
اضافة للشخصيات الوطنية والقومية والاسلامية, وبذلك يكون الذراع السياسي للمقاومة العراقية واسعاً ويمثل قطاعات واسعة من ابناء الشعب العراقي، وهو ذراع يمثل مختلف الوان الطيف السياسي مما يشكل دعماً سياسياً قوياً للمقاومة ومشروعها الجهادي، سواء بشكل مباشر كما هو دور البعث او بشكل غير مباشر كما هو دور القوى والاحزاب والشخصيات الاخرى.
ولا بد هنا من الاشارة ان هذا الذراع السياسي الواسع للمقاومة لم يقم ابداً باجراء اي نوع من المفاوضات مع قوات الاحتلال او السلطة العميلة لها، رغم ادعاءات الحكومة الكاذبة باجراء مفاوضات مع بعض فصائل المقاومة.
*هناك فصائل متعددة وتسميات كثيرة في المقاومة العراقية, ما هو دور الجيش والقوات المسلحة في هذه المقاومة؟
- من المفيد هنا التأكيد على ان المقاومة العراقية لم تكن وليدة لحظة الاحتلال، لان البعث وقيادته ادركوا منذ نهاية عام 1996 حقيقة وقوع العدوان الامريكي الغاشم على العراق، وقد اعد آلية للمقاومة ومواجهة الاحتلال منذ ذلك الحين، ويمكن اعتبار جيش القدس نموذجاً لهذه الاستعدادات المبكرة، لذلك فان نهوض المقاومة العراقية، كأسرع مقاومة للاحتلال في التاريخ، لم يكن مفاجئاً لنا، لانها كانت موجودة في اذهان البعثيين وعقلياتهم، لادراكنا المبكر بان العراق بنوعية التسليح الذي يملكه بسبب سنوات الحصار، لن يكون قادراً على الصمود طويلاً امام الهجمة العسكرية الامريكية البشعة.
فالمقاومة بهذه الحالة هي الابنة الشرعية للجيش والقوات المسلحة والاجهزة الامنية، ولم يكن هناك صعوبة فنية او تسليحية او عددية لانطلاق المقاومة بهذا الحجم، وقد اعتصمت بالصمت ولم نذهب الى طرق ابواب وسائل الاعلام للاعلان عنها، لان التركيز كان دائماً على الفعل المؤذي للعدو، وان البعث الذي يملك المقاتلين والخبرة على مدى خمسة وثلاثين عاماً وظفها لمقاتلة الاحتلال والدفاع عن العراق.
* ما هي برأيك اهم اسرار قوة المقاومة العراقية؟
- كثيرة هي اسرار قوة المقاومة العراقية, ومن ابرزها انها لم تذهب الى استعراض قوتها امام وسائل الاعلام، وان دقة عمل المقاومة وسريتها وتفاعلها مع المجتمع، حرم العدو من اختراق صفوفها.
المقاومة الآن موجودة في كل مناطق العراق في الشمال والوسط والغرب، في الفرات الاوسط والجنوب وقد تمرست في مواجهة العدو، وتوقع في صفوفه خسائر فادحة يومياً.
ومن المفيد هنا القول ان البعث الذي يملك الخبرة والمقاتلين، عدداً وعدة، لم يذهب يوماً للاستئثار بهذه المقاومة رغم دوره المحوري فيها، وبما انه يمثل الطليعة القادرة على قيادة دفة النضال الوطني, الا ان شرف مقاومة الاحتلال وتحرير العراق سيكون لجميع المقاتلين الشرفاء من كل المرجعيات.
* في حال قررت قوات الاحتلال الانسحاب المفاجئ من العراق, كيف ستواجهون هذا السيناريو؟
- رغم التصريحات التي تصدر بين حين وآخر عن بوش واركان ادارته, ورغم المساومات التي حاولت رايس ورامسفيلد اجراءها مع الرئيس الاسير صدام حسين، الا انه بات واضحاً ان المشروع السياسي والعسكري للاحتلال قد فشل فشلا ذريعاً في العراق والمنطقة، بسبب الضربات الموجعة للمقاومة العراقية، لقد بات الطريق مسدوداً امام بوش وادارته، وهناك صراع بين المخطط "الاسرائيلي" الذي يريد تدمير العراق وتجزئته ومخطط بعض اطراف الادارة الامريكية التي تحلم بشرق اوسط كبير، وصار واضحاً ان قوات الاحتلال تبحث الآن عن صيغة للرحيل تحفظ بها ما تبقى من ماء وجهها.
ولا اذيع سراً اذا قلت ان لدينا الجاهزية الكاملة لاعادة فرض النظام في كل مناطق العراق، من خلال الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية التي يتشرف البعث بقيادتها، باقل الخسائر، وان الحديث عن نشوب حرب اهلية هو وهم يسعى الاحتلال واذنابه لترويجه عبر وسائل اعلامهم، ونملك خطة وطنية شاملة اتفق عليها كل الخيرين وفي مقدمتهم البعث من اجل العمل على بناء دولة ديموقراطية تعددية تضمن حرية العراق ووحدته وعروبته, مع طرح حل مثالي للمسألة الكردية ضمن اطار الدولة المركزية.
* تتواصل جلسات محكمة الرئيس صدام حسين ورفاقه, كيف ترون انعكاسات هذه المحاكمة على الشارع العراقي؟
- ان اختيار قضية الدجيل لمحاكمة الرفيق القائد صدام حسين ورفاقه يأتي ضمن مخطط مدروس لاظهار القضية في اطار طائفي، وليست محاولة اغتيال لرئيس الدولة من جهة مدعومة من الخارج.
لكن الادلة والوثائق والشهود قلبوا مجريات المحكمة والذين خططوا لها، واظهرت انها مؤامرة من حزب الدعوة المرتبطة بايران.
قبل ان يظهر شهود الدفاع بالشكل الذي ظهروا عليه, سبقت ذلك حملة اعلامية مدروسة تتحدث ان بعض اعضاء القيادة سيشهدون ضد الرئيس صدام حسين لزعزعة القناعات, الا ان مجريات المحكمة اعادت الامور الى نصابها.
وقد فشلت قوات الاحتلال واعوانها في اظهار تجربة حكم البعث في العراق وكأنها تجربة طائفية, لان المعروف لكل الناس ان سبعة وثلاثين قيادياً من اصل خمسة وخمسين هم من الشيعة.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home