Sunday, March 04, 2007

علماء العراق محشورون بين الموت والهجرة

علماء العراق محشورون بين الموت والهجرة

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

نُشرت تقارير عديدة مؤخراً بالعلاقة مع دعوة اليونسكو لدول العالم اتخاذ خطوة مشتركة لحماية الأكاديميين والعلماء العراقيين ضد ما سمته حملة عنف، بعد أن كشفت أن حوالي 200 عالم عراقي، مهندس وأكاديمي وغيرهم من الخبرات العراقية قد قتلوا منذ بداية الحرب في 20 مارس/ آذار 2003.

حذّرت منظمة الثقافة والعلوم الأممية UNESCO مؤخراً بسبب ما سمته "حملة عنف،" موجهة ضد الأكاديميين العراقيين، داعية إلى التضامن الدولي واتخاذ إجراءات حماية الباحثين.

"لا نستطيع الوقوف متفرجين على حُماة المعرفة والثقافة في العراق وهم يتعرضون للتهديد، الخطف والقتل،" حسب مدير منظمة اليونسكو. لكن دعوة اليونسكو وتحذيرها ضد التهديدات التي تواجه الأكاديميين العراقيين، رغم أنها نبيلة، لكنها جاءت متأخرة جداً.

كان يجب اتخاذ إجراءات وقف العنف ضد علماء العراق منذ انتشار أخبار دور الموساد (بالعلاقة مع المحتل وأطرافاً أخرى) بقتل أكثر من 500 عالم منذ الغزو/ الاحتلال الأمريكي.

تساءلت مقالة في صحيفة الوحدة السورية فيما إذا كانت الأنظمة العربية تُشارك في تحمل اللوم مع قوات الاحتلال التي خلقت بيئة خطيرة تجاه علماء العراق بغية السيطرة فكرياً على شعب العراق ومطاردة علمائه!؟

توحي المقالة أن الأنظمة العربية ذاتها تُشارك في تحمل اللوم، رغم أن قوات الولايات المتحدة تتحمل حصة الأسد من هذا اللوم بسبب الكارثة التي خلقتها في العراق- البلد الأكثر تقدماً في العالم العربي.

لا تقتصر ثروة العراق على مجرد مخزونه النفطي، بل في الواقع أنه شكّل أيضاً بيت العلماء ومستقر المعرفة في العالم العربي ولعقود. وهذا الموقع جعله مكاناً لتجمع الجغرافيين، المؤرخين، الكتاب والعلماء، حسب المقالة.

يعاني العراق في ظل الاحتلال الأمريكي الصهيوني من حصيلة ما تُسمى بديمقراطية بوش، حيث قادت سياساته إلى القتل اليومي غير المبرر للمواطنين العراقيين.

هؤلاء علماء العراق ممن كانوا محل إعجاب وانتباه العالم بإنجازاتهم غير المسبوقة، هم الآن معرضون للقتل أو التهجير الإجباري من ديارهم/ وطنهم هرباً من الموت.

لا يمكن لأوربا وأمريكا إنكار منافع علماء العراق وإنجازاتهم التي انتفعت منها شعوبهم بشكل ضخم في كافة الحقول العلمية، الهندسة، الزراعة والكثير من المجالات.

إنه لحقيقة معروفة جيداً مخاوف منظمة الموساد التي حاولت طويلاً تدمير علماء العراق، علاوة على بنيته العلمية. ظهر ذلك جلياً في ملاحظات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اريل شارون بقوله "في العراق بعض العلماء الجدد يحاربون إسرائيل."

دبّرت الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسة بريطانيا خلق هذه البيئة المعادية للعلماء والأكاديميين العراقيين الذين يُعانون اليوم في العراق- البلد الذي أصبح خالياً من أي أثر من آثار المعرفة أو القدرات التصنيعية- وهكذا يستطيعون السيطرة على أفكار الناس ومطاردة علمائهم.

على العرب أن يتحدوا باتجاه فعل مشترك لإنقاذ علماء العراق- الأكاديميين وغيرهم من أصحاب الخبرة والفكر. عليهم التحرك سريعاً لحمايتهم من الاضطهاد، التهجير الإجباري، ومخاطر القتل المحشورين فيها. المطلوب حماية العراق الذي كان مركز العلم، ضد عصابات الجريمة ومنظمات المافيا ممن دخلوا البلاد بعد الغزو بفضل الفراغ السياسي الذي خلقه الاحتلال وليؤدي إلى قتل آلاف المدنيين الأبرياء، علاوة على العلماء وأساتذة الجامعة البارزين.

حاولت هذه العصابات فقط ولا زالت تحاول تدمير حضارة العراق وبنيته العلمية.

يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ الفعل لمعاقبة هؤلاء المشاركين في قتل علماء العراق ممن كرسوا حياتهم للعلم والمعرفة وخدمة البشرية بعامة. يعتمد العراق على جامعاته، معاهده ومراكزه العلمية وعلى نحو واسع للوقوف على قدميه، وهذا ما يؤكد ضرورة مواجهة التهديدات الناجمة عن الاحتلال ضد علمائه.

Iraqi scientists trapped between genocide and force full immigration

By:Emile Tayyip, Algazeera.com-3 March,2007.

للعودة الى الصفحة السابقة

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker