Saturday, July 08, 2006

المصالحة الصفوية في العراق ومؤتمر إيران الصفوية في طهران

(3)

بسم الله الرحمن الرحيم
الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية
إنّا لا نخلو من كذّابٍ يكذب علينا ولقد أصبحنا وما من أحدٍ أكثر عداوةً لنا ممَّن ينتحلون إسمنا

الإمام جعفر الصادق (ع)

البيان الثاني عشر

المصالحة الصفوية في العراق

ومؤتمر إيران الصفوية في طهران

يا أبناء شعبنا الصابر
مشروعان صفويان في بغداد وطهران. يتجسَّد الأول بمشروع مصالحة شياطين الكتلة الصفوية الملطخة أيديهم بدماء أغلى النفوس من أبناء شعبنا، بشروطها الصفوية المخزية وتريد هذه المصالحة مع مجموعات بطلة من رجال مقاومتنا الوطنية المسلحة من الذين لم تكن أيادي مقاتليها ملطخة بدماء الصفويين وجنود الإحتلال. فكم هي دعوة تافهة تليق بأفواه الصفويين من أمثال موفق الربيعي والطبطبائي الأب والإبن والإشيقر وصولاغ والعامري لقتل وطنية من يصدق أقوال الشياطين في بغداد وطهران. أما المشروع الثاني فهو المؤتمر المقرر عقده يوم 8 تموز 2006 المقبل في طهران الصفوية.

إن الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية. ترى في المشروع الأول مشروعاً أمريكياً طرحته حكومة الصفويين في بغداد، وقد حظي بترحيب جميع مكونات الإئتلاف الصفوي الدموي خونة آل البيت وأرخص أدوات الإحتلال. وقبل بها بعض العراقيين ظناً منهم بأن الدعوة ستكرس إرساء دعائم السلام والحوار والوفاق الوطني بين مختلف مكونات أبناء الشعب العراقي.

لقد بلغت هذه المسرحية ذروتها بطبول الملالي من المعممين ولاغفي فضلات المحتل من غير أن نسمع من أي طرف من أطراف المقاومة الوطنية المعروفة عن هذه المصالحة وشكلها، وبين من ومن؟ ومتى وكيف؟ أية مصالحة هذه التي تريد أن تتم من قبل سلطة تحكم من على كراسي منصوبة على ركائز الحقد والكراهية وروح الإجرام وحكام مختبئين كالجرذان في منطقة الخضراء المزروعة بأسلحة القتل والدمار لتمزيق وحدة العراق، سلطة من دون سيادة، وحكومة من دون دولة ووزراء بدون صلاحيات مع أجهزة فاسدة وجيش من مليشيات صفوية مجرمة تدير عملياتها الإجرامية بواسطة رجال المخابرات الإيرانية بموافقة أمريكية.

إن المصالحة الوطنية يجب أن تتم بين الوطنيين مع الوطن والمفاوضات بين المحتل والعراقي الشجاع حامل البندقية من رواد الحرية الحقيقية للبلاد. لا مصالحة مع المجرمين الصفويين في العراق وإيران. وإذا كان هناك خلاف بين المقاومة الوطنية المسلحة وبعض الأطراف الوطنية تقاوم الإحتلال بوسائل سلمية أو ربما مع الأكراد من شعبنا في كردستان العراق فذلك شأن وطني داخلي أما قتال الشجعان مع التيار الصفوي وقوات الإحتلال هو قتال مبارك من السماء مع من يريد أن يقطع جسد العراق من جنوبه أو يذل شعبه.

وكذلك نرى من الحكمة أن لا نغالي بفشل السياسة الأمريكية في العراق أكثر مما سببتها لها المقاومة الوطنية من خسائر بالأرواح والمعدات. أونتجاهل ما حققتها من نجاح في ما يخص أهدافها الإستراتيجية في المنطقة. ومن الخطأ أيضاً أن نتهم السلطات الصفوية الحاكمة منذ الإحتلال بالفشل في حل مشاكل الشعب العراقي، لأنها أصلاً وصلت للحكم لتحقق نجاحاً باهراً في إرتكاب جرائمها الجماعية وتكثيف الفساد ومضاعفة المفسدين وتصعيد مساعيها لتزيد المشاكل في العراق لصالح اسيادهم الصفويين في إيران ونفذت ذلك بجدارة فائقة.

ونود أن نشير أيضاً بأن المقاومة الوطنية المسلحة تحتاج الى جناح سياسي يمثل مختلف فصائل المقاومة لوضع برنامج سياسي بصوت وطني يوحد الجميع بفعل سياسي مقاوم يرفض كل تبعيات الإحتلال دون شروط ويدعو كافة الفصائل والقوى السياسية الرافضة للإحتلال للتحاور معها. لإيجاد آلية عمل مشتركة تنهض بالمهمة الوطنية الشريفة وهي طرد الصفويين و"الإرهابيين" بالمفهوم الوطني العراقي لا "الإرهابيين" بالمفهوم الصفوي، ثم الإحتلال بعيداً عن أرض العراق. وتحاول أن تعيد النظر في سياساتها لا سيما مع الإحتلال خلال الفترة المقبلة للإتفاق معها على وضع جدول زمني يتحقق خلاله الإنسحاب الكامل وإعادة السيادة الى ممثلي الشعب الحقيقيين بموجب إنتخابات حرة بعد تطهير الدستور مما فيه من بصمات صفوية إنفصالية فاسدة.

وفي الوقت الذي لم نجد أي مفاوضات أمريكية مع السلطات الصفوية ومرتزقة الإدارة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية أي منذ الإحتلال وحتى يومنا هذا بهدف رسم أبسط أشكال العلاقة التي من المهم أن ترسمها الإدارة الأمريكية مع السلطات العميلة لها لتحديد مسار عملها على الساحة العراقية اليوم ولو بالحد الأدنى. نرى إن الأوان قد آن بأن تغيير الإدارة الأمريكية سياستها مع القوى الوطنية الرافضة للإحتلال لخلق علاقات متوازنة بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، من أجل إيقاف العداء المتنامي من معظم العراقيين للولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة إحتلالها للعراق، وتحقيق علاقات ودية بين الشعب الأمريكي والشعب العراقي. وقد أكدنا أكثر من مرة بأن الصفويين ومرتزقة إيران وعملاء واشنطن لم يكونوا أكثر من عمال رفع أنقاض، أما الرجال, رجال بناء الدولة والسياسة الوطنية الحقيقية. هم المقاومون الشجعان التي لابد بالنتيجة أن تستجيب أمريكا لكامل شروطهم عندما تقرر الإنسحاب من العراق. وينهوا بذلك أبطال بلاد الرافدين والى الأبد آخر جيل من عصور الحزن والأسى الذي عاشه شعب العراق ويعيدوا إبتسامة الحرية والسلام والإستقرار على شفاه جيلنا الجديد من اطفال وشباب بإذن الله.

إما المشروع الثاني التي يتعلق أمره بمؤتمر دول الجوار العراقي المزمع عقده في طهران بالإضافة الى مصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بخصوص الأمن في العراق. إن المؤتمر لم يكن بالنسبة لإيران سوى تعبير عن حرصها على إستمرار نفوذها الصفوي في العراق والسعي لتوسيعه في المرحلة القادمة. ولتخفيف الضغوطات الدولية والإقليمية المتعددة الإتجاهات التي تمارس ضدها. وهي محاولة لخلط الأوراق لرفع رصيدها التفاوضي مع دول أوروبا. وإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بأن لطهران في العراق والمنطقة مآرب شتى، لكنها مخطئة إذا ظنت بإمكانها أن تساوم الإدارة الأمريكية عليها لأمد طويل.

والمؤتمر بالنسبة للولايات المتحدة ربما ستوفر لها وقتاً مناسباً لإستكمال متطلبات حربها القادمة مع ملالي إيران الصفوية.

وفي ما يخص دور دول الجوار وجمهورية مصر العربية والجامعة العربية نسأل ماذا كانت فائدة العراق من مؤتمر الوفاق والمصالحة الذي أطلقته الجامعة العربية ونفذت الحلقة الأولي منه في القاهرة وتأجلت أخيراً حلقته الثانية وهل سيكسب من مؤتمر طهران الصفوية شيئاً يستحق الذكر؟ وإذا كان الهدف من حضور الجامعة العربية والبلدان المجاورة للعراق تحجيم الدور الإيراني الذي آخذ في التعاظم بعد الغزو في العراق ودول المنطقة ستجد إن مساعيها كانت هواء في شبك. والهيئة العراقية للشيعة الجعفرية لا تريد أن ترى حتى دولة عربية واحدة تستدرج من قبل إيران الصفوية لتجعل من الصراع الوطني العراقي مع التيار الصفوي صراعاً عنصرياً بين إيران الصفوية والعرب. في الوقت الذي هناك صراعاً هائلاً بين إيران دفاعاً عن صفويتها المتخلفة وبين الولايات المتحدةً حمايةً لمصالحها الإستراتيجية المهددة من قبل ملالي إيران الصفوية في المنطقة.

والأهم من كل ما تقدم بالنسبة للعراق. فإن المؤتمر الذي سينعقد في طهران الصفوية لا يمكن له أن يقدم للعراق شيئاً أمام إمتدادات أذرع الأخطبوط الإيراني وإنتشار سرطانه في العراق، إن الطرف الوحيد الذي يمكن أن يقدم للوطن الشيء الكثير هو المقاومة الوطنية المسلحة وحكمة الوطنيين الأحرار من الطائفة الجعفرية والسنية وأهلنا في كردستان العراق والتركمان ومن بقية مكونات شعبنا الذي لا يقهر بإذن الله.

Al_jafariah@hotmail.com

الجمعة 11 جماد الثاني 1427 / 7 تموز 2006

المصدر: شبكة البصرة

للعودة الى الصفحة السابقة

للذهاب الى الوثيقة الثانية

للذهاب الى الوثيقة الثالثة

للعودة الى الوثيقة الاولى

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker