Monday, September 04, 2006

لقاء مع الدكتور حارث الضارى


الدكتور حارث الضارى
رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق :

نسعى لتحرير الشعب العراقي بكافة الوسائل الشرعية والقانونية .
أعددنا لعقد مؤتمر يضم القوى الوطنية لتحديد مستقبل العراق.
الفساد المالي والإداري يلاحق مجلس الحكم وسلطة الإحتلال .
ميليشيات تابعة لمجلس الحكم عاونت الامريكان في ضرب الفلوجة .

رغم مضى أكثر من عام على الاحتلال الأمريكي للعراق ، فشلت قوات الاحتلال الأمريكية في تحقيق مهمتها التي تفرضها عليها المواثيق الدولية ، من حيث إقرار الأمن وإعادة الإعمار لعشرات القرى والمدن والمرافق من كهرباء وماء ، التي تعرضت للتدمير بفعل القصف الأمريكي ، وأخذت الساحة العراقية تشهد تصاعد وتيرة المقاومة التي نجحت في إلحاق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال سواء في الأرواح أو المعدات ، مما جعل الباب مفتوحا لاحتمالات وقوع أحداث مهمة في الأيام القادمة على الصعيدين العسكري والسياسي في العراق .

الدكتور حارث الضاري يتحدث للصحفى على عليوه

على عليوه :
وقد التقينا الدكتور حارث سليمان الضارى رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق ، وطرحنا عليه العديد من الأسئلة التي تناولت الشأن العراقي من جوانب مختلفة ، في محاولة لفهم ما يجرى على الأرض العراقية ومستقبل المقاومة العراقية والادعاءات الأمريكية حولها ، وإلى أين تسير القضية العراقية .

وفيما يلي نص الحوار :

• محيط : تلقت قوات الاحتلال الأمريكي درساً قاسياً وخسائر كبيرة في مدينة الفلوجة ، فما السبب في هذا الموقف البطولي لسكان الفلوجة التي ظلت محاصرة لعدة أسابيع كاملة ؟؟

* د. الضاري : المقاومة العراقية في العراق مقاومة وطنية يقوم بها العراقيون الذين يسعون لتحرير وطنهم من الاحتلال ، وليست إرهاباً كما تزعم قوات الاحتلال . وقد شارك الشعب العراقي بجميع طوائفه في مساندة سكان الفلوجة المحاصرين وإمدادهم بالغذاء والدواء ، وكذلك فعلت طوائف الشعب العراقي مع سكان النجف وكربلاء التي تحاصرها قوات الاحتلال الآن .

هذه المواقف تعيد التاريخ المشرق للشعب العراقي الذي يتكاتف ويتساند ويقف يداً واحدة في مواجهة الاحتلال الأجنبي ، الذي جاء للسيطرة على ثروات العراقيين وتهديد هويتهم العربية الإسلامية . وقد أعاد العراقيون بتلك الروح الأخوية ذكريات ثورة العشرين في أوائل القرن الماضي حين وقفوا يداً واحدة ضد المحتل البريطاني ، وكبدوه أكثر من عشرين ألف قتيل في تلك الثورة مما أضطره للرحيل عن أرض العراق .

--------------------------------------------------

محيط : هل توجد محاولات لبث الفرقة بين أبناء الشعب العراقي ؟
د. الضارى : هناك جهات عديدة تعزف على الوتر الطائفي وتريد إشعال حرب أهلية بين أبناء العراق ، لأن مصالحها الآنية والمستقبلية مبنية على أمل إنماء الروح الطائفية واستثمارها لتحقيق هذه المصالح الرخيصة .

---------------------------------------------------

محيط : يتردد أن هناك هيئة موحدة يجرى تشكيلها من علماء السنة والشيعة والأكراد .فما مدى صحة هذه الأنباء ؟

د. الضاري : نعم هناك محاولات حالياً لجمع علماء السنة وعلماء الشيعة وكذلك علماء الأكراد في هيئة موحدة ، وقد أيدنا هذا المسعى ، وإذا وجدت هذه الهيئة سنشارك فيها ونعمل معاً من أجل الحفاظ على وحدة الشعب العراقي ضد المؤامرات الرامية إلى إغراقه في مستنقع الفرقة والخلاف ، وهناك علماء من الشيعة يسعون إلى تكوين هذه الهيئة ومن بينهم الشيخ جواد الخالص .

--------------------------------------------

محيط : ما صحة ما قيل عن وصول أفراد من الشيعة للوقوف إلى جانب المقاتلين العراقيين المدافعين عن الفلوجة ؟؟

د. الضارى : ما سمعناه من أهل الفلوجة ، أن هناك افراد عراقيين من الشيعة جاءو لمساندتهم ضد قوات الاحتلال التي ظلت تحاصر المدينة عدة أسابيع ، وذكروا أن لديهم أسرى من عراقيين آخرين اشتركوا مع الامريكان في ضرب اهالي الفلوجة .

وقبل أيام ظهر بعض المحسوبين على أحد أعضاء مجلس الحكم الانتقالي فقال بالحرف الواحد : لقد اشتركت خمسة مليشيات مع قوات الاحتلال لمهاجمة الفلوجة ، وسمى الجهات التي تتبعها تلك المليشيات ، وهى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ، والمؤتمر الوطني الذي يتزعمه أحمد الجلبى ، وميليشيات أياد العلاوي ، والمليشيات التي تعود إلى جلال الطالباني ومسعود البرازاني .

وقال الشخص الذي صرح بتلك المعلومات : أفتخر بأن هذه الميليشيات شاركت قوات الاحتلال في عدوانها على الفلوجة ، في الوقت الذي قام فيه بعض أعضاء مجلس الحكم الانتقالي بتكذيب هذه الأقوال . لكن من المعتقد الآن لدى الكثير من العراقيين أن تلك المليشيات اشتركت فعلاً في القتال مع قوات الاحتلال ضد أهالي الفلوجة .

أما موقفنا فهو موقف الإنسان المتألم الحزين ، حين يسمع أن عراقياً يشارك الأعداء في محاربة إخوانه وقتلهم ، لأن هذا العمل سيكون له من النتائج الخطيرة التي يتمناها الأعداء الشيء الكثير

ولكن عزاؤنا أن هناك الكثير من العراقيين الذين انخرطوا في السلك العسكري في هذه الأيام برعاية قوات الاحتلال ، قد امتنعوا عن مهاجمة الفلوجة ، وأعلنوا عصيانهم للأوامر التي أصدرتها لهم قوات الاحتلال بالاشتراك معهم في ضرب الفلوجة ، الأمر الذي خيب آمال المحتلين في أن يجبروا العراقيين علي تنفيذ رغباتهم .

---------------------------------------------------

محيط : ما هو رأيكم في التهديدات التي توجهها سلطات الاحتلال للشيخ مقتدى الصدر ؟ .

د. الضارى : هذه التهديدات لم تصدر من فراغ ، بل هي سياسة أعدت سلفاً لضرب المقومة العراقية ، ولتحجيم تنامي نفوذ الشيخ مقتدى الصدر في الوسط الشيعي في العراق ، وذلك لتوجهاته الوطنية المخالفة لكثير من الساسة الشيعة الذين انخرطوا في التعامل مع سلطات الاحتلال .

وعليه أقول : إن تنفيذ التهديدات باعتقال أو قتل الشيخ مقتدى الصدر إن حدث ، فهو يضيف حماقة كبرى إلى حماقات قوات

شهداء الفلوجة دليل على وحشية الامريكان

الاحتلال التي ارتكبتها مع الشعب العراقي ، لان مقتدى الصدر له أتباع كثيرون في الوسط الشيعي ، وله مشاركون في توجهاته الوطنية من أبناء الشعب العراقي ، وبالتالي فإن أي محاولة لاغتياله -لا قدر الله -ستؤدى إلى ما لا يحمد عقباه .

------------------------------------------------

محيط : ما هو مصير اتفاق وقف إطلاق النار في الفلوجة الذي تم التوصل إليه بين المقاومين وقوات الاحتلال؟ والعائلات التي توجد خارج المدينة ويتم منعهم من العودة لبيوتهم ؟

د. الضاري : سلطات الاحتلال ليست جادة في حل موضوع الفلوجة حلاً سياسياً تفاوضياً ، وربما يعود ذلك إلى عنادها وكبريائها ، وعدم الميل إلى حل الموضوع الحل الذي يجنب الجانبين النتائج المتوقعة وهي تكرار القتال مرة أخرى .

أما موضوع اللاجئين من العوائل من أهالي الفلوجة التي يتم منعهم من العودة إلى بيوتهم داخل المدينة ، فهذا يدل على أن قوات الاحتلال على عكس ما تروج عن نفسها من أنهم دعاة للحرية وحقوق الإنسان ، والحقيقة أنهم على استعداد دائم لانتهاك تلك الحقوق في سبيل تحقيق مصالحهم ، وإن الإنسان إذا لم يكن أمريكياً فليس له أي حقوق .

------------------------------------------------

محيط : إحدى وزيرات الحكومة الانتقالية اتهمت في تصريحات نشرتها جريدة الحياة اللندنية مؤخراً مجلس الحكم العراقي وإدارة الاحتلال بالفساد المالي والإداري ، وأكدت أن الفساد المالي في عهد بريمر ، لا يختلف عن الفساد في عهد صدام حسين . فما تعليقكم علي تلك التصريحات ؟

د. الضارى : ما قالته الوزيرة عن الفساد في قطاع البترول وعقود الإعمار وغيرها من المجالات هو كلام صحيح . والجدير بالذكر أن هذا الفساد صدر من سلطة بديلة لسلطة النظام البعثي السابق ، وزعمت أنها جاءت للقضاء على الفساد والاستبداد في غضون سنة واحدة . ولكن الذي حدث هو أن الأمور ازدادت سوءا في العراق واستمر الاستبداد وتبديد أموال النفـط خاصة في مجال التعامل مع الشركات الأجنبية .

------------------------------------------

محيط : ما هي المهام الرئيسية أمام هيئة علماء المسلمين في العراق التي تحرصون علي تحقيقها حالياً ؟

د. الضارى : مهمتنا الأولى التي ينبغي أن يحرص عليها الجميع هي العمل على وحدة الشعب العراقي ، تليها المهمة الضرورية وهى إزالة الاحتلال بأسرع وقت ممكن وبكل السبل المتاحة لنا شرعاً وقانوناً ، وكلنا في هيئة علماء المسلمين نعمل من أجل سعادة أبناء الشعب العراقي الذي حرم من تلك السعادة لعقود طويلة ، ولكننا لا نستطيع أن نعطى في هذا وعداً مؤكداً لأنه غيب ، والغيب بيد الله تعالى ، ونحن جزء ولسنا كل الشعب العراقي .

------------------------------------------------

محيط : ما هي الترتيبات التي تنوون القيام بها في إطار جهودكم لمواجهة الاحتلال؟؟

د. الضارى : انهينا الإجراءات التمهيدية لعقد مؤتمر موسعً يضم كل القوى الوطنية غير المتعاونة مع الاحتلال ومجلس الحكم من شيعة وسنة وقوميين وإسلاميين ، والتي تعارض وجود الاحتلال ، للبحث في أفضل السبل وتنسيق الجهود لإخراج الاحتلال ، ومن المنتظر أن يعقد في بغداد .

المصــدر: المحيط

للعودة الى الصفحة السابقة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker