Monday, September 04, 2006

إلى سماحة الشيخ حسن نصر الله حفظه الله

بقلم: الدكتور حسان القصّار

تحية عربية صادقة
لقد عرفت الأمة طوال تاريخها المجيد محطات منيرة وأخرى مظلمة، لقد عرفت تحديات كبيرة استهدفت كيانها كما استهدفت أجودها، ورغم الخيانات ورغم التخلف ورغم الخنوع فقد كانت الأمة تعرف في كل مرة كيف تنهض من تحت الرماد وتقف شامخة في وجه أعداء الداخل والخارج.
في كل مرة تبرز تجربة صادقة مناضلة إلا وتكالب عليها الأعداء واجتمعوا لوأدها في المهد، تحالفوا ضد عبد الناصر وحاربوه وتآمروا عليه، تآمروا ضد القائد صدام حسين فك الله أسره وحاربوه وحاصروا شعبه وحرقوا الأرض والعباد، تآمروا على الثورة الجزائرية وأغرقوها في الفساد...... لكن لهذه الأمة رب يحميها ورجال ونساء وأطفال وشيوخ عاهدوا الله والوطن على أن يظلوا شرفاء.

سماحة الشيخ
لقد كانت البطولة التي واجهتم بها العدو الصهيوني وحلفاءه بطولة سيسطرها التاريخ بأحرف من ذهب، لقد دافعتم عن الأرض في زمن باعها الخونة ببخس الأثمان، لقد دافعتم عن العرض والشرف في زمن لم يعد لبعض الحكام لا عرضا ولا شرف، لقد دافعتم عن قيم الأمة في زمن لم يعد للبعض أي قيم يدافعون عنها. لهذا فلقد وجدت الشرفاء من أبناء هذه الأمة والعالم يدعمونك ويساندونك انتصارا لمبادئ الشرف والعفة والمقاومة التي رفعتموها.

لقد وقفنا إلى جانبك لعدة أسباب

- إن الدفاع على كل حبة رمل في أي قطر عربي لا تقدر بثمن، ومن واجب أي عربي وأي شريف أن يدافع عنها.

- إن كل جهة أو طرف يواجه أعداء الأمة له علينا حق المساندة والدعم.

- إن كل طلقة توجه للعدو مهما كان مصدرها هي طلقتنا، لقد ساندناك وساندنا كل الصادقين من أبناء لبنان الحبيب دون النظر للعمامة ودون النظر للآخرين الذين يستفيدون من تضحياتكم، ساندناك من منطلق المبادئ التي نؤمن بها ويؤمن بها كل من يرى أن لهذه الأمة رسالة خالدة.

سماحة الشيخ
لقد ساندناك رغم بعض المواقف السابقة التي أسندت إليكم أو لبعض المقربين منكم فيما يتعلق بقطر عزيز على قلوبنا ألا وهو العراق، وقلنا ستنقشع الغمامة وسيظهر الحق من الباطل وسيعود كل شخص مبدئي مهما تداخلت عليه الأمور إلى رشده. ورغم ذلك ففي كل مرة يطلع علينا أحدهم من المحسوبين على "حزب الله" ويشتمنا ويتطاول على رموزنا وآخرها ما صدر عن النائب محمد رعد باتهامه الرئيس الأسير بـ"الدكتاتور"، إن هذه المواقف ليس لها هدف إلا إبعاد المقاومة في لبنان عن الأمة وهي ليست إلا حلقة جديدة من حلقات الحقد والخيانة التي ما تزال قائمة في فكر البعض.
لقد ساندناكم بدون حسابات ولا تفكير انتهازي من أول يوم مواجهة مع العدو وذلك انطلاقا من المبادئ نفسها التي قاتل ويقاتل باسمها صدام حسين ورفاقه. أعلم يا سماحة الشيخ، أن أغلب من ساندك وأنشأ هيئات المساندة والدعم في الأقطار العربية وأخص بالذكر القطر التونسي والعديد من بلدان المهجر هم نفسهم من ساند عراق صدام حسين وما زالوا إلى الآن يرون في صدام حسين وصحبه ورفاقه صفوة أبناء الأمة ونفسها الزكية. إن حجم ما تعرض له العراق وما يتعرض له إلى الآن لا يمكن أن يقارن بأي معركة خاضها أي طرف مع الأعداء، إن تضحيات رفاق صدام حسين تفوق كل تصور ومن العار أن يتفوه شخص تجاه هرم ورمز الأمة بهذه الألفاظ.

سماحة الشيخ
إن المعركة ما تزال طويلة وأن ما يحاك الآن من ترتيبات ليست بكل تأكيد خافية عنكم، تنبئ بمواجهة تتطلب من أبناء الأمة الصادقين الذين ترفعوا عن القطرية والطائفية أن يستعدوا لها وأن يتكاتفوا وأن لا تفرقهم طائفة أو انتماء أو موقف سابق. ولهذا فإنكم بدون شك تعلمون بأن مواجهات المرحلة القادمة ستكون مواجهة مفتوحة تلعب فيها المقاومة العراقية الوطنية دورها من أجل التحرير وذلك انطلاقا من المبادئ التي آمنت بها والتي لا تتأثر بمواقف أقزام مثل محمد رعد أو عبد العزيز الحكيم أو تاجر الدجاج ابنه أو غيرهم من منْ باعوا الأمة من أجل الطائفة.

إن عراقا وطنيا تقدميا كان في زمن صدام حسين سيفا موجها للأعداء لكن الآن في زمن بريمر والحكيم وبرزاني والسيستاني والطلباني وكل خائن لئيم لا يمكن إلا أن يكون إلا سيفا مسلطا على رقاب أبناء الأمة من الشرفاء، نسأل الله أن لا تندلع المعركة القادمة في لبنان إلا والعراق محررا من الرجس حتى توجه طاقته للوقوف في وجه أعداء الأمة مهما كانت ساحة المواجهة، لن نقول وأطلب من الرفاق أن لا يذكر أبدا من أننا سنندم على وقوفنا إلى جانبكم، كيف نندم على دعم أنفسنا إننا في نفس الخندق مهما تداخلت على البعض المسائل أو منْ أخذته العزة بالإثم.

وتذكر يا سماحة الشيخ أن أسرا كاملة من عراقيين وعرب من كل الأقطار يعدمون يوميا على يد بعض الطائفيين في العراق الحبيب.

تذكر يا سماحة الشيخ أن البعض من يحسبون عليك ويرفعون صورك يقتلون في يوم واحد ويشردون أكثر مما شرد العدو في جنوب لبنان.

لا تنسى يا سماحة الشيخ أن إخوان لك من فلسطين ينامون في الصحراء تحت الخيام على الحدود بين العراق والأردن بعد أن شردتهم عصابات الحكيم والصدر، نحن نعلم أنك من الحكمة أن لا تكون مع هؤلاء الظلمة. نسأل الله الغفران وسداد الرأي.

وفي الختام نشد على أيديكم ونتمنى عليكم أن تلجموا الأقزام.

د. حسان القصار/عضو مؤسس للجنة الوطنية التونسية لنصرة لبنان

المصدر: المحرر

للعودة الى الصفحة الســابقــة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker