Monday, August 15, 2005

تقسيم العراق : هل سيحصل ؟

تقسيم العراق : هل سيحصل ؟

صلاح المختار salahalmukhtar@hotmail.com

حينما قلنا، منذ الحرب التي فرضتها ايران على العراق ، ان امريكا واسرائيل تدعمان الخمينية وان الحرب الكلامية بينهم هي مجرد غطاء لتوريط الوطنيين والمسلمين الحقيقيين في دعم توجهاتها الشوفينية الفارسية، عبر استخدام الخمينية شعارات معاداة الصهيونية والاستعمار لتستخدمها لشن حروب تصفيات للقوى الوطنية العربية، لم يصدقنا كثير من الساسة ، استنادا الى قوالب جاهزة في التفكير والفهم . والان ، وبعد غزو العراق اصبح حتى الاعمى ،السليم النية والخالي من الغرض، يرى الصلة العضوية ،والوظيفية، بين ايران الملالي، ومن ثم التنظيمات التي تتبعها في الوطن العربي ، وكل من امريكا واسرائيل ، فبعد تخريب وتدمير العراق من قبل هذه الاطراف الثلاثة عقب غزوه ، ياتي الان تعاونهم المباشر والصريح من اجل تقسيم العراق .

فضح المستور

لقد لعب الايرانيون وعملاء ايران في العراق ، وعلى راسهم علي السيستاني( الذي رفض الجنسية العراقية حينما عرضت عليه قبل الغزو الاستعماري للعراق ) وحوزته الصفوية ، واتباعه المقبور محمد باقر الحكيم والممهور عبدالعزيز الحكيم والمحصورابراهيم الجعفري وغيرهما ، دورا اساسيا مدرودسا ومخططا له بدقة، في تنفيذ خطة تدمير ثم محاولة تقسيم العراق . ففي بداية الغزو قاموا باعمال التخريب والتصفيات الجسدية لمئات الشخصيات الوطنية العراقية ولالاف العراقيين العاديين، واخذوا يقومون باستفزازات وقحة ، على اساس طائفي ، لاجل اثارة الطرف الاخر المقابل ودفعه لاستخدام اللسان الطائفي المضاد . لكنهم ، ولكي يؤمنوا ابقاء سذج ، عددهم غير قليل، معهم عارضوا في البدء الفدرالية التي طرحها صهاينة شمال العراق( الزعامات الكردية ) ، بل ان السيستاني ارسل برقية للامين العام للامم المتحدة يرفض فيها الدستور المؤقت الذي قام على الفدرالية والمحاصصة الطائفية اذ(تحدث أمام زواره عما اعتبره "الخطوط العريضة لجهاد شعب العراق على اختلاف مذاهبه وقومياته وأديانه, من اجل استخلاص حقوقه", فقال: "في مقدمها العمل لمنع الاحتلال من ادراج الدستور الموقت في قرار جديد للأمم المتحدة لمنحه الشرعية الدولية". وحذر من أن "أي خطوة لن تكون مقبولة من غالبية العراقيين, ستكون لها عواقب وخيمة", معتبراً ان الدستور الموقت "ولد ميتاً ولا يمكن بعث الحياة فيه لأنه يعمل لاقامة مجلس رئاسي من ثلاثة اشخاص ينتمون الى السنة والشيعة والأكراد, في حين سيكون مطلوباً منه اتخاذ القرارات بالاجماع". وأشار إلى أن هذا الأمر "سيقود الحالة برمتها إلى الطائفية(. وختم وختم السيستاني مؤكداً (أن التعامل مع مستشار الأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي سيبقى مشروطاً بموقفه من الدستور الموقت, ونبه الى أن المرحلة المقبلة أشد خطورة من اي مرحلة سابقة او لاحقة لأن الخيارات فيها محدودة بسبب التداخل في الخنادق) هذا مانشرته جريدة الحياة يوم 2 -3 – 2004 فهل حافظ على هذا الموقف ؟

في 14 – 8 – 2005 اعلن ابراهيم الجعفري ، رئيس وزراء حكومة الاحتلال ، بعد زيارة للسيستاني، انه يقبل بالفدرالية كقاعدة للدستور الجديد ! فما الذي حدث وجعل السيستاني ينقلب على ما قاله قبل عام جذريا ؟ انه تكتيك توريط الناس بمواقف متدرجة في سوءها كي يمكن هضمها وقبولها ، ولذلك احتاج السيستاني لزمن طويل نسبيا تظاهر فيه انه ضد الدستور الذي وضعه مجلس الحكم بتوجيه من سلطة الاحتلال ، لكسب دعم قطاع مهم من الناس،ومنع تفتت انصاره ، ثم العمل على اعادة ترتيب افكارهم ومواقفهم وجرهم الى قبول ما ما كانوا يرفضونه ! ولاكمال ما قاله السيستاني رأينا الايراني عبدالعزيز الحكيم يعلن في مظاهرة علنية انه وحزبه المجلس الاعلى للردة على الاسلام ، يتبنى الفدرالية وسيطبقها في جنوب العراق ، وفي نفس التظاهرة طالب هادي العامري رئيس ما يسمى (فيلق بدر)، بالاسراع بتطبيق الفدرالية وعدم التاخر خوفا من ضياع الفرصة ! ابتدأ الايرانيون في العراق تأمرهم على عروبة واستقلال العراق، في مرحلة الغزو ، بالمشاركة في غزو العراق، باصدار فتوى من قبل السيستاني تأمر اتباعه بعدم مقاومة الاحتلال ، واخرى تامرهم بترك الجيش والشرطة والحزب وقوى الامن والذهاب الى البيوت ، وثالثة تامرهم بالمشاركة في مجلس الحكم الذي اسسه الاحتلال ، والان يصل عمل الطابور الايراني الخامس الى مرحلته الاخيرة بكشف ما كان يتستر عليه وينفيه بشدة، وهو سعيه لتقسيم العراق خدمة لاهم هدف تاريخي ايراني .

المعنى الاكبر

ان هذا التطور ينطوي على نتائج خطيرة تهدد العراق ووحدته الاقليمية ومستقبل شعبه وامنه واستقراره ، ولعل اهم ما يريده اعداء العرب الثلاثة ( امريكا واسرائيل وايران ) هو ما يلي :

1 – انهاء العراق التاريخي، الذي كان يقوم على حكومة مركزية قوية تخضع لها محافظات متعددة ، من الشمال الى الجنوب ، واقامة عراق جديد مر كز القوة فيه في الاطراف ، اي الفدراليات الثلاثة ، وليس الحكومة المركزية التي ستصبح ضعيفة وهامشية لاول مرة في تاريخ العراق .

2 – انهاء فكرة الجيش الوطني المركزي وبروز الجيوش الفدرالية الخاضعة للحكومات الفدرالية وليس للحكومة المركزية ، التي سيكون لديها جيش هو في الواقع شرطة لا اكثر ، وبذلك ينحط وضع العراق الاقليمي والدولي الى مستوى كانتونات ترتبط برباط شكلي ، ولا تشكل قوة موحدة تعكس وزن العراق الكلي . والمستفيد الاكبر من هذا التغيير هو اسرائيل التي كانت ترى في العراق مصدر التهديد الاكبر عليها ، كما سنعرض ، اضافة للعدو اللدود ايران التي قامت ستراتيجيات كافة امبراطورياتها عبر التاريخ ، ودولتها في العصر الحديث ، وبغض النظر عن طبيعة نظام الحكم على العمل على اضعاف العراق بكافة الطرق .

3 – حفر خنادق حروب مستمرة بين الفدراليات الثلاث ، نتيجة وضع الثروة النفطية ضمن الفدرالية الكردية في الشمال ، وهذا هو الدافع الاكبر للاصرار الكردي على ضم كركوك ، وضمن الفدرالية الاخرى في الجنوب ، وحرمان الوسط من الثروات الوطنية التي ستحسب على انها كردية في الشمال وصفوية في الجنوب ، مع انها كانت تخضع للسلطة المركزية وتصرف حسب الحاجات الوطنية العامة وليس حاجة المنطقة الثرية . وحتى لو تم تخصيص جزء من الثروة لفدرالية الوسط فانها حصة تافهة ولا تكفي لسد جزء بسيط من الاحتياجات الموجودة . والفكرة التي وعد بها بعض السنة العملاء وهي منح الوسط حصة من مداخيل النفط ليس سوى خدعة ورشوة مؤقتة الغرض منها الحصول على بصمة حافر سني على دستور الصهاينة ، وبعدها سيعلن صهاينة الشمال الانفصال ويحتكرون نفط كركوك ، ويتبعهم صهاينة طهران باعلان الانفصال ويحتكرون نفط الجنوب ، بدعم ايران امريكي اسرائيلي مباشر وبغطاء الامم المتحدة على الارجح .

4 – القيام بعمليات تطهير طائفي وعرقي شاملة لضمان (النقاء الطائفي والعرقي) والتاسيس للانفصال الرسمي مستقبلا ، واعلان الطلاق مع جمهورية العراق ، ويمكن الاشارة الى ملامح ذلك التوجه وهي عمليات التطهير الطائفي في الجنوب والتطهير العرقي في الشمال، خصوصا في كركوك . كما ان الاصرار الكردي على التمسك بتسمية كردستان وعلم كردستان ورفض اسم العراق وعلم العراق يقدم فكرة عما اصبح يعلن بلا تردد من عزم الزعامات الكردية على الانفصال لاحقا، بعد تبنيهم ما يسمى ب(حق تقرير المصير) واعتبار وجودهم ضمن العراق مرتبط بقرار كردي لا غير ! اما في الجنوب فان الانفصاليين من عملاء ايران اخذوا يستخدمون تسمية ( سومر ) !

5 – ان تخطط امريكا واسرائيل وايران كي يكون تقسيم الفدراليات على اساس عرقي وطائفي ، سيقترن حتما بالتطهيرات العرقية والطائفية ، وهذا التكتيك يشبه ما اتبعته امريكا في تقسيم يوغسلافيا، رغم تاكيد اوربا وامريكا في بداية التدخل الغربي فيها ، انهما لا تريدان تقسيم يوغسلافيا ، لكنهما نفذتا خطة تفصيلية لجعل بقاؤءها موحدة مستحيلا ، وقد ثبت الان ان الغرب قد خطط ونفذ تقسيم يوغسلافيا ، ولذلك فان وظيفة التطهير الطائفي والعرقي الاساسية في العراق، والتي بدأ تنفيذها صهاينة الشمال البارزاني والطالباني، وصهاينة الجنوب الحكيم والسيستاني منذ وقع الغزو، هي اشعال وتاجيج حروب دموية طويلة ومدمرة ، تحول الحساسيات والمخاوف الطائفية والعرقية الحالية، التي زرعها الاحتلال الى عداءات مستحكمة لا يمكن التغلب عليها ، وتجعل الخيار الوحيد المتبقي للفدراليات الثلاث هو الاحتراب او عقد هدنات مؤقتة ، تؤدي الى الانفصال تماما كما حصل في يوغسلافيا.

اهداف الحلفاء الثلاثة

واذا اردنا معرفة اهداف الاطراف الثلاث التي تنفذ خطط التقسيم، وجدنا ان امريكا تريد باشعال حروب داخل العراق استنزاف الفدراليات الثلاث، خصوصا تلك التي في الوسط ، بحروب وصدامات سوف لن تمتص ثروة كل فدرالية فقط وتجعلها فقيرة وتعتمد على الاستيراد في كل شيئ بل ايضا تريد امريكا اساسا تحويل حرب العراق الحالية من حرب تحرر وطني الى حرب اهلية ، سوف تنتهي بلا غالب او مغلوب ، وتجعل من كل طرف يطلب التدخل الامريكي لايقافها ، وتلك فرصة امريكا لضرب عصفورين بحجر واحد : عزل المقاومة وتحويلها الى صراع هامشي ، وكسب اطراف رفضت حتى الان التعاون مع الاحتلال نتيجة يأسها من وضع حد للصراعات الدموية . وينطوي ذلك على حصر المقاومة في الوسط ، وتصفيتها في الجنوب وعزلها في الشمال العربي، واجتثاثها في الشمال الكردي ، ثم استخدام الفدراليتين الكردية والصفوية في محاربة المقاومة في الوسط وعلى نحو منظم وشامل . واذا تحقق ذلك ، وهو لن يتحقق بفضل اردة الشعب العراقي ، فان امريكا ستتخلى عن قرار الانسحاب وستبقى وتستعمر العراق . كذلك لامريكا اهداف تكتيكية مباشرة اهمها التلويح بتقسيم العراق من اجل الضغط على المقاومة لايقاف هجماتها المدمرة على القوات الامريكية والتي اصبحت امريكا لا تستطيع تحملها ، او على الاقل تخفيض نسبتها ، ومحاولة اجبار المقاومة على التخلي عن شروطها المعلنة للتفاوض مع امريكا ، واهمهما الانسحاب الكامل وغير المشروط والتعويضات للدولة وللافراد والاعتذار من الشعب العراقي ... الخ ، ودخول مفاوضات بلا شروط مسبقة .

اما ايران فانها تريد ان يبقى العراق مستنزفا وان تتعمق جراح العراقيين وتزدادا الاحقاد بينهم ، وتبدد ثرواتهم وقدراتهم الحيوية ، الامر الذي يخرج العراق من ساحة التنافس والصراع الاقليمي ، وذلك بالضبط هو ما تسعى اليه ايران تاريخيا. ويحقق ذلك لايران اثنين من اهم الاهداف التي اراد خميني، وقبله الشاه ، تحقيقهما ، وهما الاستيلاء على نفط العراق ، لتعويض تزايد نضوب النفط الايراني ، والاستيلاء عل مياه العراق الوافرة واراضيه الخصبة ، وبذلك تحل ايران اثنتين من اهم مشاكلها الجيوبوليتيكية المزمنة ، وهما مشكلة شحة المياه وقلة الاراضي الصالحة للزراعة، والتي لا تتعدى نسبة 13 – 15 % من كل مساحة ايران . تبقى اسرائيل التي خططت منذ زمن بعيد لتقسيم العراق ، فهي تريد الغاء العراق من الخارطة واحلال دويلات صغيرة محله على اساس عرقي وطائفي . من هنا فان هذه الاطراف لها مصلحة حيوية في تقزيم العراق اولا عبر الفدرالية تمهيدا لتقسيمه وانهاء الكيان الوطني العراقي ، وبذلك تضمن اسرائيل عدم انبعاث العراق مجددا وتشكيله لاي خطر عليها . والنتيجة الطبيعية لهذه الخطط هي تقطيع اوصال العراق وجعل امر اعادة توحيده اشبه بالمستحيل !

هل نبالغ ؟

رغم قناعتنا بان شعب العراق ومقاومته المسلحة قادران على احباط هذه الخطط المعادية الا اننا يجب ان لا نعتمد على النوايا والكلام بل يجب ان نعي تفاصيل ما يجري ومن يقف خلفه وماهي حدود الخطر ونتائجه . لذلك لابد من التذكير بما خطط له الحلفاء :امريكا واسرائيل وايران . ان امريكا واسرائيل تنفذان الان وبوضوح تام مخططا اسرائيليا قديما جديدا ، طرح طبعته الاوضح والاصرح عوديد ينون ، مستشار مناحيم بيجن حينما كان رئيسا لوزراء اسرائيل ، في مقال مطول عنوانه : ( ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات ) نشر عام 1980 دعا فيه الى تقسيم الوطن العربي قطرا قطرا ، من موريتانيا حتى عمان في اقصى الخليج العربي ، على اسس عرقية وطائفية . وعن العراق قال ينون ان العراق هو العدو الاكبر لاسرائيل لذا يجب تقسيمه الى ثلاثة دول ، دولة كردية في شمال العراق واخرى شيعية في الجنوب وثالثة سنية في الوسط ! ان هذه التوصيفات لسيت من عندنا بل من مفردات ينون الاسرائيلي ، وهي مطابقة لما ورد الان عن الفدراليات الثلاثة ، في التسمية وفي المضمون . وفي ذلك المقال يحث ينون حكومة بيجن على دعم ايران خميني من اجل الاسراع بتقسيم العراق. كما يؤكد على ضرورة تطبيق خلاق لنظرية ( شد الاطراف ) ، والتي تعني ان على اسرائيل تعميق صلاتها مع الدول غير العربية المحيطة بالاقطار العربية ودفعها لاستنزاف العرب واشغالهم وخدمة المخطط الاسرائيلي ، ويسمي ايران وتركيا واوغندا واثيوبيا وغيرها .

ان امريكا وبتأثير (المحافظون الجدد ) تنفذ الان مخطط ينون ، خصوصا وانها مدفوعة بضرورات استعمارية تتطابق مع المخطط الاسرائيلي ، منها السيطرة على نفط العراق واستغلال موقعه الستراتيجي لاحكام قبضتها على اقليم النفط واقامة الشرق الاوسط الكبير ، والانطلاق منه لتركيع اوربا والصين وروسيا والهند وغيرها .هناك خطة امريكية اسمها (خطة ليزلي جيلب) وهو من اهم المحللين اوالكتاب الامريكيين المؤثرين في صنع القرار الامريكي خصوصا عبر رئاسته لمجلس العلاقات الخارجية ، وهو احد مراكز التخطيط الستراتيجي في امريكا، والذي يجمع داخله كل من المخابرات الامريكية ووزارة الخارجية الامريكية وكبار اصحاب الشركات العملاقة ، ويوضح مقال نشر في صحيفة النيويورك تايمز الامريكية، يوم 25 – 11 – 2003 هذه الخطة كالاتي : استبدال العراق الحالي بثلاثة دول صغيرة كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب ، ثم تسحب امريكا قواتها من الوسط وتركه يعاني من الفقر لان الموارد ستذهب للفدراليتين الكردية الشيعية حسب كلماته ،وهذا نص ما ورد بالانكليزية :

The New York Times published an editorial on November 25, 2003 carrying Leslie Gelb's by-line. He's an influential man who, until recently, presided over the very important Council of Foreign Affairs, a think tank that brings together the CIA, the secretary of state and big shots from U.S. multinational corporations.

Gelb's plan? Replace Iraq with three mini-states: "Kurds in the north, Sunnis in the center and Shiites in the south." The objective? "To put most of its money and troops where they would do the most good quickly -- with the Kurds and Shiites. The United States could extricate most of its forces from the so-called Sunni Triangle, north and west of Baghdad.... American officials could then wait for the troublesome and domineering Sunnis, without oil or oil revenues, to moderate their ambitions or suffer the consequences." In short, starve the central state around Baghdad because the Sunnis have always spearheaded the resistance to U.S.

اما ايران الصفوية فانها تنفذ خطة الشاه التقليدية بالتوسع غربا ( احتلال الخليج والعراق ) في تأسيس امبراطورية ايرانية ، او خطة خميني التي لاتختلف من حيث الجوهر ، والتي اطلقت عليها تسمية ( نشر الثورة الاسلامية ) في غرب ايران اولا ، اي العراق والخليج العربي ، اذا بعد ان فشلت عملية نشر الفوضى الطائفية ، وهي في الحقيقة الهدف الاصلي ، بفضل تضحيات مئات الالاف من شهداء العراق في قادسية صدام المجيدة ، نرى ايران الصفوية تستغل النزوع الامبراطوري الامريكي التوسعي فتقوم بخدمته ، وتحت غطاء امريكا وبفضل قوتها تريد الاستحواذ على حصة من العراق ، بتقسيمه وانهاء كيانه الوطني وهويته العربية .و كما ان لاسرائيل مخططا قديما اثار اللغط ، وهو( بروتوكولات حكماء صهيون ) ، والذي يرسم اهداف الصهيونية في السيطرة على العالم والوسائل المستخدمة لتحقيق ذلك ، فان لايران ايضا خطة بعيدة المدى للسيطرة على العالم الاسلامي تدريجيا ، ويمكن تسميتها ب ( بروتوكولات حكماء فارس )، والتي تقوم على خطة خمسينية ( 50 عاما ) تقسم الى خمسة مراحل تقوم خلالها ايران بالتغلغل في الاقطار العربية والاسلامية ونشر المذهب الاثنا عشري وتغيير الوضع الاسلامي الحالي بكافة الوسائل الاخلاقية وغير الاخلاقية . ويحتل العراق في هذه الخطة مركز الصدارة بصفته البوابة الشرقية للوطن العربي ، لذلك فان تدميره واختراقه سيفتح الابواب واسعة للسيطرة على الخليج العربي والجزيرة العربية ثم على مصر والمغرب العربي .

ما الذي نواجهه ؟

في ضوء ما تقدم يمكن التاكيد على ان مأزق امريكا في العراق القاتل وغير القابل للازاحة ، يدفعها لفتح (صندوق باندورا) وهو صندوق الشرور المحبوسة والتي اذا اطلقت ستدمر محيطا لا يمكن توقع نطاق انتشاره ، لكن ما لم تأخذه امريكا بالحسبان هو ان العراق ليس يوغسلافيا المتشكلة من قوميات متنافرة ومتوازية القوة بشكل عام ، ففي العراق قومية رئيسية هي العربية ويبلغ نفوس ابنائها 83 % من مجموع السكان وعرب العراق منسجمين اجتماعيا ويرتبطون برباط الدم وليس المواطنة فقط، وهذا هو مركز الجذب الرئيسي ، فمثلا العشائر الكبرى التي تسود العراق تنقسم غالبيتها الى سنة وشيعة كالجبور والزبيد والربيعيين والعبيديين والدليميين وغيرهم ، فتجد شيعيا ابن عمه المباشر سني ، وبما رابطة الدم اقوى من الطائفة فقد شهد تاريخ العراق استقرارا طائفيا تحدى كل اعمال التحريط الايرانية والبريطانية والامريكية والاسرائيلية . يضاف الى ذلك ان التشكيل الوطني للاحزاب الرئيسية العراقية يقوم على مبدأ المواطنة وليس الطائفة ، وهذا ينسحب على تشكيل المقاومة العراقية التي تضم الشيعة والسنة والاكراد والتركمان والمسيحيين والصابئة وغيرهم .

هذا على المستوى العام اما على المستوى الخاص فان المقاومة اعدت لامريكا واسرائيل وايران مفاجئات مدمرة لخططهم مصممة للقضاء ليس على مؤامرة الفدراليات بل ايضا على الاحتلال برمته .

لذلك نؤكد بان مخطط التقسيم سيقبر بيد العراقيين ، واول مؤشرات رفض العراقيين له هو صدور اول رفض للفدرالية الشيعية من شيعة علي ( كرم الله وجهه ) ،وسترون غدا كيف ان البندقية العراقية ستقبر مشروع الفدراليات كما قبرت احلام عصافير المحافظون الجدد الاستعمارية .

للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى ألأبـــد

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker