الى الرئيس (!!) جلال الطالباني: هل هذه صفات القيادة يا سيادة الرئيس؟
الى الرئيس (!!) جلال الطالباني
هل هذه صفات القيادة يا سيادة الرئيس؟
(أرجو ملاحظة أنّ علامة التعجب !! المحصورة بين قوسين قد وضِعَت من قبَل إدارة الموقع التي تؤمن أن الطالباني هو عميل ملطخة أياديه بدماء العراقيين والاتراك والايرانيين الاكراد وبدماء التركمان والعرب والكلدان الاثوريين وبدماء كل شريف قضى خلال تقلب هذا العميل بين مخابرات بريطانيا واميركا والاتحاد السوفييتي السابق.. وأن هذا العميل بلا سيادة.. وأنّ الرئيس الشرعي الوحيد هو السيد المجاهد الاسير الرئيس صدام حسين.. وبأن القوى الامبريالية التي جاءت الى العراق لم تأتِ إلا لهدفٍ واحد هو النفط ..ولأبتلاع نفط العراق جاءت بمجرمين لينفذوا مشروع ذبح العراق بكلِ طوائفهِ –وبلا استثناء- وأن أي تناسي لهذه الحقائق سيؤدي الى إطالة البقاء الامبريالي والمزيد من أنهر الدماء العربية والكردية والتركمانية والاشورية ودماء كل الطوائف المنتمية للأعراق المذكورة..ولذا وجب التنويه )
بقلم: شماشا خوشو
كما نعلم و بحسب الاعراف و البروتوكولات الدولية ، يعتبر رئيس الدولة ممثلا لشعبه ، و على اساس هذه القاعدة يحترم من قبل رؤساء و كبار مسؤولي الدول . من هذا المنطلق يستوجب على رئيس الدولة ان يحترم بدوره كافة مكونات شعبه بدون تمييز، و ان يكون عادلا نزيها يمارس رحمة واسعة تجاه الضعفاء من ابناء شعبه و يدافع عن حقوقهم لكي لا تشعر اي فئة من شعبه بالغبن و التهميش . لكن ما نشاهده اليوم في العراق يختلف كليا عن هذه القاعدة ، فسيادة الرئيس (!!) الطالباني لا يعير اي اهتمام للفئات الضعيفة من الشعب العراقي ( والقصد من الضعف هنا هو قلة العدد بموجب الحسابات الرياضية ) فهؤلاء لا توجد لديهم ميليشيات مسلحة تقتل و تخطف و ترهب الاخرين، وليس لهم من يناصرهم خارج حدود العراق ، لهذه الاسباب يعتقد رئيس الجمهورية العراقية (!!) و الساسة الاكراد و البعض من كبار المسؤولين في العراق الجديد ، ان الفئات الضعيفة لا اهمية لها و ذكرها من عدمه ( لا يوَدّي و لا يجيب ).
ليست المرة الاولى و لن تكون الاخيرة التي يتجنب فيها رئيس العراق ذكر المكونات الصغيرة من الشعب العراقي في سياق كلامه ، فهو و غيره من الساسة القوميين يقيسون فئات هذا الشعب بحسب اعدادها و تأثيرها على الساحة حاليا..
في لقاء الرئيس مع ممثل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا لحقوق الانسان، وامام شاشات التلفزة يوم 7 / 5 ، شاهدنا الرئيس الطالباني واقفا مع الزائر ( او الزائرة بالاحرى ) و التي لا يهمنا ذكر اسمها ولا ما قالته في ذلك اللقاء . لكن ما يهمنا في هذا الموضوع هو ما قاله رئيس الجمهورية (!!) و فحوى الرسالة التي اراد تبليغها الى الزائرة الكريمة (!!). فمما قاله الرئيس في سياق حديثه و بعد ان قطب جبينه كعادته ، قال: ان العراق هو وطن لكل الشعب من العرب و الاكراد و التركمان و الآخرين. انتهى!
هنا نطرح سؤالا على سيادته و نقول : من هم الآخرين يا سيادة (!!) الرئيس؟ هل انهم قبائل رحل يسكنون في بعض اجزاء العراق بصورة مؤقتة ؟ و حتى اذا اراد احد من الساسة ان يحترم مشاعر هؤلاء ( الآخرين ) فيقولها بدبلوماسية ..((" و الاقليات الاخرى" )) – دون ان يذكر اسماءها.. لماذا؟ لكي تتذكر دائما هذه المكونات الصغيرة بأنها ادنى مستوى من الاقوياء. أليست هذه هي الحقيقة يا اقوياء العراق ؟
وا اسفاه – بالامس كنتم تطرقون ابواب الدول الكبرى و تذرفون دموعكم امامهم طالبين منهم التدخل لانقاذكم من براثن الدكتاتورية (!!). لماذا؟ لانكم كنتم مظلومين و مهمشين و مطرودين من دياركم (!!). و ها انتم تجلسون اليوم على نفس الكرسي الذي جلس عليه القائد الرمز ، و تسايرونه في كل سلوكياته . كان الدكتاتور واحدا (!!)، و اليوم هناك اكثر من واحد. تهمشون الاخرين و تصادرون حقوقهم و تسلبوهم لقمة العيش ، إلا إذا قبلوا بالتبعية و بالدونية التي تفرض عليهم ، تبعدوهم عن الوظائف التي هي حق لكل عراقي و تضيقون الخناق عليهم، إلا إذا انتسبوا لاحزابكم، تلوحون بخناجركم و بسيوفكم المصبوغة بالدم في وجوههم ، اذا عارضوكم في طموحاتكم التوسعية .
بالامس حاول النظام البائد (!!) تعريب من ليس عربيا في المناطق الشمالية من العراق، و اليوم يمارس الحزب الديمقراطي الكردستاني نفس الاسلوب في تكريد الشعوب الاخرى و في المنطقة ذاتها. فهل هناك فرق بين دكتاتور و آخر؟
بالله عليكم ، لماذا لا تحاسبون انفسكم يا سادة (!!) العراق ؟ كيف تأخذون اللقمة من فم الضعفاء و تأكلونها بصلافة . أليست هذه جريمة بحق الانسانية ؟؟
فاذا سكتت عن الممارسات اللاانسانية الصهيونية العالمية هذه ، فالله لن يسكت عن حق المظلومين . و الظلم لن يدوم واذا دام دمر .
هل ان الاقليات التي تصادرون حقوقها اليوم كانت بالامس ضد طموحات شعبكم ؟
أ لم تكن هذه التي تنعتونها بالاقليات شريكة لكم في السراء و الضراء ؟ كم من الجرائم ارتكبت بحق هذه الشعوب بسببكم ، هذه الشعوب التي تخجلون من ذكر اسماءها القومية اليوم ؟
ألم تدمر ما يقارب المئتي قرية من قرى الكلدواشوريين على يد الانظمة السابقة ؟
ألم ترتكب مذابح بحق هذا الشعب الآمن بسبب محاربتكم للسلطة في سبيل نيل حقوقكم ؟
يكفي هنا ان نذكر مذبحة صوريا عام 1969 و التي راح ضحيتها اكثر من سبعين شخصا بريئا. أ لم تجرد مئات العوائل من ممتلكاتها و مقتنياتها على يد افواج المرتزقة من الكرد ؟ و اسواق الموصل و المدن الاخرى تشهد على ذلك .
في ربيع عام 1961 جرى احصاء للجماعات التابعة لمطرانية زاخو ، و قد شمل ذلك الاحصاء القرى التابعة لقضاء زاخو ، بضمنها دهوك المدينة فقط. و قد بينت النتائج الاخيرة على ان هناك اثنا عشر الفا وواحد و ثلاثون انسانا من الطائفة الكاثوليكية الكلدانية، كانوا متواجدين في قراهم و بلداتهم في ذلك الوقت ( اي قبل 45 سنة من الان ، اما ما بقي من هؤلاء على ارض الاجداد اليوم، قد لا يتجاوز عددهم الستة آلاف نسمة.
و السبب هو قيام الثورة الكردية و ما رافقها من اوضاع شاذة و مؤلمة في المنطقة عصفت بهؤلاء الناس خارج منطقتهم، و بالتالي هاجر الكثير منهم الى خارج وطنهم .
بعد قيام الثورة الكردية عام 1961 و على ضوء الوعود التي قطعها الاكراد مع الكلدوآشوريين و مناداتهم بالاخوة الصادقة و بالشراكة في الارض وفي الحقوق ، مدّ الكلدوآشوريين يدهم و بكل صدق و اخلاص الى الاكراد و حاولوا نسيان الماضي بكل ويلاته و مظالمه، وارادوا بذلك فتح صفحة جديدة بيضاء ناصعة ، على امل ان ينقش الشعبين الكلدوآشوري و الكردي و بنيّة صادقة شعارات المحية و الاخاء و المساواة في الحقوق و الواجبات . و على هذا الاساس ضحى هذا الشعب المظلوم بامواله و بدمائه في سبيل انجاح الثورة الكردية و هناك الكثير الكثير من التضحيات لا مجال لذكرها هنا.
و عندما جاءت الدول الاستعمارية في ربيع 1991 و فتحت معها ابواب الحرية و الامان لشعوب المنطقة (!!) ، بدأ الاكراد بتهميش الكلدو آشوريين و بالتقليل من دورهم كشركاء اصليين في الوطن و في الحقوق الى ان وصل بهم الامر الى عدم الاعتراف بقومية هؤلاء و هويتهم الحضارية التي تمتد في عمق تاريخ بلاد ما بين النهرين . و اعتبرتهم الشوفينية الكردية مجرد فرق دينية فقط, و الهدف هو الغاء الاخر المغاير ، على هذا الاساس تم تشكيل لجان في السنتين الاخيرتين تحت تسمية لجان شؤؤن المسيحيين في المناطق التي يتواجدون فيها. كما ترتبط هذه اللجان بالسيد سركيس اغاجان وزير مالية الاكراد.
و الفكرة هذه ليست جدبدة بل كان قد طرحها الحزب الديمقراطي الكردستاني على الكلدوآشوريين السريان في السبعينات من القرن الماضي ، عندما كانت المفاوضات جارية بين المسؤؤلين الاكراد و السلطة المركزية آنذاك. لكنها لم تثمر و لم تطبق على ارض الواقع بسبب الظروف الامنية آنذاك.
فطريقة تهميش هذا الشعب و الغاء هويته القومية ليست جديدة ، وهو اصلا كان مهمشا بعد ان اغتصبت اراضيه و صودرت ممتلكاته في الماضي ، و الغاصب ينظر الى صاحب المال بعين الريبة دائما لذلك يحاول اضعاف و تهميش او حتى طرد صاحب المال من وطنه لإسكات صوته الى الابد .
المتعصبون الاكراد لا يطيقون رؤية من ليس كرديا على ارض كردستان، تجلت هذه الحقيقة بعد عام 1991 و بصورة خاصة بعد ان اصبح شمال العراق يعرف باسم كردستان ، فمن خلال هذا الوضع الجديد، يعتبره المتشددون من الاكراد وطنا خاصا بهم فقط دون غيرهم من شعوب المنطقة. قبل هذا التاريخ كانت هذه المنطقة تسمى شمال العراق، و كانت موطنا لكل العراقيين شأنها شأن الاقاليم الاخرى ، فكان يعيش فيها الكردي و الكلدو آشوري السرياني و اليزيدي و التركماني و الشبكي و العربي. فكان شمال العراق يمثل صورة جميلة لتركيبة الشعب العراقي الاجتماعية. اما اليوم فقد تغير وضع الاقليم كليا ، و اصبحت ارضه ارضا كردية بحسب القوميين الاكراد , و الاخرين الذين يعيشون في كردستان اليوم يعتبرون شعوبا طارئة دخيلة على المنطقة . و الذي يقبل من هؤلاء ان يكون تابعا ذليلا لاصحاب الارض فأهلا به في كردستان ، و الذي يرفض ذلك فعليه ان يرحل ..!
كلمة اخيرة نقولها للقوميين التوسعيين : " اذا اردتم ان يعيش شعبنا و الشعوب الاخرى معكم بسلام و اخوة صادقة ، فعليكم ان تتعاملوا مع هؤلاء كشركاء في الوطن و ان تعترفوا بهوية تلك الشعوب و منهم شعبنا الكلدو آشوري السرياني فذلك ليس هبة منكم او مكرمة من الاخرين "
فالزمن الذي كان يضطهد فيه الكلدوآشوريين السريان، و كان يخشى حتى ان يجر الاهات و الحسرات خوفا من بطشكم قد ولى الى غير رجعة ، فهؤلاء لن يقبلوا ابدا بالذل و الهوان ، و صراخهم سوف يملأ فضاء الكرة الارضية التي اصبحت اليوم قرية صغيرة بواسطة التكنولوجبا الحديثة. و شكاوى الكلدوآشوريين السريان ستزداد يوما بعد آخر , وقد تأخذ طريقها الى المحافل الدولية مستقبلا. فلا يغشكم عملاؤكم الانتهازيين الذين باعوا ضميرهم مقابل حفنة من الدولارات ، و اذا استطعتم شراء ذمم تلك الفئة الضالة ، فلن تستطيعوا شراء ذمم الشرفاء من ابناء الامة الكلدوآشورية السريانية مهما اوتيتم من قوة .
و انتم تعرفون طبيعة هذا الشعب الاصيل الذي لن يفرط ابدا بدينه او بحضارته .
شماشا خوشو
0 Comments:
Post a Comment
<< Home