الدكتور عبد المجيد الرافعي في مقابلة صحافية:
مقاومة الشعب العراقي مستمرة
حتى تحرير العراق
في لقاء صحافي أجراه معه، السيد جيل مونيه، رئيس جمعية الصداقة الفرنسية العراقية، ونشر في مطبوعة الجمعية
تحدث الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي، نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، عن نشأة حزب البعث وثورة 17-30 تموز وموقف البعث من المسألة الدينية والظروف التي هيأت التحضير للمقاومة العراقية الباسلة والدور التاريخي الذي لعبه الرئيس الشهيد صدام حسين على الصعيدين الوطني والقومي وما تركه للأجيال القادمة من أثر عظيم، ورمز مقاوم في سبيل نهضة العراق والأمة العربية ووحدتها وحريتها.
ولأهمية ما ورد في هذا الحديث، ننشره مترجماً ومما جاء فيه:
ولأهمية ما ورد في هذا الحديث، ننشره مترجماً ومما جاء فيه:
ولادة الحزب – الرسالة
س: ماذا مثل بالنسبة لكم، ولأبناء جيلكم، قيام حزب البعث وثورة تموز 1968 في العراق؟
ج: ولد حزب البعث من مخاض طويل، وبعد دراسة معمقة لحال الشعب العربي والأقطار التي تكون منها الوطن العربي، وفي حينها، كان الوضع العربي كما يلي:
- كان الوطن العربي مجزءاً إلى عدة دول، من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي.
- هذه الدول، كانت مستعمرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، أو تحت الانتداب أو الوصاية الأجنبية.
- انتشار التخلف والجهل والفقر في تلك المرحلة.
إن الوعي لهذه الأوضاع والدراسة المعمقة لوسائل معالجتها أدت إلى تأسيس حزب البعث في 7 نيسان 1947.
الأستاذ ميشال عفلق، الذي توفي 23 حزيران 1989 كان في طليعة المؤسسين، والهدف كان تحرير الوطن العربي ونهضته، من خلال حركة قومية عربية، تستند إلى أيدلوجية الوحدة والحرية – الديمقراطية، والاشتراكية، الكل في إطار إنساني، وقد نظمت هذه الحركة عملها ضمن نطاق مجموع الدول العربية، بحكم أنها تعمل لصالح الجماهير العربية.
ومنذ الخمسينات، مثَّل حزب البعث، آمال شريحة واسعة من أبناء جيلي، ولقد كان لنداء مؤسسي الحزب صدى في أعماق نفوسنا، نحن الذين نحيا على الأراضي اللبنانية، السورية، العراقية، الأردنية والفلسطينية، كنا نحلم برؤية العرب متحدين في وطن حر وسيد، متحد وتقدمي، حيث تسود الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
مؤسسو الحزب لم يدَّعوا يوماً امتلاك الحقيقة المطلقة، ولم يعتبروا أنفسهم يوماً أصحاب أيديولوجية كاملة ونهائية، غير أنهم بالمقابل، أقروا، ومنذ البداية، ان مبادئهم ثابتة، وان إستراتيجيتهم حية، وهي بالتالي قابلة للتطوير. والمؤتمرات القومية العربية الاثني عشر أثبتت أن الأيديولوجية البعثية تطورت (خاصة من الناحية الإستراتيجية) لمواكبة تطور العالم.
ج: ولد حزب البعث من مخاض طويل، وبعد دراسة معمقة لحال الشعب العربي والأقطار التي تكون منها الوطن العربي، وفي حينها، كان الوضع العربي كما يلي:
- كان الوطن العربي مجزءاً إلى عدة دول، من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي.
- هذه الدول، كانت مستعمرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، أو تحت الانتداب أو الوصاية الأجنبية.
- انتشار التخلف والجهل والفقر في تلك المرحلة.
إن الوعي لهذه الأوضاع والدراسة المعمقة لوسائل معالجتها أدت إلى تأسيس حزب البعث في 7 نيسان 1947.
الأستاذ ميشال عفلق، الذي توفي 23 حزيران 1989 كان في طليعة المؤسسين، والهدف كان تحرير الوطن العربي ونهضته، من خلال حركة قومية عربية، تستند إلى أيدلوجية الوحدة والحرية – الديمقراطية، والاشتراكية، الكل في إطار إنساني، وقد نظمت هذه الحركة عملها ضمن نطاق مجموع الدول العربية، بحكم أنها تعمل لصالح الجماهير العربية.
ومنذ الخمسينات، مثَّل حزب البعث، آمال شريحة واسعة من أبناء جيلي، ولقد كان لنداء مؤسسي الحزب صدى في أعماق نفوسنا، نحن الذين نحيا على الأراضي اللبنانية، السورية، العراقية، الأردنية والفلسطينية، كنا نحلم برؤية العرب متحدين في وطن حر وسيد، متحد وتقدمي، حيث تسود الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
مؤسسو الحزب لم يدَّعوا يوماً امتلاك الحقيقة المطلقة، ولم يعتبروا أنفسهم يوماً أصحاب أيديولوجية كاملة ونهائية، غير أنهم بالمقابل، أقروا، ومنذ البداية، ان مبادئهم ثابتة، وان إستراتيجيتهم حية، وهي بالتالي قابلة للتطوير. والمؤتمرات القومية العربية الاثني عشر أثبتت أن الأيديولوجية البعثية تطورت (خاصة من الناحية الإستراتيجية) لمواكبة تطور العالم.
ثورة تموز 1968، تجسيد حي لفكر البعث
س: لنتكلم الآن عن ثورة تموز 1968 في العراق؟
ج: قبل ثورة تموز 1968، كان الوطن العربي، وخاصة العراق، في تراجع على كل الأصعدة: الحرية، والسيادة والاقتصاد والعلاقات بين الدول العربية. بشكل عام، يمكننا القول أن العرب تلقوا صدمات عدة في تلك الفترة ومنها:
- انفصال الجمهورية العربية المتحدة المكونة من مصر وسوريا في 28 أيلول، 1961، والردة ضد حزب البعث في 18 تشرين ثاني 1963 من قبل الرئيس عبد السلام عارف، بالرغم من أن حزب البعث لعب الدور الطليعي في ثورة 8 شباط في بغداد.
- الانقلاب في سوريا في 23 شباط 1966 ضد القيادة القومية للحزب، والذي نظمه عسكريون كان يفترض أنهم تابعون للحزب.
- الخسارة الفادحة للجيوش العربية المصرية، السورية والأردنية خلال حرب الستة أيام في حزيران 1967 ضد الكيان الصهيوني، وكانت نتيجتها الاحتلال الكامل للأراضي الفلسطينية، إلى الجولان في سوريا، وصحراء سيناء في مصر وإغلاق قناة السويس بالكامل.
هذه الأحداث تركت شعوراً بالذل، في نفوس العرب، والى ذلك، كان العراق يواجه مشاكل إضافية، منها:
- عائدات شركة نفط العراق التي كانت تحتكر المواد النفطية العراقية، وما ينال الخزينة العراقية منها، كان يكاد يكفي لتغطية معاشات موظفي الدولة، لذلك كان الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد سيء جداً، مما زاد من حالات والفقر والجهل وانتشرت الأوبئة دون أن تتمكن الدولة من السيطرة عليها.
وتحت حكم الأخوين عارف، ساد الظلم والتعسف، وتعرض آلاف المحازبين البعثيين من نقابيين، فلاحين، أطباء، معلمين، مهندسين، محامين، أعضاء الاتحاد الوطني للطلاب العراقيين وأعضاء اتحاد الكتاب، إلى الملاحقة والسجن هم وعائلاتهم، وأصبح العراق بمثابة سجن كبير، حيث أن طليعته المناضلة كانت وراء القضبان، وقد ازداد القمع بعد هروب صدام حسين، الذي كان حينها طالباً في الحقوق، من سجنه.
إن معاناة الشعب العراقي هي التي سمحت للبعثيين ولحلفائهم القوميين والتقدميين من تحقيق هذا التغيير الكبير المنتظر من الشعب، وهكذا ولدت ثورة 17 تموز 1968، والتي كانت بالنسبة لجيلنا، النتيجة الشرعية للأمل الذي ولدته ثورة 8 شباط 1963 والتي ارتد وانحرف بها عبد السلام عارف في 18 تشرين الثاني 1963.
ثورة تموز 1968 أعادت الأمل للمواطنين العرب والعراقيين في تأسيس دولة تُحكم من قبل مناضلين قوميين، وأن حزب البعث معروف برغبته في خلق عراق جديد مستقل عن كل تبعية خارجية، وبإرادته تمت استعادة موارده النفطية المسروقة من قبل الشركة البريطانية الـ IPC، المسماة شركة نقط العراق.
ولقد عمل حزب البعث على وضع الدستور الذي يسمح للأكراد في شمال العراق بحكم أنفسهم، كما قام بسن القوانين التي تتعلق بالإصلاح الزراعي، والتطور الصناعي، وتحرير المرأة، ومحو الأمية، والديمقراطية، والانتخابات النيابية والبلدية، والتعليم الابتدائي الإلزامي، ومجانيته على كل الأصعدة، فضلاً عن إنشاء البرامج التعليمية المتطورة في المجالات الأدبية والعلمية والتقنية، هذا البرنامج كان هدفه الأساسي تحرير العراق أرضاً وثروات والسير به على طريق النهضة بتعاون وثيق مع باقي الدول العربية.
ج: قبل ثورة تموز 1968، كان الوطن العربي، وخاصة العراق، في تراجع على كل الأصعدة: الحرية، والسيادة والاقتصاد والعلاقات بين الدول العربية. بشكل عام، يمكننا القول أن العرب تلقوا صدمات عدة في تلك الفترة ومنها:
- انفصال الجمهورية العربية المتحدة المكونة من مصر وسوريا في 28 أيلول، 1961، والردة ضد حزب البعث في 18 تشرين ثاني 1963 من قبل الرئيس عبد السلام عارف، بالرغم من أن حزب البعث لعب الدور الطليعي في ثورة 8 شباط في بغداد.
- الانقلاب في سوريا في 23 شباط 1966 ضد القيادة القومية للحزب، والذي نظمه عسكريون كان يفترض أنهم تابعون للحزب.
- الخسارة الفادحة للجيوش العربية المصرية، السورية والأردنية خلال حرب الستة أيام في حزيران 1967 ضد الكيان الصهيوني، وكانت نتيجتها الاحتلال الكامل للأراضي الفلسطينية، إلى الجولان في سوريا، وصحراء سيناء في مصر وإغلاق قناة السويس بالكامل.
هذه الأحداث تركت شعوراً بالذل، في نفوس العرب، والى ذلك، كان العراق يواجه مشاكل إضافية، منها:
- عائدات شركة نفط العراق التي كانت تحتكر المواد النفطية العراقية، وما ينال الخزينة العراقية منها، كان يكاد يكفي لتغطية معاشات موظفي الدولة، لذلك كان الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد سيء جداً، مما زاد من حالات والفقر والجهل وانتشرت الأوبئة دون أن تتمكن الدولة من السيطرة عليها.
وتحت حكم الأخوين عارف، ساد الظلم والتعسف، وتعرض آلاف المحازبين البعثيين من نقابيين، فلاحين، أطباء، معلمين، مهندسين، محامين، أعضاء الاتحاد الوطني للطلاب العراقيين وأعضاء اتحاد الكتاب، إلى الملاحقة والسجن هم وعائلاتهم، وأصبح العراق بمثابة سجن كبير، حيث أن طليعته المناضلة كانت وراء القضبان، وقد ازداد القمع بعد هروب صدام حسين، الذي كان حينها طالباً في الحقوق، من سجنه.
إن معاناة الشعب العراقي هي التي سمحت للبعثيين ولحلفائهم القوميين والتقدميين من تحقيق هذا التغيير الكبير المنتظر من الشعب، وهكذا ولدت ثورة 17 تموز 1968، والتي كانت بالنسبة لجيلنا، النتيجة الشرعية للأمل الذي ولدته ثورة 8 شباط 1963 والتي ارتد وانحرف بها عبد السلام عارف في 18 تشرين الثاني 1963.
ثورة تموز 1968 أعادت الأمل للمواطنين العرب والعراقيين في تأسيس دولة تُحكم من قبل مناضلين قوميين، وأن حزب البعث معروف برغبته في خلق عراق جديد مستقل عن كل تبعية خارجية، وبإرادته تمت استعادة موارده النفطية المسروقة من قبل الشركة البريطانية الـ IPC، المسماة شركة نقط العراق.
ولقد عمل حزب البعث على وضع الدستور الذي يسمح للأكراد في شمال العراق بحكم أنفسهم، كما قام بسن القوانين التي تتعلق بالإصلاح الزراعي، والتطور الصناعي، وتحرير المرأة، ومحو الأمية، والديمقراطية، والانتخابات النيابية والبلدية، والتعليم الابتدائي الإلزامي، ومجانيته على كل الأصعدة، فضلاً عن إنشاء البرامج التعليمية المتطورة في المجالات الأدبية والعلمية والتقنية، هذا البرنامج كان هدفه الأساسي تحرير العراق أرضاً وثروات والسير به على طريق النهضة بتعاون وثيق مع باقي الدول العربية.
نعم للإيمان بالله، ولا لتدخل الدين في الدولة
س: بعد حرب إيران والعراق، وحربي الخليج والحصار، أخذ الإسلام مكاناً مهماً في خطابات صدام، هل يمكننا أن نتكلم هنا عن تطور أو تغيير في الأيديولوجية البعثية؟
ج: حزب البعث لم يكن يوماً يدعو إلى الإلحاد، وإنما على العكس، هو حزب مؤمنين، مناضلين، يؤمنون بالله، سواء كانوا مسلمين، مسيحيين أو غير ذلك، وبالنسبة لهم فإن الله هو خالق هذا الكون.
ولكن حزب البعث، يميز بين الإيمان والدين من جهة، والنظام والدولة من جهة أخرى، أنه حزب علماني لا يسمح بتدخل الدين في شؤون الدولة، وبالنسبة له، الدولة يجب أن تكون مستقلة عن الدين، وعن رجال الدين، غير أن هذا لا يمنع اللجوء إلى الأدبيات الدينية.
وميشال عفلق، المسيحي، المؤسس الرئيسي لحزب البعث، استدرك العلاقة التي تجمع الإسلام بالأمة العربية، "فالإسلام هو دين نزل في أرض عربية، وعلى نبي عربي، وباللغة العربية". الإسلام هو إذن جزء لا يتجزأ من التراث العربي. وميشال عفلق شرح سنة 1940 ان البعث والإسلام ليسا متناقضين، وأوضح سنة 1943 في خطابه الشهير في جامعة دمشق تحت عنوان: ذكرى الرسول العربي:
"إننا نرى في العروبة جسداً، روحه الإسلام" و"إن المسلم هو العربي الذي آمن بالديانة الجديدة، لأنه يجمع بين الظروف والفضائل التي كانت ضرورية ليفهم أن هذه الديانة تجسد الانطلاق العربي، نحو الوحدة والقوة والتطور".
وقال ميشال عفلق ايضاً: "قد لا نُرى في الجوامع، نصلِّي مع المصلين، أو نصوم مع الصائمين، ولكن نحن نؤمن بالله، وفي حاجة ملحَّة للإيمان، فعبؤنا ثقيل، وطريقنا وعر، وغايتنا بعيدة".
هذا هو ملخص موقف حزب البعث من هذا الموضوع، ولنعد للسؤال المطروح، لنقول، لا، فحرب إيران – العراق وحربي الخليج والحصار، لم يكونوا، بالنسبة لحزب البعث وللرئيس صدام حسين، مناسبة لتحقيق تطور أو تغيير في الأيديولوجية البعثية، ولا تغيير من عراق علماني بعثي إلى عراق ديني، هذه الأحداث، كانت فرصة للتذكير ولإظهار قيم الإسلام مثل الإيمان، والثقة بالنفس الروحانية، ومعنى الشجاعة والبسالة للدفاع عن بلدنا، وهذا حتى الشهادة.
ج: حزب البعث لم يكن يوماً يدعو إلى الإلحاد، وإنما على العكس، هو حزب مؤمنين، مناضلين، يؤمنون بالله، سواء كانوا مسلمين، مسيحيين أو غير ذلك، وبالنسبة لهم فإن الله هو خالق هذا الكون.
ولكن حزب البعث، يميز بين الإيمان والدين من جهة، والنظام والدولة من جهة أخرى، أنه حزب علماني لا يسمح بتدخل الدين في شؤون الدولة، وبالنسبة له، الدولة يجب أن تكون مستقلة عن الدين، وعن رجال الدين، غير أن هذا لا يمنع اللجوء إلى الأدبيات الدينية.
وميشال عفلق، المسيحي، المؤسس الرئيسي لحزب البعث، استدرك العلاقة التي تجمع الإسلام بالأمة العربية، "فالإسلام هو دين نزل في أرض عربية، وعلى نبي عربي، وباللغة العربية". الإسلام هو إذن جزء لا يتجزأ من التراث العربي. وميشال عفلق شرح سنة 1940 ان البعث والإسلام ليسا متناقضين، وأوضح سنة 1943 في خطابه الشهير في جامعة دمشق تحت عنوان: ذكرى الرسول العربي:
"إننا نرى في العروبة جسداً، روحه الإسلام" و"إن المسلم هو العربي الذي آمن بالديانة الجديدة، لأنه يجمع بين الظروف والفضائل التي كانت ضرورية ليفهم أن هذه الديانة تجسد الانطلاق العربي، نحو الوحدة والقوة والتطور".
وقال ميشال عفلق ايضاً: "قد لا نُرى في الجوامع، نصلِّي مع المصلين، أو نصوم مع الصائمين، ولكن نحن نؤمن بالله، وفي حاجة ملحَّة للإيمان، فعبؤنا ثقيل، وطريقنا وعر، وغايتنا بعيدة".
هذا هو ملخص موقف حزب البعث من هذا الموضوع، ولنعد للسؤال المطروح، لنقول، لا، فحرب إيران – العراق وحربي الخليج والحصار، لم يكونوا، بالنسبة لحزب البعث وللرئيس صدام حسين، مناسبة لتحقيق تطور أو تغيير في الأيديولوجية البعثية، ولا تغيير من عراق علماني بعثي إلى عراق ديني، هذه الأحداث، كانت فرصة للتذكير ولإظهار قيم الإسلام مثل الإيمان، والثقة بالنفس الروحانية، ومعنى الشجاعة والبسالة للدفاع عن بلدنا، وهذا حتى الشهادة.
القائد صدام حسين أعد للمقاومة منذ سنين
س: أنت عضو في القيادة القومية لحزب البعث، العراق محتل ويقاوم، هل يمكن التأكيد أن المقاومة محضَّرة على المستويات العليا، إذا كان الجواب نعم، منذ متى، وكيف؟
ج: منذ 17 تموز 1968، لم يشعر العراق أنه بأمان، بل كان محاطاً بدول، بعضها يغذي شعوراً بالعداوة، أن لم نقل بالطمع تجاهه، وأكبر دليل على ذلك، هو الانقلاب المحَّرك من قبل إيران الشاه، والمدعوم من قبل الولايات المتحدة الأميركية آخر كانون الأول 1969، والذي أحبطته الحكومة العراقية.
وبعد السيطرة على الـ IPC في حزيران 1972 والحصار على البترول العراقي، جرت محاولة انقلاب مماثلة تم إحباطها أيضاً في صيف 1973.
ولمواجهة ذلك، قررت الحكومة العراقية أن تنشيء جيشاً شعبياً في 1973 حيث كان أعضاؤه في البداية، من الحزبيين، في حزب البعث فقط.
وفي سنة 1976، سمح للمرأة بالانضمام للجيش الشعبي مع توفير التدريب المناسب لها.
وفي سنة 1978 أقر الجيش، هذا التجنيد لكل الشعب العراقي دونما استثناء، والدور الأساسي للجيش الشعبي كان في البداية حماية الجبهة الداخلية للبلد، ولكن عند اندلاع "الحرب العراقية – الإيرانية" في 1980، توسع نطاق عمله، ليدعم الجيش العراقي في سبيل تأمين وحدة الأراضي العراقية.
ثمَ ولد تنظيم آخر، شبه عسكري: "فدائيي صدام"، والمنضمين اليد أصغر سناً وخضعوا لتدريب أكثر تقدماً، وتميزوا خلال العدوان الأميركي على العراق، وما زالوا، أنهم في قلب المقاومة الوطنية العراقية. في 28 أيلول 2000، عندما أعلنت الانتفاضة في فلسطين، دعا الرئيس صدام حسين، كل العراقيين للتطوع من أجل حماية البلد وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني،
وفي غضون أيام، كان الملايين من العراقيين قد تسجلوا وتدربوا على القتال، والكل يتذكر العرض العسكري لهؤلاء المتطوعين والذي دام 13 ساعة والذي حياه واقفاً الرئيس صدام حسين.
كل هذه التنظيمات، هي جزء لا يتجزأ من المقاومة العراقية، ويمكن أن نؤكد أنها شكلت النواة الفعالة لها، مثلما أثبتت المقاومة الباسلة للاحتلال الأميركي منذ أربعة سنوات ونيف، وجودها وفعاليتها، وارتدادت ذلك في قلب المجتمع الأميركي، كما في داخل الكونغرس الأميركي.
وأن هذه المقاومة ستتواصل، حتى تحرير العراق، وحتى انسحاب القوات الأميركية وحلفائها من كل الأراضي العراقية.
ج: منذ 17 تموز 1968، لم يشعر العراق أنه بأمان، بل كان محاطاً بدول، بعضها يغذي شعوراً بالعداوة، أن لم نقل بالطمع تجاهه، وأكبر دليل على ذلك، هو الانقلاب المحَّرك من قبل إيران الشاه، والمدعوم من قبل الولايات المتحدة الأميركية آخر كانون الأول 1969، والذي أحبطته الحكومة العراقية.
وبعد السيطرة على الـ IPC في حزيران 1972 والحصار على البترول العراقي، جرت محاولة انقلاب مماثلة تم إحباطها أيضاً في صيف 1973.
ولمواجهة ذلك، قررت الحكومة العراقية أن تنشيء جيشاً شعبياً في 1973 حيث كان أعضاؤه في البداية، من الحزبيين، في حزب البعث فقط.
وفي سنة 1976، سمح للمرأة بالانضمام للجيش الشعبي مع توفير التدريب المناسب لها.
وفي سنة 1978 أقر الجيش، هذا التجنيد لكل الشعب العراقي دونما استثناء، والدور الأساسي للجيش الشعبي كان في البداية حماية الجبهة الداخلية للبلد، ولكن عند اندلاع "الحرب العراقية – الإيرانية" في 1980، توسع نطاق عمله، ليدعم الجيش العراقي في سبيل تأمين وحدة الأراضي العراقية.
ثمَ ولد تنظيم آخر، شبه عسكري: "فدائيي صدام"، والمنضمين اليد أصغر سناً وخضعوا لتدريب أكثر تقدماً، وتميزوا خلال العدوان الأميركي على العراق، وما زالوا، أنهم في قلب المقاومة الوطنية العراقية. في 28 أيلول 2000، عندما أعلنت الانتفاضة في فلسطين، دعا الرئيس صدام حسين، كل العراقيين للتطوع من أجل حماية البلد وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني،
وفي غضون أيام، كان الملايين من العراقيين قد تسجلوا وتدربوا على القتال، والكل يتذكر العرض العسكري لهؤلاء المتطوعين والذي دام 13 ساعة والذي حياه واقفاً الرئيس صدام حسين.
كل هذه التنظيمات، هي جزء لا يتجزأ من المقاومة العراقية، ويمكن أن نؤكد أنها شكلت النواة الفعالة لها، مثلما أثبتت المقاومة الباسلة للاحتلال الأميركي منذ أربعة سنوات ونيف، وجودها وفعاليتها، وارتدادت ذلك في قلب المجتمع الأميركي، كما في داخل الكونغرس الأميركي.
وأن هذه المقاومة ستتواصل، حتى تحرير العراق، وحتى انسحاب القوات الأميركية وحلفائها من كل الأراضي العراقية.
سيبقى شهيد الأضحى صدام حسين، رمزاً خالداً من تاريخ الأمة
س: كنت تعرف جيداً الرئيس صدام حسين، أي أثر سيترك في تاريخ الأمة العربية؟
ج: قابلت الرئيس صدام حسين لأول مرة في المؤتمر القومي العربي السادس في تشرين الأول 1963 في دمشق. حينها ألقى خطاباً طويلاً انتقد فيه سلطة البعث وحلفاءه، التي كانت تحكم منذ 8 شباط 1963. هذا الخطاب أوضح تماماً الوضع المتأزم للنظام في العراق، فلفت نظر كل الرفاق المشاركين في المؤتمر، وخاصة نظر الأستاذ ميشال عفلق، قائدنا المؤسس.
وصدام حسين في ذلك الوقت، كان لا يتعدى السادسة وعشرين ربيعاً. ثم تعرفت عليه لاحقاً وعن قُرب، عندما كنا نحن الاثنين عضوين في القيادة القومية لحزب البعث، وكان العراق بقيادته يسير على خطى بناء دولة تقوم على أسس مبادئ البعث، صدام حسين كان رجلاً مؤمناً، ذكياً ومتأثراً بعمق بحزب البعث فكراً وتنظيماً وكان شجاعاً لديه بعد نظر، ومثفقاً خاصة فيما يتعلق بالتاريخ والإستراتيجية، كان واثقاً بنفسه، حازماً في قراراته، ولديه فكر خلاَّق، كان رجل الدولة المخطط الذي يجمع المبادئ والأسس مع التطبيق بتوازن ذكي، كان يملك حسَّ التخطيط مع الدقة والروح الناقدة الضرورية، كان يعتقد أن تحقيق مبادئ كل ثورة أو نظام يتطور مع فهم وإدراك المجتمع لحقوقه وواجباته.
وقد رأينا أن التعبير عن الديمقراطية في العراق كان يتزامن مع تحقيق النظام لبرنامجه السياسي وهكذا تم التصويت على أول قانون انتخابي يتعلق بانتخابات المجلس الوطني في 17 كانون الأول 1970.
بعد 10 سنوات ومع تحقق محو الأمية بنسبة كبيرة، وبالتزامن مع تطور التعليم على كل المستويات تم سن مشروع قانون انتخابي أكثر تطوراً، نوقش داخل المؤسسات النقابية والشعبية وخضع للاستفتاء وصدر العام 1980.
الرئيس صدام حسين، كان رجل رسالة، استندت استراتيجيته على مبادئ حزب البعث وعلى معرفة واسعة للمجتمع العراقي، ومن هذا المنطلق، أحاط نفسه بمستشارين وخبراء ووزراء وأعضاء في قيادة الحزب، وتشارك معهم في أخذ القرارات. وبهذه الصفات وهذا الإيمان حكم الرئيس صدام حسين، العراق، إلى حين العدوان الأميركي على هذا البلد واحتلاله، وأسر رئيسه، كأسير حرب في 12 كانون الأول 2003، بعد أن كان قد حقق قسماً مهماً من برنامج الثورة (17 تموز 1968)، بشكل خطط سنوية أو خطة خمسية، أو طويلة الأمد.
لقد حقق صدام حسين تأميم النفط، تأكيداً لاستقلال العراق وتحرير ثرواته، وأصدر قانون الحكم الذاتي للأكراد، وكرَّس التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى التطور في النظام الصحي، الذي أصبح خلال سنوات، من الأحدث والأهم في المنطقة، سواء من ناحية مستوى الجسم الطبي والاستشفائي، أو من ناحية مجانيته.
أما على صعيد وسائل المواصلات، فلقد تقدم العراق بخطوات عملاقة في بناء الطرقات والاوتوسترادات، وأذكر في عام 1963، عند زيارتي الأولى إلى بغداد، ان هذه المدينة كانت عبارة عن مجموعة بلدات أو قرى موصولة ببعضها البعض بواسطة طرقات مزرية، الطريق الرئيسية منها، فقط كان لديها رصيف، ولكنه في حالة يرثى لها.
وفي ظل رئاسته للعراق، أصلح صدام النظام الاقتصادي، وأمم الموارد الطبيعية، والخدمات الرئيسية: الكهرباء، خدمات المياه، سكك الحديد، كما قسم اقتصاد البلد إلى ثلاثة قطاعات: القطاع العام، القطاع الخاص والقطاع المشترك.
أما على صعيد الديمقراطية وبالتزامن مع نمو مستوى التعليم والوعي صدر قانون يتعلق بالأحزاب السياسية عام 1989، وقانون آخر بتأسيس مجالس محلية عن طريق الانتخاب. كما تم إنشاء مساحة حرة للتعبير الديمقراطي في المدارس والجامعات، أعطت للطلاب المجال لانتقاد كل ما يتعلق بالنظام التربوي وبكيفية تطبيقه، بهدف اقتراح تعديلات عليه،
لقد أقام الرئيس صدام حسين، في مكتبه، خطاً هاتفياً خاصاً، لتلقى الشكاوى من المواطنيين، وكرَّس يوماً أو يومين في الأسبوع لاستقبال أصحاب الشكاوى، سواء كانت تتعلق بأمور خاصة أو عامة، وعلى صعيد الأمن الداخلي، يمكننا القول، أن العراق لم يعرف مرحلة أكثر أماناً من المرحلة التي حكم فيها صدام حسين، كما بذلت جهود استثنائية ليتمكن الجيش العراقي من الدفاع عن البلد، ولختم هذه القراءة السريعة أقول: أنه تحت حكم صدام، دخل العراق فعلاً في طريق النهضة.
ولكن الولايات المتحدة الأميركية، لا تسمح لدولة من العالم الثالث، أن تتطور فعلياً، خاصة إذا كان لديها موارد بترولية ولها سياسة وطنية مستقلة، ودور فاعل عل الصعيدين الفلسطيني والعربي.
ففي عام 1981، دمرت "اسرائيل" المفاعل النووي المدني المنشأ من قبل فرنسا، ثم اخترعوا موضوع أسلحة الدمار الشامل، وعلاقة المسؤولين العراقيين بـ"القاعدة،" بالرغم من أن كل هذا افتراء، وتطلعات القاعدة مناقضة لمبادئ حزب البعث، على كل حال، فإنهم لم يتمكنوا من إثبات أي من هذه الأمور.
وفي النهاية، أعلنت أميركا الحرب على العراق، فاحتلته، مستخدمة الأسلحة الممنوعة مثل القنابل العنقودية، اليوارنيوم المنضب، والقنابل الفراغية الحارقة التي تبث غازات تصل حرارتها إلى أربعة آلاف درجة مئوية، استعملت في ليل 8-9 نيسان خلال الحرب حول مطار صدام حسين في بغداد.
ولقد قاتل الجيش العراقي ببسالة خلال ثلاثة أسابيع، حتى استعمال هذه الأسلحة، التي هي أسلحة قتل جماعي، وممنوعة في الاتفاقات الدولية، ومنذ 11 نيسان 2003، تكمل المقاومة العراقية المسيرة وهي تكبد المحتلين الخسائر الضخمة في الأرواح والآليات ومختلف المناحي العسكرية، أما الرئيس صدام حسين فلقد كان هو المحرك وهو القائد لهذه المقاومة وحتى عند تنفيذ حكم الإعدام بحقه وهو على منصة الإعدام، حيا المقاومة والمقاومين وصرخ: "يحيا العراق، تحيا فلسطين، تحيا الأمة العربية، أشهد أن لا اله إلا الله..."
خلال الزيارة التي قام بها رامسفيلد إلى زنزانته، رفض صدام أن يحاوره، بعد أن خيَّره في أن يعيش بهناء في البلد الذي يختاره، شرط أن يوافق على الظهور على شاشة التلفزة ويعطي أمراً إلى المقاومة العراقية بتسليم سلاحها.
وطلب الرئيس صدام من رامسلفيد، وقبل أي مفاوضات، الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وتحرير الأسرى العراقيين المدنيين والعسكريين، وتعويض العراق عن الخسائر التي مني بها منذ الاعتداء.
وبالرغم من حملة محاولة نزع الهالة - وأقول أكثر الحملة الشيطانية – التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ أكثر من خمسة عشر سنة على الرئيس صدام حسين، فأنا متأكد أنه سيبقى في المستقبل، مثلما كان دائماً، وما هو اليوم رمزاً لحرية ووحدة ونهضة العراق والأمة العربية، وكما جاء في الآية الكريمة: ((فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) صدق الله العظيم
ترجمة: ريما بيسار
ج: قابلت الرئيس صدام حسين لأول مرة في المؤتمر القومي العربي السادس في تشرين الأول 1963 في دمشق. حينها ألقى خطاباً طويلاً انتقد فيه سلطة البعث وحلفاءه، التي كانت تحكم منذ 8 شباط 1963. هذا الخطاب أوضح تماماً الوضع المتأزم للنظام في العراق، فلفت نظر كل الرفاق المشاركين في المؤتمر، وخاصة نظر الأستاذ ميشال عفلق، قائدنا المؤسس.
وصدام حسين في ذلك الوقت، كان لا يتعدى السادسة وعشرين ربيعاً. ثم تعرفت عليه لاحقاً وعن قُرب، عندما كنا نحن الاثنين عضوين في القيادة القومية لحزب البعث، وكان العراق بقيادته يسير على خطى بناء دولة تقوم على أسس مبادئ البعث، صدام حسين كان رجلاً مؤمناً، ذكياً ومتأثراً بعمق بحزب البعث فكراً وتنظيماً وكان شجاعاً لديه بعد نظر، ومثفقاً خاصة فيما يتعلق بالتاريخ والإستراتيجية، كان واثقاً بنفسه، حازماً في قراراته، ولديه فكر خلاَّق، كان رجل الدولة المخطط الذي يجمع المبادئ والأسس مع التطبيق بتوازن ذكي، كان يملك حسَّ التخطيط مع الدقة والروح الناقدة الضرورية، كان يعتقد أن تحقيق مبادئ كل ثورة أو نظام يتطور مع فهم وإدراك المجتمع لحقوقه وواجباته.
وقد رأينا أن التعبير عن الديمقراطية في العراق كان يتزامن مع تحقيق النظام لبرنامجه السياسي وهكذا تم التصويت على أول قانون انتخابي يتعلق بانتخابات المجلس الوطني في 17 كانون الأول 1970.
بعد 10 سنوات ومع تحقق محو الأمية بنسبة كبيرة، وبالتزامن مع تطور التعليم على كل المستويات تم سن مشروع قانون انتخابي أكثر تطوراً، نوقش داخل المؤسسات النقابية والشعبية وخضع للاستفتاء وصدر العام 1980.
الرئيس صدام حسين، كان رجل رسالة، استندت استراتيجيته على مبادئ حزب البعث وعلى معرفة واسعة للمجتمع العراقي، ومن هذا المنطلق، أحاط نفسه بمستشارين وخبراء ووزراء وأعضاء في قيادة الحزب، وتشارك معهم في أخذ القرارات. وبهذه الصفات وهذا الإيمان حكم الرئيس صدام حسين، العراق، إلى حين العدوان الأميركي على هذا البلد واحتلاله، وأسر رئيسه، كأسير حرب في 12 كانون الأول 2003، بعد أن كان قد حقق قسماً مهماً من برنامج الثورة (17 تموز 1968)، بشكل خطط سنوية أو خطة خمسية، أو طويلة الأمد.
لقد حقق صدام حسين تأميم النفط، تأكيداً لاستقلال العراق وتحرير ثرواته، وأصدر قانون الحكم الذاتي للأكراد، وكرَّس التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى التطور في النظام الصحي، الذي أصبح خلال سنوات، من الأحدث والأهم في المنطقة، سواء من ناحية مستوى الجسم الطبي والاستشفائي، أو من ناحية مجانيته.
أما على صعيد وسائل المواصلات، فلقد تقدم العراق بخطوات عملاقة في بناء الطرقات والاوتوسترادات، وأذكر في عام 1963، عند زيارتي الأولى إلى بغداد، ان هذه المدينة كانت عبارة عن مجموعة بلدات أو قرى موصولة ببعضها البعض بواسطة طرقات مزرية، الطريق الرئيسية منها، فقط كان لديها رصيف، ولكنه في حالة يرثى لها.
وفي ظل رئاسته للعراق، أصلح صدام النظام الاقتصادي، وأمم الموارد الطبيعية، والخدمات الرئيسية: الكهرباء، خدمات المياه، سكك الحديد، كما قسم اقتصاد البلد إلى ثلاثة قطاعات: القطاع العام، القطاع الخاص والقطاع المشترك.
أما على صعيد الديمقراطية وبالتزامن مع نمو مستوى التعليم والوعي صدر قانون يتعلق بالأحزاب السياسية عام 1989، وقانون آخر بتأسيس مجالس محلية عن طريق الانتخاب. كما تم إنشاء مساحة حرة للتعبير الديمقراطي في المدارس والجامعات، أعطت للطلاب المجال لانتقاد كل ما يتعلق بالنظام التربوي وبكيفية تطبيقه، بهدف اقتراح تعديلات عليه،
لقد أقام الرئيس صدام حسين، في مكتبه، خطاً هاتفياً خاصاً، لتلقى الشكاوى من المواطنيين، وكرَّس يوماً أو يومين في الأسبوع لاستقبال أصحاب الشكاوى، سواء كانت تتعلق بأمور خاصة أو عامة، وعلى صعيد الأمن الداخلي، يمكننا القول، أن العراق لم يعرف مرحلة أكثر أماناً من المرحلة التي حكم فيها صدام حسين، كما بذلت جهود استثنائية ليتمكن الجيش العراقي من الدفاع عن البلد، ولختم هذه القراءة السريعة أقول: أنه تحت حكم صدام، دخل العراق فعلاً في طريق النهضة.
ولكن الولايات المتحدة الأميركية، لا تسمح لدولة من العالم الثالث، أن تتطور فعلياً، خاصة إذا كان لديها موارد بترولية ولها سياسة وطنية مستقلة، ودور فاعل عل الصعيدين الفلسطيني والعربي.
ففي عام 1981، دمرت "اسرائيل" المفاعل النووي المدني المنشأ من قبل فرنسا، ثم اخترعوا موضوع أسلحة الدمار الشامل، وعلاقة المسؤولين العراقيين بـ"القاعدة،" بالرغم من أن كل هذا افتراء، وتطلعات القاعدة مناقضة لمبادئ حزب البعث، على كل حال، فإنهم لم يتمكنوا من إثبات أي من هذه الأمور.
وفي النهاية، أعلنت أميركا الحرب على العراق، فاحتلته، مستخدمة الأسلحة الممنوعة مثل القنابل العنقودية، اليوارنيوم المنضب، والقنابل الفراغية الحارقة التي تبث غازات تصل حرارتها إلى أربعة آلاف درجة مئوية، استعملت في ليل 8-9 نيسان خلال الحرب حول مطار صدام حسين في بغداد.
ولقد قاتل الجيش العراقي ببسالة خلال ثلاثة أسابيع، حتى استعمال هذه الأسلحة، التي هي أسلحة قتل جماعي، وممنوعة في الاتفاقات الدولية، ومنذ 11 نيسان 2003، تكمل المقاومة العراقية المسيرة وهي تكبد المحتلين الخسائر الضخمة في الأرواح والآليات ومختلف المناحي العسكرية، أما الرئيس صدام حسين فلقد كان هو المحرك وهو القائد لهذه المقاومة وحتى عند تنفيذ حكم الإعدام بحقه وهو على منصة الإعدام، حيا المقاومة والمقاومين وصرخ: "يحيا العراق، تحيا فلسطين، تحيا الأمة العربية، أشهد أن لا اله إلا الله..."
خلال الزيارة التي قام بها رامسفيلد إلى زنزانته، رفض صدام أن يحاوره، بعد أن خيَّره في أن يعيش بهناء في البلد الذي يختاره، شرط أن يوافق على الظهور على شاشة التلفزة ويعطي أمراً إلى المقاومة العراقية بتسليم سلاحها.
وطلب الرئيس صدام من رامسلفيد، وقبل أي مفاوضات، الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وتحرير الأسرى العراقيين المدنيين والعسكريين، وتعويض العراق عن الخسائر التي مني بها منذ الاعتداء.
وبالرغم من حملة محاولة نزع الهالة - وأقول أكثر الحملة الشيطانية – التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ أكثر من خمسة عشر سنة على الرئيس صدام حسين، فأنا متأكد أنه سيبقى في المستقبل، مثلما كان دائماً، وما هو اليوم رمزاً لحرية ووحدة ونهضة العراق والأمة العربية، وكما جاء في الآية الكريمة: ((فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) صدق الله العظيم
ترجمة: ريما بيسار
Labels: مقابلة صحفية مع الدكتور عبد المجيد الرافعي عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
0 Comments:
Post a Comment
<< Home