مواجهة الاطماع الامريكية في العراق وانهاء الاحتلال لن ينجح الا بالمقاومة المسلحة
مواجهة الاطماع الامريكية في العراق وانهاء الاحتلال لن ينجح الا بالمقاومة المسلحة
المفكر القومي العراقي :خير الدين حسيب
المصدر: صحيفة المجد
توقع الباحث والمفكر القومي (العراقي) الدكتور خير الدين حسيب ان يشهد العراق المزيد من التدهور امنياً وفي مجالات القضايا الاساسية التي تهم الشعب العراقي في ظل الحكومة المنوي تشكيلها، حيث ستعجز هذه الحكومة عن معالجة هكذا قضايا لانها لن تختلف في طبيعتها عما كان يسمى مجلس الحكم الانتقالي او الحكومة المؤقتة•
وكشف هذا المفكر العراقي الذي كان يتحدث في ندوة اقامتها له نقابة الصحفيين المصريين، ان معظم اعضاء الحكومة العراقية المؤقتة يحملون الجنسية الاميركية، وان قسم الجنسية الاميركية يفرض الولاء الكامل لامريكا الى درجة حمل السلاح امام عدو تراه امريكا خطراً على مصالحها•
ورداً على سؤال وجه له على هامش الندوة قال ان الولاء لامريكا هو يجمع بين اطراف ما يسمى الائتلاف العراقي الموحد، مشيراً الى ان الائتلاف عبارة عن تكتل لثلاث مجموعات رئيسية جمعتهم الرغبة في خوض الانتخابات، الاولى هي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية برئاسة عبد العزيز الحكيم، والثانية احد اطراف حزب الدعوة وهي المجموعة التي يرأسها ابراهيم الجعفري، ومجموعة احمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر، وان هذه المجموعات الثلاث تختلف ولاءاتها، فهي تدين بالولاء للقوة الامريكية وان اختلفت درجات هذا الولاء، فالمجلس الاعلى مقسم في ولائه بين اميركا وايران، وكذلك حزب الدعوة، وفي حال ما تعارضت الامور سيكون حزب الدعوة اميل للولاء لامريكا، بينما يميل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الايرانية، اما الجلبي فحيث مالت يميل•
وقال حسيب انه سواء رأس الحكومة الجعفري، او علاوي فالامر لن يختلف لان ولاءهما للامريكان، والجعفري الذي يخشى من ولائه لايران سافر في مرحلة سابقة لامريكا وقابل كونداليزا رايس، وبالتالي فان الادارة الامريكية مطمئنة لما يحدث، خاصة ان لديها الورقة الكردية التي يمكن بها اسقاط الحكومة في اي وقت•
ورداً على سؤال حول اصرار بعض القوى العراقية على عدم المشاركة في صياغة الدستور، ومدى تأثير ذلك على شرعيته قال• ان المأزق الآن ان قانون الادارة المؤقتة وضع بنداً نص على ان اي استفتاء على الدستور يشترط فيه موافقة ثلثي السكان في ثلاث محافظات والا يعتبر مرفوضاً وكان وضع هذا البند بالطبع لخدمة الاكراد، الا انه انقلب عليهم الآن، فاذا عرفنا ان هناك خمس محافظات لن تشارك في الاستفتاء على الدستور ومن ثم تصبح مسودة الدستور غير شرعية وبالتالي سينتج عنه ان يتم حل المجلس الوطني•• معنى ذلك ان المفتاح الآن في يد القوى التي رفضت المشاركة في الانتخابات، فإما يتم الاستجابة لمطالبها او يستمر الوضع على ما هو عليه من عدم الاستقرار•
وفي معرض تقييمه لتحرك وتأثير المقاومة العراقية، ثمن حسيب دور هذه المقاومة، وقال ان المقاومة الوطنية الشريفة ظهرت بعد يومين فقط من سقوط بغداد، وان هذه المقاومة موجهة اساساً للاحتلال والقوى المتعاونة معه، اما العمليات التي استهدفت خطف وقتل المدنيين فلا علاقة للمقاومة بها•
واوضح ان المقاومة العراقية الموجهة ضد القوات الامريكية المحتلة يمكن تقسيمها الى اربعة اقسام، المجموعة الاولى من لديه جنسية امريكية وهو ما يتم نشر اعداد القتلى والجرحى منهم•
والمجموعة الثانية من لديهم اقامة دائمة، والثالثة هم المتطوعون، والرابعة تشمل المقاولين الذين يصل عددهم الى 20 الفاً هؤلاء جميعاً لا يتم احصاء اعداد قتلاهم او جرحاهم•
اذن الارقام الامريكية التي تقدر عدد القتلى بـ 1500 وعدد الجرحى بين 18 الفاً الى 50 الفاً، هي في الحقيقة لا تمثل سوى المجموعة الاولى فقط، ولنا ان نتصور حجم الخسائر التي اوقعتها المقاومة بالقوات الامريكية وهي بالطبع تصل الى اضعاف ما يتم الاعلان عنه•
وقال ان المقاومة العراقية قوية وشهدت ايضاً تطوراً نوعياً وكمياً وهو ما اعترفت به الادارة الاميركية، وهي تكاد تكون يومياً حتى في الجنوب، ويكفي القول ان هناك 600 جندي امريكي نقلوا الى المستشفيات لعلاجهم من امراض عصبية كما سجلت نسبة الانتحار في الجيش الامريكي بالعراق أعلى نسبة انتحار للجيش الامريكي في اي حروب اخرى، مشيراً الى ان هناك ايضاً 3 الاف جريح بريطاني ومائة من القتلى، وكل هذه المؤشرات تؤكد على وجود مقاومة حقيقية، الا ان الاعلام لا يبرزها ويركز فقط على تلك العمليات التي لا تمت للمقاومة بصلة، ويستغلها ليصف المقاومة بالارهاب وهي براء منها•
وتوقع ان يقود المزيد من تدهور الوضع الامني في العراق الى مقدمة للانفراج في ظل تصاعد المقاومة وزيادة فاعليتها حيث انها ستشهد زيادة كماً ونوعاً، وهو ما بدأت ارهاصاتها بالفعل، فبعد ان كانت سياساتها اضرب واهرب باختيار نقاط الضعف، اصبحت الآن تضرب وتصمد وتحاول احتلال المواقع العسكرية الاميركية لتنتقل لاحقاً الى مرحلة اخرى وهي تحرير المدن، ويساعدهم على تحقيق النجاح ان القوات الامريكية بدأت تعاني من نقص في اعدادها، فبعد انسحاب 10 آلاف من قوات التحالف من العراق، وبعد ان اعلنت هولندا سحب قواتها، وبعد اعلان اوكرانيا سحبها لقواتها ايضاً، وتخفيف بولندا من حجم مشاركتها وتوقع سحب ايطاليا لقواتها بعد وقت قصير ان الجيش الاميركي مضطر ليحل بقواته محل هذه القوات المنسحبة، فاذا عرفنا ان من بين 4500 احتياطي امريكي طالب ألفان تأجيل الخدمة، فضلاً عن رفض 337 للدعوة للالتحاق بوحداتهم لاعادة تأهيلهم، ولجوء خمسة آلاف جندي امريكي الى كندا، ونقص عدد المتطوعين فبالرغم من اعلان امريكا عن فتح باب المتطوعين في شهر شباط الماضي الا انه لاول مرة لم يتقدم سوى ثلث العدد المطلوب وهو ما اوردته الصحف الامريكية•
هذا فضلاً عن انعكاس احتلال العراق على الاقتصاد الامريكي، فحتى الآن وصلت تكلفة الجيش الامريكي بالعراق الى 021 ملياراً، وطلبت وزارة الدفاع 08 ملياراً اضافية وبلغ العجز في الميزانية 500 مليار، ووصلت الديون الامريكية للخارج الى 8 تريليونات، فضلاً عن انخفاض الدولار الامريكي من 30 الى 35%، كل هذه مؤشرات توحي باحتمال حدوث ضغط داخلي لاجبار القوات الاميركية على الانسحاب من العراق•
قال خير الدين حسيب ان كل انواع المقاومة مطلوبة، مادام هناك احتلال فمن الطبيعي ان تكون هناك مقاومة، المقاومة السلمية مطلوبة لكنها لا تكفي وحدها لدحره، يجب الا ننسى ان امريكا جاءت للعراق تحركها اطماعها في ثرواته، ومن السذاجة ان نصدق ادعاء امريكا ان التدخل في العراق جاء بهدف التخلص من نظام ديكتاتوري، فالعراق ليس البلد الوحيد الذي لم يختر رئيسه بحرية، ولا الشعب الوحيد الذي لا يرضى عن حاكم ويعجز عن تغييره فلماذا العراق بالذات !! الاجابة تكمن في الاجندة الامريكية التي رصدت 200 مليار من اجل الوصول للعراق لتضع في النهاية يدها على كنوزه•
لذلك فان مواجهة الاطماع الامريكية في العراق وانهاء الاحتلال لن ينجح الا بالمقاومة المسلحة والدبلوماسية وكل انواع المقاومة فحيثما كان الاحتلال كان من الطبيعي ان توجد مقاومة لدحره.
للعودة الى موقع: سيبقى الـعِـراق إلى ألأبــــــــــــد
0 Comments:
Post a Comment
<< Home