سقوط اسطورة الهولوكوست الكردي ج6 : للكاتبة والشاعرة بثينة الناصري
سقوط اسطورة الهولوكوست الكردي !!
الجزأ السادس
أعد البحث:
الكاتبة والشاعرة بثينة الناصري
انظروا اجراءاتهم :
"يستطيع التنقيب العدلي والفحوصات مابعد الموت ان تستثمر شهادات الشهود والادلة الوثائقية لتقرير ماذا كان هؤلاء الضحايا مدنيين وكيف ماتوا واذا كان المتهم في منصب عسكري كبير او مسؤول مدني كبير بالتوضيح مثلا ان هناك طبيعة منهجية على نطاق واسع في هذه الجرائم مما يعزز ان التخطيط لها تم من قبل جهات عليا . في هذه الحالات لا يستلزم من المحققين اثبات كل جريمة على حدة او كل مجزرة على حدة ولكن يحتاجون الى تأكيد نمط القتل والدمار الموجه ضد مدنيين او اولئك الذين تحميهم معاهدات جنيف."
"اذا كانت التهم تتعلق بجرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية فيجب على الخبراء البحث عن نمط للقتل : هل يتبع الضحايا عرقا معينا او جماعة دينية ؟ ماهي طريقة التخلص من الضحايا ؟ هل الطرق متشابهة في مختلف مواقع الاعدام ؟ هل بذل القتلة جهودا لتغطية آثارهم ؟"
"ثم يركز التحقيق العدلي على تأكيد (التعرف التصنيفي ) للاموات كضحايا عرق او دين او جنس وسبب وطريقة الموت" (تقرير هيومان رايتس ووتش المشار اليه سابقا)
وهذا مافعلوه مع الشهود في المحكمة فقد كانوا يحاولون بركاكة ان يؤكدوا جميعا : انهم اكراد - طرق التخلص منهم واحدة (نفس القصة تتكرر : الهجوم على القرى – الاحتجاز – الاخفاء . اكد مختلف الشهود على حكايات متشابهة لطريقة القتل (اخذونا للصحراء – قبور محفورة جاهزة ) غطى القتلة آثارهم بالدفن في اماكن بعيدة (تذكروا المدعي العام بعد كل شهادة كان يشير الى خارطة تبين بعد المقبرة عن القرى المعنية ) وبالحفر على عمق كبير حتى لا يعثر عليهم احد (تذكروا ترديد مايكل تريمبل : دفنوهم على عمق لئلا يجدهم احد ).
ولكن تذكروا هذه الشروط لأننا سنرى بعد قليل كيف ان الشهادات المتناقضة للشهود والخبراء كسرت شرط (نمط القتل) .
شهود لم يروا شيئا
1. علي محمود (ج 7 في 14/9 وهو كادر في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ) القوات التي شاركت في قصف قريته : اللواء الاول من الحرس الجمهوري . وحين طلب منه ان يصف ملابسهم لم يعرف قال (مختلف) . وشاهد آخر (..) قال ان من اعتقلهم في معسكر احتجاز كانوا من الحرس الخاص ، وحين طلب منه وصف زيهم قال (اقصد كان حرسا خاصا لحراستنا) .
2. عمر عثمان (ج 6 في 13/9) مقاتل من البيشمركة وصف القصف الكيماوي في 22/3 على قريته "من انكفأ على وجهه – مثله – نجا ومن لم يفعل ذلك تقطع الى أشلاء " ! ولم نسمع ان الانكفاء على الوجه ينقذك من تسرب الغاز اليك او انه يقطع الانسان الى اشلاء .
3. الاغماء .. وكان يلجأ اليه بعض الشهود حين يحرجون بأسئلة ليست في النص او على بالهم فيزعموا بأنهم اغمي عليهم في ذلك الموقف . مثلا اغماء السيدة التي تحدثت عن حادث اغتصاب احد المسؤولين سجن عن نقرة السلمان لسيدة كردية ولما طلب اليها وصف مارأته قالت انها اغمي عليها . ثم قالت انها استنتجت انه اغتصاب "فماذا يفعل رجل مع امرأة والباب مغلق ؟" وكذلك اغماء تيمور الذي قال انه نجا من الموت بعد دفنه في مقبرة المثنى ولم يستطع تفسير ماذا حدث بعد ذلك واين ذهبت القوات فقد اغمي عليه وحين افاق كان كل شيء انتهى والناس دفنت والقوات غادرت .
4. معظم روايات الشهود كانت استنادا الى اخبار واحاديث سمعوها من بعض افراد العائلة الذين كانوا في السجن او في المعسكرات او هاربين ..
5. شاهدة رقم (1) في جلسة 13 في 19/10/2006 تقول انه في سجن نقرة السلمان كان يتم حجز الشابات مع الشبان في قاعة واحدة . وقد ظلت تؤكد على هذا بعد الاستيضاح منها من قبل قاضي الاحتلال . ويبدو انها لم تر في حياتها سجنا.
التناقض في شهادات الشهود
البحث عن التناقض يشيب الانسان لأن عدد الشهود او المشتكين كان كثيرا ولكن كان التناقض واضحا الى درجة تثير الغثيان ، او الضحك اعتمادا على وجهة نظر السامع . وسوف اوجز علما ان موقع دورية العراق وبمشاركة اعضائه مشكورين ، قام بكتابة محاضر الجلسات واشار الى التناقض بالتفصيل لكل شاهد وفي الهوامش سوف اورد روابط تلك المحاضر .
1. هاجمتنا القوات العراقية واجبرونا بالضرب والركل على ركوب لوريات عسكرية دخلت القوات القرية وطلبوا منا اخذ مانحتاجه والتوجه نحو مجمعات سكنية بنيت لنا وذهبنا بالساحبات الزراعية .
2. عوضتنا الحكومة بقطعة ارض لنبني عليها . لم تعوضنا الحكومة بشيء . بل نهبوا كل مانملك
3. قريتنا لم يكن فيها افراد بيشمركة قريتنا كان فيها بيشمركة وكنا نساعدهم بالطعام . والقتال الى جانبهم .
4. كانت قريتنا محظورة امنيا ولم نرغب بالمغادرة قريتنا ليست محظورة امنيا .
5. اخذونا الى السجن ولم يكن هناك طعام ومات كثيرون من الجوع. بل وزعوا علينا طعام .
6. عند الاحتجاز اخذوا اموالنا وممتلكاتنا وهوياتنا وساعاتنا . كنا نشتري الطعام بالمال الذي لدينا . .
7. لم تكن هناك رعاية صحية في المعسكرات اخذ الجنود ابني وانا معه الى المستشفى . أخذنا ضابط وتنقل بنا بين المستشفيات حتى تم علاجنا.
8. ضربونا بالكيماوي ولون دخانه احمر- لون دخانه اصفر – لون دخانه ابيض – لون دخانه اسود
9. ماتت المواشي التي نملكها بالغاز الكيماوي . بعد ضربنا بالغاز الكيماوي جاءت القوات ونهبت المواشي .
10. مات منا ناس كثيرون بغاز الخردل . لم يمت منا احد بغاز الخردل
11. مازلت – بعد كل هذه السنين – اعالج من آثار غاز الخردل. وآخرون يقولون : الاعراض زالت بعد اربعة ايام .
12. كل الذين هاجمونا عرب من الجيش العراقي .. هاجمنا افواج الدفاع الوطني الاكراد
13. بعد ان صدر العفو سلمنا انفسنا وسلاحنا واقتادونا الى التجنيد ثم عدنا الى قرانا. من سلم نفسه لم يرجع .
14. اخذوا الاطفال والنساء الى نقرة السلمان في محافظة المثنى ..اخذوا المسنين فقط وانفلوا النساء والاطفال
15. الرجال اخذوهم واختفوا .. كان معنا في نقرة السلمان شباب ورجال
16. الجيش كان لا يفرق بين مدنيين ومسلحين في هجماته على القرى. كان الجيش يبحث عن الاسلحة والهاربين والبيشمركة
17. هدموا قرانا ونهبوا حيواناتنا . رجعنا بعد هدم القرية ورأينا الحيوانات تحوم حولنا .
18. في سجن نقرة السلمان كان يموت منا 10 في اليوم – كان يموت 30 - كان يموت 2-3 في اليوم
19. من يموت نأخذه وندفنه بملابسه في مقبرة خارج السجن نحفرها بأيدينا.. كان الجنود يأخذون من يموت ويحفرون قبره بالجرافات .
الكذب الصريح
ومع ان التناقض يكذب الشهادات جميعا ويبطلها ولكن كان هناك بعض المشتكين كشف محامو الدفاع وموكلوهم كذبهم الصريح بالاسئلة الدقيقة ومن الامثلة على ذلك :
1- محمود رسول مصطفى (ج 11 في 25/9 قال ان زوجته و5 اطفال توفوا في 22/3/1988 وهو يوم القصف ثم قال انه بعض القصف اخذ زوجته واطفاله وتنقلوا بين عدة قرى على مدى عدة ايام ولكنهم اعتقلوا يوم 14/4 وانه فصل عن زوجته واطفاله . اظهر شهادة وفاة لزوجته وطفل واحد في 22/3.
2- مشتكية (ج 15 في 11/10) قالت في افادتها بالتحقيق ان زوجها البيشمركة ذهب ليقاتل في الشهر الثاني من عام 1988 وتوفي في 2/3/1988. وعادت أمام المحكمة لتقول انه مات اواختفى بعد اعتقالهم في الشهر الرابع 1988 ، كما ذكرت ان لها ابنا مات في الطريق ثم مات مرة اخرى في عسكر دبس ثم مات في نقرة السلمان.
3- عبد الله محمد (ج 7 في 14/9) قال في افادته امام قاضي التحقيق انه هرب بعد مهاجمة قريته من قبل الجيش العراقي لأنه بيشمركة وذهب الى ايران وبقي فيها حتى عام 1991 حيث عاد . وفي المحكمة قال انه سلم نفسه بعد العفو وجندوه في الجيش حيث بقي الى 1991 . وحين نوقش في المحكمة حول سبب خدمته الطويلة في الجيش (1988 -1991) حيث ان الاكراد كانوا يخدمون لمدة 3 اشهر فقط اجاب ذلك لأن الدولة كان في حالة حرب دائمة .( ولكن فترة تجنيده كانت بعد انتهاء الحرب الايرانية العراقية !!)
4- شاهد قال ان زوجته واولاده الستة انفلوا ولكن ليس لديه اثبات عنهم فهو لم يسجل زواجه او الولادات ولكنه تزوج في 1991 وانجب نفس العدد من الابناء وسماهم بنفس الاسماء !!!
ومن هذه الامثلة الكثير تحتاج الى كتب لمناقشتها .
كذب والشهادة بأشياء لم يروها والتناقض .. ولكن اغرب أنواع الكذب كان الاختلاق والحكايات الخيالية . وأشهرها :
1- الكلب الاسود الذي يأكل جثث الموتى في محافظة المثنى بالتحديد وقد رآه وسمع به الكثير من الشهود .
2- النجاة بأعجوبة بعد الدفن
3- قصة لقاء شاهد بالرئيس صدام حسين ليسأله عن عائلته فطرده .
4- بيع 18 فتاة كردية الى الملاهي المصرية.
5- قصة حاويتين للماء في سجن نقرة السلمان واحدة مسمومة واخرى فيها ماء عادي .
واذا فحصت سبب ايراد هذه القصص والتي اختلف في وصفها الشهود طبعا ماعدا قصة بيع الفتيات الكرديات فقد اوردها شاهد واحد فقط قال ان من بين بنات قريته بيعت 14 بنت وكان قد سمع القصة من الجرائد . وقدم صفحة من الجريدة كإثبات، ستجد انها لدعم عناصر (الابادة والجرائم ضد الانسانية ) وللتغطية على نقص الادلة .
فالكلب الاسود يغطي على عدم وجود الجثث وهي اهم الادلة ، والنجاة باعجوبة بعد الدفن واشهرها قصة (تيمور) تفيد تأكيد ان الجيش هو الذي كان يعدم وبالجرافات وان مواقع القبور في الصحراء .. هذا يصب في عنصر (المنهجية وعلى نطاق واسع والقتلى المدنيين ) .
قصة لقاء الشاهد عبد الله محمد بالرئيس صدام حسين حيث كان الشاهد جنديا في الجيش وذهب حسب روايته الى الرئيس صدام ليسأله عن عائلته (التي انفلت) فسأله صدام عن اسم قريته وحين علم قال له : اسكت ولا تتكلم لقد ذهبوا في عملية الانفال . وطرده من مجلسه . هذه القصة تفيد معنى (تسلسل القيادة وان الرئيس صدام كان يعلم بالانفال وحتى باسماء القرى التي انفلت) . اما قصة بيع المخابرات العراقية للبنات الكرديات الى الملاهي المصرية والتي لاتصدق وقيل ان طالباني خاطب الرئيس حسني مبارك بها والذي نفى ان يكون في مصر مثل هذا الامر . فالقصة غير المعقولة وهي من السهل التأكد منها من قبل قوات الامن المصرية لو ارادت ، تفيد عنصر (اجبار نساء مجموعة اثنية معينة على الدعارة ) المنصوص عليه في (جرائم ضد الانسانية ) . وقصة حاوية الماء المسموم اضافة الى قصص الحرمان من الاكل والتجويع واستخدام الغاز الكيميائي فهي كلها لتأكيد معنى (الابادة) .
**
الذاكرة - لماذا لا تصلح الذاكرة الانسانية دليلا في محكمة ؟
من الواضح ان قرائن المحكمة ونتائج الخبراء اعتمدت اعتمادا اساسيا على ذاكرة الشهود . وفيما يلي نبرهن بأقوال خبراء في الطب النفسي والذاكرة انها في احسن حالاتها لا تتمتع بمصداقية تذكّر الاحداث كما وقعت في الحقيقة .
- هل نصدق ذاكرتنا ؟ دراسة جديدة تؤكد اننا يمكن ان نتذكر" حوادث لم تقع" . في دراسة كندية تبين ان استخدام صور لتحفيز الذاكرة يزيد من تصديق الاشخاص تحت الاختبار انهم مروا بحادثة واقعية في حين انها خيالية . ويقول البروفيسور ستيفن لندسي من جامعة فكتوريا في بحثه المنشور (22) "انه صدم بالنسبة العالية من الذكريات الكاذبة المفصلة التي تحدث بها اشخاص تحت الاختبار حين روي لهم حادث خيالي قيل لهم انه جرى في مدرستهم الابتدائية وعرضت عليهم صورة جماعية للطلاب في تلك السنة. وكان قد اختار 45 طالبا من طلاب السنة الاولى في قسم علم النفس في الجامعة من منطقة واحدة وكانوا قد دخلوا نفس المدارس الابتدائية وسرد عليهم 3 قصص حدثت في تلك السنوات كان اثنتان منها حقيقيتين رواهما اهالي الطلاب والثالثة كانت مختلقة ولكن ايضا عزيت للاهل وهي حول صديق وقع في مشكلة لانه وضع لعبة معينة من المطاط في مكتب المدرس. وقد تم حث المشاركين على تذكر الحوادث من خلال خليط من (توجيه الذاكرة ) و (واعادة الشخص الى ذكرياته الاولى في الابتدائية ) وقدمت لنصف المشاركين صورة جماعية لطلاب فصلهم من تلك السنة في الابتدائية ..وكان للصورة تأثير كبير على عدد المشاركين الذين ظنوا انهم يتذكرون حادثة اللعبة المطاطية . وحوالي ربعهم بدون صورة قالوا انهم يتذكرون شيئا عن ذلك الحادث. ولكن 67 % من اولئك الذين رأوا الصورة ادعوا انهم يتذكرون الحدث ويقول د. لندسي "وسردوا ذكرياتهم عن الحادث الكاذب بتفصيل ثري " وقد سردوها بنفس الثقة التي سردوا فيها الحوادث الحقيقية .
- يعزو د. لندسي العدد الكبير من الذاكرة الكاذبة الى عدة عوامل : اولا ان الحادثة ليست مستحيلة بل محتملة الوقوع من بعض الطلاب المشاغبين في المدارس ثم انه قيل لهم ان البطل فيها كان صديقا ذُكر اسمه ، اضافة الى الثقة والجدية التي تعامل بها الباحثون الماهرون مع الطلاب و دور الصورة كدليل وكمحفز . ويقول الدكتور لندسي "ان الاستنتاجات تدعم نظرية العام من ان الذكريات شيئا لا يخزن في مكان ما في رأسك بل انها خبرات نكتسبها وتنبع من التفاعل بين الاشياء التي حدثت لنا في الماضي و توقعاتنا ومعتقداتنا الراهنة. تحدث الذاكرة الكاذبة حين نتذكر احداثا بطريقة مختلفة عن حقيقتها او حين نتذكر احداثا لم تحدث ابدا . وعادة تحدث الذاكرة الكاذبة حين نخلط بالخطأ عدة تجارب من الماضي او حين تستخدم المخيلة لملء الفراغات في التذكر .(23)
- الباحث د. أر جي دولان من معهد الاعصاب في لندن يقول ان الاكتشافات الطبية الراهنة حول الدماغ والعاطفة تقول بأن "آلية العاطفة
- " كما يصفها دولان ترتبط مباشرة بأجزاء الدماغ المسؤولة عن الانتباه واستيعاب المعلومات الجديدة. ونفس الالية ترتبط بتشكيل الذكريات واصدار القرارات.(24)
- تقول دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal ان الناس الذين يمرون بتجارب مخيفة واخطار تتهدد حياتهم قد تفشل ذاكرتهم في استرجاع التجربة وتقل مصداقيتها حيث يتغير السرد في كل مرة يروون الحادثة . وان الاختلافات في سرد الرواية مرة بعد اخرى تقع في التفاصيل المحيطة بالحدث ولكن ليس التفصيل المركزي للحدث . وقد درس حالة لاجئين من البوسنة الى بريطانيا . وحسب شروط اللجوء في معاهدة الامم المتحدة لعام 1951 لابد ان يبرهن طالب اللجوء انه يفر من خوف يتهدد حياته في وطنه بسبب معتقداته السياسية او عرقه . وحتى تتأكد سلطات البلاد الجديدة من صدقيته تستجوبه على فترات قد تطول المسافة بينها شهور اوسنوات حسب الاجراءات ، وفي كل مرة كان اللاجئون يقدمون تفاصيل مختلفة . وبشكل عام فالاعتقاد السائد لدى السلطات المحققة ان التفاصيل الثانوية هي التي تجعل الرواية اكثر اقناعا ومصداقية. لأن التفاصيل المركزية للواقعة يمكن استقاؤها من مصادر تاريخية او معلومات عامة . اما التفاصيل الثانوية المحيطة بالحدث لا يمكن التحقق منها ولهذا يعتبرتذكر هذه التفاصيل الثانوية طريقة جيدة للتمييز بين "تذكر دقيق أواستقاء من معلومات " والحفاظ على السرد نفسه للتفاصيل الثانوية يعتبر مؤشرا على المصداقية . هذا البحث يقول ان الاختلافات في التفاصيل واردة لدى نفس الشخص الذي تعرض لكارثة حين اعادة سردها وهكذا فإن الاختلافات لا يمكن ان تعتبر دائما على انها تلفيق. (25)وهنا يحق لكم ان تسألوني : لماذا اذن اعتبرت ان تناقض الشهود دليل كذبهم ؟ وأقول لكم ارجعوا الى مؤشرات تناقضهم تجدونها في التفاصيل الجوهرية وليس دائما في التفاصيل الثانوية . أي ان الانسان لاينسى ان كان مات ابنه في الطريق او في السجن . او اذا كانت مواشيه ماتت او نهبت . او اذا كان من هاجمه اكراد يتحدثون الكردية ام عرب يتحدثون العربية . اما التفاصيل الثانوية مثل (التواريخ والتوقيت والاسماء وعدد السيارات وكمية النقود) فهذه تفاصيل ثانوية يمكن ان تنسى وتتغير وتختلف بين كل رواية واخرى ولكن العجيب ان الشهود كان يتفقون في هذه ويختلفون في التفاصيل الجوهرية .. أي عكس ما اثبته بحوث الذاكرة الحديثة . فمن منا يستطيع تذكر تواريخ ميلاد اطفاله او تواريخ وفاة آبائه لولا انها مسجلة في شهادات نحتفظ بها ؟ واكبر دليل ان غالبية عظمى من العراقيين سجلت مواليدهم في الاول من شهر تموز حين اجري احصاء في الخمسينات او الستينات لأنهم لم يكونوا يعرفون تواريخ ميلادهم حيث لم يسجلها آبائهم في حينها . فكيف اتفق الشهود على تذكر التواريخ بدقة والتوقيت الى حد الدقيقة لاحداث وقعت منذ 18 عاما ؟
- الكآبة والقلق وجهان لعملة واحدة ترتبطان دائما بحالات مابعد الكارثة . ويعاني اللاجئون دائما من هذه الحالات وهي تؤثر على الانتباه والذاكرة. ومن الناحية الاكلينيكية يميل القلقون الى التركيز على جوانب بيئاتهم التي تبدو خطرة اكثر من الجوانب الامنة في تلك البيئات . والناس المكتئبون يكونون منحازين الى تذكر الجوانب السلبية في ذكرياتهم الشخصية بدلا من الجوانب الايجابية . والمرضى الذين يعانون من اضطراب مابعد الكارثة يشكون من صعوبات في استرجاع ذكريات شخصية معينة .(26)
- "الحقيقة – الخيالية " و"الحقيقة – الواقعية" د. دونالد تومسون ظهر في برنامج تلفزيوني حول عدم موثوقية شهادة شهود العيان . وبعد اذاعة البرنامج على الهواء اعتقلته الشرطة ووضعته في عرض تعرف مع آخرين . وجاءت امرأة مشوشة الفكر تعرضت قبل قليل للاغتصاب وتعرفت عليه على انه المغتصب الذي هاجمها . طبعا كان لديه دليل اثبات براءة لا يدحض وهو ظهوره في نفس الفترة في البرنامج وتبين ان الضحية كانت تتفرج على تومسون في التلفزيون قبل الاغتصاب وقد خلطت ذاكرتها بين تومسون والمغتصب . ويربط باحث الذاكرة دانيل شاكتر هذه الحادثة بما يسيمه (ذاكرة المصدر) وهي القدرة على تذكر بالضبط متى واين وقع الحدث . لقد تذكرت الضحية وجه تومسون حين شاهدته في العرض في قسم الشرطة ولكن لم تتذكر اين رأته . والناس يميلون الى الاعتقاد ان الذاكرة مثل مسجل شرائط يلتقط بالضبط مايحدث ولكن هذا لايطابق النتائج التي توصلت اليها الابحاث الحديثة .التي تقول ان ذاكرتك لحدث ما هو شيء تبنيه من قطع ونتف من هنا وهناك . : مما رأيته وماسمعته وماخبرته وماشعرت به في ذلك الوقت . ومن الاشياء التي يخبرك بها الناس فيما بعد عن الحدث ومن الايحاءات والافكار والاقتراحات .كل ذلك يمتزج مع وجهة نظرك وبهويتك ومن انت . وتناقش اليزابيث لوفتوس هذه الفكرة في مصطلحين "حقيقة - خيالية " و "حقيقة واقعة" والحقيقة الواقعة هي الحقائق المجردة التي حدثت في يوم كذا ومكان كذا .الحقيقة الخيالية هي التي ترويها انت لنفسك والتفاصيل التي تملأ بها الفجوات اي النسخة الملونة التي تساعدك على فهم الحدث . وفي الحقيقة الخيالية قد تضع تفاصيل بدون وعي ، تعدل هنا وهناك كما يفعل اي كاتب قصة ، يكتب ويمسح ويعيد تصوير الاحداث .(27) كان بول صاحب الموقع ( 27) يحتفظ بيوميات لمجريات حياته يرجع اليها بين حين واخر وقد احتاج قبل فترة قصصا حقيقية عن الانسان والطبيعة لتأليف كتاب حول الموضوع . وقد بحث في يومياته ليقرأ ماكتبه منذ اول يوم في واقعة ذهابه مع مجموعتين من متسلقي الصخور بالحبال في جبل هاليت في كولورادو وقد ضربتهم الصاعقة في حينها . بول ورفيقه مارتن ماير وصلا القمة ونزلا الى موقع اوطأ ودخلا ملجأ صادا للرياح من اجل انتظار انتهاء عاصفة رعدية . وكانت المجموعة الثانية مازالت تكافح للصعود حين ضربت الصاعقة القمة ويتذكر بول انه كان فوق القمة حين انتهت العاصفة وهو يرحب بالمتسلقين الاخرين عند وصولهم . ويتذكر بوضوح ان مايك بولت كان يتسلق الى القمة وهو يبتسم مرتعشا . وكان مايك قد ضرب بشيء من التيار الارضي من الصاعقة وكان هناك علامة حرق في وسطه اراها لهم ليثبت قوله . حين رجع بول الى يومياته التي كتبها في حينها صدم لأنه اكتشف بان ماكتبه يختلف عما يتذكره . واستنادا الى يومياته فإنه ومارتن تبادلا انتظار الفريق الثاني على القمة الباردة التي تعصف بها رياح شديدة وبين حين وآخر يدخل احدهما الى الملجأ ليتدفأ . وكان مارتن وليس بول على القمة حين وصل مايك ولم يره بول في الواقع الا حين دخل الملجأ . ان ذاكرة بول للحدث كانت كاذبة . كيف حدث ذلك ؟ الجواب هو ان بول يحسن سرد القصص وكان الوقع يكون افضل لقصته اذا يقول انه كان على القمة يستقبل القادمين من المتسلقين وهكذا اصبحت هذه النسخة التي اراد بول ان يتذكرها اقوى حتى بالنسبة اليه من الاصل الواقعي . أليس المثل يقول "اكذب اكذب حتى تصدق نفسك"؟
- الحزن والبكاء وسرعة نبضات القلب حين سرد ذكريات احداث مؤلمة (عند الشهادة) ليس دليل مصداقيتها (28) وقد رأينا وتأثرنا ببكاء بعض الشهود واصابة بعضهم بخفقان في القلب والاحساس بالوهن . مؤخرا نفى فريق من هارفارد أهمية ردود الافعال هذه (29) . بعد فحص قصص اختطاف بعض الاشخاص من قبل قادمين من الفضاء (هوس شاع بين بعض سكان امريكا بسبب افلام غرباء الفضاء فتحدثوا عن اختطافهم من قبل سفن فضائية) . اجرى الدراسة ريتشارد ماكنالي ونتاشا لاسكو وسوزان كلانسي ومايكل ماكلين وروجر بتمان وسكوت اور في جامعة هارفارد. وقد طلب الباحثون من الاشخاص الذين ادعوا الاختطاف لوصف المواجهات مع الغرباء اضافة الى ذكريات اخرى حزينة او سعيدة وحيادية وقد سجل الباحثون الروايات واعادوا اذاعتها على المختطفين مع تسجيل نبضات قلوبهم وانتاج العرق و توتر عضلات الوجه وكانت النتيجة انه حين يعتقد اشخاص ان غرباء من الفضاء اختطفوهم فإن سرد القصة يمكن ان يبعث رد فعل يشبه رد فعل ذكريات حقيقية مؤلمة . وهذا يبين ان رد فعل الشخص على ذكرى لا يعني انها حدثت فعلا وانما هو يعتقد ذلك فيتعامل معها على اساس الحقيقة
فساد الادلة في قضية المقابر الجماعية: تناقض شهادات الشهود – تناقض شهادات الخبراء – ظهور وقائع جديدة
تناقض شهادات الشهود : بعد ان استعرضنا تناقضهم في شهاداتهم فيما يخص عملية الانفال برمتها ، نركز على تناقضهم في قضية المقابر الجماعية. مع التأكيد على حقيقة مهمة . على مدى سنوات منذ 1991 بدأنا نسمع ونقرأ في وسائل اعلام مختلفة واهمها الانترنيت قصة الفتى تيمور الذي كان (الوحيد الناجي من المقابر الجماعية بمعجزة ) وكتبت حوله القصص والروايات وانتجت الافلام وقد اصبح (رمزا للشعب الكردي) وكما يصف كنعان مكية في زيارته للفتى بعد عودته من مغامرته الخيالية التي استمرت سنتين الى (كردستان) وعمره 14 سنة ، فقد كان يحوطه الحرس الاشداء خوفا من (مخابرات النظام ) التي تريد ان تقضي على الشاهد الوحيد على (الجرائم ) "الكثيرون هم الناجون ممن شهدوا هجمات على قراهم . ولكن شخصا واحدا فقط هو من اختفى ليظهر ثانية بمعجزة ليحكي لنا ماذا حل به" !! (موقع الذاكرة العراقية) ظهر فجأة في المحكمة خمسة شهود تقريبا كانوا قد نجوا من القبور بنفس طريقة تيمور بالضبط .. أي انها اعادة للقطات بالتصوير البطيء ومع بعض التحويرات الغبية.
لماذا ظهر اكثر من ناج من المقابر ؟ بالتأكيد لتعزيز شهادة تيمور الا اذا كانت المعجزات يمكن ان تتكرر خمس مرات وبنفس السيناريو!!
التشابه في هذه القصص الذي يوضح عملية (نقل بالمسطرة) :
1- ثلاثة من الشهود وصفوا كيف هاموا بالصحراء وفي كل حالة كان الهارب من الموت يجد بيتا يؤويه ويمنحه اهل ذاك البيت ملابس اخرى و5 دنانير (لا أقل ولا أكثر ) ! (جلسة 22 الشاهد الثاني – شاهدان في جلسة 18)
2- في قصص 4 شهود كان الاسلوب ذاته في وصف كيف حادت الحافلة عن الطريق العام الى طريق ترابية ثم دخلت الصحراء .
3- في كل القصص كان اما الركاب معصوبي الاعين واما ينقلون في حافلات بدون شبابيك ومع ذلك يصفون الطريق (المدن التي مرت بها السيارة وطبيعة الارض ) ولكن تفسيراتهم لذلك مختلفة : اثنان اتفقا على انه كانت هناك كوة وراء السائق استطاع احدهم ان ينظر منها – واحد قال ان معتقلا معهم كان يعمل سائق تاكسي وهو يعرف الطريق – واحد قال "عرفت ذلك بالاحساس" .
4- اثنان من الشهود فكا وثاقيهما وعصابتيهما بدون ان يفكرا في حل وثائق الاخرين حتى اقرب الناس اليهم وفسرا ذلك بطريقتين مختلفتين ولكن متشابهتين في لامعقوليتهما: احدهما قال لم يكن هناك وقت كاف (مع ان الرحلة استمرت من الصباح حتى المغرب) والثاني قال انه حاول مع الجميع ولكن بقية المحتجزين رفضوا ذلك !! (جلستا 22)
5- كل الناجين اتفقوا على ان الجيش اخذهم الى معسكر طوبزاوة اولا ثم ذهب بهم الى المقابر الجماعية . ولهذا كانت دائما شهادات كل الشهود الاخرين تنتهي ايضا الى طوبزاوة ومنها يوزعون الى سجون اخرى او يختفون ويصفون ان هناك سيارات اخذت الرجال الذين لم يعودوا بعدها (انفلوا) !! الناجون اذن يكملون القصة بوصف ماذا حل بهم بعد هذه الرحلة بالسيارات .(جلستا 18 و 22)
6- في قصتين ركب الناجيان بيك آب من البيت الذي يأوي كلا منهما الى الرمادي الى كراج النهضة في بغداد.(جلسة 18) وبعدها ركب نفس الاثنان سيارة واحدة من الرمادي الى بغداد رغم ان بين وصولهما الى الرمادي 3 ايام !!
7- كل شهادتين مكملتين لبعضهما : في جلسة 18 ظهر شاهدان تحدثا عن قصة نقلهم من طوبزاوة الى مكان قرب (معسكر الاكراد الايرانيين) لاعدامهم وجرت معركة بين الركاب وبين الحرس انتهت بقتل بعضهم وهرب الشاهدين (بقية الشهادتين تؤكد انهما لم يكونا في سيارة واحدة ) الاول قال انهم اركبوهم في حافلة كان فيها (براز آدمي) والثاني قال "اضطررنا الى التبرز في السيارة لأن الحراس رفضوا التوقف لقضاء الحاجة" الاول قال " حين وصلت الى بيت قدم له اهله الطعام والنقود واركبوه سيارة ورأى شخصا كان قد نجا وهو يلوح لايقاف السيارة بشماغه " الثاني قال " ان اهل البيت الذي آواه قدموا له شماغا ليلبسه "
8- نفس الشاهدين - الثاني فيهما قال انه ظل في البيت الذي آواه مدة 3 ايام ثم اعطوه نقودا وركب سيارة متجهة الى الرمادي ومنها الى بغداد . ولكن الشاهد الاول الذي يكمل شهادته قال انه بقي في البيت الذي آواه قرب الرمادي لمدة يوم واحد ثم اخذ سيارة الى الرمادي وفي الطريق وجد الاخر الذي نجا يلوح بشماغه للصعود في السيارة وركب ودار بينهما حديث . فكيف يراه وبينهما فرق يومين ؟ وهذا نص الشاهد" الشاهد: " سيارة نوع 18 نفر وبعد خمس دقائق رأيت شخص يلوح بشماغه وبعد ان صعد عرفته (.. تقطع المحكمة البث) سألته عن اخوته قال كلهم وقال ماذا عنك فقلت انا ايضا "
الاختلاف في قصص الناجين :
وكما يقول المثل الانجليزي "الشيطان في التفاصيل" اعتقد ان على الكذابين ان يقتصروا على الحدود العامة ولا ينغمسوا في التفاصيل لأن الكذاب دائما ينسى التفاصيل وهكذا يقع في شرّ أعماله . وهكذا كانت هناك خطوط عامة لكذبة المقابر الجماعية تريد ان تؤسس (نمطا للقتل ) ارتكبته الحكومة العراقية في حق شعبها ولكن التفاصيل فضحت الترتيب . دعونا نرى التناقض :
اولا - تيمور نفسه ناقض روايته التي رواها لكنعان مكية ونشرها هذا في موقع الذاكرة العراقية في بعض التفاصيل التي تمكنا من نقلها لأن مكية لم ينشر بقية حواره مع تيمور (او ربما حذفت من الموقع للتناقض مع شهادته اللاحقة ولكننا وجدنا موجز في مواقع اخرى مثل ahliiraq.net) علما ان تيمور كان في تلك الفترة بعمر 14 سنة ولم تمض على الاحداث اكثر من سنتين ولم تكن ترتيبات جمع الادلة للمحاكمة قد بدأت ، بل كان الجميع محموما في حينها في تقديم قصصا اعلامية حول وحشية (النظام) ). في النص الاعلامي وجدنا :
- لم يأت الجيش الى قريتنا. قال الجحوش انهم سوف يأخذوننا تحت حراستهم الى قرية كالار، ولكنهم كذبوا، فقد اخذونا بدلا من ذلك الى قلعة قوره تو "الوحدات الكردية التي كانت تعمل تحت امرة الجيش العراقي، الجحوش، هم من اتوا الى قرية تيمور وليس الجيش العراقي – توضيح مكية " . في المحكمة قال ان الجيش دخل وقادهم الى السيارات بالركل والضرب.
- ساروا بالسيارة من طوبزاوة اياما وليال حتى وصلوا السماوة – في المحكمة قال من الصباح حتى المغيب
- الحفر لم تكن جاهزة وانما حفروا حفرة كبيرة – في المحكمة قال انه وجد شفلات وحفرا جاهزة عديدة.
- اطلق عليهم رصاص الاعدام وهم على حافة القبر – في المحكمة دفعوهم الى داخل الحفرة اولا.
- ظل مختبئا حتى سمع توقف اطلاق الرصاص وتلاشي اصوات الجنود فخرج – في المحكمة قال انه فقد الوعي وحين افاق كان كل شيء قد انتهى وغادر الجنود .
( الشهادة التي قالها وهو صغير لا تنطبق مع – منهجية وقصدية الابادة حيث يجب ان تكون القبور قد حفرت سابقا) .
ثانيا- وفي نفس الوقت تتناقض شهادات الناجين في المحكمة مع بعضهم البعض يكسر نمطية (الجريمة) .
1- ركبنا من طوبزاوة عدة سيارات كل سيارة فيها 30 شخص بدون شبابيك . توقفت السيارة في الطريق انزلوهم وقدموا لهم ماء ووثقوا ايديهم وعصبوا اعينهم. النقيض: كانت 17 سيارة - كان الجنود يأخذون الرجال من طوبزاوة مع شد وثاق كل اثنين معا (نفس الشاهد تيمور عبد الله ج 22) . شاهد (ج 18) يقول لم توثق ايديهم حين صعدوا في الحافلات من طوبزاوة .
2- الحفر كانت متراصة . النقيض : حفرت في لحظة الوصول .
3- الحفر كانت متر في مترين ونصف وعمقها نص متر(بعرض سكينة الجرافة ) .النقيض : الحفرة عمقها بين متر ونصف ومترين وطولها بين 15-20 متر وعرضها بين متر و متر وربع
4- قتلونا برشاشات اوتوماتيكية . النقيض : ضربونا بأخمص البنادق الى داخل الحفر وردمونا احياء – أو ضربونا بالرصاص المفرد .
5- ذكر عدد من الشهود في قضايا الاحتجاز والتهجير انهم رأوا الجيش في طوبزاوة يخلع ملابس الرجال الكردية (وصفها البعض تلا من الملابس الكردية) ويركبهم السيارات التي اخذتهم الى المجهول . ولكن لم يذكر أي من الناجين حكاية خلع ملابسهم كما ان هذا يناقض ماقيل على الاستدلال على المقابر بواسطة الملابس الكردية للهياكل .
6- كما كان تيمور قد قال للاعلام ان افواج الدفاع المدني الاكراد (جزء من الجيش العراقي) هم الذين هاجموا القرية واقتادوهم، فقد قال شاهد (ج 18) ان ضابطا يتحدث الكردية بطلاقة حقق معه في مركز الاحتجاز في حين قال الاخرون انه لم يتم التحقيق معهم وان جميع من صادفوهم ممن اساءوا معاملتهم كانوا (عربا). ويخدم هذا التلفيق مادة ابادة جماعة اثنية .
7- من التناقض غير المقبول ايضا شهادة الشاهدين اللذين ركبا سيارة واحدة من الرمادي الى بغداد . وحين نوقش كل منهما في المحكمة عن سبب عدم توقيف السيطرات الامنية على الطريق لهما (ويبدو انه كانت في تلك الفترة العصيبة سيطرات لابد ان تفتش ركاب السيارات من المحافظات الى بغداد ) الاول قال انه لم يفتشه احد ولم يقدم تفسيرا معقولا ، والاخر قال انه تصادف ان كان في السيارة 3 ضباط برتب عالية فلم توقفهم السيطرة (مع انهما كانا في سيارة واحدة وهذه مناسبة ماكانت لتنسى : ان يرى ناجيا من الاعدام على يد الجيش ثلاثة ضباط معه في سيارة واحدة فكيف نسي الشاهد الاول ذكر هذه الواقعة ).
8- التناقض الكبير هو مقارنة هذه الشهادات (المرتبة بشكل اكثر وضوحا بسبب امكانيات الجيش الامريكي والسفارة الامريكية ) مع شهادات الشهود على مقبرة الكوريمي التي حقق فيها كبير الخبراء (د. سنو) وزارتها لجنة من المحكمة . فمن الواضح ان مقبرة الكوريمي لا تتبع نمط القتل والمنهجية والعمدية المطلوبة في اثبات جريمة ابادة ، في أي من مفاصلها (فالقبر لم يحفر مسبقا – والاعدام لم يكن برصاص وانما برشاشات آلية – ولم تغطى جثث الموتى الا بعد عشر ايام – كان الجميع يعرف مكانها – لم تكن في الصحراء بعيدة عن القرى (حسب الشاهد في الجلسة 21 كانت تبعد 100 – 200 متر من القرية ) – لم يكن القتلى معصوبي الاعين او موثقي الايدي – عددهم لا يشكل جريمة ابادة فقد كانوا 27 شخصا اختارهم الجيش حسب الروايات من بين عدد كبير من اهالي القرية وغيرها من القرى – حسب تقرير منظمة حقوق الانسان ، فإن احدهم اصيب ولم يمت وجاء الجيش في اليوم التالي واخذه الى المستشفى ولكن الشاهد كذب في المحكمة وقال (الاكراد جاءوا ونقلوه الى المستشفى ثم قال ان الجيش بعد ذلك جاء ونقله الى دهوك !! ومازال حيا ) . وهذه المقبرة من كل هذه الشواهد اقرب ماتكون الى قبر جماعي دفن فيه بمعرفة الاهالي ضحايا معركة ما .
اذا اعتبر جهابذة المحكمة ان هذه مقبرة بفعل الجيش العراقي فهي تضحك على نفسها ، فهي على الاقل لا تطابق شروط (الابادة الجماعية ) حسب القانون الدولي وحسب قانون بريمر ايضا . اما القول ان القتلى وجدت في رؤوسهم بعد رصاص (رحمة) فهو ادعى الى السخرية ، حيث كان عدد مطلقي النار بحسب الشهود 16 (وليس بحسب الخبير الذي قال الرصاص نتيجة 7 اسلحة ) واذا كان عدد المعتقلين 33 فقد كان يمكن لكل واحد من الجنود الست عشر ان يقتل اثنين برشاشه من اول صلية ، فما بالك بأن العدد اصبح 27 بعد هروب 6 منهم ؟ ولماذا يحتاجون الى رصاصات رحمة في الرأس بعد ان استبدل بعض الجنود او كلهم (كما قال الشاهد في الجلسة 21) المخازن مرة ثانية وثالثة ؟ كيف لم يمت الجميع بهذا الحجم من النيران ؟ أم ان الرصاص في الرأس هو المطلوب في اثبات عملية (اعدام ) ؟ حتى تقرير منظممة هيومان رايتس ووتش اعتبر هذا الاختلال شيئا خارقا لطبيعة الامور .
نستنتج من هذه الشهادات والتطابق والتناقض بينهما أنه ليس هناك نمط معين للقتل والدفن . وانما هناك نمط معين للتزييف .
واذا كانت اختبارات الطب النفسي الحديث تشير الى ان اصحاب الخبرات الكارثية يمكن ان ينسوا التفاصيل ويعيدون تذكر تفاصيل اخرى فهذا نأخذه في الاعتبار ، وفي نفس الوقت نعتبره دليلا كبيرا على فساد استنتاجات الخبراء لأنهم بنوا نتائجهم بشكل رئيسي على التفاصيل التي سمعوها من الشهود انفسهم !
تناقض الخبراء
في اول الامر ، اعتقد انه كان هناك تضارب ومنافسة وعدم رضى بين منظمات حقوق الانسان التي قامت بالتحقيقات الاولية في عام 1991 – 1992 وبين مكتب تنسيق جرائم النظام التابع للسفارة الامريكية والذي استعان بالجيش لترتيب الشهادات مع الادلة التي لم يحصلوا عليها .
1- كان الاختلاف الواضح ان منظمة مراقبة حقوق الانسان قالت ان مرتكبي (الفظائع) هم التابعون لاجهزة الامن ، في حين كان رأي بريمر والاكراد (لأنهم يريدون حل الجيش العراقي واعدام قادته الكبار) ادانة الجيش بالجرائم . وهذا كان من اسباب اختلاف الشهادات بين من يقول شرطة ومن يقول جيش ومن يقول "بملابس مدنية أوبملابس عسكرية" ومن يؤكد انه رأى "بارق" ولا يعرف ان يصفه (وبارق هذا كان قائدا عسكريا في المنطقة ) او يشيرون الى صنوف معينة من الجيش . او يصف احد الشهود ملابس عسكرية : لابس بيريه حمراء – حرس جمهوري – حرس خاص – مغاوير – ووصف آمر سجن نقرة السلمان الذي اتهموه بالتعذيب .بأنه ضابط في حين كان يرتدي ملابس مدنية .
2- اسلفنا كثيرا في مناقشة تقرير د. كلايد سنو وكيف ان مقبرته التي اكتشفها لا تحسب ضمن أدلة (الابادة الجماعية ) بالشروط المطلوبة ، ولكن هناك تناقض في تقريره الذي قدمه في المحكمة فهو يقول انه عثر على هوية احوال مدنية وقد عرضها على الشاشة ، في حين انه يقول في تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش مايلي :" ان غياب بطاقات الهوية او اية متعلقات خاصة مع الجثث التي تعرف عليها فريق الطب العدلي يشير الى ان هؤلاء سلبت متعلقاتهم قبل الدفن – حيث لا يوجد مايشير الى ان احدهم قد نبش المقبرة بعد تغطيتها . وطالما ان الجنود وافواج الدفاع المدني كانوا الاشخاص الوحيدين المسموح بتواجدهم في المقبرة بين المذبحة والدفن ، فأن الجنود او الافواج هم المسؤولون عن نهب الاجساد.(30)
هذا النص يؤيد ان سنو كان كاذبا حين ادعى انه وجد هويات مع الجثث . ثانيا المنظمة ايضا تكذب طالما ان القبر حسب شهادات الشهود لم يردم الا بعد عشر ايام من الاعدام المزعوم . ثانيا انه كان قريبا من القرية بمسافة 100 – 200 متر واي يشخص يمن ان يسرق لو اراد ذلك .
ايضا كذب سنو كذبة كبيرة حين ادعى انه لايعرف ان كان المعمل البريطاني الذي بعث اليه عينات من تربة قرية برجيني التي قيل انها ضربت بغازات كيماوية ، حكوميا او اهليا ، في حين ان المؤسسة واسمها Porton Down تابعة لوزارة الدفاع البريطانية وكانت منذ 1991 وحتى 1999 تقدم الدعم لفرق التفتيش على الاسلحة العراقية ، وبالتأكيد كانت عينات التربة التي ارسلها من ضمن المهمة المكلف بها (31).
3- حقيقة فاضحة يمكن ان يكون وقعها مثل دوي عبوة ناسفة ، بشكل اقوال افاد بها تريمبل لصحفية (كريستين هنمان 13/9/2006 ) (32) اجرت معه حديثا قبل تقديم شهادته الى المحكمة بفترة وقد نقلت الصحفية عنه وهو يصف مقبرة نينوى هكذا :
"وكان الوقت (خريف 2004) مناسبا للمغادرة . المحققون في القبرين (نينوى 2 ونينوى 9 ) كانوا قد اكتشفوا حديثا طبقات من الجثث ذات اللحم الشمعي ورائحة الموت مازالت متعلقة بالعظام .
وعرف تريمبل انهم لن يستطيعوا حفر جثث الاكراد بدون التسبب بخطر بيئي ولم يكن لديه شاحنات ثلاجة ولا حتى عمال لتكييس الاموات قبل ان تفقس اليرقات . يتذكر تريمبل :" نحن نتحدث عن مئات الناس . كنت اقف هناك على التليفون (مع محامي مكتب التنسيق) في وسط لحم متعفن – وفريقي في وسطه – الرائحة فوق كل احتمال والذباب من الكثرة بحيث يحجب الرؤية عنك " كان الفريق قد نبش 123 جثة متحللة لنساء واطفال من الحفرة الاولى و 64 رجلا من الثانية . ولكن مكتب التنسيق يقدم وعدا للمسؤولين في كردستان بأن تريمبل سوف ينقل كل شخص يجده . ويصر المحامون على ان ينقل فريقه بالعربات الجثث الجديدة " بدلا من ذلك قام تريمبل وزميله ويد ريكارد "بمعالجة الموقع" وذلك باعادة ملء القبور ببطء بالتراب . كان الجو مشمسا والسماء صافية من الغيوم . (33)
( هذا كلام خطير : الخبير ذهب في 2004 فلا يمكن ان يكون هذا حديث عن جثث تحللت منذ 16 سنة ، كلامه عن الرائحة والذباب والجثث الجديدة يعني ان هناك البعض الذي مازال يدفن في هذا القبر ومن يدفن فيه بعد 2003 سوى الاكراد ؟) وفي نفس الفترة قال عن الموقع نفسه جريج كيهو رئيس مكتب التنسيق لجرائم النظام "مكان ملائم للاعدام ." وقال "ان رأيي الخاص هو ان هذا ميدان قتل . هناك من استخدم هذا الميدان في مناسبات مهمة مرة بعد اخرى لدفن الجثث هناك واعدامهم " وقد كشفت الفرق قبرين ويقول المسؤولون ان هناك على الاقل 12 قبرا في المنطقة . ويقول كيهو انه يبدو ان الجثث جرفت بالبلدوزر الى القبور على عكس مانراه في المقابر الجماعية حيث تكون الاجساد مصطفة " (34)
(اذن ليس قبرا مغلقا لا يعلم احد به وانما استخدم اكثر من مرة . هذا يفسر الرائحة الكريهة والذباب في اقوال تريمبل ؟ كما ان حقيقة فتحه واستخدامه اكثر من مرة ينقض شروط الكشف عن القبور وهي ان لا تكون فتحت من قبل )
4- الاختلاف في عدد القتلى في نفس القبر :
كيهو : القبر الاول (نينوى 2) يحتوي على بقايا نساء واطفال والثاني (نينوى 9) بقايا رجال فقط . اكثر من 100 من الموقع الاول وعدد مماثل في الموقع الثاني .(تاريخ 13/10/2004)
تريمبل : (نينوى 2) فيه 123 و(نينوى 9 ) 64 (تاريخ 30/11/2006) (شهادته في المحكمة)
لو كان تريمبل الذي ذكر ارقامه اولا أي في 2004 لقلنا ان مابين هذا العام و 2006 اكتشف جثثا اخرى ولكن الرقم تناقص . اين ذهبت بقية الجثث التي تحدث عنها كيهو ؟ ألم تكن تتطابق مع اسطورة (الاعدام) ؟
ومرة اخرى هناك خبير ثالث عمل على مقبرتي نينوى يقول :
" وفي الاسابيع الستة الاخيرة كان فريق طب عدلي بضمنهم انثروبولوجيين واثاريين يعيدون بتفاصيل دقيقة بناء الجريمة الجماعية التي حدثت في الحضر . وفي مشرحة طويلة في خيمة بمعسكر جاكوار كان ب. وايلي وهو استاذ انثروبولوجي في اجازة من جامعة كاليفورنيا يشرف على تحليل البقايا . يقول وايلي انه ليس من الضروري ان يفحص فريقه كل جثة في القبر وانما فقط نماذج تمثل الجميع ولهذا فإن فريقه يفحص فقط 125 جثة وجدت في مقبرة مليئة بالنساء والاطفال." (35)
يفهم من حديثه ان المقبرة فيها مئات الجثث ولن يفحص سوى 125 منها . في حين ان العدد الذي اورده تريمبل في شهادته في المحكمة تحدث عن قبر فيه 123 طفلا وامرأة فقط ومافحص منهم لايتجاوز اصابع اليد الواحدة .
5- الاختلاف في حفر وشكل القبور ومواقعها
- تناقض الخبراء فيما بينهم في حفر القبور فبعضهم مثل كلايد سنو قال كما اسلفنا ان عملية الكوريمي وقعت في حفرة موجودة سابقا تسببت فيها كما يبدو المدفعية.
اما تريمبل فقد وجد ان بلدوزرات كانت تعد القبور الثلاثة (نينوى والمثنى) سابقا وتظل موجودة حتى يؤتى بالرجال والنساء لاعدامهم لتهيل عليهم التراب. مما يفيد شرط المنهجية والقصدية من شروط الابادة .
وعلى العكس من ذلك يعتقد البعض ان السجناء في (مثنى 2) حفروا قبورهم بأنفسهم .
وفي هذا تتطابق شهادات الشهود الذين تحدثوا عن قيامهم بدفن موتاهم وهم في سجن نقرة السلمان . وكيف ان القبور كانت سطحية وكيف كان الكلب الاسود يأكل الضحايا. وتحدثوا عن عشرات المئات (تصل الى 500) جثة . ولكن العجيب في شهادا ت الشهود ان موتاهم كانوا يموتون بغير الرصاص (حسب اقوالهم من التعذيب – الجوع – التسمم ) ومع ذلك يدفنونهم بملابسهم !!
في حين قال تريمبل ان مقبرة المثنى وفيها 114 جثة قتلت بالرشاشات. فهل هي نفس المقبرة التي يتحدثون عنها ؟ أم هل حكاية الكلب الاسود مقصود بها التعويض عن نقص الجثث ؟
(اذن عندنا ثلاثة انماط من القبور : طبيعية – بالجرافات – بالايدي )
- الاختلاف ايضا في كون القبور مخفية ام ظاهرة . وجهد تريمبل في اثبات ان اختيار مكان القبور كان مقصودا به اخفاء الجريمة : مكان بعيد عن السكن ولا يطرقه احد – حفر عميقة بآلات ضخمة ودفن ايضا بنفس الالات .في حين يقول كلايد سنو ان القبر كان يعرف مكانه جميع اهل القرية ولايبعد سوى 100-200 م عن القرية بل ان احد الاهالي احاطه ببلوكات اسمنت.
6- اختلاف على جنس الهياكل العظمية :
مراسل سي ان ان يقول في 30/4/2005 ان الخبراء وجدوا مقبرة السماوة التي وجدوا فيها 113 جثة كلهم نساء واطفال ماعدا 5 (رجال) . في حين يقول تريمبل في المحكمة انهم 114 كلهم نساء واطفال ماعدا 2 (رجال) ! (36)
عندنا هنا 3 رجال زيادة في القبر فمن هم ولماذا استبعدوا من التقرير الختامي ؟(وايضا هذا نمط جديد فقد قيل لنا ان النساء والاطفال يدفنون معا والرجال في مكان آخر . ولكن هنا لدينا الكل في قبر واحد ).
7- الخلط في عدد الموثقين بالايدي الذين وجدوا في مقبرة الموصل : يقول كيهو ان 95 % من الرجال (سبق ان قال ان عددهم اكثر من مائة ) كانوا مربوطي الاعين وموثقي الايدي . في حين ان تريمبل يقول ان عددهم 64 وان 69% كانوا معصوبي الاعين و 45% تقريبا موثقي الايدي. اما كلايد سنو فلم يكن ضحايا قبره موثقين او معصوبين .
8- بينا سابقا اختلاف الخبراء في تحديد تاريخ الوفاة بالنسبة لمقبرة الموصل : كيهو يقول من اواخر 1987 الى اوائل 1988 وتريمبل يقول من 1988 – 1990 .
كل هذه الادلة على فساد الادلة المقدمة للمحكمة اضافة الى انحياز الخبراء وجنسيتهم الواحدة وصلات العمالة بالحكومة الامريكية حيث انهم اجراء يعملون مثل مقاولين اهليين لدى الجيش الامريكي المحتل، واتفاقهم على الاهداف السياسية للعملية يجعل من كل ماقدم الى المحكمة بلا قيمة .
اضيف الى كل هذا ثلاثة اكتشافات نشرتها وكالات الانباء على فترات مختلفة وربما لم يلتفت اليها احد :
1- (ايرانيون في العمق ) - من تقرير هيومان رايتس ووتش : في 1991 عثر فريق طب عدلي يعمل مع منظمتي هيومان رايتس ووتش واطباء من اجل حقوق الانسان على قبور لـ 19 ايراني في اراضي قاعدة سرداو العسكرية قرب السليمانية . مما يفسر التباسات الحرب وكذب الشهود الذين ادعزا بعدم وجود ايرانيين في المنطقة الشمالية على الاطلاق.
2- (جنود عراقيون في مقابر جماعية) - مجهود سمبسون وفريقه انتهى بدون تأكيد على وجود مقبرة جماعية . ولكن سمبسون لم ييأس بعد . فهو لم يفحص سوى جزء صغير من المقبرة . وليس كل مقبرة جماعية فيها ضحايا ابرياء . فإحداها ظهرت انها قبر للجنود العراقيين الذي قتلوا في الحرب مع ايران . وعاد ودفن العظام مرة اخرى . (37) مما يدحض ان المقابر الجماعية لا تحوي الا الاكراد المستهدفين بسبب قوميتهم .
(كان الشهيد العراقي يكرم ويدفن بما يليق به فهؤلاء ليسوا من كانوا في حرب ايران ولكن من اغتالتهم يد الغدر في 1991) .
3- (العثور على امرأة كردية حية اعتبرت مؤنفلة) كانون ثاني 2006
أعادت وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان اليوم الخميس إمرأة كردية كانت مفقودة منذ إنتفاضة عام (1991) إلى أسرتها في الإقليم . وقالت وزيرة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة كردستان جنار سعد عبد الله ،خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في أربيل "السيدة ( رحمة خضر علي) التي عادت إلى أهلها كانت تعيش منذ إنتفاضة (1991) في مرقد (قوام عبدالله) في قرية (قايم ) الواقعة بين النجف والسماوة." ونفت الوزيرة وصول المرأة إلى الجنوب ضمن (حملات الأنفال) التي قام بها النظام العراقي السابق ضد الأكراد ،وأوضحت أنها "وصلت إلى هناك خلال أحداث إنتفاضة 1991."
وأضافت السيدة جنار "الوزارة مستعدة لدعم كل خطوة من هذا النوع." أما نسرين زرار، إبنة المرأة المفقودة ، فقالت " أمنا كانت مفقودة.. ولم نكن نعلم عنها أي شيء منذ إنتفاضة عام 1991."
أما المرأة التي عادت إلى أهلها بعد غياب ( 15) عاما ، والتي كانت تعيش في منطقة تسكنها عشيرة ( كنانة) ،فهي تتكلم بلغة عربية وكردية مختلطة ،وتقول "لا أتذكر أي شئ ، ولا أعرف كيف وصلت إلى هذه المنطقة (قرية قايم ).. فقد كنت أعيش في الصحراء." (38)
واسأل كم من هؤلاء المفقودين الذين سجلوا ربما في قوائم المحكمة (وارجو من المحامين ان يلاحظوا اسمها) باعتبارهم (مؤنفلين ) في حين لا نعرف ظروف فقدانهم ؟ وحسب القانون الدولي المفقود لايعتبر ميتا .
وأختم بهذه الحكمة :
كيهو " يجب ان ندخل في عمق التفاصيل دون ان يظهر الامر وكأنه عملية امريكية "* بالضبط !
اللهم اشهد أني بلغت .
إنتهى الجزأ السادس ويليه السابع وهو ألأخير إن شاء الله
لمراجعة الجزأ الخامس
لمراجعة الجزأ الرابع
لمراجعة الجزأ الثالث
لمراجعة الجزأ الثاني
لمراجعة الجزأ ألأول
0 Comments:
Post a Comment
<< Home