دور الخروف
دور الخروف
علي السوداني
اخيرا ذهب وزير حرب امريكا دونالد رامسفيلد الى بيته ليكون اول خروف او اضحية تقدم على مذبح السراب الامريكي . اليوم يستعيد الضحايا وجه الوزير الاصفر وعينيه الذئبيتين . بالمقدور الآن الانصات الى سمفونية الوجع وترانيم الموت المبثوثة من زنازين ابو غريب والفلوجة والاسحاقي وحديثة وكل بقعة من ارض الرافدين العزيزة التي ساحت فوقها خطايا الرجل مصاص دماء الابرياء . من هذه اللحظة ستنفتح وتنتفخ الملفات وتتصل الدعوات وتتصادى الصرخات لسحله الى قفص العدالة . هو لم يكن كائنا بشريا قط . انه جريمة متنقلة تتناسل وتفرخ حيث حل أو إرتحل. هو واحد من اقذر عصابة شر هندست وسوغّت، ورعت، وسقت واقعة تحطيم العراق واحراقه وقتله وازاحته نهائيا من الخارطة . زرعه خبيث وثمره عفن . شيطان مافيوي نبيذه دم قان واكله مهرسة وشواء اجساد آدمية . انه فضيحة مدوية . قبل "الكفخة" الديمقراطية النجلاء كان مرجعه بوش يضعه متوجا على كرسي الصفوة وخانة الرجال المحببين الملهمين اذ كان ابدع وانتج جل وجبات السهرة التي تتلذذ بالقتل وتتونس بمرأى سوء العذاب المتراقص فوق جسد الضحية . كذاب سليل كذب مثلما هو جزار خريج مواخير قصابة بشرية . قبل اسبوع فقط كان من العشرة المبشرة بنوط الخلود لكنه اليوم وجد نفسه مقاسا ومفصلا على دور الخروف الذي تلسعه برودة سكين تفتش عن يباب صوف عند صفحة المنحر.
هو بحق اليوم خروف وقاية لقطيع همجي اختطف الارض وسوّاها رهينة رخيصة .
باب سينفتح على باب وحرامي سيجر حراميا وآثم سيسحل آثما في مسبحة جريمة عملاقة . رامسفيلد كان يحيي ويبتسم ويرفع قبعة الكاوبوي لكل جندي شاذ فض بكارة عراقية ومن ثم احرقها ولكل جندية شاذة تمددت على طول ضحيتها والتقطت صورة ذكرى وسند شرف كان ابدا مباعا على دكة المزاد . يقتل القتيل ويمشي في جنازته لكن وجهه حتى في مجلس العزاء يظل اصفر لا يقطعه نصل حاد ولا يشك الرائي اليه ابدا انه يتلمظ ككاسر من وجبة نطيحة . هو اليوم يتحسس رقبته فتتلطخ كفه بدم رعية سومر وبابل وآشور . هم لم يسيئوا اليه ولم يشتموا جده السادس عشر ولم يبصقوا بوجهه لكن شهيته كانت قد انفتحت على لعق اكسير الدم البريء . دونالد ابن رامسفيلد الامريكي نموذج مطور انتجه تاريخ سحيق من النذالة وتلك تهمة ثابتة عظمى .
من خرزات المسبحة كذلك واحد اسمه ديك تشيني وهو يستوطن الآن عرش نائب رئيس امريكا . سينفتح دفتره الحرام وستنكشف حقائب دولارات الريبة التي نهبتها شركاته واستلتها من افواه جياع ومرضى وكادحي ارض ما بين النهرين المقدسة كلها .
الكفخة الديمقراطية جميلة اذا ما تم البناء عليها وهي باب رحمة لكل وجه اراد حفظ ما بقي من قطرات ضمير لا ضمير له .
في باب الحل بمقدور دولة امريكا وزعيمها الذي علمها القتل ان تبوس رأس الضحية وتندم على ما اقترفت وارتكبت وتجاهد ليل نهار لتطبيب العراق ومداواة جرحه العملاق علنا نشلع من افئدتنا غلا ونمحو من ثاراتنا سفرا .
هل تحاملت عليك ايها الوزير او تطرفت في وصفك او خربشت في رسمك او ثلمت من قدرك ايها الدكتاتور المستبد ؟
لا والله وحق بلادي الحلوة التي جززت جديلتها وصيرتها مناحة تنام على مناحة واظن ان بمستطاعك ان ترى الى حريتك وديمقراطيتك وهي تتصنم الى غول مخيف .
للعودة الى الصـفـحـــة الســــابقــة
0 Comments:
Post a Comment
<< Home