Wednesday, April 11, 2007


كلمة القاها أ. معن بشور
في مهرجان ذكرى تأسيس البعث وانطلاق المقاومة العراقية
في معرض طرابلس في 8/4/2007
محال ان تموت وانت حيُّ وكيف يموت ميـلاد وجيل
فبعث المـوت امر مستطاع وموت البعث امر مستحيل

وكأني بهذين البيتين للشاعر البعثي المناضل مجلّي القائد يستشرفان، منذ اربعين عاماً ونيف، حاضرنا اليوم، ويقرآن في كتاب الأمة، كما في صفحات البعث المتجدد ابداً...

لقد ارادوه اجتثاثاً****فبات انبعاثاً
وارادوه اغتيالاً**** فبات ولادة متجددة
وارادوه جرفاً***فبات الضريح منارة واشعاعاً
ارادوه هواناً***فبات كرامة وعنفواناً
ارادوه سقوطاً****فبات سمواً وعلواً
ارادوه اذلالاً***فبات عزة وشموخاً
وارادوه احتلالاً ***فبات مقاومة وتحريراً

ايها الاخوات والاخوة
ان تحتضن طرابلس العروبة والايمان هذا اللقاء في عيد تأسيس البعث وانطلاقة المقاومة العراقية الباسلة هوتعبير اصيل عن علاقة اصيلة بين هذه المدينة، وهذه المنطقة، وبين البعث، علاقة حملت منذ لحظاتها التأسيسية شغفاً خاصاً حين كان البعث رفيق طرابلس في كل معاركها المحلية والوطنية والقومية، فكان اول نائب بعثي في البرلمان اللبناني نائب طرابلس عبد المجيد الرافعي في انتخابات غير عادية عام 1972، تماماً كما كان اول شهداء البعث في معارك النضال ضد سياسة الاحتلال من هذه المدينة الشهيد المناضل جلال نشوئي في ثورة عام 1958، بل كان البعث جسراً نضالياً بين طرابلس والجنوب ينقل في أواخر الستينات واوائل السبعينات رواد المقاومة والشهادة في الجنوب فمن منا ينسى ابوالنصر، وابوالنسور وابوميكل ابناء باب الرمل الذين فتحوا بدمائهم ابواب الشهادة والمقاومة على ارض العرقوب مع رفيقهم صقر البعث الآتي من العراق في 12 ايار 1970، بل من ينسى احمد الصوفي وديناميته وشجاعته وصدقه واندفاعه، ومن ينسى تحسين الاطرش بهدوئه وثقافته والتزامه الاصيل... بل من ينسى هذه الكوكبة من البعثيين الشرفاء على امتداد الوطن فمنهم من سقط شهيداً، ومنهم من دخل السجون والمنافي لسنوات طويلة، ولكنهم جميعاً ما هانوا في كرامتهم ولا لانوا في صلابتهم.

ايها الاخوات والاخوة
في 28 ايلول 1961 وقع في دمشق الانقلاب الانفصالي المشؤوم، وانفصمت عرى اول دولة وحدوية عربية بين مصر وسوريا في العصر الحديث، وشاءت الصدف ان اصطحبني والدي، رحمه الله، بعد يومين على الحدث الانفصالي، الى بيت سري كان يستخدمه فيه صديقه مؤسس البعث وامينه العام الراحل الاستاذ ميشيل عفلق، بعد ان وصلت الى الحزب معلومات موثوقة تشير الى نيّة اجهزة المخابرات في دمشق آنذاك بخطف عفلق من بيروت..
كنت، ككل عربي، مصدوماً بالجريمة التي وقعت، وكنت مصدوماً اكثر بان بعض البعثيين البارزين آنذاك قد وقعوا على ما سمي بوثيقة الانفصال، لذلك اردت من هذه الزيارة، وانا ما زلت طالباً ثانوياً وعضواً حديثاً في حلقة انصار حزبية، ان أتأكد من حقيقة موقف الامين المؤسس، فاذا كان مسانداً للانفصال خرجت من صفوف الحزب، واذا كان معارضاً ازددت تعلقاً به..
وبطريقته الهادئة وبكلمات واثقة قال لي الاستاذ رداً على سؤالي: الانفصال جريمة استعمارية رجعية استغلت اخطاء في نظام الوحدة...
"وهل نقاومه؟ أي الانفصال"، سألت بلهفة اجاب عفلق بحدّة نادرة في طبعه:" طبعاً، البعثيون يجب ان يكونوا في طليعة من يقاوم الانفصال... اذ كيف يرتضي البعث حلّ نفسه من اجل الوحدة، ثم يجد نفسه في حلّ من التزامه الوحدوي في زمن الانفصال..."
اذ ذاك، وبمكر فتى مشاغب سألته لأتعرف على مدى الجدية في هذا الكلام: "ولكن نظام الوحدة اضطهد البعثيين، اخرج ضباطهم من الجيش، ابعد وزراءهم، وسجن بعضهم، وانت نفسك كنت مختبئاً حتى الامس في بيت سري في بيروت خوفاً من بطش عبد الحكيم عامر الذي كان آمراً ناهياً في دمشق"....
ازداد انفعال "الاستاذ"، وان لم يظهر ذلك في صوته الهادئ، والانسياق الرصين لكلماته، قال: "نحن نناضل من اجل رب عمر وليس من اجل عمر.. ما تعرضنا له كبعثيين نتحمله كأفراد مهما كان قاسياً، ولكن ما جرى في سوريا من انفصال ستدفع ثمنه الامة بأسرها"...
خرجت من ذلك اللقاء اكثر ايماناً ان البعث، مهما عظم دوره، يبقى وسيلة في خدمة غاية اكبر هي وحدة الامة ونهوضها.
وبعد 42 عاماً تقريباً، وقبل ستة اسابيع من غزوالعراق تحديداً، كان لقائي بالرئيس الشهيد صدام حسين الذي لم اكن قد التقيته على انفراد منذ ثلاثين عاماً تقريباً قال لي ابوعدي – رحمه الله-: " البعث با رفيق معن ليس صيغة فنية لكي نسجن انفسنا بها، انه فكر ومبادئ ورسالة من حق كل ابناء الامة ان يحملوها ويسعون الى تحقيقها بالاسلوب الذي يرونه مناسباً، فلقد بات حزبنا من الخبرة والتجربة والحكمة ما يدفعه الى ان يخرج من عقلية المنافسة الضيقة والمدمرة مع الآخرين، على البعث ان يكون أخاً ناضجاً للحركة الاسلامية، والحركة الناصرية، والحركة اليسارية، وسائر الحركات الوطنية والقومية ما دامت هذه الحركات تقاوم المحتل وتواجه امراض واقعنا المتعددة.."
واستطرد الرئيس الذي كان يستعد للمواجهة:" انا اعتبر الاستشهادي في فلسطين، والمقاوم في لبنان، والمناضل الصادق على امتداد الوطن الكبير هوالتجسيد الحقيقي لفكرة البعث، اياً كان انتماؤه التنظيمي، وجذوره العقائدية، وتوجهاته السياسية.
واذكر ان الرئيس في نهاية اللقاء قال لي: " لا تقلقوا على العراق، حتى لورأيتم الجنود الامريكيين في البصرة، اوفي الموصل، اوحتى هنا في بغداد، بل تأكدوا ان العراقيين سيهزمونهم وسيخرجونهم من ارض العراق مهما غلت التضحيات"
ولكن ماذا عن الفارق الهائل في موازين القوى، "سألته بلهفة ممزوجة بالقلق... اجاب الرئيس – رحمه الله – نحن نقاتلهم في العراق وليس في امريكا... والارض تقاتل مع اهلها..."
وبعد حديث طويل ومعمّق، قال الرئيس، الذي كان ينتظره كبار العسكريين في قاعة أخرى، على كل حال، سنواصل حديثنا بعد ان تطوى الصفحة العسكرية القادمة علينا....
وجاءت الصفحة العسكرية الامريكية بعد اسابيع، وتحولت الى صفعة عراقية مستمرة لاقوى دولة في العالم، وها نحن نواصل الحديث معك يا ابا عدي في ذكرى تأسيس الحزب الذي نشأت فيه، وتعلمت فيه المبادئ، واصبحت له فارساً قائداً ورمزاً.. بل في ذكرى انطلاقة المقاومة العراقية التي توقعتها، وهيأت لها، ورفضت ان تغادر العراق لتبقى في صفوفها مجاهداً ومنظماً ورمزاً، بل لتقدم في سبيلها حياتك، وحياة ولديك وحفيدك وشقيقك وكوكبة من رفاقك الاخيار وفي مقدمهم رفيق دربك ونضالك الطويل طه ياسين رمضان، وذاك الشيخ الجليل ابن الدجيل، عواد البندر الذي اتى اغتياله معك تأكيد على عمق ارتباط البعث بوحدة العراق وعروبته.

ايها الاخوات والاخوة
ماذا يعني هذان الحديثان اللذان اجريتهما مع الاستاذ والرئيس؟

انهما يعنيان باختصار ان البعث طريق لتحقيق اهداف الامة، وان مقياس سلامة الطريق وصحتها يكون بمدى الاتصال الواضح والعميق بهذه الاهداف...

وهما يعنيان ان البعث منذ تأسيسه هومقاومة، ولد في احضان مقاومة الانتداب الفرنسي في دمشق في الاربعينات، وفي اجواء الانتصار لثورة الكيلاني في بغداد 1941، وفي صفوف المتطوعين لانقاذ فلسطين عام 1948، وفي التلاقي مع ثورة عبد الناصر في مواجهة العدوان والاحلاف والمشاريع الاستعمارية، وفي التماهي مع ثورة الجزائر التي اعتبرها عفلق يوماً " انها مفاجأة العروبة لنفسها"، وكأنه يستشرف منذ ذلك الوقت مفاجأت الامة المستمرة لنفسها في فلسطين، في جنوب لبنان، واخيراً وليس آخرا في المقاومة العراقية الظافرة والمقاومة الصومالية المتصاعدة.

وهذان الحديثان يعنيان ان المبادئ والقيم تعلوفوق كل اعتبار، تعلوفوق الاعتبار الحزبي اذا ما حصل تعارض بين الظرف الحزبي الخاص والظرف القومي العام، كما هي تعلوفوق الاعتبار الشخصي مهما كان مريراً اوقاسياً اذا ما وجد المناضل نفسه مدفوعاً بعامل الحقد اوالانتقام اوالثأر الى ممارسات تتعارض مع الطابع الاخلاقي والمبدئي والانساني للرسالة التي يناضل من اجلها.

وهذان الحديثان ايضاً، يؤكدان ان البعث هودعوة دائمة للمراجعة، ودعوة دائمة للانفتاح، ودعوة دائما للبحث عن المشترك الذي يجمعه بالآخر وليس عن نقاط الاختلاف والتباين ليسجن نفسه فيها، بل البعث هودعوة دائمة للنقد والنقد الذاتي يجدد من خلالهما البرامج والوسائل والادوات والعلاقات.

وما من مرة التزم البعث اوأي حركة جادة من حركات النهوض بالامة، بهذه المعاني والقيم والدعوات الا وتجدد وانتصر، وما من مرة خرج كحزب، اوغيره من الاحزاب عنها، إلا وتجمد وانكسر...

ايها الاخوات والاخوة
نقف اليوم في خندق البعث والمقاومة العراقية مدافعين مع كل المجاهدين عن عروبة العراق، وعن وحدة العراق، وعن استقلال العراق، بل ولنعلن تقديرنا العالي لدورهم في تغيير وجه هذه المنطقة والعالم...

فالبعث مستهدف اليوم لانه في قلب المقاومة والممانعة على امتداد الامة كلها، وبشكل خاص في بغداد ودمشق، حيث يقاوم المحتل هناك في العراق، ويواجه ضغوطه وتهديداته هنا في سوريا، وهومستهدف اليوم ايضا لانه ضمانة لوحدة العراق، ولعروبته، ولتماسك مجتمعه، ولعل نظرة واحدة الى الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال كافية لكي ندرك ان العراق الموحد، بكل مكوناته ومقومات مجتمعه، موجود وراء القضبان، فيما العراق بمدنه وحواضره وبواديه يواجه كل اشكال الفتن والصراعات العرقية والطائفية والمذهبية بادارة محكمة من المحتل وادواته.

البعث مستهدف اليوم لانه قدم بقائده وقيادته ومجاهديه في العراق نموذجاً للشجاعة ورباطة الجأش والايمان العميق في مواجهة مقصلة المحتل وجرائمه ومجازره، فاستحق احترام الخصوم قبل الاصدقاء، ومثّل بذلك روح العراق الأبيّ الصلب المتلاحمة جنباً الى جنب مع وحدة العراق وصلابته.
البعث مستهدف اليوم لانه احد السدود المنيعة البارزة التي تقف وراء استبدال النزعة الاقليمية بالرابطة القومية، والعصبيات العرقية والطائفية والمذهبية بالوطنية الجامعة، فهوكجزء من الحركة القومية العربية هوالنقيض للشرق اوسطية القائمة على تمزيق المنطقة وتحقيق الهيمنة الصهيونية والاستعمارية عليها.

وكما دافعنا مع احرار الامة من ناصريين وغير ناصريين في سنوات سابقة عن التجربة الناصرية ودورها في تكريس عروبة مصر ووحدة الامة في وجه محاولات الردة والتشويه التي تلت غياب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وكما دافعنا مع احرار فلسطين وغير فلسطين عن الثورة الفلسطينية، بكل فصائلها وعن قائدها ورمزها الشهيد ابوعمار وعن شيخ شهدائها احمد ياسين وعن كل قادتها الابرار ومجاهديها الاحرار، بل عن دورها في تجسيد الوطنية الفلسطينية المكافحة المستقلة،.
وكما دافعنا مع القوى الحية في الامة عن الرئيس المجاهد احمد بن بللا حين كان مسجوناً في الجزائر باعتباره رمزاً لثورة المليون شهيد ولعروبة الجزائر وايمانها.
وكما وقفنا مع كل القوى الفاعلة في الامة في مواجهة الضغوط والتهديدات الاستعمارية والصهيونية ضد سوريا باعتبار انها احد اخر قلاع الممانعة في الامة.
وكما رفضنا باستمرار النيل من مقاومتنا اللبنانية المجاهدة الباسلة ورأينا في صمودها وانتصارها التاريخي على العدوسنداً كبيراً لحركة المقاومة دول المنطقة والعالم.
وكما واجهنا مع كل اصحاب الرأي الحر كل افتئات على حرية المناضلين وعلى حقوق الانسان على امتداد الوطن الكبير.
وكما رفضنا مع احرار الامة كل المشاريع الرامية الى اثارة الفتنة واشعال النزاعات الاهلية في مجتمعاتنا كافة.
وكما رفضنا مع كل الاحرار الممارسات الخاطئة، والتجاوزات المسيئة، التي عانى منها المواطن في لبنان وغير لبنان على يد اجهزة متعسفة وانظمة.
وكما تمسكنا مع كل الاحرار بضرورة كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل رفاقه، بل في كشف الحقيقة وفي كل اغتيال، بعيداً عن كل محاولات الاستخدام السياسي المحلي والاقليمي والدولي، لهذه الحقيقة ولهذا الحرص على كشفها.
فاننا نقف اليوم مدافعين عن البعث في وجه محاولات تشويهه واقصائه واستئصاله، كما نقف متضامين مع مقاومتنا العراقية الباسلة، التي نجحت في سنوات اربع، ان تحقق تحولات استثنائية في مجرى السياسة والاقتصاد داخل منطقتنا والعالم، ورافضين في الوقت ذاته كل المحاولات الارهابية المقيتة التي تستهدف المدنيين الابرياء والتي يتحمل الاحتلال المسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن ارتكابها.

ايها الاخوات والاخوة
تبقى لي في هذه الذكرى العطرة، ذكرى تأسيس البعث وانطلاقة المقاومة العراقية، ثلاث دعوات ارجوان يتسع صدر الجميع لهما:

الدعوة الاولى: هي انه قد آن الاوان لايجاد صيغة فاعلة لوحدة البعث ولتوحيد كل العروبيين في الامة، ولتكن الخطوة الاولى بايجاد مجلس تنسيق قومي يضم ممثلين عن كافة التنظيمات البعثية والقومية في كل اقطار الامة ومعهم ابرز الشخصيات البعثية والقومية التي بقيت على التزامها القومي وخطها الوطني دون انحراف اوتراجع اومساومة، ويكون هذا المجلس اطار لبحث كل الاشكاليات التوحيد ولاتخاذ كل المواقف القومية الضرورية وللسعي لاطلاق تيار الوحدة العربية على مستوى الامة.
الدعوة الثانية فهي محلية من اجل قيام تجمع للعمل القومي في لبنان يضم في صفوفه كل فصائل العمل القومي والعروبي وشخصياته اللبنانية البارزة، ويشق للتيار القومي الجامع مكانته الواسعة في خضم الصراعات القائمة في لبنان والتي يحاول اعداء لبنان اضفاء الطابع الطائفي والمذهبي عليها من اجل تمزيق وحدة الوطن وضرب مقاومته والحاقه بالمشروع الصهيو– امريكي في المنطقة.

ان الرد على كل المناخات المذهبية والطائفية يكون باحياء الفكر القومي والوطني الجامع، والعمل القومي والوطني العابر للمذاهب والطوائف، واذا لم يتحمل القوميون والوطنيون مسؤوليتهم في عملية الاحياء هذه، وتجاوزوا الصغائر والحساسيات والانانيات في حساباتهم، فان التاريخ لن يرحم احد منا، بل نكون قد سقطنا في الامتحان، امتحان العروبة وامتحان لبنان.
اما الدعوة الثالثة فهي موجهة لكل احزابنا وحركاتنا وتياراتنا السياسية، قومية واسلامية ويسارية وليبرالية، وفي مقدمتها حركة البعث، بأن تقوم بمراجعة موضوعية لتجربتها فتتخلص من السلبي في هذه التجربة وتطور الايجابي فيها، وان تقوم بشكل خاص بمراجعة نظرتها ومواقفها لتجارب احزاب وحركات وتيارات اخرى، وخصوصاً لتجربة البعث بالذات لتتحرر من كل الحساسيات والشوائب واجواء التناحر والتنافس التي لم ينج منها احد.

المجد والخلود لشهداء البعث والامة
ولترتفع راية الوحدة الوطنية والقومية
فوق كل دعوات المذهبية والانقسام
والنصر للمقاومة في العراق وعلى امتداد الامة

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker