من" الشهيد" في العراق إلى "الحفيد" في مصر..!: للأستاذ عبد العظيم مناف
من" الشهيد" في العراق إلى "الحفيد" في مصر..!
أرجو أن تدقق يا أبا جاسم في صديقي المسكين وهو يتأمل مخاوف العلوج من طفولته المغروزة بالحب بجدي صدام حسين..!!
عبد العظيم مناف*
من «الشهيد» في العراق إلى «الحفيد» في مصر... من الشهيد «مصطفى قصي صدام حسين» إلى الحفيد « محمد علاء حسني مبارك » .
أخي الحبيب محمد علاء مبارك: تحية الأخوة والنخوة.. العروبة والرجولة.. الانتماء والفداء.. الأداء والعطاء. أكتب إليك هذه الرسالة وأنت تستعد - حفظك الله ورعاك - لاستقبال عام دراسي جديد. فكل عام وأنت بخير وكذلك قطرنا الحبيب مصر وشعبنا العربي المصري وأمتنا العربية الواحدة.. ذات الرسالة الخالدة. أخي الحبيب محمد.. تعلم أن كل أم وهي تستعد لاستقبال عام دراسي جديد تستعيد ذكريات البدايات والبراءة في الطفولة بين ملابس الحضانة، وكراسات السنوات وشارات السيارات، بين المنزل والمدرسة. تحتفظ بملابس الطفولة وصور البراءة. وأدوات البداية ولحظة إعداد الإفطار وكوب الحليب، وزجاجة الماء. ولأن للأمهات ومنهن الماجدة الوالدة - حفظك الله لها وبها- قلوبا مرهفة، ولأن أدواتي وملابسي وكراساتي وشهاداتي سوف تشاغل أمي وهي تعد لانتظام إخوتي في دراستهم، مع بداية عام دراسي جديد يملأ قلوب الأمهات فرحة بينما أمي تبحث عني في كل وجوه زملائي فلا تجدني في المقعد الذي اعتادت أن تراني فيه داخل سيارة المدرسة، ولا في الساعة التي اعتادت عودتي فيها، ولا بين الأصدقاء في نفس الصف، ومن نفس الشارع والحي، ولا أمام المعلم الذي يثني علي النجابة في الإجابة. تحصيلا واستجابة. أخي محمد.. حفظك الله ورعاك، وسدد في التحصيل والتوفيق خطاك- أكتب إليك هذه الرسالة، وكانت موجهة لصديق بالحبانية لكني وأنا استعد لكتابة عنوانه خرجت أتسلم صحيفة «الجمهورية» من شرفة منزلنا الذي يطل علي مطار «المثني» فوجدت صورة زميلي منشورة علي الصفحة الأولي يجلس القرفصاء عاريا وبندقية آلية أمريكية في يد قرصان أمريكي مصوبة نحو صديقي. تجدها مع خطابي هذا للاطلاع والاضطلاع بما تراه معبرا عن نخوة الأخوة، ورجولة العروبة وحمية القومية. ولما كان صديقي قد أُسر فكان لابد أن أرسل خطابي إليك لتراسل أمي. أنت وأصدقاؤك في الصف والحي والمدرسة والمنطقة. ففي كلماتك وأصدقائك أشقائي - حفظكم الله جميعا - مواساة تكفكف دموعه ، أو تخفف آلامها ، وتداوي جراح قلبها وكبدها انفطارا وانشطارا. ولأني أعرف من جدي أن مصر احتضنته في شبابه فعشقها، وجدك وجدتك حفظها الله يعرفان جيدا «الحبانية والمثنى» قاعدة ومطارا.
لقد فضلت أن أرسل إليك رسالتي اختيارا وليس اضطرارا. لأن جدي روي في قلوبنا وعقولنا حب مصر العروبة. فترعرع الحب وأينع الفكر. وأذكر من كلمات (جدي) عن مصر قوله: (إن لأبناء مصر مكانة خاصة في نفسي، ولهم مكانة خاصة لدي القيادة، بل ويفترض أن تكون لهم هذه المكانة الخاصة لدي العراقيين. لأن صدام حسين سنة 1959 عندما ضرب عبدالكريم قاسم اتجه إلي سوريا تخلصا من المطاردة، وفي سوريا ظل ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك رأت السلطات في مصر أن ننتقل إلي إقليم مصر ضمن الجمهورية العربية المتحدة التي كانت قائمة في زمن الراحل جمال عبد الناصر الزعيم القومي للعرب ككل، فاحتضنتنا مصر ثلاث سنوات، وكان محكوما علينا بالإعدام، وكانت هذه السنوات الثلاث فرصة غير اعتيادية لي لكي أتمعن تفصيليا بخواص أبناء مصر وأتعمق في خواصهم الإيجابية الكبيرة).
أخي محمد - شجعني علي ارسال هذه الرسالة إليك حفظك الله ورعاك أن (جدي) كان يحدثني عن (جدك) كثيرا خاصة أيام مجلس التعاون الرباعي حين كان يزورنا، وأنه كان قد عاش وجدتك في العراق خلال مهمته في قاعدة «الحبانية» الجوية. وحين عدت لاستعراض الصحف الرسمية في مصر العروبة فترة القادسية - الحرب العراقية الإيرانية- كانت صورة (جدي) تتصدر الصفحة الأولى بالتناوب مع (جدك) إشادة بقيادته، ودفاعا عن العراق لا فرق بين صحيفة (الجمهورية) في العراق أو (الأهرام) في مصر، وهذه مواقف لا تنسي، لقد كان جدي يحدثني كثيرا عن مصر وجدي (جمال عبدالناصر) ، ومعركة تأميم القناة وبناء السد، ويحيي المشد، وبورسعيد ورجال الصعيد، وأعرف أن جدي (جمال عبدالناصر) كان يقول عام 1958 عند قيام الثورة (إن أي عدوان علي العراق هو عدوان علي مصر) ووقف ضد روسيا – خروشوف ، وأمريكا أيزنهاور .
«أبو جاسم» - علي فكرة نحن نقول لـ «محمد» «أبو جاسم»- نحن نعرف أن جدي (جمال عبدالناصر) من «بني مر» محافظة أسيوط ، وأنت من «كفر المصيلحة» محافظة (المنوفية) ، بلد شهداء دنشواي، وهي نفس محافظة جدك (السادات) الذي صافح وصالح الصهاينة . فهل تعرف انني من «العوجة»، محافظة «صلاح الدين» نسبة إلى جدي الناصر (صلاح الدين- ابن تكريت- وأننا ننتمي إلي «عشيرة - البوناصر» كما أني سمعت أن (جدك) قد ألقي خطابه الانتخابي في حديقة الأزهر ما بين قلعة جدي «صلاح الدين» وجدي «الحسين» رضوان الله عليه، وقد حكي جدك عن منجزات فتراته الأربع الرئاسية وقال: (معا استكملنا تحرير كل شبر من أرضنا) (عادت مصر لتتبوأ مكانتها في الوطن العربي) (رفضنا الضغوط التي حاولت النيل من سياستنا) (حافظنا علي السلام بعيدا عن مغامرات تقامر بأبناء مصر ومستقبل الوطن) فهل ذكر (جدك) شيئا عن أعمامي أعمامك العرب العراقيين الذين شاركوا نسور مصر الأبطال الطلعة الأولي فوق قناة السويس واستشهد بعضهم خلال حرب أكتوبر المجيدة، وسرب الطائرات العراقية الحديث الذي بدأ أولي مهماته القتالية فوق قناة السويس وأسهم في تحقيق النصر؟ وهل حقا لم يذكر جدك شيئا عن دور العراق في استعادة مصر لعضويتها الكاملة في الجامعة العربية في خطابه الترشيحي بجوار قلعة جدي «صلاح الدين»؟. وإليك الحقيقة كما رواها (جدي) وكتبها أيضا الصحفي الكبير (محمد حسنين هيكل) في كتابه «حرب الخليج - أوهام القوة والنصر» وهي كما وردت في ص294- 295 كما يلي: ((عندما تلقي الملك «الحسن» موافقة ملوك ورؤساء الدول العربية علي حضور قمة الدار البيضاء، راح يعد تصوره لسير أعمال المؤتمر، وقد بدأت تصله بالطرق الدبلوماسية وغيرها طلبات، أو إشارات بإدراج موضوعات إضافية، وكان أهم طلب تلقاه الملك في هذه الفترة هو طلب دول مجلس التعاون العربي - المكون من مصر والعراق واليمن والأردن- بإدراج بند عودة مصر إلي الجامعة العربية- علي جدول الأعمال. ومضي الملك يعد ما أسماه «سيناريو» العودة، وقد اختار أن يكون عنوان البند الخاص به تعبير «إنهاء تجميد عضوية جمهورية مصر العربية في جامعة الدول العربية» وكانت هذه الصيغة في رأيه الكفيلة بإلغاء الصيغة السابقة التي قررها مؤتمر بغداد سنة 1979، وهي «تجميد عضوية جمهورية مصر العربية في جامعة الدول العربية» وكان تقديره أن ذلك النص يعيد الأمور إلي نصابها، ويجعل سجلات جامعة الدول العربية متسقة مع بعضها، ثم كان تصوره «للسيناريو» بعد ذلك هو أن يجتمع وزراء خارجية دول الجامعة - دون اشتراك وزير خارجية مصر- ثم يناقشون قرار العودة ويوافقون عليه، ومن ثم توجه الدعوة لوزير خارجية مصر لكي ينضم إليهم في مناقشة بقية بنود جدول الأعمال، ثم يقدم وزراء الخارجية مشروع جدول أعمالهم، المقترح إلي اجتماع تمهيدي للقمة فتناقشه وتوافق عليه، ثم يقوم الملك بوصفه رئيسا للقمة - كرئيس للدول المضيفة- بالاتصال بالرئيس «حسني مبارك» داعيا إياه إلي الاشتراك في أعمال القمة. وفي ذلك الوقت كان الرئيس «مبارك» في رحلة من القاهرة إلي عمان، ثم من عمان إلي بغداد- الكلام ما يزال للكاتب الكبير «هيكل»- ثم تلقي الملك «الحسن» رسالة من الرئيس «صدام حسين» يقول فيها «إن دول مجلس التعاون العربي تري أن رئيس جمهورية مصر العربية لا يستطيع أن يجلس بجوار التليفون في انتظار مكالمة من المغرب يسافر بعدها إلي الدار البيضاء، وأن هذه الدول تري أنه لابد من اشتراك رئيس مصر في القمة من الدقيقة الأولي لبدء عملها. وكان رأي الخبراء القانونيين المحيطين بالملك أن هذا المطلب مستغرب، فلابد من إجراءات تثبت بالوثائق المكتوبة في سجلات الجامعة إنهاء تجميد عضوية مصر بمقدار ما أثبتت بالوثائق المكتوبة قرار تجميد عضويتها في بغداد، وقال الملك لخبرائه «إنه في الظروف الراهنة مهتم بالوقائع أكثر مما هو مهتم بالوثائق» وقد لاحظ الملك أنه في ذلك الوقت بالتحديد صدر عن رئاسة الجمهورية السورية في دمشق بيان رسمي يرحب بعودة مصر إلي الجامعة العربية. وانعقد المؤتمر في موعده، وشاركت مصر منذ الدقيقة الأولي في أعماله، وطغي اشتراكهاعلي بقية بنود جدول الأعمال وغطي عليها)). انتهي الاقتباس من كتاب الأستاذ «هيكل». ونعود للخطاب والبعد عن المغامرات والمقامرة بأبناء مصر. فهل حقا لم ترد في خطاب الترشيح أي كلمة أو عبارة عن العروبة أو الوحدة أو القومية؟ أعرف أن دستور مصر ينص في مادته الأولي وفي الباب الأول علي أن: (جمهورية مصر العربية دولة نظامها اشتراكي ديمقراطي يقوم علي تحالف قوي الشعب العاملة، والشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل علي تحقيق وحدتها الشاملة). فهل فعلا لم ترد في الخطاب كلمة واحدة عن «الوحدة» رغم نص الدستور أو «العروبة» بالتناقض مع المادة الأولي أو القومية، أم أن تعديل المادة 76 الشكلي جمد أو ألغي أو عدل أيضا المادة الأولي من الدستور وما تفسير غياب هذه المفردات في كل خطاب؟ وهل حقا أن جدك أستقبل عشية بداية حملة التجديد الخماسية صهيوني السداسية الإرهابي الصهيوني «باراك» الذي ارتدي ثياب امرأة حين اغتال الشهيد «كمال ناصر» في بيروت؟ وما هذا الاختيار توقيتا وفقدان توفيق للمستشارين، وماذا لو كان اللقاء قد ألغي أو أجل إذا كانت الضغوط الأمريكية لا تقاوم . والتعليمات الأمريكية لاترفض، والتدخل في شئون مصر أمريكيا واقع؟ أخي محمد حفظك الله ورعاك: سمعنا أن أمريكا لم تتعاون في تحقيق سقوط أو إسقاط طائرة مصر للطيران الرحلة رقم 990 المتجهة من «نيويورك» إلي «القاهرة» في 31 أكتوبر 1999 قرب السواحل الأمريكية علي بعد 60 ميلا من الساحل الشرقي لـ «مساشوستس» وفقد جميع من عليها وعددهم 217 راكبا من بينهم أكثر من ثلاثين كادرا عسكريا من رتب عالية بعد دورة هامة وتخصصات نادرة ، ولم يعرف حتي الآن ماذا وكيف حدث وماذا عن ركوب هذا العدد من النشامي العسكريين طائرة واحدة ؟ وبنص تقرير الحادث الصادر عن موقع هيئة الاستعلامات في مصر علي الانترنت. يقول التقرير: تم حصولنا بصعوبة بالغة وبعد ستة أشهر من الحادث علي تقرير قائد الطائرة الأردنية التي كانت تطير بالقرب من نفس منطقة الحادث بحوالي ثلاث ساعات قبل سقوط الطائرة المصرية والذي تضمن مشاهدة الطيار الأردني لكرة من اللهب علي بعد حوالي خمسين متراً من مقدمة طائرته. وقع الحادث في منطقة عسكرية كانت قد وجهت الطائرة للطيران خلالها.. تضاربت المعلومات الواردة إلينا عن خلوها من العمليات العسكرية أثناء مرور الطائرة بها.. ويروي التقرير تعنت أمريكا وإخفاء معلومات هامة فيقول التقرير: (عدم إتاحة معلومات مهمة كان قد طلبها فريق التحقيق المصري لازمة وضرورية لاستكمال التحقيق بحجة أنها معلومات سرية غير قابلة للتداول). وهو ما استعاد في الذهن اغتيال العالمة الكبيرة عمتي «سميرة موسى» بحادث سيارة في ولاية «كاليفورنيا» عام 1952، وفي أغسطس/ آب أيضا بينما نجا مرافقها الهندي؟. فهل هذه قضية يمكن السكوت عنها أو ابتلاع أكذوبة السرية في كارثة كلفت مصر أرواحا طاهرة. مدنية وخبرات عسكرية نادرة ؟. وعلي ذكر الطائرات وقرصنة أمريكا المتصهينة: ماذا حدث في شأن الطائرة المدنية المصرية التي أنزلت في قاعدة عسكرية أمريكية في صقلية إجبارا بواسطة مقاتلات القرصنة الأمريكية، وحين سأل قائد الطائرة المصرية قرصان القاعدة الأمريكي عن القانون الذي يخول القرصان إجبار طائرة مدنية علي الهبوط في قاعدة عسكرية، أجاب القرصان الإرهابي الأمريكي المتصهين قائلا: ( قانوني أنا) وعندما طلب من «ريجان» الاعتذار لشعب مصر رفض ريجان وتباذأ متطاولا بألفاظ خارجة ضد الرئيس ثم ماذا عن طائرة شرم ولن نقول تفجيراتها التي سبقت خطاب الترشيح؟ لقد شهدت الفترة زلازل وهزات وحرائق وتفجيرات بدأت باحتلال «بيروت في 4/6/1982» مع الأشهر الأولي لبداية الولاية الأولي، وشهدت مصر زلزالا غير مسبوق في الولاية الثانية، واحُتلت، العراق والكويت في بداية الولاية الرابعة. أخي محمد: سمعت أن خطاب الترشيح قد أعلن التضامن مع العراق حتي يتجاوز محنته ليعود عضوا أصيلا في النظام العربي . فهل من العودة الأصيلة حضور رئاسة وحكومة عميلة قمة «شرم الشيخ» وتبادل سفراء مع حكم رئاسة وحكومة العملاء وحضورهم قمم شرم الشيخ السابقة والمنتظرة المتعثرة؟ ولماذا لم يكن هذا الحرص حين كان الحل ممكنا بشهادة الملك حسين والملكة نور في كتابها «نفحة إيمان» الذي كشفت فيه أطراف المؤامرة فاستثارت حمق وحنق كتبة السبت من إبراهام وبقية الغلمان سعدة وسعد وسعاد؟ أخي محمد.. إن السفير «جوزيف ويلسون».. القائم بالأعمال الأمريكي في بغداد في 1990 يعترف بأن العراق بدأ انسحابا بعد زيارة الملك حسين، ومن نفس محضر الاجتماع بين (جدي الرئيس صدام) حفظه الله ورعاه وبين «ويلسون» ببغداد الساعة الثانية ظهر السادس من أغسطس / آب 1990 وجري الحوار كما يلي: («ويلسون جئت هنا بثلاث أفكار في ذهني تعكس قلق حكومتي» الأولي طبيعة الغزو وتعلمون جيدا قلق حكومتي منه). الثانية: النيات المستقبلية حول السعودية. الثالثة: تتعلق بسلامة المواطنين الأمريكان وخاصة توفير الفرصة للمواطنين الأمريكان للمغادرة ، وكما تعلمون أن الأمريكان حساسون جدا من مسألة أن يمنعوا من المغادرة، وهذا يشمل الأمريكان في الكويت وبرغم الانسحاب). ويمسك جدي صدام الخيط بفطنة وشجاعة فيقول لـ «ويلسون»: (كيف تقول إنه لم يحصل انسحاب ثم تقولون شيئا آخر بعد ذلك) كان القائد الأعلى (صدام حسين) قد أمر بسحب القوات وانسحب عشرة آلاف جندي فعلا لكن بيان الإدانة الذي أصدره عصمت وزير الخارجية -أنئذ- الذي صدر قبل ساعة ونصف من اجتماع وزراء الخارجية الذي كان سيبحث الحل، فعقد بيان (عصمت) المشكلة، وكان البيان جزءا من موقف حددته أمريكا مقدما ونفذه (عصمت) ، وكشفته برقية نشرتها جريدة (الأهالي) الغراء لسان حال حزب التجمع برئاسة تحرير المرحوم «فليب جلاب» علي الصفحة الأولي ونقلا عن الجريدة ونصا جاءت البرقية كما يلي: (الشيخ سعد: نحضر الاجتماع بنفس شروطنا المتفق عليها، والأهم بالنسبة لنا مصالحنا الوطنية (!!) ومهما ستسمعونه من السعوديين والعراقيين عن الأخوة والتضامن العربي لا تصغوا إليه، كل واحد منهم له مصالحه. السعوديون يريدون إضعافنا واستغلال تنازلنا للعراقيين لكي نتنازل لهم مستقبلا عن المنطقة المقصودة والعراقيون يريدون تعويض حربهم من حساباتنا. لا هذا يحدث ولاذاك وهذا رأي أصدقائنا في واشنطن ولندن والقاهرة. أصروا في مباحثاتكم، نحن أقوي مما يتصورون، تمنياتنا بالتوفيق ..إمضاء جابر) .. وكانت البرقية قد أرسلت بالشفرة عبر (سفارة الكويت بجدة) أثناء اجتماع 31 يوليو/تموز بين نائب مجلس قيادة الثورة الأخ عزة إبراهيم وسعد في جدة. فهل مازالت الأخطاء مستمرة؟ وعلي ذكر ((الكويت)) هل سمعت أو قرأت ما نشرته صحيفة (الرأي العام الكويتية) أن شابا انتحر بسبب أنه من الـ «بدون» أي الذين لا يحملون جنسية وهي حالة تنفرد بها الإمارة ضئيلة الكثافة عديمة السيادة ، عليلة السياسة ، وهي الكيان الوحيد الذي يصنف المقيمين فيه إلي ثلاثة أنواع «حامل جنسية، مجنس ، بدون » ..
كان عراقكم قبل الغزو والاحتلال لا يطلب تأشيرة ولا يمنع إقامة أو يحجب عملا عن أي عربي. أخي (محمد - أبا جاسم) .. هل سمعت أن قراصنة وصهاينة وغربان الاحتلال عطلوا عدادات النفط بغرض النهب بالمليارات؟ ومع ذلك فإن الحكومة ورئيسها والحاكم العملاء رصدوا لكل عراقي يقتل مليوني دينار أي ألف دولار، والجريح والمتضرر ما بين مليون، ومليون ونصف المليون أي ما بين سبعمائة وخمسين، وخمسمائة دولار .. بينما كان (جدي صدام) - حفظه الله ورعاه - يُكرم أسرة الشهيد العربي الفلسطيني بخمسة وعشرين ألف دولار و المتضرر جرحا أو هدما ما بين خمسة وثمانية آلاف دولار.. ورغم الحصار وبمجرد الإخبار وليس بعد بحث ومساومة النخساء التعساء العملاء فيما يسمي وزارة حقوق الإنسان ، تستغرق في البحث شهورا وربما سنين؟ وهذا هو الفارق بين الفارس (جدي صدام) - حفظه الله ورعاه - وبين الرئيس العميل النخس النحس البؤس اليأس . وهو نفس الفرق بين السيادة والتبعية . وإذا كان الدستور المصري قد تم تعديل مادته رقم 76 فهل تعدلت المادة الأولي بشأن عروبة مصر حيث لم يرد في الخطاب كلاما إلا عن الحكومة العميلة. وهل تم تعديل (ميثاق الجامعة العربية) أيضا الذي ينص علي أن العضوية للدولة المستقلة ؟ ماذا حدث يا أبا جاسم ؟ وألا يكفي ما حدث؟
وما علاقة الترشيح للولاية الخامسة بالحكم العميل في العراق ؟. وهل حقا غاب المثقفون والثقافة عن الخطاب الترشيحي وأن بعض الكتاب والصحفيين ومنهم الأستاذ «حمدي رزق» قد استفزه الغياب أو تجاهل الخطاب فكتب يقول ضمن عمود كامل في صحيفة «مصر اليوم» بتاريخ 20/8/2005 تحت عنوان «لماذا لا يحب مبارك المثقفين»؟! مايلي:- (لم استغرب أن يخلو البرنامج الرئاسي من كل ماهو ثقافي لأن المثقفين غائبون عن المشهد السياسي ولولا الزعيق الأخير لأحمد فؤاد نجم لكان الغياب فادحا حتي عند الحديث عن حرية التعبير فقد قصد بها الرئيس حرية التعبير الصحفية وليس الإبداعية ثم يذهب الرئيس مباشرة، أو غير مباشرة إلي هموم المثقف المصري ومعاركه مع الرقابة التي أصبحت طبقات تكاد تخنقه وتطلع روحه. نسي الرئيس ان يقدم للمثقفين مشروعا ثقافيا متكاملا يرسم علاقة الدولة بالثقافة في المرحلة المقبلة، ولم نجد في ثنايا خطابه وبين سطوره أي إلحاحات تجيب عن دور الدولة ثقافيا في الولاية الخامسة، وكيف ستتم صياغة الدور الثقافي للدولة). أعرف أن (جدتك) حفظها الله تهتم بالثقافة وترعي القراءة وتؤسس المكتبات الكبرى . ومنها مكتبة (الإسكندرية) ، وقد أسهم (جدي صدام) - حفظه الله ورعاه - بواحد وعشرين مليون دولار، رغم الحصار وهو أكبر رقم يليه تبرع الإمارات بعشرين مليون دولار فقط . وأصر (جدي) على أن يكون رقم مساهمة العراق أعلى رقم تقديرا وحبا لمصر وأهل مصر، وربما لا تعلم يا شقيقي محمد أن (جدي صدام) كان (رئيس مكتب الثقافة والإعلام) بالحزب وكان دائما يحدثنا عن مواقف جدي الزعيم (جمال عبد الناصر) وانتصار 1956 علي العدوان الثلاثي، وتأميم القناة وبناء السد، وطهارة اليد ، ورفض مقابلة (جورج طومسون) وزير خارجية بريطانيا بسبب إعلان الأخيرة الأحكام العرفية في (عدن) ، وليس كما هو اليوم مع (جدك) يبارك غزو العراق واحتلاله .. ويعترف بالرئيس العميل والحكومة العميلة. فأي جهود تلك التي تبذل لحساب هؤلاء العملاء ، وأي صف وأي مكانة وأي عروبة تلك التي تتقطر على جبين (جدك) !! فالهوة شاسعة بين (العدوان الثلاثي) ومواقف جدي الزعيم (عبد الناصر) ، و(العدوان الثلاثيني) علي العراق .
يا «محمد» دخلت بك في متاهات لكنها الثقافة القومية التي حرص (جدي) علي عدم غيابها في كل خطاب واعتزازه بالعروبة في كل موقف ومحفل وإشادته ( بمصر جدي جمال عبد الناصر) والشعب والأرض .. وهل تعلم كثيرا ما حدثني (جدي) عن الدقي ومقهى «انديانا» ومسجد (جدي صلاح الدين) - بالمنيل بالقرب من الجامعة المماثل في التصميم لمسجد «أم الطبول» في بغداد . فهل حقا تقابله اليوم بفضل ( جدك) على الضفة الأخرى من نهر النيل مستوطنة العدو الصهيوني لتفصل بين الجامع والجامعة - أي جامع صلاح الدين وجامعة القاهرة ؟
أخي محمد.. كل عام وأنت بخير بمناسبة العام الدراسي ولا تنس أن تكتب لأمي أو جدتي أنت أو الماجدات المصريات أو النشامي الجدد جيل العروبة والمقاومة والمقاطعة والنصر. من دجلة والفرات إلي النيل والأبيض والأزرق، ومن «الكرخ والرصافة شطري دجلة» إلي القاهرة والجيزة شطري النيل.
تعلم أني استشهدت وعمري 14 عاما مع أبي وعمي فمواساة أمي وجدتي في خطاب أو كتاب واجب قومي قبل أن يكون إنسانيا وأخوة قبل أن يكون نخوة. فالى جدة أمي كريمة جدي «ماهر عبد الرشيد» وجدتي كريمة جدي «خير الله طلفاح» مؤلف كتاب «خير أمة أخرجت للناس» في خمسة أجزاء مباهيا بعروبته، وهي- الماجدة جدتي- قرينة جدي أبا الشهيدين عدي وقصي. أبي وعمي رفيقي في جنة الخلود ورحلة الصعود. وعماتي الماجدات رغدورنا وحلا، وزهي حديد مصممة المقر الأوروبي، والعالمة هدي عماش، ورحاب طه يكملن دور عمتي الماجدة الشهيدة «سميرة موسي» من القطر العربي المصري. كان عمري لحظة الصعود إلي مرتبة شهداء الخلود 14 عاما وهي عمر الحصار أيضا 14 عاما قبل الاحتلال، وبمناسبة الصواريخ الموجهة من المقاومة علي السفن المحتلة في « العقبة» وإيلات» فإن الحكومة الأردنية قد فتحت ملفات 14 تنظيما أيضا وتتعقب ثلاثي الحضارة والجسارة والجدارة «مصري سوري عراقي»، وأن عدد السفن في المناورات التاريخية الصينية الروسية 14 سفينة أيضا، ويذكر كل عربي أن الموساد حاولت اغتيال المناضل الكبير (خالد مشعل) في الأردن، وأصر الملك (حسين أبو عبد الله) علي معرفة ترياق العلاج من الموساد لأن ذلك الموقف يحرج الملك. كان تبرير الموساد للاستجابة بتعبير الجهاز الصهيوني: أن العلاقات معه مهمة لنا لأن الأردن - الدولة - هي بوابتنا علي العراق وسوريا وإيران ومصر، ومن هنا أيضا كانت عملية (إيلات) .. وبمناسبة (إيلات) هل حكي لك أحد كالماجدة جدتك مثلا المهتمة بالثقافة والتثقيف عن عمليات الزهو للمخابرات العربية المصرية بالتعاون مع العراقية والفلسطينية في تفجير ميناء إيلات، بأبطال نشامي الضفادع البشرية أثناء حرب الاستنزاف المجيدة فترة جدي جمال عبد الناصر.. أخي (محمد) كيف حال أسرة الشهيد اللغز، العالم الفذ الدكتور (يحيي المشد) وكانت أسرته قد قابلت (جدي) حفظه الله ورعاه وعرض عليهم الإقامة معنا في القصر الجمهوري العائد حتما وبإذن الله وبطولات المقاومة الباسلة. بالمناسبة هل تعرف أن لجدي ثلاثة نواب: جدي البطل عزة إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وجدي البطل طه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية، وجدي طه محيي الدين معروف نائب رئيس الجمهورية، وهل تعرف جدي البطل سمير النجم الذي كان سفيرا في قطرنا العربي المصري الذي ووصل بعدد العرب المصريين في العراق إلي ما يقارب ثلاثة ملايين حقا لهم وواجبا عليهم، دون تفضل أو تطفل من أحد علي أحد. فشيدت صرحا في المباني والمعاني من العراق لمصر وبمصر للعراق؟. وكيف أحوال أهلنا في قطرنا علي ضفتي نيل العروبة وقري العرب ومدن الحضارة وقومية الخصوبة؟
بالمناسبة هل وجد جدك نائبا بين نشامي الملايين السبعين أصلابا لنشامي وأرحاما للماجدات؟ وهل انسحب خطاب (عصا موسى) في الأربعة ملايين ونصف المليون وظيفة علي فرصة نائب أو اثنين في وظيفتين خلال الدورة الرابعة قبل الخامسة والملايين الأربعة أم أن الخمسة ملايين المنصرفة علي تجديد الولاية بالدخول في الخامسة تكفي لمظهرية الخطاب والمناقشة؟
أطلت أسئلتي فهل ستكتب للماجدة أمي في بداية الدراسة. وجدتي أم أن الخوف من السفير الأمريكي والاحتجاج يمكن أن يجعل من كتابة الخطاب ((مغامرات تقامر بأبناء مصر ومستقبل الوطن))؟ والتعبير منقول نصا من خطاب جدك الترشيحي عقب ألقاء الإرهابي الصهيوني «باراك». كنت أري جدي وجدتي متأثرين بزلزال مصر لأنهما عاشا فيها وبها ولها، وكنت أسمع جدي يردد بيتين من الشعر. ليسا من نظمه ورغم أنه يكتب الشعر والقصة والرواية والخطاب السياسي كان بيتاه المفضلان عن مصر وكلما ألم بها ما يكدر صفوها، حفظها الله: (جري السيل فاستبكاني السيل إذ جري وفاضت له من مقلتي سروب وماذاك إلا حيث أيقنت أنه يمر بوادٍ أنت منه قريب) حيا الله العرب ...!!
ختاما يا جدي أحييك به متأكدا أنك من وفاء النيل شربت ومن تمور دجلة أُنجبت.
عزيزي القارئ: استحضر كاتب السطور روح الشهيد الشهير (مصطفي قصي صدام حسين) بعد رؤية الطفل العربي العراقي تحت تهديد قرصان أمريكي منشورة على هذه الصفحات، ولأن الشهداء أحياء بنص القرآن الكريم :
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)
«الاية 169- سورة آل عمران»
*مدير تحرير موقع الموقف العربي
موقع الموقف العربي
0 Comments:
Post a Comment
<< Home