علاء اللامي او ترف التنظير عند "المثقف" المتعامي!
علاء اللامي او ترف التنظير عند "المثقف" المتعامي!
كمال عبد الغفور
كتب علاء اللامي مقالة في صحيفة القدس "حلل" فيها، من وجهة نظره، رؤية البعث العراقي "الصدامي"!! (وكأن في العراق بعث غير صدامي!!) للصراع الدائر على ارض العراق.
(انظر هل سيجرؤ البعثيون علي الثورة داخل بعثهم لكي لا يتحولوا إلي مجرد ذكري؟)
ولان المقالة وكاتبها لاعلاقة لهما من قريب او بعيد بمجريات الحرب على ارض الميدان في العراق (لم نسمع ان اللامي يمثل الذراع السياسي لاي قوة تقاتل الاحتلال!)، وحيث مواقف اللامي من البعث وصدام حسين معروفة ولا تحتاج الى كثير نقاش (بل انها واضحة في قلب المقال عندما كتب اللامي يقول: "وكل هذا يجري فيما أوراق البعث تكرر الأغاني القديمة ذاتها، وتنشد المزيد من التمجيد لشخص الدكتاتور السجين ولشخص عزة الدوري أو الضمير الشرعي للحزب كما أسمته إحدي الأوراق،"!!!
وحيث أن اللامي يكتب من منطلق الحرص على العراق وشعب العراق، فللأمانة فإننا نقرر هنا إننا لم نقرأ للامي، حتى الان، ما يشير الى انه من المعجبين بالذي حرر العراق من "الدكتاتور" السجين (رغم ان اصرار اللامي على عدم الربط بين قضية "الدكتاتور" السجين واهداف الاحتلال الذي وضع هذا "الدكتاتور" في السجن، تضع الكثير من علامات الاستفهام على قدرة اللامي، كمثقف متعامي، في ادراك مغزى الصراع الذي يدور الان على ارض العراق، مثله في هذا مثل صاحب مؤتمر بيروت الذي نصب نفسه هو الاخر ليس فقط متحدثاً و"ممثل" للمقاومة في العراق، بل وايضاً لكل ابناء امة العرب والاسلام!!!)
فإننا لا نريد في هذا العجالة ان ندخل هنا في نقاش سفسطائي مع اللامي حول تنظيراته عن البعث "الصدامي" والبعث الغير صدامي (فالبعث اقدر على مثل هذا الرد)، ولكننا نريد ان نذكر اللامي وغيره من المثقفين ان مصائر الشعوب لا يصنعها فقط حملة الاقلام بل حملة الاقلام الذين يموتون دفاعاً عن ما يكتبون ويؤمنون!!
لهذا فإننا سنذكر اللامي وغيره من الذين قد يكون قد فاتهم مثل هذا الاحتمال، بان هناك احتمال اكثر قرباً لتطور الأوضاع في العراق والمنطقة. هذا الاحتمال هو اكثر مايخشاه المحتل والسائرين في ركابه، وهو ان يلتف ليس فقط شعب العراق بل وكل شعوب المنطقة والعالم المحبين للحرية والسلام خلف راية البعث كما حملها صدام، لقد صار من الوضح ان اكبر مصيبة تواجه ليس فقط العراق وشعب العراق، بل وكل شعوب المنطقة والدول المتخلفة اليوم هي ان السياسي، في شخص قائد من سلاسلة طارق بن زياد وصلاح الدين والايوبي، وخالد بن الوليد مثل صدام، قد تفوق في القدرة على استشراف الواقع وقراءة المستقبل من كل حملة الاقلام. فبينما يخط الرئيس الشرعي للعراق اليوم طريق الحرية والكرامة ليس فقط لشعب العراق وكل شعوب المنطقة والعالم بدمه ودمائه، نجد المثقف المترف الاوربي الفكر والنشئة والاقامة، ينظر في حق هذا الرئيس السجين الذي قدم اولاده وحفيذه فداءاً للمبادىء التي آمن بها، بينما لايتجرء، هذا المثقف ذاته ان يقدم ولو جزء بسيط من الترف الذي ينعم به من اجل القضايا التي يدعى انه يؤمن بها!!!!!!
لقد صارت اكبر انجازات حملة الاقلام هؤلاء من اصحاب الترف الثقافي او ثقافة الترف هي التطاول على هذا الرئيس الاسير، معتقدين انه صار من علامات "المثقف" والمثقافة ان يتم كيل الشتائم "للدكتاتور" و"الدكتاتورية" وكأن مصائر الشعوب يصنعها مثل هذا الترف لمثل هؤلاء من حملة الاقلام!!،
لقد قال المتنبي، الشاعر العراقي والعربي باقتدار، والذي مثل ليس فقط الذروة في القلم المسيس والمثقف الذي يعيش مايريد:
هذا ماخلص له المتنبي اكبر حملة الاقلام في التاريخ العربي، فماذا يعلمنا حملة البنادق من السياسيين في هذا القرن؟
عندما قيل لستالين ان البابا سيغضب من بعض الاجراءات التي اتخذها، رد ستالين "الدكتاتور" التي حررت قواته روسيا وهزمت جحافل النازيين الذين احتلوا وفرضوا ارادتهم على كل شعوب اوربا، نقول رد ستالين على من قال له هذا الكلام بالسؤال: "كم لدى البابا من دبابات؟!!"
لهذا فاننا نضع سؤالنا التالي للامي، ولكل مثقف متعامي: "كم رجل لديك في الميدان يدافع عن الفكر الذي تنظر له؟ وماذا قدمت انت من ترفك وحياتك من اجل هذا الفكر الذي تكتبه عنه؟"
من جانبنا فاننا نقولها، وباعلى الصوت، انه يكفي "الدكتاتور" الاسير، كرامة وفخراً، ان لديه مئات الالاف من الرجال الذين يستشهدون في ميدان القتال مثلما استشهد اولاده وحفيذه من اجل المبادىء التي لايزال هذا "الدكتاتور" يعاني بسببها الذل والمهانة رغم انه يستطيع ان يحصل على كل مايريد من حرية ومجد زائف لو قبل بعروض ومساومات الاحتلال التي يقدمها له ليل نهار،
تحية من القلب لهذا الدكتاتور الذي لم تنجب الامة من امثالة الا القلائل، ولتسقط الاقلام المترفة التي لاتحجم عن التطاول على الرجال الرجال في معرك الشرف والاقتدار.
كمال عبد الغفور
0 Comments:
Post a Comment
<< Home