من تواطأ مع امريكا في اغتيال المحامي خميس العبيدي ؟ للأستاذ صلاح المختار
من تواطأ مع امريكا في اغتيال المحامي خميس العبيدي ؟
صلاح المختار
صلاح المختار
اليوم اغتيل المحامي الشهيد خميس العبيدي ، احد محامي الدفاع عن القيادة العراقية الشرعية التي اسرها الاحتلال ، وباغتياله يصبح عدد من اغتيل من المحامين ستة ، على يد عصابات لا يلقى القبض عليها لان هناك من يريد كتم صوت العدالة والتعتيم على الجرائم التي ترتكب في العراق من قبل الاحتلال والعصابات التي شكلها او جاء بها معه عند احتلاله للعراق . من المسؤول عن الاغتيال ؟ من البديهي ان الاحتلال الامريكي هو المسؤول الاول عن الاغتيال ليس فقط لانه مسؤول عن امن البلد الذي يحتله بل أيضا لانه هو الذي قرر الاغتيال وكلف العصابات بتنفيذه كما حصل في المرات السابقة . ان ما تريده امريكا هو التخلص من القيادة العراقية وبالاخص السيد الرئيس صدام حسين فك الله اسره ، عن طريق محاكمة صورية لا تتوفر فيها حتى الحدود الدنيا من القانون ، والتي توفرت في محاكمة ميلوسوقيتش مثلا ، بل هي عبارة عن تلفيق مفضوح وصريح واجراءات تفتقر لاي قاعدة قانونية معروفة في العالم . فبالاضافة لكونها محكمة شكلها الاحتلال الامريكي ، وهو لا يملك الحق في ذلك قانونا ، فان ما جرى ويجري فيها هو عار على العدالة الامريكية بعد ان دخلت التاريخ بكل التزوير والقمع للشهود والمتهمين وحرمانهم من ابسط الحقوق وهو حق الحديث والدفاع عن النفس !
وعار العدالة الامريكية يشاهده العالم من شاشات التلفزيون كلما عقد مشهد الزنا المسمى محكمة جلسة جديدة ، حيث يأخذ القاضي الاحمق والغبي بتجريد من اجبروا على حضور المحاكمة من أي حق في الرد ، واذا تحدث احد ممن اتهم فانه يتعرض للضرب والتعذيب ! اما الشهود فانهم يتعرضون للسجن والتعذيب والتهديدات ! لذلك وكجزء من خطة التعتيم على الحقيقة فان اغتيال المحامين كان من بين اوضح دلالات العار الامريكي ، فبالرغم من تكرار الاغتيالات، وبالرغم من المطالبات الدولية من قبل جهات قانونية محترمة بنقل المحاكمة الى خارج العراق توفيرا للشروط المطلوبة للمحاكمة القانونية ، فان امريكا رفضت نقل المحكمة للخارج ! كما ان القوات الامريكية التي تعهدت بحماية المحامين والشهود لم تقم بدورها وتخلت رسميا عن حمايتهم مؤخرا ، مما ادى الى اعتقال شهود الدفاع بصورة غير قانونية وتعذيبهم لانهم كشفوا الاكاذيب التي لفقها الادعاء العام بتوجيه من امريكا ، ثم ابلغ المحامون من قبل القوات الامريكية بان الحماية قد رفعت عنهم ،وكانت النتيجة اغتيال المحامي الشهيد خميس العبيدي . وفي ضوء ما تقدم فقد اصبح امرا لا يقبل الشك ان امريكا تريد محاكمة شكلية للقيادة العراقية تؤدي الى اعدامها والتخلص منها نتيجة قرار اسرائيلي وضغط ايراني ونزعة انتقام امريكية من السيد الرئيس وقيادة العراق الشرعية التي تجاوزت الخطوط الحمر التي وضعتها الصهيونية والغرب .
ولئن كانت امريكا مسؤولة عن الاغتيال مباشرة بصفتها دولة احتلال من جهة ولانها رفعت الحماية عن المحامين من جهة ثانية ، فان هناك اطراف اخرى مسؤولة عن الجريمة وسهلت ارتكابها ، فمن هي هذه الجهات ؟ انها اتحاد المحامين العرب ، كمنظمة ومحامين عرب كافراد ، وجمعيات حقوق الانسان واحزاب سياسية ، وكل المنظمات التي تطلق على نفسها اسم (منظمات المجتمع المدني) ، والتي كانت وما زالت عالية الصوت في احتجاجاتها وادانتها وضغوطها حينما يتعلق الامر بقضية تقف امريكا ورائها وتريد اثارة الضجيج حولها ! والمثال الحي الان هو الحملة المصطنعة ضد سوريا بسبب اعتقالات طالت اشخاص تحدثوا بلغة معينة واعلنوا دعمهم للمشروع الامريكي ضد سوريا ! هؤلاء ، (ابطال منظمات المجتمع المدني ) سمعنا اصواتهم عالية وقوية النبرات وهي تشجب وتدين وتديم الصراخ ضد سوريا مع ان مقارنة ما يجري في سوريا الان بما يجري في العراق يجعل المرء يتسائل : هل يمكن لمن يدين اعتقال اشخاص ان يسكت عن اغتيال شعب كامل وتدمير دولة ونقل ذلك من خلال شاشات التلفزيون لاجل ابتزاز العالم ؟
ان صمت ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني ، خصوصا اغلب المنظمات القانونية واغلب رجال القانون العرب يثير تساؤلات مشروعة عن الاسباب الحقيقية التي تجعلهم صامتين واحيانا منحازين لجرائم امريكا ! فالجرائم التي ترتكب في العراق علنية وبعضها ينقل تلفازيا وبعضها الاخر تعترف امريكا بارتكابه ومع ذلك فان الصمت هو الغالب ! ما تفسير ذلك ؟ هل هو الكره الشديد للبعث والقيادة العراقية مع ان رجال القانون يجب ان يدافعوا عن العدالة بغض النظر عمن يقف متهما ؟ ام هو الخوف من امريكا ؟ واخيرا وليس اخرا هل هو التوافق مع امريكا او تأييد ما تقوم به في العراق الذي يجعل الصمت على اهانة العدالة وخرق كل انواع القانون هو الموقف الطبيعي لهؤلاء ؟
وما دمنا بصدد التساؤلات فاننا يجب ان لاننسى ابدا تلك الاصوات التي كانت عالية وتتحدث باسم القانون والعدالة حينما كانت هناك حملات امريكية ضد العراق قبل الغزو تستهدف شيطنته تمهيدا لغزوه وهو ما ثبت الان ! اين هؤلاء الذين كانت بيانات ادانتهم للعراق وقيادته لا تتوقف ولايجف حبرها ولا يشح ورقها ؟ لماذا صرخوا ضد جرائم مفترضة ثبت الان انها كانت محض اتهامات كاذبة بينما هم الان كالاموات صامتين مع ان الجرائم الامريكية ثابتة وتنقل عبر شاشات التلفزيون ويعترف بها المجرم مثل جرائم ابو غريب وحديثة والفلوجة والاسحاقي ، وجريمة تحويل اسرى الحرب الى متهمين تعد لهم المشانق ؟ هل هو موت الضمير ؟ ام انه موت الكرامة ؟ ام انه تخلف في بناء الشخصية يصل حد ان من يفترض ان يكونوا رجال عدالة وقانون يتلاعبون بتفسيرات القانون خدمة لنزوات شخصية ؟
ان اغتيال الشهيد خميس العبيدي جريمة لا تتحمل امريكا وحدها مسؤوليتها بل ان كل الصامتين على مايجري في العراق من منظمات حقوقية او مدافعة عن حقوق الانسان او شخصيات قانونية تتحمل مسؤوليتها . ان الصمت على الجريمة مشاركة فيها يحاسب عليها القانون ، واذا تصور من يصمت الان عن هذه الجرائم ان صمته سيمر ويطويه النسيان فهو واهم لان ما يجري في العراق هو مزيج واضح وثابت من جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وجرائم عصابات منظمة يشرف عليها الاحتلال وايران وهي لا تسقط بالتقادم ، ولذلك لا مجال للنسيان وسياتي اليوم الذي سيسال القانون من يصمت الان لماذا صمت على جرائم ثابتة واعترض وصخب على اتهامات غير ثابتة ؟ والغد ليس ببعيد ولن ننسى الاسماء ولا الوجوه التي تثرثر باسم الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة لكنها تلمع حذاء جنود امريكا .
المجد والخلود للشهيد خميس العبيدي وكل شهداء العراق .
العار للصامتين تواطئا من رجال القانون وجمعيات حقوق الخرفان .
الخزي للجبناء المرتعشين خوفا من بطش خصيان السلطان .
تحية للمجاهدين الفدائيين ابطال هيئة الدفاع الذين يتحدون الموت والاحتلال بفروسية نادرة ويحفظون للعدالة العراقية والعربية كرامتها وسمعتها .
تحية لوجه مصر العظيمة الشجاع في هيئة الدفاع .
تحية لوجه الاردن المشرق في هيئة الدفاع .
تحية للمحاميين الامريكيين في هيئة الدفاع .
وتحية عطرة لارزة لبنان العلوية الماجدة البطلة بشرى الخليل .
وتحية والف تحية للماجد الاول والفارس الاول والعراقي الاول السيد الرئيس القائد صدام حسين وهو يتحدى امريكا اسيرا كما تحداها رئيسا وقائدا حماه الله وفك اسره .
0 Comments:
Post a Comment
<< Home