Saturday, September 09, 2006

قائمة باسماء الشركات الاسرائيلية العاملة في العراق (2)

بقلم : بوعز غاؤون

في ظهيرة يوم الاثنين الماضي، بجوار باب مكتب المحامين الموجود في الطابق 14 لمقر المكاتب رمات غاني، دار حديث لاه بين اسرائيليين. أحدهما كان بالغا، بربطة عنق، وبشوارب، وعبريته خرجت بلهجة عراقية؛ والآخر كان أكثر شبابا، بربطة عنق بأسلوب واشنطني غير مهندم قصدا، وعبريته في فمه تم تليينها بالطرق الحنجرية والصارمة التي تميز لغة اليهود. بصياغة أقل حذلقة كانت له لهجة امريكية.

كان العراق موضوع الحديث. أثار الاسرائيلي البالغ ذكريات جميلة عن مسقط رأسه من الايام قبل صدام، وكذلك ذكريات مكدرة من الايام بعد الثورة، التي هرب في نهايتها من الارض الغافية العطرة التي حلم بالعودة اليها دائما. برغم انه لم يفصل، فيمكن ان نفترض ان ذلك اليهودي، كيهود كثيرين آخرين من الفترة قبل الصدّامية، كان شيوعيا، هدف أحمر يلوح امام القرون الحادة لمن حلم بان يكون الستاليني العربي الاول.

شكر اللاجيء العراقي الاسرائيلي للشاب بجواره بكلمات متأثرة وشد اصابعه الطويلة على رزمة الوثائق التي بين يديه. "من يعرف"، قال المحامي وعدل نظارته، "ربما تكون المواطن العراقي اليهودي الاول منذ نهاية الحرب". يساعد المحامي صديقه العجوز على تلقي التصريحات التي تمكنه من تحقيق حق عودته المؤقت الى العراق. "متى ستسافر؟"، سأل البالغ. "للعراق. لا اعرف بعد"، اجاب الشاب بلا مبالة. وكأنه سُئل اين سيقضي ليلة الفصح. "قد عدت من هناك قبل بضعة ايام، في شؤون اعمال. آمل السفر مرة اخرى بعد العيد، ولكن سنرى". منذ نهاية الحرب كان المحامي الاسرائيلي 11 مرة في العراق (طلب الا يكشف عن اسمه في اطار هذا التقرير، كي لا تتعرض حياته للخطر).

("حسن"، قال الاسرائيلي العراقي. "بعد ان تعود الى البلاد تعال الي، وسنعد لك مزغوف (سمك في الفرن، طعام عراقي)".

"مزغوف"، ضحك الاسرائيلي الامريكي بصوت عال. "أكلت ذلك في العراق".

في نهاية حديث قصير عن عجائب المزغوف، تفرق الاثنان بمصافحة حارة. الاسرائيلي العجوز، الذي لم يكن في العراق منذ 40 سنة، دفع بلطف الباب الزجاجي وتوجه يسارا باتجاه المصعد. الاسرائيلي الشاب الذي عاد من العراق قبل ذلك بيوم، توجه يمينا نحو مكتبه. سقط في غرفته في كرسيه المكتبي الاحمر وسوى ربطة عنقه. "اتلقى الكثير من التوجهات كهذه من اشخاص يسمعون انني اخرج وأدخل الى العراق، لشأن عماليّ، يحكي. "بعامة احاول الابتعاد عن هذه الامور، لانها قد تورطني من ناحية سياسية".

المكتب البغدادي للاسرائيلي، هكذا بينّ، لا يحمل علامات تعريف اسرائيلية. هو يعلم انه "يوجد كل انواع رجال اعمال آخرين من الاسرائيليين يجرون في السوق"، برغم ان أكثرهم، كما يعتقد، يعملون من الاردن. هو لم يلتق احدا منهم في العراق، ولكنه يعلم ان كثيرين منهم يبحثون عن شق كبير بما يكفي، وغير اسرائيلي بما يكفي، يمكنهم من نصب علم اسرائيلي على ضفاف دجلة.

يعرف الشركاء العراقيون للمحامي الذي نجلس في مكتبه انه اسرائيلي. "هذا لا يضايقهم"، يقول، "لانهم رجال اعمال، لا سياسيون". ولكن هنالك فرقا بين الدائرة القريبة وبين دائرة الشارع. يجب الحذر في الشارع. مثلا عدم الكلام بالعبرية. "مرة واحدة انفلت هذا مني"، يقول ضاحكا. "في مدخل فندق فلسطين اوقفني المفتش الامني وبحث في حقيبتي، غضبت وقلت له بالعبرية "بسيدر، بسيدر (حسن، حسن). لحسن حظي انه لم يتنبه. قصصت هذه الواقعة على صديق لي بعد ان عدت للبلاد. لقد انفجر ضحكا".

في واشنطن، اعربوا عن دهشتهم

أطلق طلقة البدء في السباق الاسرائيلي نحو الجوائز الكبرى في المرمى العراقي نائب مدير عام التجارة الخارجية في وزارة المالية، داني كطريبس. كطريبس هو ذاك الذي صاغ من اجل وزير المالية نتنياهو اعلانه الصادر بتاريخ 21 تموز 2003، الذي الغى حظر التجارة مع عراق صدام، لصالح اجازة التجارة مع عراق بول بريمر، حاكم العراق من قبل الاحتلال الامريكي. وجاء في اعلان وزير المالية: "الامر يسمح بالتجارة مع العراق ويشتمل فيما يشتمل عليه على كل علاقة تجارية مالية او اخرى وبخاصة تزويد البضائع، ونقل البضائع، ودفع او نقل الاموال".

اعلان وزير المالية، الذي حظي بنشر في وسائل الاعلام في اسرائيل وفي العالم، ادى الى اعراب عن دهشة جماعية من الجانب الثاني من المحيط الاطلسي. رأت واشنطن في اقتطاع كوبون اسرائيلي من سقوط صدام، مادة متفجرة سياسية، قد تسلح مؤيدي نظريات المؤامرة وبحسبها فان بوش لا يزيد عن كونه الناطق باسم مكتب رئيس الحكومة شارون. في اثناء اعداد مادة البحث لهذا التقرير كتب لي صديق عراقي من لندن، عاد مؤخرا من زيارة للعراق ان "للعراقيين وسواس من كل ما يتصل بالمشاركة الاسرائيلية في اعادة إعمار العراق، وبغداد ملآى بشائعات تقول ان الاسرائيليين قد اصبحوا اشتروا نصف الدولة". واضاف إن العنوان الرئيس والقلق للصحيفة اليومية العراقية الواسعة الانتشار "عجمان"، في اليوم الذي تراسلنا فيه، كان "إل -عال تطلب اذنا بالطيران فوق العراق!". كان تشكيل العنوان مشابها للصفحة الاولى من صحيفة اسرائيلية تكشف عن ان حزب الله طلب اذنا بالدخول الى الكنيست.

في رد رسمي نشر قبل قرابة نصف سنة ابلغ وزير التخطيط العراقي في الحكومة الانتقالية، بنهام بطرس ان "الاسرائيليين سيستقبلون بترحاب في مشاريع تعمير العراق، بعد ان يتم احراز تسوية سياسية مع الفلسطينيين فقط "تنبأت ردود اكثر هستيرية من الجانب العراقي الصقري "بسيطرة صهيونية" تجر الى "نكبة ثانية" يتحول العراق في اطارها الى استيطان ضخم تبدو اريئيل الى جانبه كنقطة فحص لحرس الحدود.

بعد خمسة اشهر من اعلان نتنياهو نشرت الولايات المتحدة قائمة الدول التي يسمح لها بالمنافسة على مناقصات التعمير الامريكية. غابت عن القائمة الدول التي ادارت ظهرها لحرب بوش ومنها فرنسا، والمانيا، وروسيا، والصين. "تقديرات امينة"، اوضح نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتش، وفي البنتاغون اختنقوا من الضحك. سواء أكان الامر هكذا او كذلك، فانه قد غابت عن قائمة التجار المسموح لهم فقط دولة واحدة دفعت الى الحرب، ولكنها اسقطت من قائمة الارقام الفائزة كي لا تشيط الطبخة العراقية، التي تغلي اصلا. اي، اسرائيل.

ناقض اذن اعلان وزارة المالية، الذي نشر قبل الحظر الامريكي، الموقف الرسمي لواشنطن. وكذلك ايضا المعلومة الصغيرة التي نشرت قبل ذلك بشهر وتقول "التقى وزير الخارجية سيلفان شالوم، وليام بيرنز واليوت ابرامز، وطلب ان تدمج اسرائيل في تعمير العراق". يعد ابرامز، المسؤول من قبل وزارة الدفاع عن الملف الاسرائيلي - العربي، بين مجموعة الصقور التي تحيط بالرئيس بوش والتي هندست الحرب في العراق، أيمكن ان يكون شالوم ونتنياهو، واحدهما وزير خارجية بالفعل والثاني وزير خارجية سابقا، قد قررا العمل بمناقضة متحدية للريح التي تهب من واشنطن. ايمكن في الحقيقة ان يقول الامريكيون "ممنوع" برغم ان شالوم ونتنياهو قالا "جائز"؟

قبل اسبوع تقريبا ارسلت بحزمة رسائل الكترونية الى الكابتن بروس كول في بغداد. كول هو "مدير قسم الاعلام" في "سلطة التحالف المؤقتة"، اي في السلطة الامريكية التي تدبر العراق. ينتهي عنوانه بالكلمات "بغداد، العراق". سألت الكابتن ان كان يجوز للاسرائيليين تعمير العراق. "في كل ما يتصل بالمناقصات التي ننشرها، الممولة باموال المساعدة الاضافية التي امضاها الكونغرس لتعمير العراق والتي تبلغ الـ 18.4 مليار دولار، تستطيع الشركات الاسرائيلية ان تعمل كمقاول ثانوي في مناقصات البناء، ويسمح لها بان تفوز بمناقصات للتزويد بالخدمة والمعدات". هكذا كتب كول في أوج الاحتفالات بذكرى مرور عام على النصر الامريكي، في مناقضته الانطباع الذي جهد اسياده الموجودون في واشنطن كثيرا للايحاء به.

الفوز بالحظ السعيد

الى الان شغلنا الجزء الاول من اعلان وزارة المالية. الا ان الجزء الثاني من الاعلان كان حتى اكثر اثارة للاهتمام من الاول. وقد جاء ثم: "الوزير نتنياهو وقع على تغيير الامر (الذي يسمح بالتجارة مع العراق) بعد ان التقى رجال اعمال كثيرين عبروا عن استعدادهم لاقامة علاقات تجارية مع العراق، وعرضوا القدرة الكامنة التجارية في ذلك". منذ نشر الاعلان، يرفضون في وزارة المالية البوح بهوية "رجال الاعمال الكثيرين" الذين طلبوا الصعود في العربة المتعثرة في سيرها شرقا. كطريبس ايضا الذي وصف بانه صائغ اعلان نتنياهو، يرفض إجراء مقابلات بحجة مضحكة بانه "ليس الحديث عن شيء ما في مجال صلاحيته".

كطريبس يمتلك ايضا معرفات سابقة (منذ ايام خدمته العسكرية كرجل استخبارات) مع بعض من العاملين في انشاء علاقات تجارية بين شركات اسرائيلية وعراقية. صحيح اليوم، انه توجد ما بين 70 - 100 شركة اسرائيلية تسوق انتاجا اسرائيليا في السوق العراقية المدنية، المخصصة لمواطني العراق، او العسكرية، المخصصة لجنود الولايات المتحدة وللجنود العراقيين الذين تدربهم.

"شريونيت حوسم" هي شركة تنتج منتجات أمنية من المعدن والبلاستيك. اقيمت قبل اربع سنوات، ومقرها في كريات غات. "استطيع فقط ان اعترف لك"، قال لي المدير العام افينوعام شكيد، "اننا نعمل في العراق. من طبيعة الامر لا استطيع ان اخبرك من وماذا، كي لا نحرق شركاءنا"، قال شكيد ان "شريونيت حوسم" عاملة في تسويق المنتجات في العراق، وكذلك في المنافسة على مناقصات امريكية كمقاولين ثانويين لشركات اجنبية.

"عيتس كرميئيل"، شركة تحت ادارة شموليك دورنشطاين، وملك له، تقوم على وشك ابرام صفقتين عراقيتين كبيرتين. احداهما لتزويد منتجات في اطار "اقامة اربع محطات حدودية بمشاركة شركة مقرها في الخليج"، بحسب اقوال دورنشطاين. والثانية للتزويد بـ 61 الف باب في اطار مشروع بناء 12 الف شقة للحرس المدني العراقي. حجم الصفقة الاولى 1.6 مليون دولار. حجم الصفقة الثانية 2.2 مليون دولار.

شركة "تامي 4" تزود بـ "معدات لتنقية المياه للجيش الامريكي"، كما يقول مدير تسويق الشرك، درور موريد، "الحديث عن صفقة تساوي عدة عشرات من آلاف الدولارات"، قال موريد وأضاف "ولكننا نأمل ان يتوسع هذا".

شركة "ترليدور" متخصصة بانتاج النوافذ، ولها خبرة واسعة في التجارة مع العالم العربي، مع مصر أساسا. ويتحدث المدير العام اهارون غال قائلا: "قبل شهر ونصف تقريبا التقينا سرا في فندق دان تل ابيب عراقيين يسكنان في لندن، مهتمان بالعودة الى بغداد لاجراء المشروعات التجارية. يبدو هذا واعدا، ولكن الصفقة الحقيقية ستبدأ فقط بعد ان يكون هناك هدوء في العراق".

شركة "تنور غاز" الطبرانية تنتج "أدوات طبخ كاملة من النيروستا لمؤسسات كبيرة مثل السجون، المستشفيات والمدارس"، كما يوضح ايتي بري، من أصحاب المصنع. "تلقينا عدة توجهات من اوروبا للاندماج في السوق العراقية. التوجه الأكثر جدية كان من رجل الاعمال العراقي الكردي الذي يعيش في لندن، واشترى منا اربع إرساليات حتى اليوم، بحجم عام يصل الى مليون دولار". وقد اقترح حتى رجل الاعمال شراء المصنع الاسرائيلي كما هو ونقله الى شمالي العراق. ولكن عائلة بري رفضت.

كما نشر آنفا، فقد نجحت شركة "سونول" في الاندماج في صفقة ضخمة كمقاولة ثانوية لشركة KBR"" لتزويد الجيش الامريكي بالوقود. ويوضح الناطق باسم الشركة ان "سونول تزود الاردن بالوقود ومن هناك ينتقل الى القوات الامريكية في العراق. وعلى أية حال، ففي ضوء الحساسيات السياسية، فرضت الشركة على نفسها الصمت في الموضوع. كل نشر آخر من شأنه ان يضر". في هذا السياق، من المهم ان نذكر ان أحد اعضاء هيئة الادارة لـ "سونول" هو امنون ليبكين شاحك، العضو في المجموعة التي تحاول دفع الصفقات الاسرائيلية - العراقية قُدما. وسنتحدث فيما بعد عن صفقات ليبكين شاحك في العراق.

شركة "نعان - دان" تم ذكرها على انها في اتصالات لتزويد العراق بمعدات الري، بحجم يصل الى قرابة 15 مليون دولار. "في ضوء تطورات الحرب الأخيرة في العراق"، يقول المدير العام دافيد نوعام، "يبدو لي انه يحسن الصمت. نشاطاتنا مستمرة، وفيما وراء ذلك أُفضل عدم التفصيل".

شركة "نطافيم" سوقت حلولا في مجال المياه للعراق حتى في ايام صدام حسين، في اطار خطة "الغذاء مقابل النفط"، للامم المتحدة. قبل نصف سنة استأجرت الشركة الاسرائيلية أحد نظرائها الاجانب، ممن كان على صلة بتلك الصفقات، وأرسلته الى بغداد لكي يوصي "في أي مجال يحسن الدخول، في رؤية لعامين قُدما".

يوسي لفي، نائب مدير عام تسويق "نطافيم"، يشهد على انه جلس على الأقل في ثمانية لقاءات مختلفة، في اسرائيل واوروبا، مع ممثلين عراقيين ووسطاء اسرائيليين وآخرين. ويتحدث عن انه قبل كل صفقة فكر في انه على وشك ان يضرب ضربة، وبعد نصف ساعة من كل جلسة من الجلسات خاب أمله إذ اكتشف ان الطريق لإبرام الصفقة ما زالت طويلة. برغم ذلك، فهو ما زال متفائلا. اذا ما كان الامر على ما يرام في العراق، كما يقول، فسيكون على ما يرام ايضا في "نطافيم".

هناك شركات اسرائيلية اخرى تبيع المنتجات للعراق من دون معرفته. مثلا، كتلك التي تقوم بصفقات مع تجار اسرائيليين، من أصل يهودي أو عربي، يمتلكون بقالات مكتظة تُرسل الى الاردن ومن هناك الى العراق.

في المنطقة الصناعية - الزرقاء، في قلب منطقة التجارة الحرة مع الاردن، أقيم في العام الأخير مكتبان على الأقل متخصصان في نزع كل لوحة اسرائيلية عن السيارات المستعملة التي وصلت الى اسرائيل، وإرسالها الى سوق السيارات الخاصة العراقية. في أحد هذين المكتبين هناك شريك اسرائيلي من أصل عربي يسكن في اسرائيل، رفض اجراء اللقاء معه من اجل هذا التقرير.

تشهد على عمق الحاجة الى محو كل رمز اسرائيلي عن المنتجات المسوقة في العراق القصة التالية. قبل ما يقرب من نصف عام اكتشفت مجموعة من التجار الاسرائيليين ان الـ 1500 المكيف التي بعثوا بها الى الزرقاء في الطريق الى العراق، وصلت الى هناك وعليها عنوان بالعبرية. التجار الاردنيون المنافسون أسرعوا لنشر الفضيحة التسويقية، حتى انهم هددوا التجار العراقيين الذين وصلوا الى الزرقاء من اجل شراء البضاعة، بأن كل من يقترب من المكيفات سيجري تصويره وستنشر صورته في بغداد كمتعاون مع الاسرائيليين. بعد بضعة اشهر من تراكم الغبار الاردني عادت المكيفات الى اسرائيل وبيعت بخسارة للشركة الاسرائيلية المنتجة. حجم الخسارة الاقتصادية يقرب من ربع مليون دولار. سببت الخسارة لمجموعة المستثمرين ايقاف صفقة اخرى، عملوا عليها كثيرا لتسويق علب المشروبات في العراق. تمت اعادة تشكيل العلب الاسرائيلية من جديد بأسلوب عراقي، واشتملت على آية من القرآن تعلقت بأهمية سقاية العطشى. وكما قيل فان المشروع تبخر بعد فضيحة المكيفات.

بين البضائع المرسلة الى العراق توجد ايضا بضائع ذات طابع أمني. وقد أبلغت وزارة الدفاع انه توجد شركتان على الأقل توجهتا من اجل تلقي إذن بتصدير بضائع أمنية الى العراق: إحداهما من اجل تصدير دروع واقية (كما يبدو شركة ربينتكس)، والثانية لتصدير مركبات مدرعة. رفضوا في وزارة الدفاع البوح بهوية الشركة المصدرة للمركبات المدرعة، ولكن من ردهم كان يمكن ان نفهم بأن شعبة المساعدة والتصدير الأمني لوزارة الدفاع التي تتعامل مع طلبات من هذا النوع، قد توجهت الى شركات اخرى. بضائع هذه الشركات تُرسل الى الاردن، ولكن الغاية النهائية هي قوات التحالف في العراق كما جاء في رد وزارة الدفاع.

في اثناء مقابلة مع أحد مديري شركات التحويل (التي ترسل البضائع الى العراق عن طريق الاردن) كشف المدير العام بأن شركة اسرائيلية خاصة فازت كمقاول ثانوي، عن طريق شركة امريكية بالطبع، بمناقصة كبيرة لتحسين مروحيات الجيش الامريكي. وقد رفض الكشف عن اسم الشركة التي ستستعين بخدماته كوسيط.

يقتلون الاردنيين

سوق التحويل (أي الشركات القادرة على استيعاب البضائع المستوردة في ميناء حيفا ونقلها عن طريق اليابسة باتجاه العراق)، يشار اليها كاحدى الأسواق التي قد تربح أكثر من الجميع من الخيار العراقي. احدى شركات التحويل الاسرائيلية هي "ترانسكلال". في مكاتب نائب رئيس الشركة، شلومو شارون، يجري وضع شهادة الدفعة الاولى للشركة الى العراق في ملف بتاريخ 3 آب 2003. تحتوي الدفعة التي تزن 9 أطنان على "منتجات الكترونية ومنتجات استهلاك اخرى". وقد كُتب في فرع "ارض الغاية" كلمة العراق صراحة.

شلومو شاؤول، مدير عام شركة التحويل "اغيش"، قال ان شركته أرسلت "بضع دفعات قليلة"، الى العراق، تشكل نسبة ضئيلة من مجموع صفقات الشركة. عدد الدفعات هو كما قدره "ما بين 20 الى 30".

استوعبت أكثر شركات التحويل انشاء علاقات تجارية مع شركات تحويل اردنية تجمع البضائع الاسرائيلية (أو المستوردة لاسرائيل) في معبر الشيخ حسين، وتحولها باتجاه العراق، ولكن لا قبل ان تُحزم البضاعة من جديد من اجل إخفاء البصمات الصهيونية. قيمة البضائع التي نقلت الى العراق من اسرائيل في السنة الأخيرة تقدر بقرابة 40 مليون دولار. بشكل نسبي، ليس هذا كثيرا، ولكن مع أخذ الظروف بالحسبان فليس هذا قليلا.

شارون (ترانسكلال) وشاؤول (اغيش) يتحدثان بأنه قد نشأت مؤخرا مشكلة قتل السائقين الاردنيين الذين ينقلون البضاعة الاسرائيلية الى بغداد في رحلة تقرب من اربعة ايام. أجرتهم ارتفعت الى ما يقرب من 1300 دولار شهريا، وهو مبلغ ضخم بالمصطلحات الاردنية.

مقابل ذلك، فان رجل الاعمال الاسرائيلي الذي أرسل حتى الآن منتجا للعراق يساوي ما يقرب من نصف مليون دولار، تحدث بأن المشكلة الأساسية ليست هي الأمن أو التعريف الاسرائيلي للمنتجات. "يمكن التغلب على ذلك بواسطة تغليف جديد في قبرص أو تركيا أو الاردن"، كما يقول، "المشكلة هي المنافسة الاقتصادية الكبيرة من جانب تركيا والصين والكويت والعربية السعودية".

يشاي سوريك، مدير عام مكتب تجارة اسرائيل - الاردن، يرى في افتتاح السوق العراقية فرصة لتعزيز العلاقات التجارية بين اسرائيل والاردن. يقدر سوريك ان ما يستطيع ان يساهم في حجم نشاط شركات التحويل الاسرائيلية في العراق هو الاغلاق المرتقب للموانىء السورية، مثلا ميناء اللاذقية، في اطار الضغط الامريكي الذي يجري مؤخرا على سوريا. في وضع كهذا، سيتحول ميناء حيفا الاسرائيلي الى باب الدخول الأكثر منطقية من ناحية اقتصادية الى العراق، الى جانب الموانىء الاردنية. في حالة كهذه ستزدهر شركات التحويل الاسرائيلية، مثل نظريات المؤامرة للصلة الغامضة بين "امبراطورية الامبريالية" (امريكا) وبين "الكيان الصهيوني" (اسرائيل).

مثل بسطة عرض نقانق

العراق هو مغناطيس تجاري للشركات الاسرائيلية لا فقط بقوة الرمزية (بورغر رانتش أول في تكريت؟)، وانما بقوة الطاقة الكامنة. من اجل المقارنة تم الاعتياد على النظر الى السوق التجارية الاسرائيلية - الاردنية. في عام 2000 كان اجمالي التصدير الى الاردن، من دون إحتساب المجوهرات، 38.8 مليون دولار؛ بعد ذلك بثلاث سنوات كان اجمالي التصدير الى الاردن 86.4 مليون دولار. هناك من يجهدون لذكر ان السوق العراقية أكبر بكثير من السوق الاردنية، وانه على عكس المملكة الاردنية، فانه سيقام نوع من الديمقراطية برعاية امريكية في العراق. هذا على شرط ان لا يقوم مؤيدو البعث بالضربة السياسية للألفية الثالثة.

رجل الاقتصاد اسحق غال، الذي عمل مستشارا لعدة شركات دولية اهتمت بالسوق العراقية، يقول انه يجب مقارنة العراق بتركيا. اذا ما أردنا ان نفهم القدرة الكامنة في العراق وايضا الحماسة الاسرائيلية لوضع قدم أولى على باب قصر الرئاسة الذي تستقر فيه هيئة الحكم الامريكية، فيجب النظر الى المعطيات: في اثناء عام 2003 وقف حجم التصدير الاسرائيلي الى تركيا على 440.2 مليون دولار.

من بين عشرات الشركات الاسرائيلية التي تراود السوق العراقية، فهمت بعضها الاقتران بشركات امريكية، واوروبية أو عربية، من اجل ان تنافس كمقاول ثانوي على مناقصات الجيش الامريكي والادارة الامريكية المؤقتة. ثمة توجد الاموال الكبيرة. هل قلنا كبيرة؟ قصدنا ضخمة. كم هي ضخمة؟ مثل الأنا المتضخمة لعدي وقصي يرحمهما الله.

من اجل إرضاء العين، إليكم قائمة جزئية للمناقصات لاعادة إعمار العراق التي نشرتها مؤخرا الادارة الامريكية المؤقتة: في كانون الثاني 2004 فازت شركة "بختال" العالمية التي كان رئيسها السابق هو نائب رئيس الولايات المتحدة الامريكية، ديك تشيني، بمناقصة تساوي 252.911.400 دولار لـ "اعادة اعمار البنى التحتية"؛ في نيسان 2003 فازت شركة "بختال" بمناقصة اخرى بحجم 1.029.883.859 دولار، من اجل "اعادة اعمار انظمة الطاقة"؛ في حزيران 2003 فازت شركة "برينغ بوينت" من فرجينيا الولايات المتحدة بمناقصة لـ "اعادة اعمار اقتصادي وتأمين النمو" بقيمة 47.5 مليار دولار. باقي القائمة يظهر في موقع الانترنت للسلطة الامريكية لاعمار العراق، تحت عنوان www.usaid.gov، وتظهر احيانا مشابهة لقائمة الفائزين بنوع من اللوتو العالمي. حسب التقديرات، فان ما يقرب من 15 شركة اسرائيلية نجحت في التسلل كمقاولات ثانوية في هذه المناقصات، المغلقة أمام الاسرائيليين.

لإنهاء هذا الفصل، يجب ان نقول كلمة عن طريقة تقسيم اموال المناقصات الامريكية، كما يظهر من أحاديث مع الاسرائيليين المشاركين فيها. من الأحاديث التي أجريناها، تظهر صورة لبسطة نقانق في لعبة بيسبول، في أحسن الاوضاع. "كميات الاموال هي ضخمة"، يقول اسحق غال، "ووزارة الدفاع ليست معتادة على ادارة دولة. النتيجة تذكر بلجنة مناقصات لكريات ملاخي". من دون المس بكريات ملاخي بالطبع.

"من الواضح أننا نرسل اقتراحات والامريكيون يفتحون المغلفات"، قال لنا وسيط اسرائيلي في حديث ليس للنشر، "ولكن المغلفات التي يمكن فتحها، يمكن ايضا اغلاقها". ان ما يفرق بين الشركات الاسرائيلية التي تنجح في الاندماج بالمناقصات المغلقة وبين الشركات التي لا تنجح، هي العلاقات الحسنة مع الامريكيين: في واشنطن وبغداد.

في اطار المراسلات مع الكابتن كول من بغداد، ومن اجل ان نفهم الى أي حد يعلم الامريكيون بهوية الفائزين بالمناقصات، سألته عن صفقة معينة لا يوجد شك في وجودها، تلك التي التزمت في اطارها شركة "ربينتكس" الاسرائيلية من بيسان بتزويد الجيش الامريكي بالدروع الواقية، بحجم 12 مليون دولار. كرر كول الاجابة الآتية: "لم نمنح أي مناقصة لشركة باسم ربينتكس". "ربينتكس" من جهتها نقلت ردا مريحا: "المدير العام رون غافني طلب ان لا يكون مذكورا في التقرير، وان لا يكون مرتبطا به على أية صورة. نحن لا نريد التحدث عن الصفقة، ولا نريد الكشف عن تفصيلات ولا عن أي شيء آخر".

مراحيض في الطريق الى النجف

آسا يركوني هو رجل اعمال قديم في التجارة مع العالم العربي، وعضو في النادي الانفرادي (والمحبط احيانا، مقابل العوائق البيروقراطية والأمنية) للاسرائيليين الذين يعملون في الوساطة بين شركات اسرائيلية وشركات عراقية. في المحصلة النهائية يعمل في اسرائيل عشرة وسطاء كهؤلاء من ذوي الثقل.

على حائط مكتب يركوني علقت خريطة العالم من جهة، وشهادة تقدير بتوقيع الفريق اهود براك من الجهة الثانية. انه رجل استخبارات سابقا، وهو يعرف رجل وزارة المالية كطريبس منذ ايام خدمته في لبنان. ومن بين سائر ما عمل فيه عمل كملحق للجيش الاسرائيلي في روما، وفي السنوات الخمس الأخيرة "أخذ على عاتقه تطوير الصفقات مقابل الفلسطينيين والاردنيين". انه يتكلم العربية بطلاقة وهو موجود في عمان مرة واحدة في الاسبوع على الأقل. أُلغيت رحلته الى الاردن في الاسبوع الماضي (مثل رحلات وسطاء آخرين) في أعقاب الاغتيال غير المهندم للشيخ ياسين في غزة، الذي أدى الى مظاهرات معادية لاسرائيل حتى في العراق الامريكي.

قبل نصف سنة تقريبا افتتح يركوني وشركاؤه فروعا في الاردن وفي العراق، تحت اسم لا يحمل أي جرس اسرائيلي. وقد أعلمنا يركوني باسم الشركة العراقية، ولكننا اخترنا حذفه. وفي الحال بعد إنهاء الحرب تم ارسال ممثل من قبل الشركة الاسرائيلية - الاردنية الى العراق، ولبث هناك نصف سنة ليدرس السوق. ومنذ ذلك الوقت، فان الفرع العراقي يعمل.

في هذه الايام يُبرم يركوني صفقتين: احداهما للتزويد بنظم الكترونية بمبلغ 300 ألف دولار، والثانية، في اطار مقاولة ثانوية في مناقصة فازت بها شركة امريكية، بمبلغ عام يصل الى قرابة 30 مليون دولار. يمكن ان نعد بالاضافة الى يركوني، وفي اطار الوساطة، يورام كاتس ايضا من شركة "يورام كاتس ساحر" محدودة الضمان، التي تعمل منذ عشرين عاما وأكثر في سوق الاعمال الاسرائيلية العربية. كاتس على اتصال مستمر مع رجل اعمال عراقي ثري سابقا، خسر ثروته، وكذلك ايضا منجرته، إبان إلقاء القنابل الامريكية الذكية.

يعترف كاتس بأنه لم ينجح حتى الآن في إبرام صفقة معينة، في أعقاب المصاعب التي يلقاها الزميل العراقي في تجنيد القروض المطلوبة من المصارف الاردنية التي يزورها مرة في الاسبوع في عمان. ولكنه يستطيع ان يحدثنا عن حوار الاستهلاك العراقي، الذي "تحرر مثل الزنبرك بعد ثلاثين عاما من حكم صدام". على عكس الانطباع الناشىء من مشاهدة الـ سي.ان.ان، يتحدث كاتس بأنه "يوجد المال لدى عراقيين كثيرين حتى في زمن صدام، والاموال الكثيرة التي يحولها الامريكيون الى الدولة رفعت الأجرة المتوسطة من دولار شهريا الى مئتي دولار شهريا". ما الذي يطلب العراقيون شراءه؟ "كل شيء" يقول كاتس.

طُلب الى كاتس مؤخرا تحديد بضع مئات من الحافلات مع مراحيض، لرفاهية الشيعة الايرانيين الذين تدفقوا على النجف، عندما تلاشى الدخان وتبخر صدام. السفر من ايران الى العراق ليس قصيرا، والمثانة الشيعية كما يبدو ليست تختلف عن المثانات الاخرى.

يتراسل كاتس وصديقه العراقي كل يوم، ويلتقيه في عمان مرة كل اسبوعين تقريبا. عندما يلتقيان فان الزميل العراقي يزوده بالسكاكر العراقية التي تدعى "المن". في عيد المساخر الأخير، اتصل رجل الاعمال العراقي بكاتس وتمنى له مساخر سعيدا.

اعمال، لا سياسة

اوري بن نعيم يجلس في مكتب محاط بصناديق مليئة بفائض النسيج، في الطابق الثاني من مبنى مكاتب يعد ايضا موقفا متعدد الطبقات، ملاصق لسجن أبو كبير. شاشة حاسوبه المحمول مفتوحة، وهو يتراسل مع أفراد فندق "الفصول الاربعة" في عمان لكي يعدوا له غرفا لزيارته القادمة، التي كان من المفترض ان تجري بعد يومين. زيارة بن نعيم ايضا الى عمان ألغيت في نهاية الامر، في أعقاب تفجير كرسي العجلات لياسين بواسطة صاروخ. بالمناسبة، في أعقاب التصفية ألغيت ايضا الزيارة المخطط لها منذ وقت طويل لوزير البنى التحتية يوسف بريتسكي، الذي كان يفترض ان يوقع على صفقة غاز اردنية فلسطينية اسرائيلية كانت ستوفر علينا جميعا الكثير من المال.

وزارة البنى التحتية كانت مشاركة ايضا في إنضاج صفقة "سونول" جيش الولايات المتحدة، وهي صفقة اسرائيل - العراق الكبرى التي وقعت حتى الآن، وقد تسللت الى المكتب ايضا محاولات شركة "بزان" الحكومية، للاندماج في السوق الاسرائيلية - العراقية، لدى وزارة البنى التحتية عرض محوسب لـ "بزان"، الذين ما زالوا يأملون بأن يقضموا من صفقة ثلاثين مليون الدولار لسونول الاسرائيلية في العراق.

الى ما قبل خمسة اشهر عمل بن نعيم في شركة التحويل "اغيش" وهناك نسج علاقات وثيقة مع تجار اردنيين، وكذلك ايضا مع تجار العالم العربي بعامة. في تشرين الثاني 2003 تلقى من بعضهم اقتراحات لاجراء صفقات تجارية مستقلة، مع السوق العراقية من بين سائر الأسواق. إستقال بن نعيم، وأقام شركة مستقلة، وهو اليوم يسوق في السوق الاردنية وفي العالم العربي بعامة القمح، والسكر، والشعير، ومنتجات النسيج والحديد. وهو يقدر صفقات النسيج الاسرائيلي المبيعة في العراق "بمبلغ يصل الى قرابة نصف مليون دولار شهريا".

على عكس التصور المسبق فانه يقول "العراقيون مليئون بالاموال". انهم يصلون الى مكان توقيع الصفقات في عمان "مع حقائب مليئة بالنقد"، والسبب لذلك من بين جملة الاسباب هو ان النظام المصرفي في العراق انهار، ولانه كان من الأكثر أمانا في فترة صدام إخفاء الدولارات تحت البلاطة. هل يتحدث مع العراقيين عن السياسة؟ "لا تقريبا"، أجاب (مثل أكثر الاسرائيليين الذين تحدثنا اليهم). "انهم يريدون اجراء الاعمال، ولا تهمهم السياسة".

يوجد لبن نعيم شريك عراقي، عن طريقه ينافس على مناقصات اعادة اعمار العراق. في هذه الايام ينافس، كمقاول ثانوي، على مناقصة للتزويد بالمياه بحجم نصف مليون دولار. "أنا أرسل للشريك العراقي بالأسعار، وهو يكتب المناقصات".

من هو من بين النشطاء ايضا في دائرة الوسطاء الذين يأملون بأن تنقذهم السوق العراقية من الجمود الاسرائيلي؟ عميكام اورن، مثلا، كان اورن مدير عام وزارة الاسكان في فترة اريئيل شارون، الى ان اختلف الاثنان واضطر اورن الى اقامة شركة اموال غير منقولة مزدهرة. شركاؤه في شركة "سي.بي.ام"، التي تعمل حسب لائحة الشركات في "التخطيط لمشاريع في مجال الاموال غير المنقولة"، هم رجال سلاح الجو يوسف هاندلر، دافيد تسيون وليئون بنتسيون.

رئيس هيئة الاركان السابق ايضا، امنون ليبكين شاحك، مع رئيس طاقم المفاوضات في كامب ديفيد، المحامي جلعاد شير، نشيطان في الحلبة العراقية كجزء من مجموعة يركز نشاطاتها المستشار السياسي لاهود براك سابقا، بني مدان. الشريك الرابع هو نائب منسق نشاطات الجيش الاسرائيلي في المناطق سابقا، العقيد احتياط باروخ شبيغل، تشارك في هذه المجموعة ايضا شركة "فيت ايربول هندسة" محدودة الضمان، برئاسة رجل الاعمال نسيم حسون. حكى لنا مدان بأن مجموعته، مع التوقي من الحسد طبعا، على وشك ان تحظى بمناقصتين كبيرتين، بواسطة شراكة مع شركات غير اسرائيلية.

المحامي مارك تسيل، من مكتب محامي "تسيل غولدبرغ"، هو هدف شخصي محبب لأسهم النقد لمراسلي "الجزيرة"، الذين يرون فيه تجسد الصلة الصهيونية - الامريكية، في كل ما يتعلق باقتطاع الكوبونات الاقتصادية من الحرب. تسيل، وهو اسرائيلي - امريكي يعتمر القبعة الدينية والذي يقطن وراء الخط الاخضر، ومكتبه التل ابيبي يطل على أسطح المدينة، أقام قبل ما يقرب من نصف عام مكتب محامي "آي.آي.ال.جي" الذي يعرض نفسه كـ "الباب المتخصص للعراق الجديد". الشركاء الرئيسون لتسيل كانوا أبناء عائلة احمد جلبي، رئيس المؤتمر العراقي الوطني، والذي نظروا اليه في البنتاغون احيانا كابن ضائع. في أعقاب اللقاء الذي جرى في لندن وافق تسيل على استثمار ما يقرب من 100 ألف دولار لاقامة شركة مشتركة مع الجلبيين. الجلبيون التزموا بتزويد العلاقات. رجل الاتصال الذي عمل قبالته تسيل هو أحد أبناء أشقاء جلبي، سالم.

منذ اقامة المكتب (الذي تم اجراء اللقاء في اثناء اقامته مع ما يقرب من مائة محام عراقي)، والذي يقع في حي الجادرية في بغداد، تفرقت السبل بتسيل والجلبيين. يشارك اليوم في آي.آي.ال.جي رجال اعمال عراقيون آخرون، هم أقل قلقا من المعاني السياسية للاتصال التجاري مع الاسرائيليين. تسيل، الذي طُلب اليه اجراء لقاء من اجل هذا التقرير، رفض لاسباب أمن شخصي. الى جانب هذه الجهات يعمل في العراق على الأقل عملان تجاريان آخران متخصصان بوساطة اسرائيلية - عراقية. لقد رفضوا بحزم اجراء اللقاء، أو الحديث سرا أو ارسال بطاقة معطرة الى جهاز "معاريف".

وجبة سبت في قصر صدام

أ. هو رجل اعمال اسرائيلي، ذو جواز سفر امريكي. كان تتويج سفره الأول للعراق، في تموز الماضي، زيارة الى قصر الرئاسة لصدام، الذي تحول الى قاعدة للجيش الامريكي. وقد دُهش إذ اكتشف انه وراء كرسي الرئاسة لصدام يعلق درع ظهرت في داخله صواريخ سكاد منتصبة. من الجهة الثانية للقاعة الرئاسية، ومقابل صواريخ السكاد تماما، كان هناك درع حُفرت في داخله صورة المسجد الأقصى. استنتج رجل الاعمال بأن حلم صدام كان بأن يقصف القدس بالصواريخ.

لم تكن هذه هي التجربة الأكثر إثارة في الحقيقة لرجل الاعمال ذلك في اثناء زيارته. كان أوج الرحلة التجارية المشرقية عندما نجح رجل الاعمال في ان يجمع حوله مجموعة جنود امريكيين يهود، لوجبة سبت. "وجبة سبت يهودية في قصر صدام!"، قال متأثرا، "ماذا اقول لك، كان هذا رائعا".

قائمة جزئية باسماء شركات اسرائيلية كبرى تصدر منتوجاتها للعراق، بعد ان تعيد تغليفها كي لا يكشف النقاب عن مصدرها:

  1. شركة "دان" التي تصدر حافلات قديمة.
  2. شركة "ربينتكس" المصدرة للمعاطف الواقية من الرصاص.
  3. شركة "شريونيت حوسيم" المصدرة للابواب المتينة.
  4. شركة "عيتس كرميئيل" المصدرة للابواب ومنتوجات اخرى للمواقع الحدودية.
  5. ·شركة "طمبور" للدهانات.
  6. شركة "ثميون" المصدرة للبيرة والمشروبات الخفيفة الاخرى.
  7. شركة "تامي - 4" المنتجة لاجهزة تنقية المياه.
  8. شركة "ترليدور" المنتجة للاسلاك الشائكة.
  9. شركة "تنور غاز" المنتجة للمطابخ.
  10. شركة "غايه كوم" المنتجة للهواتف.
  11. شركة "سكال" للمنتوجات الالكترونية.
  12. شركة "نعان - دان" المنتجة لمعدات ري.
  13. شركة "سونول" للوقود.
  14. شركة "دلتا" المنتجة للمنسوجات.

مترجمة عن صحيفة معاريف الصهيونية

المصدر: شبكة البصرة

للعودة الى الصفـحــة الســابقــة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker