والانهيار الكبير يحدث : من ينهار الاحتلال أم العراق؟ للأستاذ صلاح المختــار
والانهيار الكبير يحدث : من ينهار الاحتلال أم العراق؟
كيف يجب اذن ان نقرأ الواقع العراقي الان ونحن نشهد الابادة الجماعية للعراقيين تحدث باساليب بالغة القسوة والوحشية، والتدمير المنظم للجزء الذي دمر فيما مضى لدرجة ان العراق قد اقترب من ان يصبح عبارة عن كومة أحجار وجثث؟
الاعتراف الحاسم بالهزيمة الامريكية
لنبدأ من النهاية، مما نشهده الان، في يوم 5 -5 -2006 عادت مادلين اولبرايت، وزيرة خارجية امريكا السابقة، واحد اهم الصقور
على ارض جلجامش وتموز وحمورابي والعباسيين وصدام حسين نحر الحلم الامريكي، ووجدت امريكا نفسها لا تخسر المال فقط، وهو ربها الاوحد وقيمتها الوحيدة وشرفها الاوحد، بل ايضا تخسر فرصة العمر التي انتظرتها مائتي عام لتحقيق حلم (ان تكون امريكا تحقيقا لنبوءة الرب في ارض كنعان)! لقد تعالى عويل جنرالات امريكا قبل نساءها وهم يجهشون ببكاء مكتوم : لقد ورطنا بوش الابن الاكثر غباء في التاريخ الامريكي ومعه المحافظون الجدد في جحيم العراق، وبدد كل ما اعددناه لغزو العالم واعادة رسمه على شاكلة امريكا، وطالب هؤلاء باستقالة رامزفيلد الرمز الشمعي للطبع الاجرامي للشخصية الامريكية الحاكمة. وبهدوء وصمت متعمدين اتخذ الكونغرس قبل شهرين قرارا بعدم اقامة قواعد دائمة في العراق في اشارة لاتقبل الخطأ الى ان امريكا قد اتخذت قرار الانسحاب من العراق، وما قاله طارق الهاشمي، نائب رئيس جمهورية العملاء، من تأكيد لهذه المعلومة، نقلا عن كونداليزا رايس، ليس سوى تسريب متعمد امرته به المخابرات الامريكية.
اذن هناك ما يشبه الاجماع الامريكي على ان امريكا تواجه كارثة في العراق هي الاسوأ في تاريخها، بعضهم كالقادة العسكريين يحصرها في الجانب العسكري، لكن بعضهم الاخر المثقف والمتعلم والمجرب كمادلين اولبرايت، يعدها الكارثة الاسوأ على وجه الاطلاق في التاريخ الامريكي، أي انها اسوأ واخطر ما واجهته امريكا في كل تاريخها في مختلف الجوانب. وهذه النقطة تحتاج لايضاح. حينما أتت امريكا الى العراق غازية كانت تترنم بلحن توراتي اغبر تقول كلماته النيئة باننا سندخل العراق وستنهال الورود على رؤوس جنودنا المحررين، وسيجد كل جندي عشرة نساء عراقيات تحت تصرفه (خسئوا وخسئت امريكا)، كما وعدهم سماسرتهم، وان امريكا لن تصرف دولارا واحدا من خزينتها الخاوية على تحرير العراق لان نفطه سيصبح تحت تصرفها لتمويل الغزو، ومن العراق ستبدأ امريكا حملة تحرير المنطقة ثم العالم ليصبح مستعمرة امريكا جديدة كما وعد وقال بول ولفووتز!
(هكذا تكلم زرادشت) الامريكي وهو يستعد لغزو العراق، ووجهه يبتسم بسذاجة لانجدها الا في تقاطيع وجه بوش الابن، لكن ما ان دخلت امريكا العراق حتى بدأ الحلم الامريكي يتبخر، واخذت عظام وجثث الاباء المؤسسين تتبخر وتتحول الى رماد، خجلة من حماقة وغباء احفادهم، بعد ان واجهوا اعظم مقاومة مسلحة في التاريخ البشري كله. كان الفيلسوف الالماني نيتشة يكتب رائعته الادبية الفلسفية (هكذا تكلم زرادشت)، حينما تجتاحه نوبة السفلس الذي اصابه، وهو في قمة الهذيان، فقدم لنا بفضل السفلس اعظم نتاج ادبي وفكري له. لكن الفرق بين النتاج الادبي والغزو الامبراطوري كالفرق بين نظم قصيدة وخوض معركة مع دب بالسكين، ولهذا كان المصابون ب (السفلس) السياسي في امريكا من المحافظين الجدد يضعون عناصر غزو العراق، كلما اشتدت فيهم حمى السفلس فتختلط في عقولهم السفالة والسفلس والفلس، ويدخلون في عالم الخيال والتخيل المرضي، الذي جعلهم يصدقون سماسرتهم الذين قدموا لهم معلومات عن هشاشة الوضع في العراق فقبلوها على علاتها، ليس لانهم لا يعرفون ان القواد يكذب دائما للحصول على بقشيش بل لانهم أرادوا الاقتناع بما كان تفكيرا رغائبيا صرفا (wishful thinking) لا يجد له في الواقع أي سند.
ما هي نتيجة التخطيط لغزو العراق مع ان من خطط له كان واقعا تحت تأثير حمى السفلس السياسي؟ الان خسرت امريكا، او كادت ان تصل الى خسارة، الفي مليار دولار، كما اكد العالم الامريكي في الاقتصاد الذي حاز على جائزة نوبل! الان امريكا فقدت هيبتها العالمية ولم يعد من يتحداها الابطال صدام حسين وكاسترو وشافيز وغيرهم بل اصبح ارنب مذعور في جزر القمر يشتم امريكا ويتحدى بوش ويبصق في وجه كونداليزا رايس، نتيجة تمريغ انف امريكا في وحل العراق. واريد تذكيركم بان التاريخ الامريكي سيدرس وفقا لقاعدة ما قبل العراق وما بعد العراق، كما قلت في مقال سابق قبل عامين تقريبا، فامريكا قبل غزو العراق كانت بكلمة واحدة تجعل ساكني قصر الاليزية ومبنى الكرملين يتبولون في سراويلهم، وامريكا بعد غزو العراق ما عادت تخيف صديقنا العزيز ارنب جزر القمر المذعور، مع احترامنا للسادة في تلك الجزر. هل لذلك من معنى؟ نعم ان العراق بمقاومته البطلة قد اسقط المشروع الامبراطوري الامريكي ودمر كل الاحتياطات التي وفرتها امريكا لتحقيقه تدريجيا،وكشف وعلى نحو قاطع حقيقة لم تكن مؤكدة وهي ان امريكا عبارة عن ديناصور ضخم جدا لكنه مصاب بتكلس الاطراف خصوصا العقل.
والامثلة كثيرة، فالدين العام صار 8 تريليون و200 الف مليار دولار في عام 2005 وكان قبل الغزو حوالي 4 تريليون دولار، والعجز في الميزانية الفدرالية صار 600 مليار دولار وكان قبل الغزو 300 مليار وغير ذلك. إن الذي يفشل في تحقيق النصر على مقاومة يتيمة من حيث الدعم السياسي والمادي والاعلامي، لا يستطيع بالتاكيد غزو روسيا او الهند او الصين او فرنسا، بل وحتى جيبوتي او بلد عزيزنا ارنب جزر القمر، بعد ان عرف العالم ان ما قاله القائد الصيني العظيم ماو تسي تونغ صحيح، وصحيح جدا، وهو ان امريكا نمر من ورق،اما ما قاله ردا على ذلك الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف، من ان امريكا نمر من ورق ولكن له انياب ذرية، فهو صحيح ايضا لكن المقاومة العراقية وليس غيرها قد اثبتت ان الانياب الذرية لامريكا تتعطل حينما يواجهها شعب مصمم على النصر مهما كان الثمن وفقا لستراتيجية حرب العصابات مدعومة بوعي ستراتيجي عميق وخبرة تكتيكية ذكية.
وبوصول اغلب الامريكيين الى ما يشبه الاجماع على ان امريكا تواجه كارثة في العراق فان استمرار الغزو اصبح مسالة زمن قصير، وستنسحب امريكا من العراق مرغمة مهما ردد بوش الابن انه لن ينسحب، مستعيرا لسان ممثل غبي كرونالد ريغان اعتاد ان يلقن كل شيء حتى كيفية غسل فمه!
من ينظر الى العراق اليوم سيلاحظ بسهولة ان القوات التي كان مفروضا ان تتشكل بعد الاحتلال لتصبح درعا عراقيا يحمي امريكا من العراقيين، من جهة، والحكومة العميلة من جهة ثانية، قد دمرت كجهاز ومنعت المقاومة اكمال بنائها من خلال التركيز على تصفية عناصرها دوريا وعلى نحو متزايد، فماذا حصل؟ ترتب على ذلك امران خطيران جدا، الاول هو ان امريكا اصبحت مضطرة لمقاتلة المقاومة مباشرة وهذا احد اهم اهداف المقاومة في ستراتيجة التحرير لان تعريض امريكا للخسائر المادية والبشرية هو المفتاح لتحقيق النصر مهما طال الزمن، ولهذا ارادت امريكا ببناء جيش عميل وشرطة عميلة وحرس عميل ان تحمي جنودها من الموت وان تقلص النفقات. ورغم تبني امريكا مؤخرا لخطة زيادة فعالية القوة الجوية وتقليل المعارك البرية بقدر الامكان الا ان المقاومة استغلت هذا الضعف القاتل في الجيش الامريكي لتوسع نطاق المناطق المحررة نتيجة غياب الوجود الدائم للقوات الامريكية وجبن مرتزقة الجيش والشرطة والحرس. اما الامر الثاني الخطير فهو ان الحكومات العميلة المتعاقبة خصوصا حكومة الايراني ابراهيم الاشيقر، لم تستطع عمليا ممارسة دورها في تنظيم الدولة والمجتمع،على وفق متطلبات تحقيق الاستقرار، لان المقاومة كانت وما زالت مسيطرة على العراق وتمنع الحركة والنشاط الطبيعي للمسئولين العملاء لدرجة ان رئيس الوزراء العميل اذا اراد زيارة رئيس الجمهورية العميل فعليه ان يخبر القوات الامريكية قبل 24 ساعة لتامين الطريق له، مع العلم ان مكاتب هؤلاء تقع ضمن المنطقة الخضراء! فاي حكومة هذه التي لا يستطيع الوزراء والمدراء العامون فيها التحرك العادي ويحتاج كل واحد منهم لحماية لا يقل عدد افرادها عن الخمسة عشر حارس اجنيي غالبا؟ لقد اعلن مؤخرا ان عدد افراد شركات المقاولين الذين يتولون الحماية وصل الى 200 الف شخص وتكاليف هؤلاء اسطورية!
اذن المقاومة اوجدت حالة عجز فيها الاحتلال عن حماية نفسه وعملاءه فاصبح القطر العراقي قاعدة محررة بشكل عام، فكيف يمكن لحكومة ان تستمر اذا كانت غير قادرة على اداء مهامها؟ وكيف يستطيع الاحتلال الاستمرار في العراق وارض العراق ليست في يده بل في يد المقاومة المسلحة، التي لم تتراجع ولم تتقلص مساحة مناطقها المحررة ابدا، بل هي في ازدياد دائم؟ ان خطة القصف الجوي كاداة اساسية لمواجهة المقاومة هي في ان واحد اعتراف رسمي بهزيمة امريكا امام المقاومة وتوسيع لنطاق سيطرة المقاومة على الارض العراقية. والحكومة الحالية التي شكلها الايراني جواد المالكي ستواجه نفس مصير حكومة مجلس الحكم وحكومة علاوي وحكومة ابراهيم حتما.
تنفيذ سياسة الارض المحروقة
من الطبيعي ان نشير هنا الى ان التدمير الشامل للدولة ومؤسساتها الذي رافق الاحتلال كان تمهيدا لمنح الشركات الامريكية عقود اعادة اعمار جذرية للعراق تنتفع منها تلك الشركات، كما ان استثمار النفط كان يجب ان يسبقه الغاء التاميم الخالد للنفط، لاجل منح عقود طويلة الامد لمدة تزيد على نصف قرن وبارباح تصل الى 40 % للشركات الامريكية، التي كان يجب ان تعيد بناء البنية التحتية للصناعة النفطية العراقية كي يمكن تصدير ما لايقل عن 8 ملايين برميل نفط يوميا، لتغطية احتياجات امريكا التي ستتضاعف حتى عام 2015، وتصل الى اكثر من 40 مليون برميل نفط يوميا ولتغطية تراجع القدرة السعودية، طبقا لتقرير المخابرات المركزية الامريكية الذي صدر عام 2001.
اذن كانت خطة الاحتلال تتضمن التدمير الشامل ثم اعادة الاعمار باموال عراقية لا تستفيد منها سوى امريكا، ولكن المقاومة المسلحة باصرارها على منع امريكا من استخدام اموال العراق لاعادة بناءه وفقا لمصلحة امريكا ولتحويله الى تابع لها، وبتوسيع العمل المسلح وتعجيز امريكا عن التقدم خطوة واحدة الى امام، مقابل التقدم المستمر للمقاومة، وضعت المقاومة امريكا امام مشروع نهب واستثمار فاشلين مائة بالمائة. من هنا نفهم لم حولت امريكا اموال اعادة الاعمار الى تعزيز الامن، واقتران ذلك بفتح امريكا ابواب التدمير المنظم والمخطط لما تبقى سليما او نصف سليم في العراق، وخلق حروح في الجسد العراقي لا تلتئم الا بتقسيم العراق وتحويله الى دويلات تدور بينها حروب داحس والغبراء، التي تستمر عقودا من الزمن تسمح لامريكا بالسيطرة عليها كل واحدة على حدة بعد ان تستنزف كلها ولا تجد مخرجا من الكارثة الا تدخل امريكا لايقافها.
ويجب ان ينتبه كل عراقي الى ان اعمال القتل البشع على الهوية الطائفية ووضع هدف قتل كل من يحمل اسم عمر او عبدالحسين وهما قرة عيوننا، ومهاجمة المساجد والحسينيات وهي اماكن عبادتنا، ليس من عمل العراقيين ابدا وانما هي من اعمال امريكا وخلفها اسرائيل وحليفتهما الاولى ايران، فهؤلاء هم وراء القتل وهؤلاء هم وراء تدمير حياتنا وليس أي شيعي عراقي ولا أي سني عراقي، فالعراقي الحقيقي ارفع من ذلك ومحصن ضد السم القاتل للطائفية. ان امريكا وهي تتسابق على نهب العراق مع ايران هي الحاضنة الطبيعية للنفوذ الايراني في العراق فلولا امريكا لما دخلت القوات الايرانية الرسمية وعملاء ايران الى العراق ولما تمكنت من قتل الاف العراقيين ونهب اموال العراق وتدمير حياة العراقيين وتحويلها الى خراب وكارثة. وهناك من يظن ان امريكا نادمة على السماح لايران بدخول العراق كما قال صالح المطلك رئيس ما يسمى (الجبهة العراقية للحوار الوطني) (ميدل ايست اون لاين في 13/3/2006)! ان من يقول ذلك يريد تبرئة امريكا والسماح بتضليل الناس للوقوف مع امريكا في تنافسها الاستعماري حول العراق مع ايران، ذات المطامع المعروفة في العراق والخليج العربي قبل ان تولد امريكا من رحم الجريمة المنظمة.
من هنا يجب الانتباه الى حقيقة ان امريكا قد قررت اكمال عملية تدمير العراق وتهديمه على رؤوس أبناءه نتيجة الفشل في البقاء فيه، وما يجري الان ما هو تنفيذ دقيق لسياسة الارض المحروقة، التي تستهدف ان تترك امريكا العراق وهو ممزق ومدمر تدميرا شاملا يجعل الحكومة الوطنية،التي ستشكلها المقاومة عقب التحرير، مضطرة لمواجهة مشاكل خطيرة قد تسقطها وتعيد امريكا من الشباك بعد ان اخرجتها المقاومة من الباب، كما يريد المطلك واضرابه ممن انخرطوا في الجهد الامريكي بشكل مبكر.
ونتيجة الوضع الكارثي لامريكا في العراق فان ابرز الخيارات المفروضة عليها تتمثل في السيناريوهات التالية.
وقوة هذا السيناريو تتأتى من حقيقة وجود ازمة حسم في العراق، ففي حين ان امريكا لاتستطيع قبول شروط المقاومة رغم وضعها الكارثي الذي لا يطاق، لان ذلك سيحطم صدقيتها وهيبتها العالمية، فان المقاومة بالمقابل لا تستطيع التخلي عن شروطها المعلنة للتفاوض رغم خطورة الوضع في العراق، لذلك فان القتال الضاري وعمليات التدمير المنظم للعراق ستستمر الى اجل غير مسمى ما لم يحدث تطور استثنائي يخرج ازمة الحسم من مأزقها الخطير. ويعزز هذا السيناريو الفشل الامريكي الذريع في فبركة بدائل باسم المقاومة من عناصر لا صلة تربطها بها ولا وزن او نفوذ لها، وهو ما ادعاه جلال الطالباني، من اجل شق المقاومة او ابتزازها.
الانهيار الامريكي المفاجئ
اما الانهيار المالي فهو حقيقية ماثلة امام اعين الخبراء الاقتصاديين الامريكيين وتشكل مصدر رعبهم الدائم، خصوصا منذ حولت المقاومة العراقية الحرب على العراق الى حرب على امريكا، ويتجسد ذلك في اصرار المقاومة على جعل امريكا وليس العراق يتحمل تكاليف الحرب المادية، مع ان غزو العراق في اساسه كان من اجل نهب ثروات العراق وتحويله الى بقرة حلوب للاحتكارات الامريكية بعد خلجنته. لقد حققت المقاومة واحدا من اعظم انتصاراتها باجبار امريكا على تحمل الكلفة المادية لحرب هي الاكثر تكلفة في تاريخ حروب امريكا بما في ذلك حرب فيتنام، كما اثبتت الإحصاءات الامريكية، رغم ان امريكا الان تعاني من ازمة بنيوية حادة ومزمنة لم تكن اثناء حرب فيتنام الا في حالة خفيفة نسبيا. ومن مظاهر الخطر الداهم الذي قد يؤدي الى انهيار امريكي مالي مفاجئ التزايد غير المسبوق في ارقام الازمة البنيوية، فقبل غزو العراق كان الدين العام تقريبا 4 تريليون دولار، اما بعد الحرب فقد وصل في ايلول – سبتمبر الماضي وحسب الاحصاءات الامريكية الى 8 تريليون و200 مليار دولار! وهذا الرقم وحده يكفي لتفجير الاقتصاد الامريكي في أي لحظة. اما العجز في الميزانية الفدرالية فكان قبل الغزو حوالي 300 مليار واصبح في عام 2005 اكثر من 600 مليار دولار وتتوقع المصادر الامريكية المختصة ان يصبح هذا العام 2006 حوالي 750 مليار دولار! بتعبير اخر ان الازمة البنيوية في النظام الراسمالي الامريكي تزداد حدة وتتقدم الشيخوخة بلا تراجع مما يجبر امريكا على الاعتراف المتزايد بان بقاءها كقوة عظمى رهن بنهب العالم وتحويله الى غرفة انعاش كبرى تزرق امريكا المحتضرة بدم من اموال الشعوب الاخرى، لهدا فان التغييرات الثورية التي تحدث في امريكا اللاتينية لصالح الحرية واستقلال الشعوب، كما هو الحال في فنزويلا وبوليفيا والبرازيل وغيرها، وبالتزامن مع توسع نطاق الثورة العراقية المسلحة وتأثيرها الايجابي اقليميا وعالميا، سيؤدي حتما الى انهيارات امريكية ضخمة عسكرية ومالية تضع حدا نهائيا لاخطر امبراطورية شر ظهرت في التاريخ الانساني.
اذن الانهيار الامريكي في العراق ليس مستبعدا ابدا بل هو امكانية قائمة، ويمكن التعجيل بذلك بزيادة التكلفة المادية لغزو العراق عن طريق الاستمرار في المعارك المتزامنة في كل العراق والقضاء التام وبلا أي تردد على أي قوات عراقية يشكلها الاحتلال لاجل اجبار امريكا على خوض الحرب بجنودها واموالها وليس بجنود عراقيين واموال عراقية.
الجواب الواضح والقاطع هو ان امريكا اكتشفت متأخرة انها لم تتورط في غزو فاشل للعراق فقط بل انها وقعت في فخ عراقي مميت سيدفن مشروعها الامبراطوري الكوني الى الابد، الامر الذي سيؤدي وحتما ايضا الى تفكك امريكا كدولة عظمى. ان الفشل في العراق وكما اكدت كل وقائع السنتين الماضيتين، لابد وان يفضي الى تراجع امريكا وفقدانها لزمام المبادرة عالميا واقليميا، ومن ثم ستفقد الامل في استخدام العالم وموارده كغرفة انعاش للراسمالية الامريكية الشائخة، لذلك فان معركة العراق، بالنسبة لامريكا كما بالنسبة لحركة التحرر الوطني العربية بقيادة المقاومة العراقية المسلحة، هي معركة وجود وخسارتها تعني خسارة المستقبل وليس الحاضر فقط، فماذا تفعل امريكا لتغيير قواعد الصراع في العراق الذي اصبح وبحق ثقبا اسودا، كما وصفه وزير فرنسي ذلك، يبتلع امريكا بقضها وقضيضها بسرعة هائلة؟ الجواب هو يجب القضاء على المقاومة وبما ان ذلك حلم حشاشين نتيجة التفوق المطلق للمقاومة في كل عوامل البقاء والتعاظم، فان امريكا التجأت الى العاب صبيانية، كلعبة الصبي الهرم جلال الطالباني، لشق المقاومة كمقدمة لاحتوائها والقضاء عليها، ففشلت ايضا. ثم مارست تكتيكا غبيا لم يقع في فخه الا الاغبياء وهو الحديث عن ان امريكا قد اخطأت بدعم انصار ايران وتمكينهم من الوصول الى السلطة وان الوقت قد حان لتقليم أظافرهم ودعم السنة! هذا ما قاله زلماي خليل زادة لحفنة من الاميين الطائفيين السنة، فراينا شيوخا منهم واحد تتراقص الكلمات بين شفتيه وشباب محسوبين عليهم احدهم كان ينفخ ببوق المقاومة حتى لوح له بمنصب فاخذ يرقص على انغام الفخ الطائفي المضاد الذي نصبه لهم زادة! ولعبة زادة هي الامتداد الطبيعي للعبة بول بريمر في بداية الغزو مع الطائفيين من الشيعة حينما دغدغ مشاعرهم المنحرفة وطنيا بالحديث عن (مظلومية الشيعة) وضرورة انصافهم!
ولئن استجابت الحوزة الايرانية في النجف لدعوة بريمر بفرح صبياني، فان تكتيك زادة فشل في شق المقاومة من خلال توريط بعض من كان يدعي وصلا بها، لان الشعب العراقي يعرف انه لولا واشنطن لما وصلت طهران الى بغداد ولما نصب الايراني صولاغ وزيرا للقتل بالمثقاب. فماذا بقي في جعبة امريكا للخروج من مـأزقها القاتل في العراق؟ الذي بقي لامريكا للخروج من مأزقها القاتل في العراق هو الهروب الى الامام عبر هز المنطقة، ومعها منطق المقاومة السليم القائل ان امريكا وليس ايران هي العدو الرئيسي، مهما ارتكبت ايران من جرائم ضد العراق وشعبه، وهز المنطقة وارباك منطق المقاومة وربما وحدتها يمكن ان يحدث اذا هوجمت ايران في اطار عملية عسكرية جراحية تستهدف بعض الاهداف النووية فقط، عندها سيتعزز منطق من يقول اننا يجب ان نقف مع امريكا ضد العدو الايراني، الذي كان وما زال اداة امريكا في تخريب العراق وقتل ابناءه، وذلك سيخلق شرخا بين انصار المقاومة وربما بين بعض فصائلها.
هذا الشرخ اذا برز تريد امريكا الانطلاق من استغلاله لشق المقاومة والعثور على من يتعاون معها منها، في اطار تشكيل جبهة معادية لايران في المنطقة، وهكذا تتحلل المقاومة وتنقسم وتتجمع صفوف ضحايا ايران من العراقيين وهم بالملايين، وتقف الى جانب امريكا باسم ضرب النفوذ الايراني في العراق والمنطقة! وبدون مهاجمة ايران لم تستطيع أي شخصية وطنية واي تنظيم وطني سواء داخل المقاومة او خارجها، التجرؤ على الاصطفاف مع امريكا ضد ايران. من هنا فان خيار مهاجمة ايران ليس سوى سيناريو يستبطن في احشاءه هدف شق المقاومة الوطنية العراقية لاجل اعادة الحياة للاستعمار الامريكي للعراق ومنع عملية تعاقب انهيارات امريكا بعد الانهيار في العراق. ويجب ان نذكر من لا يتقبل هذا التحليل بان المعركة الاساسية والصراع الرئيس في العالم يدور الان في العراق وطرفيه هما حركة التحرر الوطني العربية بقيادة المقاومة العراقية المسلحة من جهة، وامريكا من جهة ثانية، اما ايران وغيرها فان معاركها ومعاركهم ليست سوى مناوشات ومعارك ثانوية، لذلك فان حسم معركة العراق سيحسم بقية الصراعات حتما لصالح من ينتصر في العراق.
هل يمكن ان يحصل هكذا انقلاب؟ واذا حصل هل سيستمر؟ نعم يمكن ان يحصل انقلاب عسكري بتشجيع ودعم امريكي مباشر والحجة الاساسية موجودة : ان الحكومات التي تعاقبت منذ الغزو قد فشلت تماما في معالجة مشاكل الامن والخدمات وساهمت في انحدار الوضع الى ما وصل اليه، لذلك فان العراق يحتاج الى قبضة حديدية لفرض الامن وانقاذ المواطن من القتل والسلب والجوع وعذاب الخدمات السيئة او المعدومة! هذا هو الغطاء الذي يراد به ضمان تأييد شعبي للانقلاب العسكري، وعند هذه النقطة بالذات يتضح الدور الامريكي المباشر في تعمد تدمير الامن والخدمات وخلق معاناة شديدة للمواطن كي يرحب باي تغيير يضمن له الامن والخدمات، حتى لو كان من صنع من تسبب في خراب العراق وتدميره واذلال شعبه أي امريكا! لا يمكن لاي عاقل له ذرة من الوعي ان يتجاهل حقيقية ان امريكا لو ارادت حقا تشكيل حكومة قوية لفعلت، لكنها وفي صلب مخططها تريد للعراق ان يدمر وان يتمزق وهذا الهدف لن يتحقق من دون غياب الامن بوجود حكومة ضعيفة.
اضافة لمحاولة فرض نظام ديكتاتوري عسكري دموي في العراق يعمل على تصفية المقاومة فان من اهداف الانقلاب الاخرى استباق القوات المسلحة العراقية الوطنية ومنعها من استلام السلطة في اللحظة التي ينهار فيها الاحتلال او ينسحب. فلم يعد سرا ان القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية الوطنية قد اعيد تشكيلها منذ زمن وهي تعمل بنشاط في اطار المقاومة المسلحة بعد ان اعادت ربط القوة الاساسية من ضباط الجيش العراقي الشرعي، وامريكا تعرف بذلك وتدرك ان وجود جيش عراقي سري يعمل عسكريا ضدها ووضع خطة امن شاملة لتامين السيطرة التامة على العراق في أي لحظة ووقت، يعد تحديا خطيرا لسعي امريكا للتغلب على عوامل فشلها وهزيمتها في العراق.
كما انه ليس سرا ان القوة الضاربة للقوات المسلحة العراقية الشرعية والسرية المحتضنة لاغلب فصائل المقاومة المسلحة تعمل موحدة ووفقا لستراتيجية تحرير شاملة ومتكاملة وتخضع للقيادة السياسية للثورة المسلحة، ولهذا نجد امريكا تعمل، عبر ضباط نعرفهم بالاسماء، على خلط اوراق القوات المسلحة وتشكيل تكتل عسكري يتبرقع باسم (الانقاذ) لكن هدفه الحقيقي هو منع القوات المسلحة من العمل موحدة وقطع الطريق عليها لاستلام السلطة بخلق امر واقع عبر انقلاب عسكري، يدفع العراق في مسار غير مسار التحرير الحقيقي ويسمح ببقاء امريكا في العراق بحجج معروفة مثل الانسحاب وفق جدول زمني طويل يؤمن لامريكا اختراق القوى الوطنية واشعال حرب اهلية على اساس سياسي هذه المرة.
هذا الانقلاب هو مشروع تكريس للاحتلال ومحاولة لشق القوات المسلحة الحاضنة الاساسية للمقاومة المسلحة ومصدر قوتها البشرية، لذلك فان المطلوب هو احباط هذا الانقلاب وتدمير عوامل قيامه عن طريق تحصين ضباط الجيش الوطني وعدم ترك أي منهم بعيدا عن الحزب، والاتصال بمن تورط في اللعبة الانقلابية وحثه على تركها وتبيان خطأ المراهنة على وعود امريكا، والانخراط في صفوف الثورة المسلحة على اساس ان تحرير العراق لا يمكن ان يتم الا بالثورة المسلحة الدائمة حتى النصر الحاسم والمضمون وليس بعملية سياسية او بانقلاب عسكري، وبخلاف ذلك فان من يصر على مواصلة التعاون مع من خان العراق وتعاون مع امريكا قبل الغزو ضد العراق سيعد عدوا لا يختلف عن عملاء الاحتلال الحاليين. ان من بين االاهداف الاساسية للانقلاب تحقيق استقطاب سياسي جديد في العراق المحتل يؤدي الى اشعال حرب بين القوى الوطنية نتيجة الاختلاف حول تأييد الانقلاب او الوقوف ضده، وتوسيع هذا الاحتراب العراقي - العراقي ليصبح اداة احتواء وتصفية منظمتين للقوى الوطنية العراقية، تماما كما حصل في عام 1958 بعد ثورة 14 تموز، وبذلك تهيأ الظروف الموضوعية لوصول العناصر الموالية لامريكا الى السلطة ربما عن طريق الانتخابات المزورة.
ويجب ان نتذكر دائما ان امريكا لم تصدر (قانون اجتثاث البعث) نتيجة صدفة او قرار متسرع، كما يريد زلماي زادة ان يوحي وكما يردد ايتام الاحتلال ذلك من بعده، بل هو قرار ستراتيجي حاسم درس لعقود من الزمن وليس الان، وتحديدا منذ صعد نجم القائد الكبير جمال عبدالناصر رحمه الله وساد التيار القومي العربي على التيارات الاخرى، لان الخطر الاكبر على الغرب الاستعماري والصهيونية هو القومية العربية ذات الجوهر الاسلامي وليس أي تيار اخر، بما في ذلك ما تسميه امريكا (الاصولية الدينية)، فالقومية العربية هي وحدها من يضمن وحدة الصفوف والامة على اساس الانتماء القومي والوطني وليس على اساس الانتماء الديني او الطائفي الممزقان للصف الوطني، كما اثبتت تجربة العراق الذي يعاني الان من طائفية متقابلة تتصارع فيما بينها رغم وجود الاحتلال وبسبب خططه. وكما تؤكد ذلك تجربة مصر التي تعاني الان من صراع طائفي لم يكن موجودا من قبل بين ابناء مصر العرب، وتلك الظاهرة نجدها في كل قطر عربي وكل ذلك يتم باسم الدين او الطائفة!
لذلك فان من اهم دروس تجربة غزو العراق هو درس ان الوحدة الوطنية لن تتحقق الا في ظل نظم وطنية وقومية تمثل كل مواطن وتساويه مع غيره على اساس المواطنة وليس أي معيار اخر. ان امريكا والصهيونية تعملان على تفتيت الامة العربية على اساس العرق والطائفة والدين ورفع هذه المسألة الى درجة التناقض الرئيس بين ابناء الوطن الواحد، في حين ان التناقض الرئيس الحقيقي هم مع الاستعمار والصهيونية، وتلك هي ستراتيجيتها المعلنة والمعروفة. وهذه الحقيقة تجد تعبيرها العملي في ظاهرة ان امريكا تدعم وتشجع التيارات الدينية والطائفية التي تسميها معتدلة، وما اكتظاظ الفضائيات الموجهة من قبل امريكا بالبرامج الدينية ذات اللون الطائفي الواحد الا تأكيد للحقيقة المذكورة، وعلى النقيض من ذلك فان هذه الفضائيات، خصوصا قناتي العربية والجزيرة، تركز على شيطنة الفكر القومي وتسويد وجهه وهويته لانه فكر توحيدي ووطني يتجاوز الطائفة وانتماءات ما قبل الامة.
وفي ضوء هذه الحقيقة يجب ان نؤكد ان (قانون اجتثاث البعث) هو خطة طويلة الامد لاجتثاث القومية العربية وليس البعث وحده، ونقطة البدء هي اجتثاث التنظيم القومي الام والاكبر أي البعث وتصفية فكره ورموزه، وتشويه صورته واحداث فراغ فكري وسياسي ونفسي لن تملأه الا قوى طائفية من مختلف الاطياف تقوم فكرتها وتنظيمها على تقسيم الامة الى طوائف وملل ونحل، لا سبيل الى توافقها ابدا لانها في جوهرها اقصائية واجتثاثية. ولا يهم ابدا ان بعض هذه القوى تشتم امريكا واسرائيل ليل نهار، كما فعلت وتفعل ايران خميني، لان المهم هو تمزيق صفوف العرب ومنع وحدتهم، فذلك هو طريق هزيمة العرب الحتمي وطريق انتصار أعداءهم الحتمي. لقد شتمت ايران امريكا كما لم يشتمها احد ابدا ومع ذلك نجدهما حبيبين متحالفين يقتلان بدم بارد العرب في العراق ويمزقان الامة العربية، امريكا بجيوشها واموالها ودعايتها، وايران بدعوتها الطائفية التقسيمية، والتي تخفي اهدافا قومية فارسية، وعصاباتها الاجرامية التي ارتكبت جرائم لم نسمع بمثلها ابدا من حيث القسوة والوحشية! الم يقل محمد خاتمي حينما كان رئيسا لايران لولا ايران لما نجحت امريكا في احتلال العراق وافغانستان؟ الم يعاتب هاشمي رفسنجاني امريكا عبر السي ان ان حينما كان ينافس احمدي نجاد في الانتخابات بالقول بان امريكا تهاجم ايران رغم ما قدمته ايران من خدمات لامريكا عند غزو العراق؟
ما صلة ذلك بفكرة الانقلاب العسكري؟ من المؤكد ان الاستقرار في العراق لصالح الاحتلال لن يحصل ما دام هناك تنظيم قومي يغطي القطر من شماله الى جنوبه، عسكري ومدني، متسلح بتجارب اكثر من نصف قرن من العمل السياسي والعسكري والايديولوجي وبناء الدولة، هذا التنظيم هو البعث الذي بقي هو التنظيم السياسي والعسكري الوحيد بعد الاحتلال الذي يغطي القطر كله، ووجوده بحد ذاته تهديد لاي مشروع استعماري سواء كان ايرانيا او غربيا او صهيونيا، لذلك فان الانقلاب العسكري يحمل في باطنه، وسواء عرف من يعمل على الاعداد له او لم يعرف، خطة تصفية البعث جسديا وتنظيميا وفكريا، بعد ان فشل الاحتلال واداته الاولى ايران في ذلك، رغم اغتيال الالاف من البعثيين والوطنيين والعلماء والضباط على يد فيلق بدر وجيش المهدي والمخابرات الاسرائيلية، نيابة عن امريكا ووفقا لتوجيهاتها. وكما قلنا فان العدو الاول والثاني والعاشر لامريكا هو البعث وليس غيره كما اثبت واقع غزو العراق، لذلك فان من اول مهام الانقلاب هو تصفية البعث وربما ستكون البداية هي سرقة اسمه والعمل به بطريقة تشوه صورته وتضع نهاية له، ثم تأتي التصفية الجسدية للبعثيين الحقيقيين اصحاب المبادئ وحاملي السلاح ضد الغزو.
من هنا يجب ان يتذكر هؤلاء الضباط المتعاونين مع امريكا الان حقيقة بارزة تفرض نفسها وهي ان مصيرهم رهن بقرار من الحزب وهو لن يختلف ابدا عن مصير عبدالكريم قاسم وعبدالكريم الجدة ووصفي طاهر ونوري السعيد. واذا كان هناك من بينهم من يدعي انه وطني ويعمل ضد الاحتلال فان المعيار الوحيد لاثبات ذلك هو العمل تحت أمرة المقاومة المسلحة وقيادتها وخطتها، وبدون ذلك لن يقبل من هؤلاء أي كلام او تعليل مهما كان وسيعاملون، منذ الان، على انهم عملاء اخذ الاحتلال يستخدمهم بعد ان استنفد اغراضه من العملاء المكشوفين وصارت قذاراتهم لا تحتمل ولا تطاق لكثرة استخدامهم من قبل امركا.
1 – تعزيز وحدة الفصائل الوطنية المجاهدة التي انتظمت في جبهة واحدة وتحت قيادة واحدة، ووضع خطط طوارئ تفصيلية لكل الاحتمالات والحالات في كافة المدن الرئيسية والرفض التام للانفراد الامريكي باي فصيل مقاتل.
2 – الاتفاق المسبق على مناهضة أي انقلاب او خطة تفاوض منفردة مع الاحتلال والتمسك التام بالتفاوض فقط عند قبول شروط المقاومة، على ان يتم ذلك بواسطة فريق مفاوض يمثل الفصائل الاساسية في المقاومة.
3 – التركيز على ارباك العدو وجعله في حالة دفاع يائس بفتح جبهات قتالية متعددة ومتزامنة لتخفيف الضغط على أي مدينة او حي يهاجمه دون غيره.
4 – تجنب الانجرار وراء استفزازت جانبية لقوى عميلة لامريكا او لايران والاكتفاء بردعها والقضاء على اعتداءاتها دون توسيع نطاق المعارك معها، لان العدو يريد جر المقاومة الى معارك جانبية ذات بعد طائفي من جهة، وكشف درجة استعداد وامكانيات وخطط المقاومة بشكل خاص والقوات المسلحة بشكل عام لخوض معركة الحسم في بغداد عند انهيار الاحتلال او انسحابه من جهة ثانية.
5 – تشكيل فرق طوارئ قتالية لمعالجة الحالات الطارئة والخطيرة التي قد تواجه مناطق او فصائل معينة، خصوصا هجمات العملاء من منتسبي وزارة الداخلية وغيرها.
6 – الاسراع بتشكيل جبهة وطنية عريضة من كل مناهضي الاحتلال من احزاب وتنظيمات ومن الشخصيات الوطنية وعلماء الدين من امثال الشيخ حارث الضاري واية الله احمد الحسني البغدادي.
وما الفوضى التي تزداد حدة وخطورة الا مؤشر لا يخطئ الى ان الثورة المسلحة تتسع وتتعزز وتتقدم بثبات، وعلينا ان نتذكر ان مرحلة الحسم في كل ازمة او ثورة مسلحة تقترن بوصول العنف او الخراب الذروة وليس العكس، فما نراه الان في العراق ليس سوى مظاهر النصر الحاسم لشعب العراق وحركته التحررية الوطنية بقيادة المقاومة المسلحة.
عاشت الثورة العراقية المسلحة.
عاشت الفصائل الجهادية بعثية واسلامية وغيرها.
لتتعزز وحدة المقاتلين.
النصر او النصر ولا شيء غير النصر.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home