Wednesday, December 20, 2006

كلام هاديء في أجواء ملتهبة_ إيران والحقد التاريخي: للدكتور فؤاد الحاج

كلام هاديء في أجواء ملتهبة

إيران والحقد التاريخي

د. فؤاد الحاج

ما أن انتهت الحرب الإيرانية-العراقية عام 1988 بعد ثمان سنوات من الدمار والموت البشع وإعلان العراق انتصاره أو فوزه على العدو التاريخي للعرب والمسلمين، أعلن خميني قم عن تمنيه تجرع السم وعدم الوصول إلى هذه النهاية!. ومنذ ذلك التاريخ بدأ هو وجماعته من الصفويين الجدد العمل يتحين الفرص على إلحاق الأذى بالعراق، إلى أن حدد المجرم بوش الكبير وعصابة الثلاثة والثلاثين دولة المساندة له بالتعاون مع أنظمة الذل والعار الناطقة بالعربية مثل مصر وسوريا والمغرب الذين أرسلوا جيوش عربية لدعم العدوان الثلاثيني ضد العراق في السابع عشر من كانون الأول/يناير من عام 1991، وأمثل "السعودية" و"الكويت" وعدد آخر من أنظمة العار الناطقة بالعربية، في الوقت الذي تم فيه عقد اجتماع في أنقرة بمشاركة تركيا وإيران حيث أعلنت إيران أنها لن تتدخل ولن يكون لها دور في تلك الحرب وأعلنت تركيا أيضاً أنها لن تشارك ولكنها ستفتح قاعدة (انجرليك) لقوى العدوان، وهكذا كان، فاطمأن العراق لموقف إيران (الجار المسلم) فوضع في طهران (143) طائرة من مختلف الأنواع حربية ومدنية كأمانة معتمداً على قول الله تعالى في القرآن الكريم ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)) (الأحزاب:72) لحمايتها من القصف والعدوان الهمجي الأمريكي - الأطلسي – الصهيوني متناسياً حقبة الحرب والحقد التاريخي، وبعد انتهاء العدوان الثلاثيني الغادر وفرض الحصار الظالم على العراق بعد تدميره بشكل غير مسبوق في التاريخ القديم والحديث ومن ثم أعاد العراق بقيادته الوطنية وشعبه الأبي إعمار ما دمره الأشرار وأضافوا عليه ما لا تقدر على بنائه كبريات شركات الإعمار في العالم التي تمتلك التكنولوجيا والتطور العلمي، طالب العراق إيران بإعادة الأمانة المودعة، فرفضت إعادة الأمانة وكان ردهم "أنها جزء من تعويض أضرار الحرب"!.

وعندما قرر بوش الصغير وعصابته من قوى الشر العالمي غزو العراق واحتلاله بعد مشاورات مع عدد من أنظمة الذل والهوان الناطقة بالعربية الذين قدموا الدعم المادي كما فعلوا في العدوان الثلاثيني الغادر عام 1991، حانت فرصة الانتقام الصفوي فالتقى الصفويين الجدد بأعوان (الشيطان الأكبر) في عدد من العواصم الأوروبية علناً، وسراً مع "المحافظين الجدد" في واشنطن وتم التخطيط لغزو العراق واحتلاله بمساعدة بشرية إيرانية بعد أن يتم قصف العراق وتدمير بناه التحتية والعسكرية، وهكذا دخلت ما تسمى بـ"قوات بدر" وباقي عناصر قوى الشر والحقد الصفوي وما يسمى بـ"فرق الموت" في الأسبوع الثاني للعدوان تحت غطاء القصف الأمريكي الكثيف حيث تم حرق ونهب وسرقة محتويات مباني الدوائر الحكومية وباقي الدوائر الرسمية والشعبية ما عدا كل ما يتعلق بوزارة النفط ودوائرها المرتبطة بها، وقامت أمريكا بحل الجيش العراقي لتأمين الفلتان الأمني وعدم تدخل الجيش العراقي الوطني لحماية دوائر الدولة في نختلف المحافظات العراقية، فتم لإيران السيطرة على البصرة كلياً بمساعدة بريطانية، وبسرعة كبيرة قامت إيران بلعبتها السياسية المخطط لها مسبقاً مع بعض عناصر الحوزة في النجف الأشرف من أصول غير عربية أمثال علي السيستاني وغيره من أصحاب العمائم السوداء كقلوبهم الحاقدة، وقام البعض منهم بتشكيل قوة إثبات وجود مثل "مقتدى الصدر" الذي يريد الحصول على مكانة له ولو بالقوة مقابل جماعة "الحكيم" وهكذا تم تشكيل ما يسمى بـ"جيش المهدي" كما تم تثبيت أقدام أتباع الصفويين الجدد في ما أسموه "الحكومات العراقية" وفي ما سمي بـ"الانتخابات البرلمانية الحرة" التي يعرف القاصي والداني كما يعرف كل أبناء العراق بملايين الإيرانيين الناطقين بالعربية الذين حصلوا على جنسيات عراقية كما حصلوا على "بطاقات الانتخابات" التي أدخلت من إيران بالشاحنات في الوقت الذي دخلت فيه قوى مختلفة ومتنوعة الأهداف والمشارب كل منها بدعم أو تسهيل من قوى خارجية في مقدمتها قوى الشر والعدوان الصهيو-أمريكية-البريطانية- العربية الرسمية، وهكذا بدأ تقسيم ساحة العراق وتم للصفويين الجدد السيطرة على مناطق عديدة من العراق بقوة السلاح وطرد سكان العراق الأصليين من ديارهم تماماً كما فعل ويفعل الصهاينة في فلسطين منذ عام 1936 مروراً بعام التهجير 1948، وتم كذلك قتل عشرات المئات من علماء وأساتذة وأبطال جيش العراق من قبل عناصر "الموساد" كما من أتباع الصفويين الجدد.

وكي لا نطيل في سرد موجز تاريخ الحقد الصفوي الإيراني ننوه إلى أن ما نراه اليوم من صراع علني على ما يسمى "برنامج إيران النووي" بين قوى الشر الصهيو-أمريكية وأتباعهم من أنظمة الذل والهوان الناطقة بالعربية إن في الجزيرة العربية أو في الخليج العربي أو في عدد آخر من البلاد العربية من جهة وبين الصفويين الجدد في إيران من جهة ثانية، نقول أن هذا الصراع له علاقة مباشرة بما يجري في العراق بسبب خداع الصفويين الجدد لقوى الشر الصهيو-أمريكية الذين وجدوا أنفسهم في هوة سحيقة وفي مستنقع لا مستقر له بسبب الخداع الصفوي الإيراني حيث لعبوا لعبتهم على قوى الشر الصهيو-أمريكية ونفذوا انتقامهم من العراق الذي جرعهم السم في حرب الثمان سنوات وأحكموا سيطرتهم على نفط الجنوب وهو ما كانت تطمح في السيطرة عليه أمريكا بمعونة بريطانيا في الوقت الذي كانت تطمح في السيطرة على نفط كركوك الذي يضم أكبر احتياطي نفط في العالم، من هنا وجدت نفسها قوى الشر بقيادة أمريكا في السراب بعد أن كانت تحلم في السيطرة على النفط الذي بات حكماً مسيطراً عليه من قبل جماعة الصفويين الجدد في الجنوب ونفط كركوك مسيطر عليه من بيشمركة (ماما جلال) و(برزاني) المدعومين من إيران من أجل حمايتهم من تركيا التي تطمح في العودة إلى السيطرة على كركوك وبعض مناطق شمالي العراق مما اضطر إلى انسحاب أهم شركات النفط الأمريكية والبريطانية التي دعمت الحرب على العراق - من هنا نعرف لماذا ترتفع أسعار النفط في العالم -، وبسبب كثافة هجمات أبطال المقاومة الوطنية العراقية من جهة، وبسبب الخداع الصفوي الإيراني كما أسلفنا أعلاه.

وختاماً ربما للحديث تتمة..

للعودة الى الصفحة السابقة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker