حوارً مفتوحً مع
المجاهد السيد احمد الحسني البغدادي
في مساء 6 تموز 2006م
* د. عبد الحميد: مشاهدينا الكرام طابت اوقاتكم بكل خير احييكم تحية طيبة والتقي بكم في حلقة جديدة من المختصر.
حفل المشهد السياسي والاجتماعي في العراق بالاجتهادات والتجارب والافكار جميعها، ويكاد يكون العراق موطن جميع المقترحات والايديولوجيات الوضعية والمثالية الدينية والدنيوية على حد سواء، فمعادلة الاحتلال والبلاد واحدة، وكلمة المحتل واحدة.. تعني المحتل الذي جاء بدباباته ومشاريعه وترسانته الدعائية، والمحتل الذي احتل بلده على حد سواء منهم من برر ذلك، ومنهم من ظل قدم هنا وقدم هناك، ومنهم من طلق الحوار، وطلق التردد، وقاطع الحلول السياسية والعمل السلمي، وانقطع الى المواجهة والكفاح المسلح لا خيار اخر غير ذلك.. ما هو رصيد هذا الرأي لدى المجتمع؟.. كيف يواجه هذا الاتجاه السياسي كالتي تؤمن بالمراحل والخطوات والمناورة والاجتهادات الدينية في الاحتكام الى العقل لحفظ دماء الرعية، وغير ذلك من المقترحات والافكار المختلف عليها الذي يشهده المشهد العراقي الان!!..
ضيفي في المختصر لهذا اليوم، طلق ذلك واعترض على المنطقة الرمادية في التعامل مع الاحتلال، كمن طلق الدنيا وتقلباتها، موقف ليس سهلاً، وليس يسيراً في ظل حالة عراقية معقدة يهدر فيها دم العراقي، والمبررات مختلفة، وتتسائل فيها نوايا واهداف الجماعات المسلحة، اختلطت اهداف المقاومة ضد الاحتلال والعمل على اخراجه من العراق تحديداً بالمقاومة من اجل المطلق وتغيير الدنيا وتفصيل خلق الله، ومسلميه خاصة الى عناوين يدفع الناس ثمنها دماً.
وضيفي هذا اليوم فقيه دين وأحد الركائز في الوسط الاسلامي في العراق، تمتع بصلابة الرأي، والاصرار على حقيقة واحدة هي الكفاح المسلح يدافع عن ذلك بقوة، ويمثل الاشد في طيف السياسة العراقية والعلاقة بين اهل البلاد، وقوات الاحتلال.
- هل الكفاح المسلح طريق منطقي للعمل السياسي في الوقت الحاضر؟..
- ما هو موقف دعاة السلاح، ودعاة الحوار والمصالحة؟..
- ما هو موقف دعاة المقاومة العراقية من اعمال الارهاب والقتل والتدمير؟..
- هل ان رحيل الاحتلال في الوقت الحالي سيعيد الاستقرار للعراق فعلاً؟..
- ما هي حدود ومسؤولية الاسلام في تحديد المواعيد والمواقيت في حالات الجهاد او التهدئة، او الهدنة، مستقبل المقاومة والموقف من المصالحة ومشروعية الكفاح المسلح والخلافات بين المرجعيات الدينية حول الموقف من مشاكل البلاد السياسية؟..
محاور اناقشها مع سماحة السيد اية الله العظمى احمد الحسني البغدادي الفقيه المرجع في العراق وارحب واياكم بسماحة السيد البغدادي.
ارحب بك سماحة اية الله العظمى احمد الحسني البغدادي على شاشة البغدادية.
المرجع احمد الحسني البغدادي:
اهلا ومرحبا بكم، حياكم الله.
* د. عبد الحميد: سماحة السيد.. اخترت منذ البداية موقف الكفاح المسلح، او الجهاد المباشر ضد قوات الاحتلال، هل حدثت تقلبات، او حوارات تردد فكرة مغايرة خلال المرحلة الماضية بالنسبة لهذا الخيار؟..
المرجع احمد الحسني البغدادي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي نصر عبده، واعز جنده، وهزم الكفر وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد العربي الصادق الامين المبعوث رحمة للعالمين ،واله الطيبين الطاهرين وعلى اصحابه الانصار والمهاجرين.
اما بعد...
مسألة الجهاد الاسلامي لا تحتاج الى تفسير اطلاقاً مسألة واضحة وبديهية وبخاصة الجهاد الدفاعي بوصفه جهاد فرض عين، يجب على الامة كل الامة، بل وحتى يجب على الاطفال والنساء والشيوخ ان يقاتلون ضد أي احتلال مستكبر كافر فاقد للعواصم الخمسة المشهورة كألاسلام والجزية، فمسألة الجهاد الدفاعي لا يشترط فيه الرجوع الى فقيه او مرجع او طيف اسلامي، وهذه لم تكن مسألة اسلامية وحسب، بل وحتى في القانون الدولي المعاصر...
* د. عبد الحميد (مقاطعاً): هذه فكرة مثالية واقعية لم تجد ترتيباً عملياً، والا ما الذي انجزتموه من هذا الاتجاه خلال الفترة الماضية، خلال ثلاث سنوات ونصف من الاحتلال؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
هذا اعلام تضليلي (ديماغوجي) من خلال بعض الواجهات السياسية، ومن خلال قادة العملية السياسية القابعين في منطقة الخضراء، ومن خلال الموساد الاسرائيلي، والسي. آي. أي الاميركية، وام. أي. سكس البريطانية، يشيعون هذه الاشاعات، وهذه الافتراءات بأن المقاومة السياسية والعملياتية هي غوغائية عشوائية، لو كانت غوغائية وعشوائية لماذا اميركا الان تحاول من خلال عمرو موسى بعقد مؤتمر الوفاق الوطني، ومن خلال مبادرة رئيس الوزراء العراقي الى مشروع مبادرة المصالحة الوطنية مع المعارضة العراقية السياسية منها والعملياتية، إذن المسألة واضحة الاميركان وقعوا في الوحل العراقي واخذوا ينشرون الدعايات ويبثونها على الرأي العام العربي والعالمي بأن هؤلاء من التكفيريين، او أن هؤلاء من الصداميين هو الذي يقاتل وله مشروعه السياسي الرامي بإخراج المحتل بجدولة زمنية، او خروجه فوراً...
عبد الحميد مقاطعاً: سماحة السيد.. هل تسمعني؟..
المرجع البغدادي (متابعاً) وثانيا اسقاط الدستور
د. عبد الحميد: من فضلك سماحة السيد.. هل انت شخصياً تقف مع جميع من يستخدم السلاح على الارض العراقية؟..
المرجع احمد الحسني البغدادي:
انا قلت بعد دخولي مباشرة الى العراق يجب تأييد ودعم المقاومة السياسية والعملياتية الميدانية اذا كانت تستهدف الدبابة الاميركية، اذا كانت تستهدف الثكنة العسكرية الاميركية القابعة على الثرى العراقي الوطني. اما الذين يستهدفون الاطفال والنساء والرجال والاحياء الشعبية هؤلاء ليسوا من فصائل المقاومة هدفها الرئيسي هو استهداف الاميركان وعملاء الاميركان من اجل ان يخرجوا من بلد العراق بأعتباره بلداً ذات سيادة، وحطمت بناه التحتية ودمروه تدميراً كلياً، اذن فنحن نؤيد المقاومة المسلحة التي تستهدف الدبابة الاميركية، وتطالب بخروج الاميركان فوراً، وليس بجدولة زمنية كما يريد البعض، ولكن اذا اراد البعض كذلك نرحب به بجدولة زمنية قصيرة المدى.
د. عبد الحميد: سماحة السيد.. هل الفصائل التي تقاوم الاميركان، (لنترك قضية الشارع والارهاب)، هي موحدة في الفكر من اجل اخراج الاميركان من العراق، ام لهم افكار اخرى داخل العراق مثل التكفيريين مثلاً؟ وهل تقف مع التكفيريين في داخل العراق؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
اخي عبد الحميد هذا اعلام ديماغوجي (تضليلي) بأن التكفيريين هم الذين يقاتلون ضد المحتل، أو هم الذين يستهدفون الاحياء الشعبية، نحن نقول صراحة لكل حركات التحرر العالمية، لكل الذين لديهم اهتمام بالشأن العراقي ان الذين يقاتلون من اجل تحرير العراق انهم يؤمنون بالبندقية المقاتلة وبالرصاص الحي، لان الذي يأتي بالقوة لا بد ان يخرج بالقوة، انما بعد فشل الاميركان في مشروعهم الشرق الاوسطي الكبير حاولوا بكل الطرق والاساليب ان يدخلوا او يوهموا الشعب العربي والاسلامي والرأي العام العالمي بأن التكفيريين جاءوا من خارج الحدود، فلنكن صرحاء هناك مسألة فقهية محررة وعلى الصعيد الشيعي افتى بها الشيخ جعفر الكبير في كتابه كشف الغطاء لو تنازلنا ان هناك تكفيريين يقول: اذا قاتل الناصبي، او الخارجي، او المغالي ضد هجوم كافر مستكبر، او قاتل لطرد كافر جاثم على ارض اسلامية.. يجب على الشيعي ان يقاتل مع هؤلاء الذين ينعتون بالتكفيريين المتحجرين اما هؤلاء التكفيريين...
د. عبد الحميد (مقاطعاً): سماحة السيد من فضلك..
المرجع احمد الحسني البغدادي (متابعاً):
اسمحوا لي ان اكمل حديثي لان السؤال خطير جداً، ويجب ان يسمع العالم: اما هؤلاء التكفيريين المتحجرين (على حسب تصوراتهم) يستهدفون الاطفال والنساء هذه جريمة لا تغتفر، وخلاف المباديء الاسلامية، بل خلاف الشرائع والاديان السماوية، بل خلاف القوانين الدولية، كما في اتفاقية جنيف، وانما نحن نقاتل كمناضلين وكمجاهدين ضد الدبابة الاميركية، فقام هؤلاء بأعلام تضليلي ديماغوجي بأن التكفيريين جاءوا من خارج الحدود، اخي عبد الحميد فليأتوا من خارج الحدود اذا كانوا يستهدفون الدبابة الاميركية، لماذا هذه المغالطة؟!.. لماذا هذا الضحك على الذقون؟!.. نحن مجاهدون وجهادنا دفاعي وفرض عين، يجب على كل مسلمي العالم ان يقاتلوا معنا، يجب على كل دول العالم الاسلامية والعربية ان تساهم في دعمنا ادبياً وتدعمنا بالمال والسلاح، ولكن كمقاومة اسلامية عربية تستهدف الدبابة الاميركية، ولكن نحن لدينا الاكتفاء الذاتي ولم نجد دعماً اقليمياً او دولياً من أي جهة، وانما هذا اعلام ديماغوجي من اجل تشويه سمعة المقاومة الاسلامية والوطنية في العراق.
د. عبد الحميد: سماحة السيد.. هناك افكار مطروحة لا خلاف عليها، هناك خلاف في التفاصيل، تقول الناصبي من أي اتجاه كان يقاوم الاميركي او يقاوم الدبابة الاميركية فلا بأس بذلك، وهو مدعوم سواء جاء من الخارج، او جاء من الداخل كما تقول، ولكن هذا القادم من الخارج، او حتى الذي يفكر بشكل متطرف داخل البلد اذا كان هدفه المعلن هو تصفية شرائح من الشعب العراقي، وبخاصة المعلن وبصوته.. كيف يكون الموقف منه؟..
المرجع احمد الحسني البغدادي:
هذا العمل الذي يستهدف الابرياء العزل من خلال السيارات المفخخة، ومن خلال الاحزمة الناسفة، انما يقوم بها الموساد الاسرائيلي، والسي. آي. أي الاميركية وام. أي. سكس البريطانية، وهناك دراسات وتقارير استراتيجية يكتبها دهانقة مفكري الولايات المتحدة الاميركية والبريطانية بأن هذه الاعمال ينفذها هؤلاء من المخابرات المركزية الاميركية ومن التابعين معهم، والذين هم من الوكلاء والمخبرين من اجل تشويه سمعة المقاومة.
لماذا نحن نصدق هذا الاعلام؟!..
ألم تكن اميركا مستكبرة ومجرمة، بل هي عدوة الشعوب مثيرة الحروب؟!..
اليست اميركا جاءت بمشروعها الشرق الاوسطي الكبير لا على اساس انها جمعية خيرية؟!..
لماذا هذا الكذب والدجل والافتراء على شعبنا ، وأهلنا؟!..
هل تعلم ان هؤلاء الذين يستهدفون الاحياء الشعبية لم يكن إستهدافهم على الهوية وحسب، وانما على اللاهوية، تجد هذه المفخخات، وهذه الاحزمة الناسفة في مناطق سنية بحته، كذلك في مناطق شيعية بحته؟!..
اليس هذا كذب وافتراء من اجل تشويه سمعة المقاومة الوطنية والاسلامية السياسية منها والعملياتية؟!..
د. عبد الحميد: سماحة السيد.. هناك اعترافات، وحدث خلال هذه المرحلة الماضية تجاوزات، بل هي جرائم، الذين فجروا قبة الامامين العسكريين (ع)، والذين فجروا مناطق ومساجد في الشمال او في الجنوب.. هؤلاء اعترفوا ولهم هويات واضحة، لا اعتقد، ولا يعتقد المعتدلون بأن ذلك من المقاومة المباشرة ضد الاحتلال؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
اخي عبد الحميد - كذلك - سأنقل لك مفردة واحدة، ان الملثمين الذين استهدفوا الحسينية في محافظة البصرة الفيحاء قبل اشهر قليلة، من هم هؤلاء؟!.. الم يكونوا من الجنود البريطانيين، وكانوا ملثمين، والقي القبض عليهم، وصارت مشاكل كثيرة من خلال هذا الاستهداف، وهذا الكشف الخطير من قبل ابنائنا الاشاوس الذين يؤيدون المقاومة الوطنية والاسلامية.
اما مسألة تفجير قبة الامامين العسكريين (ع)، فهذا نزاع صغروي، وليس كبروياً، هم يزعمون ذلك، ولكن نحن نقول هذه المسألة جداً صعبة لا يمكن ان ينفذها افراد بعدد الاصابع وانما تنفيذ هذه العملية بأشراف أميركي، وبدأت بعد منتصف الليل واستغرقت (12) ساعة، ووضعوا الالغام حول المرقدين الشريفين، حتى ان الكليدار شعر بذلك، ومن حمايته اثنان منهم في وقتها قتل، والاخر كسرت رجليه، المسألة واضحة من لدن الشعب العراقي ان قبة الامامين العسكريين (ع) انما نسفت بناء على اوامر اميركية موسادية من اجل اثارة الحرب الاهلية، وبعد ان فشلوا بإثارة الفتنة الطائفية، ولكن ليعلم الاميركان ان الحرب الاهلية لن تتحقق انما بعد هذه الجريمة النكراء ضد الاماميين العسكريين حققوا الفتنة الطائفية، ولكن لم ولن يحققوا لحد الان الحرب الاهلية، ومسألة الحرب الاهلية يريدها الاميركان والتابعين لهم من اجل تحقيق قانون الفيدراليات في العراق.
د. عبد الحميد: سماحة السيد لاشك انك مرجع وفقيه، ولكلامك تأثير مباشر على الناس بحكم الامر، او بحكم الفتوى، او بحكم الايضاح، ولذلك هذا الكلام له ثقل كبير عند العامة مقابل ثقلك.. هناك تيارات، واراء، وفتاوى في مجمل القضية العراقية تتقاطع مع هذه الافكار.. الا ترى في ذلك تشويش للناس العامة ان تأتيهم الافكار والفتاوى، من اكثر من مرجع، ومن اكثر من اتجاه متقاطع مع بعضه؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي (مقاطعاً):
ماذا تقصد بهذه الفتاوى من قبل المؤسسة الدينية لم افهم سؤالك؟.
د. عبد الحميد (متابعاً): يعني هناك اراء موجودة في العملية السياسية وفي المجتمع العراقي، وهناك ملاحظات ونصائح وفتاوى دينية تؤكد على وجود العمل السلمي الى جانب العمل العسكري عكس ما انت تتحدث به وتطالب بالعمل العسكري في كل ظرف ومهما كانت النتائج.. كيف ينظر العامة، او كيف يستجيب العامة الى هذه الافكار المتقاطعة، وهي التي تصدر من علماء دين معتمد عليهم؟!..
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
انا اقول هناك فرق شاسع بين العملية السياسية وهي بتخطيط اميركي، وبأملاءات اميركية موسادية اسرائيلية، وبين المقاومة السياسية.. المقاومة السياسية في واقع الحقيقة تختلف اختلافاً كلياً عن العملية السياسية الجارية في العراق، لان المقاومة السياسية هي التظاهرات، والاعتصامات، والمقاطعة الاقتصادية، ومقاطعة المؤسسات الخدمية والوظيفية، كما قام الزعيم الهندي غاندي بمفردة واحدة وهي المقاطعة الاقتصادية، وبعد هذه المقاطعة الحاسمة انهزم البريطانييون من الهند الكبيرة، وتحقق الاستقلال، فعملية سياسية تحت الحراب الاميركي، والاحتلال الاميركي المباشر مرفوضة جملة وتفصيلا من خلال اتفاقية جنيف في القانون الدولي، وكذلك من خلال القانون الاسلامي...
* د. عبد الحميد (مقاطعا): سماحة السيد هل تسمعني...
** المرجع احمد الحسني البغدادي (متابعاً):
لو سمحتوا لي ان اكمل حديثي، ما دام هناك احتلال لابد من القتال كطريق مشروع لكل المقاتلين الوطنيين العراقيين الذين يستهدفون الدبابة الاميركية، لذلك هناك فرق بين العملية السياسية بأملاءات اميركية، وفرق بين المقاومة السياسية والمقاومة المسلحة، نحن نريد العملية السياسية شريطة ان تقاطع البرلمان ، وتلغي الدستور الاسود الدائم، وتطالب بخروج الاحتلال الكافر.
د. عبد الحميد: العملية السياسية الان تشترك فيها تيارات كثيرة واحزاب كثيرة، وهناك ناس لهم دور في مقارعة الدكتاتورية في الموقف ضد الاحتلال هؤلاء الان بتكتلاتهم وبعملهم الجماعي، الا تجد صورة او نافذة معينة للحوار معهم، او لترتيب منطقة وسطى للتعامل معهم؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
طبيعي المبادرة او المشروع الذي عرضه رئيس الوزراء جواد المالكي انا من حيث المبدأ أرحب بهذه المبادرة، وهذا المشروع، ولكن عندي تحفظات، لان المشروع لم يكن في بنوده اخراج الاميركان فوراً، او على الاقل بجدولة زمنية، ولم يكن هناك الغاء للدستور بكل تفاصيله وبكل بنوده، لانه قائم في الواقع على المحاصصة العرقية والاثنية والمذهبية فهاتان المشكلتان الدستور الدائم، ووجود الاحتلال هما اساس الازمة المستعصية واساس الفلتان الامني، والمؤسساتي، والخدمي، واشاعة السيارات المفخخة، والاحزمة الناسفة، وفي كل حقل، وفي كل قرية، وفي كل قضاء وفي كل محافظة، فنحن نقول اذا اريد تحقيق المصالحة الوطنية بين الفرقاء لابد من الغاء هذين البندين، بل هناك بند اخر ومن اخطر البنود في الدستور وهو في المادة (2) فقرة (أ) ان دين الدولة الاسلام، والتشريع الاسلامي هو المصدر الرئيسي، ولكن في فقرة (ب) شريطة ان لا تناقض مباديء الديمقراطية.
وهنا نتساءل: الم تكن هذه المعادلة اصبحت (مخربطة) كما يقول العراقيون بـ ((اللغة العامية))؟!..
الم يكن هذا تناقضاً ايديولوجياً استراتيجياً؟!.. وعلى هذا الضوء يخرج العراقييون ويطالبون بزواج المثلين الذكر مع الذكر، والانثى مع الانثى، واذا الشعب العراقي 75% يطالب بهذا الشيء؟!.. الم يكن هذا منافيا للديمقراطية اذا لم يتحقق؟!.. لان الاسلام يحرم اللواط، ويحرم الزنا.. فكيف يكون هذا الشيء، فوقع هنا تناقض كبير ايديولوجي واستراتيجي؟!.. فأساس الدستورفيه تناقضات صارخة، وفيه منافيات اسلامية، وكذلك ضد هوية العراق العروبية والاسلامية، وهذه من المسلمات البديهية، فلا يمكن مصالحة وطنية مادام الدستور مبني على الباطل، والمبني على الباطل هو باطل كما تقول القاعدة.
د. عبد الحميد: سماحة السيد انت تتحدث وتنفي بنظرة ربما يراها البعض نظرة عدمية ازاء مشروع الدولة الجديدة، بأعتبارك ايضاً مفكر سياسي الى جانب ذلك انت مجاهد اسلامي، هل هناك صيغة بديلة لديكم لهذه الافكار التي تعترضون عليها؟..
المرجع احمد الحسني البغدادي:
هذا السؤال مهم جداً، البديل هو خروج الاميركان فوراً وان تنازلنا عن رأينا بجدولة زمنية، والغاء الدستور الدائم، وان العراقيين متدينين بالفطرة، ولا يتصور الاميركان ان العراقيين يقاتلون بفترة زمنية قصيرة وبطريقة مؤثرة وموجعة، لانه ثلاثة عشر عاماً حصار اقتصادي ظالم، فكان ظنهم ان الورود والزهور سوف تنثر على دباباتهم، ولكن شعب العراق متدين بالفطرة، شعب العراق عشائري وبدوي لا يقبل بالضيم ويرى امام عينيه يزنى بحرائر العراق، وخاصة في مسألة اغتصاب عبير الشابة من قبل الجنود الاميركان هذه الجريمة النكراء، وان كنت قد قلتها في خطابي قبل ثلاثة سنوات او اكثر في تجمع جماهيري يقدر بربع مليون نسمة في مدينة الصدر الباسلة البطلة قلت ان هؤلاء سوف يهدمون منازلكم، ويحرقون مزارعكم، ويزنون بأعراضكم، ويعتقلون نسائكم اذا لم تجاهدوا الاحتلال، قلت هذا قبل ثلاثة سنوات واكثر، وحل المشكلة هو خروج الاميركان، والغاء الدستور الدائم، والصيغة البديلة لعراق جديد ان نقتدي بالثورة الجزائرية عندما طالب الفرنسيون قادة الثورة على التفاوض لحل الازمة الجزائرية.. قالوا نعم نتفاوض معكم بشرط ان تعترفوا لنا بالاستقلال الكامل، وتخرجون من بلدنا، وبلا قواعد عسكرية، والتابعين يخرجون معكم من ارض الجزائر، فلم يقبل الفرنسيون وظلوا متمسكين بالاحتلال والاستيطان الظالم الكافر، ولكن المقاومين الجزائريين استمروا بالكفاح المسلح بوصفه الطريق الوحيد لتحرير الارض والانسان الجزائري، بل وحتى قادة الثورة الفيتنامية، والثورة الصينية، والثورة الكوبية، لم يدخلوا في عملية سياسية تحت مظلة الاحتلال كما انخرطت الاطياف العراقية المختلفة في العملية السياسية تحت مظلة الاحتلال ونراها تتصارع على كسب الغنائم من خلال الحقائب الوزارية السيادية، وهذه لا وجود لها في السيناريوهات التضليلية، فهذا جيفارا قاتل وحرر كوبا، وخرج الى بلد اخر لولا الكمين الذي وضع له لاجل ان يحرر بلد اخر من الاستدمار الاميركي، اخ عبد الحميد نحن مسلمون، نحن مجاهدون، نحن ثوريون، لا يجوز أمرة الكافر على المسلم، لا يجوز مولاة الكافرين بل امتنانه سبحانه وتعالى بكف ايدي الكافرين على المسلمين، هذه نصوص تشريعية اسلامية مطلقة تطبق في كل زمان ومكان على صعيد القضايا الحقيقية وليست على صعيد القضايا الخارجية.
* د. عبد الحميد (مقاطعا): سماحة السيد لو تسمحوا لي ان...
المرجع احمد الحسني البغدادي (متابعاً):
وقاعدة الجري والانطباق لا يمكن الغائها بل تطبق في كل مكان وزمان، فهل رسول الله (ص) فتح حواراً - بعد ان اسس الدولة الاسلامية في المدينة المنورة - مع اليهود عباد العجل شذاذ الافاق، بل امر بأخراجهم من جزيرة العرب ولا يكون لهم وجود في جزيرة العرب، انما اصبحت مفاوضات في بعض الاحيان مع المشركين كانت مسألة ثانوية (تكتيكية) اما الان نجد احتلال مباشر على ارض الاسلام، واستباحوا بلدنا، وهتكوا اعراضنا، وسرقوا ثرواتنا، ونحن نقوم بدولة وبدستور،وبتأليف وزارات تحت مظلة الاحتلال، هذا لا وجود له لا في اتفاقية جنيف، ولا وجود له في القوانين الاسلامية، اما انت تقول انك اغلقت علينا كل الطرق لا يا اخ عبد الحميد الكفاح المسلح والجهاد الاسلامي هما الطريق الوحيد لتحرير كل الامم المستضعفة .
* د. عبد الحميد (مقاطعاً): سماحة السيد اذا تسمح لي لم يقل احد بأنك اغلقت الطرق ولم تفتحها، ولكن يسأل بعض الناس: بأن علماء الدين يفتون، والمجاهدون ينفذون.. ولكن اكثرية الناس هم الذين يقعون فيها، وهؤلاء محصنين؟..
**المرجع احمد الحسني البغدادي:
ممكن من البداية العلماء يفتون، اولا يفتون بالجهاد؟..
* د. عبد الحميد: مثلا يفتون بالجهاد، ولكن الناس الان في ظروف اخرى يعني ظروف غير مهيئة للجهاد، وعلماء الدين محميين يعني ممكن يسافرون الى الخارج، ممكن لهم حماياتهم الخاصة، ولكن الناس البسطاء يكونون بالمواجهة، وهم عزل، فالدولة مفتتة من ثلاثين سنة وامكانياتها ضعيفة؟..
**المرجع احمد الحسني البغدادي:
جدا واضح سؤالك يا استاذ عبد الحميد لهذا اقول لو كان هناك تكافؤ فرص ميدانية بيننا وبين العدو ما كان يجتاح العراق ويحتل بهذه السهولة، لكن كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بأذن الله لا تكافؤ بيننا وبين العدو، ثم سأكشف لك سراً وهو مستمد من القرآن والسنة الصحيحة لو هدرت اخر قطرة من دمائنا نقاتل، لو اكلنا القمامة نقاتل، لو اعطى العدو الكافر الحرية والسيادة الكاملة لشعائرنا وطقوسنا نمارسها نقاتل، ولو لم يؤد ضرراً على ديننا، وعلى تراثنا، وعلى عقيدتنا نقاتل هذه هي لأوامر الله تعالى ورسوله الكريم بوجوب القتال، وطرد الاستكبار عن بلاد الاسلام، لانه لا يجوز امرة الكافر على المسلم يجب القتال من اجل الدين والعقيدة ، اما انت تقول يا اخ عبد الحميد ظروف الناس غير مهيئة، قد يعترض عليك الناس على هذا التصعيد، وانا اقول الناس يقودونا ام نحن نقود الناس!.. هذا اولاً.. وثانياً الجهاد الدفاعي يختلف عن الجهاد الابتدائي، الجهاد الابتدائي مشروط بوجود الامام المعصوم وأستئذانه، غير ان بعض الفقهاء شذوا عن هذا الرأي الفقهي المشهور، وقالوا يجوز اذا تهيأة الظروف الموضوعية والذاتية، وتهيأ الجند والسلاح والمال يغزون العالم، هذا على صعيد الجهاد الابتدائي، اما على صعيد الجهاد الدفاعي فليس مشروطاً - كما قلت لك (سابقا) مراجعة مرجع، او فقيه يجب القتال من أجل الدين، حتى لو لم يكن هناك تكافؤ فرص ميدانية بيننا وبين العدو المجرم، لانه كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بأذن الله... الان الاميركان وقعوا في المستنقع العراقي، والان يقومون بمبادرات من هنا وهناك، تارة في مؤتمر القاهرة واخرى مبادرة المصالحة الوطنية الاخيرة التي اطلقها رئيس الوزراء، من خلال هذه التحركات ان وجود الاميركان اصبح في خطر، وان الاميركان يريدون ان يخرجوا من العراق بحفظ ماء الوجه، ولكن انا اقول ليسمع العالم هذه الشبهات لم ولن تنطلي على شعبنا واهلنا فالمقاومة تتصاعد، والجهاد مستمر، والجهاد والمقاومة قوية جداً، والله لولا شعب العراق وتصديه للمشروع الاميركي لاصبحت الان سوريا، وايران، ولبنان كونتونات عرقية وأثنية متناحرة ومتقاتلة، لذلك نحن الدرع الحصين لهذه الامة المجيدة، نحن الدرع الحصين لكل العرب والمسلمين، المقاومة الان بمستوى المسؤولية النضالية التأريخية، وبالمستوى الحضاري، ومستمدة المقاومة شرعيتها من اتفاقية جنيف، وكذلك من القرآن والسنة النبوية الصحيحة.
* د. عبد الحميد: سماحة السيد.. هل تتمتع بعلاقات مباشرة مع فصائل المقاومة العاملة في العراق؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
انا في الواقع كمرجع وفقيه ويتهمني البعض اني متشدد وراديكالي، بيد اني افتخر بذلك انني شديد على الكفار، شديد على العملاء، شديد على المخبرين والتابعين للعدو، ولكن ليس لي مع المقاومة علاقة مباشرة، وانما اؤيد المقاومة المشروعة التي تستهدف الدبابة الاميركية، التي تستهدف الثكنة الاميركية انا اؤيدها، ولكن لو كانت لي علاقة مع المقاومة المسلحة علاقة ميدانية مباشرة لقاتلت معها، ولكن انا موجود الان في النجف الاشرف كمرجع ديني وكمرشد اسلامي لكل الفصائل لكل المكونات الاجتماعية والسياسية، ولكنني تواق للشهادة من اجل شريعة الاسلام، من اجل استقلال العراق، وهويته العروبية والاسلامية، من اجل العراق التعددي الشوري المستقل.
* د. عبد الحميد: سماحة السيد.. يعني (مثلاً) حينما اصدر ابو مصعب الزرقاوي بياناً كفر به الجميع وطالب بابادة ما اسماهم (الرافضة) وغير ذلك من تفاصيل الخطاب، انه استثنى السيد البغدادي من خطابه، هل اخرجه من الرافضة، ام لاسباب اخرى؟!..
**المرجع احمد الحسني البغدادي:
طبيعي عندما اخرج بيانه لابادة الشيعة عن بكرة ابيهم كان هناك حركات وطنية واسلامية لها علاقة بشكل او بأخر معه فقالوا له: لماذا تصرح بعدم استثناء الخط الشيعي الوطني الذي يؤيد المقاومة، ويري انهاء الاحتلال، ويريد اقامة الدولة التعددية الشورية، وعدم استثناء أية طاقة وطنية، فلماذا لا تستثني البعض منهم: هناك السيد البغدادي، وهناك السيد الصدر، وهناك الشيخ الخالصي، وهذه خطوط اسلامية، وتيارات ثورية، ولها استقطابات جماهيرية في الساحة العراقية، لذا تراجع واصدر بياناً ومن خلال موقع مفكرة الاسلام اخرج هذا البيان، واستثنى السيد البغدادي والسيد الصدر والشيخ الخالصي لاننا معروفون بمشروعنا الواضح ضد الاحتلال وانهاء الاحتلال، ولا نؤيد العملية السياسية بوصفها بتخطيط اميركي وبأملاءات اميركية، ولكن نحن نقول كأسلاميين هدفنا كله في الواقع هو استهداف الدبابة الاميركية من اجل اخراج المحتل من العراق.
اما القاعدة هدفها غير هذا، وهو ملاحقة الاميركان في كل مكان، وليس تحرير العراق!..
اما نحن نلاحق الاميركان من اجل ان يخرجوا من بلدنا الاسلامي، ثم نحن لا نحارب الشعب الاميركي، بل من حقنا ان نقيم معه علاقات دبلوماسية واقتصادية لا تضر بأستقلالنا، ولا تضر بكرامتنا العروبية والاسلامية، هذا بعد الاعتذار الرسمي من قبل بوش ومجموعته المصهينة القابعين في البيت الاسود، والتعويض الكامل عن كل الخسائر التي اصابت شعب العراق.
اما القاعدة هدفها مطاردة الشعب الاميركي، فضلاً عن الادارة الاميركية المصهينة.
اما نحن لا نستهدف الشعب الاميركي، وانما الشعب الاميركي ضحية الادارة الاميركية المصهينة، الشعب الاميركي ضحية الديكتاتورية الاميركية التي تريد العالم قرية واحدة تحت مظلة العولمة الربوية الرأسمالية المتوحشة بأعتبار اصبحت هي القطب الاحادي الكوني المنفرد في العالم، وهي لا تتحرك الا بأملاءات صهيونية توارتية.
* د. عبد الحميد: سماحة السيد.. يقال بأن القاعدة خسرت الكثير من خلال بياناتها، وخاصة الحرب ضد (الرافضة)، حيث تقول ان القاعدة هدفها محاربة الاميركان في كل مكان، ولكن في بياناتهم محاربة شريحة كبيرة من الشعب العراقي، وايضاً خسرت فصائل سنية (اذا جاز التعبير) لانها ضد الشيعة في العراق، ما هو موقفك من هذه الفتوى سواء استثنيتم منها ام لم تستثن؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
اولاً الزرقاوي لم يكن فقيهاً ومجتهداً في رأي أهل السنة والجماعة، وانما نحن نقول بعض العمليات التي استهدفت الاطفال والنساء والشيوخ قد اعترف بها، وبعضها نسبت اليه ونكرها بواسطة موقعه على الانترنيت، ولكن لا تنسى ان الزرقاوي في خطابه الاخير عندما ظهر على شاشات التلفاز مرةً ثانية نقد الشيعة بشكل مطلق، ولكن في نفس الوقت وصف بعض اهل السنة والجماعة بالمرتدين باعتبارهم يتعاونون مع المحتل، وحتى ابن لادن قبل يومين اصدر بياناً صوتياً بلا صورة قال فيه بوجوب مقاتلة اهل السنة والجماعة الذين دخلوا العملية السياسية بالتعامل مع الاميركان، يا اخي عبد الحميد نحن عراقيون عسى الزرقاوي وجماعته دخلوا العراق او لم يدخلوا!!.. انا يهمني كعراقي انا رأيت عرضي يهتك، وتراثي يسرق، وأرضي تحرق على غرار برنامج فينكس في فيتنام، وهم دمروا العراق من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه لم يستثنوا أي مدينة دون مدينة كل المدن احرقت، واعتقلوا ابناءها الاماجد، لذلك لندع المقاومة تعمل وتجاهد وتناضل في سبيل اخراج المحتل الاجنبي، واذا هنا يأتي احد ويندس ويقتل الاطفال والنساء والشيوخ في سبيل تشويه سمعة المقاومة السياسية منها والعملياتية الوطنية منها والاسلامية، هذا ليس محسوباً على فصائل المقاومة المشروعة، فلنكن صرحاء يا اخي لذلك نزج من قبل البعض من الاعلاميين بأن الزرقاوي عندهم بعبع كبير، يا اخي عبد الحميد الشعب العراقي كله مناضل، وكله مجاهد، وكله مقاتل، لذا اؤكد لك ان الاميركان هم الذين يبعثون السيارات المفخخة في العراق، والاحزمة الناسفة في سبيل ديمومة بقائهم، فهل تعلم ان رقم (الشاصي) الموجود في السيارة المفخخة عندما تفتش الشرطة تلك السيارة نجد ان رقم (الشاصي) اميركي، هناك تقارير استراتيجية نشرت في الصحافة الاميركية والبريطانية، قد نسأل: لماذا الان الشعب الاميركي كل جنوده بين خائف، وبين مجنون، وبين منتحر، وبين شارد، وهذه اعترافات من دهانقة الادارة الاميركية والكونكرس الاميركي، لذلك لا علاقة لنا ببعض الفضائيات المشبوهة المعروفة كالحرة والعراقية التي تشوه سمعة الشعب العراقي وتتهجم على رموز الاسلام ورموز العروبة من مراجع دين وعندما ينتقد احرار العراق مرجعاً متواطئاً مع المحتل بشكل او بأخر تكون ضجة من اجل تسييس القضية في سبيل نجاح الانتخابات المزيفة، لذلك هم يشتمون المراجع الثوريين الرساليين كي لا يكون لهم وجود يذكر في الساحة الاسلامية.
* د. عبد الحميد: سماحة السيد: انا اسف لاني اتقاطع مع حماسك كثيرا، ولكن هذه ظروف خاصة بالبرنامج، هناك افكار وعلاقات بين المراجع، وبين التيارات العاملة، يعني الكثير يسأل: هل تأسف السيد البغدادي لرحيل الزرقاوي؟..
**المرجع احمد الحسني البغدادي(مقاطعاً):
لم اسمعك
*د. عبد الحميد (مقاطعاً): هل تأسف او حزن السيد البغدادي لرحيل الزرقاوي؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
انا معروف بتوجهاتي الوطنية والاسلامية وأساند كل حركات التحرر العالمية، فكيف حركة التحرر العراقية التي تستهدف الدبابة الاميركية، لا احزن لهذه النضائر، وادعو كل انسان قدم الى العراق وقاتل من اجل تحرير العراق اهلا ومرحباً به، اما كل واحد يشوه سمعة الشعب العراقي، ومقاومة الشعب العراقي.. لا اهلا ولا مرحبا به، لذلك انا معروف اتجاهي اسلامي ثوري راديكالي (متشدد)، لذلك انا لا اخشى احداً الا الله بوصفه المطلق، لذا انا الان دمي على راحة يدي (كما يقال) من اجل ماذا؟.. من اجل شعبي واهلي لاني اعرف بأنه اذا قتل السيد البغدادي او استشهد السيد البغدادي سوف تنسف المصالح الاميركية بدقائق، ستكون ردة فعل من قبل مجاهدي العراق، فأنا موجود في العراق المقاوم، وموجود بالفعل في النجف الاشرف، ليسمع العالم انا لا احزن لفلان او فلان وهو يقع في تصريحاته بالتناقض، ولذلك قلت لك ان قاعدة التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين لا تريد تحرير العراق، وانما تريد ملاحقة الاميركان في كل مكان، فوجدوا لهم مقبرة للأميركان في عراق الاسلام في عراق العروبة. اما نحن نريد اخراج المحتل الاميركي والتابعين معه، وأقامة الدولة الاسلامية التعددية الشورية، وعدم استثناء أية طاقة وطنية، والمسيحييون والاشورييون يعيشون تحت مظلة دولة الاسلام مكرمين معززين، وإقامة العلاقات الدبلوماسية السياسية والاقتصادية مع الشعب الاميركي بعد الاعتذار الرسمي من قبل الادارة الاميركية بما فعلته ضد شعبنا واهلنا.
* د. عبد الحميد: سماحة السيد.. في ختام هذه الحلقة اترك لك نصف دقيقة ان تتحدث مباشرة الى مشاهدي البغدادية؟.
** المرجع احمد الحسني البغدادي:
ادعو اهلي وشعبي من سنة وشيعة في العراق، (وانا اتحفظ دائما من كلمة هذا سني، وهذا شيعي)، بعد نسف قبة الاماميين العسكريين (ع) اراد الاميركان تحقيق الحرب الاهلية، ولكن بعد هذه الوحدة المتراصة وبعد ان اجتمع عقلاء اهل السنة والجماعة، والشيعة الامامية من خلال بياناتهم، ومن خلال زياراتهم الميدانية افشلوا هذه المؤامرة ولم تتحقق، اما الان وقت فتنة طائفية هذه الفتنة الهوجاء التي تستهدف الانسان العراقي على الهوية، انا اقول يجب تحقيق مؤتمر وطني اسلامي يجمع اهل السنة والجماعة، كذلك الشيعة الامامية، وكل مكونات الشعب العراقي يجتمعون ويتباحثون عن خطورة هذه المؤامرة، لان هذه الفتنة الطائفية التي بعض الناس يؤطرها في اهل السنة والجماعة، وهذا خطأ كبير، انا ادعو كل الوطنيين الذين يريدون انهاء الاحتلال واستئناف الدولة الوطنية المستقلة ان لا يؤطروا القتل بأخواننا السنة (فقط)، لان المسألة ابعد من ذلك القتل تارة على الهوية، وتارة على اللاهوية حيث تأتي الكثير من الرؤوس الشيعية الى النجف الاشرف، كذلك تأتي الكثير من الرؤوس السنية الى مقابرهم الموجودة عند مقبرة الامام ابو حنيفة وغيرها، فالمسألة ليست مسألة شيعية وسنية، انا اقول هذه الاعمال الاجرامية يقوم بها الموساد الاسرائيلي والسي. أي. أي الاميركية، وام. أي. سكس البريطانية هي التي تقوم بذلك، لذا سأكشف لك مفردة قصيرة قبل ثلاثة ايام اختطفوا احد افراد من اهل السنة والجماعة، واتهموا بعض عناصر الشيعة من المجاهدين المناضلين المعروفين، وبعد ذلك تبين ان بعض اهل السنة والجماعة هم الذين اختطفوه من اجل اثارة الفتنة، والذي اختطفه له علاقة مع المخابرات الاجنبية، فالمسألة واضحة هناك من الشيعة عملاء، وهناك من السنة عملاء يقومون بتأجيج هذه الفتنة الطائفية من اجل اثارة الحرب الاهلية التي هي مقدمة لجعل العراق الى كونتونات عرقية ومذهبية متناحرة ومتقاتلة، لانه لا تتحقق الفيدرالية الا بأشعال فتيل الحرب الاهلية، وهذا ما شاهدناه في كوسوفو، وفي الاتحاد السوفيتي (السابق)، وكذلك في الولايات المتحدة الاميركية، ولكن ادعو شعبي واهلي الى الوحدة والاتحاد، وان شعبنا على طول التأريخ لم يتقاتل بين مذاهبه المختلفة، والان نطالب عقلاء السنة والشيعة لعقد مؤتمر وطني عراقي، ويكون بعيد عن كلمة سني وشيعي، وبعيد عن كلمة هذا تركماني، وهذا كردي، وهذا عربي، تجمعنا كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله، والله اكبر وجهاد حتى النصر.
* د. عبد الحميد: في ختام هذه الحلقة اتوجه بالشكر الى المرجع الفقيه اية الله العظمى السيد احمد الحسني البغدادي.
** شكرا حياك الله.
* د. عبد الحميد: كما اشكركم مشاهدينا الكرام على وجودكم معنا أمل ان التقيكم الاسبوع المقبل مع ضيف اخر، وقضية اخرى على المختصر.. حتى ذلك الحين تقبلوا من أسرة البرنامج، وبرنامج اليوم تحديداً في بغداد، والنجف، والقاهرة، ومني اطيب التحيات.
المصدر:قناة البغدادية
للعـودة الى الـصفـحــة الســابقــة
0 Comments:
Post a Comment
<< Home