صدام يخرج منتصرا
صدام يخرج منتصرا
عبد الباري عطوان
القدس العربي 23/12/2005
نجح الرئيس العراقي صدام حسين ورفاقه في تحويل محاكمته الي محاكمة للاحتلال الامريكي ورموزه، وجاءت وقائع الجلسات الاخيرة، لتثبت ان عهده كان افضل كثيراً من الصورة التي رسمها له معارضوه، والاعلامان العربي والامريكي، اللذان جري توظيفهما في خدمة مشاريع شيطنته لتبرير الحرب وتغيير النظام بالقوة.
فالرجل كان قوياً متحدياً منضبطاً واثقاً من نفسه، متأبطاً قرآنه، يتحدث بلغة سليمة، وحجج معززة بآيات قرآنية حفظها عن ظهر قلب، واستخدمها في السياق المناسب لإحداث اكبر قدر ممكن من التأثير في المشاهدين، والعراقيين منهم علي وجه التحديد.
هناك عدة ملاحظات سريعة يمكن رصدها من خلال متابعة جلسة امس السابعة من المحاكمة نوجزها في النقاط التالية:
اولاً: ظهر واضحاً ان استراتيجية الرئيس العراقي ورفاقه استغلال فترة المحاكمة لتمرير اخبار ومعلومات الي العراقيين ليس فقط حول احوالهم في المعتقلات والتعذيب الذي يتعرضون له، وانما حول ظروف اعتقالهم والكيفية التي تم بها. فالرئيس العراقي كشف انه اعتقل في سرداب، وانه يعرف من دل الامريكان عن مكان ولديه ولا يعرف من خانه وقدم معلومات للامريكان عن مكان وجوده. وكشف شقيقه برزان عن وفاة السيد محمد الزبيدي رئيس الوزراء السابق في السجن، مثلما كشف عن كيفية اعتقاله ومصادرة خمسين الف دولار وساعته من قبل الامريكان، بينما حرص طه ياسين رمضان علي ابراز التعذيب والاغراءات الامريكية في الوقت نفسه للكشف عن مكان اختباء رئيسه لأنه اعتقل قبله.
ثانياً: نجح الرئيس العراقي في تغيير طبيعة المحاكمة، وتحويل دوره من متهم الي ضحية، ووضع الادارة الامريكية في قفص الاتهام كإدارة كاذبة تمارس التعذيب وتعامل المتهمين بطرق غير انسانية.
ثالثاً: من تابع وجوه رئيس فريق الادعاء وزميليه اثناء المحاكمة، يلمس بوضوح حالة الرعب والخوف المرسومة عليها، واضطروا في اكثر من مناسبة للدفاع عن انفسهم في مواجهة المتهمين، ولكن بطريقة مرتبكة.
رابعاً: فضح الرئ يس العراقي الديمقراطية الامريكية، مثلما فضح هو والبقية طبيعة المحكمة، عندما اكدوا جميعاً انهم تعرضوا للضرب والتجويع، والمعاملة السيئة، وكشفوا ان معتقلي الدجيل (ضحاياهم) تمتعوا بمعاملة افضل من تلك التي يعاملون بها. فاذا كان هؤلاء اشتكوا من الماء الحار الذي كان يقدم اليهم للشرب فان المتهمين لم يجدوا الماء اصلاً، وتوسلوا الجنود الامريكيين للحصول عليه، وكانوا يتعرضون لتحقيقات ممزوجة بالاهانات والتعذيب والضرب والزحف علي البطون.
خامساً: ظل الرئيس صدام طوال الوقت يخاطب العراقيين العراقيين ، بكل طوائفهم واعراقهم، ويميز بين العراقي الوطني الاصلي والعراقي المزور القادم علي ظهور دبابات الاحتلال او المرتبط بقوي خارجية أي ايران دون ان يسميها، أي انه كان يلعب علي وتر القومية العراقية بذكاء شديد.
سادساً: لم يتوقف الرئيس صدام مطلقاً امام استشهاد ولديه، وظل دائماً يكرر اهتمامه بالعراق، أي انه قدم الهم العام علي الهم الخاص، بينما حرص شقيقه برزان علي ابلاغ الرأي العام العراقي باعتقال احد ابنائه، وسجنه في زنزانة مجاورة دون ان يتمكن من رؤيته، وقال ان ابنه المعتقل لم يمارس أي وظيفة وكان عمره ستة عشر عاماً فقط.
سابعاً: اكد الرئيس العراقي انه كان يحمل سلاحه ويواجه الاحتلال وقواته، وانه اختفي بعد ان ابلغه نائبه السيد رمضان بأن مقاومته انتحار وتخل عن المسؤولية، واراد بذلك ان يقدم نفسه كرئيس مقاوم شجاع لا يهرب من المواجهة.
ثامناً: جاءت شهادات الشهود سطحية وغير مقنعة ولا تدين أيا من المتهمين بجرائم ضد الانسانية، فمعظم الشهود كانوا اخوة ومن اسرة واحدة. واحدهم لم يزد عمره عن ثماني سنوات ساعة وقوع محاولة الاغتيال الفاشلة في الدجيل، واثنان منهم كانوا دون سن الرابعة عشرة.
تاسعاً: تكرار قطع الصوت اثناء مرافعات الرئيس العراقي ورفاقه، خاصة عندما كانوا يتحدثون عن طبيعة اعتقالهم والتعذيب الذي يتـعرضون له، وجه ضربة قاصمة للديمقراطية الامريكية التي تدعي الشفافية والحرية والقضاء المستقل العادل.
عاشراً: تحولت المحكمة الي قمة المهازل عندما اعتدي احد رجال الشرطة علي المتهمين وتوعدهم، وتهكم عليهم، واضاف بذلك سبباً اضافياً لعدم شرعية هذه المحكمة. فلم يحدث في تاريخ المحاكمات، في الدول الديمقراطية او الديكتاتورية ان اعتدي شرطي علي متهم. وبز المدعي العام جميع المحاكمات السابقة عندما هدد الرئيس صدام بأنه اذا لم يعجبه ان يكون معتقلاً لدي قوات التحالف، فانه سيسلمه الي القوات العراقية، أي للاجهاز عليه فوراً.
لا نعرف مدي تأثير هذا الاداء الذكي والمدروس للرئيس العراقي ورفاقه في اوساط العراقيين بمختلف طوائفهم واعراقهم، ولكن ما هو مؤكد ان هذه المحاكمات كانت الأكثر متابعة في تاريخ العراق، وربما المنطقة العربية، بأسرها. ولا بد ان الكثير من العراقيين قد اجروا مقارنات عفوية بين اوضاعهم الحالية المزرية تحت الاحتلال واوضاعهم قبله، وخرجوا بالنتيجة نفسها التي توصل اليها الدكتور ايا د علاوي ابرز رجالات العراق الجديد وامريكا، عندما قال ان ظروف العراق الحالية وانتهاكات حقوق الانسان اسوأ بكثير مما كانت عليه قبل الاحتلال.
الرئيس العراقي خرج الفائز الأكبر في الجولات السبع الاولي من محاكمته، واثبت قدرة غير عادية علي الصلابة والشجاعة، وتصرف طوال الوقت كرجل دولة، وقائد متمرس، وزعيم وطني، لا يخاف الاعدام، ولا يخشي سجانيه.
ومثل هذه المواصفات غير المتوفرة في الغالبية الساحقة من الحكام العرب هي التي تفسر لماذا هو حر في معتقله بينما هم سجناء في قصورهم.
صدام : البيت الأبيض كذاب.. وديمقراطيتهم سرقت ساعتي
قال : طز علي بوش وطزين على ابوه وبيريز ايضا.. وارفض وصفي بالمتهم
علق القاضي الكردي رزكار محمد أمين جلسات محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين وسبعة من معاونيه، حتي الرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل بعد الاستماع إلي الأخ غير الشقيق لصدام، برزان التكريتي، والذي كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات في جلسة مغلقة.
وهاجم الرئيس العراقي صدام حسين لدي بدء محاكمته في الجلسة الثانية امس التي شهدت عدة قطع للأصوات الولايات المتحدة وتهكم علي الديمقراطية الامريكية وشتم الرئيس بوش ووالده وقال ان الامريكان مزقوا ملابسه وسرقوا ساعته التي كانت اهدتها اليه احدي بناته، بينما اشتكي برزان التكريتي من وجود أشخاص وصفهم بالقرود يحضرون المحاكمة ويضحكون ويستهزئون من المتهمين.
وهاجم الرئيس بوش واباه بوش الوالد وقال طز علي بوش وط زين علي ابوه وأضاف انه لا يهمه إذا جاء بيريز (شمعون بيريز الزعيم الإسرائيلي) وجلس علي كرسي القاضي لمحاكمته مضيفا: طز عليه وعلي كيانه الصهيوني.
وفي مداخلة له عقب انتهاء الشاهد الأخير من روايته استهزأ صدام من الديمقراطية الامريكية، وقال ان دشداشته قد مزقت وسرقت ساعته من قبل الامريكان وأضاف انه اذا حصل سوء معاملة في دولة من العالم الثالث كما يقول الشهود فان ممتلكاتهم الشخصية كانت معهم بينما الديمقراطية الامريكية سرقت ساعة صدام حسين ومبالغ كانت معه واكد انه يعرف الهدف من ذلك هو إهانة صدام حسين لكن صدام حسين لا يصغر بهذه الممارسات وانما يكبر علي حد قوله.
وأضاف ان المدعي العام وصف حزب البعث بالدموي وانا امين سر هذا الحزب وقائد الشعب.
وبعد ان استمعت المحكمة لاول شاهد في جلسة امس تقدم صدام حسين ليحتج علي قطع كلامه امس الاول عن البث وعلي الاستماع لشهادة طفل عمره 8 سنوات عندما وقعت محاولة اغتياله عام 1982 منوها الي ان الاستماع لشهادة شخص غير بالغ امر غير شرعي اسلاميا وعرفيا.
وأضاف ان المسؤولين الامريكان والصهاينة يكرهونه وان البيت الأبيض كذاب عالمي لأنه قال إن في العراق أسلحة دمار شامل ثم صرح لاحقا انه لاوجود لها وأشار الي ان الامريكان صرحوا أمس ان كلامه عن تعرضه للتعذيب غير صحيح وشدد علي انه ثبت عمليات تعذيبه امام ثلاث بعثات طبية امريكية..
وعلي صعيد متصل طالب رئيس الفرع الإيطالي لمنظمة العفو الدولية باولو بوبياتي السلطات الأمريكية إلي الرد بشكل واضح وشامل علي اتهامات الرئيس العراقي السابق صدام حسين بخصوص تعرضه للتعذيب.
برزان: ضربوني واخذوا مني ساعتي و50 الف دولار
قال برزان التكريتي امس ان القوات التي اعتقلته اخذت منه ساعته وحقيبة بها 50 ألف دولار وصورا عائلية ولم يردوها له لحد الآن، وهددوه بجلب أولاده الأربعة اذا لم يدلهم علي مكان أموال صدام. ثم ضربوه ودفعوه بشدة الي الحائط ثم علم بعد ذلك ان ابنه الاكبر قد اعتقل ايضا.
وقال برزان انه تعرض للضرب خلال التحقيق معه ولم يسمح له بالاستحمام لشهرين، وقال ان المعتقل لم تكن فيه مراحيض لكن حفرت حفرة بعد ذلك.
وأشار الي انه مصاب بالسرطان والقانون ينص علي اطلاق سراح السجين المصاب به وانتقد منظمات حقوق الإنسان وقال ان أفرادها يتمتعون بالاستجمام علي بحيرات سويسرا ثم دافع عن صدام وقال انه كان يشجع المواطنين لرفع شكاوي ضد المسؤولين في الدولة.. وقد رد القاضي بان المحكمة قد قررت احالته الي بعثة طبية لمعالجته..
ووصف حراس جهاز المخابرات بالحمير وقال انه انقطع عن الدولة 25 عاما رافضا كل منصب فيها عرضه عليه صدام مفضلا البقاء سفيرا في الخارج.
واشار برزان الي ان المحققين كانوا يضربونه عندما لا يرضون عن كلامه خلال التحقيق معه وهدد بمقاطعة المحكمة في حالة قطع أي جزء من كلامه عن البث وقال انه يريد تطبيق الديمقراطية بشكلها الكامل.
ثم دخل برزان في مشادة مع المدعي العام وقال انه كان عضو فرق ة في حزب البعث. وأوضح ان ما جري في الدجيل عرض امن الدولة للخطر من قبل حزب محظور (الدعوة الإسلامية) وبتوجيه من دولة يوجد العراق معها في حالة حرب في اشارة الي ايران. وقال انه في عام 1993 اتهم العراق بمحاولة اغتيال الرئيس الامريكي بوش الوالد فضربت بلاده العراق بمئات الصواريخ متسائلا: اذا حدث هذا من دولة كبيرة ديمقراطية فلماذا يستغرب من التحقيق في محاولة اغتيال صدام وهو رئيس العراق؟
الرئيس صدام للقاضي: تعال وانظر ظروف اعتقالنا تحت الديمقراطية الامريكية
العراق كان حافيا إلا من تاريخه فصار يخشي من علمه ووطنيته
في ما يلي اهم النقاط التي شملتها مداخلة صدام امام المحكمة امس:
- ـ اذا كنت ادافع، فانني ادافع عنكم، اي عن العراقيين، سواء انتم الجالسون علي المنصة او باقي العراقيين.
- ـ انني ادافع عن مسيرة 25 عاما، قمنا فيها بالتعمير بعد كل مرة حدث فيها تدمير.
- ـ العراق كان حافيا في كل شيء الا من تاريخه، فصار العراق يخشي من علمه ومن وطنية رجاله واهله، وهذا ما ادافع عنه.
- ـ الم يلفت انتباهك انه من بين سكان المدينة لم يشهد سوي الاب والابن والاخ والبنت؟
- ـ لم اعرف بوجود اطفال معتقلين ابدا. اصدرت عفوا عاما عام 1986 عن كل المعتقلين بمن فيهم اثنان او ثلاثة محكومين بالاعدام.
- ـ الشخصية العراقية هي انه اذا كانت هناك سيدة مطلوب استجوابها وعندها طفل وتطلب ان تصطحبه معها، فان الشخصية العراقية تقضي ان يوافق علي ذلك. ولقد اخترت عدم الحديث الي الشاهدة السيدة حفاظا علي كرامة العراقيات، وهي اهانت كرامة العراقيات.
- ـ طالما نحن متهمون والمتهم بريء حتي تثبت ادانته، وتحدث الشهود حول التعذيب، وحبسهم في غرف بنوافذ ضيقة. تعالوا وانظروا الي الغرف التي نعيش فيها تحت الديمقراطية الامريكية، لا يوجد ضوء ولا شمس.
- ـ اي اذي حصل علي المعتقلين في الدجيل خطأ، والذي قام به يجب ان يحاسب حسب القانون، وهو حصل في بلد من العالم الثالث قبل 25 عاما، ولكن ماذا بالنسبة لما يحدث لنا اليوم علي ايدي امريكا؟
وهل يوجد متهم واحد بما في ذلك صدام حسين لم يضرب ولا توجد في جسمه علامات ضرب؟
ـ القاضي: المحكمة طلبت من الادعاء التحقيق في هذا.
الادعاء: هل تعرضت للضرب، ومن ضربك؟ لقد رأيت الغرف وجميعها فيها تبريد بينما لا توجد كهرباء في بعض مناطق بغداد، وقد سألت ان كان هذا حصل (الضرب) سنحقق ونحاسب المسؤول.
وهنا رد صدام: هل ستجازي الامريكيين؟
ـ الادعاء: اذا كانت هناك اعتداءات من القوات المتعددة الجنسيات، فاننا نطالب من هنا بتسليم المتهمين للقوات العراقية.
ـ صدام موجها كلامه للقاضي ومحتدا: دعني اتحدث، انا ما طالب مدرسة عندك، لا تجعلني احكي بطريقة لا تسرك، لقد قاطعني واستمر في الكلام. نعم ضربت وفي كل مكان في جسمي، وانا لا اشتكي علي الامريكان.
ـ ولداي لا يأتيان علي بالي مثل ما ييجي علي بالي العراق ولا اعرف اسم من دل عليهما، لكن اعرف من دل عليّ لانه جابهم علي السرداب اللي انا فيه.
لقطات من الجلسة ا لسادسة للمحاكمة الاميركية الصفوية
استغرب المحامي عصام العزاوي المشارك في هيئة الدفاع عن صدام اقوال الشاهد الأول في جلسة امس حول وصفه لحركة الطائرات السمتية فوق الدجيل بأنها كانت غير طبيعية، بينما كان عمره حينذاك لم يتجاوز الرابعة عشرة، كما استغرب اشارات الشهود المتكررة الي وجود معلومات محددة في الملف الموجود امام القاضي وتساءل ان كان الشهود يعملون مع القاضي وعلي اطلاع علي محتويات ملفه، خاصة انهم يتحدثون اليه في بساطة مثيرة للانتباه.
لوحظ ان صدام كان محتفظا بتركيزه وتوقد ذهنه طوال المحاكمة رغم استمرارها لأكثر من سبع ساعات، وجاءت مداخلته اكثر ترتيبا منها في الجلسة الاخيرة التي ظهر خلالها مرهقا وبح صوته فيها اثناء الهتاف.
عملت الشركة الامريكية الاعلامية التي تنقل المحاكمة تلفزيونيا علي حذف كثـير من اقوال صدام وبرزان وطه رمضان مستغلة وجود فارق زمني بين التسجيل والبث يبلغ نصف ساعة، ما اعتبره خبرا ء قانونيون تقويضا لعدالة المحاكمة التي تضم بين شروطها ان تكون الجلسات علنية بالكامل.
حاول المحامي القطري النعيمي اظهار نقاط ضعف في اقوال الشاهد علي الحيدري إلا ان القاضي اوقفه مطالبا اياه بطرح اسئلته فقط.
المحامي خليل الدليمي نجح في اظهار تناقضات اساسية في اقوال الشاهد، حول مكان تواجد اخيه وموعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها صدام، حيث قال في البداية انها تمت قبل الظهر ثم اشار الي وقوعها بعد مغادرة صدام مسجد المدينة بعد ان أدي فيه صلاة الظهر. قامت المحكمة بتعديل صوتي الشاهدين الثاني والثالث امس تفاديا لكشف هويتهما، ومن المقرر ان تستمع اليوم لإفادات ثلاثة شهود آخرين.
للعودة الى الموقع الذي قدمتَ منهُ أضغط >>>>
0 Comments:
Post a Comment
<< Home