Thursday, June 22, 2006

رد على تعليق اللواء سويد : معن بشور

رد على تعليق اللواء سويد
هل من المثالية ان نرى المشروع الامريكي متعثرا في العراق
معن بشور

قل لمن يبكي على رسم درس*****واقفا، ما ضرّ لو كان جلس
عزيزي اللواء
افهم تماماً تفجعك على حال الامة العربية، في صفحة "اراء وقضايا" في جريدة "النهار" 19/6/2006، واقدره، ولكن لا افهم ما علاقة هذا التفجع بمقال لا تزيد كلماته عن (2200) اردت من خلاله ان انبّه الى ضرورة الاستفادة من مفاوضات الملف النووي الايراني لكي نذكر العالم ببند من قرار دولي صدر عام 1991 تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة (فصل العقوبات) يشير الى انه بعد التأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل ينبغي العمل على تجريد منطقة الشرق الاوسط باسرها من هذه الاسلحة.
هذا في الشكل، اما في المضمون فمن حق اللواء سويد، كما من حق غيره، ان لا يرى في الامة العربية سوى الجانب القاتم من واقعها الراهن، ولكن من واجبنا أن نذكر اللواء سويد وغيره ان اليأس من الامة هو اقصر الطرق الى الاستسلام لاعدائها، وان هذا الاستسلام هذا حلم ما زال يراود هؤلاء الاعداء منذ مئات السنين، وما نجحوا، وهو حلم لا يراود اللواء نفسه فيما حتما، يملأ المكتبة العربية بالانجاز الثقافي بعد الاخر، فلو كان يائساً فلماذا يكتب، ولمن يكتب.
فهل من المثالية يا حضرة اللواء ان نرى المشروع الامريكي يتهاوى في العراق تحت ضربات المقاومة العراقية الباسلة رغم كل محاولات التعتيم والتضليل والتشويه ومحاولات ربط هذه المقاومة بعمليات بشعة تستهدف قتل المدنيين واشعال الفتنة، وهل من المثالية ان نرى المشروع الصهيوني مربكا في فلسطين امام انتفاضة وعد شارون بسحقها بمئة يوم فاذا بها تستمر ست سنوات رغم كل محاولات الانقسام والاقتتال الجارية حولها، وهل هو مجرد حلم ان نرى لبنان يتحرر بفعل مقاومته الباسلة على الاحتلال وان يصون تلك المقاومة رغم كل الضغوط والاختلافات، وهل هو امر غير واقعي ان نرى سوريا تصمد بوجه كل ما يحيط بها من تهديدات ومؤامرات، رغم كل ما ينطوي عليه وضعها الداخلي من ثغرات وشوائب.
وهل من المثالية الحالمة، اخي اللواء، ان نرى ما تشهده مصر من حراك في شارعها وصحافتها وجامعاتها وقضائها، وان نرى الممانعة السودانية بوجه التدخل الاجنبي، وان نواكب حسم "المحاكم " في الصومال لحرب اهلية دامت عقود، وان نشهد خروج الجزائر من حال الحرب الى مشروع الوئام رغم كل الملاحظات، ودخول المغرب باب المصالحة والانصاف رغم كل النواقص، ونجاح اليمن في الحفاظ على وحدته ورغم كل ما يثار حوله وعنه من ملاحظات ، بل هل من الخيال ان نرى هذا الحراك الواعد الذي يغمر مجتمعاتنا في الجزيرة العربية والخليج وما يجري في الكويت مثالاً.
عزيزي اللواء...
حال امتنا كحال كأس الماء الفارغة، فالبعض لا يرى سوى النصف الفارغ فيقع في اليأس والقنوط، والآخر لا يرى سوى النصف المليء فيقع في الاسترخاء والغرور، فيما المطلوب ان نرى الكأس كما هي، نستمد من المليء منها الثقة بالنفس والعزم على مواجهة الشدائد، ونقرأ في الفارغ منها الثغرات التي تفتك ببنانا السياسية والثقافية والاقتصادية والامنية والاجتماعية فنسعى الى تجاوزها، كما تفعل الدول الراقية.
عزيزي اللواء ...
بالله قل لي، وانت المؤرخ والعسكري المعروف، كم تأخذ قضايا هذه المنطقة العربية والاسلامية من وقت صانعي القرار في واشنطن وغيرها، بل كم تأخذ مشاريع الهيمنة عليها من جهودهم ومواردهم وارواح مواطنيهم، فاقول لك: اذا كانت امتنا جثة هامدة أم لا ...
عفوا، ربما كنت تقصد الحكام العرب في مقالتك، حينها لن يكون هناك مبرر لمقالتي هذه، فامتنا بخير، رغم العديد من حكامها، وهي الباقية وهم الى زوال.
19/6/2006

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker