الحياة للعراق.. الحياة للقائد.. ولتحيا المقاومة
عضو القيادة القومية لحزب البعث
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليُثْبتُوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
صدق الله العظيم
إذا كان كفار قريش بالأمس قد تآمروا لمواجهة الحق والثورة المحمدية بقيادة العتاة منهم، فرسموا الخطط وحاكوا الدسائس إلا أنهم خابوا، فانتصر الحق وزهق الباطل. واليوم مع اختلاف المسميات والزمان والمكان وتشعب المداخلات العربية والدولية في مواجهة صوت الحق.. صوت الثورة.. صوت النهضة والتقدم.. صوت المشروع الحضاري العربي والإسلامي في أرض الرافدين، إلا أننا نجد أن المكر والحيل والدسائس كما كانت بالأمس وسيلة من وسائل قوى الباطل لمواجهة الحق فإنها اليوم تعيد نفسها بصيغ جديدة تتمثل بالمهزلة «المحكمة» التي آلا هؤلاء المتقمصون جلد أبي لهب وزمرته وهؤلاء المنفذون لوصايا وتعليمات أبي جهل الجديد القابع في واشنطن. وهكذا تتطابق الحالتان في معيار حكمه تعالى : (ويمكرون ويمكر الله).
فشعب العراق اليوم بات أكبر دراية ووعياً ووضوحاً في تعامله مع لعبة واشنطن المسماة «محكمة الأنفال».
وهاهو يرد كيدهم إلى نحورهم أمام أولئك المتفرجون من الأنظمة المحيطة بالعراق فإنهم ومهما تلاعبوا بالألفاظ والمسميات فإنهم لا يخرجون عن جوقة صمّمت فصول المسرحية واشتركت في تنفيذها ولن ينفعها الندم في الغد ما لم تتحرر من سياسة عصب العيون وصم الآذان، فالتاريخ لا يرحم ولن يرحم كل المعتدين على حق شعب العراق والأمة العربية أو المتفرجين من أولئك الذين ينطبق عليهم قوله سبحانه وتعالى :(ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون... إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون.. ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون).
... حقاً لو أن هولاء يقفون وقفة صدق مع ألذات ليدققوا فيما حولهم وما يدور يومياً داخل قطر العراق من مذابح ومجازر وعنف وتدمير مبرمج من قبل الصهاينة والأمريكان والفرس وما تمثله المقاومة الشجاعة وهي تواجه الاحتلال وشراذمه والتحديات الكبيرة التي تواجه العراق أرضاً وإنساناً مهددة وحدته شعباً وأرضاً في هذا الحاضر المحاط بكافة الأخطار المباشرة وغير المباشرة المفروضة عليه من قبل الأمريكان والصهاينة والفرس وعصاباتهم الغادرة المتنكرة لكل القيم الأخلاقية والمتلبسة بالجرائم الوحشية المرتكبة ضد أبناء العراق بمختلف أطيافهم السياسية ومسمياتهم الاجتماعية والمذهبية.
.. تهديدات تطال الحاضر والمستقبل في العراق، من جهة، وما يتشعب عنها من أخطار جسيمة حقيقية تمتد لتهدد معظم أقطار الأمة إن آجلاً أو عاجلاً من جهة أخرى.
.. حقاً.. لو أن هؤلاء يراجعون مواقفهم لأفادوا واستفادوا!! ومع هذا فإنهم «لا يعقلون» ويحاولون أن لا يسمعون!!
وهنا تكمن الكارثة ظانين أن الفتنة التي تدبر بخبث ودهاء داخل العراق لن تصيب ما جاوره وأن أنظمة الجوار ستنجو من لعنة هذه الفتنة الصفوية الفارسية ومن الغث العرقي الذي يمثلهم عملاء الصهاينة في شمال العراق وعلى رأسهم قوى الطاغوت العنصري العشائري القبلي الخبيث ورمزاه «الطالباني » و«البرزاني».
وإذا كان مجرم الحرب بوش ومعه بيادقه ودماه من العملاء داخل العراق قد بدأوا لعبتهم التآمرية «بالكذبة» الشهيرة حتى وصلوا اليوم وبعد أن تكشفت أبعاد المؤامرة وفضحت «الكذبة».. قد وصلوا إلى طريق مسدود ليجدوا أنفسهم أمام خيار لابد منه وهو الإيغال بالمزيد من العبث الجهنمي الحاقد حتى يوصلوا العراق إلى هشيم تذروه الرياح.. كل ذلك يأتي كرد فعل حاقد على موقف شعب حمل السلاح واختار طريقاً غير طريق مخططهم ألتآمري الخبيث رافضاً منذ البداية دستور الفتنة الأمريكي متمسكاً بوحدة الأرض والإنسان مديناً كل من يقبل بالمحاصصة الطائفية والعرقية والتقسيم الفيدرالي المصمم وفق إرادة أمريكية صهيونية فارسية تستهدف حاضر العراق ومستقبله، بل والأمة العربية بأجمعها.
.... نعم إن شعب العراق هو صاحب الحق في المواجهة والتصدي للاحتلال والفتنة وإصدار حكمه العادل بحق كل من يشترك في جريمة تمزيق الأرض والإنسان وهو صاحب الحق في إصدار قراره العادل بحق كل من يعبث ويتآمر مع الاحتلال والطامعين متحدياً الإرادة التي ترفض التقسيم والتشرذم ومصطلح الفيدرالية الصهيوأمريكية الفارسية.
... حقاً لقد وجد أعداء العراق فرصتهم كي يتداعوا كما «تتداعى الأرضة» لإنجاز مشروعهم الذي كان مرتكز احتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني.
كل ذلك بعد أن فشلت ألاعيبهم التي بدأت بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين مختلف مكونات النسيج الوطني العراقي حتى يجدوا مسوغاً لكذبتهم الأولى ليوهموا الرأي العام العالمي وقبله الأمريكي، بأنهم قد حرروا العراق وأعادوا بناء الحدائق المعلقة في بابل في وقت لم يقوموا بأكثر من تعليق المشانق لأبناء بابل التاريخ والحضارة، ظانين انه من خلال وضع أسس جديدة ترتكز على أوهامهم وخيالاتهم وتصوراتهم وتصورات عملائهم المبنية على المصالح والأطماع والطموحات المتداخلة!!! أنه بإمكانهم تمرير الكذبة من جديد، وبهذا يكونون قد وجدوا مخرجاً لإنقاذ ماء الوجه وحماية المصالح المحددة مسبقاً من قبل الأمريكان والصهاينة والفرس في مرتكزات مخطط الغزو والاجتياح واجتثاث البنية التحتية لدولة العراق ونظامها الوطني الذي بناه البعث بقيادة المجاهد صدام حسين.
وهنا يكمن الخبث الفارسي والدهاء الصهيوني والجهل والغباء الأمريكي بقيادة مجرم الحرب بوش، كما يظهر بوضوح عجز النظام العربي بعد أن تم استخدامه في مخطط تدمير العراق وتدشين الفتنة الطائفية والعرقية.
... نعم العجز أمام متواليات الكذبة الأمريكية وملهاه مسرحيات المحاكمة المفضوحة التي أرادوا بها تمرير المؤامرة وتنفيذ المخطط الذي استهدف القائد صدام حسين كمدخل أساسي لاستهداف العراق كل العراق، ولم تكن مسرحية المحاكمة إلا نوعاً من كسب الوقت وذر رماد على العيون حتى يشدوا أنظار العالم كله إلى قاعة ما أسموه بمحاكمة النظام السابق كي يتسنى لهم ترتيب أوراقهم بألوانها ألمقرره سلفاً.
وبالرغم من هذا كله فإن المقاومة العراقية الباسلة كانت بالمرصاد لهذه اللعبة مؤمنة أن طريق التحرير لا يتم إلا عبر التضحية والقدرة، وأن باب المواجهة يبقى مفتوحاً حتى التحرير الكامل ودحر الغزاة الأجانب والعملاء مهما كانت التضحيات، مؤكدة أن العراق واسع يستطيع كل فرد من أبنائه أن يجد مكاناً فيه كي يحمل السلاح لمطاردة قوات الاحتلال وفرق الموت المنتشرة تحت حماية الطائرات والدبابات والمدرعات وصواريخ الغزاة. مؤمنة أيضاً بأنها سوف تقاتل حتى ينهزم العدو وتجتث فقاقيعه المستخدمة داخل قاعة المحكمة ودماه المتحصنة في المنطقة الخضراء حتى يعرف الأشرار جميعهم أن أية إساءة تستهدف قائد العراق ورفاقه ستواجه بأشد وأقوى مما يتصور هؤلاء الحاقدون الذين ظنوا أن العراق قد بات مرتعاً لخنازيرهم ووكراً لأفاعيهم المستوردة التي باتت تنفث السموم والأحقاد والموت.
ومما لاشك فيه أن الأنظمة العربية المتواطئة أو المتفرجة هي الأخرى لن تبقى في منأى عن المتابعة والتعقب من قبل أبناء شعب العراق في حال تنفيذ المخطط الإجرامي الحاقد ضد المجاهد صدام حسين ورفاقه. فالمسألة لم تعد شخصية ولا حزبية، بل أصبحت تتعلق بكرامة العراق ممثلة برئيسه الشرعي وقائده وباني نهضته المعاصرة الرفيق المجاهد صدام حسين.
وما على العنصريين في الشمال والصفويين في الجنوب إلا أن يدركوا ذلك. وليعلموا أنه مهما طال الزمن أو قصر فإنهم لن يذوقوا طعم الأمن ولا الاستقرار كما لن يذوقه أبناؤهم، بل ولا أحفادهم وأحفاد أحفادهم. فصدام حسين هو باني مجد العراق الحديث وهو باني أجياله الجديدة ومؤسس أسود العراق الضواري من رجال المقاومة المجاهدين الذين يمتلكون من العزيمة والإيمان والكفاءة والاقتدار وعدم السكوت والرضوخ للجريمة وقبول المؤامرة الفارسية الصهيونية الأمريكية الدنيئة ضد قائد العراق ورئيسه الشرعي مهما كثفوا من المغالطات والحيل الإعلامية، ومن فحيح الأفاعي العنصرية والصفوية داخل ما أسموه بالمحاكمة الأمريكية التي لاشك انه قد تم فيها طبخ ما يمكن أن يتمخض عنها من قرارات باسم القضاة المنصبين من قبل الأمريكان. واهمين بإمكانية تمرير جريمتهم كما سبق وأن مُِّررت كذبة أسلحة الدمار الشامل وتنفيذ قرار الاحتلال والتدمير في 19 - 20 مارس 2003م والتي لا يزالون يدفعون ثمناً باهظاً وهم يتمرغون في مستنقع العراق اليوم..
أما نيتهم المبيتة لإصدار قراراتهم الخبيثة ضد الرفيق الرئيس القائد صدام حسين فإن الرد حينها سيكون أعظم وأوسع بعد أن «بلغ السيل الزبى» و«طغى السيل حتى غاصت الركب» وليعلموا أن شعب العراق وارض العراق بترابه ومائه وهوائه ونخيله سيهتف في وجوههم : الموت لكم والحياة للعراق.. الحياة للقائد، ولتحيا المقاومة، ولتحيا المقاومة.. وإن النصر آت.. آت بإذنه تعالى.
وإن غداً لناظره قريب
للعــودة الى الصفحة الســابقــــة
0 Comments:
Post a Comment
<< Home