Friday, April 27, 2007

سمعا أيها اللاجئون!
خالد القشطيني
يواجه اللاجئون العراقيون محنة اثبات اهليتهم للجوء واحقيتهم للصدقات, امام لجان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في عمان ودمشق. يأتون بشتى الذرائع، كيف انهم مهددون بالذبح والضرب والاغتصاب الجنسي ويعانون من التمييز الطائفي والتهجير والتسفير الخ. يستمع اليهم اعضاء اللجنة ثم يهزون رؤوسهم بكل برود ويقولون لهم: لا بأس، انتم عراقيون ومعتادون على هذه الأمور. عشرون او ثلاثون سنة من الذبح والاغتصاب وبعدين تتصالحون. هذه كما قلت محنة. ولكن لي نصيحة أخوية لأي لاجئ. ما تحتاج اليه لضمان الحصول على حق اللجوء لا تأخذ معك اطفالك أو زوجاتك لتستدر عطفهم. خذ معك كلبا او قطة وتكلم عما تعانيه قطتك أو كلبتك بعد ان فقدت وطنها وتشردت ووقعت تحت رحمة المليشيات. صف لهم كيف ان المليشيات يرفسون الكلاب بأحذيتهم، ولا يرعون لها اي حرمة. افعل ذلك وسترى كيف تسارع المفوضية الى منحك وكلبتك حق اللجوء.
ما الذي ذكرني بذلك؟ لقد وقع نظري على كتاب «من بغداد مع الحب» للضابط الأمريكي جي كوبلمان. ادركت اهميته فورا فبادرت الى اقتنائه وقراءته. انه مذ كرات حرب كتبها ذلك الضابط كما مر بأحداثها في العراق. يقول انه بعد ان كان يقوم مع زملائه من الجنود بعمليات تفتيش في الفلوجة وجدوا منطقة خالية هجرها اهلها وهربوا من حب الامريكان. بيد أن الملازم الأول جي كوبلمان شعر بوجود بعض الحركات وأصوات تخرج منه. وجه بندقيته نحو الباب ووزع جنوده حوله واستعد للمعركة. نادى على من فيه ان يخرجوا ويستسلموا. لم يجبه احد. اعد نفسه للهجوم واقتحام البيت. برفسة واحدة كسر الباب وتأهب لإطلاق النار على من فيه. ولكنه لم يجد امامه غير كلب صغير وديع. تركه اصحابه وراءهم عند هروبهم. ركع امامه وراح يقبله من بوزه ويعانقه. اصطحبه معه اسيرا الى المعسكر. وهناك قضى عدة اشهر في ضيافة الفوج يأخذ حصته اليومية من لحم وعظام وحليب من تموين الجيش. ولدى سحب الفوج الى امريكا أخذ الملازم الاول جي كوبلمان هذا الكلب معه، وحصل له فورا على اللجوء السياسي في بلد الحريات. وهو يعيش الآن متعة لكل اصحاب القرية. كرس الضابط بقية ايامه يكتب مذكراته عن حياته مع هذا اللاجئ السياسي وكيف اعطى الكلب صوته لجورج بوش في الانتخابات الأخيرة. انني اراقب الآن شبكات التلفزيون توقعا لما سيقوله الرئيس الامريكي عن تحرير العراق، ويشير ا لى هذا الكلب كمثال لمنجزات هذه الحرب في انقاذ الكلاب العراقية من بطش صدام حسين ونظامه الأسود.
الموعظة من هذه الحكاية واضحة. فكما قلت اعلاه، الطريقة المضمونة للحصول على لجوء سياسي في الغرب، تكمن في التقدم لهذا الطلب باسم احد الكلاب او القطط او الارانب، ثم يلتحق به المرء كتابع للكلب او القط او الارنب يسهر على رعايته وراحته ويعد له طعامه ويغسله ويحممه كل يوم بالماء الدافئ والصابون، كما هو الحال مع كل الكلاب والقطط والارانب المتمدنة والمؤمنة بحقوق الحيوان.

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker