التحضيرات لضرب إيران وصلت مرحلة متقدمة
هل يخطط تشيني اليائس وبوش لاستخدام قنابل نووية؟
Is Desperate Cheney Scheming Nuclear Sneak Attack on
بقلم جيفري ستاينبيرج by Jeffrey Steinberg
ينشر هذا المقال في مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو في العدد الصادر يوم 6 أكتوبر 2006
تعليق من المحرر العربي
إن التحضير جاري على قدم وساق لتوجيه ضربة نووية ضد إيران من قبل إدارة بوش وتشيني التي تجد نفسها في أحلك أزمة داخلية وخارجية. هذا ما يسميه السياسيون "مفاجأة أكتوبر" لتسبق انتخابات الكونجرس في نوفمبر، وهي الانتخابات التي من المؤكد سيخسرها الحزب الجمهوري الحاكم.
إن مجموعة تطورات وتصريحات وتسريبات من قبل عدد كبير من السياسيين وكبار ضباط الجيش والمخابرات الأمريكيين المتقاعدين تدل بما لا يقبل الشك على أن إدارة بوش قد تعطي الأوامر للجيش والقوة الجوية الأمريكية بالبدء بعملية قصف مدتها شهر ستستخدم فيها القنابل النووية ضد أهداف إيرانية عديدة بهدف تدمير البرنامج النووية الإيراني وتغيير النظام، وهو ما حذر منه ليندون لاروش منذ عدة شهور. وقد وصل القلق لدى بعض أعضاء الكونجرس من الخطر الداهم هذا بحيث دفعهم إلى الطلب من الرئيس بوش أن يدعو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى واشنطن للتفاوض، مثلما فعل الرئيس الراحل جون كينيدي مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف أيام الأزمة النووية في كوبا.
إن زيارة كوندوليزا رايس إلى المنطقة لم تكن لها علاقة لها بالقضية الفلسطينية أو لبنان، بل هي تحضير للدول العربية في الخليج ومصر والأردن للتأهب لمثل هذه الضربة والحصول على ضمانات من تلك الدول بأنها لن تمانع في ذلك وقد تدعمه.
كما في تحذيراتنا السابقة، تقوم حركة لاروش بكشف ونشر هذه التقارير على نطاق واسع في أمريكا وأروبا والعالم العربي ليس لتخويف الناس، بل لتحريك المجتمع للوقوف بوجه هذه السياسات الجنونية. ونحن ندعو جميع الأخوة العرب والمسلمين أن ينظموا إلى حركة لاروش للدفاع عن أوطانهم ومستقبل أطفالهم. كما نرجو نشر هذه التقارير في كل وسائل الإعلام المتاحة وإرسالها إلى القنوات الفضائية العربية لتسليط الضوء عليها.
محرر الموقع العربي
لحركة لاروش
مقالة جيفري ستاينبيرج
لا تستبعد مصادر عسكرية واستخباراتية أمريكية رفيعة المستوى تم استطلاع رأيها من قبل مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو، احتمال توجيه ضربة غادرة وبدون مبرر بأوامر من البيت الأبيض ضد مواقع داخل إيران قبيل انتخابات الكونجرس الأمريكي في 7 نوفمبر. في الحقيقة قام بعض المحترفين العسكريين والاستخباراتيين ذوي الإطلاع حتى بتحديد المدة بين 4 – 18 أكتوبر باعتبارها نافذة محتملة لتوجيه "ضربة وقائية" تسبق الانتخابات.
لقد تم مؤخرا تحديث خطط كانت موضوعة مسبقا بخصوص مثل هذا الهجوم ويمكن تفعيلها بدون توقيت مسبق باستخدام قاذفات قنابل وصواريخ استراتيجية بعيدة المدى وطائرات مقاتلة محمولة على حاملات الطائرات المتواجدة الآن في أو بمقربة من المحيط الهندي والخليج حسب أقوال دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى. وحذر هذا المصدر من أن "الجيش قام بتخطيط العملية، لكنه يكرهها. توقعوا استقالات بالجملة في أعلى المراتب إذا صدرت الأوامر بشن الهجوم".
والأدهى من ذلك، هو أنه بعد فشل عملية إسرائيل لإحداث "الصدمة والرعب" من خلال حملة القصف على لبنان مؤخرا، لا ينبغي استبعاد استخدام الولايات المتحدة لقنابل تدمير المخابئ النووية في هجومها على المواقع المحصنة داخل إيران، حسب بعض المصادر الأخرى.
فقد انتظر مقاتلو حزب الله في داخل مواقعهم المحصنة المريحة حتى انتهت الموجة الأولى من القصف الإسرائيلي التي استمرت حوالي الأسبوع، ثم برزوا ليطلقوا وابلا من 4000 صاروخ ضد أهداف إسرائيلية. التأثير النفسي للمطر الصاروخي على النصف الشمالي من إسرائيل دفع حكومة إيهود أولمرت لنشر قوات الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية الخداعة مؤديا بذلك إلى مأزق عسكري إسرائيلي ثاني على يد مقاتلي حزب الله المتمرسين الذين يتمتعون بتدريب عالي المستوى وخبرة جيدة.
وبينما لاحظ الخبراء العسكريون أن نصر حزب الله قد أصبح نقطة تحول في الوضع السياسي والعسكري لمنطقة جنوب غرب آسيا والخليج، إلا أن المتعصبين في بيت تشيني وبوش الأبيض قد نزعوا نحو سياسة الهروب إلى الأمام بشكل أكثر يأسا من ذي قبل وتبني تحرك عسكري قريب الأمد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.
إن مواقع ما يسمونها "الأسلحة النووية" الإيرانية زعما هي أكثر تحصينا من مواقع حزب الله وبإمكانها تحمل أي هجوم بأسلحة تقليدية، حسب رأي الخبراء العسكريين. لهذا السبب لا يمكن استبعاد خيار اللجوء إلى القنابل النووية المدمرة للمخابئ، بالرغم من "ثورة الجنرالات" في الربيع الماضي التي أجبرت البيت الأبيض على استبعاد الخيار النووي التكتيكي من خطط الطوارئ.
تحذيرات علنية
بينما تستر الإعلام الرسمي المملوك للطبقة الحاكمة على خطط البيت الأبيض لشن هجوم مباغت غادر على إيران، حاولت مجموعة من الصحف التابعة لمؤسسات البحث والخدمات الإخبارية التي تعمل في شبكة الانترنيت إطلاق صفارات التحذير.
في يوم 23 سبتمبر المنصرم حذر عضو مجلس الشيوخ السابق جاري هارت (Gary Hart) وهو ديمقراطي من كولورادو، حذر من أن بيت بوش الأبيض يخطط "لمفاجأة أكتوبر" متمثلة في عملية قصف لإيران. وكتب السيناتور هارت، الذي نشر تحذيره على موقع هافنجتون بلوج (Huffington Blog)، "أنه لا ينبغي أن تكون في الأمر مفاجأة لأي أحد إن أقدمت إدارة بوش على شن حرب استباقية ضد إيران في وقت ما قبل موعد انتخابات نوفمبر. لو كانت أيامنا هذه أياما طبيعيا أكثر لكان مثل هذا التطور احتمالا مفزعا ومفاجئا، يستنكره الأناس العاقلون باعتباره أمرا خطيرا وبلا مبرر وخارج عن حدود شخصيتنا وبنيتنا الوطنية. لكننا لا نعيش في زمن طبيعي، وليس لدينا الآن حكومة تهتم بشخصيتنا وبنيتنا الوطنية. إن هذه الإدارة عاقدة عزمها على تغيير شخصيتنا الوطنية وتحويلها إلى شيء آخر لم نعهده أبدا من قبل".
ولخص السيناتور هارت خطة "جلوبال سترايك" أي الضربة الكونية (Global Strike) الموضوعة بخصوص إيران كالتالي: "ستقوم حاملات الوقود الجوية بالانتشار لتزويد قاذفات القنابل من طراز بي تو بالوقود جوا، وستتمركز السفن المستخدمة لإطلاق صواريخ كروز في نقاط استراتيجية في شمال المحيط الهندي وربما في الخليج، وتقوم الطائرات غير المأهولة بجمع الإحداثيات الخاصة بأهداف القصف وتنتشر مجموعات من القوات الخاصة لتثبيت تلك الإحداثيات والتحقق منها. الخطوتان الأخيرتان تم اتخاذهما بالفعل منذ وقت".
وبالفعل أكدت مصادر عسكرية أمريكية أنه قد تم نشر وحدات استطلاع داخل الأراضي الإيرانية منذ صيف عام 2004، وهي تقوم بزرع أجهزة الاستشعار وتجنيد عملاء استخبارات لتهيئة ارض المعركة للحملة الجوية الأمريكية.
وفي 26 سبتمبر قام الكاتب المحافظ باول كريج روبرتس (Paul Craig Roberts) بكتابة مقالة بعنوان "لماذا سيقصف بوش إيران بالأسلحة النووية"، معلنا أن "إدارة بوش والمحافظين الجدد فيها سيهاجمون إيران بأسلحة نووية تكتيكية لأنها حسب اعتقادهم الطريقة الوحيدة التي ستنقذ أهدافهم في تحقيق هيمنة الولايات المتحدة (وإسرائيل) على منطقة الشرق الأوسط".
قبل أسابيع قليلة من صدور تحذيرات هارت وروبرتس، نشرت مؤسسة "ذا سينتشري فاوندايشن" على موقعها (www.tcf.org) تحليلا مكونا من 28 صفحة بعنوان "نهاية صيف الدبلوماسية: تقييم الخيارات العسكرية الأمريكية ضد إيران" وضعه الكولونيل المتقاعد سام جاردينر وهو من القوة الجوية الأمريكية (Sam Gardiner) وهو شخصية مرموقة ومحترمة وكان مخططا استراتيجيا وحربيا في أثناء خدمته. تحلل هذه الوثيقة المنطق الأعوج للبيت الأبيض، الذي يقود إلى ضربة عسكرية ضد إيران، هدفها تغيير النظام وليس تأخير أو تدمير برنامج الأسلحة النووية السري المزعوم للجمهورية الإسلامية. ويوضح الكولونيل جاردينر بلغة واضحة وبسيطة لماذا قد يحدث هجوم أمريكي على إيران عاجلا وليس آجلا، حيث يقول: "إن الانتظار يجعل الأمر أصعب. إن تاريخ الحروب يهيمن عليه المهاجمون الذين كانوا يعتقدون أنه من الأفضل الهجوم مبكرا بدلا من الانتظار. أحد الدوافع للتوجه المستعجل في واشنطن لشن هجوم على البرنامج النووي الإيراني هو الفكرة الاستراتيجية القائلة إن كان هجوم مثل هذا من قبل الولايات المتحدة ضد إيران سيقع كأمر واقع لا محالة، إذن فمن الأفضل القيام به عاجلا بدلا من الانتظار".
ووثق الكولونيل جاردينر أن الأوامر الحربية لشن المرحلة الأولى من الحرب على إيران لن تحتاج إلى أي توقيت مسبق لوضع الإمكانيات العسكرية في مواقعها، بل أوضح أن الإشارة الرئيسية للهجوم الوشيك هي تصعيد الدعاية الإعلامية. "إن الإشارات الأهم ستأتي من جهود التأثير الاستراتيجي لخلق دعم سياسي داخلي. وتكون سلسلة الخطابات الرئاسية حول الإرهاب هي البداية، لكنني أتوقع ما هو أكثر. إن الموضوع الذي سيبرز لحملة التسويق النهائية سيكون على الأرجح هو أن إيران تهدد وجود إسرائيل. يمكننا توقع ازدياد إشارات مسؤولي الإدارة إلى إيران بشكل كبير، وسنشاهد ثلاثة مواضيع ـ البرنامج النووي والإرهاب وتهديد وجود إسرائيل". وأضاف جاردينر تحذيره من أن إدارة بوش على الأرجح ستهاجم بدون اللجوء إلى طلب ترخيص من الكونجرس، حيث ختم تحليله بشكل ينذر بالشؤم: "إن نافذة الهجوم على إيران أمست الآن مشرعة".
قبل شهور من صدور تقرير الكولونيل جاردينر نشرت المجلة الصادرة عن مركز نيكسون دراسة تحليلية مفصلة بقلم الكولونيل المتقاعد باتريك لانج (Patrick Lang) ولاري سي جونسون (Larry C. Johnson)، وهما من الخبراء في شؤون الشرق الأوسط خدما لسنين عديدة في مخابرات الجيش الأمريكي. وفند الاثنان في تقريرهما وجود أي خيارات عسكرية ناجحة لدى الولايات المتحدة أو إسرائيل في مواجهة إيران. وشددا على دراسة الثمن الباهض الذي سيكلفه مثل هذا العمل، كاشفين في نفس الوقت أن المسؤولين المدنيين في وزارة الدفاع كانوا يتحرقون توقا لشن هجوم على إيران. ويختتم الاثنان تقريرهما بالنصح باستخدام جميع الطرق والجهود الدبلوماسية والسياسية لحل الأزمة مع إيران، لأنه ليس هناك خيار عسكري ناجح إطلاقا.
أصوات في صحراء الكونجرس
إن الاستسلام الجبان والمخزي من قبل الحزبين في الكونجرس أمام بيت بوش وتشيني الأبيض حول قضية تعذيب "المقاتلين الأجانب"، لن يدفع ديك تشيني والرئيس الجنوني جورج بوش إلا إلى مزيد من الهروب إلى الأمام لشن هجوم مباغت على إيران. فقط حفنة صغيرة من أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين وقفت في وجه تيار الاستسلام في الحزب الديمقراطي والجمهوري.
في 29 سبتمبر قام النائب في مجلس النواب دينيس كوسينيتش (Dennis Kucinich) وهو ديمقراطي من أوهايو، بتقديم مشروع قرار يمنح إدارة بوش 14 يوما لتسليم جميع وثائق السياسات الخاصة بإيران ومن ضمنها المعلومات الإستخبارية المتعلقة ببرنامج الطاقة النووية الإيراني و "قدرات إيران على تهديد الولايات المتحدة بالأسلحة النووية"، وأية قرارات أو وثائق تخص "إزالة النظام الحاكم في إيران من سدة الحكم"، وتفاصيل حول "العمليات السرية التي تنفذها أية قوة عسكرية أمريكية داخل الأراضي الإيرانية"، وتفاصيل تخص "تأسيس مكتب جديد في وزارة الدفاع يتمتع بنفس الحجم والمهام والصلاحيات التي كانت لمكتب الخطط الخاصة السابق"، أو أية أوامر "تأهب للانتشار" من قبل القوة البحرية الأمريكية في المياه المحاذية لإيران، وأية تقييمات استخبارية قومية أو وثائق استخباراتية متعلقة بعواقب وآثار ومنها العواقب الاقتصادية لهجوم أمريكي على إيران.
في نفس اليوم قام النائب واين جيلكريست (Wayne T. Gilchrest) وهو جمهوري من ولاية ماريلاند و 19 نائب جمهوري وديمقراطي آخرون بتوجيه رسالة خطية إلى الرئيس جورج بوش يطالبونه فيها بفتح حوار مباشر مع إيران "في أقرب وقت ممكن" منبهين إلى أن "25 عام من عزل إيران قد أبعدتنا ولم تقربنا من تحقيق هذه الأهداف".
***
Ref: Executive Intelligence Review and the LaRouche Movement
مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو وحركة لاروش
www.nysol.se/arabic
E-mail: eirarabic@nysol.se
Tel: 0046-8-983010
Fax: 0046-8-983090
0 Comments:
Post a Comment
<< Home