Saturday, September 01, 2007

ومـاذا بعــد؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

و ماذا بـعـــد..؟


الدكتور قاسم سلام الامين العام المساعد لحزب البعث
.. نعم ماذا بعد مهزلة المحاكمات السابقة التي اغتيل فيها سيد الشهداء صدام حسين ورفاقه الأبطال وماذا يريد هذا التحالف الشيطاني بعد كل الجرائم المروعة التي ارتكبها العملاء منذ 19-20 مارس من عام 2003 وحتى اليوم؟ ماذا بعد كل الهزائم التي لحقت بالاحتلال الأمريكي البريطاني وحلفائهما!!.
إنها مهزلة التاريخ أن تتكرر اليوم صفحة الغدر والخيانة مرة أخرى على أيدي الأمريكان والإيرانيين في سياق عملية التوظيف للتخلف والسقوط الأخلاقي في محاولة لتدمير العراق واجتثاثه من الخارطة السياسية.
لقد كانت صفحة الغدر والخيانة مبرمجة أمريكياً صهيونياً، إيرانياً بالتكامل والتعاون مع دول الجوار عام 1991 وظفت فيها كل الحثالات وقطاع الطرق واللصوص والأفاكين الأفاقين كأداة للتخريب والتدمير والنهب والقتل الجماعي والاغتصاب دون تمييز بين طفل وامرأة، كهل وشاب؛ لقد كانت عملية منظمة في سياق المفهوم الأمريكي (للفوضى الخلاقة) أريد بها فعلاً اجتثاث نهضة العراق وبناها التحتية حتى يسهل السيطرة على ثرواته واحتلال أرضه، وتمزيقها ليسهل عليهم احتواء العراق في إطار إستراتيجية المصالح المتناغمة بين الأمريكان والصهاينة والإيرانيين والأنظمة التي فقدت الثقة بنفسها وجماهيرها وتسلحت بالحقد الأسود على العراق·· على التقدم·· على النهضة وعلى كل شيء وحدوي عربي بعد أن غرقت في العمالة وربطت مصيرها بعجلة الأجنبي وسلمت مصيرها لربان الهيمنة الأمريكية البريطانية الصهيونية.
واليوم بات واضحاً أن (الفوضى الخلاقة) الأمريكية تتمثل عملياً بما أسموه (محكمة الغدر والخيانة) التي تحاكم شعب العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وفق إرادة أمريكية وتخطيط صهيوني ورغبة إيرانية.
إنها محكمة تدلل على ما وصلت إليه الإدارة الأمريكية من العجلة المقرونة بالهلع والخوف بعد أن وصلت ما سميت بالأمس بحكومة المالكي أو بالأحرى الهالكي وعصابته من أشباه الرجال إلى طريق مسدود، أولئك الأشباه الذين استخدمتهم المخابرات الأمريكية أدِلاء لاحتلال العراق وتدميره ووظفتهم إيران أحصنة في سباقها مع الخيول الأمريكية الموظفة في حلبة التدمير وارتكاب الجرائم الجماعية التي دربت عملاءها تدريباً عالياً كي يتفننوا في قتل الأطفال والشيوخ وانتهاك الأعراض ونهب البيوت وحرق المساجد والقيام بالتفجيرات الإجرامية المخلة بالكرامة الإنسانية ضد المدنيين في التجمعات والأسواق المزدحمة.
إنها صفحة من صفحات (الفوضى الخلاقة) أرادت أمريكا وإيران أن تسمى بالمحكمة في حين أن شعب العراق وكل الشرفاء من أبنائه والخيرين من أبناء الأمة لا يرون في هذا المسمى إلا صفحة من صفحات الغدر والخيانة متكاملة مع تلك الصفحة التي قادتها إيران عام 1991 حين ارتكبت عمليات المجازر الجماعية تحت الرعاية الأمريكية ودول التحالف الثلاثيني الذي تحشدت فيه القوى المعادية للحياة والنهضة العربية مُشَكِلة عصابة (الجزارين الجدد) الذي استهدفوا الأمة كلها من خلال استهداف العراق، عصابة تجمعت تحت الراية الأمريكية ممثلة لأحقر قوى الحقد والغدر مشكلة خليطاً غريباً عجيباً تجلى فيه بوضوح كامل ميلاد النظام الدولي الجديد الذي أعلنه بوش الأب عشية ضرب العراق عام 1991.
انه ميلاد عهد جديد بقيادة أمريكا الصهيونية تركز اهتمام هذه المولود الجديد في عمليات الإذلال والاستغلال متخذين من العراق مدخلاً للتدمير الكامل لأقطار الأمة التي ترفض الهيمنة، ومنطلقاً لاحتواء بقية الأقطار المترددة وتوظيف تلك الأنظمة المدجنة في دائرة المصالح الأمريكية الصهيونية ضمن منهج جديد يتفنن في تقسيم المساحة القومية العربية بين الاحتلال الصهيوني في فلسطين والنظام الإيراني الطامع الحاقد على العرب في سياق مصالح عليا للأمريكان والبريطانيين تراعى فيها أيضاً، الرغبات الإيرانية في التوسع دون الإضرار بمصالح أمريكا والكيان الصهيوني.
ومن خلال هذا النفس وفي إطار هذه الحسابات تأتي اليوم ما يسمى (بالمحكمة) المخصصة لمحاكمة الأسرى في سجون الاحتلال لتعبرا صدق تعبير عن مخطط قديم جديد بصفحة الغدر والخيانة. وكيفما يكون الأمر لابد من القول أن ما يدور اليوم داخل ما يسمى بالمنطقة الخضراء ومن خلال هذه (المحكمة) ليس إلا دليلاً جديداً يؤكد هزيمة التحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني وفي الوقت نفسه يؤكد تأكيداً قطعياً حالة الانهيار التي وصلت إليه الأمور لدى الطابور الخامس المحاصر داخل هذه المنطقة والتي أصبحت أشبه (بزريبة) الحيوانات وأصبح الخوف والهلع قاعدة جراء الضربات القوية التي توجهها كتائب المقاومة العراقية البطلة التي أوصلت العملاء وأسيادهم إلى طريق مسدود فباتوا يتصرفون مذعورين، مترجمين البرجماتية الأمريكية القائمة على فلسفة (إما انتصار المصلحة أو الأرض المحروقة).
إنهم يريدون تحقيق اكبر قدر من التخريب والدمار والقتل لإدراكهم بأنهم لا بد راحلون مطرودون مهما كابرت أمريكا، وحلمت إيران المجوسية بالبقاء في العراق.
فشعب العراق مهما تعرض للمجازر الجماعية المنظمة من قبل أمريكا وإيران والكيان الصهيوني يظل كما عهدناه وعرفته الأمة العربية هو شعب العراق الصامد المحتسب يتصدى، يصبر، ويرد بغضب المقتدر المؤمن.
وإذا كانت صفحة الغدر والخيانة عام 1991 قد هزمت في المواجهة المقتدرة لشعب العراق التي تصدى لها نظامه الوطني وجيشه البطل فإن هذه المحاولة الجديدة من خلال ما أسموه (بالمحكمة) ما هي إلا إحياءً منظمُُ لذكرى صفحة الغدر والخيانة التي دمرت وأحرقت الأخضر واليابس عام 1991 بقيادة إيرانية مباشرة اشترك فيها كتائب من (الحرس الثوري الإيراني) إلى جانب العملاء وحثالات الغدر التي جمعتها أنظمة الجوار ودربتها على القتل والنهب وهتك الأعراض بواسطة خبراء المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية إلى جانب المخابرات الإيرانية.
وإذا كان شعب العراق العظيم قد تصدى (للغوغاء) ورد عليهم بالأمس من خلال جيش العراق المقتدر، فإن شعب العراق اليوم القادرُُ على المواجهة والتصدي بجيشه الوطني ورجاله الأبطال وبكتائب المقاومة العراقية الشجاعة ومعهم كل الخيرين والشرفاء والأحرار من أبناء العراق كي تنتهي المهزلة - المحكمة وتهزم من جديد صفحة الغدر والخيانة المنظمة تحت العلم الأمريكي وبقيادة ضباط ( F.B.I) إف. بي. آي، الأمريكية التي بات يستهويها رؤية الدم العراقي مسفوكاً في الشوارع والأعراض تهتك والمساجد تدمر والبيوت تقتحم والأطفال يروعون وهم بين أيدي وأحضان أمهاتهم.
لم يعد بخاف على أحد أن عمليات القتل هذه والاغتيالات واستهداف الأسرى والمعتقلين من أبناء العراق والشرفاء الذين كانوا وما يزالون كالجبال لا تهزها الرياح الصفراء ولا تزعزع عزائمها حراب الاحتلال الأمريكي البريطاني ودباباتهم وطائراتهم ولا نباح كلابهم داخل المنطقة الخضراء، ولا أولئك الذين نصبوهم وفرضوهم حكاماً في حكومة (الهالكي المتهالك) وأولئك العنصريون الذين باعوا الأرض والعرض للأجنبي ونفذوا سياسة الأرض المحروقة مهيئين أنفسهم للهروب.
نعم ·· لم يعد بخاف على أحد أن أنفاس هؤلاء باتت متقطعة جراء الخوف والرعب الذي يطاردهم وهم يترقبون وصول قوافل المقاومة لتطهير المنطقة الخضراء تلك المقاومة التي نذرت نفسها فداءً للعراق والأمة وأقسمت قسمها العظيم بألا تُغْمض عين لأي رجل من رجالها الأشاوس والاحتلال وعملاؤه، وإيران و(صفوييها) على أرض الرافدين.. اقسموا للواحد الأحد وللعراق الواحد الموحد وللأمة بأن لا تبقى فوق تراب العراق الطاهر قدم محتل ولا عنصري أو طائفي حاقد.
وإن غداً لناظره قريب
الاربعاء 16 شعبان 1428 / 29 آب 2007

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker