انعقدت في بيروت يومي 3 و 4 ايلول/سبتمبر 2006، دورة اجتماعات الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي بحضور الامين العام خالد السفياني (المغرب) والامناء العامين السابقين د. خير الدين حسيب (العراق/لبنان)، عبد الحميد مهري (الجزائر)، معن بشور (لبنان)، والاعضاء امين اسكندر (مصر)، حسن عريبي (الجزائر)، د. خضير المرشدي (العراق/سوريا)، د. ساسين عساف (لبنان)، عبد الاله المنصوري (المغرب)، عبد القادر غوقة (ليبيا)، عبد الملك المخلافي (اليمن)، د. عبد الوهاب القصاب (العراق)، عوني فرسخ (الامارات)، د. ماهر الطاهر (فلسطين)، مجدي المعصراوي (مصر)، د. محمد الحموري (الاردن)، د. محمد السعيد ادريس (مصر)، د. محمد المسفر (قطر)، محمد عبد المجيد منجونه (سوريا)، محمد مواعدة (تونس)، د. يوسف مكي (السعودية)، والمديرة التنفيذية للمؤتمر الآنسة رحاب مكحل (لبنان).
وبعد مناقشات في الاوضاع العربية العامة صدر عن المجتمعين البيان التالي:
ان الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي:
- تؤكد اعتزاز كل ابناء الامة بالانتصار التاريخي والاستراتيجي الذي حققه لبنان ضد العدوان الامريكي – الصهيوني عليه، الذي حققته المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، والذي ساهم في صنعه الصمود الرائع للشعب اللبناني ووحدة الساحة اللبنانية في وجه العدوان.
واذا كان هذا الانتصار يشكل محطة نوعية في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني ويضع مسؤوليات جسيمة على كاهل كل ابناء الامة لاحتضانه وتعزيزه واستثماره، ومواجهة واحباط محاولات الالتفاف عليه وتقزيمه، فان مسؤولية اخرى لا تقل اهمية تقع على ابناء الامة وعلى الانظمة العربية، وهي المساهمة في اعادة اعمار لبنان بعد التدمير المنهجي الذي طاله من قبل الالة العسكرية الارهابية الصهيوامريكية، والمساهمة في اسعاف ابنائنا في لبنان وخاصة في المدن والقرى المنكوبة، وبالتالي ان تُعَامل المناطق المنكوبة بالعدوان في لبنان بالمستوى ذاته على الاقل الذي تعاملت به الحكومات العربية والاسلامية مع اعصار كاترينا في الولايات المتحدة، لا سيّما ان نسبة ضئيلة من قيمة ارتفاع موارد النفط، الناجم عن التطورات في لبنان وفلسطين، كافية لاعادة البناء والاعمار في لبنان وفك الحصار على شعب فلسطين، ودعم الشعب العراقي في مقاومته للاحتلال.
وفي هذا الاطار تدعو الامانة العامة الى اطلاق حملات شعبية واسعة للدعم المادي ولقوافل الاطباء والمهندسين والمقاولين والشباب في اطار منظم وبتنسيق مع الجهات المعنية.
- تثمن الامانة العامة للمؤتمر وحدة كل اللبنانيين في مواجهة الحصار الامريكي – الصهيوني على لبنان بحراً وبراً وجوّاً، والذي تجسد في اعتصام النواب اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم بالبرلمان. وتؤكد ان هذا الحصار الذي استمر الى مساء يوم الخميس 7 ايلول/سبتمبر 2006، دليل اضافي على ان لبنان لا زال مهدداً، وعلى ان الكيان الصهيوني والادارة الامريكية لا يأبهان لا بالقرارات الدولية ولا بالاتفاقيات والمعاهدات والوعود، وان الوسيلة الوحيدة لحماية لبنان والوقاية من اي عدوان محتمل عليه هي الحفاظ على لبنان قوياً بمقاومته وبوحدة صفه وصمود أبنائه.
- وتؤكد الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي أن العدوان الصهيوني – الامريكي لا زال مستمراً وبكل وحشية وهمجية، خاصة في فلسطين والعراق، حيث الاعتداءات اليومية والاغتيالات والمداهمات والاعتقالات.
ففي فلسطين يستمر حصار الشعب الفلسطيني والاصرار على تجويعه من طرف الصهاينة والمسؤولين العرب على السواء، ويقدم قادة الارهاب الصهيوني على ارتكاب كل انواع الجرائم البشعة، ولا يتورعون عن إختطاف وأسر أعضاء المجلس التشريعي ورئيسه ووزراء الحكومة الفلسطينية واغتيال قيادات فصائلها والتحضير على قدم وساق لهدم المسجد الاقصى، دون ان يحرك كل ذلك أي ساكن في النظام الرسمي العربي ولا لدى المنتظم الدولي.
وفي ظل هزيمة الكيان الصهيوني في لبنان تبقى الساحة الفلسطينية مرشحة للتصعيد، مما يلقي مسؤولية كبرى على كاهل الامة شعوباً وحكومات.
وفي هذا الاطار تطالب الامانة العامة، الانظمة العربية برفع حصارها عن فلسطين، وتقديم كل اشكال الدعم – خاصة المالي – للشعب الفلسطيني ولمقاومته.
وتناشد الامانة العامة جماهير الامة وكل احرار العالم بالرفع من مستوى الدعم والاسناد والمبادرات الهادفة في افشال مخطط انفاذ المشروع الصهيوني في فلسطين.
كما تناشد كل مكونات الشعب الفلسطيني الانتباه الى مخاطر تحويل المعركة من معركة ضد الاحتلال والعدوان الى معركة داخلية، مما يخدم بشكل مباشر المشروع الصهيوني. ومن أجل تفادي ذلك تتطلب المرحلة المزيد من تعميق الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة واعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني.
وإذ تحيي الامانة العامة كل الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وتثمن صمودهم، فانها تدين بشدة استمرار سياسة الاختطاف من طرف الصهاينة، التي طالت الوزراء والنواب الفلسطينيين، بل ورئيس المجلس التشريعي، وتطالب المجتمع الدولي بتكثيف الجهد من اجل الافراج عن كل الاسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الصهيونية.
اما في العراق، فإبادة الشعب العراقي مستمرة على يد الاحتلال وعملائه بصورة وأشكال وآليات مختلفة، كما يتم تسريع وتيرة العمل على تقسيم العراق واقتسام الغنائم، سواء على الارض كما الشأن في قرار انزال العلم العراقي وتعويضه بالعلم الكردي في الشمال، او على المستوى القانوني كما الشأن بالنسبة لمحاولات الاسراع بإقرار قوانين التقسيم داخل ما يسمى بالبرلمان العراقي.
هذا في الوقت الذي يتلقى الاحتلال وعملائه، ضربات موجعة على يد المقاومة البطولية التي تتسع دائرتها باضطراد. ويتأكد يوماً بعد يوم عجز القوات الغازية وعملائها عن النيل منها، ولجوئهم في المقابل الى الانتقام من المدنيين باختطافهم والتنكيل بهم واغتيالهم، والقيام بعمليات القتل الجماعي والاعتداءات العدوانية المتواصلة من طرف قوات الاحتلال وما يسمى بالقوات العراقية.
ان الامانة العامة إذ تؤكد مواقف المؤتمر الثابتة من الحاجة الى التأكيد على شرعية المقاومة في العراق، ونبذ الاعمال الارهابية التي اخذت شكل حرب إبادة منظمة يرعاها الاحتلال في محاولة لخلق حرب اهلية على اساس طائفي وعرقي، تنبه أبناء الامة وكل احرار العالم الى الحاجة الماسة لدعم المقاومة العراقية مادياً واعلامياً وسياسياً، مما يتطلب تفعيل كل آليات الدعم والرفع من مستواه. كما تحذر من اي انجرار الى الفتنة الطائفية او المذهبية او العرقية، سواء في الساحة العراقية او في غيرها من الساحات، باعتبار ذلك احد اهم بنود انفاذ المشروع الامريكي – الصهيوني في المنطقة العربية والاسلامية وفي العالم.
- تطالب الامانة العامة الحكومات العربية التي تربطها اية علاقة بالكيان الصهيوني، بقطع هذه العلاقة، وبطرد سفراء الكيان الصهيوني من كل ارض عربية واستدعاء السفراء العرب لدى هذا الكيان العنصري البغيض، وبالمقاومة الشعبية لكل محاولات التطبيع مع الصهاينة وبفضح المطبعين أياً كانوا.
- تؤكد الامانة العامة على ضرورة تفعيل آليات المقاطعة العربية للبضائع والمؤسسات الامريكية والصهيونية رسمياً وشعبياً، مع تطوير صيغ وآليات المقاطعة الشعبية.
- كما تطالب الامانة العامة الانظمة العربية الى التصدي بكل حزم لما يسمى بمشروع "الشرق الاوسط الجديد" الذي لا يستثني احداً منها ولا قطراً من اقطارها، والى التهديد باستعمال سلاح النفط وبتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك في حالة الاعتداء او الاستمرار في العدوان على اي جزء من الجسم العربي، والعمل على خلق التعبئة الشعبية الشاملة، والتي لا يمكن تحقيقها إلاّ باطلاق الحريات وتعميقها وتمكين المواطن العربي من المشاركة الفاعلة والخلاقة في معركة التنمية والبناء ومواجهة العدوان، عن طريق توفير شروط الكرامة والمشاركة السياسية وتحقيق الديمقراطية.
في الاوضاع التنظيمية
ولقد استكملت الامانة العامة نفسها باختيار خمسة اعضاء جدد فيها هم السادة: الياس مطران (لبنان)، د. حسن نافعة (مصر)، د. سعد ناجي جواد (العراق)، محمد زيان (ليبيا/بريطانيا)، السيد نواف الموسوي (لبنان).
كما اختارت الامانة العامة د. محمد المسفر نائباً للامين العام والياس مطران اميناً للمال واربعة اعضاء اخرين للجنة التنفيذية هم السادة: عبد المجيد منجونه، عبد الملك المخلافي، د. ماهر الطاهر، د. محمد السعيد ادريس.
التاريخ: 8/9/2006
للعودة الى الصفـحــة الســابقــة
0 Comments:
Post a Comment
<< Home