ببندقية المقاومة المسلحة سنكمل عملية تحرير العراق
صلاح المختار لصحيفة ( الوحدة ) الاردنية :
ببندقية المقاومة المسلحة سنكمل عملية تحرير العراق
عمان – الوحدة- هشام عودة
قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي المعروف صلاح المختار انه لا يمكن الفصل بين البعث والرئيس صدام حسين، وان محاولات الادارة الامريكية وادواتها في العراق لايجاد فصل قسري ستبوء بالفشل، مثلما فشل المشروع الامريكي برمته.
واضاف المختار في حوار مع "الوحدة" عبر شبكة الانترنت ان هناك اتصالات مع قوى دولية عديدة للضغط على الادارة الامريكية، لكن الرهان الاكبر يظل منوطاً بالمقاومة العراقية القادرة على تحرير العراق وقيادته الشرعية.
واشار السياسي البعثي انه لا توجد هناك مفاوضات بين البعث والادارة الامريكية، بل هناك اتصالات لجس النبض بين الطرفين، وان هذه الاتصالات ستتوقف في حال اعدام الرئيس الذي لن يقبل البعث ابداً بالمساومة على حياته بالمقاومة.
وفيما يلي نص الحوار:-
* ماذا تتوقعون بعد صدور الحكم باعدام الرئيس صدام.. أي ماهي السيناريوهات القادمة؟
السيناريو القادم هو العمل الامريكي الاكثر جدية على شق الحزب بفبركة تنظيمات باسمه وقيامها بالتفاوض معه ما دام الهدف من اصدار الحكم بالاعدام هو الضغط على الحزب لعقد مساومة حول استقلال العراق وسيادته الكاملة على ارضه وموارده ! هذا السيناريو بائس ويدل على عدم استفادة امريكا من اخطائها الستراتيجية في العراق ، لان البعث متماسك واقوى مما كان اثناء وجوده في الحكم ، وكل من يخرج على الخط التنظيمي والفكري للحزب سيبتر منه ويكشف امام الراي العام . كما ان الحكم بالاعدام قد يكون تكتيكا امريكيا لشرذمة القوى الوطنية العراقية . واعدام الرئيس بالنسبة لامريكا هو احد الخطوات الاساسية في اشعال فتنة في العراق بين العراقيين ، ولذلك اعدت امريكا بواسطة حكومة المالكي العميلة مظاهر فرح عند صدور الحكم ، رغم ان الشعب العراقي ، خصوصا في الجنوب ، رفض الخضوع للضغوط والابتزاز والتهديدات للخروج واطلاق شعارات مؤيدة للاعدام . اما سيناريو المقاومة فهو الربط الحازم بين اعدام الرئيس وتبني ستراتيجية جديدة تقوم على نقل الحرب من حرب داخل حدود العراق الى حرب مفتوحة الحدود لاجل الحاق اكبر الخسائر بالمصالح الامريكية . وفي داخل العراق تقوم هذه الستراتيجية على الرفض التام لاي تفاوض واجبار امريكا على دفع ثمن باهظ من خلال التصعيد غير المسبوق للقتال وعدم السماح بانسحاب امريكا من العراق بصورة هادئة بل ستحول الهزيمة الامريكية والانسحاب الى اكبر كارثة بشرية تحل بالجيش الامريكي . اما من يتوقع حصول حرب اهلية فهذا السيناريو مستبعد رغم الاتفاق الامريكي الايراني على تطبيقه مهما كانت النتائج فاشلة .
* أعلن البعث وقف المفاوضات مع الاميركان.. وقال أن من أنجب صدام سينجب ألف صدام.. هل يعني ذلك ان البعث لن يفاوض على حياة صدام بالمقاومة؟
جواب : اولا ليست هناك مفاوضات بين البعث وامريكا وانما هناك اتصالات لجس النبض بين الطرفين ، وثانيا لم يوقف الحزب بعد هذه الاتصالات وانما هدد بوقفها وعدم السماح باي اتصال اخر اذا اعدم الرئيس ، واللجوء بدلا من ذلك الى تغيير جذري في ستراتيجية المقاومة العراقية وهو جعل الحرب اممية الطابع ، ولقد نجح الحزب في اقامة صلات مع قوى في اوربا وامريكا لاجل مقاومة النزعة الاستعمارية الامريكية حتى من قبل الشعب الامريكي الخاضع لتضليل بشع . اما بخصوص مبادلة حياة الرئيس بوقف المقاومة فهذا الخيار مستحيل واول من رفضه هو الرئيس شخصيا حينما عرضت عليه جهات امريكية نافذة ان يعود للسلطة مقابل توجيه نداء للمقاومة لايقاف عملياتها ، كما ان المسالة هي مسالة مصير امة بكاملها من المحيط الى الخليج العربي وحياة صدام حسين ، رغم غلاوتها علينا وعلى مئات الملايين من العرب ومليارات المحبين له في العالم ، لا يمكن ان تكون اغلى من المصلحة العليا للامة العربية بكافة قضاياها المصيرية . لذلك نقول ان المقاومة لن تساوم ابدا حتى لو كان الثمن حياة الرئيس . اننا حركة تاريخية لها رسالة خالدة وهي لن تتوقف في منتصف الطريق ابدا ، مهما كانت المشاكل معقدة ومؤلمة والا لن يبقى ثمة مبرر لوجود البعث . نحن الان نمثل الامة العربية بكل امالها وطموحاتها واهدافها في هذا الظرف العصيب الذي انتكست فيه الرايات وبقيت راية البعث راية الله اكبر خفاقة في سماء الامة ، لذلك ترون اننا نقاتل باسمائنا الصريحة ولا نخفي هويتنا ابدا رغم اننا مكشوفين للعدو المشترك امريكا وايران ويمكنهما اغتيالنا في اي لحظة ، وهو مالم نكن نفعله اثناء وجودنا في السلطة . ان هذا الاعلان الصريح عن هويتنا البعثية في وقت يجتث فيه البعث دمويا هو الذي يمنحنا ليس الشرعية الحزبية المطلقة بل الشرعية القومية ايضا ، ففي النهاية ان من يمثل الامة هو الذي يحمل روحه على يده لاجل قضاياها ويعلن انتسابه لها بلا تردد ، انه كالزواج تماما والذي لا يصبح شرعيا الا بتوفر عنصر الاشهار . اليوم اقول ويقول معي ملايين البعثيين نحن نفخر بانتمائنا للبعث وان الله كرمنا لنكون من بين من اختاروا البعث والشهادة من اجل الامة ، وان التاريخ لو عاد الى الوراء فلن نختار الا البعث .
* أدوات اميركا في العراق يسعون اليوم لاسترضاء البعثيين.. هل هو تعبير عن ازمتهم السياسية.. أو محاولة للفصل بين البعث والرئيس صدام؟
جواب : هذا مؤشر حاسم على سقوط المشروع الامريكي وذهول من جاء بهم من شدة هشاشة امريكا رغم تفوقها المطلق ماديا على العراق المقاوم . نعم ان السبب في ظاهرة التقرب من البعث من قبل من حاربوه واحتموا بامريكا ودباباتها هو نهوض البعث بصفته القوة الوطنية الام والاقوى في العراق المحتل ، مما يجعل اي حل لمشكلة الاحتلال بدون البعث وهما قاتلا . واود ان الفت النظر الى ان من بايع البعث ليس فقط بعض من حاربوه بل ان هناك شبه اجماع وطني على دعم البعث بصفته الامل الرئيس في انقاذ العراق والامة العربية من محنتهما الاكبر في التاريخ العربي ، لذلك ارسلت اكثر من الف رسالة تاييد للبعث والسيد الرئيس من قبل زعماء عشائر واحزاب وعلماء دين. والاهم في هذه الظاهرة هي انها تعزز وحدة الشعب من خلال تحدي اهل الجنوب لايران وعصاباتها الاجرامية وارسال برقيات تاييدا للبعث والرئيس . اما من يحاول الفصل بين الرئيس والبعث فهو كمن يريد فصل الجسد عن القلب ، لان الرئيس هو الامين العام للحزب ونحن تعلمنا من تجارب الانشقاقات السابقة ، وانت تعلم بانني كنت من بين انشط المنشقين في الحزب في الستينيات ، بان الانشقاق ومهما كانت النوايا طيبة وصادقة يقود الحزب والامة الى كارثة او كوارث عظمى . ولذلك اقول لك لا يوجد بعثي واحد ملتزم بالبعث عقيدة وتنظيما يفرط بالشرعية الحزبية ، خصوصوا وان العدو الان هو امريكا اصل مشاكلنا في فلسطين والعراق وباقي الوطن العربي ، وليس نظام المرحوم عبدالكريم قاسم او المرحوم عبد السلام عارف وهما وطنيان عراقيان اختلفنا معهما .
* ما زال الموقف العربي عاجزا في التعبير عن الحالة القومية الاصيلة.. ماالذي تريدونه من الامة في هذا الوقت تحديدا؟
جواب : ما نريده من الامة وطلائعها الحية هو الانخراط في الدفاع عن وجود الامة المهدد بهويته وبكيانه المادي والذي لن ينجو منه احد ، تذكروا ان اسرائيل ما زالت تتمسك بالخيار الاردني رغم صداقة الحكومة الاردنية مع امريكا واسرائيل ، وتذكروا بان امريكا كانت قد خططت لاجتياح سوريا بعد العراق واستبدال الاسر الحاكمة في الجزيرة والخليج ، واسقاط نظم مصر وغيرها ، الا يدل ذلك على ان الامة كلها مستهدفة بالمخطط الصهيوامريكي ؟ اذن لم الوقوف هادئين واسماءنا كلنا في قائمة الانتظار الصهيوامريكية ايرانية ؟ انني لا ادعو النخب الوطنية العربية فقط للانتباه الى الخطر المميت الذي يهدد الامة بل اتوجه حتى للانظمة التي لدينا خلافات جوهرية معها للاتحاد للدفاع عن الوطن ، او على الاقل لدفاع الحكام عن مصالحهم والذين كانوا مقررا ان يحولوا الى شحاذين في الهند وليس في غيرها ، كما قال المرحوم الملك فهد عقب انتصار العراق على ايران . لولا بروز المقاومة وتأديبها لامريكا ولما رايناها تلحس تبجحها عقب غزو العراق واهانتها لاوربا وكل العالم وتتخلى على الاقل مؤقتا عن مشروع الشرق الاوسط الجديد والذي هو ليس سوى تجمع لكيانات عربية قزمية لا هوية لها مع اسرائيل وتركيا وايران ولما رايناها تعمد الى التوسل بالانظمة العربية واوربا لانقاذها من فخ العراق .
*هل هناك اتصالات مع دول ومنظمات للضغعط على الادارة الامريكية بإلغاء قرار الاعدام على الرئيس صدام ورفاقه؟
جواب : نعم هناك اتصالات مع منظمات واحزاب في اوربا بشكل خاص ، ومع ذلك فان الامر الحاسم هو قرار المقاومة لذلك فنحن ورغم حرصنا على الدعم العربي والدولي فاننا لا نعول عليه كثيرا ، وتعويلنا الاساسي هو على البندقية العراقية التي اذلت امريكا واجبرتها على الاعتراف بفشل ستراتيجيتها الكونية التي قامت على خوض حربين في وقت واحد ، كما ان ستراتيجيتها في الوطن العربي تتهاوى الان لان المقاومة العراقية قد سحقت الخطط الاستعمارية الامريكية وحولت غزو العراق الى اكبر فخ استنزافي تعرضت له امريكا في كل تاريخها الدموي . الا تلاحظون مثلا ان امريكا وبعد ان كانت تتحدث بلغة الواثق من نجاحه في اقامة 14 قاعدة عسكرية ستراتيجة في العراق ثم نزل الرقم الى 4 قواعد وانتهى الامر باتخاذ الكونغرس قرارا بعدم اقامة قواعد في العراق ؟ لماذا هذا الكرم الامريكي الغريب ؟ انه لعنة العراق ولعنة صدام حسين التي قلبت مشروع القرن الامريكي راسا على عقب . لذلك فاننا وبعد الاتكال على الله نعتمد عل الشعب العراقي ومقاومته المسلحة بكافة فصائلها في اكمال مهمة تحرير العراق وفي معاقبة امريكا اذا اعدمت الرئيس .
0 Comments:
Post a Comment
<< Home